الكمال المسيحى الجمعة الرابعة من شهر توت

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين .فلتحل علينا نعمته وبركته ورحمته الآن وكل أوان وإلي دهر الدهور كلها آمين .
اليوم ياأحبائي الكنيسة تحتفل بتذكار بشارة الملاك لزكريا الكاهن بميلاد يوحنا المعمدان، ويقول "كان في أيام هيرودس ملك اليهودية كاهن اسمه زكريا من أيام فرقةأبيا وامرأته كانت من بنات هارون واسمها أليصابات وكان كلاهما بارين أمام الله، سالكين في جميع وصايا وحقوق الرب بلا لوم".أريد أن أتكلم معكم قليلاً عن حياة الكمال، الكمال نسبي، لأن الكمال لله وحده، الله هو المطلق، لكن نسبيا الإنسان يكون لديه اشتياق أن يصل للكمال من خلال البر والفضيلة والوصية، في أوشيه الراقدين نحن نتذكر أباءنا الذين انتقلوا،ونحن نقول على أنفسنا "وأما نحن يا ربنا فهب لنا كمالا مسيحيا الذي يرضيك أمامك"،تجد طالب يتمني أن يحصل علي 100% فهذا الطالب ماذا يفعل؟،من المؤكد أن الذي يريد أن يحصل على 100% يكون جاد جدا، من المؤكدالذي يريد أن يحصل علي 100% يكون مدقق جداً، وحريص جداً، لا يضيع الوقت مطلقاً، لا يعاشر أي شخص،ولا يتكلم بأي كلام ، يريد أن يصل للكمال،يريد أن يأخذ أو يحصل على أكبر نتيجة تجده حتى إذاعاشر يعاشر أشخاص متفوقين، مجتهد، شاعر بمسؤولية ، لا يحتمل اللهو، لا يحتمل تضييع الوقت،يحب الجدية ويحب التدقيق، الهدف أمام عينيه باستمرار وهو أن يحصل على أكبر درجة، لذلك يا أحبائي هذه صورة مبسطة لموضوع الكمال،فنحن كذلك الشخص فينا لابد أن يكون عينيه علي السماء وعلى الأبدية، ويريد أن يكون مكانه جميل في السماء،يريد أن يكون مع القديسين، يريد أن يكون مع الأبرار فلابد أن يعيش معيشتهم،ولابد أن يبدأ بمعاشرتهم من الآن،ولابد أن حياة القداسة تكون بالنسبة له هدف،ولابد باستمرار أن يكون مدقق، ولابد أن يكون باستمرار أمين، ولابد أن يكون باستمرار حريص،بعكس المستهتر، الذي يضيع الوقت، يعاشر أي شخص،يفعل أي شيء، يتكلم بأي كلام، يضيع وقته في أمور كثيرة، هذا شخص وهذا شخص آخر،لذلك عندما يقوموا بإدخال الطلبة إلى دراسة يدخلوهم في نفس الميعاد،ويعطوهم نفس المنهج،ويكونوا هؤلاء الطلبة تقريبا في نفس العمر،ويأتوا لهم بنفس المدرسين،ويأتوا لهم نفس الامتحان،ويعطوهم نفس الفترة التي من بداية الدراسة وبين الامتحان ما المتبقي الآن؟ المتبقي هو عمل هذا الطالب، والطالب الآخر،الله يفعل معنا كذلك، أرسلنا إلى العالم، كل ما في العالم يسير علي الكل، الجسد هذا لدى كل الناس ليس عند واحد فقط، المال هو عندالجميع، مباهج الحياة عند كل الناس، الشهوات عند كل الناس، الاحتياجات عند كل الناس، المشاعر عند كل الناس، الوقت عند كل الناس،متبقي أن كل أحد فينا يقول هو ماذا يريد؟، فتجد شخص عاش حياته بجدية، عاش حياته بأمانة،يضع أمامه هدف وهو أنه يريد أن يأتي بأفضل النتائج، الذي دائما يقول لك لا يهم أنا أريد أي شيءهكذا تجده فقد الكثير لكن الذي يضع أمامه هدف عالي تجده باستمرار لديه غيرة على أنه باستمرار يكون للأفضل، وباستمرارلديه رغبةللأمام.دائمايقال هكذا أن جهاد الإنسان هو محاولته لتقليل المسافة بين الواقع والمفترض،أنا الواقع لدي في منطقة معينة لكن المفترض أكون أمام، فأكون أنا بذلك أقلل المسافة بين الواقع والمفترض، الواقع هو حالنا الآن، لكن المفترض هو القداسة،إذن فأنا لابد أن أقترب من القداسة، تقليل المسافة بين الواقع والمفترض، هيا كل شخص فينا يبحث أين الواقع لديه،نقول له أنا بالخلف جداً يقول لك إذن هيا نتقدم،لا نضيع الوقت، هيا نكون أمناء، تجد الشخص المجتهدالذي يحب الكمال لا يتكلم عن الآخرين ولا ينتقد،لا يدين،تجد حياته يظل ينظر لنفسه يظل يحاول يفحص نفسه ويحاول أن يكون أفضل باستمرار.هذه يا أحبائي حياة الكمال، حياة الكمال التي يشتاق لها الإنسان يا أحبائي،ويطلبها بكل قلبه، إن الله يعطينا كمال،تجد هذا الإنسان المجتهد الأمين حياته مبهجة، تجده عندما يكون مدقق فإنه يدقق في أوقاته، في أفكاره في عينه، في نظراته، في حواسه،يدقق في مشاعره، ترى جرحت أحد!، ترى يوجد إنسان متضايق مني!، هل أنا استهنت بأحد؟!، هل قلت كلمة بها استخفاف على أحد؟!، هل أنا أستطيع القول أن مشاعري نقية أمام الله، ما شكل مشاعري؟، ما مقدار محبة العالم داخلي؟، كل هذه الأمور يا أحبائي تفرق كثيراً مع الإنسان في حياة الكمال لديه،هذا اشتياق،هذه شهوة نفوسنا أن يكون لنا حياة الكمال، زكريا وأليصابات يقول لك عنهم أنهم كانوا بارين، سالكين في جميع طرقه وأحكامه بلا لوم، ما هذه القوة؟ قوة،من الممكن أن الظروف كانت تساعدهم،من الممكن أن الوسط المحيط بهم يساعدهم،فنحن نعيش الآن في وسط صعب والزمن صعب ولا نستطيع أن نكون مثل زكريا وأليصابات،فهم كانت الظروف تساعدهم، أقول لك من قال لك أن الظروف كانت تساعدهم؟،فهم كانوا في عصر مظلم،أستطيع أن أقول لك أن الله قصدأن البشرية تمر بمراحل بها شدة ظلام قبل أن يأتي،دائما يقولون أكثر ساعات الليل ظلمة هي الساعات ما قبل شروق الشمس الفجر، قبل هذا الفجر تكون أكثر ساعات مظلمة، قبل أن يأتي المسيح كانت أكثر ساعات مظلمة، العصر الذي قبل مجيء المسيح كان الإنسان قد وصل لقمة فشله وعجزه، زكريا وأليصابات ولدوا في هذا العصر، ولدواوعاشوا في هذا العصر الملوث،أستطيع أن أقول لك حتى الكهنوت رئيس الكهنة كان يتعين بالرشوة، رئيس الكهنة أكبر رمز ديني، حنان وقيافا إذاقرأتم تاريخهم تاريخ صعب، تاريخ كله شر،تصور أن هؤلاء هم رؤساء الكهنة وزكريا كاهن في وسط هذا الجو المعتم، الجو الذي يمتلئ فساد وتدليس ووسائط ورشاوي،صفات صعبة جداً، وكلنا نعرف أن الكهنة كان لهم تصرفات غير مسؤولة، وغير منضبطة حتى في العبادة،زكريا كان وسط هذا الجو،ومع ذلك كان بار،وسط هذه الأجواء كان بار،لأن يا أحبائي البر لايريد أن يتوقف على من حوله فقط لا ما الذي يقتنع به؟،ماذا يريد؟، هو يريد الكمال،فنحن كذلك ياأحبائي لابد أن يكون لدينا محبة للكمال، لا تقل لي كل الناس تفعل، كل الناس تعيش في المال،وتعيش في العالم، كل الناس تتحدث، أقول لك لا أنت شخص آخر، الذي يريد أن يكون مجتهد، يريد أن يكون أمين،الذي يريد أن يحصل على الدرجات النهائية لايقول هذا الكلام،فهو يظل يحاسب نفسه ويقول يارب سامحني على الكلمة التي خرجت مني، يا رب سامحني على فكرة أتت إلي،إني أدنت أحد بفكري، يارب سامحني على مشاعر خاطئة دخلت قلبي،سامحني يا رب أن قلبي غير صافي تجاه شخص ماسامحني، يظل يفحص نفسه ويحاسب نفسه بدقة شديدة،هذا هو الإنسان الذي يريد حياة الكمال،كانوا بارين أمام الله سالكين في جميع طرقه وأحكامه بلا لوم، أكبر خطأ يا أحبائي يجعلنا نتساهل ونتسيب أننا نلتمس عذراً لأنفسنا،وبعد ذلك تجد قلبك ذهب بعيد، وتجد نفسك ابتعدت كثيراً عن الوصية وعن الخير وعن البر، لانريد أن نقترب، ويوجد في كل زمان من يبارك الله، فرغم أن هذا الزمن صعب ستجد الله يرسل لنا نماذج حلوه تشدنا وترفعنا إلي فوق،الله أرسل في عصر زكريا وأليصابات هو أرسلهم لكي يكونوا نور في الطريق،الله قصد هذا يا أحبائي يكون في وقت ما كان الشعب كله يضل تجد أرميا النبي نور في وسط هذه الظلمة،تجد أشعياء أتى نور في وسط هذه الظلمة،لماذا؟ لأن الله قال أرسلتكم نور للعالم، وأرسلتكم كحملان في وسط ذئاب، الإنسان الذي يتعلل بالظروف المحيطة التي حوله ويقول كل الناس تفعل ذلك هو ليس راسخ في الفضيلة، هو ليس راسخ في أمانة وحفظ الوصية، هو يريد أن يعيش حسب الظروف،عندما يكون في وسط جماعة جيدة يكون جيد، عندما يكون في وسط جماعة رديئة يكون هو ردئ،لا يصح، هذاالموضوع لا يليق،الإنسان لابد أن يكون حافظ عهد الله،حافظ وصايا الله، حافظ محبة الله في قلبه ، يخبئ كلام الله في قلبه، هذا هو الإنسان يا أحبائي الذي يريد أن يكون حقا في نور طاعة الله ونور محبة الله، وكثيراً الله يا أحبائي يرسل لنا نماذج في وسطنا، تعيش في وسطنا لكي تعلمنا و توبخنا وتوقظنا.عندما نتحدث الآن عن التدقيق تذكرت شاب صغير ذهب إلى السماء بعد أن انتهي من امتحانات الثانوية العامة وهو ابن أبونا روفائيل برنابا، ولد صغير قبل نياحته كان لديه امتحان عاد من الامتحان يضع يده في جيب والده أبونا ويخرج الصليب من جيبه يقول له بابا أقرأ لي التحليل،يقول له لماذا يا حبيبي؟قال له أناغشيت، كيف غششت؟!، ولماذا؟قال له أقرأ لي التحليل أولا، أبونا قرأ له التحليل وقال له أخبرني ماذا حدث؟ فقال له لأنه في آخر اللجنة الأولاد ظلوا يغششوا بعض، ويقولون الأسئلة وأنا كان يوجد سؤال متردد به فسمعت الإجابة، فعندما أنا سمعت الإجابة أنا راجعت الإجابة ووجدت إجابتي صحيحة، قال لي إذن أنت بذلك لم تغش، قال له لا أنا أيضا إذاكانت الإجابة لدي خطأ أنا كنت أصححها، أنا أعتبر أننى غشيت، التدقيق وطبعا الولد وقد حصل علي 100%،الله اختاره ويعيش في وسط أصحابه، يعيش في وسط هذا الزمن وشاب عادي لكن من داخله تدقيق، حب الله، مخافة الله، يصلي الأچبية كاملة،شاب صغير،عندما تنيح برنابا الذي لديه من العمر١7سنة كان قد قرأ الكتاب المقدس 20مرة، شاب صغير ولد صغيروقد يقول أحدكم 20 مرة!، لكن يارب هو قضى من هذه الفترة حياته كم سنة طفوله، نقول مثلاً عشر سنين الطفولة، بمعنى أن الذي عاشهم وهو مدرك قليلاً يكون سبع سنين فقط، فنحن ماذانفعل؟.هيايا أحبائي الإنسان تأكله غيرة الأعمال الحسنة،هيا الإنسان من داخله يقول أنا أريد أن أغير في برنامج يومي واهتماماتي وأسلوبي وأفكاري،لا أظل أدين في الآخرين وأظل أصنف الناس، وأظل أتعالي على الناس و.... و ..... إلخ، بتبديد الوقت والطاقة محبتك لله تقل جداً لأن لا يوجدلها مكان، لذلك يا أحبائي يقول لك "هب لنا كمالا مسيحيا" تجد الإنسان لايعاشر المستهترين،يغلق أبواب ونوافذ الخطايا من البداية،لا ينتظر أن يسمع في أشياء تضايقه أو تعثره أو يشاهدأشياء بالساعات تتعب حواسه ومشاعره وفي النهاية تسقط، يقول لك لا من البداية، من الأول يكون حريص على فكره، على عينه، على قلبه وعلى مشاعره، يريد أن يعيش حياة كمال، كمال مسيحي فعلاً.على سبيل المثال يقولون عن راهب كان متوحد وعاش في مغارة صغيرة، وكانت هناك سيدة سيئة السمعة، كانت تمرعليه الشيطان أرسلها تريد أن تغويه يوم وراء يوم وراء يوم ولا يتكلم معها ولايجيبها أبدا إلى أنذات مر وكانت تحدثه فقال لها انتظري كنت أريد أن أقول لك شيء، فقالت له أخيراً تحدثت!،ماذا تريدأن تقول؟قال لها كنت أريدك تحضري لي قليل من الحجارة، قالت له نعم، تحت أمرك، لكن ماذا تريد أن تفعل بهم؟قال لها أريد أن أغلق بهم الشباك الذي تمري به من جهتي.
الإنسان ياأحبائي يريد أن يدقق،لابد أن يكون أكثر تدقيق، وأكثر حرص الإنسان يا أحبائي الذي يحب اللهو ينشغل بالله أكثرمشكلة تقلق هو تضايقه أن يكون مقصر مع الله، لا توجدمشكلة أخرى تقلقه أو تضايقه ، إذا قمت بمعاشرة رهبان أتقياء ويكونوا يحبوا الله ستجد الراهب من هؤلاء إذاجلس معك متضايق اعلم أن هناك مشكلة واحدة تضايقه ليس لديه غيرها،تعلم ما هي؟!أنه لم يكمل اليوم قانونه، فهذا الموضوع يجعله متضايق،وكأنه يقول لك امشي، أنا غير قادر كفى، المشكلة التي تجعله متضايق أنه اليوم لم يكمل القانون، طبعا قانونه الذي هو الأچبية كلها والتسبحة،لم يستطيع أن يفعلهم أو مضتمنهم أجزاءفيظل متضايق،هذا هو الذي يجعله متضايق،ما الذي يجعلنا متضايقين يا أحبائي؟ أشياءكثيرة لماذا؟ لأننانريد .....،......،.....، هيا نرفع أعيننانحوالسماء، وهيا نعرف ماذا نريده من حياتنا؟،تجد الإنسان الذي عينه على السماء عشرته مع القديسين قوية لأنه يحب هذا المنهج،ويحب هذه السيرة،و عندمايأتي لقياس نفسه يقيس نفسه على الكمال فيجد نفسه بعيد، في الموازين إلى فوق،لا يشعر أبدا أنه اكتفى، معلمنا بولس يقول لك "ليس إني بلغت لا يقولك لعلي أبلغ"،لماذا قال لك لعلي أدرك الذي أدركني،لذلك أنسى ما هو وراء وأمتد إلى ما هو أمام،ليس المهم الآن، لا بل المشكلة في المتبقي لي،عندمايكون شخص مسافر لا يحسب في السفر المسافة التي قطعها،دائما يحسب المسافة المتبقية،يضعون لافتة يقول لك مثلاً متبقي 150كيلو،لم يقل لك أنت قطعت 70كيلو،فنحن دائما نضع أعيننا على السماءكم متبقي؟ ،متبقي كثير، إلان هيا نجري في الطريق،هيا نكسب وقت، هيا نختصر وقت، أسعى لعلي أدرك أنسى ما هو وراء وامتد إلى ما هو أمام.هذا أحبائي قانون الجهاد الروحي، عندما يأتي لقياس نفسه يقيس نفسه على السماء،معلمنا بولس الرسول حذرنا من الناس قال لك "الذين يقيسون أنفسهم على أنفسهم"،لاعندما تريد أن تقيس نفسك قس نفسك على ثلاث نقاط:-
١- ربنا يسوع.
٢- الوصايا.
٣- القديسين.
قس نفسك على هؤلاء :
١- ربنا يسوع :أنظر ربنا يسوع هو جاء على الأرض لكي يعرفني أنا ما المفترض أن أكون؟.
٢- الوصية : أنظر إلى نفسك من الوصية.
٣- القديسين :قس نفسك على القديسين.
حينئذنشعر أننا في الموازين إلى فوق، إذن ماذا نحتاج؟ أنسى ما هو وراء وامتد إلى ما هو أمام،ضع حياة الكمال هدف، ولا تتعلل بأعذار كثيرة، ولا تنظر إلى من حولك، ولا تقيس نفسك لا على نفسك ولا على من حولك، لكن قس نفسك على ربنا يسوع، وعلى الوصية، وعلى القديسين، وقل له "أما نحن يا ربنا هب لنا كمالا مسيحيا الذي يرضيك أمامك".ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائماأبديا آمين .