فلنحذر الشكلية الجمعة الرابعة من شهر مسرى

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين . فلتحل علينا نعمته وبركته الآن وكل أوان وإلى دهرالدهوركلهاآمين .
عندمايكون هناك تذكار لأحد الأنبياء تقرأ علينا الكنيسة فصل من بشارة معلمنا مار متي البشير الإصحاح 23 الفصل الذي نجد فيه ربنا يسوع يوبخ الكتبة والفريسيين ويعطيهم الويلات على نفاقهم وعلى شكليتهم في العبادة.نتعجب يا أحبائي أن ربنا يسوع مصدر كل بركة ومصدر كل نعمة يتكلم بالويل، سمعناه يتكلم بالتطويب سمعناه يتكلم بالبركة، سمعناه يتكلم بالتشجيع،رأيناكم هو يقبل الخطاة،رأيناه كم كان يدافع عن الخطاةليس فقط يقبلهم،رأيناه كم كان يدافع عن المرأة الخاطئة، وعن التي أمسكت في ذات الفعل، بينما يأتي عند الكتبةوالفريسين ويعطيهم الويل، أكثر صفة ياأحبائي تجلب غضب الله على الإنسان هي الرياء،أن الإنسان يريد أن يأخذ فقط شكل الحياة مع الله لكن الجوهر بعيد، يقول لهم أنتم تطوفون البحر والبر تصنعوا غريبا واحدا وتريدون في النهاية بعدما طفتم البحر والبر لكي تأتوا بفرد واحد وفي النهاية تجعلوه ابن لجهنم،قال لهم ويل لكم أيها القادة العميان القائلين من يحلف بالهيكل فليس بشيء ومن يحلف بذهب الهيكل كان عليه، لديهم الهيكل في الذهب،ليس الهيكل في كرامة الهيكل كهيكل، قلبوا الحقائق وغيروا الموازين.لذلك ياأحبائي الإنسان في حياته مع الله لابد أن يكون مدقق جداً، نستطيع القول أن هؤلاء الكتبة والفريسين كانوا فئات كثيرةجداً، أحياناً نسمع عن شخص يقال عليه اسمه ناموسي، يقول لك "وإذا ناموسي قام ليجربه" تسمع عن شخص آخر يقال عليه أنه فريسي،ونسمع عن آخر يقال عليه هذا من الكتبة، ماالفرق؟! أقول لك بطريقة بسيطة جداً الناموسي هو الذي يحفظ الناموس عن ظهر قلب، تخيل شخص ما نحضر له أسفار موسى الخمسة ومن بداية سفر التكوين إلى آخرعدد في سفرالتثنيةيظل يحفظ فيه ويتلوه،كلمة بكلمة،فهو بذلك اسمه ناموسي،من هو الناموسي؟ الحافظ أسفار موسى الخمسة عن ظهر قلب، كلمة بكلمة، بالحرف بالتشكيل، لم يخطئ أي خطأ هذاهوالناموسي،فمن هو الفريسي؟يقول لك عن الفريسي أنه المدقق في تنفيذ الناموس، هذا هو الفرق بين الناموسي والفريسي،الناموسي الحافظ، أما الفريسي فهو المدقق في التطبيق، وبعد ذلك هناك الكتبة، الكتبة هم الأعلى وأعلى،الذي يشرح الناموس،الذي يفسر،فالناموسي هو الحافظ، الفريسي هوالمدقق، الكاتب الذي يشرح، تخيل أنت إذا تحدثنا عن كل شخص منهم منفرداً:-
١- الناموسي :
تخيل أنت عندما يكون شخص يحفظ أسفار موسى الخمسة عن ظهر قلب ولكن مجرد حفظ باللسان أو بالذهن،هل هذا ما يريده الله، حافظ الناموس كله كلمة بكلمة،وبدأت تظن نفسك أنه لا يوجد أحد مثلك، وأخذت شكل شخص كأنه يحفظ كلام الله في فكره وفي قلبه، لكن هل تعمل بهم؟!،أم أنك تحفظ الوصية بلسانك وبعقلك وتكسرها بقلبك؟إذن ما الفائدة؟،تدقق في الحرف،الحفظ، الكلام، الكتابة لكن لاتحفظ الوصية في جوهرها، لذلك الله يقول لك "طوبى للذين يسمعون كلام الله ويحفظونه"، هل يقصد بالحفظ الذي هو الحفظ عن ظهر قلب؟لابل يقصد الذي يحفظه أي الذي يعمل به،هذا هو الهدف من الوصية أن أعمل بها،أن أعيشها بالفعل،أن أطبقها في حياتي بالفعل، أكثر مشكلة يا أحبائي تبعد الإنسان عن الله أن يحفظ ولا يعمل، يقول لك أن"سامعين عاملين لا خادعين أنفسهم"،أسمع وأعمل،نحفظ آيات لكن هل نعمل بها،نجد أن هناك مسافة كبيرة بيننا وبين الآية،جميعنا نحفظ ونردد مع بعض "لا تحبوا العالم ولا الأشياء التي في العالم لأن العالم يمضي وشهوته معه أما الذي يصنع مشيئة الله فهذا يثبت إلى الأبد"، وكلنانحفظ "إن كان لنا قوت وكسوة فلنكتفي بهم" ، ونحفظ "حب قريبك كنفسك" ، ونحفظ "ينبغي أن يصلى كل حين ولا يمل" ، نقول الآية وأقول لك أكمل تكمل على الفور،لكن هل نعمل بها؟! هذا هو الناموسي،الناموسي الذي يحفظ فقط، أقول لك لا أنتبه كل آية أجلس تودد للآية، وقل لنفسك أين أنا من الآية؟،وقل يارب اعطني قوة لفعلها، يارب ساعدني أن أعيشها، يارب كيف لا أحب العالم، أنا مربوط رباطات كثيرة وثقيلة كيف اتخلص منها؟، كيف أحل من هذه الرباطات،كيف إن كان لي قوت وكسوة أكتفي بهم؟، أنا بداخلي طمع شديد،أناداخلي بئر من الرغبات لا يشبع،كيف أكتفي؟،الكاهن يصلي لنا في القداس ويقول "لكي يكون لنا الكفاف في كل شيء كل حين نزداد في كل عمل صالح"،يريد أن يقول لك تريد أن يكون لديك زيادة قم بزيادة الأعمال الصالحة لكن أمور العالم يكون لديك فيها كفاف،تعيش الوصية،أتتذكر الشاب الغني الذي سأل المسيح "ماذا أفعل لأرث الحياة الأبدية؟"قال له قل لي ما المكتوب في الناموس؟ هل تحفظه؟! قال له أنا أحفظ كل الناموس قال له إذن هذا جيد جداً، أنت متفوق افعل هذا فتحيا، هناك فرق بين الحفظ والتطبيق، هناك فرق بين المعرفة والعمل،لا تكتفي فقط بمرحلة المعرفة لا بل اعمل،لذلك تجد البولس يقرأ،ثم بعدذلك الكاثوليكون،ثم بعد ذلك الإبركسيس، بعد ذلك تجد هناك أوشيه للإنجيل،لماذاالإنجيل؟ قال لك لابدأن يكون هناك صلاة نصليها قبلما نقرأ الإنجيل،هي صلاةللإنجيل التي تقول"فلنستحق أن نسمع ونعمل"، وكأننا نصلي قبلما نسمع الإنجيل ونقول يارب ساعدنا، ساعدنا أننا نسمع ونعمل، ساعدنا نسمع ونعمل، كل آية اسأل نفسك أين أنت من هذه الآية؟!،هل تطبقها أم لا؟،هل تعيشها أم لا؟،لم أنسي ذات مرة بنت صغيرةجداً حوالي ثمان سنين جاءت تعترف ثم قالت لي هناك زميلة لي في المدرسة تجلس بجواري كان معها(براية) شكلها حلو جدا تضيءوتدور..... إلخ، أنا في الحقيقة قد ظننت أنها أخذتها وكنت سأقول لها لا نأخذ شيء يخص أحد وكنت سوف أتكلم معها،قلت لها هل أخذتيها؟ قالت لي لا،فسألتها إذن بماذا تعترفي! قالت لي لأنني اشتهيتها،فهناك وصية تقول لك "لا تشتهي مالقريبك"،مجرد ان البنت اشتهت هذه البراية جاءت لتعترف بأنها اشتهتها،عش الوصية وراقب نفسك ستجد هناك أمور كثيرة مكسورة تحتاج للتصليح، أحياناً نكتفي بالمعرفة،ونظن أننا عرفنا لا،عندما يقول لك "تحب الرب إلهك من كل قلبك" من كل قلبك،تفحص ما في قلبك،تفحص كمية المشاعر التي لديك الموزعة يميناً ويساراً عندما تركز على محبة المسيح فماذا تصبح كل قلبك، كل قدرتك، كل نفسك، تحب قريبك كنفسك، هذه الآية يوجد بها قوة مختبئة داخلها،أسرار لا تعطى إلا لمن يبحث عنها،للمجتهد،للذي يطرق،للذي يبحث، قوة مسخرة فيها، تحمل داخلها أسرار،مجرد أنك تعزم على فعلها تنكشف لك قوتها،تأخذ نعمتها،تأخذ بركتها، تأخذ قدرة فعلها، لكن كلما أنت تشاهدها من الخارج لا تفتح لك أبدا،نحن تعجبنا عندما وجدنا عدو الخير وهو يجرب ربنا يسوع وجدناه يحفظ الآيات،قال له "مكتوب أنه يوصي ملائكته بك ويحفظونك في سائر طرقك"، مكتوب كان يجربه بالمكتوب، الشيطان يحفظ،فهؤلاء الناموسين نقول لهم لا ليس الحفظ يكفي،و نحن أيضا نقول لأنفسنا أنا كل آية أحفظها لابد أن أكون أحفظها بقلبي قبلما أحفظها بذهني،لابد أن أعيش هذه الوصية قبلما أكون مجرد أعرفها،لن ننسي أبدا موقف السيدة العذراء في عرس قانا الجليل قالت له "ليس لهم خمر"، فذهبت للناس وقالت لهم كلمة قالت لهم"مهما قال لكم فافعلوه"،وكأن كلمة السيدة العذراءلازالت تقولها لنا إلى اليوم،تقول لنا كل مايقوله لكم في الإنجيل وكل الوصايا الذي قالها لكم مهما قال لكم حتى إذا كنتم غير قادرين علي تنفيذها لكن الذي يقول لكم فافعلوه، مهما قال لكم فافعلوه، قال لهم أملأوا الأجران ماء، فيقول لك قد ملأوها إلى التمام، الوصية عندما تقال لك قل نعم، ساعدنا يارب أن نطبقها وننفذها ونعيشها حتى إذاكنا غيرقادرين،أنت يارب الذي تعينني، الإنسان الذي ينظر على الوصايا من بعيد يشعرأنها ثقيلة جداً، لكن بمجرد أن يدخل داخلهايشعرأنها لذيذة جداً، القديس أنطونيوس تأتي له آية تلمسه وهي"إن أردت أن تكون كاملاً أذهب وبع كل ما لك وتعالى اتبعني" ،آية صعبة جداً، لكنه وضع في قلبه أن ينفذها،شاهد كمية السعادة الذي أخذها عندما نفذها، أحياناً نعتبر أن هذه خسارة لكن إذا سألته هو تشعرأنه رابح،قد خسر ماديات لكن ربح روحيات، لذلك عندما جاء لينصح تلاميذه قال لهم "أعلموا يا أولادي أن ليست كل الوصايا صعبة أوثقيلة،الوصاياليست صعبة وليست ثقيلة بل نور حقيقي وسرور أبدي لكل من أكمل طاعتها"نور حقيقي، مختبئ داخلها نور، لذلك تجد القديسين أناس قد حفظوا الإنجيل، كان المتنيح أبونا بيشوي كامل يحب أن يعمل تأمل جميل وهو أنه يجلس ينظر لكل قديسو يبحث عن الآية التي حركت هذا القديس،علي سبيل المثال اذا كان الأنبا انطونيوس الآية التي حركته هي "إن أردت أن تكون كاملاً أذهب وبع كل ما لك"، مارجرجس "لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد"،القديس أبانوب "لا تهتموابالغد، العالم يمضي وشهوته"، الست دميانة، مارمينا، أبو سيفين، الأنبا بيشوي، الأنبا باخوميوس، مكسيموس ودوماديوس، وكل قديس ضع له الآية التي تناسبه،ستجد كل منهم يعتبر هو شرح الآية، سيرته شرح الآية،وهذاما تفعله كنيستنا أنها تجعل لك فصول من الإنجيل وتجدهامشروحة بسيرة قديس.
٢- الفريسي:
المدقق، الذي يضع العشور بالوزن،بالحبة،يقوم بتعدادالحبوب لديه ويخرج منها العشور،يزن عيدان النعناع التي لديه ويخرج منها العشر،هناك وصية عن مثلاً تقديس السبت فلايمشي أيام السبت، ويكون له عدد خطوات معينة يوم السبت، في الختان يكون له شروط، عيد الفصح في الذبائح، مدقق جداً لدرجة شديدة جداً،حتى أن فئة الفريسيين ينبثق منها فئات كثيرة حوالي سبع أو ثمان فئات، منها فئة اسمها المرددون، المرددون هم أن الشخص نظراً لكثرة ما يريد أن يظهر للجميع كم هو قديس يسيروهو منغلق العينين لكي لا ينظر للعالم، ولا الأمور التي في العالم، فعندمايسير وعينيه مغلقة فإنه يتخبط،فعندما يتخبط ينجرح، وكلما كان عدد الجروح التي فيه أكثر كلما أثبت أنه رجل بار أكثر وأكثر، لاحظ الشكلية، لاحظ الفريسية،لاحظ الإنسان كم يمسك في الفرع ويترك الأصل،لكن هل أنت تغلق عيناك وقلبك بماذا ينشغل؟!،لكن وماذا عن أفكارك الداخلية الذي لا أحد يعرف أن يحفظها أبدا ولا أحد يستطيع أن يراقبها غير الله،الذي قال لك كل شيء مكشوف وعريان لذاك الذي معه أمرنا،لذلك أستطيع أن أقول لك هذا الذي يعد الخطوات وبعض الأشياء، والذي يعشر الحبوب بالميزان،قال لك"تعشرون النعناع والشذب"قال لك نعم لكن للأسف تتركوا الرحمة والمحبة،تأكلون مال اليتيم ولعلة تطيلون في الصلوات،تتمسك بجزء لكن تترك الجوهر،قال له تظل تغسل الكأس والصحفة وتنظفها من أجل شرائع التطهير لكن من داخلها مملوءة اختطاف وأموات، قال لك فهم مثل القبور المبيضة من الخارج لكن داخلها عظام أموات،ما هي القبور المبيضة من الخارج؟ كان يقول لك الأفراد وهم ذاهبين لأورشليم للفصح كلهم أو قد يكون أكثر من 95% من الذين يذهبوا لأورشليم يكونوا زوار فلايعرفوا البلد،فعندما يسيروا في الطرق من الممكن جداً أنهم يمروا على مقابر وهم لايعرفون،فلكي ينبهوا الناس أن هذه مقابر، لأن الذي يلمسها يكون نجس أو مجرد الذي ظله يقع عليها، بمعنى أن شخص يسير وظله جاء على قبر فإنه يتنجس، فكانوا لكي يحذرون الناس أنهم لا يمروا على مقابر يجعلوها لهم بألوان بيضاء وفاتحة بحيث أنها تكون ظاهرة،و بالطبع في كل عيد يقوموا بتبييضها من جديد،فيقول لهم تظلوا تبيضون المقابر، فأنتم مثل هذه المقابر مهتمين أن المقبرة يكون شكلها من خارج أبيض لكن أنظرداخل المقبرة مافيها؟!فيهانتن،وكأنه يريد أن يقول لهذا الرجل الفريسي فأنت كثيراً ما تهتم بالخارج لكن لا تهتم بالخفاء،لاتهتم بعمقك، أحيانا نحن نهتم بشكلنا من الخارج لكن من داخلنا يكون هناك أفكار كثيرة وأمور كثيرة متعبة،يدقق جداً في الأطعمة، يجرب أشياء، ويحرم أشياء،وماذا عن كلامه، نظراته، أفكاره،واهتمامات قلبه، أيهما أهم؟
لذلك وجدنا القديسين يدققوا لكن يدققوا في حياتهم الداخلية،كثيرا تسمع عن كلام أحد من القديسين يقول لك مبدأ حراسة الفكر، يحدثك عن يقظة الحواس،يحدثك على العين المدربة، يحدثك على العين المصلوبة، هل هناك عين مصلوبة؟يقول لك نعم هناك عين مصلوبة العين المنضبطة، العين المختونة، العين التي قطع منها الشر،لا أحد يأخذفي اعتباره موضوع العين، لكن هو الإنسان المدقق مدقق في خفائه، لايجلس ليعد عيدان النعناع ويعشرهاويكون هو بذلك أصبح رجل حافظ للناموس لابل دقق من داخلك، يقول لك في بستان الرهبان عن راهب كان كلما تأتي له فكرة جيدة ويطيعها يحضرقطعة حجر صغيرة ويضعها في سلةعلي يمينه،وعندما تأتي له فكرة رديئة ويطيعها أو عندما يدين أحد في فكره أوعندما يقول كلمة لا تليق يضع الحجر في سلةعلي يساره، وفي نهاية اليوم يقوم بتعداد الحجر في كل سلة، إذا وجد أن الذي على اليسار أكثر معناه أنه فعل خطايا كثيرة هذا اليوم فماذايفعل؟! يعاقب نفسه ويقول أنا لن أأكل،لماذا لن تأكل؟لأنني اليوم أدنت،تكلمت كلام لا يليق،فعلت خطايا كثيرةفلم يأكل،ويسهر ساعتين أو ثلاثة يسجد أمام الله ليقدم توبة،وإذا وجد أن الحجرالذي علي اليمين أكثر يأكل قليلا ويشكر الله وينام، تخيل أنت هذا الرجل غداً في اليوم التالي كيف يكون حاله؟! هل تكون حواسه متسيبةأم أكثر تدقيقا؟، التدقيق الذي يريده الله تدقيق في الداخل، وكأن الله يريد أن يقول لك حاول أنك تكون مدقق في خفاياك، نحن نصلي ونقول له"يارب وكل فكر لا يرضي صلاحك يا الله محب البشر فليبعد عنا".
لذلك أحيانا الناس كثيراً ما تهتم بأمور نعم هي من المفترض أن نهتم بهالكنه يعتبر أن هذه أهم شيء، فيقول لك أنا غسلت فمي،غسلت أسناني،يقول لك أنا قد تأخرت دقيقتين أودقائق عن الاحتراس ليلا، أقول لك كل هذا جيد لكن الأهم منه ماهي أفكارك، قلبك، مشاعرك، اهتماماتك هذا هو الرجل الفريسي المدقق،لاتكن مدقق في أمور صغيرة تارك أمور كثيرة داخلك.
٣- الكاتب :
الكاتب هو المعلم الذي يشرح،أحيانا الإنسان يأخذ نصيب كبير من المعرفة هذا شيء جيد،لكن الأهم هل المعرفة معها تقوى أم معرفة فقط،يعلم لمجرد التفاخر، يعرف لكي يقال عنه أنه يعرف،قال لكم لا بل الكلام الذي أكلمكم به هو روح وحياة، لا القصة ليست مجرد معلومات نحن لانخرج علماء، أو أطباء كنيستنا تخرج قديسين، لذلك تلاحظ أن هؤلاء القديسين يجمعهم خط البساطة، لماذا؟ لأنه إنسان بدأ يعرف أن العلم الذي تعلمه كله قبل ذلك ليس هو ما كان يريد أن يعرفه فالعلم كان يريد أن يعرف به الله، تلاحظ معلمنا بولس الرسول يقول لك كل الذي سبق هذه كلها حسبتها نفاية، كل هذا لا شيء، أنا منذ أن عرفت المسيح عرفت أشياء كثيرة جديدة هذه هي كانت الهدف من كل معرفة، هذاالكاتب،الكاتب الذي يجلس بزهو،يتفاخر،ويجلس على كرسي عالي ويحضر له عدد من التلاميذيظلوا يسجدون له ويقولون له معلمي، معلمي ويسألوه ويجاوب بزهو،ويسألوه السؤال الذي يليه يجاوب بزهو قال لك لا الله لا يريد ذلك.
لذلك ربنا يسوع قال لهم أن"كل كاتب متعلم يخرج من داخله جدداوعتقاء"،هذا الكاتب المتعلم،هذا الذي داخله جددا وعتقاء،لماذا؟ لأن المعلومة لاتخرج من ذهنه لكن تخرج من قلبه لأنه ليس مجرد شخص فيلسوف لابل هو أساسه تقي، أساسه إنسان يخاف الله، أساسه إنسان عابد لله، أساسه إنسان مصلي،لذلك كنيستنا تقول لك اللاهوتي الحقيقي هو المصلي، يقول لك سر نقاوة إيمان أثناسيوس تقواه، فالذين عرفوا حقائق اللاهوت الدقيقة؟،يتحدثون عن لاهوت الابن والأب والروح القدس، الوحدة، ووظائف اللاهوت وعملها بمنتهى التدقيق، وكلام عن التجسد كلام بديع،أقول لك هذا الكلام كله جاء من أين؟أقول لك الذي أفهمه أن له علاقة بالمسيح فعلا.لذلك كنيستنا كنيسة تقوى،عندما تحب أن تعرف أكثر أدخل بعمق داخل المسيح أكثر،تجد الإنجيل يفتح لك وتفهم أموركثيرة، تجد اللاهوت يفتح لك، تجدالكنيسة وأسرارها تفتح لك، هذا هو الكاتب،هذا هو الكاتب الذي كان يأخذ معرفة فقط احذر، احذر من الحفظ بدون العمل، وأحذر من أنك تكون فريسي،أنك تدقق لكي يقولون الناس عنك أنك مدقق،لكنك من داخلك يوجدتسيب، وأحذر أنك تكون مكتفي بمجرد المعرفة للفخر لكن أعرف وأعمل .ربنا يعطينا التطويب،وأن نكون من المختارين له، الذين يراه مف يمدحهم،ويقول لهم نعما أيها العبد الصالح والأمين كنت أمين في القليل أقيمك على الكثير.ربنا يكمل نقائصناويسندكل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائما أبديا آمين .