شهداء سمالوط

Large image

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين. المجد للآب والابن والروح القدس الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور كلها آمين .

نحن آتينا إليكم من الإسكندرية لكي نأخذ بركتكم، لأنكم قدمتم للكنيسة هدية جميلة جداً، وهي نفوس أهاليكم وأقاربكم وأصدقائكم وأباءكم الذين استشهدوا على اسم المسيح، ودائماً ثابتين، دائماً أقوياء، دائماً شهود لربنا يسوع، أي أنكم أنتم أولاد الشهداء، فأنتم رأيتم في أهاليكم كم هم أحبوا الله أكثر من أي شيء آخر، لذلك أريد أن أقول لكم أربع أشياء صغيرة تجعلكم كيف تكونوا أنتم شهداء :-
١- محبة الله .
٢- محبة السماء .
٣- محبة الكنيسة .
٤- محبة القديسين .
أولا: محبة الله : لأن الله هو الذي أعطانا كل شيء، هو الذي خلقنا، عندما وجدنا نفعل الخطية، وجدنا خطاه نزل من السماء على الأرض وصلب من أجلنا، فهل بذلك هو يحبنا أم لا؟، فهل نقول له نحن لا نحبك؟!، نحن نحب أنفسنا أكثر منك؟!، لا بل نحن نقول له يارب نحن نحبك أكثر من أنفسنا، نحبك أكثر من أنفسنا، الذي يكون شهيد لابد أن يحب الله أكثر من نفسه، فالذي يحب الله أكثر من نفسه يمكن أن يكون شهيد.
ثانيا: محبة السماء : السماء المكان الذي يسكن فيه الله، الذي فيه عرش الله، السماء التي يوجد فيها القديسين، السماء التي يوجد بها تسبيح، السماء لا يوجد فيها جسد مثل جسدنا الذي طوال الوقت يريد أن يأكل وأن ينام وأن يشرب .. إلخ، لا فعندما نذهب للسماء نأخذ جسد جديد، ولكي نكون شهداء لابد أن نكون نحب السماء، نحب نكون متواجدين مع الله ومع القديسين، نسبح كثيراً، نصلي كثيراً، نرفع قلبنا لله كثيراً، نعيش معه كثيراً، فالذي يريد أن يكون شهيد لابد أن يحب الله ويحب السماء، لا يمكن أن يكون شخص لا يحب السماء ويكون شهيد، كيف يكون شهيد وهو لا يحب السماء؟! أين سيذهب بعد ذلك؟ أنت إذا تعرف السماء وتعرف جمال السماء حتى إذا تعذبت قليلاً، حتي إذا آلمني جسدي قليلاً، لكن أنا بعد ذلك سأكون مع المسيح، لذلك لا تعثروا إذا شاهدتم أحد الشهداء يتعذب ويتألم فهو يرى السماء تجعله لا يشعر بالآلامات التي ترونها.
ثالثاً: محبة الكنيسة : الذي يريد أن يكون شهيد لابد أن يحب الكنيسة، يأتي إلى الكنيسة بإيمان ويكون صائم ويريد أن يتناول، ويرى القديسين وكل ما في الكنيسة، كلما تعيش فيها أكثر كلما تشتاق للسماء، وكلما تشتاق للسماء تشتهي أن تكون شهيد، كلما تحب الكنيسة كلما تحب أن تكون موجود مع الله كثيراً، كلما تحب الكنيسة كلما تحب أن تكون مع القديسين كثيراً، كلما تحب الكنيسة كلما يقرأ عليك السنكسار الذي هو سير القديسين، أنتم تعلمون أن الشهداء أقربائكم اسمائهم ستوضع في السنكسار، وسوف يقرأ هكذا أن هناك بلد في صعيد مصر من محافظة سمالوط في قرية اسمها " العور" استشهد فيها عشرون شهيد من ضمنهم ١٣شهيد من قرية العور سوف يكتب ذلك، الجميع سوف يسمعون عن هؤلاء الشهداء، ويسمعون عن قرية العور، أين يسمعوها؟! في السنكسار، وهذا السنكسار أين نسمعه؟ في الكنيسة، وكلما نأتي إلى الكنيسة كلما نعرف أكثر عن سير القديسين والشهداء، لكي أحب الاستشهاد ولكي أكون شهيد لابد أن أحب الكنيسة .
رابعاً: محبة القديسين : لكي أكون شهيد لابد أن أحب الشهداء، من أمير الشهداء؟ القديس مار جرجس، مار جرجس ظل يتعذب سبع سنوات، في هؤلاء السبع سنوات كان من الممكن أن يقول أنا ليس لي علاقة بالمسيح، أنا ....، أنا جسدي تألم كثيراً، لا أبدا، بل كلما كانوا يعذبونه كلما كان يتقوى في الإيمان، أنتم رأيتم أقربائكم الشهداء كيف أنهم كانوا لا يخافون من الموت، استشهاد حسنا نستشهد، لماذا؟ لأننا سنذهب مع يسوع، هؤلاء القديسين لن يخافوا من الموت لأنهم يريدون أن يعيشوا مع المسيح، أنا أعرف قديسين كثيرين استشهدوا، أجد نفسي أنا أيضا أصبحت صديقهم، وعندما أنا أصبحت صديقهم أريد أنا أيضا أن أكون شهيد، لذلك لدينا مارمينا، مار جرجس، أبو سيفين، واليوم قرأنا سيرة القديسة بربتوا، فتاة صغيرة استشهدت، فالذي يريد أن يكون شهيد لابد أن يحب الشهداء، يحب القديسين، ويرى كم هم أحبوا الله، وكم تعبوا من أجل الله، وكم قدموا من صوم كثير، صلاة كثيرة، قدموا حياتهم من أجل المسيح، الذي يريد أن يكون شهيد لابد أن يحب الله.
ربنا يحافظ عليكم ويبارك فيكم، نحن آتينا لكي نأخذ بركتكم، نحن فرحين أننا في وسطكم، شاعرين أننا لا نستحق أن نكون في وسطكم.لإلهنا المجد دائماً أبديا آمين .

عدد الزيارات 1557

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل