القديسة يوستينا وقوة الغلبة على الشيطان الجمعة الثالثة من شهر توت

Large image

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين . تحل علينا نعمته وبركته الآن وكل أوان وإلي دهر الدهور كلها آمين.
اليوم يا أحبائي الكنيسة تعيد بتذكار السيدة العذراء لأن اليوم ٢١من شهر توت،وتعيد أيضاً بتذكار قديسة لها مكانة كبيرة جداً في قلوبنا وهي القديسة يوستينا،بنت بسيطة جميلة من أسرة متوسطة، كانت بارعة الجمال،سمع عنها الملك وتعلق قلبه بها بشدة، أي ليس فقط مجرد إعجاب، لا بل وصلت معه إلى درجة شديدة جداً تخطت كل المراحل،فبدأ يرسل لها يتودد إليها فرفضت،لماذا؟ قالت أنا مسيحية، لأن أنا لدي عريس سماوي، أنا لدي ارتباط بمن هو أعظم من الملك، من هو هذا ؟، وظل الملك يتخيل أنه كلام غيرة وحاول يبحث عن الملك الذي ترتبط به، ولكن هي كانت تتحدث عن ملك الملوك ورب الأرباب سيد ممالك الأرض كلها،ظل يحاول معها كثيرا، وأرسل وسطاء كثيرين، فعندما تحير في أمرها قال ليس هناك إلا السحرة، فالسحرة قالوا له الموضوع بسيط جداً نحن نفعل لها عمل بسيط يجعلها تأتي وتسجد لك، قال إذن هيا احضروها لي، العجيب في سيرة هذه القديسة أنه يقال كلما كانت الشياطين تذهب لها كانوا يجدونها تصلي، فلا يقدرون عليها وينصرفون سريعا،كلما يذهبون يجدوها تصلي لا يقدروا عليها،يسألهم لماذا تأخرتم؟،فيجيبون أعطنا قليل من الوقت فنحن نحاول أن نحضرها، ثم هدد الملك السحرة فجاءت فكرة شيطانية للسحرة لأنهم بالطبع كلهم يعملون مع الشيطان، قالوا نحن نجعل شيطان يتزين بزي يوستينا، يأخذ شكل يوستينا فهي فكرة بسيطة بالنسبة لهم، الشيطان أخذ شكل يوستينا وتزين بزي يوستينا وذهب إلى الملك،عندما رآها الملك ابتهج قلبه جداً، وعندما رآها قال لها السلام يا يوستينا أميرة الملكات، بمجرد أن نطق باسم يوستينا وجدنا الشيطان حرق وظل يصرخ، وبدأ السحرة نفسهم يعلنوا إيمانهم بإله يوستينا، وابتدأ كبريانوس نفسه الذي هو الساحر وكبير السحرة يعلن ايمانه بإله يوستينا، ما هذا الإله؟، وما هذه القوة التي لدى بنت ضعيفة؟،نجد معلمنا يوحنا الرسول يقول "أن الذي فيكم أقوى من الذي في العالم"، ما الذي فيكم؟ فيك اسم يسوع، فيك اسم الخلاص، فيك عمل الثالوث، فيك محبة الله ونعمة الابن وشركة الروح القدس، أنت مسكن للاهوت،أنت جبار بالمسيح يسوع،تصل بك الدرجة أن الشيطان يحرق منك،تصل بك الدرجة أن يكون الملك أمامك ضعيف،يقول لك نعم الملك يكون أمامك ضعيف،أولاد الله يا أحبائي عندما يتمسكوا بإلههم يكون فيهم عظمة وقوة رغم بساطة مظهرهم ورغم بساطة معيشتهم لكن يكون فيهم قوة في الأصل ليست من عندهم لكن من عنده هو، كثيراً جداً يا أحبائي نشعر أننا ضعفاء وغير قادرين علي شيء،لا نعرف أن نفعل شيء،والشيطان غالبنا ويغلبنا، ويغلبنا، يقول لك لأنك أنت غير مدرك السلاح الذي داخلك، غير مدرك مجرد فقط اتحادك باسم يسوع، غير مدرك مجرد رفع يدك إلى فوق ماذا يفعل؟!.أتتذكرون منذ زمان في العهد القديم عندماجعل الرب موسى يرفع يده ويشوع يحارب، كلما رفع موسى يده يحدث أن يشوع يغلب، لكن عندما يتعب موسى ويقوم بتنزيل يده ينهزم يشوع، إلى هذا القدر قيمة رفع الأيدي، إلى هذا القدر أن كلما يأتي الشيطان ليوستينا ويجدها تصلي لا يستطيع التغلب عليها؟!.أحبائي أحيانا نسمع بعض الناس يقولون ممكن أنا شخص ما يكون فعل لي عمل، عذرا يا أبانا سامحني نحن قمنا بالتجربة، يقولوا لأن الفتاة تأخرت قليلاً في الزواج، قلنا أن الموضوع بسيط، لا كيف فأنا وضعت مصيري في يد الشيطان، أنا وضعت ثقتي في مملكة عدو الخير،ذاهب لآخذ مشورته، ذاهب أقول له قل لي ماذا أفعل، لماذا؟ فهل أنا إلهي ضعيف؟، هل أنا لهذه الدرجة لا يوجد لدي يقين بالله؟.على سبيل المثال يقول البعض من وقت قريب كنا نجلس علي الشاطئ ومرت سيدة ترى الحظ فهي تسلية ما هذا؟!هي خطية عظيمة، أنت بذلك تعلن ضعف إيمانك الشديد، وبعدها تجد الذي يقول لك كلام مقلق فالسيدة قالت كلام صحيح، هل أنت تظن أن عدو الخير لا يعرف بعض الأشياء؟ لا فهو يعلم بعض الأشياء، لكن أنا لا أعلن ثقتي به أبدا، يقولون عن بعض جماعة من الشبان كانوا يجلسون في بيت طلبة وجاء إليهم أحد أصدقائهم يؤمن بهذه الأشياء، قال لهم أنا لدي استعداد أن أي شخص فيكم يطلب أي طلب أحضره له،احدهم قال له أنا أريد كراسة فأحضر له كراسة، وآخر قال له أنا أريد بنطلون فأحضر له بنطلون،كان بينهم ولد حلو مرتبط بالمذبح وشماس جميل وقف هكذا وقال له ماذا تطلب؟ قال له أنا لا أطلب شيئاً فقال له أنت خائف أن تطلب لأن عندما أحضر لك الشيء فنحن بذلك نعلن لك أننا على حق، فالولد رفع قلبه لله وقال له ماذا أفعل يارب في هذا الموقف الذي أنا فيه الآن؟ فالولد قال له أنا لدي كتاب صغير تحت وسادتي التي في منزلنا أنا أريده،فلم يحضره قال له أطلب شيء آخر قال له لا أنا أريد الكتاب الصغير الذي تحت وسادتي في منزلنا،قال له لا هذا لا أستطيع أن أحضره، كان هذا الكتاب هو الأچبية، لا يستطيع أن يحضر الأچبية،عدو الخير نعم فيه سلطان لكن الله قال أعطيتكم سلطان أن تدوس الحيات والعقارب وكل قوة العدو، أنظروا القوة التي في يوستينا، صار اسمها اعظم كرازة، ما الذي جعلها تغلب يا أحبائي؟ هي قوة الله، لأن فيها رائحة المسيح، فيها قوة المسيح،يبدوا أنهم ضعفاء، شكلهم أنهم لا يحملون سلاح، ولا يهتمون بالمظاهر الخارجية لأنهم متسلحون بالله، أنظر جبروت خلاص الله في أولاده،أنظر كم من أمراء وملوك كانوا يعذبوا الشهداء وفي النهاية هم الذين يدخلوا الإيمان، يقول لك عن القديس البابا بطرس وقت استشهاده كان كل الجنود ورئيس الفريق الذي أمر باستشهاده فعلوا له كتيبة من ٢٠٠جندي لكي يستشهد لكي يعذبوه، ٢٠٠فرد معهم سيوف، يقول لك أن الهيبة والإيمان الإلهي الذي كان على وجه القديس البابا بطرس وبقوة ثباته وصلاته لم يستطيعوا أن يرفعوا السيف علي رقبته، لدرجة أن رئيس هذه الكتيبة أعلن مكافأة لمن يستطيع أن يقطع رأسه، هل الفكرة تريد مكافأة؟ لا، رجل طول بعرض ومعه سيف كبير، وشخص مربوط من يديه ورجليه فلم يقدروا،لماذا لم يقدروا؟هناك قوة، قوة جبارة يا أحبائي.
أحيانا كثيرة جداً الله ينظر إلينا ويقول لنا أنا حزين عليكم لأنكم لا تشعرون بالقوة التي أعطيتها لكم،لم تشعروا أنكم أقوى من العالم، بل مغلوبين منه،لماذا مغلوبين وأنا أعطيتكم اسمي وأعطيتكم خلاصي وأعطيتكم عملي،الذي بكم أقوى، حينما تأتي إليك فكرة شريرة أرشم علي نفسك علامة الصليب وأنظر بعدها ماذا يحدث، كل شيء يهدأ، كل شيء يتبدد،عندما يكون لديك مخاوف وتكون متضايق وقلق أرشم الصليب وقل يا ربي يسوع المسيح ارحمني تشفع بالسيدة العذراء، تذكر أحد القديسين تعرض لتجارب كثيرة،تجد نفسك تقويت، وتصبح أنت غير ذلك،لماذا؟ لأنك فيك اسم حلو،وليك عربون خلاص، وهناك مخلص، عدو الخير يا أحبائي يتسلط علينا بالقدر الذي نسمح له به، يخيفنا بالقدر الذي نسمح له به،يسيطر علينا بالقدر الذي نسمح له به،لكن هل يقدرعلي أبناء الله؟ لا فهم لديهم قوة، فيهم عمل، يقولون لك أن أطفال أبرياء ماتوا من حد السيف هذه قوة وليست ضعف، هزموا جيوش غرباء، تجد معلمنا بولس الرسول صنع لك نشيد عن عمل الله في رسالة العبرانيين، وكل كلمة لها نماذج فلم يقول كلام من وحي الخيال، لا فمثلاً ناس سدوا أفواه الأسود هناك ناس سدوا أفواه الأسود بالفعل، ناس تقووا من ضعف، ناس نجوا من حد السيف، عمل الله يا أحبائي يعطي أولاد الله قوة داخلهم، تدرب على أن يكون لك علاقة متحدة بالله، اجعل لديك التصاق بالله،يقول "أما أنا فخير لي الالتصاق بالرب"، كلما يأتي علينا عدو الخير يجدنا نصلي، قائمة تصلي، النفس التي تصلي يا أحبائي الله يخضع لها كل شيء تحت أقدامها سريعا، النفس المتحدة بربنا تعيش السماء علي الأرض، النفس الدائمة الصلاة تتحلي بقوة الله،وتكون قوة الله تملأها وتجدها لها سلطان على كل أفكار عدو الخير،وتجدها غالبة نفسها، وتجدها متخطية ذاتها، لأنها آخذة من المصدر، تأخذ، تشهد،تتقوي، وعندما تأخذ وتشهد وتتقوي إذا أتت إليها تجربة أو ضيقة أو عدو الخير أتى لها بفكرة أو تسود عليها شهوتها تجد فيها قوة تستند عليها، إلى هذا الحد يا ربي أولادك فيهم سلطان كبير جدا، ترى كم الله عظيم مع أولاده، أسجد لربنا وقل له ما هذه القوة يا ربي، قم بالقراءة عن الآباء النساك والمتوحدين الذين عاشوا في البراري والقفار لم يكن لديهم أبدا شيء يؤلمهم،إلى هذه الدرجة يارب قوتك وعملك تجعلهم يسيطروا علي وحوش يقولون عن الأنبا برسوم أن ثعبان كبير عاش معه لسنين، ما هذه القوة، يقول لك أنه عندما وجده رشم علامة الصليب، ورفع يديه وصلى، يقول لك من لحظة ما صلى انتزع منه الطبع الوحشي وأصبح بالنسبة له كأنه رفيق يعيش معه، يمكن يارب أن نجعل من حولنا يكونوا رفقاء يقول لك نعم بروح الصلاة،يمكن يارب الناس الذين يشتمونا ويعيرونا ويهينونا والأجواء التي دائما تملأها الكراهية يمكن أن هؤلاء الناس تحبنا يقول لك بروح الصلاة، صلي وارفع قلبك له واعرف أن كل هؤلاء أنت مسئول عنهم أنك تغيرهم بصلاتك وبقلبك المرفوع، يمكن يارب أن تغير الناس بنا قال لك نعم ممكن أغير أناس كثيرة جداً جداً بكم،إلى هذا المقدار يارب أنا داخلي قوة وأنا لا أدري بها، يقول لك بمجرد فقط صلاة صغيرة ورشمة علامة صليب ورفعة قلب تجد الله يستخدمك، لكن ممكن اسمي مجرد اسمي أنا الشخصي يخرج شيطان تخيل يوستينا مجرد ذكر اسمها يرعب الشياطين، ما يارب هذه القوة ؟!،أنت يارب عجيب جدا في قديسيك،حقا عجيب هو الله في قديسيه تصنع اعمال عجيبة يارب، انت تعطيهم كرامة يقول لك بالطبع لابد أن أعطيهم كرامة فهم أولادي، إذا كانت هي رفضت تلتصق بالملك أو تتزوج من الملك، رغم أنها بنت وتحب مجد العالم، فهي عندما رفضت مجد العالم أنا لا أعطيها كرامة!، أنا لا أجعل اسمها يكون اسم جبار!، كل نفس يا أحبائي تركت نفسها من اجل مجد الرب لها كرامة، كل نفس رفضت العالم ربنا يعطيها سلطان علي العالم، كل نفس تركت شئ تأخذ مئة ضعف، ما هذا المجد!، يقولون لك ذات مرة لص حاول أن يصعد على سور أحد الأديرة فوجد الموضوع صعب، فجاءت إليه فكرة أن يرتدي زي راهب ويدخل إلى الدير ويسرق ويعمل ما يريده، وعلم من اللصوص أن هناك راهب مشهور يأتي ليأخذ اعترافات الراهبات اسمه دانيال،فارتدى زيهم وأخذ شكله ودخل إليهم على أنه هو دانيال، فظلوا يرحبون به وقالوا له أنت لك زمن كبير لم تأتي إلينا أنت قد شخت، وظل هو يجول في الدير ويتفحص الأشياء الغالية والثمينة في الدير، ثم قاموا بإطعامه وغسل أرجله وجاءت راهبة ضريرة لا ترى لتسلم عليه وعندها إيمان أنها إذا أخذت من المياه التي غسل بها أرجله ووضعتها علي أعينها تشفي، وبالفعل فعلت هذا فشفيت،هذا مجرد أنه أخذ اسم دانيال، اللص نفسه قال لهم أنا لست دانيال، وهو نفسه أعلن إيمانه،يمكن يارب أن مجرد اسم أحد من أولادك يكون يعيش معك ويخافك يكون اسم جبار لهذه الدرجة، يوستينا اسمها غالب، والأب دانيال اسمه غالب، ومار جرجس اسمه غالب،وكل شخص اتحد بربنا مجرد اسمه، اسمه فقط يمكن أن يكون مرعب للشيطان، وبالطبع أيضا صورته، أحيانا نجد إنسان عليه روح شريرة إذا مر بجانب مقصورة بها صورة لمار جرجس تحدث له مواقف غريبة، إذا شخص يمشي في الشارع ومعه صورة لمار جرجس وهناك شخص به روح شريرة تجده يصرخ ويقول له اخرج الذي معك لهذه الدرجة صورة مار جرجس تزعج الشيطان.يا أحبائي إله يوستينا هو إلهنا نحن، والقوة التي أعطاها ليوستينا هي القوة التي نحن مدعوين لها، ارفع يديك واتحد بإلهك، ربنا يعطيك سلطان.ربنا يعطينا غلبة، يعطينا نصرة، يعطينا قوة ندوس بها على كل ما في العالم ونتحد به.ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائما أبديا آمين.

عدد الزيارات 1788

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل