الاستعداد للابدية الجمعة الرابعة من شهر كيهك

Large image

تتعود الكنيسة يا أحبائى فى تذكار العذارى , ان تقرأ علينا إنجيل العذارى الحكيمات , اليومتذكار القديسة الشهيدة أنسطاسيا . تعالوا نتكلم مع بعض عن الإستعداد للإبدية , العذارى الحكيمات إستعدوا , كانت مصيبحهم ملآنه زيت و الآنية ملآنه زيت , و هذا ازيت هو الذى اعطاهم حق الدخول إلى العريس , فكيف نحن نستعد إلى الأبدية ؟؟ القديسين يقولوا لك " أن تجمع زيتا" الأبدية يا أحبائى لابد أنتبدأ ونحن لازلنا على الأرض , الأبدية نحن مُشتاقين إليها نحن مُنظرينها, الأبدية هى فى قلوبنا , الأبدية هى مُكافأة الأبرار , لكن لابد يا احبائى ان نتدرب من الآن على الأبدية , فنحن مدعوون دعوة أبدية , الأبدية تبدأ على الأرض , فما هى الأبدية ؟؟ اقول لك " مثلا الأبدية هى الوجود الدائم فى حضرة الله ", فيقول لك " الخروف يكون فى وسطهم " يقول لك " يمسح الله كُل دمعة من عيونهم " يقوللك " هو يكون لهم إلها و هُم يكونون له شعبا " فهيا بنا نتدرب على الأبدية و نحن على الأرض , أن نحيا بإستمرار فى وجود دائم فى حضرة الله , فعندما تدرب النفس على وجود دائم فى حضرة الله , بذلك تكون بدأت الأبدية على الارض , عندما أقول " جعلت الله أمامى فى كُل حين " فتكون الأبيدة بدأت . عندما يكونفى ضميرى و فى قلبى و فى فكرى إن الله أمامى , إن وجهه يسير أمامى فيُريحنى , إن الله يتقدمنى إن الله يرعانى , إن الله يعولنى إن الله يُدبر أمورى , فعندما تتأصل فى قلبى هذة المشاعر تكون الأبدية بدأت . جميل إيليا النبى الذى كانيقول " حى هو الرب الذى انا واقف أمامه " فهو يشعر إنه يقف أمام الله الآن , فهذا بدأت الأبدية أن تعمل فيه و هو لازال على الأرض . فى سفر التثنية , الله أعطى وعد لشعبه , قال لهم " أنا سأجعلكم تعيشوا كأيام السماء على الأرض " كُلنا مُشتاقين لحياة الأبدية , كُلنا مُشتاقين إلى السماء و للمجد السمائى , لا تنتظر كثيرا . فالسماء لا تبدأ من بعد ما حياتنا تنتهى على الأرض , السماء أنت ستذوقها من الآن , السماء أنت ستعيشها من الآن و أنت على الأرض و أنت دائما فى حضرة الله , إجعل ضميرك يشعر إنك دائما فى حضرة الله , فهُناكواحد من الآباء القديسيين يقول لك " إن العالم كله يُصبح كنيسة لمن يجعل الله أمامه فى كُل حين ". فيقولوا عن واحد من الآباء, نزل لقضاء مُهمة فى البلد و هو راهب , فقالوا له " ما أحوال العالم ؟؟" فقال لهم " لم أبصر شئ, فسألوه أيضا و قالوا له :" ماذا وجدت فى المكان الفلانى؟ فقال لهم :" لم أبصر شئ " فقالوا له :" ما الذى شاهدته و ما الذى فعلته ؟" فقال لهم " أنا كنت ماشى و حاسس إننى كاشى امام مذبح الله " واحد عايشحياته و مشاعره و أحاسيسه , بكرامة الوجود فى حضرة الله , فالأبدية بدأت معه و ليست الأبدية ستبدأ بعد ذلك . فنحن من المُمكن أن نعيش الأبدية و نحن فى منزلنا و نحن ف الشارع و نحن فى دراستنا و نحن فى عملنا فالله موجود " العالم كله يُصبح كنيسة". فعندما تأتى و تقرأ فى الكتاب المُقدس , تجد إنه فى سفر التكوين ,عندما عمل الله العالم , فيقول لك " عمل النيرين العظيمين " فهذا للعالم و بعد ذلك عندما يأتى الله و يعمل خيمة الإجتماع , يقول لموسى " تعمل منارتين" مثل كلمة النيرين و كأن الله يُريد أن يجعل نيرين العالم , همانيرين فى كنيسته , و كأن العالم هيكل لله , فكل ما فى العالم , من الذى صنعه؟؟ هو الله , فربنا قريب مننا جدا و لهذا أستطيع أن أقول لك إذا أردت أن تعيش الحياة الأبدية و أنت على الرض , إشعُر بوجود الله الدائم فى كل ما تفعله " جعلت الرب أمامى فى كُل حين"
2- ماذا تُعنى حياة السماء؟؟ هى حياة بر كامل , حياة بدون خطية , حياة بلا جسد , حياة بلا شيطان , هذة هى الحياة الأبدية , لا يوجد شيطان , لا يوجد خطية , لا يوجد جسد , فتقول لى و لكن " كيف نعيش هذة الحياه هُنا؟؟" أقول لك " انت عندما تُجاهد ستغلب جسدك و تبدأ تذوق عربون جسد الأبدية , الجسد الذى يصوم الجسد الذى يخضع الجسد الذى يسجُد , هذا بالتاكيد جسد ذاق الأبدية , هذا جسد غلب خطاياه , غلب تيار الشر الذى بداخله و بدأ يُصبح هذا الجسد جسد أبدى , بدأ يعرف كيف أن يغلب حيل المُضاد ؟ بدأ يعرف كيف أن يجيب على إغواءاته المُتكررة , بدأت الأبدية تعمل فيه. فأصبح جسد بدأ يأخذ لمحة من لنحات الجسد النورانى , بدأ يتغير , بدأ يتمجد , بدأ يُصبح جسد مُقاد بالروح , بدأ يكون جسد يميل إلى الطبيعة السمائية , أكثر ما يميل إلى الطبيعة النورانية . نحن مدعوون من الآن إن أجسادنا تُدرب على الحياة الأبدية , جسد يُصلى , جسد لا يُكسل , جسد لا يُشاغبالروح , جسد مُنقاد بالروح , فهذا الجسد هو جسد الأبدية , فهذا يُساعدنى إننى أعيش حياة بر و يقول لك مُعلمنا بولس الرسول " إن السماء هى ارض يسكُن فيها البر , إستقر فيها البر , فإذا نحن عندما نعيش حياة الأبدية و نحن على الأرض , فلا ننتظرها كثيرا و لكن نشتاق إليها و نحياها من الآن . حياتنا على الأرض هى تمهيد للحياة الأبدية و لهذا الآباء يُعلمونا و يقولوا لنا " إن مصير الإنسان هو إمتداد طبيعى لما نحياه الآن , فمن يحيا الآن البر و من يحيا الآن الوجود فى حضرة الله, يكون مصيره الطبيعى , ميراث الحياة الأبدية و من يحيا بعيدا عن البر و بعيدا عن الوجود فى حضرة الله سيكون إمتداد طبيعى لمصيره فى الجحيم " و لهذا أستطيع أن أقول لك إن الأبدية هى إمتداد طبيعى لما نحياه على الآن . الذى نحن نعيشه الآن إمتداده هو الذى سنكمله . فلذلك أقول لك " عيش الأبدية و أنت على الأرض "يقول لك " جعل الابدية فى قلبهم " . الوجود الدائم فى حضرة الله و حياة البرو حياة التقوى و حياة مخافة الله , هذة هى حياة السماوات . و ما الذى يوجد فى السماء أيضا ؟؟ أقول لك إن السماء فيها تسبيح , أقول لك " كلما عشت التسبيح و أنت على الأرض بدأ يكون لك حياة السماء , بدأ يكون طعامك هو ترديد اسمه القدوس , بدأ يكون هذا هولذة نفسكو لذة قلبك , بدأت تكونحياة التسبيح السماوية , أنت تتدرب عليها على الأرض , إنك تُسبح ترنيمة النُصرة و الغلبة و الخلاص , إنك تنحنى و تقول " قدوس قدوس" إن فمك يتلو تلاوة الاسم الحلو المملوء مجد , بدأت الأبدية تكون معك . فنا الذى يوجد فى الأبدية ظ؟ فى الأبدية , يُسبحون على الدوام , يخرون و يُسبحون و يُمجدون . و لكن هل لا يوجد تسبيح على الأرض؟ أقول لك " الأرض أجمل ما يوجد عليها هو التسبيح , فإذا وقفت لُسبح, تشعر إنك لا تتنتمى إلى الأرض , تشعر إن طبعك طبع تبدل , تشعُر إن عقلك أصبح عقل فوقانى , بدأت تكون أنت واحد أجمل من كل الذى تعرفه عن نفسك , بدأت تكون أجمل من الذى أنت كُنت تتوقعه , فلماذا كُل هذا ؟؟ فالتسبيح يجعل فيك روح أبدية , سبح كثير رنم كثير ردد اسم يسوع , قُل " قدوس قدوس " إحفظ مزامير و رددها , إجعل نفسك مشغولة دائما بترديد اسم الله " يا رب يسوع المسيح ارحمنى أنا الخاطى " " يا رب يسوع المسيح أعنى " " يا رب يسوع الميسح دبر أمورى " كل طلبة عندك , إقرنها باسم يسوع , ردد اسم يسوع كثير , فتجعل الأبدية تبدأ معك على الأرض , عوّد عقلك و فمك و قلبك على أن تكون مشغول بمحبة الله , إنظر إلى أعمال و سبحه عليها , تكلم معه عن تدابير الله , تكلم مع الله عن تجسده و عن صليبه و عن فداؤه و قيانته و عمله و خلقته و عن غثفراه و عن محبته , كلم الله كثير . النفس الذى تُسبح يا أحبائى تمتلئ فرحا . القديس أثاناسيوس الرسولى يقول لك "إن التسبيح هو خير دواء لشفاء النفس " النفس تكون مجروحة و حزينة و مُحبطة , العالم ملئ بالحُزن و الإحباط و لكننى أريد أن أفرح , كيف أفرح ؟؟ لا يوجد طريقة تُفرحك إلا إنكتُسبح الله , و لهذا الإنسان الذى يُسبح تجده مليئ بالبهجة , الإنسان الذى يُسبح تجده غالب لأوجاعه , فمن إين أحضره ؟؟ أحضره من التسبيح , نحن نحتاج أن نُعيشها و نحن لا زلنا على الأرض , آخر شئ أريد أن أقوله لك , ماذا تُعنى بحياة الأبدية ؟؟
3- الأبدية هى عشرة مع القديسين , عايشين فى محفل الملائكة , عايشين مع السيدة العذراء و مع مارجرجس و الأنبا أنطونيوس , عايشين مع مارمينا و مع أبوسيفين , عايشي مع القديسين فى الأبدية . أقول لك عيش معهم الآن , عندما تعيش مع القديسين و أنت على الأرض سيكون الإمتداد الطبيعى إنك تُكمل حياتك مع القديسين . فعندما يأتوا و يقولوا له إنك أتت لك الهجرة . فتجده يُغير نظرته فى أشياء كثيرة , عمله المشغول به هُنا , مُمتلكاته المشغول بها هُنا , الترقية التى كان مستنيها , حياته هُنا بدأت نظرته تختلف لها و بدأ يُركز هُناك , بدأ يرى هل لُغته تنفع أم لا و عمله ينفع أم لا و كل لديه مكان هُناك و هل لديه أصحاب هُناك . بدأت طريقة تفكيره فى الأمور تختلف تماما. نحن يا أحبائى مدعوون دعوة أبدية و علينا طوال فترة أيام حياتما على الأرض , نأمن أبديتنا . أرى 2 أصحابى هناك , هؤلاء هم الذين سينفعونى. الواحد عندما يُسافر منكان بعيد , يرى إين اقرباؤه هُناك ؟؟ و يبدأ يتصل بهم , و الذين لم يكُن يكلمهم فيبدأ يُكلمهم أكثر و يسأل و يستفسر و يُحاول و يرى , هل أحد سيستقبله هُناك , هل أحد سيسكنه هُناك , هل أحد سيستديفه هُناك. فنحن كذلك يا أحبائى , مُهاجرين للأبدية , فيجب أن نعرف من هُم أصحابنا هُناك و ما الذى سيفعلوه معنا , أُكلمهم من الآن . هؤلاء هُم الذين سيكونوا فى إستقبالنا . فيقولوا إن الأباء القديسين , يستقبلوا النفس من لحظة خروجها من الجسد و هؤلاء هُم الذين سيظلوا معنا إلى الأبد , فنحن نُريد دعوة خلود . و ليس من المُجرد إننا نعيش فترة على الأرض و من هُنا أقول لك , نمى عشرتك مع القديسين , الذى يُعاشر القديسين من الآن , أعلن إن رغبته و إشتياقاته فى إن يكون أصداقؤه سمائيين . و بدأ من الآن يعرف إن كل الذين حوله مُتغيرين و لكن القديسين ثابتين و كُل الذين حوله عاجزين و لكن القديسون قادرين , بدأ يضع يقينه فيهم , بدأ يُكلمهم , يُسبح لهم و يُرنم لهم , يعمل لهم تمجيد , يأخذ صورة و يتكلم معها , فعندما يصعد إلى السماء يجد القديسين و يجد نفسه عارفهم , مُتدرب عليهم و مُتدرب على لقائهم . فالإستعداد للأبدية يا أحبائى يبدأ معنا من الآن , لا تنتظر. إياك أن تتفاجئ بالأبدية و تجد نفسك غريب عنها . فتقول لى " إنها حياة غريبة عنى , أنا مالى ومال حياة الأبدية . فالكنيسة يا أحبائى كُل عبادتها و كٌل أصوامها و كُل إحتفالتها هى مُحاولة , لكى ماتجعل مؤمنيها من السماء و ليس من سُكان الأرض . فالقداس الذى نعمله هو سماء و لهذا تجدنا غيرنا شكلنا , تجدنا لبسنا أبيض , تجدنا وضعنا بخور , مسكنا مجامر , تجد صور القديسين تملئ الكنيسة , فلماذا كُل هذا ؟؟ حتى ترفع عقلك و إشتياقاتك إلى فوق . الله يُريد أن يُعطينا ايام السماء على الأرض . فإذا عشنا الوجدالدائم فى حضرة الله , تكون الأبدية بدأت معنا , نعيش حياة البر , بدأت معنا الأبدية , نعيش حياة التسبيح , هذا عربون حياة الأبدية , نعيش عشرة الأبدية , نحن بذلك أصبحنا فى أبدية صغيرة مُنتظرين و مُتوقعين سرعة مجيئه . و لهذا نحن فى الصلاة نقول " ليأتى ملكوتك " و كُل يوم نقول " ننتظر قيامة الأموات و حياة الدهر الآتى آمين " مُستعدين مُشتاقين مُنتطرين . ربنا يُعطينا يا أحبائى أن نحيا حياة السماء على الأرض . أن نحيا أبدية من الآن , أن يكون نصيبنا هو من نصيب الميراث السمائى , الذى لا يفنى ولا يتدنس و لايضمحل . ربنا يدِّينا قوة ويكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته وبركته له المجد دائماً أبدياً آمين

عدد الزيارات 1985

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل