وبعد ذلك تطلع الى الابدية

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين . تحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل أوان وإلي دهر الدهور كلها آمين .
إنجيل هذا الصباح المبارك يا أحبائي فصل من بشارة معلمنا لوقا إصحاح 11 وفيه يتحدث ربنا يسوع عن "لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد وبعد ذلك ليس لهم أن يفعلوا شيئا أكثر بل أعلمكم ممن تخافوا خافوا من الذي بعدما يقتل له سلطان أن يلقي في جهنم".
في الحقيقة يا أحبائي ربنا يسوع يريد أن يرفع نظرنا إلي فوق لما بعد ذلك الذي بعد ذلك، ماذا يعني بعد ذلك؟ نحن كثير يا أحبائي ما نعيش نفكر في الآن، مهتمين جدا بالآن، مهمومين جدا بالآن، محصورين جدا في الآن، الزمن قادر أن يبتلع الإنسان بتفكيره، بمشاعره، بعواطفه كل ما يملك، لكن وبعد ذلك! في الحقيقة لا نفكر كثيراً، لا نفكر في كلمة بعد ذلك، هو قال لك إذا كان هناك أحد يضطهدك الآن أو إذا كان هناك الآن أحد يقتل جسدك لا تخف، تقولون هذا كلام غريب!، هل هناك شيء بعد الموت؟! إن أقصى أقصى ألم جسدي ونفسي للإنسان هو الموت، قال لك لا تخف من الذي يقتلك، فمن ماذا إذن أخاف؟ إذا كنت لا أخاف ممن يقتلني، لا بل تخف من الذي بعد ذلك، ما هو الذي بعد ذلك؟ قال لك الذي بعد أن تموت له سلطان أن يلقي في جهنم.
إذن فهو يريد أن يمر بك مرحلة الجسد، ويريد أن يمر بك مرحلة الزمن، ويدخلك فيما بعد الجسد والزمن الذي هو الحياة الأبدية، وهذا يا أحبائي الذي لابد أن يشغل تفكيرنا وقلبنا ومشاعرنا كثيرا، الحياة الأبدية، الذي بعد ذلك، دائما يا أحبائي في كل أمور حياتنا اسأل نفسك هذا السؤال ماذا بعد؟، عملت كثيراً وأدخلت مكسب وأصبح معك نقود وكان حلمك أن يكون معك مثل هذه النقود، أسال نفسك بعدها ماذا بعد؟، لديك أطفال كبروا قل وماذا بعد؟، تزوجوا قل وماذا بعد؟، أنجبوا أطفال قل وماذا بعد؟، وماذا بعد؟، وماذا بعد؟، ما الذي بعد ذلك يا أحبائي؟، ما الذي بعد ذلك؟، فلابد أن نكون على علم ماذا بعد ذلك؟، لذلك أكثر نعمة حركت القديسين في حياة القداسة هي اشتياقهم للسماء، نظروا لما بعد ذلك، لكن هناك آلام على الأرض اعتبروا هذه الآلام جزء من الرحلة للسماء، اعتبروا أن هذه الآلام يا أحبائي مقدمة السماء، فلم ينشغلوا بها كثير، وصلت بهم لدرجة أن الذي يسبب لهم آلام نفسية أو جسدية لا ينشغلوا بهم جداً لأنهم يعرفوا أن كل هذا معناه خطوة للسماء، خطوة للمجد، فيصبح ذلك لا يشغله كثيراً.
دائما يا أحبائي نفكر في نهاية الرحلة، لا يمكن لشخص أن يذهب إلي العمل وهو لا يعرف أين يذهب، لا يمكن لشخص أن يذاكر وهو لا يعلم في أي مرحلة دراسية هو؟! أو عندما يمتحن إلى ماذا يصل؟، لا يمكن لشخص أن يكون يعمل وهو لا يعلم أنه في النهاية سوف يأخذ مقابل، فدائما يا أحبائي أي عمل نعمله يكون في ذهننا نهايته، عندما يعلنوا عن رحلة أهم معلومة تشغلك أين تذهب هذه الرحلة؟، هناك شخص يقول لك رحلة إلى الصعيد، وآخر يقول لك رحلة إلى أوروبا، وآخر يقول لك رحلة إلى أديرة وادي النطرون، أنت تحدد بناء على المكان الذي تريد الذهاب إليه، نحن أيضا يا أحبائي لابد أن نحدد حياتنا بناء على المكان الذي نريد أن نذهب إليه، ومن خلال معرفتنا هذا المكان نستطيع أن نحدد ماذا نركب لكي نذهب إليه، نحن يا أحبائي لابد أن تكون السماء تشغل تفكيرنا، لابد أن نحدد موقفنا من السماء، وأنها حلمنا، وأن هذه موضع اشتياقاتنا، وأن هذه هي التي تشغل قلوبنا، تريد أن تعرف إذا كنت ستذهب إلى السماء أم لا؟ أقول لك إلى أي درجة أنت مشغول بها، شاهد الكنيسة مشغولة بالسماء إلي أي درجة، فهي تصنع قبة عالية ولونها أزرق وفي أخرها ملائكة، لماذا؟ لكي تقول لك أنت في السماء، تصنع لك نوافذ لا تري فيها شيء إلا السماء، لكي تقول لك فنحن نجعلك تتذوق من المكان الجميل الذي أنت مشتاق إليه، لذلك أكثر مكان تستريح فيه هو الكنيسة لأنك تري فيها السماء، أستريح فيها من أتعاب الأرض، الضغوط التي أنا فيها والزمن الذي يضغط علي أنا أستريح منه هنا، وكلما تدربنا على السماء ونحن بالأرض كلما بدأت السماء معي على الأرض، الكنيسة تقول لك القديسين محيطين بك، والقديسين في السماء، ترى الكاهن وترى الشمامسة يرتدون أبيض لكي يذكروك بالملائكة المسبحين والمرنمين، ترى الشورية وترى البخور مثلما قال في سفر الرؤيا الأربعة وعشرون قسيس في أيديهم مجامر مملوءة بخور الذي هو صلوات القديسين، أنت لديك قديسين ومجامر وكهنة وشمامسة وملائكة وقديسين وسماء وذبيحة، الخروف القائم كأنه مذبوح، إذن الكنيسة تقول لك ها هي السماء على الأرض.
إذن يا أحبائي نحن لابد أن نعرف ماذا نريد، وإلى أين نصل، لذلك تجد الكنيسة تعلمنا في صلاة "أبانا الذي" أن نقولها ونصليها كثير مثلما علمنا ربنا يسوع نقول كثير كلمة ليأتي ملكوتك، لماذا؟ لأننا نشتاق له، نشتاق إلى الملكوت، تختم الكنيسة قانون الإيمان وتقول "وننتظر قيامة الأموات وحياة الدهر الآتي" منتظرين حياة الدهر الآتي، ليس من الممكن أن شخص يكون منتظر شيء لا يفكر فيه، الشيء التي يكون الشخص منتظره لابد أن يشغل تفكيره، منتظرها وليس من الممكن شخص يكون منتظر شيء وعندما تأتي إليه يقول لا أريده، فهو منتظر.
لذلك يا أحبائي المنتظرين الملكوت بالنسبة لهم الموت هو الخطوة التي تصل بهم إلى المكان الذي يريدون الذهاب إليه، فأصبح الموت يا أحبائي هو وسيلتنا إلى الملكوت، من هنا يا أحبائي تأتي مشغوليتنا بالسماء، قم بالتفكير كثيراً في السماء، أقرا كثيراً في سفر الرؤيا، فكر في مكانك أنت الشخصي في السماء، فكر في نصيبك أنت في السماء، فكر أنت ماذا فعلت؟ وماذا تفعل لكي تصل للسماء ويدخلك السماء؟، أجعل السماء موضع انشغالك، حب الصلاة، حب الوجود في حضرة الله، حب التناول، حب التسبيح، حب العطاء، لأنه من خلال العطاء تحول أرصدة للسماء تشفع فيك فوق في السماء، فكلما كانت السماء تشغل تفكيرك كلما كانت حياتك على الأرض بدأت تكون حياة سماوية، لأن الإنسان يا أحبائي الذي لا يعيش السماء على الأرض لا يستطيع أن يعيشها فوق في السماء، لا يستطيع، يقال أن ذات مرة شاهد شخص رؤية أن الله أراد أن ينذره رأى رؤية صف ممتلئ بأشخاص تدخل السماء، فرأى البعض يدخل والبعض الآخر لا يدخل، لكن رأى أشخاص من الذين يدخلون كانوا أصدقائه جدا، فقال إذن أنا من المجموعة التي سوف تدخل، فجاء عند باب السماء وجد الملاك قد منعه وقال له لا أنت اسمك غير مكتوب، قال له كيف فأنا أصدقائي يدخلون وظل يبكي وقال له أريد أدخل أرجوك ادخل، فجاء صوت قائلا "دعه يدخل"، فأصبح مسرور ودخل، وعندما دخل وجدهم يسبحون، يرنمون، يسجدون، يباركون، قدوس قدوس قدوس، ففي الحقيقة هو غير معتاد علي ذلك، فشعر بالملل فسأل الذي على يساره وقال له متي ينتهوا؟ فقال له في الحقيقة هم لا ينتهون، قال له أمعقول لا ينتهوا؟!، قال له لا لن ينتهوا، ففكر وقال من الممكن أن يكون الذي على يساري يبالغ، فسأل الذي عن يمينه، وقال له متي سينتهون؟ قال لا هم لا ينتهوا، لا ينتهوا، هنا لا ننتهي، فظل واقفا حتي شعر بالملل، تخيلوا ماذا حدث؟ قال أريد أن أخرج، أريد أن أخرج، أنا لا أستطيع، أنا لا أستطيع، أريد أن أخرج. فهذه كانت رؤية تمهيد له لكي يصلح حياته، هل أنت تعتقد أن شخص غير موجود أبدا في حضرة الله الآن ويريد بعد ذلك أن يعيش في حضرة الله باستمرار، تعتقد شخص لم يفتح كتاب أبدا وتريده في النهاية أن ينجح.
لذلك يا أحبائي يقولون "ما حياتنا في السماء إلا امتداد طبيعي لما نحياه الآن على الأرض، ما نصيبنا الأبدي إلا امتداد جدا لمن نحياه على الأرض" مثلما بالضبط عندما يكون ابنك يأخذ درس وتذهب لتطمئن عليه من المدرس، تقول له ما مستوي الطفل ؟ يقول لك لا إنه متفوق هو ولد ممتاز، نحن فقط نفكر في أنه يأتي ب 97٪ أو 98٪ نحن نحاول أن نحسن فقط درجته فتطمئن، المدرس يشعر من مجهود الولد أن مجهوده يوصله إلي ذلك، بينما تسأله على ولد آخر يقول لك لا فهو يريد تركيز كثير ومهمل جدا، ونحن نحاول معه، وأنا عملت .....،..... وهو غير مستجيب، فأشعر أن هذا الولد سيقع، ويسقط.
فنحن كذلك يا أحبائي إذا نحن الآن نسعى للسماء ننال السماء، إذا كنا لا نسعى للسماء لن ننال السماء، إذا نعيش السماء علي الأرض سنأخذ السماء، إذا لم نعيش السماء على الأرض لا نأخذ السماء فوق، إذا كنت قريب من الله الآن ستكون قريب من الله بعد ذلك، إذا كنت بعيد عن الله الآن ستكون بعيد عن الله بعد ذلك، لذلك فكر في كلمة وبعد ذلك، دائما يا أحبائي نفكر في القادم، أكثر ما يشغل الإنسان المستقبل، لكنه من المفترض أن الذي يشغلنا بالأكثر المستقبل الأبدي، إلى أي شيء آخر نريد أن نصل، وما الميراث الذي نحن نريده، الذي يقول عنه معلمنا بطرس الرسول "ميراث لا يفنى ولا يفسد ولا يضمحل محفوظ لكم في السماويات"، إذا كان الله يا أحبائي أعد لنا ملكوت السموات، أعده تخيل أنت عندما تبني بيت جميل وتزينه وتعمل فيه حدائق وتعمل فيه حمام سباحه وتعمل فيه زينة وتزينه وتحضر له أفضل مفروشات وأفضل إضاءة وتظل تهتم بكل تفاصيله وأعددته أساسا لأولادك، وتجد أولادك لا يريدون أن يذهبوا وتجد أولادك لن يشاركوك حلمك الجميل هذا ولن يشاركوك المكان الجميل الذي أنت فعلته، ويريدون أن يذهبوا أماكن أخرى فإلي أي درجه تكون أنت متأثر في قلبك على هذا الإحساس، عندما يقول الله لنا "لأن أباك سر أن يعطيكم الملكوت"، وعندما يكون أعطانا مواصفات هذا الملكوت ونحن منصرفين عن الملكوت، ونحن غير منشغلين بالملكوت، ونحن لا نفكر في الملكوت، ونحن لا نشتاق للملكوت، فلابد أن أقول في كل مره أصلي فيها "أبانا الذي" عندما أقول كلمة "ليأتي ملكوتك" أفكر فيها جيدا، هل أنا بالفعل أفكر في الملكوت ومشتاق أن الملكوت يأتي، فكر في كلمة وبعد ذلك، الإنسان يا أحبائي حول الوسائل إلى أهداف، الإنسان بخدعة شيطانية ماكرة جدا حول الوسائل إلى أهداف، المال وسيلة عدو الخير حوله إلى هدف، العمل وسيلة، الزواج وسيله، الأبناء وسيله، الهجرة وسيلة، كل هذه الوسائل يا أحبائي أصبحت أهداف كبيرة ، واحد أولاده هم كل شيء، وآخر المال هو كل شيء، وآخر الهجرة هي كل شيء، وآخر لديه ممتلكاته هي كل شيء، يقول لك كن حذر أن هذه كلها أمور زائلة، الذي يظل يربي في أولاده، ويريدهم لكي يكبر هو بهم يصدم بعد ذلك أن هؤلاء الأولاد يتركوه، الذي يسافر، الذي يتزوج، فقد كان من المفترض أن تربيهم أولا للمسيح، وكنت من البداية تعلم أن هؤلاء عطية الله لك، وأنت مجرد أمين ومؤتمن على تربيتهم، فأنت لا تربيهم لنفسك بل تربيهم للمسيح، لا تربيهم لكي تفتخر أنت بهم بل لكي المسيح يفتخر بهم، فتقول له هؤلاء أولادك وهم عطيتك وهم البركة التي اعطيتها لي وأنا أكون أمين عليها، فانت ناظر إليهم على أنهم نعمة توصلك للمسيح ليست تأخذك من المسيح، كذلك المال، كذلك العمل، كذلك السفر، كذلك المكان، أي شيء يا أحبائي فليكن وسيلة للتقرب لله، عدو الخير جعل الوسائل أهداف، تخيل أنت عندما يعجب شخص بالأتوبيس ويقول لك أنا أريد أن أعيش فيه، يقول لك لا هذا يخص الرحلة، يخص الرحلة، هذا لا نعيش فيه، يقول لك أنه أعجبني.
نحن كذلك يا أحبائي هناك أشياء نتعلق بها في العالم وهي في حقيقة جوهرها هي وسيلة لكي نقرب بها إلي الله لذلك انتبه لكلمة "وبعد ذلك" هذه، ضعها أمام قلبك كثيرا، كلمة بعد ذلك، بعد ذلك، بعدما تنال الذي أنت تريد أن تعمله هذا، بعد ذلك ماذا تفعل؟، ماذا تفعل بعد ذلك، وبعد ذلك.
لذلك ربنا يسوع المسيح يقول لنا أقصى ما برهب الإنسان هو الموت، وإذا كان أقصى شيء يرهب الإنسان السيف، لا تخف، لا تخف من الذي يقتل الجسد، بل تخف من الذي بعد ذلك، فالذي بعد ذلك هو الأهم لأن الذي بعد ذلك هو الدائم، الذي بعد ذلك هو الذي ليس له حل، الذي بعد ذلك هو المصير الأبدي، كم تتألم هنا؟ تتألم سنة، عشرة، عشرين، ستعيش كم سنة خمسين، سبعين، لا الذي بعد ذلك أطول، الذي بعد ذلك أبدية، الذي بعد ذلك لا نهاية، الذي بعد ذلك خلود، فما الذي من المفترض أن يهتم الفرد به؟ دائما يقولون يا أحبائي أن أي رقم يقسم أو يقارن بما لانهاية يساوي صفر، بمعني إذا قلنا عشرة على ما لانهاية يساوي صفر، فإذا قلنا مائة على ما لانهاية يساوي أيضا صفر، لأن ليس من المعقول أنك تضع كوب ماء في محيط وفي النهاية تريد أن تقيس منسوب المحيط ارتفع ام لا، نقول له سوف نضع عشرة أكواب لكي نرى سوف يزيد المحيط إلي أي حد، لا شيء، ولا يزيد، ولا تشعر أنه زائد ولا أي شيء إذن نضع مائه كوب، 2000 كوب، يقول لك أي رقم على ما لانهاية يساوي صفر، أي رقم سوف نعيشه على الأرض أحبائي على ما لانهاية التي هي الأبدية يساوي صفر، إذن الذي نحن نعيشه الآن هو صفر، الذي نحن نعطيه كل اهتمامنا وكل انشغالنا هذا، لا شيء، الذي لابد أن نهتم به هو النهاية، لذلك يقول لك "غير ناظرين إلى ما يرى بل إلى ما لا يرى لأن ما يرى وقتي وأما ما لا يرى فأبدي".
فلذلك دائما اسأل نفسك سؤال وبعد ذلك، وبعد ذلك، أخذت ما أريده هذا حستا، هل شبعت إذن، هل شعرت بالاكتفاء، هل شعرت بالرضا أبدا.
الإنسان يا أحبائي عميق جدا جدا بعمق الله، أي شيء تضعه فيه لا يشعر بالشبع، ما الذي يشبعه؟ الله، لا يوجد لذة تشبع الإنسان ولا ترضي الإنسان، لذلك مسكين الإنسان الذي في صراع شديد مع نفسه، ويظل يجري وراء مسرات العالم وفكره أنه إذا سهر سهرة في مكان معين وأكل أكلة معينة فهو سيكون سعيد، بالعكس كثير من الأشخاص يا أحبائي التي تسعي وراء هذه الأمور تجدها أشد اكتئابا من الناس المحرومة ، لأن الناس الذين وضعوا في أنفسهم آمال الأرضية ووجدها أنها لا تشبعهم يصبحوا عرضة للإحباط أكثر من غيرهم، لماذا؟ لأنه كان يفكر أنه سيكون مبسوط إذا عمل هذا ، كان فكره أن سيكون سعيد إذا اشترى هذا المكان، أو العربية، أو الفيلا، وبعد ذلك يجد نفسه من داخله مازال فارغ نقول له لماذا؟ لأنك إنت أنت عميق وقوي جدا، أنت عميق جدا بعمق الله، تضع بداخلك .... ولا .... ولا .... إلخ تأتي بهذا الكون كله وتضعه داخلك لا تشبع لأن الكون هذا كله جزء من الله، الله هو الذي يشبعك.
لذلك يا أحبائي الإنسان الذي يمتلك الله يكون مشبع، القديس أوغسطينوس قال ذلك "من امتلكك شبعت كل رغباته" من امتلكك شبعت كل رغباته لذلك كانوا ينصحون الآباء ويقولون لهم "اقتني سلاما لا ملكا واشتهي سلاما لا ذهبا" لذلك يا أحبائي الإنسان الذي يكون الله أمام أعينه والذي يريد أن يشبع بالله يكون الله بالنسبة له مصدر سرور، من الممكن أن يكون فقير في الإمكانيات الأرضية والزمنية لكن غني بكلمة الله وغني بمخافة الله ومملوء حكمة وهدوء وسلام ومشورة وممتلئ بكلمة ربنا، ويجلس بجانبه شخص آخر من الممكن أن يكون مشهور وغني لكن تشعر أنه فارغ ، تشعر أنه لا يوجد فيه وبعد ذلك، دائما فكر في كلمة بعد ذلك، إذن أنا الآن في المكان، أنا الآن أعمل، أنا الآن أأخذ، الآن أنا لدي أولاد في المرحلة الثانية. وبعد ذلك، فكر، فكر في النهاية إلى أين تريد أن تذهب؟، في النهاية أين مكانك؟، الذي أنت جهزته لنفسك.
ربنا يعطينا يا أحبائي أن يكون نصيبنا في السماء، وتكون السماء هي موضع انشغالنا واشتياقنا وأشواقنا، وتكون السماء هي هدفنا.
يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمة لإلهنا المجد دائما أبديا آمين.