سبب الحياة الجمعة الأولى من شهر هاتور

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين . تحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل أوان وإلي دهر الدهور كلها آمين .
تقرأ علينا يا أحبائي الكنيسة في هذا الصباح المبارك فصل من بشارة معلمنا يوحنا الإصحاح العاشر وهو إنجيل الراعي الصالح.
يقول "أنا هو الراعي الصالح والراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف"، الإنسان لديه احتياج شديد لمن يرعاه، الإنسان لديه احتياج شديد للأمان .. للاطمئنان ..للحب، الإنسان لديه جوع للسند، ربنا يسوع يقدم لنا السند، الإنسان يحب أن يكون لديه شيء ما يستند عليه في حياته، الإنسان يحب أن يكون مطمئن، الإنسان لديه احتياج أن يكون لديه شيء يعيش لأجله، ويضمن له حياته، ويضمن له سلامة حياته، ويضمن له استمرار حياته، ويضمن له أمان حياته، دائما الإنسان لديه هذا الاحتياج الشديد، لديه احتياج شديد بأن يكون هناك سبب لحياته، لديه احتياج شديد أن يكون له مصدر أمان لحياته، فالإنسان يا أحبائي لأن لديه هذا الاحتياج يظل يبحث ما مصدر أمان حياتي؟ وما مصدر اطمئنان حياتي؟، ويظل يبحث، فشخص يأخذ من المال مصدر لسبب حياته وأمان حياته، ويكون هو السبب الذي يعيش لأجله، حياته كلها عبارة عن جمع مال، تعب في جمع المال، إيمان في المال، المال هو سبب الحياة، المال هو سبب الاطمئنان، المال هو سبب المستقبل، المال .. المال .. المال، تجد أنه داخل ذهنه المال في دائرة المنتصف، شخص آخر لديه سبب آخر يمكن أن يكون أسرته، فمثلاً زوج لزوجته، زوجة لزوجها، أب لأبنائه، أبناء لوالدهم، المهم سبب الحياة لديه هو أسرته، فتجد المركز في منتصف ذهنه يدور حول أسرته، يعيش لأولاده، يعيش لبيته، أكبر موضوع يشغله ويستمد وجوده من أسرته، ويستمد كيانه من أسرته، يستمد أمانه من أسرته، يستمد أماله من أسرته، فالإنسان محتاج، فهناك شخص يأخذ أسرته، شخص يأخذ المال، شخص آخر يأخذ المنصب أو السلطة أو الوظيفة، هذا هو السبب الذي يعيش لأجله، قم بترتيب أولويات الشخص تجد أن هناك أشخاص أهم الأمور في حياتها هي الوظيفة، وليس الشرط الأساسي أن تكون الوظيفة لها علاقة بالمال، لا بل الوظيفة للكيان، للذات، لتحقيق نفسه، لتحقيق نجاح، هناك شخص يقولوا له تظل في نفس المكان وستأخذ نفس الراتب لكنه يود أن يكون له مكان في الوظيفة، فتجد ذهنه كله مرتبط بالوظيفة، ويشعر بالغيرة جدا إذا أحتل شخص مكانه، ويغضب جدا إذا قاموا بالتقليل من سلطاته، ويشعر بالتعب جدا إذا كان هناك أمر ما في العمل لا يعرفه، يشعر بالتعب جداً، ويكون هذا الموضوع هو الذي يعيش لأجله، فكن حذر، إذ هي احتياجات رئيسية في الإنسان، وتخدع الإنسان لكي يعيش في دائرة من الوهم، ويعيش في دائرة من الاهتمامات الباطلة والزائلة، لأنه غالبا الإنسان عندما يضع أماله على هذه الأمور فهذه الأمور كلها متقلبة، فيحدث له لون من ألوان الإحباطات المتتالية لأن الذي يضع كل أماله في المال فالمال مذبذب، إذا جاء شخص الآن وقالوا له العملة انخفضت قيمتها، أو قالوا له أن الربح الذي كنت تأخذه من التجارة انخفض، أو أن هذه السنة أو هذا الشهر لم نبيع شيء، أو أن الربح الذي كنت تنتظره من البنك بدأ ينخفض لأنه يوجد كساد في البلد تجده حدث له إضطراب شديد، لماذا؟ لأنه وضع هذا الأمر كمركز لحياته، وضعه كمصدر للثقة والأمان، وضعه كمصدر قوة لحياته، والإنسان دائما في احتياج شديد لهذه المصادر يحتاج للقوة، يحتاج للثقة، يحتاج للأمان، يحتاج للسبب فتجد شخص أخذ المال، وتجد شخص أخذ الأبناء والأسرة والزوجة، وتجد شخص أخذ الوظيفة، وتجد شخص أخذ السلطة، هناك شخص آخر يمكن أن يكون آخذ الأصدقاء هم سبب حياته؟ أصدقائه أو أصدقائها، أهم شيء لديها، هذا هو الموضوع الذي يعيش لأجله، يعيش لكي يجاملهم ويعيش لكي يرضيهم، ويعيش لكي يتودد إليهم، ويعيش ليعرف أسرارهم، وإذا لم يعلموه أسرارهم يحزن، يحبط وإذا لم يشاركون في أمر هو كان يتوقع أنهم يشاركوه فيه أيضا يحزن ويحبط، ويعيش لهذا السبب فقط، وكل شخص يبحث عن سبب، تجد شخص يعيش للسياسة، كل اهتماماته السياسة، تجد شخص يعيش للرياضة كل اهتماماته الرياضة، تجد شخص يعيش للفن والتمثيل وكل اهتماماته الفن والتمثيل وأمور مثل هذه، في حين أن كل هذه الأمور يا أحبائي الإنسان إذا استمد كيانه منها سيجد نفسه في دائرة من الفراغ الشديد جداً.
على سبيل المثال إذا كان هناك شخص يعرف أن يلعب لعبة معينة وكل كيانه وشهرته قادمة من هذه اللعبة التي يلعبها فهل هو لا يعلم أنه بعد أربع أو خمس سنوات لن يستطيع أن يلعبها، هل هو لا يعلم أنه إذا تقدم في العمر ستنتهي هذه الحكاية، فما العمل في الفجوة التي تتركها هذه اللعبة في حياته عندما كان متخذ كل كيانه من هذه اللعبة، وبعد ذلك تنتهي!، فالذي يكون مشهور جدا في مجال ألا يعلم أنه سيأتي وقت يجد أشخاص أخرى ويأخذوا مكانه، لذلك هؤلاء الأشخاص يتعرضون لإحباطات شديدة جداً في حياتهم، إذن ما المقصود من هذا الكلام الذي نقوله؟ الكلام الذي نقوله يريد أن يوجه أنظارنا للمصدر الحقيقي الذي تأخذ منه الثقة والسلام والأمان والقوة، لا من المال، ولا من الأسرة، ولا من الوظيفة، ولا الموهبة، ولا من الصداقات، ولكن من الراعي الصالح الذي يبذل نفسه عن الخراف، اجعله هو مصدر أمانك، اجعله هو مصدر قوتك، اجعل كلماته هي مصدر سرور حياتك لأن كل الأمور متغيرة لكن كلامه لا يزول، "السماء والأرض تزولان لكن حرف واحد من كلامي لا يزول"، مواعيد الله صادقة غير كاذبة، اجعل أتكالك عليها، اجعل الوصية هي سبب حياتك، يقولون لك لماذا تفعل هذا؟، أنت لا ترضي أشخاص، ولا أصدقائك، ولا زوجتك لكنك ترضي الله، وعندما ترضى الله تجد بيتك جيد، وستجد تجارتك جيدة، وستجد علاقتك بأصدقائك جيدة، وستجد لديك توازن في حياتك، وتعيش حياتك بشكل سوي، لأن كثيرون يقولون أنك من الممكن أن تعيش الحياة وأنت مستمتع بالحياة دون تعارض مع نقاوة الحياة، لا يوجد تعارض بين الاستمتاع بالحياة وبين نقاوة الحياة لأنك أنت واضع الله هو مصدر أمانك وسلامك وقوتك، لكن أستطيع أن أقول لك أنك لا تستطيع أن تستمتع بالحياة طالما أنت واضع مراكز أخرى لكي تدور حولها.
"أنا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف"، فالخراف بمجرد أن تسمع صوت الراعي تفرح وتطمئن وتبتهج، الخراف مطمئنة لأنها لا تعرف ماذا ستأكل غداً لكنها مطمئنة لأن الراعي يفكر نيابة عنها، هو يفكر لي، سيرسلني إلى مكان جيد إن شاء الله، أين هذا المكان؟ لا أعلم، أنا لا أعرف، الخروف لا يعرف، حيوانات كثيرة يا أحبائي لديها قدر كبير من الذكاء الذي إذا أخذته إلى مكان فهو يعرف أن يذهب له مرة أخرى، لديه قدر من الذكاء والحاسة التي تجعله يعرف أن يبحث عن طعامه، يعرف يبحث وينقب، لكن الخراف لا تعرف، الخروف كائن مسالم جداً، تجده يذهب للذبح وهو يمشي خلف الرجل ويرى خراف أخرى تذبح أمامه وهو جالس يأكل وينتظر إلى أن يأتي عليه الدور، ما هذا؟ هو كائن مسالم جدا، لا يفكر.. لا يفكر، لذلك دائما الأشخاص الذين كان الرب يحب أن يعدهم لقيادة شعبه يجعلهم يعملوا رعاة غنم، لكي يأخذوا خبرة في كم أنتم مسئولين عن أمان وحياة وقوة واطمئنان هذا القطيع، لذلك الكاهن يسمي بالراعي، يقول لك أبونا .... راعي كنيسة .... راعي، راعي بمعني أنه يهتم بهم، بغذائهم الروحي، بقوتهم، بأمنهم، بأمانهم، لا تجعل اطمئنانك في أحد غير الله، ولا تستند علي أحد غير الله، لأن الاتكال على هذه الأمور الأخرى إذا جلست تفكر فيها ستجد كلها أمور واهية، التي تجعل كل حياتها في زوجها أو الزوج الذي يجعل كل حياته في زوجته فمن الممكن أن زوجها صحته تتغير أو من الممكن أن ينتقل من هذه الحياة، فإذا كانت واضعة كل اتكالها عليه لا تستطيع أن تعيش بعد ذلك، فهل مطلوب أننا لا نحب بعضنا البعض؟! لا بل نحب بعض لكن نحب بعض في المسيح يسوع، هل لا أحب أولادي وأكون قاسي عليهم؟ لا حب أولادك لكن حب أولادك في المسيح يسوع ولا تجعل أولادك هم مصدر الاطمئنان في حياتك، لا فالمسيح هو مصدر الاطمئنان في حياتك، وأن ترعى أولادك بالمسيح وفي المسيح، أصبحنا كلنا مربوطين بسر قوتنا وسر وجودنا في هذه الحياة هو المسيح يسوع، أبحث عن سبب لحياتك غير المسيح ستجد أنه لا يوجد سبب يستحق الحياة غير المسيح، لذلك معلمنا بولس عندما أراد أن يلخص الحياة كلها لخصها في كلمة واحدة فقط قال "لي الحياة هي المسيح" فقط ليس أكثر، نقول له قل لنا ثانية عن الحياة نريد أن نسمع، أقول لك أي شيء في الحياة جيد لكن ضعه في المسيح، تدرس جميل لكن في المسيح، تعمل جيد جدًا، تتنزه جيد، ليس سيء، تأكل، تشرب تعيش مع أولادك، مع زوجتك، تعيش مع أصدقائك، تعيش مع أهلك، مع أقاربك، كل ذلك رائع جداً في المسيح يسوع، أنا هو الراعي الصالح والراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف، اجعل الله الراعي لك، اتخذه حبيب لك، اتخذه أب لك، اطمئن لوجوده، لا تجعل ذاتك هي سبب حياتك، لا تجعل مصدر اطمئنانك ذهنك، أفكارك، قوتك، إمكانياتك، منصبك، عملك لأن كل هذا لا يكفي أبدا أن يطمئنك، لأن الإنسان كائن خالد، الإنسان كائن جائع، الإنسان كائن أبدي، فاحتياجاته عميقة جدا فوق ما تتخيل، كائن جائع، لا يوجد شخص يتناول الفطار صباحا ويقول كفى أنا لن أتناول وجبة الغذاء ولا العشاء، لا فالفطار الذي أكلته صباحا حتى إذا كان كثير ستجد نفسك وقت الظهر أو وقت العصر بالكثير تقول أنا جائع، ولا يوجد شخص تناول الغذاء وقال لن أتناول وجبة العشاء، فالإنسان كائن جائع، طول الوقت احتياجاته لا تنتهي وأي شيء يأخذه لاحتياجاته هي مجرد مسكنات، مسكنات. لذلك يا أحبائي الله يعطينا سر الحياة، الذي يجعل أهداف أمامه ويعتقد إذا نالها سينال الشبع فهو مسكين لأنه سوف يحبط، الذي يفكر أن كل مشاكل الحياة ستحل بالزواج، والذي تفكيره أن كل مشاكل الحياة وكل الاحتياجات التي داخله تشبع بالإنجاب، والذي تفكيره أن كل الاحتياجات التي داخله تشبع إذا هاجر، هو في الحقيقة يجري خلف سراب لأنه سيجد نفسه لازال جائع، ولازال في احتياج، من الذي يشبع كل احتياجاتنا؟، من الذي يعرف ما المرعى الذي يناسبني؟، وما المياه الحلوة النظيفة؟، وما المكان الذي لا توجد فيه ذئاب؟، ولو هناك ذئاب فهو معه العصا، وإذا كنا نخاف من الليل أنا سوف أظل أحرسكم في الليل، من الذي أطمئن له، قال لك أنا هو الراعي الصالح، أجعل اطمئنانك عليه، عدو الخير يا أحبائي داخل معنا في مباراة يظل ينوع الحروب لكن يركز بالأكثر على احتياجات الإنسان الرئيسية، يركز على الخوف عند الإنسان، على المستقبل عند الإنسان، يركز على الغد، على احتياجات الإنسان، الأمور الذي يكون للإنسان ميول لها، يركز على غرائز الإنسان، ويظل ينوع، هي كلها أسباب يحارب بها الإنسان منذ القدم، منذ أبونا آدم، لكنه يغير في الوسائل، ظهر الآن تليفزيون، ظهر الإنترنت، ظهر تليفونات لها خواص متقدمة .... ، ..... يغير من الوسائل، أما النقاط الرئيسية الذي يحاول بها يسرق الإنسان هي واحدة، وهي نفس الأسباب التي كنت أقول لك عنها، هناك إنسان يعيش لغرائزه ويرى أن هذا هو السبب لحياته، وهذا السبب بالنسبة له مقنع، فهو يعيش للغريزة، فهناك من يعيش للمال والذي يعيش للغريزة والذي يعيش للعائلة والذي يعيش للوظيفة والذي يعيش للسلطة والذي يعيش للصداقة والذي يعيش لموهبة، فكل شخص يرى سبب لحياته، وأصعب شيء يا أحبائي أن الإنسان يعيش وهو لا يعلم لماذا يعيش، ولم يجد سبب لحياته، وأكثر الأمور التي تتعبه أنه يكون تارك الخالق الرازق، المشبع، المحسن، الصالح ويبحث عن هذه الأشياء في مصادر أخرى، كيف يا أحبائي أن يكون إنسان لديه مخازن ومنازله ممتلئة وهو يستعطي لقمة، والمفتاح معه، والمخزن ممتلئ.
لذلك يا أحبائي يقول "سواقي الله ملآنة ماءا"، الله عطاياه يا أحبائي لا تفرغ، الله يريد أن يعطينا ويحب أن يعطينا، بل ويتودد إلينا أن يعطينا، لا تجعلوا اتكالكم على أحد، ليس علي مال ولا منصب، ولا تجعل اتكالك أبدا على شيء زائل، أحد الآباء القديسين كان يقول "أعطنا يا الله ألا نركن إلى الظل كأنه حق"، تخيل أنت إذا وقف شخص ووجد ظل شجرة فتوهم بها وأحب أن يسند عليها، عندما يأتي ليستند على الظل ماذا يحدث له؟ يسقط.
الحياة كلها يا أحبائي وأمور هذه الحياة كلها أمور زائلة، الذي يستند عليها سيسقط، لأنه ارتكن على ظل ليس حق، ما هو الحق؟ قال لك أنا هو الحق، ارتكن عليه، ضع أمالك فيه، تحدث معه كثيراً، حدث لكي تتبرر، تكلم معه كثير، تحبه من كل قلبك، اطمئن لوجوده، لا تبحث عن سبب آخر لوجودك غير الذي أوجدك، معلمنا بولس يقول "منه وله وبه كل الأشياء" فماذا بعد ذلك؟! ماذا بعد منه وله وبه كل الأشياء، هل هناك بعد ذلك، هل يوجد بعد منه وله وبه كل الأشياء، هذا يا أحبائي النصيب الذي نحن أخذناه، وهذا الرجاء الذي أخذناه، وهذا الذي فرحنا به، والذي نعيش من أجله.
لذلك يا أحبائي انجيل اليوم يطمئنكم، في الكنيسة كثيراً ما تسمع كلمة "أنا هو الراعي الصالح"، ولازال في ذهنك أنك ترعى نفسك، أو لازال في ذهنك أن أحد يرعاك أو أحد يهتم بك، لا فالراعي الحقيقي هو الله.
لذلك يا أحبائي آبائنا القديسين كان يقبل حتى الاستشهاد، نقول له ولكن أبنائك، يقول لا، لا، فهذا احتياج بشري صعب جداً، أولادك فلا تضعف!، فهي نقطة صعبة جدًا، يقول لك لا، لا، لا، الله أهم، فمن الذي أعطاهم لي؟ هو الله.
الكنيسة أمس كانت تعيد بقديس شاب صغير اسمه تيموثاوس كان متزوج حديثاً من قديسة اسمها مورا، ليس له عدة أشهر متزوج، لكنه كان يخزن كتب البيعة لديه في المنزل لأنهم كانوا يخافون عليها لئلا يسرقوها أو يأخذوها منهم فيمنعوهم من الصلاة، لأنها كتب القراءة، فماذا نقرأ في القداس؟ فكانوا يأخذون معهم العدة في المنازل، فهناك من يأخذ الكاس والصينية، وآخر يأخذ كتب القراءة، وآخر يأخذ الإچابي لكي إذا هجموا علي شخص يكون هناك تعويض، نعرف نأتي بأخر، فعلموا أن هذا الشاب لديه كتب القراءة فذهبوا لاضطهاده، وأتوا به أمام الوالي، فقال له أحضر الكتب، أجابه القديس لن أحضر الكتب، إذن انكر الإيمان، يقول لا لن أنكر الإيمان، فظلوا يضربوه، وقاموا بتعذيبه، وأدخلوا في أذنه سيخان حديد حتي فقد السمع والبصر، ولن يعطيهم الكتب، فأحضروا له عروسته، فقالوا من الممكن أن نستخدم الفتاة، فالفتاة استطاعوا أن يقنعوها في دقائق، عندما آروها العذابات قالت لهم لا كفى، فقالوا لها أدخلي عليه و اقنعيه، فدخلت ولكن هو أقنعها قائلاً لها أنترك المسيح؟!، قالت له لكن نحن في بداية فترة زواجنا، فقال لها نحن تزوجنا لكي نعيش في المسيح، فخرجت، هما الأثنين قاموا بصلبهم على صليب، ظلوا ثلاث أيام مصلوبين، فكانوا كلما يحاولون أن يغفلوا أو النعاس يغلبهم يقول لها إياك أن تنامي، لئلا يأتي المسيح ويجدنا نيام، وهو علي الصليب معلق، ما هذا الجبروت؟ لأنه يفهم لماذا يعيش، فهو لا يعيش من أجل عروسته، وليس من أجل الزواج، وليس من أجل المستقبل، وليس منصبه وليس مرتبه وليس الإغراءات التي يعرضوها عليه، هو يعلم لماذا يعيش
نحن يا أحبائي إذا عرفنا لماذا نعيش ؟ كل الأمور تحل بسهولة، لكن إذا جعلنا اتكالنا على المال سوف نذل، وإذا جعلنا اتكالنا على السلطة نذل ، في سفر مراثي آرميا يقول لك "ليذل الرب جميع المرتبطين بالأرض"، المربوط بالأرض يذل.
أنا هو الراعي الصالح اجعل اتكالك عليه ولا تجعل أمانك ولا سلامك ولا قوتك ولا مسرتك من غيره، لأن منه وله وبه كل الأشياء.
ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائما أبديا آمين.