قراءات الشهيد مارجرجس المزاحم الجمعة الثالثة من شهر بؤونة

Large image

بسم الأب والابن والروح القدس إله واحدآمين .فلتحل علينا نعمته وبركته الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور كلها آمين .
تعيد الكنيسة اليوم يا أحبائي باستشهادالقديس مار جرجس المزاحم،القديس مارجرجس المزاحم من أب غير مسيحي مسلم، وأم مسيحية، الأم قامت بتربيته على مخافة الله ومعرفة المسيح،وعندما كبر ونمى في الفضيلة كانت أمه أحيانا تأخذه معها الكنيسة، وكان يرى الشعب وهو يتناول،فاشتهي أن يتناول، فقالت أمه له لا يمكن، لماذا؟! لأنك لم تعتمد،كل مااستطاعت أمه أن تفعله هو أنهاأعطت له لقمة بركة،أكل لقمة البركة فيقول لك كانت في فمه أحلى من العسل،قال لها إذا كانت لقمة البركة التي يأخذها جميع الناس مذاقها بهذاالجمال فكيف يكون التناول الذي يأخذه المؤمنين داخل الهيكل؟!،اشتهي أن ينال سر المعمودية،فتعمد ومارس الأسرار، تزوج من مسيحية، وبعد ذلك عرف أمره،اجتمعوا حوله،قاموا بتعذيبه، فترك البلد وذهب إلى بلد أخرى لا أحد يعرفه فيها، بعد فترة قليلة بدأت الناس تعرفه،طلبوه للعذاب واستشهد وقطعت راسه،وكانوا يريدون بعد أناس تشهد أن يحرقوا جسده،فجسده لم يفسد من الحريق، ألقوه في البحر إلى أن عثرت عليه امرأة قديسة فقامت بتكفينه ووضعت جسده بإكرام، قصة لكن في الحقيقة خلفها معاني كثيرة.كم أن الإنسان يا أحبائي عندما يعرف المسيح يمكن أن يفطم من محبة العالم، من علاقاته العاطفية،كيف أن الإنسان محبة المسيح تشبعه،تجذبه،ترفعه فوق نفسه، فوق أسرته الضيقة، تنقله لدرجة يكون فيها أقرب إلى درجة الملائكة.الكنيسة ياأحبائي عندما تحتفل بشهيد، تجدها تخرج من كنوزها كل ما هو جميل،نجد البولس اليوم من رسالة معلمنا بولس الرسول إلى اهل رومية يتكلم كأنه يتكلم بلسان مار جرجس المزاحم، يقول لك "من الذي يفصلنا عن محبة المسيح"، كأن مار جرجس المزاحم هو الذي يقول لنا هذا، الكنيسة تعتبر يا أحبائي أن قراءات القداس تدور حول القديس اليوم، وكأن القداس اليوم احتفال بقديس اليوم، حفلة على شرفه، والكنيسة عندما تريد أن تقيم حفلة لا يوجد لديها أجمل من حفلة القداس،فهذه هي الحفلة، فبدلاً من أن نقول لكم كل يوم تعالوا حفلة لقديس معين،فحفلتنا هي القداس،فحفلتنا اليوم هوقداس من أجل القديس مارجرجس المزاحم،فالكنيسة تقول لك ها صورته أمامك،وها سيرته أمامك، والقراءات أمامك لكي تعيش بنفس المنهج، فيقول لك "من الذي يفصلنا عن محبة المسيح أشدة أم ضيق أم اضطهاد أم جوع أم عري أم خطر أم سيف كما هو مكتوب أننا من أجلك نمات كل النهار قد حسبنا مثل غنم للذبح ولكننا في هذه جميعها يعظم انتصارنا بالذي أحبنا"، ما الذي يفصلني عن محبة المسيح؟ سيف،جوع، عري، شدة، ضيق أبدا، من أجلك نمات كل النهار.
محبة المسيح يا أحبائي عندما تدخل في قلب الإنسان تغربه عن نفسه،كما قال القديس الشيخ الروحاني "إن محبة المسيح قد غربتني عن البشر والبشريات"، قال لك "أولئك يارب الذين أشرقت عليهم بشعاع من حبك لم يحتملوا السكنى بين الناس"، بمجرد أن محبة المسيح تدخل بقلب الإنسان يبحث كيف يرضيه، يبحث كيف يكون معه في ملكوته،فيجد الاستشهاد فيقول مستعدة نفسي،ماالذي يفصلني عن محبةالمسيح؟ لاشيء،ثم يقول لك معلمنا بولس "فإني متيقن أنه لا موت ولا حياة ولا ملائكة ولا رؤساء ولا أمور حاضرة ولا مستقبلة ولا قوات ولا علو ولا عنف ولا خليقة أخرى تقدر أن تفصلناعن محبة الله التي في المسيح يسوع ربنا"، لا يوجد شيءيفصلنا أبدا،شاهد عدد الأمور التي قالهامعلمنا بولس الرسول لدرجة قال لك ولا أمور حاضرة فسكت قليلاً ثم عادوقال لك ولا مستقبلة، تقول لي وهل أنت تعرف ما في المستقبل؟ أقول لك مهما حدث في المستقبل،ثم قال لك ولا خليقة أخرى حتى إذا أحضروا لون من ألوان الخليقة الأخرى التي لا نعرفها أيضا لا تفصلنا عن المحبة التي في المسيح يسوع،لماذا؟ لأنها محبة أساسها متين لا تتزعزع.أنا أريكم كيف تحتفل الكنيسة بالقديس نحن رأينا هذا البولس،نشاهد الكاثوليكون معلمنا بطرس الرسول يحدثك عن أن المسيح قد تألم فيقول لك "إذ قد تألم المسيح بالجسد عنا تسلحوا أنتم أيضا بهذا المثال"،لماذا أنت مندهش أن مار جرجس يهان أو يتألم،فالمسيح نفسه يتألم،أنت أيضاً تسلح بهذا المثال،فأن من تألم في الجسد كف عن الخطية، ثم يقول لك "إنما نهاية كل شيء قد اقتربت"، إنسان مستعد للاستشهاد يحسب هذه الدنيا زائلة،فبما أن نهاية كل شيء قد اقتربت فتعقلوا إذن وأسهروا للصلوات، هذا إنسان يشعر أن النهاية بدأت تقترب،ابتدأ الإنسان يشعر أنه غير قادر أن يعيش لغير المسيح،لماذا؟ فهويعرف أنه يستعد للأبدية، يعرف أنه يعيش بحسب نعمةالله، لذلك كان يتكلم عن احتمال الألم، وأن من تألم في الجسد كف عن الخطية.الشهيد يا أحبائي هو أجمل أيقونة لصدق العلاقة مع الله،الشهيد هو أجمل أيقونة للحب الإلهي، الشهيد هو صورة لإنسان أدرك ماذا فعل المسيح من أجله، فيقول لك إذا كان المسيح مات من أجلي فماذا أفعل أنا لكي أقدم له، أموت من أجله، بعد ذلك الإبركسيس يحدثنا عن معلمنا بولس عندما دخل السجن هو وسيلا، دخل السجن وضرب وربطوه في مقطرة،وقال لك "أمروا أن يضربا بالعصي فعندما ضربوهم ضربات كثيرة ألقوهما في السجن وأوصوا حافظ السجن أن يحرسهما بضبط"، وكأن القراءات كلها مرتبة على الألم والضيق الألم من أجل المسيح، السجن، الاحتمال،وقال لك"وهو إذ قد أخذ وصية مثل هذه ألقاهما في السجن الداخلي"، عندما وجدأنهم موصي عليهم قال أن هؤلاء الجماعة لابد أن يعاملوا معاملة خاصة فيها شدة قليلاً، فوضعهم في السجن الداخلي، وضغط أرجلهما في المقطرة، ليس فقط وضعهم في سجن داخلي لكن قام بربط أرجلهم في مقطرة، وفي نحو منتصف الليل كان بولس وسيلا يصليان ويسبحان الله والمسجونون يسمعونهما،فحدثت بغتة زلزلة عظيمة حتى تزعزعت أساسات السجن، الصلاة زعزعت أساسات السجن، فماذاحدث؟الأبواب انفتحت،وعندما فتحت الأبواب انحلت أيضا قيود ليس فقط بولس وسيلا بل جميع المسجونين، كل القيود انحلت،بالطبع مسجونين، مقيدين، حدث زلزلة، هرج ومرج،و أبواب انفتحت، فماذايفعلون؟!يهربوا مسرعين!،فعندما استيقظ حافظ السجن ووجد أبواب السجن مفتوحة استل سيفه وكان مزمعا أن يقتل نفسه، هو لايريد سيفه لكي يفعل بهم شيئاً فهو قد أدرك ماحدث،أدرك أن كلهم هربوا، أبواب مفتوحة،الجدران متزعزعة، فبذلك من المؤكد أن كلهم هربوا فالرجل أراد أن يقتل نفسه، فيقول لك عن معلمنا بولس الرسول "فنادي بولس بصوت عظيم لا تفعل بنفسك شيئا رديا لأن جميعنا ههنا"، حتى المسجونين الآخرين موجودين، لا يوجد مسجون قد هرب أبدا، فأخذ ضوء ونهض إلى داخل وخر لبولس وسيلا وهو مرتعد، حافظ السجن هو الذي يخر لبولس، هو الذي يسجد لبولس،ليس هو الذي يضرب بولس، منذ قليل كان يضربه لكن عندما عرف من هذا خر لبولس،يقول لك فأخرجهما وقال لهما يا سيدي ماذا ينبغي لي أصنعه لكي أخلص، فكرزوا له، فقال له آمن بالرب يسوع ورجع واعتمد هو وأهل بيته.الكنيسة يا أحبائي تريد أن تشير إلينا إلى أي درجة الإنسان عندما يعيش داخل المسيح يسوع وداخل محبته يتخطى نفسه يتخطى الألم، متي يزيد الألم؟عندما يكون الإنسان محصور داخل نفسه، عندما يكون الإنسان ليس لديه رؤية، لكن عندما يكون الإنسان يتألم داخل المسيح يهون عليه الألم،لذلك هنا الكنيسة تعود وتقول لك مزمور اليوم يقول "نور أشرق للصديقين"لماذا؟ لاتظن أن هؤلاءالقديسين كانت الحياة بالنسبة لهم عذاب، ظلمة،سجن،جلد،فقط لا فهناك نور، قم بقراءةسير الشهداء تجده يقول لك يتعذب في النهار والذي تأتي له السيدة العذراء، والذي يأتي له الملاك ميخائيل،والذي يأتي له ربنا يسوع بنفسه،والذي يستيقظ صباحا يجدوه سليم،ما هذا؟!،لأن هناك نور القصة ليست كلها ألم،القصة داخلها تعزيات، داخلها سرور، قال لك "نورأشرق للصديقين، فرح للمستقيمين بقلبهم،أفرحوا أيها الصديقون بالرب واعترفوا لذكر قدسه"،وهنا تقرأ لنا الكنيسة فصل من بشارة معلمنا لوقا أصحاح٢١ يقول لك "وقبل هذا كله يلقون أيديهم عليكم"، كل هذامن أجل مار جرجس المزاحم، وكأن مثلما أقول لكم أن محور القداس هو قديس اليوم، عندما يكون اليوم تذكار نبي تجدالقراءات تناسب نبي، قديسة تجدالقراءات تناسب قديسة، شهيدة تجد القراءات تناسب شهيدة، بطريرك تجد القراءات تناسب بطريرك، راهب تجدالقراءات تناسب راهب، ملاك تجدالقراءات تناسب ملاك،شهيد تجد القراءات تناسب شهيد، والجميل في الكنيسة أنه يمكن أن تجد أحيانا يكون هناك شهيد جندي نجدالقراءات تناسب جندي،هناك شهيد مثل شهيداليوم فهوليس جندي هو شهيد عادي نجدالقراءات تناسب شهيد عادي، أحيانا شهيد مثلاً يكون قد تعذب بأنواع معينة من العذابات، يأتي لك بالقراءةالتي تناسب نوع العذاب الذي تعذبه هذا الشهيد،على سبيل المثال شهيدمثل الأمير تادرس يكون مثلاً ألقوا عليه ثعبان فيقول لك"تطأالأفعى والحيات"،تجد مثلاً أبو سيفين يقول لك"جزنا في النار والماء وأخرجتنا إلى الراحة"،يقول لك "تقلد سيفك على فخذك أيها الجبار" لماذا؟ لأنه جندي،تجد كل قديس له قراءاته، هنا هذا الشهيد وقف أمام ملوك وولاة قال لك "قبل كل هذا يلقون أيديهم عليكم، يطردونكم" فعلا طرد،وذهب وترك مكان، لمكان، لمكان، ويسلمونكم إلى مجامع وتحبسون وتقدمون أمام ملوك وولاة كل هذا لأجل اسمي، إذا كان مارجرجس المزاحم عاش حياته الطبيعية ربما كان قد وصل لدرجة في البلد، أوأخذ كرامة معينة لكن كرامة زمنية، ربما كان عاش مكرم في العالم لكن هنا قال لك أبدا فهم أصبحوا يهينوه،يضربوه، يطردوه لكن لماذا كل هذا؟! قال لك لأجل اسمي،فيكون لكم ذلك شهادة فضعوا أيضاً في قلوبكم أن لا تهتموا بما قد تحتجون به لأني أنا أعطيكم فما وحكمة التي لا يقدر جميع معانديكم أن يقاوموها أو يناقضوها، وسوف تسلمون من الوالدين والإخوة،يقولون أن والد مار جرجس المزاحم هذا كان هو السبب وراء أن مار جرجس يتعذب وأن هو الذي أرسل أشخاص لكي تتابعه وتعرف عنه،وهم الذين وشوا به، والده، قال لك "سوف تسلمون من الوالدين والأخوة والأقارب والأصدقاء ويقتلون منكم وتكونون مبغضين من الجميع من أجل اسمي"،ثم في النهاية يقول لك "وشعرة من رؤوسكم لا تهلك بصبركم تقتنون أنفسكم"،نقول له كيف شعرة من رؤوسكم لا تهلك إذا كان الشهيد يتألم آلام مبرحة؟! ، إذا كنانسمع عن شهداء تقطعت أعضاء أجسادهم،قديس مثل القديس يعقوب المقطع إذا كان يديه الإثنين وأرجله الإثنين قدقطعوا،كيف تقول لنا شعرة من رؤوسكم، هو في الحقيقة هذا التعبير تعبير أبدي ليس تعبير زمني،بمعنى يريد أن يقول لهم كل هذا ولا يوجدشيءيمسكم في الأبدية، شعرة من رؤوسكم لا تسقط لماذا؟لأن الله ما الذي يعنيه؟، هل يعنيه شكلنا ونحن هنا على الأرض، شخص ضرب أوأذنه قطعت أووجه هتشوه،ليس هذا ما يعنيه،الذي يعنيه المنظر الأبدي للإنسان، يقول له كل هذالا يمسك، كل هذا لا تتأثر به،كل هذا ليس له أي تأثير على مستقبلك الأبدي لا تخف.هذه هي الكنيسة ياأحبائي،الذي يتفاعل مع الكنيسة يدرك أن هذه الكنيسة وعد الأنجيل،وكم تستخدم الإنجيل بمهارة، في كل قديس تعرف تخرج من الكنز الذي لديها ما يناسب القديس،الشهيد، البطريرك، النبي، الملاك، وقراءات للسيدة العذراء وقراءات للأنبياء لماذا؟ لأنها كنيسة قد شبعت بالكتاب المقدس فتعرف أن تخرج الفصل المناسب، المزامير لديها محفوظة منقوشة في قلبها،بمجرد أن تجد قديستخرج المزمور الذي يناسبه،تخرج فصلا لإنجيل الذي يناسبه،تخرج البولس، الكاثوليكون،الإبركسيس، لماذا؟ لأن الكنيسة عاشت الإنجيل،ونستطيع أن نقول أن الكنيسة هي كنيسة الإنجيل والإنجيل هو إنجيل الكنيسة.القديس مار جرجس المزاحم يا أحبائي يعلمنا درس صغير،كم هو تأثير الأم،فأمه هي التي سقته الإيمان،أمه هي التي عرفته سير القديسين، أمه هي التي عرفته أقوال الآباء،أمه هي التي علمته قوة الاحتمال بدليل أنها كانت مسيحية ومسيحيتها هذه كانت معلنة وفي نفس الوقت كان زوجها يحترمها ويقدرها، أم نقلت لابنها الإيمان،لكن الأب هو الذي كان في يده السلطة،ونحن نعلم أنه منا لممكن أن الولد يميل للسلطة أكثر ما يميل للضعف،هو يرى في أمه الإيمان والضعف،ويري في أبيه عدم الإيمان والقوة، فمن يتبع؟ تبع الإيمان لأن الإيمان يكون حركة قلبية من داخل الإنسان، شاهد ورأى،لأنه رأى في أمه أمور تمس قلبه،وتغير قلبه، وتقدسه،ورأى في أمه مجد الحياة الأبديةلذلك انجذب قلبه إليها.كل شهيد يا أحبائي يعلمنا درس مهم،أننا نفطم من محبة العالم، كل شهيد يعلمنا أنه من يفصلنا عن محبة المسيح، كل شهيد يعلمنا كيف نعيش العالم ونحن لدينا إستعداد أننا نميت أعضاءنا التي على الأرض، كل شهيد يعلمنا أن الحياة الأبدية أهم بكثير من الحياة الزمنية، كم يعيش الإنسان؟ قد يكون 20 سنة أو١٠ سنين أو 30 سنة ماذا تساوي هذه السنين بالنسبة للحياة الأبدية؟!، كل يوم في حياتك امسك فيه، امسك في كل يوم كإنه آخر يوم من أيام عمرك، قل يارب علمني أن أصنع مرضاتك في هذا اليوم، أعطيني أن أقدم لك جسدي كشهيد على مذبح محبتك، كل يوم يارب كيف أرضيك فيه، كيف حياتي كلها تنتهي وكأنني قدمت لك عمري كله.ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائما أبدياآمين .

عدد الزيارات 1767

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل