شركتنا مع الثالوث الجمعة الثالثة من شهر بابة

Large image

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين، تحل علينا نعمته وبركته ورحمته الآن وكل أوان إلى دهر الدهور كلها آمين .

تقرأ علينا يا أحبائي الكنيسة في هذا الصباح المبارك فصل من بشارة معلمنا مار لوقا البشير الإصحاح العاشر
"في تلك الساعة تهلل يسوع بالروح القدس وقال أشكرك أيها الآب، رب السماء والأرض، لأنك أخفيت هذه عن الحكماء والفهماء وأعلنتها للأطفال. نعم أيها الآب، لأن هكذا صارت المسرة أمامك". "كل شيء قد دفع إلي من أبي. وليس أحد يعرف من هو الابن إلا الآب، ولا من هو الآب إلا الابن، ومن أراد الابن أن يعلن له".
نجد ربنا يسوع يحاول أن يدخلنا في معرفة وشركة مع الثالوث القدوس، يقول هنا عندما تهلل بماذا تهلل؟ تهلل بالروح القدس، عندما جاء ليتحدث فهو قد حدث الآب "نعم أيها الآب هكذا صارت المسرة أمامك"، نحن كثيراً عندما نصلي يا أحبائي وعندما نتكلم مع الله وعندما نفكر في الله كل تفكيرنا يكون في الابن ربنا يسوع المسيح وهذا ليس سيء بل هو جيد، لكن في الحقيقة نحن لابد أن يكون لنا علاقة مع الثالوث القدوس، لابد أن نتحدث مع الآب، ولابد أن نتحدث مع الابن، ولابد أن نتحدث مع الروح القدس، لابد أن أشكر الآب، وأشكر الابن، وأشكر الروح القدس، لابد أن أطلب من الآب ومن الابن والروح القدس.
الكنيسة عندما تريد أن تباركنا تقول "محبة الله الآب نعمة الابن الوحيد شركة موهبة عطية الروح القدس"، في بداية أي صلاة من صلواتنا عندما نقوم برشم علامة صليب على أنفسنا نقول بسم الآب والابن والروح القدس، إذن هناك آب وابن وروح قدس لابد أن نطلب باسمهم البركة قبلما نعمل أي عمل، تجد الكنيسة في الأجبية تقول المجد لك مع أبيك والروح القدس لأنك أتيت وخلصتنا، المجد لك الذي هو الابن، لك مع أبيك والروح القدس، تصلي في الأجبية وتقول لأن الآب اختارك للسيدة العذراء الآب اختارك والروح القدس ظللك والابن تنازل وتجسد منك، إذن فنحن نتكلم مع الثلاثة، كثيراً يا أحبائي ما نكلم الابن فقط، لكن الكنيسة صلواتها قائمة على خطاب الثالوث القدوس، لذلك نقول في الأجبية أيها الثالوث القدوس ارحمنا، أيها الثالوث القدوس ارحمنا، أيها الثالوث القدوس ارحمنا، ونظل نطلب من الآب ونطلب من الابن ونطلب من الروح القدس، إذا كان لديك شيء تريد أن تطلبه أطلبه من الثالوث، اجعل لديك علاقة بالثالوث القدوس ويدخلوا داخل حياتك وضميرك وكيانك الروحي، واجعل باستمرار خطابك متمتع بنعمة الثالوث القدوس، كثيراً تجد الكنيسة تخاطب الآب، كثيراً تجد الكنيسة تخاطب الابن، كثيراً تجد الكنيسة تخاطب الروح القدس، أيها الملك السمائي المعزي الروح القدس، من هذا الملك السمائي المعزي؟، عندما نقول هلم تفضل وحل فينا وطهرنا من كل دنس فمن نخاطب؟ نخاطب الروح القدس، إذن عندما نأتي لنصلي لابد أن نضع في قلوبنا وفي عقولنا وفي مفاهيمنا الروحية أن نتمتع بشركة الثالوث القدوس، رأينا من بداية الخليقة عندما يقول "وكان روح الله يرف على وجه المياه"، وعندما يتحدث عن بداية الخليقة نجده يتحدث بصيغة الجمع فيقول نصنع الإنسان على صورتنا كشبهنا، ما المقصود بصورتنا؟، بعض الأشخاص قالوا هذا أسلوب تعظيم، فأيام المماليك عندما يأتي الفرد ليتكلم يقول "نحن" وهذا أسلوب تعظيم، قال لك يمكن أن يكون الكتاب لم يذكر، قال لك لا هذا الكلام في اللغة العربية لكن العهد القديم هذا مكتوب بالعبرية وبالآرامية القديمة، فلا توجد فيه لغة التعظيم هذه التي فيها الفرد يتكلم بصيغة الجمع، فمن كصورتنا كشبهنا؟ هذا الثالوث القدوس.
لذلك باستمرار وانت ترشم علامة الصليب، مجرد علامة الصليب عندما تقول بسم الآب اجعل في ضميرك وفي قلبك الآب، الابن اجعل في قلبك الابن، الروح القدس اجعل في قلبك الروح القدس، عندما تقول أيها الثالوث القدوس ارحمنا تكون أنت تتحدث عن الثالوث القدوس، عندما تقول المجد لك مع أبيك والروح القدس تعلم أنت من تخاطب، لذلك تجدنا نقول قدوس الله، قدوس القوي، قدوس الحي الذي لا يموت، هؤلاء الثلاث تقديسات لكي تتذكر الثالوث القدوس، تتذكر الثالوث القدوس عندما تقول آجيوس ثلاث مرات نتذكر الثالوث القدوس، عندما نريد أن نبارك أي شيء علي سبيل المثال إذا أحضرنا لأب كاهن كوب ماء نقول له صلي لنا عليها يقول "إف إزمارؤوت إنچي إفنوتي إفيوت بي بانطوكراطور" هذه الآب، بسم الآب ضابط الكل، وبعد ذلك "إف إزمارؤوت إنجي بي مونوجنيس إبشيري" هذه الأبن، "إف إزمارؤوت إنجي بي إبنيڤما إثؤواب" هذه الروح القدس، إذا قام الكاهن بالصلاة علي دبلتين يمسك الصليب ويقول الآب، الابن، الروح القدس، أصبحت هذه الدبل تحمل بركة الثالوث، أصبحت هذه المياه تحمل بركة الثالوث، عندما يأتي الشماس ليرتدي ملابس الشمامسة "التونية" فإن الكاهن يقول له بسم الآب ضابط الكل، الابن الوحيد الجنس، الروح القدس المعزي، لابد أن تأخذ بركة الثالوث، على أي شيء فالكنيسة تعلمنا أنها تتبارك بالثالوث القدوس، عندما يبدأ الكاهن باختيار الحمل في القداس ويدخل إلي الداخل بالحمل المختار تجده يقول "إف إزمارؤوت إنجي إفنوتي إفيوت بي بانطوكراطور آمين"، "إف إزمارؤوت إنجي بي مونوجنيس إبشيري آمين"، "إف إزمارؤوت إنجي بي إبنيڤما إثؤواب آمين"، الآب ضابط الكل، الابن الوحيد الجنس، الروح القدس المعزي، كلما تدخل في علاقة مع الكنيسة ترى الكنيسة وهي تظل تقول "تين أوأوشت"، عندما تعطي السجود والمجد والعظمة لله المثلث الأقانيم، إذا قمنا بزيارة مزار البابا كيرلس سنجد بعض نماذج من خطابات كتبها بخط يده، ستجد خطاب من الخطابات يكتب فيها البداية يقول "سلام ونعمة ومحبة الله الآب أبونا كلنا وابنه الوحيد يسوع المسيح مخلصنا والروح القدس مرشدنا ومعزينا"، هذه التحية، يقول الله أبونا وابنه الوحيد مخلصنا والروح القدس مرشدنا ومعزينا، يكلمك أن الله أبوك، وابنه هذا مخلصك، والروح القدس هذا مرشدك ومعزيك، الثالوث القدوس يعمل فينا من أجل خلاصنا من أجل بركتنا من أجل ارتفاعنا، كل ما نحتاجه يمكن أن نجده في الثالوث القدوس، كل ما نحتاجه، نحتاج لنعمة، لمشورة، لقوة، لثبات، لسلام كل هذه عطايا من الثالوث القدوس من الممكن أن يعطيها لنا، لذلك يا أحبائي الذي يتحدث عن الابن فقط يكون أخذ جزء وترك باقي الأجزاء مثل بالضبط الذي يتكلم مثلا عن دراسة أنه متفوق في العلوم نقول له لابد أن تكون تعرف قليلاً في الرياضيات، في اللغة، فليس صحيح أن تقول أنك متفوق في العلوم فقط لا، فالعلوم فقط بذلك لا تنجح، كذلك الكنيسة تعلمنا أن شركتنا هي مع الآب والابن والروح القدس، القداس نفسه ستجد هناك قداس يخاطب الآب، وتجد قداس يخاطب الابن، القداس الغوريغوري يخاطب الأبن "أيها الكائن الذي كان، الدائم إلى الأبد، الذاتي والمساوي والجليس، الخالق الشريك مع الآب، عندما نصلي القداس الباسيلي نخاطب الآب "يا الله العظيم الأبدي الذي جبل الإنسان على غير فساد الموت الذي دخل إلى العالم هدمته بالظهور المحيي الذي لابنك الوحيد" عندما نقول لابنك الوحيد فمن يخاطب؟ يخاطب الآب، حينئذ القداس نفسه من خلال عبادتنا في الكنيسة يقول هذا يخاطب الآب، تقول لي إذن وما الفرق؟ يقول لك لا الكنيسة تقصد هذا، تقصد أنها تخاطب الآب وتخاطب الابن وتخاطب الروح القدس، الكنيسة تقصد، تقصد أن تفعل العشرة مع الثالوث القدوس، تقصد أن تنقل لأولادها خبرة معرفة الثالوث القدوس، لذلك القديس كيرلس الكبير كان يقول "كل شيء يفعله الآب بالابن عن طريق الروح القدس"، في تفكيرك بمن خلق العالم؟ العالم خلق بكلمة من الآب، ولكن من الذي خلق بالفعل؟ الابن، قال الله ليكن نور فمن الذي فعل النور؟ الابن، هناك شركة بين الآب وبين الابن وبين الروح القدس، هل الابن تجسد بمعزل عن الآب وبمعزل عن الروح القدس، عندما أتى إلينا آتى بمفرده؟ لا فهو جاء إلينا مرسلاً من الآب، وجاء إلينا عن طريق الروح القدس، محمولاً به من الروح القدس، إذن يا أحبائي لو تحدثنا مع الابن بمفرده لا يصح، فهل الابن الذي فدانا بمفرده لا الثالوث هو الذي فدانا، لكن الابن هو الذي تمم الفداء، الآب دفع إليه كل شيء، نعم ولكن أعطى كل شيء للابن، وأعطى الحكم كله للابن، لماذا؟ لأنه الآب والابن والروح القدس واحد.
لذلك يا أحبائي يقول "تهلل يسوع بالروح القدس"، بالطبع أنتم تريدون أن كل آلام الخدمة وكل الأتعاب والضيقات والاضطهادات وكيد الكتبة والفريسيين ومؤامراتهم ومشورتهم وحيلهم تريدون الآب يقابلها بمفرده، لا الروح القدس كان يعزيه، لذلك يقول لك هنا تهلل بالروح القدس، الروح القدس هو المعزي، وعندما جاء ليصلي قال "أشكرك أيها الآب رب السماء والأرض لأنك أخفيت هذه عن الحكماء الفهماء وأعلنتها للأطفال، نعم أيها الآب هكذا قد صارت المسرة أمامك. كل شيء قد دفع إلي من أبي وليس أحد يعرف من هو الابن إلا الآب، ومن هو الآب إلا الابن، ومن أراد الابن أن يعلن له"، إذن معرفة الآب لا تأتي بدون الابن، ومعرفة الابن لا تأتي بدون الآب، وعندما طلبوا منه أن يفهموا الآب قال لهم الذي رآني قد رأي الآب، عندما تريد أن تعرف الآب لأن معلوماتك عنه قليلة يقول لك تريد أن تعرف الآب؟ عن طريق الابن، هو يعرفك به، الجميل في الثالوث يا أحبائي أنه لا يوجد أحد منهم منفصل، أن يأخذ عمل لحسابه بمفرده، لا فبمجرد أن تدخل في شركة مع الآب على الفور تجد نفسك مع ابنه والروح القدس، عندما تدخل في شركة مع الابن على الفور تجد نفسك مع الآب والروح القدس، عندما تدخل في شركة مع الروح القدس تجد نفسك في شركة مع الآب والابن، الثلاثة يعملوا عملا واحداً مكملا، عندما نأتي لنصلي يا أحبائي هيا نصلي للثالوث القدوس، هيا نطلب من الثالوث، هيا نكون علاقة مع الآب والابن والروح القدس، هيا نحاول عندما نصلي نفعل ثلاث سجدات، سجدة للآب وسجدة للابن وسجدة للروح القدس، عندما نتكلم عن الثالوث تكون في أذهاننا وأفواهنا مباركة للآب والابن والروح القدس، من بداية رشمنا علامة الصليب مع كل كلمة الآب والابن والروح القدس يشعر بمعني آب ومعني ابن ومعني روح قدس، لأنه لا يصح أبدا أن عبادتنا تكون بالابن فقط لأن هذا سيمنع عننا بركات أزلية وأبدية، لأن الابن هو صورة الآب، الابن هو رسم جوهر الآب، الابن هو كلمة الآب، الابن هو المرسل من الآب، هذا يا أحبائي الآب والأبن، عندما يتقدم شاب لفتاه تجد أنه جزء مهم في العلاقة بينهم هو الأب، من الأب؟ وعندما يتعرف الشاب على الفتاه البيوت تود أن تتعرف على بعضها، وعندما يوجد قلق بين البيوت نقول أن هناك شيء غير صحيح، لابد أن يشعر الشاب بالارتياح للفتاه هذا جزء من الأمر لكن لابد أيضا أن تشعر البيوت بالارتياح لبعضها لماذا؟ لأن هذا أبوها، لأنه هو أبوه، تقول هذا شيء وهذا شيء آخر، أقول لك لا أستطيع، لا أعرف أفصلهم عن بعضهم البعض، هذا من هذا، وهذا من هذا، نحن أيضا يا أحبائي عندما ندخل في عشرة مع الابن لا يصلح أن تدخل مع الابن بدون الآب، ولا مع الآب بدون الأبن.
لذلك يا أحبائي ربنا يسوع اليوم يعلمنا هذا التعليم، يعلمنا كيف يكون هذا الثالوث القدوس هو فرحك، كيف يكون هذا الثالوث القدوس موضع نغمك وتسبيحك، لو نظرت إلى الكلام الذي يخاطب الثالوث القدوس في التسبحة، في الذكصولوجيات، أنظر على مخاطبة الكنيسة للثالوث القدوس تجد دائما الكنيسة تختم كل عبادتها وصلواتها ببركة الثالوث القدوس، عندما تحب الكنيسة أن تصرف أولادها وتودعهم، وترسلهم إلى العالم تجد آخر كلمة يقولها الكاهن لنا في القداس "محبة الله الآب، نعمة الابن الوحيد، شركة وموهبة وعطية الروح القدس تكون معكم أمضوا بسلام"، بمعنى قبل أن تذهبوا قبل أن تنصرفوا من الكنيسة كونوا محمولين ببركة الروح القدس، خذوا محبة الآب، خذوا نعمة الابن الوحيد، خذوا شركة وموهبة وعطية الروح القدس، تقول لكم طالما أخذتم هذه البركة انطلقوا للعالم، أنتم فرح العالم، أنتم صوته، أنتم رسالته، أنتم محملين للعالم برسالة فرح الثالوث القدوس وعمله، لا تعتقد أن الثالوث القدوس بعيد عن ظروفك، أو بعيد عن توبتك، أو بعيد عن طلباتك لا أطلب باسم الثالوث، وتعزي باسم الثالوث، واعمل كل شيء باسم الثالوث، عندما تأتي لتأكل أرشم الصليب الآب، الابن، الروح القدس، عندما تأتي لتذهب أرشم على نفسك علامة الصليب الآب والابن والروح القدس، عندما تصلي ارشم علي نفسك علامة الصليب الآب والابن والروح القدس، قم بإدخال الثالوث القدوس في حياتك ستجد بركة أضيفت إليك.
ربنا يعطينا كيف ندخل في عشرة مع الثالوث القدوس الآب والابن والروح القدس.
يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائما أبديا آمين.

عدد الزيارات 1750

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل