مع المسيح فى الخماسين المقدسة
مِنْ إِنْجِيل مُعَلِّمْنَا يُوحَنَّا البَشِير بَرَكَاتُه عَلَى جَمِيعْنَا آمِين ﴿ آبَاؤُنَا أكَلُوا المَنَّ فِي البَرِّيَّةِ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ أنَّهُ أعْطَاهُمْ خُبْزاً مِنَ السَّمَاءِ لِيَأكُلُوا فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ الحَقَّ الحَقَّ أقُولُ لَكُمْ لَيْسَ مُوسَى أعْطَاكُمُ الخُبْزَ مِنَ السَّمَاءِ بَلْ أبِي يُعْطِيكُمُ الخُبْزَ الحَقِيقِيَّ مِنَ السَّمَاءِ لأِنَّ خُبْزَ اللهِ هُوَ النَّازِلُ مِنَ السَّمَاءِ الوَاهِبُ حَيَاةً لِلعَالَمِ فَقَالُوا لَهُ يَا سَيِّدُ أعْطِنَا فِي كُلِّ حِينٍ هذَا الخُبْزَ فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ أنَا هُوَ خُبْزُ الحَيَاة مَنْ يُقْبِلْ إِلَيَّ فَلاَ يَجُوعُ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِي فَلاَ يَعْطَشُ أبَداً ﴾ ( يو 6 : 31 – 35 ) الكِنِيسَة فِي فِتْرِة الخَمَاسِين المُقَدَّسَة تَجْعَلْنَا نِرَكِز عَلَى ثَبَتْنَا فِي الْمَسِيح وَكَثِيراًمَا نِشْتِكِي فِي هذِهِ الفِتْرَة مِنْ الفُتُور وَالضَّعْف وَمَا أخَذْنَاه فِي الصُوْم بَدَأ يَضِيع وَلكِنْ الكِنِيسَة فِي فِتْرِة الخَمَاسِين تُرِيدْنَا أنْ نَدْخُل فِي مَرْحَلَة جَدِيدَة مِنْ عِشرِتْنَا مَعَ الله وَثَبَاتْنَا فِيه فَالصُوْم فِتْرَة لِلتَّنْقِيَة وَلِنَقَاوِة الجَسَد وَأنْ نُعَايِنْ فِيهَا الله الصُوْم فِتْرَة يَشْتَاق فِيهَا الإِنْسَان لِلتَّخَلُص مِنْ حُرُوب وَأوْجَاع الجَسَد وَبِنِهَايِة الصُوْم نَذُوق قُوَّة وَبَهْجَة جَدِيدَة فِي حَيَاتْنَا وَهيَ قُوِّة القِيَامَة وَتَتَغَيَّر طَبِيعِتْنَا وَاشْتِيَاقَاتْنَا وَاهْتِمَامَاتْنَا إِلَى إِهْتِمَامَات وَاشْتِيَاقَات جَدِيدَة لأِنَّنَا إِنْتَقَلْنَا مِنْ مَرْحَلَة إِلَى مَرْحَلَة فَمُمْكِنْ أنْ نَقُول أنَّ مَرْحَلِة الصُوْم هِيَ مَرْحَلَة جِهَادٌ ضِدٌ سَلْبِيَات أمَّا مَرْحَلِة القِيَامَة فَهْيَ مَرْحَلِة جِهَادٌ مَعَ إِيجَابِيَات لِلثَّبَات مَعَ الْمَسِيح مِثْل فِتْرِة وُجُودٌ بَنِي إِسْرَائِيل فِي أرْض مَصْر ثُمَّ خَلاَصْهُمْ مِنْ فِرْعُون وَعُبُورْهُمْ البَحْر الأحْمَر وَدُخُولْهُمْ إِلَى كَنْعَان فَنَحْنُ فِي الصُوْم فِي مَرْحَلِة جِهَادٌ مَعَ فَرْعُون حَتَّى عِنْدَمَا نَتَخَلَّص مِنْ هذِهِ الآلاَم نَدْخُل فِي جِهَادٌ جَدِيد وَفِي مَرْحَلَة جَدِيدَة مِنْ جِهَادٌ ضِدٌ الخَطَايَا وَلكِنَّنَا نَدْخُل فِي جِهَادٌ إِيجَابِي وَلِهذَا تَفْعَل الكَنِيسَة فِي فِتْرِة الخَمَاسِين مِثْل مَا فَعَلَتُه فِي فِتْرِة الصُوْم فَإِذَا كَانَ هُنَاك تَدَرُّج فِي أسَابِيع الصُوْم فَهُنَاك تَدَرُّج فِي أسَابِيع القِيَامَة فَنَجِدٌ أنْفُسْنَا فِي رِحْلَة وَهذِهِ الرِّحْلَة لَهَا شُرُوط وَسَوْفَ نَتَحَدَّث عَنْ شُرُوط رِحْلِة القِيَامَة وَهيَ تَتَكَوَنْ مِنْ سَبْعَة شُرُوط :-
1- الإِيمَان
2- الخُبْز
3- المَاء
4- النُّور
5- الطَّرِيقٌ
6- الغَلْبَة
7- عَطِيِّة الرُّوح
فَالإِنْسَان خَرَج مِنْ أرْض مَصْر وَعَبَر البَحْر الأحْمَر وَيُرِيدْ أنْ يَصِل إِلَى كَنْعَان فَهُوَ يَحْتَاجٌ إِلَى رَصِيد مِنْ الإِيمَان يَكْفِيه حَتَّى يَثْبُت فِي الرِّحْلَة كُلَّهَا وَلِهذَا تَبْدأ الكِنِيسَة أوِّل أُسْبُوع فِي فِتْرِة الخَمَاسِين بِأُسْبُوع أحَدٌ تُومَا ﴿ طُوبَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَرَوْا ﴾ ( يو 20 : 29 ) وَهذَا هُوَ أُسْبُوع الإِيمَان الرِّحْلَة تَحْتَاجٌ إِلَى غِذَاء وَقُوت وَهذَا هُوَ ثَانِي أُسْبُوع نَرَى خُبْز الرِّحْلَة وَهُوَ أُسْبُوع الخُبْز وَالَّذِي مَعَهُ خُبْز يَحْتَاج إِلَى مَاء فَنَجِدٌ الأُسْبُوع الثَّالِث أُسْبُوع مَاء الحَيَاة نُور حَتَّى يَسِير فِي هذِهِ الرِّحْلَة الطَّرِيقٌ حَتَّى نَسِير فِيهِ فَالْمَسِيح هُوَ الطَّرِيقٌ فَالإِنْسَان خَرَج مِنْ عُبُودِيِة فِرْعُون وَتَحَرَّر مِنْ نِير الخَطَايَا فِي فِتْرِة الصُوْم وَجَاهِد وَغَلَبْ وَيَسْتَحِقٌ إِلَى مُكَافَأة وَلِهذَا فَالله يُعْطِي لَهُ خُبْز مِنْ نُوع جَدِيد وَمَاء حَي وَنُور لَيْسَ مِثْل النُّور المُعْتَادٌ عَلِيه وَلكِنُّه نُور بِطَبْع جَدِيد نُور إِلَهِي وَيُحَدِّد لَهُ الطَّرِيقٌ وَبِالرَّغْم مِنْ وُجُودٌ صِعَاب وَأعْدَاء فِي كُلَّ مَكَان يِحَارْبُوا الإِنْسَان وَيُحَاوِلُوا أنْ يُعَطِّلُوه وَلكِنْ الله سَيُعْطِي الغَلْبَة لِلإِنْسَان عَلَى الأعْدَاء وَهذَا هُوَ الأُسْبُوع السَّادِس الغَلْبَة فَسَيَطْلَع لِلإِنْسَان عَمَالِيقٌ وَأعْدَاء وَأُمَمْ غَرِيبَة وَالإِنْسَان خَرَج مِنْ أرْض مَصْر وَهُوَ مُتَعَبْ وَلَيْسَ مَعَهُ أي عِدَد وَلكِنْ الله يَقُول لَهُ أنَا نَصَرْتَك أنَا الغَالِبْ فِيك وَبِك ثُمَّ تَأتِي مُكَافَأة المُكَافَأت وَهيَ عَطِيِّة الرُّوح وَهذَا هُوَ أخِر أُسْبُوع فِي رِحْلِة الخَمَاسِين عَطِيِّة الرُّوح فَالإِنْسَان فِي فِتْرِة الصُوْم جَاهِد وَغَلَبْ وَانْتَصَر بِنِعْمِة الْمَسِيح المَصْلُوب لأِنَّ أي جِهَادٌ فِي أرْض مَصْر لاَ يُخَلِّص بِدُون ذَبْح خَرُوف الفِصْح فَالَّذِي حَدَّدٌ أنَّنَا إِنْتَصَرْنَا فِي رِحْلِة الصُوْم هُوَ صَلْب يَسُوع الْمَسِيح وَالَّذِي أعْلَن خُرُوجْنَا مِنْ قَبْضِة فِرْعُون وَانْطِلاَقْنَا إِلَى أرْض جَدِيدَة هِيَ القِيَامَة .
1- الإِيمَان :-
الإِيمَان ضَرُورِي لِكَيْ يَسِير الإِنْسَان فِي طَرِيقٌ البَرِّيَّة ﴿ بِدُون إِيمَانٍ لاَ يُمْكِنُ إِرْضَاؤُهُ ﴾( عب 11 : 6 ) فَالإِنْسَان سَيُوَاجِه الصِعَاب وَالضِيقَات لاَبُدْ أنْ يَكُون عِنْدُه إِيمَان وَأيْضاً سَيُوَاجِه عَمَالِيقٌ وَأعْدَاء وَلَدَغَات حَيَّة شَرِسَة مُمِيتَة فَلاَبُدْ أنْ يَكُون عِنْدُه إِيمَان أنَّهُ عِنْدَمَا يَنْظُر إِلَى الحَيَّة النُّحَاسِيَّة سَيُشْفَى وَإِلاَّ لَنْ يَسْتَطِيع أنْ يُكْمِل الرِّحْلَة فَالرِّحْلَة تَحْتَاجٌ إِلَى إِيمَان لِلشِفَاء إِيمَان بِشَخْص رَبَّنَا يَسُوع الْمَسِيح الَّذِي خَلَّصْنَا مِنْ رُوح الفَشَل فَالإِيمَان ضَرُورِي حَتَّى يَأخُذ الإِنْسَان قُوِّة القِيَامَة وَلاَ يُفَكِّر فِي قُدْرَاتُه الشَّخْصِيَّة فَالنَّاس الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ أرْض مَصْر لَيْسَ مَعَهُمْ أكْل أوْ مَلاَبِس أوْ أسْلِحَة تَكْفِي لِلرِّحْلَة وَمَعَهُمْ نِسَاء وَأطْفَال فَهذَا الوَضْع يُوحِي أنَّ هؤُلاَء النَّاس لاَ يُمْكِنْ أنْ يَسِيرُوا أكْثَر مِنْ عَشَرْة أيَّام وَلَيْسَ مَعَهُمْ خَرِيطَة حَتَّى يَعْرَفُوا الطَّرِيقٌ وَلَيْسَ مَعَهُمْ طَعَام وَكَيْفَ سَيَشْرَبُوا ؟ وَلكِنْ الله سَيَعُولَهُمْ فِي بَاقِي الرِّحْلَة وَفِي اللِّيل سَيُوَاجِهُوا الحَيَوَانَات الكَثِيرَة وَلكِنْ الله يُنِير لَهُمْ الطَّرِيقٌ بِالإِضَافَة إِلَى كُلَّ ذلِك مَا سَيُقَابِلُوه أثْنَاء الطَّرِيقٌ مِنْ أعْدَاء وَلكِنْ الله سَيَجْعَلْهُمْ يَغْلِبُوا وَهذَا هُوَ الإِيمَان فَالإِنْسَان يَسْتَطِيع أنْ يَخْرُج عَلَى إِيمَان بِكَلِمَة مِنْ الله أنَّهُ سَيَعُولُه وَيُدَبِّر لَهُ كُلَّ شِئ هذَا الإِيمَان الَّذِي يَجْعَلْنَا نَثْبِّت أنْظَارْنَا عَلَى يَسُوع القَائِم وَجِرَاحَاتُه عَالِمِين أنَّهُ سَيُقِيمَنَا مَعَهُ وَسَيَصْنَع بِنَا نَحْنُ الضُّعَفَاء عَظَائِم وَعَجَائِب .
2- أُسْبُوع الخُبْز :-
بَعْدَمَا عَمَلْ السَيِّد الْمَسِيح مُعْجِزِة إِشْبَاع الجُمُوع إِرْتَبَط يَسُوع بِذِهْن النَّاس بِالأكْل فَكَانَتْ الجُمُوع تَطْلُب يَسُوع وَتَبْحَث عَنْهُ بِشَغَفْ لأِنَّهُمْ يُرِيدُوا أنْ يَأكُلُوا بَعْد أنْ يَجْلِسُوا مَعَهُ فَعَاتَبْهُمْ يَسُوع وَقَالَ لَهُمْ ﴿ أنْتُمْ تَطْلُبُونَنِي لَيْسَ لأِنَّكُمْ رَأيْتُمْ آيَاتٍ بَلْ لأِنَّكُمْ أكَلْتُمْ مِنَ الخُبْزِ فَشَبِعْتُمْ إِعْمَلُوا لاَ لِلطَّعَامِ البَائِد بَلْ لِلطَّعَامِ البَاقِي لِلحَيَاةِ الأبَدِيَّة ﴾ ( يو 6 : 26 – 27 ) وَنَجِدٌ أنَّ الجُمُوع إِعْتَرَضِتْ وَقَالُوا﴿ آبَاؤُنَا أكَلُوا المَنَّ فِي البَرِّيَّةِ ﴾ ( يو 6 : 31 ) أي أنَّ الله أعْطَى أكْل لِشَعْبُه فَلِمَاذَا لاَ تُعْطِينَا أنْ نَأكُل ؟ فَقَالَ لَهُمْ يَسُوع أنَّهُ سَيُعْطِيهُمْ خُبْز حَقِيقِي فَقَالُوا لَهُ ﴿ يَا سَيِّد أعْطِنَا فِي كُلِّ حِينٍ هذَا الخُبْزَ ﴾ ( يو 6 : 34 ) فَقَالَ لَهُمْ ﴿ أنَا هُوَ خُبْزُ الحَيَاة ﴾ ( يو 6 : 35 ؛ 48 ) فَحَتَّى نُكْمِل الرِّحْلَة بِسَلاَم لاَبُدْ أنْ نَأخُذ خُبْز الحَيَاة فَطَبِيعِة الإِنْسَان تَغَيَّرَت بِالقِيَامَة وَلِهذَا فَهُوَ يَحْتَاجٌ إِلَى خُبْز جَدِيد هُوَ خُبْز الحَيَاة وَتَغَيَّرَت طَبِيعِة الإِنْسَان إِلَى إِنْسَان رُوحَانِي بِالقِيَامَة فَلاَبُدْ أنْ يَأخُذ طَعَام الرُّوحَانِيِين إِنَّ الشَّعْب فِي العَهْد القَدِيم كَانَ الله يُرْسِل لَهُمْ المَنَّ كُلَّ صَبَاح حَتَّى يَتَذَوَقُوه وَيَخْتَبِرُوا يَدَيْهِ وَيَشْعُرُوا أنَّهُ يَعُولَهُمْ وَلكِنْ الشَّخْص القَائِم لاَبُدْ أنْ يَأخُذ طَعَام الحَيَاة الدَّائِمَة وَهُوَ مَا تُقَدِّمُه لَنَا الكِنِيسَة غِذَاء الرُّوح أي عَطِيِّة الجَسَد وَالدَّم فَأصْبَحْنَا فِي العَهْد الجَدِيد لاَ نَطْلُب طَعَام العَالَمْ بَلْ نَطْلُب طَعَام الرُّوح .
3- مَاء :-
لاَ يُوْجَدٌ إِنْسَان يَسْتَطِيع أنْ يَسْتَغْنَى عَنْ المَاء وَلِهذَا فَالإِنْسَان يَحْتَاجٌ فِي بَرِّيَّة العَالَمْ إِلَى مَاء وَالله أرْسَل لِشَعْبُه مَاء مِنْ صَخْرَة وَلكِنْ نَحْنُ نَحْتَاج إِلَى مَاء الرُّوح .. وَلِهذَا نَجِدٌ أنَّ فِي هذَا الأُسْبُوع يُقْرأ إِنْجِيل السَّامَرِيَّة وَأيْضاً هذَا الإِنْجِيل يُقْرأ فِي الصُوْم الكِبِير وَلكِنْ الطَّرِيقَة الَّتِي أخَذْنَا بِهَا السَّامِرِيَّة فِي الصُوْم غِير الطَّرِيقَة الَّتِي سَوْفَ نَأخُذْهَا فِي القِيَامَة فَفِي الصُوْم نِرَكِز عَلَى تُوبِة السَّامِرِيَّة وَفِي القِيَامَة نِرَكِّز عَلَى قِيَامِة السَّامِرِيَّة الَّتِي قَالَتْ ﴿ هَلُمُّوا انْظُرُوا ﴾ ( يو 4 : 29 ) السَّامِرِيَّة الَّتِي ذَاقَتْ مَاء الحَيَاة وَقَامَتْ مِنْ قَاع البِئْر وَدَخَلِتْ إِلَى مَرْحَلَة جَدِيدَة مَعَ رَبِّنَا يَسُوع فَنَحْنُ نَحْتَاج إِلَى أنْهَار مَاء حَي تَفِيض إِلَى حَيَاة أبَدِيَّة فَفِي القِيَامَة نُرِيدْ المَاء أي نَحْتَاجٌ إِلَى أعْمَال رُوح نَرْتَوِي بِهَا نَحْتَاجٌ إِلَى صَلَوَات وَالتَّأمُل فِي الكِتَاب المُقَدَّس وَإِتْبَاع الحَرَكَات الرُّوحِيَّة دَاخِل النَّفْس وَالخُضُوع لَهَا فَعِنْدَمَا يَجِدٌ الإِنْسَان الرُّوح تُنْخِسُه فَلاَبُدْ أنْ يَكُون مُطِيع وَكَمَا ذَكَرْنَا فِي سِفْر الرُؤيَا ﴿ الرُّوحُ وَالعَرُوسُ يَقُولاَنِ تَعَالَ ﴾ ( رؤ 22 : 17 ) فَهذِهِ نَفْس ذَاقَتْ مَاء الحَيَاة .
4- النُّور :-
حَتَّى يَضْمَن الإِنْسَان أنَّهُ سَيَصِل فَهُوَ يَحْتَاجٌ إِلَى عَمُودٌ نُور يُضِئ لَهُ وَيَقُودُه فِي البَرِّيَّة وَقَالَ رَبَّ المَجْد ﴿ سِيرُوا مَادَامَ لَكُم النُّور ﴾ ( يو 12 : 35 ) وَأيْضاً ﴿ أنَا قَدْ جِئْتُ نُوراً إِلَى العَالَمِ حَتَّى كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِي لاَ يَمْكُثُ فِي الظُّلْمَةِ ﴾ ( يو 12 : 46) فَكَلِمَة الله وَإِنْجِيلُه هُمَا نُور لَنَا ﴿ سِرَاجٌ لِرِجْلِي كَلاَمُكَ وَنُورٌ لِسَبِيلِي ﴾ ( مز 119 : 105) هذَا النُّور الَّذِي يَقُودْنِي وَسَطْ الظُّلْمَة وَأحْيَاناً يَشْعُر الإِنْسَان أنَّهُ لاَ يَسْتَطِيعْ أنْ يَخْتَار بَيْنَ طَرِيقٌ وَطَرِيقٌ وَبَيْنَ إِرَادَة وَإِرَادَة وَلاَ يُمَيِّز بَيْنَ الصَوَاب وَالخَطَأ فَالَّذِي يَحْكُم الإِنْسَان وَيَكْشِف لَهُ هُوَ النُّور الحَقِيقِي وَيُعَرِّفُه أيْنَ الطَّرِيقٌ الصَّحِيح النُّور هُوَ تَعْلِيم الكِنِيسَة وَتَعْلِيم الإِنْجِيل نُور الرُّوح الَّذِي يَبْعِد عَنْ الإِنْسَان أفْكَار العَالَمْ الشِّرِّيرَة وَتَيَارَاتُه وَيَبْعِد عَنُّه رُوح النِفَاق وَحُبْ العَالَمْ وَحُبْ الزِّينَة وَالحِقْد وَالكَرَاهِيَّة كُلَّ هذِهِ الأشْيَاء ظُلْمَة وَلكِنْ نُور حُبْ الله هُوَ الَّذِي يُدْخِلْنَا فِي طَرِيقُه .
5- الطَّرِيقٌ :-
قَالَ رَبَّ المَجْد ﴿ أنَا هُوَ الطَّرِيق ﴾ ( يو 14 : 6 ) فَالله هُوَ الَّذِي كَانَ يَقُودٌ بَنِي إِسْرَائِيل كُلَّ يُوْم وَيُرْسِل لَهُمْ عَمُودٌ سَحَاب فِي النَّهَار وَفِي اللِّيل عَمُودٌ نُور فَإِذَا أرَدْت أنْ تَعْرِف الطَّرِيقٌ فَالله سَيَرْسِمُه لَك حَتَّى تَصِل إِلَى كَنْعَان وَكُلَّ مَا تَثْبُت فِي الْمَسِيح يَكُون الطَّرِيقٌ مَضْمُون حَتَّى تَصِل إِلَى نِهَايِة الرِّحْلَة بِسَلاَمٌ فَنَحْنُ نَسِير وَرَاء الرَّأس وَهُوَ يَسُوع الْمَسِيح فَنَسِير فِي نَفْس الطَّرِيقٌ حَتَّى يُصْعِدْنَا مَعَهُ لِلسَّمَاوِيَات .
6- الغَلْبَة :-
الإِنْسَان فِي الطَّرِيقٌ سَيُوَاجِه حُرُوب وَمَتَاعِبْ وَأعْدَاء وَمُعَطِلاَت خَفِيَّة وَظَاهِرَة وَلكِنْ رَبَّنَا يَسُوع سَيَغْلِب مَعَهُ فَلإِنْسَان مِسْكِين لاَ يَسْتَطِيع أنْ يُحَارِب لِوَحْدُه فَهُمْ أعْدَاء أقْوِيَاء فَلاَ يَسْتَطِيع الإِنْسَان أنْ يَنْظُر إِلَى عَمَالِيقٌ وَإِذَا نَظَرَ إِلَيْهِمْ يَرْتَعِب وَلكِنْ الله هُوَ الَّذِي سَيَغْلِب فَعِنْدَمَا ذَهَبْ بَعْض مِنْ بَنِي إِسْرَائِيل لِيَتَجَسَّسُوا أرْض كَنْعَان قَالُوا ﴿ كُنَّا فِي أعْيُنِنَا كَالجَرَادِ ﴾ ( عد 13 : 33 )لأِنَّهُمْ رَأوا عَمَالِيقٌ فَحَدَثَ لَهُمْ إِحْبَاط وَأحْيَاناً يَشْعُر الإِنْسَان أمَام عَدُو الخِير بِالإِحْبَاط وَيَقُول أنَا لاَ أسْتَطِيع عَلِيه فَهُوَ قَوِي وَجَبَّار وَخَدَّاع وَلكِنْ الله قَادِرٌ أنْ يَغْلِب فِيك وَبِك أسْوَار مَدِينَة أرِيحَا حَصِينَة فَكَيْفَ سَيَدْخُل بَنِي إِسْرَائِيل هذِهِ المَدِينَة فَهْيَ تَحْتَاجٌ إِلَى جِيش مُدَرَّب ؟وَلكِنْ الله سَيُعْطِيهُا لَهُمْ بِالإِيمَان فَقَالَ لَهُمْ أنْ يَطُوفُوا حَوْلَ السُور ثُمَّ بَعْد ذلِك يَضْرَبُوا بِالبُوق فَالأسْوَار تَزَلْزَلَتْ وَبِالإِيمَان سَقَطَتْ أسْوَار أرِيحَا ( يش 6 : 12 – 20 ) فَعِنْدَمَا كَانَ يَشُوع يُحَارِب العَمَالِيقٌ نَجِدٌ أنَّ يَشُوع كَانَ يِنْغِلِب عِنْدَمَا كَانَ مُوسَى يُنْزِل يَدِيه وَلكِنْ عِنْدَمَا يَرْفَع مُوسَى يَدَيْهِ كَانَ يَشُوع يِغْلِب حَتَّى جَاءَ رَجُلاَن لِكَيْ يَرْفَعَا وَيُسْنِدَان يَدْ مُوسَى وَهكَذَا غَلَبْ يَشُوع فَالإِنْسَان يِغْلِبْ بِقُّوِة يَسُوع وَقُّوِة صَلِيبُه وَبِقُّوِة إِيمَانُه فِي عَمَلُه الخَلاَصِي وَقَالَ السَيِّد الْمَسِيح ﴿ بِدُونِي لاَ تَقْدِرُونَ أنْ تَفْعَلُوا شَيْئاً ﴾ ( يو 15 : 5 ) فَالله يُرِيدْ أنْ تَخْتَبِرُه فَهُوَ قَوِي وَتُخْبِر بِكَمْ صَنَعَ بِك الرَّبَّ وَرَحَمَك فَيَشْعُر الإِنْسَان أنَّهُ لَيْسَ بِمُفْرَدُه وَأنَّهُ يَتَعَامَل مَعَ عَدُو قَوِي لكِنُّه مَهْزُوم مَعَ عَدُو شَرِس وَلكِنْ يُوْجَدٌ مَنْ يُدَافِعْ عَنُّه وَمَنْ يُعْطِيه الغَلْبَة فَنَحْنُ نَبْحَث عَنْ الغَلْبَة دَاخِلْنَا فَإِسْم رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح قُوَّة وَهُوَ الَّذِي قَالَ ﴿ يُخْرِجُونَ الشَّيَاطِينَ بِاسْمِي ﴾( مر 16 : 17) وَلِهذَا فَالقِيَامَة تُعْطِينَا قُوِّة غَلْبَة وَاحْتِقَار لأِبَاطِيل العَالَمْ .
7- عَطِيِّة الرُّوح :-
كُلَّ شَك وَكُلَّ ضِيقٌ وَكُلَّ إِرْتِدَادٌ قَاوَمُه الإِنْسَان وَلِهذَا فَهُوَ يَحْتَاجٌ إِلَى مُكَافَأة أكْبَروَلِهذَا فَالله يُعْطِيه عَطِيِّة رُوحُه وَهيَ عَطِيِّة العَطَايَا فَهذِهِ عَطِيَّة لاَ يُعَبَّر عَنْهَا أنْ نَأخُذ رُوحُه وَنَأخُذ مِنْ نَفْس الرُّوح الَّتِي تُعْطِينَا شَرِكَة فِي حَيَاتُه فَالله أعْطَانَا رُوحُه وَأصْبَحْنَا نَحْنُ وَالله وَاحِدٌ وَكُلَّ فَرْدٌ أصْبَح فِيهِ رُوح الله وَسَوْفَ نَتَحَدَّث الآنْ بِالتَّفْصِيل عَنْ الأُسْبُوع الثَّانِي وَهُوَ أُسْبُوع خُبْز الحَيَاة .
الأُسْبُوع الثَّانِي أُسْبُوع خُبْز الحَيَاة :
فَنَحْنُ نَأخُذ قُوت السَّمَاء وَخُبْز الرُّوح الَّذِي آكِلُه نَفْسُه لاَ تَجُوع فَهُوَ طَعَام الرُّوحَانِيِينْ وَهذِهِ هِيَ عَطِيِّة الكِنِيسَة لَنَا حَتَّى نَصْمُدٌ فِي هذِهِ الرِّحْلَة وَنُلاَحِظْ أنَّ الكِنِيسَة فِي القِيَامَة مُوَاظْبَة عَلَى كَسْر الخُبْز فَبَهْجِة القِيَامَة وَقُوَّتْهَا وَمَفْعُولْهَا سَنَأخُذْهَا مِنْ خِلاَل كَسْر الخُبْز وَعِنْدَمَا تَحَدَّث الإِنْجِيل عَنْ تِلْمِيذَيّ عَمْوَاس قَالَ أنَّهُمَا كَانَا مَاشِيَان عَابِسَيْنِ وَكَانَا يَتَحَدَثَان عَنْ جَمِيع مَا حَدَثَ لِرَبَّنَا يَسُوع فَاقْتَرَبَ إِلَيْهِمَا يَسُوع وَلكِنْ أُمْسِكَتْ أعْيُنْهُمَا عَنْ مَعْرِفَتُه وَقَالَ لَهُمَا مَا هذَا الكَلاَم الَّذِي تَتَطَارَحَان بِهِ ؟ فَقَالاَ لَهُ كُلَّ الأُمور المُخْتَصَّة بِيَسُوع الْمَسِيح وَأنَّهُ كَانَ إِنْسَاناً نَبِياً مُقْتَدِراً فِي الفِعْل وَالقَوْل أمَام الله وَجَمِيع الشَّعْب ثُمَّ بَدَأَ رَبَّنَا يَسُوع يَشْرَح لَهُمْ بِالكَلاَم مِنْ مُوسَى وَجَمِيع الأنْبِيَاء وَيُفَسِّر لَهُمْ الأُمور المُخْتَصَّة بِهِ فِي جَمِيع الكُتُب وَعِنْدَمَا وَصَلُوا إِلَى مُفْتَرَق الطُرُق تَظَاهَر الْمَسِيح أنَّهُ سَيَذْهَب إِلَى مَكَانٍ أبْعَد وَلكِنَّهُمَا ألْزَمَاه وَدَخَلَ مَعْهُمَا وَعِنْدَمَا كَسَرَ الخُبْز إِنْفَتَحَتْ أعْيُنْهُمَا وَعَرَفَاه أنَّهُ الْمَسِيح ( لو 24 : 13 – 33 ) فَسَنَجِدٌ أنَّ هُنَاك مَرْحَلْتِينْ عَرَّفْهُمْ يَسُوع نَفْسُه لَهُمَا وَهُمَا :-
1.مَرْحَلِة مُوسَى وَالأنْبِيَاء أي مَرْحَلِة الكَلِمَة عِنْدَمَا بَدَأَ يَشْرَح لَهُمْ الكُتُبْ .
2.ثُمَّ نَقَلَهُمْ إِلَى مَعْرِفَة جَدِيدَة وَأعْمَقٌ وَهيَ مَعْرِفِة كَسْر الخُبْز .
وَالكِنِيسَة تَفْعَل نَفْس الشِئ فَالإِنْسَان يَذْهَب إِلَى الكِنِيسَة عَاجِز وَمَهْمُوم وَفِيهِ رُوح إِضْطِرَاب وَقَلَقٌ وَشَك وَعِنْدَمَا يَدْخُل إِلَى الكِنِيسَة تَبْدأ الكِنِيسَة فِي الإِقْتِرَاب مِنْهُ فَتَأتِي عَنْ طَرِيقٌ المَنْجَلِيَّة وَتَبْدأ تُعَلِّمْنَا وَتَشْرَح لَنَا الكُتُبْ وَتَقْرأ الفُصُول المُقَدَّسَة وَيَبْدأ قَلْب الإِنْسَان يِنْفَك ثُمَّ بَعْد ذلِك عَيْنَيْهِ تَنْفَتِح عَلَى الْمَسِيح عِنْدَمَا يَقُول الكَاهِن ﴿ أخَذَ خُبْزاً عَلَى يَدَيْهِ الطَّاهِرَتَيْن ﴾ فَيَبْدأ الإِنْسَان يِعْرَف الْمَسِيح وَيَأكُلُه فَالكِنِيسَة تُؤمِنْ أنَّ مَرْحَلِة المَنْجَلِيَّة هِيَ مَرْحَلَة هَامَّة لإِعْدَادٌ لِمَرْحَلِة الذَّبِيحَة وَالمَنْجَلِيَّة تُقَدِّم الْمَسِيح وَأيْضاً المَذْبَح يُقَدِّم الْمَسِيح وَهُنَاك عَدَد مِنْ الدَّلاَئِل الهَامَّة وَنَذْكُر ثَلاَث نِقَاط مِنْهَا :-
1.عِنْدَ قِرَاءِة الإِنْجِيل نَقُول ﴿ مُبَارَك الآتِي بِإِسْم الرَّبَّ رَبَّنَا وَإِلَهْنَا وَمُخَلِّصْنَا وَمَلِكْنَا كُلِّنَا يَسُوع الْمَسِيح ﴾ وَأيْضاً نَسْمَعْهَا مَرَّة أُخْرَى عِنْدَمَا يَعْرِض الكَاهِن الجَسَد وَالدَّم عَلَى الشَّعْب فَنَقُول ﴿ مُبَارَك الآتِي بِإِسْم الرَّبَّ ﴾ فَنَفْس الْمَسِيح الَّذِي أتَى لِيُعَلِّمْنَا هُوَ نَفْسُه الْمَسِيح الَّذِي أتَى لِيُقَدِّم جَسَدُه وَدَمُّه لَنَا .. فَالمَرْحَلْتِينْ يُقَدِّمَا نَفْس ذَات الْمَسِيح .
2.عِنْدَ تَحْوِيل الأسْرَار وَعِنْدَمَا يَقُول الكَاهِن ﴿ وَهذَا الخُبْز يَجْعَلَهُ جَسَداً مُقَدَّساً لَهُ ﴾ فَيَسْجُد الكَاهِن أمَام المَذْبَح وَيَقُول﴿ رَبَّنَا وَإِلَهْنَا وَمُخَلِّصْنَا وَمَلِكْنَا كُلِّنَا يَسُوع الْمَسِيح إِبْن الله الحَيَّ لَهُ المَجْد إِلَى الأبَدْ ﴾نَفْس الكَلِمَة يَقُولْهَا الكَاهِن عِنْدَ قِرَاءِة الإِنْجِيل وَهُوَ يَضَعْ البِشَارَة فَوْقَ رَأسُه .
3.عِنْدَ قِرَاءِة الإِنْجِيل نَقُول﴿المَجْدُ لَك يَارَب﴾ وَعِنْدَمَا يُنْهِي الشَّمَاس الإِعْتِرَاف الأخِير قَبْل التَّوْزِيع نَقُول إِعْطَاء المَجْد لله السَيِّد فَنَحْنُ نُعْطِي المَجْد لِلسَيِّد وَنَحْنُ نَقْرأ الإِنْجِيل نُعْطِي المَجْد أيْضاً لِلسَيِّد لأِنَّهُ سَيَتَحِدٌ بِنَا عَلَى المَذْبَح
وَنُلاَحِظْ أنَّنَا نَرَى البِشَارَة وَالشَّمَاس يَدُور بِالبِشَارَة حَوْل المَذْبَح مِنْ بِدَايِة القُدَّاس إِلَى أنْ نَصِل إِلَى قِرَاءِة الإِنْجِيل رَمْزاً لإِنْتِشَار كَلِمَة الإِنْجِيل وَلِسِيَادِة كَلِمَة الإِنْجِيل عَلَى نِفُوسْنَا وَقُلُوبْنَا وَأيْضاً يَضَعْ الكَاهِن البِشَارَة أثْنَاء قِرَاءِة الإِنْجِيل فَوْقَ رَأسُه إِعْلاَن أنَّ الإِنْجِيل سِرَاجْنَا وَنَحْنُ خَاضِعِين لَهُ ثُمَّ يَبْدأ الكَاهِن بَعْد ذلِك صَلاَة الصُّلْح وَبَعْد صَلاَة الصُّلْح يُرْفَع الإِبْرُوسْفَارِين أي أنَّ الأسْرَار المُغَطَاة نَسْتَطِيع أنْ نَرَاهَا الآنْ وَبَعْد ذلِك يَبْدأ جُزْء هَام وَهُوَ الأنَافُورَا أي الصَّعِيدَة فَنَرْفَع قُلُوبْنَا وَنَقُول ﴿ هِيَ عِنْدَ الرَّبَّ ﴾ وَبَعْد الأنَافُورَا يُطَبَقٌ الإِبْرُوسْفَارِين وَيُوضَع وَرَاء الكَأس وَالبِشَارَة وَرَاء الكَأس فُوق الإِبْرُوسْفَارِين لأِنَّ مَرْحَلِة الكَلِمَة إِنْتَهِت وَنَدْخُل إِلَى مَرْحَلَة أعْمَقٌ وَهيَ مَرْحَلِة الذَّبِيحَة فَنَدْخُل إِلَى مَعْرِفَة أعْمَقٌ بِمَذَاق وَطَعْم جَدِيد فَالكِنِيسَة تُقَدِّم لَنَا الْمَسِيح فِي الخَمَاسِين فَهذِهِ رِحْلِة ثَبَات وَتَقْوِيَة رِحْلَة فِيهَا كُلَّ مُقَوِمَات وُصُولْنَا بِسَلاَمٌ رِحْلَة تُعْطِينَا عَطَايَا سَمَاوِيَّة فَلاَ أحَدٌ يِشْتِكِي إِنْ فِتْرِة الخَمَاسِين فِتْرِة رَخَاوَة فَلَيْسَ مِنْ المَعْقُول أنْ يُجَاهِد الإِنْسَان وَيُبَدِّدٌ كُلَّ مَا أخَذَهُ فِي لَحْظَة فَالخَمَاسِين لَهَا مَذَاق جَدِيد وَعِشْرَة جَدِيدَة مَعَ الْمَسِيح رَبِّنَا يُعْطِينَا فِي فِتْرِة الخَمَاسِين أنْ نَفْرَح وَنَبْتَهِج بِهِ وَأنْ نَتَمَتَّع بِبَرَكَات خَلاَصُه فِي حَيَاتْنَا رَبِّنَا يِكَمِّل نَقَائِصْنَا وَيِسْنِد كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِتُه وَلإِلهْنَا المَجْد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين