غرباء على الارض الجمعة الأولى من شهر كيهك

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين . فلتحل علينا نعمته وبركته الآن وكل أوان إلى دهر الدهور كلها آمين .
إنجيل هذا الصباح المبارك يا أحبائي فصل من بشارة معلمنا لوقا الإصحاح 12 "لا تخف أيها القطيع الصغير لأن أباكم قد سر أن يعطيكم الملكوت،بيعوا أمتعتكم وأعطوا صدقة، أعملوا لكم أكياس لا تقدم وكنز في السموات حيث لا يقرب سارق ولا يفسده سوس".يحدثنا عن تطلعات الإنسان للسماء،فكر الإنسان في السماء، كيف تهون علي الإنسان أمور هذه الحياة لطالما هو يفكر في السماء، قطيع صغير يطمئنهم ويقول لهم لا تخافوا لماذا؟ لأن أباكم قد سر أن يعطيكم الملكوت، وكأنه يقول لهم أنتم هنا من الممكن أن تكونوا مظلومين،متضايقين،تعيشون في ضيق، في حزن،لكن هنا كسماء،وهذه السماء لك وعد بها، فكر كثير في أجرك، هناك أمر يا أحبائي ينقصنا جداً في جهادنا الروحي وفي حياتنا مع الله، إلى أي حد يكون حيز التفكير والاشتياق في السماء في حياتنا، تخيل أنت شخص تظل تقول له لا تحب العالم،شخص تقول له صم، عندما تقول له سامح، عندما تقول له أضبط جسدك،عندما تقول له صلي، وهو لايعرف كل هذه الأمور لماذايفعلها؟!،وماذا يأخذعنها؟!، أعمال ثقيلة لا تحبوا العالم، أنا أعيش في العالم،ولم أرى غير العالم،فكيف لا أحبه، أنا مشدود للعالم فكيفلا أحب العالم.عندما تدب في الإنسان شهوة الأبدية ورغبة الحياة الأبدية وعندما يسيطر علي الإنسان فكر السماء أمور كثيرة تسقط من نفسها،فيبدأ يشعرأن الذي يعيشه الآن فترة،وإلى أين ذاهب؟ مسافر،مهاجر،إلى أين؟ذاهب إلى وطنه الأصلي،يقول لك "إن نقض بيت خيمتنا الأرض فلنا في السماء بناء غير مصنوع بيد أبدي"،هناك سماء تنتظرني، هنا كمجد ينتظرني،هناك ملكوت ينتظرني، كان معلمنا داود يقول "أنا غريب مثل آبائي"، غريب كان يقول له غريب أنا يارب على الأرض فلا تخفي عني وصاياك، على الرغم أنه ملك، تخيل أنت احساس ملك كل أمور البلد في يده،وكل تنعمات الملك تحت يده، ومع ذلك يقول لك أنا غريب أنا لست صاحب هذه البلد، غريب، معلمنا بولس عندما كان يريد أن يمدح أبونا إبراهيم يقول لك "بالإيمان تغرب في أرض الموعد كأنها غريبة ساكنا في خيام"، أبونا إبراهيم كان دائما يسكن في خيام، أي ليس لديه مكان يستقر فيه، رغم أنه كان غني لكن كان يسكن في خيام،كان يعتبرأن سكنته في الأرض هذه فترة مؤقتة، غريب وإلى أين ذاهب بعد ذلك؟ذاهب لوطنه الأصلي،أين وطنه الأصلي؟ في السماء.هل نفكركثيراً يا أحبائي أن وطنا الأصلي في السماء؟، هل نفكر كثيراً في أنني أعيش الآن فترة غريب فيها إلى أن أذهب بيتي،إلى أن أذهب وطني السماوي، قال لك لا تخف أيها القطيع الصغير أباكم قد سر أن يعطيكم الملكوت،لابد أن نتعامل يا أحبائي مع فترة العالم علي أننا فيها غرباء،نحن مسافرين،فالمسافر لا يرتبط بالمكان الذي يسافر إليه، آماله كلها متعلقة على وطنه الأصلي،معلمنا بولس يقول "إن كنتم قد قمتم مع المسيح فاطلبوا ما فوق حيث المسيح جالس" قال لك "وأما نحن فسيرتنا في السماويات" وبعض ترجمات تقول لك "أما نحن فمواطنتنا في السماويات،عندما يشبهوه يقول لك على سبيل المثال كل شخص يكون معه جواز سفره لبلده، يقول لك أنا معي جواز سفر مصري، شخص آخر يقول لك معي جواز سفرإنجليزي،معي جواز سفر أمريكي، معي جواز سفر كندي،.....إلخ، لكن نحن جواز السفر لدينا سماوي، أما نحن فمواطنتنا في السماء، لأي شيء أنا أنتمي؟أنتم من السماء،ما هي الصفات الموجودة في؟ صفات السماء،عندما نفكر كثير في السماء سوف نقبل الوصايا بطريقة أسهل،الأنسان ياأحبائي لكي يضبط جسده،لكي يقدر أن ينمي شهوة الحياة الأبدية لديه، لكي يقدر أن ينتظر المواعيد بصدق لابد أن يحدث داخله تغيير جوهري في قلبه وعقله، ماذا يحدث في القلب والعقل؟يحدث فيهم أن شهوة الملكوت تملك على الإنسان،أن الإنسان يبدأ يعرف كيف يتعامل مع جسده الذي يميل للأرض، يعرف كيف يضبطه، يعرف كيف يرفعه.أحد الآباء يقول لك أن الإنسان عبارة عن ثلاث مكونات،يشبه هكذا كأن رجل لديه عربة وبها إثنين من الفرس وهو الذي يقود هذه العربة،منهم فرس منضبط جداً، ملتزم جداً، قوي جداً، سريع جداً، ... إلخ،والفرس الآخر شقي جداً، كسول جداً،لا يحب العمل، لا يحب التعب،يقول لك من الذي يستطيع أن يتحكم في هذا الوضع؟الرجل الذي يقود العربة،ماذا يفعل؟ يطلق العنان للذي يحب العمل والسريع الذي بها يصعد إلى فوق والذي ينهي له العمل ويجعل الثاني ينقاد لهذا السريع، لكن إذاجاء وابتدأ هو نفسه يميل لهذا الكسلان ستجد السريع أيضاسيصبح كسول، نحن كذلك، هذا الإنسان موضوع بين النفس والروح، بين الجسد والروح، وعليك أنك تختار القيادة لمن؟ ،إذا قمت بالانحياز تجاه الروح أصبحت روحاني،وإذا قمت بالانحياز تجاه الجسد أصبحت جسداني، شاهد أنت لمن تطلق العنان؟ للروح أم للجسد؟!،إذا أطلقت العنان للروح فالروح هذا القائد سوف يأخذ الجسد ويرفعه إلى فوق، نفس الجسد الذي من الممكن أن تشكو منه أنه أرضي وأنه متعب ستجده بدأ ينقاد بسهولة،عيش فكرة أنك غريب عيش فكرة أن هذه الفترة ليست دائمة،أنت جالس هنا فترة مؤقتة إلى أن يأتي الوقت الذي تسافر فيه، أحيانا بعض الأباء عندما ينتقل شخص يقول لك سافر، سافر لأنه عاد إلى بلده.لكي يرتبط الإنسان يا أحبائي أكثر بالسماء لابد أن يفكر فيها كثيراً،لابد أن تكون شهوتها تملك على نفسه كثيراً،لابد أن يعرف أن الفترة التي يعيشها الآن هي فترة للتدريب على السماء،والإعداد للسماء، والمقدمة للسماء، ما هي السماء؟!، السماء صلاة، السماء تسبيح، السماء وجود في حضرة الله، السماء غلبة على أوجاع الزمن،في السماء لايوجد حزن،يبدأ الإنسان من الآن يعيش هذه الأفكار،يبدأ الإنسان لايتمسك بأمور العالم، ولا يود أن يكون كل رجائه هنا على الأرض،لابل رجائه في السماء، أمله في السماء، جميل معلمنا داود عندما كان يقول"ما الذي لي في السماء معك لا أريد شيئا على الأرض"، أنا لا أريد شيء، أنا أريد أن أربح نعيم الحياة الأبدية، والعجيب يا أحبائي أن الله يعلمنا من أجسادنا وضعفها أن الجسد ضعيف، يعلمنا أن الجسد زائل،يعلمنا من الأحداث التي حولنا إن الحياة غير آمنة، وإن الحياة متغيرة، حياة متغيرة وغير آمنة، جسد ضعيف،جسد معرض للأمراض، معرض للموت، وكأن ربنا يقول لك اسمع الكلام وأطعه، فأنت ترى الضعف داخلك، والعالم الذي حولك متغير،لماذا تتعلق بأمور ضعيفة؟ لماذا تتعلق بوهم وهناك الحق؟، في حقيقة الأمر السماء لا تزول، الأرض تزول، العناصر كلها تزول، كل فترة يقومون بدراسات يقول لك سوف يحدث ....،والأوزون،إلخ، ويحدثك قليلاً عن أن هناك أجرام سماوية تصطدم ببعضها،ثم هناك أجسام سوف تغطي على الشمس، هناك أشياء سوف تسقط وتضرب على الأرض، وكأن الله يريد أن يقول لك حقا أنت عرضه للخطر في هذه الأرض،لا تأمن إليها، يمكن جداً في أي وقت تجد أن العالم قد زال بكل ما فيه، تصور ذلك وكل من ارتبطوا بهذا العالم،الذين قاموا بالأكل، الشرب،البناء،التجارة،الذهاب، الرجوع،الزواج،الأنجاب، كل هذايضيع في لحظة تخيل أنتقال لك الوقت الذي نزل فيه الطوفان كانت الناس تعيش طبيعي جداً، الوقت الذي حرق الله فيه سدوم وعمورة كانت الناس تعيش طبيعي جداً، تسمع عن بلد حدث لها سيل او فيضان أو زلزال والناس كانت مستيقظة صباحاً وذاهبين إلى عملهم وكانوا يجهزوا ماذا سوف يتناولون علي الغذاء،وكانوايفعلون، وكل شئ كان يسير فجأة،إذن الإنسان الذي لا يجهز نفسه ماذا يحدث له؟ أقول لك فكر كثيراً في السماء، إن نصيبك في السماء، حياتك ليست على الأرض،والله يعلمك ويقول لك لا تأمن لهذه الأرض.أحد الآباء القديسين يقول لله"أعطنا يا الله ألا نركن إلى الظل كأنه حق"، هذه الحياة كإنها ظل، تخيل أنت أن شخص يستند بكتفه على ظل شجرة فهو يسقط، اسند رأسك، أسند ظهرك على الشجرة نفسها ليس على ظل الشجرة، ظل الشجرة هو وهم، هذه الحياة ليست دائمة،أعطني دليل واحد أن هذه الحياة دائمة، قم بمشاهدة صورة لأحبائك من عشرون عاماً سوف تقول هذا موجود وهذا غيرموجود،شاهد صورة الحي الذي تسكن فيه من ثلاثون عاماً تقول لقد تغيرت الدنيا كثيراً، أقول لك هذه هي الدنيا، العالم غير ثابت، فكيف تكون مطمئن لعالم متغير بطريقة غريبة.
جميل الإنسان يا أحبائي الذي يعرف أن هذه فترة وعليه أنه يربح فيها السماء،القديس يوحنا ذهبي الفم يقول تشبيه جميل جداً يقول لك أنا أريدك أن تتخيل معي أثنين من التجار سافروا بلد لكي يتاجروا فيها، لكي يقوموا بشراءبضائع منها،ويأخذوا منها سلع ويحققوا أرباح، وهؤلاء الأثنين التجار متزوجين إثنين سيدات أخوات،وأحدهم بمجرد أن نزل في هذه البلد أول شئ فعله بدأ ينزل يبحث عن الأماكن التي يشتري منها البضائع بأرخص الأسعار،وأين الأحياء الذي يوجدبها القماش،وأين الأحياء الذي يوجدبها أجهزة، وأين الأحياء الذي يوجد بها .....،ولا ينام، كل يوم يبحث ويجتهد ويظل يكتب ويقارن أسعار ويكلم ناس كل يوم،ويظل يحاول التقليل في مصروفاته هناك،وينام في مكان متوسط، ليس غالي جدا أو رخيص جدا ويظل يجتهد،أما الثاني فبمجرد أن نزل سأل على أغلى فندق لكي ينزل فيه،وعندما نزل في الفندق سأل على أغلى الطعام، ثم بدأ يقول لهم أنا أريد مكان أتنزه فيه،أليس لديكم أماكن للخطية، بدأ يعيش هكذا العشرة أيام أو الأسبوع يظل ينفق،وينفق،وينفق،والثاني ظل يجمع،ويجمع، ويجمع، ثم عادوا هما الأثنين إلى زوجاتهم، فالرجل المسرف هذا زوجته تقول له ماذا فعلت يقول لها لا هذه بلد فقيرة جداً الأموال كلها ضاعت، كلها ضاعت لا يوجدأي شيء ولم أستطع أن أشتري شيء،فقالت له لكن كنت احضر ..... أو،يقول لها لا يوجد ويظلوا يتشاجرون، هذافنحن ياأحبائي،نحن الله أرسلنا إلى الأرض فترة لكي نتاجر فيها، نربح فيها،لا نهدأ،نكون حريصين على خلاص أنفسنا،كل يوم نجمع فضيلة، كل يوم نعمل عمل محبة وعمل رحمة،كل يوم نقف أمام الله، كل يوم نفرح إنسان، نتاجر كل يوم، كل يوم تأتي الفترة الأخيرة نقف أمام الله ومعنا ربح،ليس فقط الذي أعطاه لنا وحافظنا عليه لا الذي أعطاه لنا وأيضا زيادة،هناك إنسان يضيع ما أخذه،يعطي لله جسد متعب، نفس ملوثة،ذهن تدنس، يقول لك لا فأنا أعطيته لك حلو،كان من المفترض أنك تحافظ عليه.الحياة يا أحبائي فترة علينا أننا نجاهد فيها،نربح فيها ولا نتعلق بأمور الحياة، معلمنا بولس يقول "الذين يشترون كأنهم لا يملكون، الذين يستعملون هذا العالم كأنهم لا يستعملونه"،جميل الإنسان يا أحبائي الذي يعرف هذه الحقيقة،الذي يحاسب نفسه كل يوم،أنا اليوم أرضيت الله أم لا؟، أنا اليوم فعلت الأعمال التي تفرح الله أم لا؟،لا تحرص جداً على أن يكون لديك مقتنيات في الدنيا وأنت غير مأمن نصيبك السماوي،لا تحرص جداً على أن تكون أهم شيء لديك أن يكون بيتك مزين، لكن احرص على أن تكون لديك زينة فضائل حقيقية.فمثلاً ذات مره كان شخص في رحلة ودخل على قلاية راهب فوجدها تقريباً فارغة،لا يوجدبها غير مكان ينام فيه، وقطعة حصير صغيرة فنظروجد الدنيا فارغة، فارغة،ورفع رأسه لفوق، وظل يلتف حول نفسه، قال له أين الأثاث الذي لديك؟ قال له أنا لا يوجد لدي أثاث،قال له كيف؟!، قال له وأنت أين الأثاث الذي لك؟،قال له أنا لم أحضرمعي الأثاث هنا لأنني في رحلة، قال له أنت في رحلة وأنا أيضاً في رحلة، أنا اعتبرت نفسي أيضاً أنني في رحلة، في فترة غربة، الذي يذهب في رحلة هل يأخذ معه أثاث منزله؟!،لا بل الأثاث لابد أن يكون في منزله،منزله الذي هو وطنه السماوي،هل تجمع في بيتك؟، هل تزين في بيتك؟، هل تجمل بيتك؟، هل تؤمن بيتك؟يقولون على أثناء العصور الوسطى كان هناك أفعال الناس تفعلها يقول لك أنهم كانوا يحضروا شخص ويجعلوه ملك عليهم،ثم بعد ذلك،بعد سنة أو سنتين يشعرون بالملل منه فيزيلوه ويجردوه من ملابسه،ويلقوه في جزيرة مقطوعه يذهب هناك يموت فيها، والملك الذي يليه يجلس سنة أو سنتين فرحين به ثم بعدذلك يزيلوه ويجردوه من ملابسه،ويلقوه في هذه الجزيرة ويموت فيها،لكن هناك ملك من أول يوم جلس،بدأ يرسل أناس إلى هذه الجزيرة،يقوم بتعميرها، وبدأيصنع مكان جيد،وبدأ يرسل أكل إلى هذه الجزيرة،وبدأ يزينها وبدأ يعمل فيها ورود وبدأ يعمل فيها حدائق، إلى أن جاء اليوم الذي هم آخذينه لكي يلقوه فيها فكان سعيد، فرح،فعندما أرسلوه لها وجد كل شيء هناك مهيئ، والحياة هناك جميلة، بمجرد أن وضع أرجله في الملك عرف أن هذا الملك غيردائم،كذلك الإنسان يا أحبائي وضع أرجله في هذه الحياة لاتظنأن هذه هي النهاية لا ليست هذه،ليست هذه النهاية،ليست هذه هي الأول والآخر، لاهي كانت البداية، فكر كل يوم أنه عليك أن تعمل أشياء حلوة في المكان الذي ستذهب إليه،هيا زين نفسك بفضيلة، هيا قف أمام الله وانت تحمل تسبحة في فمك،وانت تحمل حب في قلبك،أنت تحمل نور في عقلك، أنت تحمل تقوى ومخافة في نفسك، وأنت تحمل ارتفاع في روحك،هيا زين نفسك بفضائل حلوة لكي عندما تقف أمام الله تكون مزين فعلاً،لا تظن أن هذه هي النهاية لا أبدا.الأنسان الحكيم يا أحبائي لابد أن يأمن مستقبله، قال لك "خفة ضيقاتنا الوقتية تنشئ لنا ثقل مجد أبدي"،نحن نعيش في فترة بها ضيق لكن هذه هي التي تنشئ لنا مجدأبدي، ويقول لك أنه عندما يكون الإنسان قد تاجر في هذه الفترة تعالى شاهدنهاية هذا الإنسان،تجده سعيد، سعيد لأنه شعر أن المشوار أوشك على الانتهاء،وأوشك أن يصل،وكلما يشعر أنه أوشك علي الوصول يشعر بالاطمئنان أكثر، أحياناً الناس عندما يتقدم بها العمر تنزعج، وهذا الانزعاج من أين يأتي؟ من عدم الاستعداد، هيا استعد، متبقي لك فترة طويلة،إذن يا حظك فإنك معك الوقت، هيا أجمع أكثر،متبقي معك فترة صغيرة إذن اجتهد، المهم أنك تفكر في القادم.
الحكيم يا أحبائي دائماً يفكر في القادم أكثر من تفكيره فيما مضى،دائمايفكر في كيفيةتعويض ما فات وكيفية تأمين القادم، لأن أصعب شيء أن الإنسان يضيع الآن، ومن هنا عندما يكون الإنسان يأمن القادم يقول له يارب أنا سوف أجتهد على قدر طاقتي،لا تظن ولا تفكر أن الحياة طويلة والزمن معك أبدا، بل قل اليوم يوم خلاص والوقت وقت مقبول، قل أقوم الآن، جميلة الكنيسه في الأچبية كل يوم نقول "لو كان العمر ثابتا وهذا العالم مؤبدالكان لك يا نفسي حجة واضحة"هل العمر ثابت؟ أبدا، هل العالم مؤبد؟ أبدا،العمرليس ثابت والعالم ليس مؤبد، هذا كله زائل،فمن المفترض أن الإنسان يفكر في القادم،ويكون سعيد جداً لأن حياته بدأت تقترب من النهاية،أبونا بيشوي قبل أن ينتقل للسماء بساعات قليلة وجد كل من حوله تقريباً يبكوا لأنه كان شكله واضح جداً،وجد كل من حوله يبكوا وهو مبتسم فقال لهم لماذا أنتم تبكون؟ فلم يقدروا أن يقولوا له،قال لهم أنا لست خائف، لا أنا لا أخاف من الموت، أنا سوف أقابل حبيبي المسيح، الأنسان يا أحبائي الذي يعيش بهذا الفكر يكون غالب،يكون منتصر، دائما الناس حينما ترى شخص في حالة مرض يظلوا يواسوه،يهونوا عليه، يعزوه،لكن أبونا بيشوي لا، بل هو الذي كان يعزيهم لأن داخله سلام،داخله استعداد،قام في حياته بجمع زيت، فمصباحه مصباح موقد.لذلك جميل الإنسان يا أحبائي الذي ينظر لحياته على أنها فرصة يجمع فيها زيت لكي يظل مصباحه موقد عندما يأتي العريس يجده مستعد،أحد القديسين كان يقول لله"يارب لا تأخذني وأنا في منتصف أيامي ولا تأخذني ومصباحي منطفئ بل تمهل علي لأشعل مصباحي بزيت التوبة، وأقتني منك ثياباً لأستر عورتي لأني إلى الآن ليس لي بها ثياب أقف بها أمامك حينما يقف أمامك جميع البشر، تمهل علي"،الله يتأنى علينا، أبقى حياتنا إلى الآن لكي نستعد.الله يعطينا أن نعيش أيام غربتنا على الأرض في محبته، في مخافته.يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينابنعمته لإلهنا المجد دائما أبديا آمين.