الرياء وعلاجه الجمعه الثالثه من كيهك

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين .تحل علينا نعمته وبركته الآن وكل أوان وإلى دهرالدهوركلها آمين .
إنجيل هذا الصباح المبارك يا أحبائي فصل في بشارة معلمنا متى الإصحاح 23 والذي يقال عليه إنجيل الويلات، دائما في نياحة الأنبياء يقرأ إنجيل الويلات لأنهم كانوا صوت الله للبشرية،وكثير من الناس استجابت وكثير من الناس لم تستجيب،وليس فقط لم يستجيبوا لافهم بدأوا يقاوموا الأنبياء ويقتلوا الأنبياء ويرفضوا صوت الله الذي يأتي لهم عن طريق الأنبياء، وهذا كان أكبر توبيخ لهم عن رفضهم لعمل الله في حياتهم،لكن هل هم أخذوا شكل الأشخاص الأشرار البعيدين عن الله ورافضين صوته، لافهم عندما كانوا يقتلوا الأنبياء كان لديهم إحساس أنهم يدافعوا عن الحق،كانوايعيشون في الشر لكنهم آخذين شكل البر ويعملوا أعمال رديئة وقبيحة لكن يعطوها صورة الحماس والغيرة والدفاع عن الحق، لذلك نجد دائما في تذكار نياحة الأنبياء يقرأ علينا إنجيل الويلات ربنا يسوع في إنجيل متى ابتدأ تعليمه بالتطويبات، وهنا في متى 23 ينهيها بالويلات،بمعنى أنه في البداية يجذب الجموع بأنه يشجعهم ويطوب الفضيلة ويطوب البر ويطوب الرحماء ويطوب الودعاء ويطوب أنقياء القلوب ويطوب المطرودين من أجل البر يطوب كل الفئات التي تعيش في مخافة الله وطاعة الوصية،لكن الذين رفضوا واستهانوا فهم يأخذون الويلات، يارب أنت أتيت لكي تبارك ليس لكي تعطي الويلات، يقول لك لا فالويل للذي يظل يسمع كل هذا الكلام ولا يعمل به بل ويقاومه أيضا، لذلك أنا أقول لهم لأنكم تغلقون ملكوت السموات أمام الناس أما أنتم لا تدخلون ولا تدعون الآتين أن يدخلوا، كانوا يضعون على الناس أحمال عسرة،كانوا يحملون الناس فوق طاقتهم، وكل هذا للأسف بحسب الشكل ليس بحسب البر ولا إرضاء الله، شكل فقط، أهم شيء لديهم الشكل.
ولكي نأخذ درس لحياتنا في ما سبب الرياء؟، وما علاجه؟ في الحقيقة نستطيع نقول أن سببه أمرين، وعلاجه أمرين عكس السبب بالضبط،الرياءسببه أساساً كبرياء وحب ظهور، وعلاجه اتضاع وخفاء،الكبرياء فهو يريد أن يأخذ شكل أنه رجل متدين جداً،يريد أن يثبت للجميع أنه أفضل منهم فماذا يفعل؟ يظهر نفسه أنه صائم جداً، وجهه عابس،يظهر نفسه أنه مجهد جداً من شدة الصوم،فهل أنت تريد أن تصوم لأنك تريد أن ترضي الله بمحبة له؟، هل الدافع لديك من داخل قلبك؟، لافي الحقيقة هو فقط بالأكثر يريد أن يقول لهم أنا أفضل منكم،يريد أن يأخذ شكل البر،يريد أن يقول لهم أنا أفضل منكم كلكم،يريد أن يقول لهم أنظروا كم أنا رجل بار!،رجل تقي!،أنظروا كم أنا أحب وأخاف الله، كل ذلك بحسب الشكل، ذاته، من الممكن يا أحبائي أن الإنسان يعمل أعمال كثيرة في حياته إرضاء لذاته وليس لإرضاء الله،من الممكن أن يعيش الإنسان في أموركثيرة جداً يكون أهم شيء فيها شكله، أهم شيء فيها الناس ماذا ستقول عليه، مرض خطير جداً مرض الكبرياء والرياء يا أحبائي فهو مرض يصيب الإنسان في مقتل،لماذا؟، لأنه يحول هدف الحياة من إرضاء الله إلى إرضاء الذات والناس،يكون أهم شيء لديه شكله،يدققون في الوصايا جداً،ليت هذه الجموع كانت تدقق في الوصية من أجل طاعة الله ومحبته فيكونوا قديسين عظماء جداً، كثيراً ما رأينا قديسين تدقق لكن في الخفاء، لا فهو يدقق ويحفظ الناموس، الناموسين يا أحبائي كانوا يحفظون أسفار موسى الخمسة بالكلمة،لم يخطأ في حرف، تخيل أنت شخصي حفظ أسفار موسى الخمسة عن ظهر قلب،بمجرد أن يحفظهم يأخذ لقب ناموسي،يظل يحفظ ويحفظ من أجل أن يأخذ لقب ناموسي، تخيل أنت شخص يكون الإنجيل بالنسبة له تجارة، الإنجيل بالنسبة له معرفة،الإنجيل بالنسبة له عقل،فماذا فعلت منه؟ لا فهو يحفظ فقط، وكان كل شخص يدخل في فئة يحب أن يكون متقدم جدا في هذه الفئة، الناموسي يحفظ ولكن الكاتب يفسر،فالكتبة أعلى منهم، هؤلاء الكتبةكانوا يفسروا غوامض الأمور التي في الأسفار،تأتي لتقرأ تفسير الآباء القديسين تجد أن أبعادهم كلها حب لله،الله فتح لهم غموض وفتح لهم أسرار وأعماق من كثرة محبتهم،إقرأ للقديس يوحنا ذهبي الفم، إقرأ للقديس أوغسطينوس تأملاته في الكتاب المقدس تقول ما هذا؟!، كيف أخذوا هذا الكلام؟، كيف عرفوا هذه الأسرار؟،يارب!أنا قد قرأت هذه الإصحاحات مئات المرات ولم تأتي لي هذه الفكرة التي يتكلموا عنها،الله كشف لهم أعماق كثيرةجداً لأنهم كانوا يفسرون بحب، لكن الآخر كان يفسر ليس حب في كلمة الله، ولا في حب الله ذاته،لكن لكي تألهه الناس، كل ما يهمه هو الناس، كل شيءذاته، أهم شيء هو نفسه،وصلت بهم الدرجة أنه لكي تمدحهم الناس كان يمكن أن أفراد منهم يمشون وهم مغلقين أعينهم،ليمثلوا أنهم نساك،وأنهم أشخاص لا تريد أي عثرة،لايريدون أن ينظروا وجه امرأة،لايريدون التأمل في مباهج الحياة،يسير وهو يغلق عينيه، فكان عندما يسير يظل يصطدم بالناس، وفي الجدران،لدرجة أن هؤلاء أصبحوا فئة اسمها المرددون، وكان يعتبر نفسه كلما كان رجل تقي أكثركلما كان لديه جروح أكثر، كلما كان في وجهه تشوهات ليرينا أن كل هذا ثمن الوصية، إنه مسكين، لذلك في النهاية قال لهم ويل لكم،قال له أنك إذاأتيت لله بقلب خاطئ وأنت خاطئ فعلا،لكن أتيت إليه بقلب خاطئ أنت أرحم بكثير،الخاطئ يكون ارحم بكثير منك،فالذي تفعله يبعدك،الذي تفعله يجعلك تأخذ شكل ومجد ليسلك، يجعلك بدلاً من أنك تريد أنت فعل الوصية يبعدك عن الوصية،بدلاً أن يعطيك بركة يعطيك لعنة،يعطيك ويل،الذات، هذه الذات خداعة جداً ياأحبائي،قم بفحصها تجد هذه الذات أساس البغضة وأساس حب العالم وأساس كراهية، الذات أساس الخصام،الذات أساس حب المال،الذات حب الكرامة، حب المتكآت الأولى، شكل التقوى، كل هذا من الذات، إلى هذا الحد؟!، أقول لك نعم الذات،هذه الذات خطيرة جداً، يريد الإنسان أن يكون جيد،يريد الإنسان أن يكون أحسن من كل الناس، وبمجرد أن يري شخص جيد يشعر بالغيرة،لا يقدر،الذات تذل الإنسان وتهينه، وبالطبع هذه الذات كلما الإنسان ترك نفسه لها لا تقف عند حد معين، بل تظل تكبر وتكبر إلى أن تنتفخ جداً،إذا قال له أحد كلمة أو ملحوظة أو رأي تجده قد ثار وغضب، لكنك كنت تظل تتكلم عن الاحتمال،أنت تحفظ الوصايا،لكن لا يستطيع، لا يحتمل،إذ اقام شخص بعمل شيء فيه حتى وإن كان بسيط لا يحتمل، لماذا؟الذات،هؤلاء هم الكتبة والفريسيين المراؤون،هذه الذات يا أحبائي التي أحدرت السمائيين إلى الأرض،منهم؟! رتبة الشيطان (سطانائيل)،ما الذي أصعده؟قال أصعد إلى برج عالي، يريد أن يصير مثل الله،هذه الذات،الذات هي أساس خراب الإنسان.لذلك يا أحبائي نتعلم من الكتبةوالفريسيين الانسحاق على مستوى تعلم الفضيلة من نقيضتها،هناك آباء قديسين كانوا ينصحونا هذه النصيحة يقول لك تعلم الفضيلة من نقيضتها،أحد الآباء يقول لك تعلمت الصمت من الببغاء، بمعنى أنه عندما ترى نقيض الفضيلة تكرهها، فمن الممكن أن شخص يتعلم الطهارة عندما يرى دنس،من الممكن شخص يتعلم النسك والزهد من كثرة ما يرى أناس تعيش في طرف،يقول ما هذا الذي يعيشون لأجله؟!،هل هذا هدف؟، هل هذه سعادة؟،هل هذا الذي يفرح؟، من الممكن أن الإنسان يتعلم الفضيلة من نقيضتها،الكتبة والفريسيين يعلمونا معنى الخفاء،ومعنى الاتضاع،إذاذهبنا في هذا الطريق سنكون ذهبنا وراء منهج الفريسي ونحن نريد أن نسير خلف منهج العشار.لذلك يا أحبائي الويل لهم،وظل يقول لهم أنتم قادة عميان، قائلين من يحلف بالهيكل فليس بشيء ومن يحلف بذهب الهيكل كان عليه، أيها الجهال والعميان أيهما أعظم الذهب أم الهيكل الذي يقدس الذهب، فإنهم تركوا جوهر الأمور وتمسكوابالشكل،بالحرف، أصبح لديهم ذهب الهيكل هذا هو الغالي، والهيكل نفسه هذا ليس له اهتمام،هل من الممكن أن تحلف بذهب الهيكل؟! لا فهي تكون مشكلة كبيرة،لكن تحلف بالهيكل نفسه ليست مشكلة، قال لهم أيهما أعظم الهيكل أم الذهب؟،ما قيمة الذهب وهو غير موجود في الهيكل؟!، الهيكل هو الذي يعطي للذهب قيمة، وظل يقول لهم أنتم تعشرون النعناع والشبت والكمون وتركتم عنكم أثقل الناموس الحكمة والرحمة والإيمان،يعشر النعناع، تخيل أنت عندما يأتي ليقدم التقدمة إلى الله كل شيء في بيته يوزنه ويأتي بالعشر،تخيل إذاشخص لديه قليل من الكمون يأتي بعشرهم،لديه ملح يأتي بعشرهم،لديه نعناع يأتي بعشرهم،إلى هذا الحد أنا مدقق، هذا شيء جميل، لكن هل تدقق في مشاعرك، في أفكارك، في لسانك، في حركاتك، في اهتماماتك الروحية، في إرضائك لله، هل تدقق من داخلك في تطبيق الوصية أم أن الفكرة هي أنك تزن كل شيء لديك وتعطي العشرلله، لافأنت تمسك في الشكل،فمثلاً كان يقول لك إلى الآن لديهم عيد اسمه عيد الفطير،الذي يكون بعد الفصح، يقول لك عيد الفطير هذاالشخص لابد أن يفتش بيته باجتهاد لئلا يكون هناك أي قطعة خميرة في أي ركن من البيت،ويضئ شمعة ويظل يبحث في أركان البيت لئلا تكون هناك قطعة خميرة صغيرة، تصور إلى الآن الجماعة اليهود المتشددين الذين لديهم مخابز بالطبع لابد أن يكون في مخبزه خميرة فيأتي قبل عيد الفطير ويقوم ببيع هذا المخبز على الورق لشخص آخر يكون غير يهودي،و بعد العيد ينقل الملكية مرة أخرى لنفسه، أنظر إلى أي حديبحث عن كيف يطبق الوصية بحرفها، لكن ماذاعن الجوهر؟،ما شكل داخل قلبك؟، هل أنت تبحث داخل قلبك على أي خمير؟،لذلك معلمنا بولس قال لهم الخمير هوخمير الشر،ماذا أنتم تفهموا؟نقي قلبك من خمير الشر،الخميرالعتيق، هذا هو الذي تنقي قلبك منه، ليست مشكلة الخميرة،ليس المقصود به مجرد خميرة،لذلك قال لهم نعيد بفطير، ماذا يعني نعيد بفطير؟ يعني نعيد بطهارة،يقول له يا من فتش أورشليم بسراج،أنت أيضا فتش قلبك بسراج أبحث داخله عن خميرة، هل داخله خطايا، داخله رياء، داخله غرور، داخله حب العالم، وحب المال، إلخ،هذا هو الخمير الذي تنقيه منه لذلك الكتبةوالفريسيين يعطونا درس كم يفعل الإنسان من أعمال كثيرة جداً لكنها غير مرضية أمام الله، أعمال كثيرةجداً، يقول لك لابد أن يسير الشخص عدد خطوات معينة يوم السبت،ولا يتحدث يوم .... ويعمل .....،أمور كلها في منتهى التدقيق لكن للأسف جوهرها ليس هو الحب لله، بل حب الظهور، حب المتكآت الأولى، حب مدح الناس، حب أن يأخذ كرامة في أعين الناس، ما هذه الأمور ياأحبائي؟هذه مشكلة الإنسان عندما يفقد هدفه، ويفقد من عقله أنه موجود أمام الله، ونسى الله،وبدأ يفكرفقط في الناس،ما العلاج؟ العلاج العكس بالضبط الاتضاع والخفاء،ما معني اتضاع؟ يعني أني دائما أتذكرأنني مجرد انسان يد الله هي التي صنعته، شكلته،أخذني من تراب الأرض، وصنعني، وأنا ما أنا، وأنا لا يسكن في شيء صالح،وأعرف خطاياي جداً،وأعرف ضعفاتي جداً.
الاتضاع يا أحبائي يقول عليه القديسين أنه أرض حامله جميع الأثمار لأن الإنسان من نفسه تكون نفسه مسكينة، المساكين بالروح، أول التطويبات المساكين بالروح،يقولون عن أحد رهبان سوريا جاءلزيارة أديرة مصر كانوا دائما يحبون أن يتجولوا ويزوروا الأبرار ليتعلموا منهم دروس ويذهبوا ينقلون خبرتهم لبلادهم، مثل دير السريان كان من كثرة محبة الآباء السريان لمصر أتوا وبنوا دير في مصرلكي يتتلمذوا على آباء برية مصر،فكانوا عندمايعاودوا إلي بلادهم ويتحدثوا عن رهبان مصر يقولون "نحن عجبنا لقوم ينكرون فضائلهم ويظهرون أخطائهم، ينسبون إلى أنفسهم أخطاء ليست فيهم وفضائلهم ينكرونها". كل البشرتفعل غير ذلك، كل البشر تنسب إلى نفسها فضائل وتنكر أخطائها،ولكن هؤلاءالرهبان ينكروا فضائلهم الموجودة فيهم وينسبوا لأنفسهم أخطاء ليست فيهم،فمثلاً القديس الأنبا مكاريوس عندماقالوا له أنت أخطأت مع فتاة وأصبح لك طفل قال لهم نعم،بمعنى أنك توافق أنك زنيت وأصبح لديك طفل يقول نعم أنا موافق، والفضيحة التي تأخذها قال أنا محتمل الفضيحة،وعندما أقرت هذه الفتاة بما حدث معها وبرأت القديس أتوا ليعتذروا تخيل أنت شخص يسترد كرامته المفقودة لسنين، وذل وإهانة فهم اربطوه بجرار واستهزأوا به إنها فضيحة،وعندما ذهبوا ليعتذروا له ترك المكان ومضى ما هذا؟ نفس متضعة لا تنتظر مديح من الناس،عكس الكتبة والفريسيين يكون ممتلئ أخطاء وينتظر مديح من كل الناس،لكن لا هذا ممتلئ بر ويظل يأخذ من الناس إهانة، وعندما يقومون بمديحه يهرب من هذا المديح،أقول لك هذا عكس الكتبة والفريسيين، فهو ممتلئ اتضاع وممتلئ حب خفاء،الاتضاع يا أحبائي أن الإنسان يعرف أنه موجود في حضرة الله،والموجود في حضرة الله وأمام بر الله هو من ذاته يتصاغر، لماذا يتصاغر؟لأنها عملية مقارنة عندما يقارن نفسه بنفسه أو يقارن نفسه بالناس من الممكن أن يشعر أنه قامة كبيرة قليلاً، لكن عندمايشعرأنه موجود في حضرة الله، الكلي القداسة،يشعر أنه لاشيء، هذا هو ياأحبائي الاتضاع الحقيقي، عندما يجلس شخص مع شخص مثله يشعر أنه مساوي له،لكن عندمايجلس مع شخص أقل يشعرأنه أعلى،فعندمايجلس مع شخص كبير جداً جداً،تخيل مثلاً كاهن يجلس مع كاهن لكن إذا كان كاهن مع أسقف يشعرأنه أقل قليلاً أما إذا كان كاهن أمام بطريرك يشعرأنه قليل جداً، الإنسان كلما كان موجود في حضرة الله يشعرأنه قليل هذايا أحبائي الاتضاع، الاتضاع أن الله يكشف للإنسان أخطائه وضعفاته فيشعرأنه إنسان خاطئ، ويقول على نفسه فعلاً أنه أول الخطاة،يقول الخطاة الذين أولهم أنا، هذا الإنسان المتضع أما المتكبر ماذا يقول؟ يقول لا بل الناس هي الخطاة، الناس هي التي تفعل ...،...،...،... ويلقي كل الاتهامات على الآخرين، وهو بريء، مظلوم.لذلك يا أحبائي نحتاج جداً أن نقتني فضيلة الاتضاع،والاتضاع تجلب خفاء،أن لا تعرف شمالك ما تفعله يمينك،يكون يحيا الخفاء جدا،يحب يفعل أعمال كثيرة جداً لا تنسب إليه بل تنسب لغيره،يحب يفعل أشياءكثيرة جداً وهو لا يظهر أبدا،يحب يكون بينه وبين الله أسرار،عمق عطايا ،عبادة، يخفي صومه، يحب يخفي عطاياه،يحب يخفي دموعه، يحب يخفي انفعالاته،هناك أشخاص أخري تريد أن تظهر انفعالات من أجل الناس فقط، شخص يريد أن يظهر دموعه لأجل الناس فقط، يا للرياء.لذلك يا أحبائي الرياء مرض خطير،مرض خطير يا أحبائي عندما يصيب الإنسان، كلما الإنسان تأصل في داخله شعور بوجود الله أحب الخفاء لأنه يرضي الله،أبوك الذي يرى في الخفاء يجازيك علانية،فهو يفعل الفضيلة من أجل الله موضوع الناس لايشغله أبدا، وموضوع رأي الناس فيه موضوع لا يشغله،لأنه يعرف ما هو عند الله، هو يحب الله جداً،يرضي الله جداً، الله يسيطر على فكره وقلبه ومشاعره،وأي شيءيفعله فهو يفعله من أجل الله فالناس موضوع هامشي جداً، لدرجة أن معلمنا بولس الرسول قال "إن كنت بعد أرضي الناس أنا لست بعد عبدا للمسيح" أنا لاأسير بحسب فكر الناس ولا حسب هوى الناس، لا أنا أفعل الحق.لذلك ياأحبائي تجد الإنسان الذي يعيش في بر الله ومحبة الله يتقن تمام الحياة الخفاء،كثير من الناس ياأحبائي نعرف عنها أسرار بعد نياحتها،كثيراً ما نعرف عن ناس أعطت عطايا كثيرة جداً،وتعول بيوت كثيرة جداً، ولا أحد كان يعلم بها،كثيراً ما نعرف أن هناك شباب صغيرة يمكن أن يكون حدث لهم ظروف في حياتهم ونعرف أنه كان يصرف على أسر، يا ابني من أين كنت تأتي بمال لكل هذا؟ كان يخدم مرضى، كان يذهب يخدم قرى،بدون أن يعلم أحد، لأن كلما الإنسان ياأحبائي كان داخله حضور الله أصبح هناك خفايا بينه وبين الله، حكايات بينه وبين الله،عندما الناس تزيد قيمتها في أعين الإنسان يكون يريد أن يعمل أي عمل حتى وإذا كان صغير، يكون مثلما الذين يأتون ببوق لكي يجمعوا الناس لكي يعرفوه مما يفعلوه، حب الخفاء جداً لأن أي عمل منظور هو عمل تتوقع له آفات كثيرة، أي عمل منظور توقع منه أنه يكون له حروب كثيرة، أي عمل منظور توقع أن نتائجه ستكون نتائج غيرمضمونة، كلما يعيش الإنسان يا أحبائي في بر ومخافة الله كلما كان يفعل العمل وهو لديه طلبة في قلبه أن الله يحرس هذا العمل ويخفيه، فتجد شعوره أنه ذا العمل بينه وبين الله يزيد ويزيد وتكون هذه هي متعته،يكون لديه لذة،لديه لذة في أنه يعيش في هذا الخفاء، وصلب القديسين يا أحبائي لدرجة أنه كان من الممكن أن يدعي على نفسه أنه"عبيط" آسف في الكلمة، القديسة التي ادعت على نفسها أنها "هبيلة"، لماذا تفعلي هذا يا ابنتي وأنتي بنت ملك، القديسة أناسيمون بنت ملك تتصنعي أنك هبيلة ويعطوك الأعمال البسيطة والحقيرة ويظلوا يستهزؤون بك طوال النهار ومحتملة، محتملة لدرجة أنهم يقولون عندما قام راهب قديس بزيارة هذا الدير فيحضروا له كل الراهبات فيسأل الراهبة يقول لها لازال هناك راهبة لم تأتي،فقالت له لا، لا يوجد، فقالت له البنت الهبيلة، قال لها الهبيلة هذه هي التي أنا كنت أسال عنها،قال لها أخشى أن أقول لك أن هذه الهبيلة هي أكثر العاقلات،فأتت إليها وجعلتها تعترف لها في الحديث، قالت لها ولماذا تركتينا نفعل بك كل هذا الكلام؟!،قالت لها أنتم كلكم أبرار، كلكم أبر مني، لا يوجد بينكم مستهزئة، وحينما اكتشفوا سرها تركت المكان ومضت.كلما الإنسان يا أحبائي أحب الخفاء،أحب أن يكون بينه وبين الله عمق خفي شديد جداً، والناس لا تكون الأمر الذي يشغله.ربنا يعطينا أن نقتني اتضاع حقيقي يرضيه،ونقتني خفاء في أعماقنا.يكمل نقائصئاويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهناالمجد دائما أبديا آمين.