الشهيدة أربسيما واخواتها العذراى الجمعة الرابعة من شهر توت

Large image

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين .تحل علينا نعمته وبركته الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور كلها آمين .
في هذا اليوم المبارك يا أحبائي تعيد الكنيسة بتذكار مجموعه من الراهبات وعلى رأسهم عذراء شهيرة اسمها أربسيما، وكانت أربسيما من العائلة المالكة لروما،من أقارب الإمبراطور أوغسطس قيصر، كانت فائقة الجمال، فتاة صغيرة،من العائلةالمالكة لملك روما، أكبر مملكة في العالم في ذلك الوقت، فائقة الجمال،لكنها أحبت مملكة ربنا يسوع المسيح وفضلتها على الممالك الزائلة والفانية، كان هناك ديرفي روما باسم القديس بولس الرسول،ومنذ كانت فتاة صغيرة كانت تذهب تتردد على ديرمار بولس، وتتلمذت على يد الأم رئيسة الدير، كان اسمها الأم كيريانية،كانت تسمع كلامها جداً،وكانت مطيعة لها جداً، وبدأت تعطيها تدريبات منذطفولتها،وبدأت تفطم من محبة العالم، وبدأت تكون زاهدة جداً وناسكة جداً، رغم أنها من عائلة مالكة، ورغم أنها جميلة المظهر، وبالطبع كانت هذه الأمور كثيراً ما تجذب الإنسان، فالإنسان بطبعه ينجذب للأسفل، والإنسان بطبعه محب للعالم،محب للفخر،محب للزهو،القديسة أربسيما رغم هذا الغنى يقول لك أنها منذ كانت طفلة صغيرة كانت تأكل بقول وقليل من الماء، فالأم الرئيسة وجدت أنها تنمو في النعمة فرسمتها راهبة.كان الملك دقلديانوس كل فترةيحب أن يتزوج، وكان لديه زوجات، عندما كان يحب أن يتزوج أتت له هذه المرة فكرة غريبة،أرسل رسامين يرسموا له أجمل الفتيات، كل يوم يحضروا له مجموعة من الصور مرسومة لكي يختار،وإذا لم يعجبه أحد يرسلهم اليوم التالي ثم ثالث يوم ثم ..... ثم عاشر يوم،يظل يختار إلى أن انتهوا تقريبا من البحث في كل الأماكن التي بها النساء والفتيات،إلى أن قالوا لهم هناك مكان يعتبر دير لكن المفترض أنه لا يوجد فتاه منهم تنوي الزواج، لكن بينهم بنت فائقة الجمال،قالوا لنذهب،فذهبوا إلى الدير، اقتحموه وظلوا يبحثوا عن الفتاة فائقة الجمال إلى أن وجدوا أربسيما،أوقفوها أمامهم وفي بضع دقائق كان الرسامين جميعهم رسموها، وبالطبع كل رسام يبدع لكي تصبح صورته هي أكثر صورة معبرة،ذهبوا إلى الملك دقلديانوس بالصورة أعجبته جداً فحدد موعد العرس،فهولم يأتي إلى ذهنه أبدا أنهاسترفض،غيرممكن، مستحيل، لم ولن تحدث أن الملك يطلب فتاةللزواج والفتاة هي التي ترفض،فحددميعاد العرس،وأرسل الدعاوي للملوك والأمراء ورتب كل شيء، أرسل ليحضرها وجدهم يقفوا جميعهم في حالة صلاة،متمسكين بالله، قالوا هي لن تأتي،بالطبع وجدوا أن الأمر صعب جداً أنهم يتحدوا الملك،فظلوا هؤلاءالعذارى يصلوا إلى أن أرشدهم الله وقال لهم أنكم لابد أن تتركوا المكان،بالتأكيد كان هذا المكان غالي لديهم، فهذا هو المكان الذي أحبوافيه الرب،وعبدوا فيه الله، واشتياقاتهم فيه ونمت وكبرت،ومكان له تاريخ،فلم يودوا أن يتركوا الفتاة بمفردها أربسيما،فرئيسة الدير قالت أنناجميعا نذهب،تخفوا وذهبوا وهربوا،أتوا إلى الإسكندرية،ظلوا بها قليلاً، بعد ذلك قالوا أننابجوار أورشليم فلابد أن نزور أورشليم، فزاروا أورشليم، وهم في أورشليم ظهرت السيدة العذراء للأم الرئيسة وقالت لها أنا أريدكم أن تذهبوا إلى أرمينيا،فقالت نعم لنذهب إلى أرمينيا، في الطريق من أورشليم إلى أرمينيا حدثت معهم معجزات كثيرة، يشعروا بالجوع فيرسل لهم الله طعام،يشعروا بالعطش يفجر الله لهم ينابيع ماء،فالبلاد التي يمروا بهاكانوا يروا فيهم عظمة وقوة وقدرة، بلاد تعبدالأصنام،يمروا بجانبها يرشمواعلي الأصنام علامة الصليب فتسقط الأصنام، يجدوا بلاد يقدموا أبنائهم ذبائح إلى الآلهة،لكن إذا كانت الآلهة تسقط من مجرد مجموعة فتيات إذن فنحن ما نفعله هذا خرافة ،أننانقدم أبنائناذبائح للآلهة،فبدأت الناس تدخل في الإيمان عن طريق هؤلاء العذارى، وبدأوا يخرجوا شياطين،بدأوايشفوا المرضى،بدأت الأوثان تتحطم،إلى أن ذهبوا واستقروا في أرمينيا، عندما ذهبواواستقروا في أرمينيا هدأوا قليلاً، بدأت الأمور تستقر،بدأوا يعبدوا الله،لكن دقلديانوس لن يهدأ، ظل يبحث عنهم، حتى عرف أن هناك مجموعة من الراهبات ذهبوا إلى أرمينيا من بينهم أربسيما،فأرسل إلى ملك أرمينيا خطاب وبالطبع البلاد تخاف من بعضها لأنه من الممكن أن فتاة مثل هذه تصنع حرب بين مملكتين،أرسل له خطاب يستلطفه به ويقول له أنتبه أتوا إليك جماعة من الممكن أن يحولون لك البلد كلها إلى بلد مسيحية،انتبه منهم فهؤلاء لا يخاوفوا من العذاب،لا يخافوا من الموت،وينتشروا بسرعة، وهم أساسا لايحبوا المملكة الأرضية لأن لهم مملكة أخرى،وهم يفصلوا الزوج عن الزوجة، الأب عن الأولاد،وظل يحرضه عليهم،ويقول له هؤلاءلايخافوا أحد،هم لا يكرمون آلهتنا، هم يصفوا آلهتنا بصفات ساذجة، من المفترض ألا تسكت عليهم، لاتتركهم عندك،فهم يعبدوا عظام موتاهم،هم أعدادهم تتزايد، فهم لا يهابوا أحد،انتبه،ثم في النهاية قال له أن في وسطهم بنت جميلة جداً جداً أنا كنت أريدها، لكن إذ تريدها أنت فلا أعزها عليك،أرسل الملك اسمه ترايداتة ملك أرمينيا يبحث عنهن،شعرت الراهبات أن الدير محاصر،فهن ماذا فعلوا؟!نلاحظ أن في كل أزمة يمروا بها يقفن ليصلوا، وقفن ليصلوا ويقلن يارب أنت الذي تنقذنا،أنت يارب الذي حفظت إبراهيم من طغيان الكنعانيين،أنت الذي حفظت نوح من الطوفان، أنت الذي حفظت الثلاث فتية،لاتهملنا، لا تتركنا،إلى أن دخل الجنود اقتحموا الدير ظلوا يبحثواعن أربسيما حتى وجدوها،فقالوا لهانحن أحضرنا لكي هدايا كثيرة من عند الملك ثياب، حلل، حلي، ذهب،فتزيني لكي عندما تأتي معنا للملك تكوني في صورة جميلة، فيقول لك وجدوها هكذا وقفت أمامهم كلهم وظلت تصلي فحدث بروق ورعود حتى أنهم أنفسهم جاءت لهم حالة من الخوف والذعر وتركوا المكان وذهبوا، وحتى خيولهم ارتعبت وسقطت فشكروا الله، قالوا حسنا إذن فقد نجانا الله، نشكر الله، فالجنود ذهبواإلى الملك وقالوا له عماحدث،فأرسل جنود غيرهم وقال لهم لا تأتوا بدونها، في هذه المرة سمح الله أن يعرفوا يأخذوا أربسيما وأحضروها للملك، قال لهم أدخلوها حجرتي وأغلقوا علينا، بالطبع هي فتاه عاجزة، تدخل مع ملك رجل خبير حرب، له قوة،وجدهاأيضاً واقفة تصلي، يارب انقذني،أنت يارب الذي تستطيع أن تمر بي هذا الزمن الصعب،وتقول أمام الملك تخاطب الله وتقول له "لا تجعل بتوليتي تطرح في المزابل"، ولاتجعل الأعداء ينتصروا على أولادك، لأنه مكتوب "أن الرب لا يضع عصا الأشرار تستقرعلى نصيب الصديقين"، كان يجدها تقفل تصلي فلم يستطع أن يلمسها،لم يستطيع أن يأتي بجوارها،لا يستطيع اقتحامها أبدا، ثم وجدها تصلي كثيراً،فبدأ يحاول أن يقترب منها،وجدها بقوة شديدة جداً تنظر إليه،وجدها تدفعه دفعه شديدة جداً، هذا الملك الجبار سقط على الأرض،فقامت بفتح الباب وخرجت منه بمنتهى القوة، إذا كان الملك نفسه سقط على الأرض وهي فتحت الباب وخرجت وهو بالداخل فليس أحد من الحراس ولا من الجنود أبدا أستطاع أن يقترب منها،ماهذا كله!،أرسل مرة أخرى وأحضروها مرة أخرى وقفت أيضاً أمامه تتحداه،قالوا له انتبه فهذه بنت صغيرة لاتستطيع أنت فعل أي شئ بدون إذن الرئيسة،أنت تحضر الرئيسة وهي التي تقنعها أن تتزوجك، قال لهم أحضروا لي هذه الرئيسة،فأرسل يحضر الرئيسة فظلت تقويها،تشددها،تعزيها، وتقول لها أنتي من البداية نذرتي نفسك للمسيح،أكملي المسيرة، لا تضعفي،لا تنظري لمملكة الأرض،وبدأت تقويها،يقول لك التي أحضروها لكي تقنعها زادتها قوة لدرجة أن الملك قال لهم أضربوا هذه السيدة فأحضرواحجارة وضربوها على فمها وهي تتحدث،حتى أن أسنانها أصبحت تنكسر،وهي أيضاً تظل تتكلم، ثم عندما وجدوا هذاالأمر قالوا كفى إذن هذه البنت غير مستجيبة أحضروها،قاموا بربطها في أعمدة، وظلوا يضربوها بالحجارة،وأيضاً عذابات أخرى كثيرة عذبها بها،أقلعوا لها أعينها،قطعوا لها لسانها، قطعوها إلى قطع، هذه البنت الصغيرة،منتهى القسوة!،ثم قالوا أن مجموعتها كانوا قد وصلوا تقريباً لما فوق الثلاثون عذراء، متواجدين في مكانهم، قالوا أذهبوا وأنهوا حياتهم كلهم،فعلوا في هؤلاء البنات مثلما فعلوا في أربسيما بالضبط، لدرجة أنهم أنهوا حياتهم كلهم وكان هناك راهبة عاجزة، تجلس في مكان بعيد لم يصلوا إليها،فهذه الراهبة العاجزة التي تجلس في مكان بعيد عندما وجدتهم يذبحوا في الراهبات ظلت تحدث أصوات وتطرق وتضرب بالعكاز وتفتح وتغلق الباب وتفعل أصوات لكي تلفت النظر إليها فأتوا إليها وقتلوها هي أيضاً، يقول لك بعدما حدث هذا الأمر الملك نفسه جاء له مرض نفسي،احتقر نفسه جدا، ما هذا الذي فعله؟!،ماهذه القسوة،ولماذا أكون أناني هكذا،فجاء له مرض نفسي احتار فيه الأطباء وبدأ يهيم على وجهه في الصحراء،لكن أخته كانت تقيةقليلاً، فيقولون أنهاجاءت لها السيدةالعذراء،قالت لها أخوكي ظلم رجل تقي وألقاه في جب منذ ١٥عام، لكن أنا لم أتركه وأعوله وأرعاه،من هو هذاالشخص الذي كان ظلمه؟ هوالقديس غريغوريوس الأرمني،كان هذا الملك ألقاه في الجب ١٥عاما، لكن كان الرب يعوله عن طريق أرملة ترسل له أكله كل يوم،لكن ماالمطلوب؟ قالت لها يذهب ويخرج غريغوريوس،وغريغوريوس يصلي له فيشفى،أنظر هذاالجبروت فذهب وأخرج غريغوريوس فصلى له فشفي الملك،وبذلك دخل الملك الإيمان، فعندما دخل الملك الإيمان فدخل قصره الإيمان، وعندما دخل قصره الإيمان كثير من البلد دخلوا الإيمان،أرأيتم أربسيما!،رأيتم أربسيما كم هي عظيمة،ورأيتم كم هي أثرت، رغم أنها فتاه صغيرة إلا أنها تحسب من الأقوياء،أريد أن أقول لك من خلال القصة التي قمنا بقراءتها ثلاث كلمات مهمين جدا فيرأيتم ماذا تفعل التلمذة؟، رأيتم كم كانت مطيعة للرئيسة؟، رأيتم كم كانت خاضعة؟.
أولا : التلمذة :
منذ أن كانت فتاة صغيرة وهي مطيعة،الكتاب يقول لك "طريق الجاهل مستقيم في عينيه أما سامع المشورة فحكيم"، يقول لك أنه لابد أن كل إنسان يكون له مشي، لابد أن يكون لك شخص ما تتلمذعلي يديه، تتعلم منه، تتعلم منه صفاته،تعاليمه، خضوعه،منهجه، لدرجة أن الآباء يقولون"بقدر أمانتك لمشيرك أو لمعلمك بقدر ماتلقي هم خلاصك عليه"،وانتبه إلى أن المسيحين الأوائل في بداية الإيمان في العصر الرسولي كان الناس لايقال عنهم مسيحي كان يقال عنهم تلميذ، أي شخص يسيرخلف يسوع يكون اسمه تلميذ، يقول لك هذا تلميذ ذاك،اسمه المسيحي تلميذ،لماذاسمي تلميذ؟لأنه متضع،لأنه ليس مغرور، لأنه يحب أن يأخذ المشورة،تلميذ،لذلك فإننا نجد ربنا يسوع المسيحي دعو أحبائه الذي يسيرون خلفه تلاميذا،جعلهم تلاميذ،فالتلميذ هذا لا يمكن أن يكون متكبر، لابد أن يكون خاضع،لابد أن يكون مطيع، لابد أن يكون أمين،الكتاب يقول لك "ويل لمن هو وحده"،أنظروا هذه المجموعة قاموا بتقوية بعضهم إلى أي درجة، وكل واحد يقوي الآخر، وكل واحد رصيد للآخر،كنيستنا كنيسة تلمذة، وتعلمنا كيف نكون خاضعين كل أيام حياتنا لذلك يحذرك يقوللك "لا تكن حكيماً في عيني نفسك"،لا تقل أنا لاأسمع لأحد، أنا لا أعرف أحد، أنا لا يوجد أحد يفهم مثلي، كل إنسان لابد أن يكون له مشير،كن محب للتلمذة،كن محب للخضوع، واسمع كل توجيه ببساطة، واجتهد أن تنفذه.
ثانيا : الصلاة :
رأيتم كم كانت قوة الصلاة، رأيتم كم هي مقتدرة، رأيتم كم ضيق مر بها،أنظركم كانت القسوة من المحيطين بها ومع ذلك الصلاة كانت تقويهم،لاتظن أن الصلاة فقط لحل المشكلة،بمعنى أنه ذات مرة أتى الجنودلكي يقبضوا عليها فنجد الله أحضر بروق ورعود ونار وخافواوهربوا، بينما المرة التي تليها قبضوا عليها، فهل نقول قد حدث ذلك لأن المرة الأولي كان الله معهم أما المرة الثانية لم يكن معهم،أقول لك لا ليس كذلك،ليست كل مرة أصلي معناها أن المشكلة لابد أن تحل، لا بل أنا أصلي ولتكن إرادة الله، وفي نفس الوقت يارب إذا أنت لم تشاء أن تحل المشكلة أعطني قوة وأعطني نعمة أن أتحمل هذه المشكلة،هذا هوماحدث،أربسيما والعذارى ليست كل مرة نجاهم الله وفي النهاية تقطعوا إلى قطع،فهل بذلك تركهم الله؟!لا هولم يتركهم، أنا أصلي لكي أقول له يارب نجيني وأحفظني،لكن أنت يارب لم تسمح أن تنجيني فأعني،قويني،اسندني،أنت الذي تعبر عني هذه المحنة، لذلك أستطيع أن أقول لك أنظركم من فتيات صغيرات يتحدوا ملوك!،يقفوا بقوة وجبروت، حقا يقول لك المزمور"عجيب هو الله في قديسيه"،وقوة أربسيماجاءت من صلاتها، شجاعتها جاءت من صلاتها، قوة تفوق قوة الرجال، الملك يريد أن ينفرد بها وجدوها تقف لتصلي لم يقدر أن يقتحمها، واقفة لتصلي،قلبه يذوب داخله لكن الشيطان يسيطر عليه، لن يستطيع،يجدها تقف تنطق بكلمات إلهيه، ما هذا؟! أقول لك تعلم في أي ضيقة لا تجلس تفكر كثيراً، تهم كثيراً، يأتي إليك اكتئاب وحزن تظل تشكو،وتظل تقول جاء لي .....وحدث لي ....،..... إلخ، ارفع يدك للصلاة،يقول لك معلمنا داود "أبث لديه ضيقي"،تعلم أن تطرح ثقلك عليه،تعلم أن تخاطبه، فمن الممكن أن يسمح لنا الله بضيقات وشدائد وأحزان لنتعلم الصلاة، قديس من القديسين اسمه القديس مكسيموس المعترف كان دائم الصلاة،فتلاميذه سألوه من الذي علمك الصلاة،من معلمك الحلو هذا الذي علمك الصلاة،قال لهم"الذي علمني الصلاة هو تجاربي وشدائدي و أحزاني"،لأن الإنسان عندما يوضع في ضيقة فوق طاقته يستطيع بالحقيقة أن يصرخ لله،هذا هوعمل الصلاة في حياتنا.
ثالثا : الله يتمجد :
الله يريد أن يتمجد بحياتها،تقول لي لكنها ماتت في النهاية، استشهدت، قطعت،ماتت موتة شنيعة، أقلعوا لها عيناها،قطعوا لها لسانها،فأين مجد الله؟!يقول لك أربسيما إلى هذا اليوم سيرتها تعتبر في حد ذاتها أنشودة حب لله،سيرتها في حد ذاتها كرازة، سيرتها في حد ذاتها تقويةللعذارى،سيرتها تقول للفتيات لا تحبوا العالم،لاتتخلوا عن عفتكم،لا تتخلوا عن مسيحكم،لا تتخلوا عن إيمانكم،أنتم أقوى من ذلك بكثير، أغلى من ذلك بكثير،ليس لأنكم أقوى لا بل لأن ألهكم هو ألهكم،يستطيع أن يقويكم،يستطيع أن يجعلكم تغلبوا،ويستطيع أن يتمجد في حياتكم مهما كانت بسيطة، فهو قادر، وحتى إذاكنتم بشكلكم جميل لكن أجمل ما فيكم شكلكم الخارجي، أنا أريدك أن تتخيل معي أن أربسيما تقدم لها الملك ووافقت وتزوجت الملك وأصبحت بنت من ضمن البنات الكثيرة الذين تزوجهم الملك، فمن كان سيتذكرها، في السماءأو في الأرض،من كان يتذكرها!،وما العمل الذي كانت سوف تفعله؟!، لكن عظمة العمل الذي فعلته أربسيما أنها قدمت لنا نموذج،أصبح اسمها اسم خالد،هي ربحت، ربحت السماء، والرهبات ربحوا،كل بلد كان يدخلون فيها يؤمنوا باسم ربنا،الملك آمن، أرمينيا كلها آمنت، ولازالت أربسيما تجذب عذارى، تجذب قلوب، تشهد للمسيح بسيرتها العطرة،أنظرمجدها الآن في السماء،لاتظن أن أي ضيقة وأي شدة تأخذ نتيجتها، في النهاية، يقول لكلا نتيجتها ليست في النهاية،هناك مجد الله يريد أن يعمله في حياتنا من داخلنا، من الداخل، من الجوهر،الله يريد أن يقول لك أنك من الممكن أن تتألم على الأرض لكن تتمجد في السماء،يمكن أن تنغلب على الأرض لكن تنتصر في السماء،لذلك يقول لك "كحزاني ونحن دائما فرحون،كأن لا شيء لنا ونحن نملك كل شيء"،لاتظن أن الأمر يقاس بالمظهر، ولا يقاس بنتيجته الآن، أقول لك لا،فكلما تحملته وكل ماتحملوه يأخذوا عنه مئة ضعف كأجرسماوي،لكن الناس الآخرين الملوك، والأباطرة، والجنود الذين عذبوهم الذي لم يدخلوا الإيمان فماذا يكون نصيبهم؟ ،نصيبهم في البحيرة المتقدة نار وكبريت،فهل هم كانوا وقتها يرون ذلك؟ أبدا كانوايرون أنهم الأقوى والأحسن،والذين لهم المقدرة،وهم الذين يستطيعوا أن يذلوها، وهم الذين يعرفوا كيف يحضروها، وفي النهاية تقف هي أعظم منهم جميعا، لذلك أستطيع أن أقول لك تعلم،كنيستنا غنية، كل سيرة والأخرى تقول لك رأيت أولادي،رأيت الذين أحبواالمسيح،رأيت الذين أحبوا الأبدية،رأيتكم أعطيت لهم من قوة،رأيت كم أعطيتهم من نعمة،فغلبوا أنفسهم وغلبوا العالم وغلبوا ملوك وغلبوا أمراء،ونالوا مجد سماوي، رأيت التلمذة،رأيت الصلاة، رأيت مجدالله.ربنا يعطيناوينفعنابسيرة القديسة أربسيما والعذارى أخواتها. يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائما أبدياآمين .

عدد الزيارات 1683

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل