مكافئة المحبيــن للقيامة الجمعة الثانية من شهر برمودة

Large image

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحدآمين .فلتحل علينا نعمته وبركته الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور كلها آمين .
تقرأ علينا الكنيسة يا أحبائي في هذا الصباح المبارك فصل من بشارة معلمنا مرقس الإصحاح 16والذي يتحدث عن أحداث القيامة المقدسة،يحدثنا عن المريمات اللواتي ذهبن باكراً جدا عند القبر،يقول"وباكرا جداً في الأحد من السبوت أتين إلى القبر، إذ طلعت الشمس وقلن فيما بينهن من يدحرج لناالحجرعن باب القبر وتطلعن فرأين الحجر قد دحرج لأنه كان عظيم جدا،ولما دخلن القبر رأين شاباً جالساً عن اليمين مرتدياحلة بيضاء فخفن، فقال لهن لا تخفن يسوع الناصري المصلوب الذي تطلبنه قد قام ليس هو ههنا".
١- المحبة تغلب العوائق :
محبةالمريمات يا أحبائي محبة فائقة، قد يكون موقف المريمات يسبب خجل للتلاميذ لأنهم مع أنهم نساء،والمعروف عن النساء أنطبعهم ضعيف، إلا أنهم غلبوا طبعهم،غلبوا الضعف، غلبوا العوائق،وذهبوا للقبر،لذلك أريد أن أتحدث معكم عن محبة ربنا، محبة ربنا يا أحبائي تجعل الإنسان يتخطى ضعفاته، ضعف طبع الجنس، ضعف الطبع البشري،ضعف المعوقات الخارجية والتي لا يتغلب عليها الإنسان أبدا إلابمحبة الله،المحبة تغلب المعوقات،مثلما قال عنها الكتاب "تحتمل كل شيء وتصبر على كل شيء وترجو كل شيء ولا تسقط أبدا"، هذه هي المحبة،عوائق كثيرة تنتظر المريمات :
١- عائق ضعفهم البشري كنساء.
٢- عائق الخوف.
اللواتي هن متحمسين له وذاهبين لأجله ليضعوا له أكفان وأطياب هو شخص مات موتة عار،شخص كل الناس تبرئت منه، كل الناس تخلت عنه،شخص الدولة كلها انقلبت عليه، فكيف يقولون أننا نتبعه؟، كلنا شاهدنا موقف التلاميذ وهم جالسين في العلية أبواب مغلقة،هاربين، خائفين،مذعورين، مرعوبين، والمريمات ذاهبين يقولوا نحن نريد أن نضع عليه أكفان،المحبة تغلب الخوف يا أحبائي، المحبة تغلب الطبع، محبة تغلب العوائق،لكن الليل مظلم نحن سنخرج والظلام باق لكي عندما نصل للقبر يكون النور بدأ يسطع والشمس بدأت تشرق، لكنهم في الطريق كان قبر يسوع خارج أورشليم، خارج البلد،وضع في الأطراف، ومعروف أماكن المقابر أنها أماكن مخيفة خاصة إذ لم يوجد بها أفراد، بالإضافة إلى أن اللواتي ذاهبين لزيارته ليس مجرد شخص قد توفي وهم عائلته وذاهبين له لا بل هوشخص على قبره حراس، شخص علق على خشبة على صليب والذي يعلق على خشبة يكون ملعون، شخص الناس كلها هتفت وقالت اصلبه، اصلبه، الناس كلها قالت دمه علينا وعلى أولادنا، الناس كلها مؤيدين لفكرة صلبه ولفكرة موته،والمريمات ذاهبين يقولوا نحن نتبعه،محبة يا أحبائي قوية كالموت،الإنسان أحياناً يقول لماذا أنا كسلان؟،لماذا لايوجد لدي اشتياقات حلوة تجاه الله، لماذا لا أفعل أعمال محبة كثيرة؟، اقول لك لأن الحب قليل،الحب عندما يكون قليل العوائق تغلبه، يقول لك أنا مشغول، يقول لك الحب عندما يزيد في قلب الإنسان يغلب،يغلب المشغولية،يغلب الضعفات،يغلب العوائق، يغلب الظلمة،يغلب الخوف، يغلب الحراس، عوائق كثيرة تنتظرهم،فالبلد أساساً لها أبواب،لابد أن يعبروا الأبواب أولا ثم بعد ذلك يذهبوا إلى القبر،وعندما يصلن إلى القبر، القبر عليه حجر، عليه حراس، إذا قاموا بالتفكيرقليلاً في هذه العوائق لن يخرجوا من منازلهم أبدا،لكن ماالذي يجعل هذه العوائق كلها تزول من أمامهم؟محبتهم لله، لن يروا أن الدافع الذي يذيب هذه العوائق كلها هو المحبة.إذا كان في العرف اليهودي أساساً المرأة صعب جداً أنها تسير في الشارع بمفردها، إذا كان العرف اليهودي ينظر للمرأة بطريقة فيها نقصان شديد، وازدراء شديد، كيف يغلبوا هذه العوائق كلها؟ يقول لك لأن رصيد المحبة لديهم مرتفع جداً،مرتفع جداً، ساهرين يجهزوا الأطياب،أخذوا الأطياب رغم أنهم يعلموا أن القبر صعب الوصول إليه،ويعلمون أن عليه حجر، إذن ماذا تفعلوا بهذه الأطياب التي معكم؟!،سوف تقولوا لهم أرفعوا لنا الحجر، وحتى وهم في الطريق بدأ هذا السؤال يقلقهم قليلاً، قال لك من يدحرج لنا الحجر؟ لكن المحبة تجد إجابة عن كل سؤال،أو تجعل أنه لا يوجد سؤال، أوتجعل المستحيل يكون سهل،خرجوا ومعهم رصيد من الحب كبير، يكفيهم هذه الرحلة الشاقة،وكفي لأنه يغلب هذه العوائق كلها.المحبة يا أحبائي عندما تدخل قلب الإنسان تجعله يتجاوز حتى نفسه،تجعله يقول مع معلمنا بولس الرسول "ولا نفسي ثمينة عندي"،تجعله يحتمل كل شيء، ويصبر على كل شيء،ويرجو كل شيء،رصيد محبة في القلب يا أحبائي يصنع معجزات وعجائب،خرجوا وتخطوا كل العوائق إلى أن بدأوا يقتربوا جداً من القبر، فينظروا ليجدوا الحجر قد دحرج لأنه كان عظيم جدا.
٢- المحبة تعاين الأمور السمائية :
ما الذي يجعل الإنسان يستحق أن يرى بركات القيامة، أن يرى بركات في حياته، أن يعلن له أسرار، أن يكشف له الأمور الغامضة؟ أقول لك لا يوجد أكثر من المحبة،عندما دخلن القبر رأين شاباً جالساً عن اليمين مرتديا حلة بيضاء "ملاك"،المحبة تجعلك ترى الملائكة، المحبة تجعلك ترى القيامة،ترى القبر الفارغ، ترى الحجر الذي دحرج،كيف دحرج؟!،بدون تدخلك أنت الله يرسل ملاك ويدحرجه لك، الأمور التي تبدو مستحيلة المحبة تذللها، الحجر يدحرج،نرى ملائكة،نعاين قيامة، تعالى اجعل إنسان يعيش مع ربنا برصيد من الحب كبير تكشف له أسرار، تعلن له إلهيات، تجد اتصاله بالسماء وثيق، تجد الإنجيل مفتوح أمامه،لايوجد عليه حجر، لايوجدعليه ختم،تجد لديه الفهم للأسرار الإلهية سهل، ما الذي جعله سهل؟ أنه عالم!، أنه ذكي!، أنه يقرأ كثيراً!،يقول لك لا أبدا،بل لأنه داخله رصيد من المحبة كبير،والذي داخله رصيد من المحبة كبير يرى به ما لا يرى وما لا يراه الآخرين، وما لا يفهمه الآخرين، تجد الله يعطيه أمور سمائية، فائقة، جميلة،المريمات يرون الحجر المدحرج، يدخلوا داخل القبر الفارغ ويرون النور،و يرون الملائكة،الملائكة تحدثهم، يقلن نحن كن آخر ما نطمع إليه أننا نتلامس مع جسده المائت ونضع له أطياب،هذه كل آمالنا، هذا ما نطمع إليه،يقول لك لا بل أن الرغبة التي لديك بالنسبة لك أنت تراها في خيالك لكن أنا بالنسبة لي الذي أنا أريد أن أعطيه لك هذا قليل فأنا أريد أن أعطيك أكثر من ذلك بكثير، أنا لاأجعلك تلمس جسد مائت لا لكني أجعلك تعاين قيامة، أنا لا أجعلك تدخل داخل قبر وأنت خائف من دخوله من كثرة الظلمة، أنا أجعلك تدخل قبر كله نور، وكله ملائكة، أنا أجعلك تتلامس مع أمور إلهية سماوية رغم أنك ذاهب إلى مكان موحش، ومكان مخيف، أنا أجعلك تذهب إلى مكان ما ذهبت إلى مثله مطلقا، أنا أجعلك تذهب إلى رحلة تظل تتذكرها كل أيام حياتك، وتكون هذه أبهج الأيام وأبهج اللحظات في حياتك،ما الذي يجعل لحظات حياتنا ممتعة؟ يقول لك المحبة،قف أمام الله بمحبة، تجد نفسك اغتنيت،اكتفيت،شبعت،نورت،فرحت، رغم أن الدنيا مظلمة، رغم حكاية القبر، رغم حكاية الصليب المتعبة والمؤلمة، رغم تخلي الناس، .....، .... إلخ،كل هذا سيزول، بماذا يزول؟ بمحبتك، المحبة تزيل العوائق، المحبة تجعلك تعاين الإلهيات كل الناس يا أحبائي الذين عاشوا السماء على الأرض كان رصيد محبتهم لله كبير جعلهم لا يتذكروا أنفسهم، وجعل أعينهم تكون مفتوحة ومكشوفة على أسرار سماوية، الناس يكونوا حولهم ويعيشون نفس الأمور التي يعيشوها لكن هؤلاء يرون أمور أخرى،المحبة تعطي القلب المفتوح والعين المستنيرة.
٣- المحبة تحول الإنسان إلى شاهد :
عندما أعلن لهم القيامة لأنهم أحبوا قال لهم ليس هو ههنا هوذا الموضع الذي وضعوه فيه، لكن أذهبن وقلن لتلاميذه ولبطرس أنه يسبقكم إلى الجليل هناك ترونه كما قال لكم، المحبة تحول الإنسان إلى شاهد إلى أمين، إلى كارز، ما الذي يجعل الإنسان يكرز؟ أقول لك أن محبته جعلته يتذوق أشياء وجعلته يرى أشياء الذين حوله لا يرونها،أقول له لايصح ذلك،بل مثلما شاهدت أنت لابد أن غيرك أيضا يشاهد، لابد أنك أيضا تجعل غيرك يتحمسوا أنهم يروا،أذهبوا وقولوا للتلاميذ،ويخص أيضا بطرس لئلا يضعف، يخاف، يبعد، لا أذهبوا قولوا للتلاميذ وقولوالبطرس أنه يسبقكم إلى الجليل هناك ترونه،لاحظ أن التلاميذ كانوا قد تشتتوا،وتقريباً أكثر من ثلثي التلاميذ أساساً جليلين أي من الجليل، فقال لهم إذا كنتم هربتم شمال أو يمين تجمعوا مرة أخرى في الجليل التي هي بلدكم ومسقط رأسكم، تجمعوا وأسبقوني للجليل وأذهبوا وعيشوا في بيوتكم، وكونوا مع بعضكم، اجتمعوا مع بعض، ولا تخافوا وأنا سآتي إليكم، ماذا يفعل؟ !يعطيهم مسئولية،الإنسان يا أحبائي الذي داخله محبة لربنا كبيرة تجده هو نفسه ذاق، هو نفسه عاش، هو نفسه أحب،فهذه الاختبارات التي أخذها يقول له الله هذه ليست لك، لا بل هذه لإخوتك،لابد أن تنادي، لا يصح أنك أنت تشاهد القيامة وهم لا يشاهدوها،لا يليق أنكم تتمتعوا ببركة معينة وأخوتكم يحرموا منها،قولوا لهم، اشهدوا لهم،تتصور أنت أن التلاميذ الذين يكرزون للعالم كله تبلغ أقوالهم إلى أقصى أقطار المسكونة، تخيل أنت إذا كانت القيامة وهي ركيزة الإيمان المسيحي،لا يعرفوها، قلقين،خائفين، متشككين،والذين يذهبوا إليهم ليقولوا لهم خبرالقيامة مريمات،أقول لك ماذاتفعل المحبة؟ المحبة تجعل الإنسان يسبق،يسبق غيره، حتى إذا كان له منصب، حتى إذا كان له ظروف مختلفة،المحبة تجعل الإنسان يسبق الكثيرين لأن الله لا يقيم الناس بحسب رتبهم لكن بمقدار محبتهم،كثيراً سنجدفي السماء أسرار، ستجد أشخاص مجهولين،سنجد نساء، سنجد فتيات، سبقوا أشخاص يمكن أن يكون لهم رتب، يمكن أن يكون لهم كرامات،كثيراً ما نجد أشخاص في أعين الناس قليلة لكنهم أمام الله لهم كرامة كبيرة، ما الذي ميزهم؟،ما الذي أعطاهم هذه الكرامة؟ محبتهم، ما الذي جعل المريمات شهودللقيامة، كارزات القيامة؟ محبتهم، والمحبة مثلما يقولوا تجعل القلب الخائف قلب شهيد،تحول الخائف إلى شهيد،هؤلاء هم المريمات،تحولوا إلى شهود للقيامة شهدوا للتلاميذ،الذي يجعل الإنسان يا أحبائي يكون داخله غيرة على أخوته محبته لله،داخله غيرة على كل من حوله يتمنى أنه يتذوق،يرى، يعرف، وعندما يعطي الله للإنسان إعلان لمحبته له يبدأ يتجاوب مع هذا الحب، يبدأ يثقل قلبه بإخوته،يبدأيضع في قلبه مسئولية تجاه الآخرين يقول لك لا أذهبوا إلى إخوتي وقولوا لبطرس أن يسبقوا إلى الجليل هناك يرونني،فليس هم الذين يسبقوا بل أنا أسبقهم إلى الجليل، يقول لك خرجن بمعنى هربن من القبر لأن رعدة وحيرة، بالتأكيد الموقف يا أحبائي كان يفوق احتمالهم،ومع ذلك تلقوا الخبر وذهبوا و شهدوا ونادوا،وبالفعل بمجرد أن التلاميذ سمعوا هذا الخبر وجدنا بطرس ويوحنا يركضون لكي يذهبوا ويروا هم أيضاً،والذين شاهدوا قالوا لغيرهم،والذي لم يقدر أن يذهب إلى القبر ربنا يسوع جاء له،وذهب لهم في العلية،و ذهب إليهم وهم على بحر طبرية، وذهب لتلميذي عمواس،ويظل يجول يفتقد الكل، يثبت الكل، رجع كل إنسان دخل إليه خوف أو ضعف أو شك، وعرفهم ما معني يقين القيامة، إلى هذه الدرجة يارب أنت مهتم بكل إنسان إلى هذه الدرجة أنت تسعي لكل نفس،وإلى هذه الدرجة تود أن تجمع الكل حولك،وتريد أن الجميع يشهدون لقيامتك، يقول لك نعم لأن الذي يتلامس مع القيامة يتغير،ما الذي غير التلاميذ يا أحبائي؟القيامة، فهم عاشوا معه، سمعوا كل تعاليمه،شاهدوا كل معجزاته،شاهدوا صلبه،وإلى هنا خافوا، إلى هنا الذي أنكر،الذي ابتعد،الذي تشتت،هل التعاليم كلها ليست كافية؟، هل المعجزات كلها ليست كافية؟،أقول لك لازال هناك شيء باقي،ما المتبقي؟ أقول لك أن القيامة هي ختم أعمال المسيح كلها، هي التي أكدت كل الأعمال السابقة،هذه هي التي أعطت لكل الأعمال السابقة قيمة أعلى من قيمتها بكثير،يقول لك هذا الذي شاهدناه يعلم قد قام،فقيامته أعطت قوة لتعاليمه، هذا الذي شاهدناه مصلوب قام فقيامته أعطت قوةلصلبه، هكذا يا أحبائي صارت القيامة هي المحرك للكرازة كلها،لذلك كان ربنا يسوع يؤكد على حقيقة قيامته وتمتع تلاميذه وكنيسته بالقيامة،رأيناالمحبة الإنسان يا أحبائي عندما يريد أن يطمئن على نفسه يسأل نفسه كم رصيد محبته؟،المحبة تغلب العوائق،المحبة تغلب تعب الجسد، المحبة تغلب الكسل، المحبة تغلب قلة الإمكانيات،المحبة تغلب الضعف البشري، المحبة تغلب ضعفات الطبع،المحبة تغلب الظروف المحيطة،المحبة تستحق أن تعلن لنا الإلهيات،المحبة تجعل من الإنسان شاهد وكارز بأسرار القيامة والأسرار الإلهية ربنا يعطينا يا أحبائي أن يكون لنا هذا الحب،أن يكون لنا هذه الغيرة، أن تكون لنا هذه الأمانة ربنا يكمل نقائصنا ويسندكل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائما أبديا آمين.

عدد الزيارات 1553

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل