من اراد ان يكون اولاً الجمعة الرابعة من شهر كيهك

Large image

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين ، تحل علينا نعمته وبركته ورحمته الآن وكل أوان وإلي دهر الدهور كلها آمين .

تقرأ علينا الكنيسة يا أحبائي فصل من بشارة معلمنا مار مرقس الإصحاح التاسع، وهو عندما ربنا يسوع وجدهم يقولوا من هو الأعظم فيهم؟، فجلس ودعا الاثنا عشر وقال لهم "من أراد أن يكون أولا فيكون آخر الكل وخادما للجميع وأخذ صبيا وأقامه في وسطهم ثم أمسكه بيده وقال لهم من قبل واحد من أولاد مثل هذا باسمي يقبلني ومن يقبلني فليس يقبلني أنا بل قبل الذي أرسلني".
هنا يا أحبائي نرى وضع البشر الطبيعي، إنه من فينا الأعظم؟، أمر يشغل الناس كثيراً من الأعظم، والناس تظل تتسابق في من الأعظم، ويفكر ويجتهد ويحاول لكي يري في النهاية من الأعظم، في حين يا أحبائي أن ربنا يسوع هنا يقول لهم "أن من أراد أن يكون أولا فليكن آخر الكل"، شعور يمكن أن يجلب للإنسان أنه مكسور، شعور يمكن أن يجلب للإنسان أنه مظلوم، أنه آخر الكل، لن يجلب للإنسان الرضا الذي يتمناه، فهو لا يحب أن يكون آخر الكل، بل هو يحب أن يكون أول الكل، متى الإنسان يا أحبائي يحب أن يكون أول الكل؟، ومتى الإنسان يحب أن يكون آخر الكل؟.
في الحقيقة هذا أمر نابع من أعماق الإنسان من داخله، من أراد منكم أن يكون أولا فليكن آخر الكل، التلاميذ كانوا يضعون معايير لمن هو الأعظم، هل الأكبر في السن؟، هل الأكثر في الثقافة؟، هل الأقدم في الدعوة؟، الذين دعاهم يسوع في البداية، فمن إذن؟! نضع مقاييس، فهذه المقاييس لدى الناس، من الممكن أيضا يكون من فينا الأغنى؟، من فينا الأعظم؟، أريدك تتأمل في التلاميذ وتجلس تضع معايير لمن الأعظم وترى في النهاية ماذا يحدث؟، يمكن في أحد البشائر يقول لك "وكانت بينهما مشاجرة"، بمعنى ليس فقط فيما بينهم من يكون الأعظم، لا هذا نزاع وكأنه يقول "لست أنت بل أنا، أنا وبدليل .... ، ولست أنا لا أنت لا بل أنا" إنها مشاجرة فهذا طبع البشر، وهذا الوضع الذي نعيش فيه أن هناك مشاجرة نعيشها باستمرار، نعيش في صراع دائم مع من الأعظم، ويعيش الإنسان ومن الممكن أن يكون هذا سبب حياته كلها، لماذا يعيش؟ لكي أكون أعظم، لكن يأتي ربنا يسوع يعكس لنا القصة تماماً، يقول لك لا، لا تفكر هكذا، يقول لك لا فأنت إذا كنت تريد أن تكون أعظم كن آخر الكل، قلت له : هل هناك أسهل من أني أكون آخر الكل، إذن دعني هكذا سلبي وخائف، وأرجع خلف الجميع وكفى، يقول لك لا الموضوع ليس هكذا، الموضوع أنك أنت من قلبك ومن شعورك الداخلي أنك تقدم أخواتك على نفسك، وأنك لا تحسب نفسك أبدا أكثر كرامة من أي إنسان أي كان حتى المحتقرين منهم، لكن كيف يأتي هذا الشعور؟ يقول لك لا هذا شعور يريد نعمة كبيرة، وليس سهل، في الحقيقة ليس سهل يا أحبائي لأنه يريد شخص يعيش فكر المسيح فعلاً، فما هو المسيح؟ المسيح هو الإله الخالق القوي المدبر الملك الجبار المتسلط، ولكننا وجدناه آخر الكل، بكل بساطة، لأننا وجدناه آتى في مزود، وجدناه يعيش فقير، وجدناه آتى من قرية حقيرة، وجدناه آخر الكل فعلا، فإذا كنا قد وجدناه آخر الكل، فيريد أن يقول لك لماذا أنت مندهش؟، فأنت عندما تكون آخر الكل أنت بذلك تكون مثلي، فهل تستحق أن تكون مثلي؟! إذن هيا تعال وكن مثلي، كن مثلي فماذا تفعل؟ تكون آخر الكل مثلي، أنا لست أقول لك كن أنت آخر الكل وتراني أنا أظل أدخل في صراع مع الجميع لكي أكون أنا الأعظم، لا أقول لك فهو عندما جاء ليعتمد من يوحنا المعمدان متي أعتمد؟ آخر الكل، ذهب آخر الكل ليعتمد، عندما ولد فهو ولد ولادة آخر الكل، عندما عاش فهو عاش آخر الكل، عندما آتى ليعلم جاء يعلم بكل تواضع و انسحاق سيرة وقلب منكسر ومتواضع، لماذا؟ لأنه يريد أن يعلم، ويثبت في أولاده مفاهيم، ومفهوم العظمة يا أحبائي عند الإنسان هو مفهوم محير، الإنسان يعيش لكي يكون عظيم، ويظل يجاهد و يتعب ويشقى لكي يكون عظيم، ومسكين كلما يحاول أن يكون عظيم يشعر أنه ليس بعد عظيم ويعيش في هذا الصراع عمره كله، ويلتمس عظمته من الآخرين، ويلتمس عظمته من الإمكانيات، ويلتمس عظمته من الملابس، يلتمس عظمته من المنصب الذي يشغله، ويجد نفسه لم يأخذ العظمة التي يرغب بها، لماذا؟ لأنه في حقيقة الأمر يا أحبائي هذه الأمور كلها ليست هي التي تعطي له العظمة التي يريدها، بالعكس فكلما يزداد فقرا، وكلما يزداد جوعا، وكلما يزداد عطشا، لأن الإنسان هذا عميق جداً بعمق الله، بمعنى أن تلقي فيه ولا يظهر، تظل تقول له كلام مديح يقول لك قل أيضا، وتنتهي وينظر إلى عيون الباقيين يقول لهم لا يوجد شخص منكم يريد أن يقول لي شيء أخر، لماذا؟ لأنه لا يشعر بالشبع، هل تعتقد أنه إذا قال شخص له كلمتين مديح فبذلك سيعود في نشوة أبدا، فتجده أيضا يقول لماذا لم يقل لي كلام مديح أكثر، وعندما تكلم قال كلام أقل من الذي قاله آخر، فالإنسان جائع، متى يشعر بالشبع؟ أقول لك إذا آخذ اللانهاية، إذا آخذ النعمة الكبيرة جداً التي تملأ أعماقه، لأن الإنسان هذا عميق جدا جدا، لا يوجد شئ يملأه، ويشبعه، ويجعله يفيض إلا إذا امتلأ بالله، لذلك يقول لهم هنا الذي يريد أن يكون منكم أولا فليكن آخر الكل، إذن ماذا يفعل؟ يتمثل بي، يعيش سيرتي، يعيش حياتي، يأخذ منهجي يأخذ أسلوبي، يأخذ فكري، يعيش أعماقي أنا الداخلية، وعندما يأخذ فكري وأسلوبي سيكون راض جداً أن يكون آخر الكل، ولا يظل يعيش في صراع، ولا يظل متضايق.
لذلك يا أحبائي رأينا أباء قديسين يكون إنسان مشهور جداً، ومحبوب جداً، وشهرته شائعة جداً لكن تجده يريد أن يختفي عن كل الأعين، نجده يريد أن يعيش في مغارة في جبل من فوق حيث لا يستطيع أي شخص أن يصل له، رأينا الأنبا انطونيوس يهرب، رأينا الأنبا بولا يهرب، رأينا قديسين في مجد نجده كلما امتلأ بالنعمة كلما يحب أكثر الخفاء ويبعد، ما هذا؟ هذا دليل أنه مكتفي، ودليل أنه لديه شبع، ودليل أنه غير ملتمس إرضاء الناس، ولم ينتظر كلمة من شخص، من أراد منكم أن يكون أولا فليكن آخر الكل، متي يرتضي الشخص أن يكون آخر الكل؟ إذا أخذ المسيح، متي أكون آخر الكل ولا يكن هذا صغر نفس؟، متي أكون أنا آخر الكل وأكون إنسان من داخلي غير محطم نفسيا، أكون آخر الكل فمن المؤكد أن آخر الكل يكون متعب نفسيا، تخيل إذا قالوا لشخص أن نتيجتك الأخير على الكلية، فهي كلمة صعبة جداً، ما هذا؟، في حين أننا ونحن نصلي في الأچبية نقول الخطاة الذين أولهم أنا، بمعنى الألفا على الخطاة بمعنى الأول، لكن بالعكس فالخطاة الذين أولهم أنا كيف تأتي؟، حينئذ الشعور يا أحبائي بأني في المسيح هو الذي يجلب لي الرضا بأن أكون شاعر أنني أقل من الكل، كيف أكون أقل الكل؟ أقول لك لأني أنا أعرف خطاياي، أنا أعرف ضعفاتي، فكل الناس الموجودة أفضل مني، تسأله أهذه حقيقة؟ يقول لك فهذا شعور أكيد داخلي، شعور أكيد بدون أي رياء، ولا غش داخل قلبي بكل صدق أمام الله أن كل الناس الموجود أفضل مني، أقول لك هذا هو الذي يشعر بإحساس أنه يكون آخر الكل، ولكن هذا الشعور يكفي أنه يدمر الإنسان، أقول لك نعم يدمر لكن خارج المسيح، إذا كان داخل المسيح فهذا الشعور هو الذي يجعله يكون أكثر شخص مقبول في أعين المسيح، من؟ الذي يشعر أنه آخر الكل، من أكثر شخص مقبول من المسيح؟ هو الذي يشعر أنه خاطئ وغير مستحق، من أكثر شخص مقبول من المسيح؟ الرجل العشار الذي يقف بعيداً، لم يشأ أن يرفع رأسه، واضعاً وجهه في الأرض، ويقول اللهم ارحمني أنا الخاطئ، والآخر الذي يظل يقول اللهم إني أشكرك أني لست مثل باقي الناس، خاطفين، طامعين، الزناة لا لا لا، اترك كل هؤلاء الناس، قال له ما هذا فأنا لا أفعل شيء، فهناك أشخاص طامعين، يقول له تصور إذا الخطافين الطامعين الزناة، هؤلاء إذا أتوا ووقفوا من بعيد بقلب منكسر فهم مقبولين عنك أنت، حتى إذا كنت ترى نفسك أنت ليس من الخطافين ولا الطامعين، من أراد فيكم أن يكون أولا فليكن آخر الكل، أجمل اختبار نعيشه في حياتنا يا أحبائي أننا نعيش في تواضع قلب أجمل اختبار نعيشه يا أحبائي أني خاطئ لكن مقبول من الله، لا تعيش خاطئ فقط لأن إذا كنت خاطئ وأنت غير مقبول فهذا شيء يتعب النفس، لا أنا خاطئ لكن مقبول من الله، أنا خاطئ لكن ابن، أنا خاطئ لكن محبوب، أنا خاطئ لكن مقبول، لذلك يقول لهم من أراد أن يكون أولا فليكن آخر الكل.
تماڤ إيريني رئيسة دير أبو سيفين كان لها مشهد عجيب جدا عندما يتناولون جميع الراهبات إلى أصغر راهبة وبعدها كل التلاميذ يتناولون إلى أصغر تلميذة اللواتي لم يصبحن راهبات بعد، وبعدها إذا كان هناك ثلاثة أو أربعة فتيات لم يلبسوا، أي مازالت بملابس العالم، وبعدها تجد تماڤ تدخل لتتناول آخر الكل، فهو منظر يعلمك درس، لأنه في الحقيقة يا أحبائي الشخص عندما يكون متشبع بالمسيح لا يبحث عن رقم لدوره، لا يكون بينه وبين من حوله مشاجرة من منهم يكون الأكبر؟ بل بالعكس فهو باستمرار يقدم من حوله وهذا ما قاله لك "مقدمين بعضكم بعضا في الكرامة"، هذا المنهج الذي علمه لنا ربنا يسوع المسيح أن كل أحد يقول مثلما قال يوحنا المعمدان "ينبغي أن ذاك يزيد وأني أنا أنقص".
هذا المنهج يا أحبائي الذي يأتي من الإنسان المتشبع من داخله، تريد أن تقتني هذا المبدأ فكر كثيراً كم هي خطاياك وجرب ماذا يعني أنك تقول ارحمني، وماذا يعني أنك تصلي بتوجع قلب، وماذا يعني أنك تقرع على صدرك، وماذا يعني أنك تقول ارحمني أنا الخاطئ، هذا الذي يجعلك تشعر أنك أنت آخر الكل، دائما يجعلك تعيش في أمان، يقال هكذا كلما كان الإنسان مرتفع بقلبه كلما عاش في خطر، لأن الذي يسقط من الدور الأول غير الذي يسقط من الدور التاسع غير الذي يسقط من العشرين فكلما كان قلبك مرتفع كلما عشت في خطر، لكن الذي على الأرض فإنه عندما يتعثر في شيء فإن عثرته تكون بسيطة لأنه يسقط ويقوم سريعاً، المتواضع القلب يا أحبائي الذي قال عنه معلمنا داود في مزمور التوبة الرائع "أن القلب المنكسر المتواضع لا يرذله الله" فقط هو أعطي لنا المفتاح، فكيف أقف أمام الله بقلب منكسر متواضع فأنا قلبي مرتفع، أنا أشعر أني أفضل الكل وأبر الكل وكثيراً من الناس غيري لا تستحق، لكن أنا أستحق كثيراً، لا لا فهذا يبعد عنك النعمة جداً، أحد التلاميذ ذهب وسأل معلمه وقال له يا أبي قل لي كلمة لأحيا قال له ضع نفسك تحت الخليقة كلها وأنت تحيا، هذا تعليم ربنا يسوع قال لهم "من أراد أن يكون أولا فليكن آخر الكل"، لا تحسب نفسك عظيم، لا تتعامل مع فقير على أنك أحسن منه، لا تتعامل حتى مع خاطئ وأنت تعلم أنه خاطئ وتعرف عنه ذلات كثيرة وتتعامل أنك أنت أفضل منه، كما قال أحد القديسين "ربما يخطئ هو اليوم ويتوب وربما أخطئ أنا غداً ولا أتوب"، فيكون من الأفضل؟ يكون هو الأفضل، لا تحكم على أحد، كل شخص وله ظروفه، ذات مرة قال راهب لأبيه في الاعتراف أنا أدين بعض الإخوة في الدير، قال له لماذا؟ فأجابه لأن لهم تصرفات غريبة، فسأله كيف؟ قال له بعض اللمسات الإجتماعية في الذوق، يبدو أنه كان شاب له تربية يمكن أن تكون راقية قليلاً، قال له أنا سأقول لك على قصة، ما رأيك عندما تكون هناك سيدة تنجب أطفال توأم، وتكون هذه السيدة فقيرة، وبعد ذلك كانت تركب قارب فكان هناك إنسان تقي جداً جداً لا يوجد لديه أبناء، ويشتهي أن يعطيه الرب طفل هو وزوجته ليصبح قديس للمسيح، فقالوا لهذه السيدة تعطينا هذه البنت ونعطيكي مقابل مادي، فهم وجدوا أنها فقيرة وكان هذا الأمر منتشر فأعطتهم هذه البنت لكي تتربى لديهم، وهناك آخرون كانوا يعملون في الشر والجسد والزنى، فقالوا لهما أعطونا هذه البنت فأعطوهم البنت الأخرى، قال له هاتان إثنين بنات أخوات، وهذه تربت هنا والأخرى تربت هناك، هل الله يحكم عليهم بنفس الطريقة؟، هل هذه مثل الأخرى؟ فهذه تربت في بيت تقي والأخرى تربت في مكان الشر، هل عندما تكون هذه شريرة وهذه تكون بارة أصبحت بحكم مطلق بحسب ظاهر الناس أن هذه أفضل بكثير من الأخرى، هناك حكم آخر عند الله ليس كذلك.
لذلك يا أحبائي عندما ترى ضعفات الآخرين لا تحكم، لا تدين، لا تدخل في هذه المساحة بل بالعكس تماماً ربما تقول أنا آخر الكل، فمن الممكن أن أكون أنا أسوأ من هذا الشخص، لكن ربما يكون له هو عثرات ظاهرة ولكن أنا لي عثرات خفية، لا تدين لأن هذا سيجلب لك ارتفاع قلب، ذات مرة شخص كان يدين الآخرين كثيراً جداً، ورأى شخص يفعل خطية فيقول ما هذه الخطية؟!، فيقول لك الله بحنيته، جعله يرى رؤية حلوة بسيطة جداً، آتى له بملاك ممسك بيد الشخص الذي كان يدينه في الأمس، وقال له الملاك أن هذا الشخص قد مات، نود أن نستأذن حضرتك نرسله الفردوس أم الجحيم، أليس أنت الذي تحكم على الناس!، الملاك يسألك تحب أن نرسله الفردوس أم الجحيم، شعر الرجل بالخجل والكسوف، نحن لسنا بديانين لأحد.
أحبائي ربما يكون إنسان أنت ترى أنه به ضعفات لكن من الممكن أن تكون هذه الضعفات دوافعها مختلفة، وفي نفس الوقت ربما يكون هو الآن في مرحلة من الضعف وأنت في مرحلة أفضل منه، لكن غداً يمكن أن ينقلب الوضع، ذات مرة إثنين أخوات، ولد قريب جداً من الله، والآخر بعيد جداً عن الله، وطوال الوقت الولد القريب من الله يقول لي صلي يا أبونا لأخي، صلي لأخي لكي يأتي به الله، صدقوني أنه بعد ثلاثة أو أربع سنوات أصبح الوضع بالعكس تماماً، الذي كان بعيد أصبح قريب والذي كان قريب أصبح بعيد، ونفس الطلبة التي كان الأخ الأول يقولها على الثاني، الآن الأخ الثاني يقولها على الأخ الأول، صلي يا أبونا لأخي، صلي لأخي، نحن لا نحكم يا أحبائي، ليس دورنا، هناك إله، فنحن ماذا نفعل؟ نحن نشفق، نتعلم، أقف وأنا أعلم بضعفاتي التي لا يعرفها أحد، الكاهن له صلوه من ضمن الصلوات السرية لئلا يشعر بما أنه كاهن فأصبح أفضل الناس - هذه كارثة - فيصلي أمام الله ويقول له أنت تعرف الأشياء الأخرى التي لي، فلا تمقتني ولا ترذلني، أنت تعرف الأشياء الأخرى التي لي، لابد أن يكون كل شخص فينا يا أحبائي ساهر على خلاص نفسه، مدقق في أفكاره، في تصوراته، في مشاعره من الداخل، من أراد أن يكون أولا فليكن آخر الكل، عندما تقرأ مذكرات أبونا بيشوي كامل الشخصية، أبونا بيشوي القامة العالية الكبيرة كان يكتب ويقول أكبر خطية في حياتي هي الذات، وأكثر من تتعبني هي ذاتي، وأحياناً أعمل الفضيلة من أجل ذاتي، وماذا تنفع الفضيلة من أجل ذاتي إلا لم تكن من أجل المسيح، أقرأوا هذا الكلام في مذكراته بخط يده، إنه يحاسب نفسه، ماذا تنفع الفضيلة إذا كانت من أجل ذاتي وليس من أجل المسيح، بماذا ينفع العطاء إذا كان من أجل الذات، أم إذا كنت أصلي من أجل ذاتي، قال لك لابد أن تكون من أجل المسيح.
نحن يا أحبائي نحتاج جداً أن نقف أمام ضوء نعمة ربنا فتنكشف الخطية، وعندما تنكشف الخطية نقول له ارحمني، فكلما تقترب إلى النور كلما تظهر الضعفات، اقترب للنور تظهر الضعفات، وعندما تظهر الضعفات تصرخ وتقول ارحمني كلما تقترب من النور يظهر فيك أشياء كثيرة الله يتأنى عليك فيها، اقترب إلى النور، كلما تقترب من عظمة جلال الله كلما تعرف كم أنت قليل، الشخص عندما يجلس مع شخص أصغر منه يشعر أنه كبير، لكن عندما يجلس مع شخص من نفس سنه يشعر أنه من سنه، أما عندما يجلس مع شخص أكبر منه يشعر أنه صغير، يجلس مع شخص كبير جداً جداً، تخيل أنت عندما يجلس شخص مع أبونا البطريرك مثلاً، أو البابا شنودة عندما كان على قيد الحياة، تخيل أنت عندما يجلس كاهن بجانب البابا شنودة يشعر أنه صغير جداً، فنحن كذلك إذا جلسنا مع الله نشعر أننا صغيرين جداً كلما تواجدت في حضرة الله كثيراً كلما شعرت كم أنت ضئيل، لكن في نفس الوقت ليست الضآلة التي تحطمك، الضآلة التي تعطيك معنى أن الله هو الذي يستر عليك، الله هو الذي يعطيك كرامة في حياتك، وماذا يعني أنك غالي ومقبول ومحبوب في عين الله؟، من أراد أن يكون أولا فليكن آخر الكل.
اجعل في قلبك تواضع، قوم ذاتك باستمرار، وأجعل الله أمامك، يسوع المسيح المصلوب، يسوع المسيح الذي ترك عرش سمائه، الذي جاء وعاش في أبسط وأحقر البيئات، الذي تواضع ليرفعنا، وجاع ليشبعنا، وعطش ليروينا.
ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائما أبديا آمين.

عدد الزيارات 1624

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل