ظهورات المسيح بعد القيامة

Large image

ظُهُورات المسِيح لها معانِى عمِيقة وَجمِيلة فقد ظلَّ المسِيح عَلَى الأرض أربعِين يوم بعد القِيامة حَتَّى الصعُود كَانَ هدفه أنْ يُؤسِس الكنِيسة وَيُثَّبِت التلامِيذ وَالمؤمِنِين وَيطلُب الضَّال وَيسترِد المطرُود وَكُلّ نَفْسَ تركت الطرِيق كُلّ نَفْسَ خائِفة يُشَّجِعُها وَكُلّ نَفْسَ أحبَّت يُكافِئها.

لِماذا الظُهُورات ؟
(1) لِيُؤكِد حقِيقة قِيامتِهِ :-
ظلَّ أربعِين يوم يظهر فِى أماكِن مُختلِفة لأشخاص مُختلِفة لأِنَّهُ شاع أنَّ خبر القِيامة ليس يقِين بَلْ إِخترعهُ تلامِيذه لِذلِكَ كَانَ يتراءى[ تلامِيذهُ أتوا ليلاً وَسرقُوهُ وَنحنُ نِيامٌ ]( مت 28 : 13 ) هل تعرِف مَنَ سُرِق وَأنت نائِم ؟ البعض قالُوا أنَّهُ لَمْ يكُنْ قَدْ مات لكِنَّهُ كَانَ فِى غيبوبة وَرائِحة الحنُوط جعلتهُ يفِيق مِنها ظُهوراته أكدت حقِيقة قِيامتِهِ لِيُثَّبِتها فِى الكنِيسة لِذلِكَ تراءى لأُِناس مُختلِفِين فِى أماكِنْ مُختلِفة وَمِنْ حتمِيَّة ظُهُوراته أنَّهُ ظهر لأِكثر مِنْ خُمسمائة أخ وَ لاَ يُمكِن أنْ يتفِق خُمسمائة شخص عَلَى كَلاَمَ واحِد إِلاَّ إِنْ كَانَ حقِيقة0
(2) أنْ يُستعلن جسد القِيامة :-
التلامِيذ فِى فِكرهُمْ المسِيح لَمْ يتغيَّرمازال كما هُوَلكِنَّهُ يدخُل لَهُمْ وَالأبواب مُغلَّقة لِماذا ؟ لِيُعلِن أنَّ جسده أصبح غير مادِّى كالسابِق بَلْ أصبح ليس لَهُ كثافة أوْ حدُود وَكأنَّهُ يقُولَ قَدْ أكُون هُنا ثُمَّ أكُون فِى مكانٍ آخر بعد قلِيل أى جسده أصبح جسد رُوحانِى سماوِى مُمجَّد يُرِيد أنْ يُثبِت أنَّ طبِيعة جسده الآنَ إِختلفت عَنْ طبِيعة جسده سابِقاً لِذلِكَ قَالَ لِلمجدلِيَّة لاَ تلمُسِينِى وَدخل وَالأبواب مُغلَّقة وَظهر فِى أماكِن كثِيرة لأِنَّ جسده أصبح مُمجَّد نُورانِى لاَ يتعب وَ لاَ يمرض أراد أنْ يُظهِر أنَّ جسده حقِيقِى وَليس خيال لِذلِكَ أكل معهُمْ عَلَى سبِيل المُعجِزة وَكما يقُول القدِيس أُوغسطِينُوسَ[ أنَّهُ قبل موتِهِ كَانَ يُؤكِّد لاهوته وَبعد قِيامتِهِ كَانَ يُؤكِّد ناسوته ] وَكما يُقالَ أنَّ سُرعة الضوء = 300000كم/ثانية أى لَوْ المسافة مِنْ الأسكندرِية حَتَّى أسوان حوالِى 1000كم إِذاً الضوء يذهب إِلَى 300 بلد أبعد مِنْ أسوان300 مرَّة00إِذاً كَمْ تكُون سُرعة الرُّوح ؟ أمر يفوق الإِدراك المسِيح لَهُ المجد سمح أنَّ كُلّ مَنَ يُرِيد أنْ يراه يذهب إِليهِ وَذلِكَ أثناء حياته بِالجسد عَلَى الأرض حَتَّى وَهُوَ مصلُوب كَانَ كُلّ مَنَ يُرِيد أنْ يراه يذهب لِلجُلجُثة لِيراه سواء كَانَ مُحِب أوْ غير مُحِب مؤمِن أوْ غير مؤمِن لكِنْ القِيامة أستُعلِنت لِمَنَ إِستحقها فقط وَهُوَ ذهب لِمَنَ إِختارهُمْ وَهُوَ حدَّد متى وَأين0
(3) لِيُؤسِس الكنِيسة :-
لَوْ المسِيح قَامَ اليوم وَصعد مُجرَّد قِيامتِهِ دُون ظُهُورات وَتركَ تلامِيذه مُشتتِين بُطرُسَ مُتعب الضمِير فكيف يُبشِّر وَهُوَ مُنكِر المسِيح ؟ التلامِيذ يشعرُون بِخيانتهُمْ لَهُ وَتخلِّيهُمْ عنهُ فكيف يخدِمُون ؟ توما كَانَ مُتشكِّكَ فكيف يُبشِّر ؟ التلامِيذ لَهُمْ طبع البشر لِذلِكَ جاء المسِيح بِظُهُوراته لِيُثَّبِت الكنِيسة وَينزع خوف التلامِيذ عِندما ظهر وسطِهِمْ وَالأبواب مُغلَّقة وَيرُد بُطرُسَ وَيُثَّبِت إِيمان توما وَيُعِيد تلمِيذى عمواس الكنِيسة قامت عَلَى التلامِيذ وَمُنذُ رؤيتهِمْ لِصعودِهِ وَمُنذُ حلُول الرُّوح القُدُس عليهُمْ وَأصبحُوا جبابِرة بُطرُسَ المُنكِر يُجاهِر أمام ملُوكَ بِكلِمات هُوَ يعلم أنَّها تؤدِى إِلَى موتِهِ لأِنَّهُ نظر القِيامة0
(4) فردِيات :-
لِلمُكافأة مثلما ظهر لِمريم المجدلِيَّة لِيُكافِئها 0
لِلتشجِيع كما ظهر لِلتلامِيذ لِيُشَّجِعهُمْ وَينزع خوفهُمْ 0
لِلتوبة مثلما ظهر لِبُطرُسَ وَلِتلمِيذى عمواس 0
لِلإِيمان مثلما ظهر لِتوما لِيُثَّبِت إِيمانه وَظهر لِيُوحنا لِيُعلِن إِيمانه وَيقُولَ أنَّهُ مُختلِف عَنْ باقِى التلامِيذ [ رأى فَآمَنَ ] ( يو 20 : 8 )عِندما ذهب لِلقبروجدهُ فارِغ وَعِندما رآهُ عَلَى بحر طبرية قَالَ [ هُوَ الرَّبُّ ] ( يو 21 : 7 ).
لأِرسالِية خِدمة قَالَ لِلمريمات إِذهبن لإِخوتِى خبر القِيامة لابُد أنْ أعرِفه وَأنتفِع بِهِ كيف ؟ بِأنْ أحوِله إِلَى كِرازة ليس لِى فقط بَلْ وَلِلآخرِين أيضاً رائِع بُولُسَ الرَّسُولَ فِى رِسالتهُ الأُولى لأِهل كُورنثُوس عِندما يُعدِّد ظُهُورات المسِيح فيقُولَ [ وَأنَّهُ ظهر لِصفا ثُمَّ لِلاِثني عَشَرَ0وَبعد ذلِكَ ظهر دفعةً واحِدةً لأِكثر مِنْ خَمسمِئةِ أخٍ أكثرهُمْ باقٍ إِلَى الآنَ وَلكِنَّ بعضهُمْ قَدْ رقدُوا0وَبعد ذلِكَ ظهر لِيعقُوب ثُمَّ لِلرُّسُلِ أجمعِين0وَآخِر الكُلِّ كأنَّهُ لِلسِّقطِ ظهر لِي أنَا ]( 1 كو 15 : 5 – 8 )هذِهِ الكلِمات خُذها لِنَفْسِكَ وَقُل " ظهر لِى أنا "الله لَمْ يظهر بعد القِيامة لِمجموعات فقط بَلْ وَلأفراد أيضاً أنا مُحتاج ظُهور قِيامة يُشَّجعنِى وَيُرسلنِى لِلخِدمة وَيُثَّبِت إِيمانِى وَيُكافِئنِى وَيرُدَّنِى لِمرتبتِى الأُولى إِنْ كَانَ بُطرُسَ مُحتاج لِواحِده مِنْ هذِهِ الظُهُورات فأنا مُحتاج لِلخمسة0
المسِيح ظهر حوالِى إِحدى عَشَرَ ظُهُور هؤلاء الَّذِينَ ذكرهُمْ الكِتاب وَما هُمْ إِلاَّ نماذِج لِلحُب الإِلهِى هذِهِ الإِحدى عَشَرَ ظُهُور خمسة مِنها لِلتلامِيذ وَواحِده لأِكثر مِنْ خُمسمائة أخ وَثلاثة ظُهُورات لأِفراد وَظُهُوران لِفردين0
ظُهُورات المسِيح
خمس مرَّات لِلتلامِيذ مُجتمِعِين مرَّة لأِكثر مِنْ خُمسُمائة أخ ثَلاَثَ مرَّاتٍ لأِفراد مرَّتان لِفردين
1/ مساء يوم القِيامة بِدُون توما 1/ لِمريم المجدلِيَّة 1/ لِتلمِيذى عمواس
2/ مساء يوم القِيامة وَمعهُمْ توما 2/ لِبُطرُسَ 2/ لِلمريمتان
3/ فِى الجلِيل 3/ لِيعقُوب
4/ عَلَى بحر طبرِيَّة
5/ عَلَى جبل الزيتُون
أوَّلاً : ظهر لِمريم المجدلِيَّة :-
مريم المجدلِيَّة كَانَ عليها سبعة شياطِين وَاليوم عشِية عِيد القدِيس مارِمرقُصَ هُوَ الوحِيد الَّذِى كتب فِى إِنجِيله عَنْ المجدلِيَّة أنَّ المسِيح أخرج مِنها سبعة شياطِين أى أنَّ هُناك قِصَّة حُب عمِيقة أى أنَّها أحبَّتهُ لِلكمال لأِنَّهُ أعتقها فأعطتهُ كمال الحُب إِذاً ظهر لها أوَّلاً لِيُؤكِد أنَّهُ يُحِب الحُب[ إِنْ أحبَّنِي أحد يحفظ كلامِي وَيُحِبُّهُ أبِي وَإِليهِ نأتِي وَعِندهُ نصنعُ منزِلاً ]( يو 14 : 23 ) أحداث القِيامة بدأت السَّاعة 4 فجراً خرجت مريم السَّاعة الرابِعة صباحاً وَمعها بعض المريمات تحدَّت الظلام وَالحُرَّاس وَ لكِنْ كَانَ باب المدِينة مُغلق حيثُ أنَّ أُورُشلِيم لها خمسة أبواب أحدهُمْ كَانَ لِعامة الشَّعْب ظلَّت المجدلِيَّة عِند الباب حَتَّى الخامِسة صباحاً مِيعاد فتحِه مُجرَّد أنْ فُتِح باب المدِينة سبقت المجدلِيَّة المريمات فوصلت إِلَى القبرالسَّاعة الخامِسة وَالنِصف رقم سبعة هُوَ رقم الكمال وَكأنَّها تُعلِن أنَّها كما كانت فِى كمال الشَّر لكِنَّها قدَّمت لله توبة قوِية وَالله قَبَلَ كمال توبتِها لِذلِكَ هِى تُعلِن لَهُ كمال حُبَّها حَتَّى وَإِنْ كَانَ فِى نظرها ميت جُثَّة فِى قبرٍ لِذلِكَ بكَّرت لَهُ وَتحدَّت كُلّ شئ إِذاً التوبة تُعلِن القِيامة بِإِسلُوب واضِح وَلِذلِكَ التوبة الناقِصة تؤجِل إِعلان القِيامة فِى حياتك لِذلِكَ كانت مريم أوَّل مُبشِرة بِالقيامة ذهبت لِلقبر فوجدتهُ فارِغ وَالحجر قَدْ دُحرِج فأخذتها الحِيرة وَظلَّت هكذا حوالِى نِصف ساعة حَتَّى وصلت المريمات مريم إِستحقت أنْ تكون أوَّل مَنَ رآه فِى بنِى البشر0
ثانِياً : ظهر لِمريم المجدلِيَّة وَمريم الأُخرى :-
أعلن لهُما الملاكَ أنَّ يسُوعَ المصلُوب قَدْ قَامَ وَأعطاهُما رِسالة الكِرازة [ قُولاَ لإِخوتِي أنْ يذهبُوا إِلَى الجلِيلِ وَهُناكَ يروننِي ] ( مت 28 : 10 ) لاَ يُمكِن أنْ أفرح بِالقِيامة وحدِى مِنْ أهم مؤشِرات القِيامة وَفاعِلِيتها فِى حياتكَ أنْ تكون مُبشِّر بِها وَ لاَ يُمكِنكَ أنْ ترى إِنسان يعِيش فِى موت الخطِيَّة وَتصمُت بَلْ تحزن عليهِ وَتُبشِّرهُ[ تُبشِّرُون بِموتِي وَتعترِفُون بِقيامتِي ] نتِيجة طبِيعِية لِعمل القِيامة فِى حياتكَ لِذلِكَ المسِيح كافأ المريمتان وَأعلن لهُما القِيامةوَسجدتا لَهُ وَأمسكتا بِقدميه رجعت المجدلِيَّة وَمريم الأُخرى وَأخبرتا التلامِيذ بُطرُسَ وَيُوحنا ذهبا لِلقبر وَكانت السَّاعة حوالِى السَّادِسة وَالنِصف صباحاً لكِنْ المجدلِيَّة أيضاً سبقتهُما إِلَى هُناكَ رجع بُطرُسَ وَيُوحنا لكِنْ المجدلِيَّة ظلَّت هُناكَ تبكِى وَقابلت البُستانِى وَقَالَ لها [ لِماذا تطلُبنَ الحيَّ بينَ الأمواتِ ] ( لو 24 : 5 )وَناداها وَقَالَ يا مريم ثُمَّ قَالَ لها لاَ تلمُسِينِى00لِماذا لاَ تلمِسهُ رغم أنَّها مُنذُ قلِيل أمسكت بِقدميهِ ؟وَلِماذا رفض أنْ تلمِسهُ ؟يقُول الآباء أنَّ المجدلِيَّة أرادت أنْ تحتضِنه وَيقُول البعض أنَّها ظلَّت هُناكَ حَتَّى السابِعة وَالنِصف صباحاً أى أنَّها أكثر واحِدة تلامست مَعَ القِيامة وَبعد كُلّ ذلِكَ تقُولَ لَهُ [ فَقُلْ لِي أينَ وضعتهُ وَأنَا آخُذُهُ ] ( يو 20 : 15 )أى أنَّهُ رفض شكَّها وَعدم إِيمانهاأيضاً يقُولُون أنَّهُ أعلن لها جسد القِيامة المُمجَّد وَليس جسد مادِّى كما هِى الآنَ0
 هذا الجسد الَّذِى صعد بِهِ لِلسَّماء وَالَّذِى سنلبِسهُ نحنُ فِى القِيامة00جسد طبِيعتهُ جدِيدة لَهُ مجد00هُنا يُعلِن أنَّهُ صُلِب لأِجلِنا وَقَامَ لأِجلِنا وَتغيَّر جسدهُ لأِجلِنا لِنُلاقِيه فِى السَّحاب فنتغيَّر فِى طرفه عين لِجسد مُمجَّد وَطبِيعة جدِيدة مِثْلَ الَّتِى قَامَ بِها مِنْ الموت وَالَّذِينَ فِى القبُور سيقُومون بِطبِيعة جدِيدة مُقامة بِجسد قِيامة0
ثالِثاً : ظهر لِبُطرُسَ :-
ظُهُور خاص بُطرُسَ كَانَ فِى خجل مِنْ إِنكاره لِلمسِيح فبحث يسُوعَ عنهُ لِيرُده لِرُتبتهُ الأُولى كلَّمهُ بِكُلّ حُب وَرِقة وَحنان [ عِندِي شيء أقُولُهُ لَكَ ] ( لو 7 : 40 ) خجل بُطرُسَ جِدّاً وَكأنَّهُ يعلم ما سيقوله يسُوعَ لَهُ فقد توَّقع توبِيخ لكِنْ المسِيح لَهُ المجد قَالَ لَهُ [ أتُحِبُّنِي ] ( يو 21 : 15 ) يُجِيبهُ بُطرُسَ [ أنت تعلمُ أنِّي أُحِبُّكَ ] ( يو 21 : 15 )يقُولَ لَهُ [ ارع غنمِي ] ( يو 21 : 16 ) ثَلاَثَ مرَّات يسألهُ نَفْسَ السؤال وَيطلُب مِنْهُ ارعى غنمِى ارعى خِرافِى لِماذا ؟ عِندما نحزن مِنْ شخص نجِد أنفُسنا لاَ نُرِيد أنْ نراه لكِنْ يسُوعَ عاتب بُطرُسَ وَلَمْ يُفاتِحه فِى أى شئ فعلهُ فِى حقِهِ أرجُوكَ تعلَّم عِتاب الحُب وَالموقِف المُفرِح قُل كُلُّنا ضُعفاء كَانَ يُمكِنْ لِيسُوعَ أنْ يقُولَ لِبُطرُسَ ألاَ تذكُر إِنكاركَ لِى أمام جارِية ؟ لكِنَّهُ لَمْ يفعل ذلِكَ بَلْ علَّمنا عِتاب الحُب لِيُؤكِد حقِيقة بُنيان المحبَّة إِنْ حزنت مِنْ أحدٍ ما وَأستخدمت معهُ أسلُوب المحبَّة ستُحوِّله لإِنسان نافِع وَلِتقرأ رسائِل بُطرُسَ الرَّسُول ستعلم مدى القُوَّة الَّتِى كانت فِيهِ لأِنَّهُ إِختبر الحُب0
 بعد عِتاب الحُب قَالَ الشئ الصعب00قَالَ [ لمَّا كُنتَ أكثر حداثةً كُنتَ تُمنطِقُ ذاتكَ وَتمشِي حيثُ تشاءُ0وَلكِنْ متى شِختَ فَإِنَّكَ تمُدُّ يديكَ وَآخرُ يُمنطِقُكَ وَيحمِلُكَ حيثُ لاَ تشاءُ ] ( يو 21 : 18 )00مِنْ الآنَ يا بُطرُسَ لَنْ تكون مِلك لِنَفْسَكَ بَلْ أنَّكَ ستُعِد نَفْسَكَ لِطرِيق صعب جاء لِبُطرُسَ لِيرُده لِرُتبتهُ الأُولى وَوعدهُ بِأنَّهُ سيخدِم وَيحمِل صلِيب مثلما حَمَلَ هُوَ0
رابِعاً : ظهر لِيعقُوب :-
ظُهُور مُهِمْ رغم أنَّ الكِتاب لَمْ يكتُب عنهُ كثِيراً كَانَ يعقُوب أكبر التلامِيذ سِناً حَتَّى أنَّهُمْ لمَّا ناقشُوا مسألة التهُّود أقاموا مجمع وَجعلوا يعقُوب رئِيس المجمع وَكَانَ أُسقُف أُورُشلِيم وَأوَّل مَنَ أُستُشهِد فِى التلامِيذ فنقرأ فِى سِفر الأعمال أنَّ هِيرودِس المَلِكَ مدَّ يَدَهُ إِلَى الكنِيسة[ فَقتل يعقُوبَ أخا يُوحنَّا بِالسَّيفِ0وَإِذْ رأى أنَّ ذلِكَ يُرضِي اليهُود عاد فقبض عَلَى بُطرُسَ أيضاً ] ( أع 12 : 2 – 3 ) أراد أنْ يجعلهُ عِبره لِكُلّ المسِيحِيين فأخذ الأُسقُف وَهذِهِ عادة المُضطهِدِين أنْ يقتِلُوا الأُسقُف فتهتز الكنِيسة[ اضربُ الرَّاعِي ] ( مت 26 : 31 ) لِذلِكَ عرف المسِيح أنَّ يعقُوب يحتاج معونة خاصة وَلقَّبوه بِأخو الرَّبَّ أعطاهُ تمييز خاص حَتَّى عِندما يستشهِد يكُون قَدْ أخذ قُوَّة القِيامة وَيجتاز الموت فكان أوَّل شهِيد فِى التلامِيذ وَرحل فِى صمت0
خامِساً : ظهر لِتلمِيذى عمواس :-
هُما لوقا وَكليُوباس كانا فِى أُورُشلِيم مَعَ التلامِيذ وَرأيا كُلّ أحداث الصلِيب وَسمِعا أخبار القِيامة مِنْ عِدَّة مصادِر مِنْ المريمات وَمِنْ بُطرُسَ وَمِنْ يُوحنا بُطرُسَ رأى وَمضى مُتعجِب المريمات وَيُوحنا تأكَّدوا مِنْ القِيامة وَرغم كُلّ ذلِكَ تشكَّكَ تلمِيذى عمواس فتركا أُورُشلِيم الأحد ظُهراً وَذهبا لِعمواس أى أنَّ فِى ذلِكَ الوقت كَانَ خبر القِيامة قَدْ أصبح يقِيناً عادا لِعمواس السَّاعة الرَّابِعة ظُهراً عمواس تبعُد ستُون غُلوه عَنْ أُورُشلِيم عمواس تُمَّثِل الحياة الماديَّة وَالإِرتِداد عَنْ مدِينة المَلِكَ العظِيم أُورُشلِيم تُمَّثِل الإِنسان الخائِف لِذلِكَ ظهر لهُما يسُوعَ وَماذا كَانَ حالهُما ؟[ ماشِيانِ عابِسينِ ] ( لو 24 : 17 ) الَّذِى يترُكَ المسِيح وَ لاَ يفرح بِقيامتِهِ يعِيش فِى عبُوسة وَأُمسِكت أعيُنهُما عنهُ فكيف يتلامسان مَعَ حقِيقة الجسد المُمجَّد وَهُما غير فرِحِين وَغير مُصدِقِين لِلقيامة ظُهُورات يسُوعَ كشفت حنانه إِقترب إِليهِما وَكأنَّهُ فرض نَفْسَه عليهِما وَسألهُما لِماذا عابِسِين ؟ العجِيب أنَّهُما إِتهماه أنَّهُ غرِيب الَّذِى لَهُ السَّماء وَالأرض وَكُلّ ملؤها يتهِموه أنَّهُ غرِيب وَتظاهر أنَّهُ لاَ يعرِف فقالاَ لَهُ [ بَلْ بعضُ النِّساءِ مِنَّا حيَّرننا ] ( لو 24 : 22 ) بعض المريمات قُلنْ أنَّ يسُوعَ قَدْ قَامَ فحيرننا فسألهُما وَما رأيكما فِيهِ ؟ فقالاَ [ كَانَ إِنساناً نبِيّاً مُقتدِراً فِي الفِعلِ وَالقولِ أمام اللهِ وَجمِيعِ الشَّعْبِ وَنحنُ كُنَّا نرجُو أنَّهُ هُوَ المُزمِعُ أنْ يفدِي إِسْرَائِيلَ ]( لو 24 : 19 – 21 )00كَانَ نبِياً مُقتدِراً وَكُنّا نظُن أنَّهُ شئ لاَ لاَ يكفِى أنْ يكون يسُوعَ فِى نظركَ بِهذِهِ الصُورة لِذلِكَ ظهر لَكَ فِى عمواس كى يُعِيدكَ لأُِورُشلِيم المسِيح يقترِب مِنْ كُلّ نَفْسَ حَتَّى وَإِنْ كانت فِى الكنِيسة وَتحيا كُلّ المُناسبات لكِنْ قلبها مِثْلَ تلمِيذى عمواس فِى غير يقِينِية مجد القِيامة وَأعيُنها مُمسكه عنْهُ فتحيا فِى إِكتئاب حَتَّى وَإِنْ تناولت لِذلِكَ جِئت يا يسُوعَ لِتكشِف إِنحدارِى وَعبُوستِى وَقِلَّة إِيمانِى لكِنْ فِى مُبادرة حُب فائِقة سِرت معِى مِنْ أُورُشلِيم القِيامة إِلَى عمواس المادة كى تُعِيدنِى مِنْ جدِيد إِلَى أُورُشلِيم مدِينة المَلِكَ العظِيم هل سَارَ أحد مَعَ المسِيح وَأخذ كُلّ هذِهِ الكرامات ثُمَّ يعُود لِعمله أوْ بلده أحياناً لاَ نعرِف الكُتُب وَ لاَ نُحِب الصلِيب وَنهدِم فِى لحظة ما بُنِى فِى وقتٍ طوِيل المسِيح مصلُوب لأِجلِهِما وَهُما يشُكَّا فِيه أنَّهُ ضعِيف وَيُعامِلاه عَلَى أنَّهُ إِنسان نبِى مُقتدِر فِى القول وَالفِعل لابُد أنْ يكون لِى دور أُثَّبِت إِخوتِى فِى أُورُشلِيم لِذلِكَ مُباركَ أنت يا يسُوعَ يا مَنَ نزفت الدَّم عَلَى الصلِيب لأِجلِ خَلاَصِنا وَبعد الصلِيب أتيت لِتُثَّبِتنا لِنعُود لِمدِينة المَلِكَ العظِيم وسط الجماعة المُقدَّسة لِذلِكَ يقُولَ مارِبُولُسَ [ غير تارِكِينَ اجتماعنا كما لِقومٍ عادةٌ ]( عب 10 : 25 ) لاَ تترُكَ إِجتماعكَ بَلْ تعالَ وَهات إِخوتكَ وَ لاَ تترُكهُمْ مُتمسِكِين بِعمواس المادة كلَّمهُما وَفتح كنُوز قلبِهِ فقالاَ [ ألَمْ يكُنْ قلبُنا مُلتهِباً فِينا ] ( لو 24 : 32 )لأِنَّ كَلاَمه يحرِق أشواك الشكَ وَالخطِيَّة00ما الَّذِى يجعل قلبكَ يتخلَّص مِنْ البرودة ؟الإِنجِيل كلِمة الله عرفاهُ لمَّا كسر الخُبز لأِنَّهُما شبِعا مِنْ حُبِّهِ ستحيا كمال الفرحة عِندما يكسر الخُبز أمامكَ مِنْ أكثر الأشياء الَّتِى تُعلِن لَكَ القِيامة التناوُل دخل بيتهُما وَقلبهُما وَوصَلَ إِلَى أعماقِهِما هُما [ ألزماهُ ] ( لو 24 : 29 )هُوَ فِى تواضُع قَبَلَ وَدخل بيتهُما هُوَ يدخُلَ بيتِى رغم أنَّهُ يعلم فتورِى وَكأنَّهُ يقُولَ لِى لَنْ أترُككَ ها أنت ذاهِب إِلَى عمواس وَأنا سأسِير معكَ وَأدخُل حُجرتكَ وَمخدعكَ وَأكسر لَكَ الخُبز وَأُشبِعكَ كى أعُود بِكَ لأُِورُشلِيم وَيجُول داخِلِى وَيُطهِّرنِى قُلَ لَهُ أنا مُحتاج لِمزِيد مِنْ حُبَّكَ الفائِق كى لاَ أرتد عنكَ0
سادِساً : ظهر لأِكثر مِنْ خُمسمائة أخ :-
ذكر ذلِكَ بُولُسَ الرَّسُولَ فِى رِسالتهُ لأِهل كُورنثُوسَ [ ظهر دفعةً واحِدةً لأِكثر مِنْ خمسِمِئةِ أخٍ أكثرُهُمْ باقٍ إِلَى الآنَ ] ( 1 كو 15 : 6 ) يُرِيد أنْ يقُولَ كثِيرُون رأونِى كى يجولوا مُبشِرِين بِالقيامة ليتنِى أكون واحِد مِنهُمْ وَأشهد أنَّهُ قَامَ الَّذِى يُثبِت ذلِكَ توبتِى وَإِنتقالِى مِنْ الظُلمة إِلَى النُور وَمِنْ الموت إِلَى الحياة وَمِنْ عمواس إِلَى أُورُشلِيم لِذلِكَ أجمل أيقونة لِلقيامة هِى أيقونة التوبة صُورة لِمُوسى الأسود هِى نِيجاتِيف لِلقيامة كَانَ ميت وَقَامَ0
سابِعاً : ظهر لِجماعة التلامِيذ :-
ظهر لهُمْ حوالِى خمس مرَّات
(1) مساء يوم القِيامة فِى العُلِّية بِدُون توما وَأعطاهُمْ السلام لأِنَّهُمْ كانُوا خائِفِين مُتشكِكِين يُوحنا رأى وَأمن وَلمَّا كلَّمهُمْ لَمْ يلقى قبُول هل لأِنَّهُ يُحِبه ؟ بُطرُسَ رأى وَمضى مُتعجِب مِمَّا كَانَ أى غير واثِق هكذا كَانَ حال التلامِيذ لِذلِكَ دخل لهُمْ وَالأبواب مُغلَّقة المنازِلَ فِى أُورُشلِيم لها أكثر مِنْ باب باب داخِلِى وَباب خارِجِى وَباب لِلعُلِّيَّة مكان الضيُوف هُمْ أغلقُوا كُلّ هذِهِ الأبواب فظهر وسطِهِمْ وَالأبواب مُغلقة لِيدخُلَ القلُوب المُغلَّقة وَالقلُوب الخائِفة وَ لاَ يقبلَ إِلاَّ أنْ يكُون مِحور حياتكَ ( وسطِهِمْ ) مركزها وَيمنحكَ سَلاَمه أرسلهُمْ لِلخِدمة وَأكل معهُمْ شهد عسل لأِنَّهُ حلاوِتنا00أنا مُحتاج لِكُلّ هذا0
(2) ظهر لهُمْ فِى العُلِّيَّة وَمعهُمْ توما لِينزع عنهُ الشكَ وَيُثَّبِت إِيمانه0
(3) ظهر لهُمْ فِى الجلِيل لأِنَّ مُعظمهُمْ كانُوا جلِيلِيين صيَّادِى سمكَ جيِّد أنَّ المسِيح يبحث عَنْ الإِنسان كراعِى صالِح يسعى فِى طلب الضَّال مِنْ قبل القِيامة وَبعدها وَحَتَّى الآنَ يسعى وَيطرُق بابكَ المُغلق وَيُعلِن لَكَ قِيامتِهِ وَأنت مُتعجِّب يُعلِنْ لَكَ الفرح وَالتوبة وَأنت مُصَّمِمْ عَلَى الخطِيَّة وَالحُزن0
(4) ظهر لهُمْ عَلَى بحر طبرِية لَمْ يعرِفهُ سِوى يُوحنا قَالَ [ هُوَ الرَّبُّ ]( يو 21 : 7 )عرفكَ يُوحنا بَِقلبِهِ المُحِب المشاعِر تجذِب وَإِحساس الحُب يشعُر بِالحُب الطِفل يعرِف مَنَ يُحِبه هكذا المسِيح يُميِّز مَنَ يُحِبه وَمَنَ يُحِبه يعرِفهُ بُطرُسَ إِندفع وَألقى نَفْسَه فِى البحروَمحبِتكَ جذبتهُ وَأنقذتهُ وَكلَّمهُ وَعاتبهُ عِتاب الحُب وَقَبَلَ توبتهُ وَأكَّد لَهُ أنَّهُ سيحمِلَ صلِيب وَبِالفِعلَ صُلِب مُنَّكس الرأس لِذلِكَ حَتَّى وَأنت فِى حالِة تركَ الله يقبلَكَ مرَّة أُخرى إِقتدِى بِيُوحنا الَّذِى كَانَ يتكِئ عَلَى صدره وَشبِع بِحُبِهِ الإِلهِى وَأعرِف نبضات قلبه كى تُميِّزهُ0
(5) ظهر لهُمْ عَلَى جبل الزيتُون كَانَ أخِر ظُهُور عَلَى جبل الصُعُود ظُهُورات مُتعدِدة فِى أماكِن مُتعدِدة لأِشخاص كثِيرِين لِتُؤكِّد لهُمْ الكثِير مِنْ كمالاتكَ الفائِقة حُب تشجِيع قبُول تثبِيت نحنُ لدينا منهج خاص نحنُ المصرِيين وَهُوَ أنَّ الواحِد لاَ يُحدِث نقص لاَ هذا مبدأ ليس لِلمسِيح0
هُوَ أظهر :-
حُبَّه لِلجماعة المُقدَّسة أى الكنِيسة قبُوله لِتوبة بُطرُسَ فإِسنِد توبتِى الناقِصة تدعِيمه لإِيمان توما فزدنِى إِيمان لأِختبِركَ بِصُورة أقوى رُبما أنا مُحتاج لِملمُوسات لِذلِكَ إِنْ كَانَ المسِيح تنازلَ وَقَالَ تعالَ إِلمسنِى إِلاَّ أنَّهُ لَمْ يُرِيد أنْ تكون قاعِدة فقالَ لِتوما[ طُوبى لِلَّذِينَ آمنُوا وَلَمْ يروا ] ( يو 20 : 29 ) محبِّة يُوحنا فإِقتدِى بِها خِدمة التلامِيذ فكُنْ مُبشِّر بِقِيامتِهِ وَهذا كُلّ ما أشتهِى أنْ تهِبه لِى التوبة الإِيمان المحبَّة الخِدمة يا مسِيح الظُهُورات ربِنا يكمِّل نقائِصنا وَيسنِد كُلّ ضعف فِينا بِنِعمِته لَهُ المجد دائِماً أبدِيّاً أمِين.

عدد الزيارات 20150

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل