تَدْبِيرْ مِلْءالزَّمَان

Large image

يَقُول مُعَلِّمْنَا بُولِس الرَّسُول فِي رِسَالَتِهِ لأِهْل غَلاَطْيَّة { لَمَّا جَاءَ مِلْءُ الزَّمَانِ أَرْسَلَ اللهُ ابْنَهُ مَوْلُوداً مِنِ امْرَأَةٍ } ( غل 4 : 4 ) مِلْء الزَّمَان أي إِمْتِلاَء الزَّمَان وَكَأنَّ الزَّمَان وَعَاء كَانَ الله يَمْلأهُ حَتَّى نِهَايَتِهِ أي تَمَام إِمْتِلاَءِهِ ثُمَّ أتَى وَتَجَسَّدْ مِلْء الزَّمَان ظَلَّ بِتَعْبِيرْ الكَنِيسَة 5500 سَنَة قَدْ تَقُول أنَّ الزَّمَان إِمْتَلأَ لِنِهَايَتِهِ نَعَمْ هَلْ يَارَبَّ تُرِيدْ أنْ تَفْعَلْ شَيْء وَتَظِلْ 5500 سَنَة حَتَّى تُتَمِّمَهُ ؟ نَعَمْ يَا لِطُول أنَاتَك يَارَبَّ كَمْ جِيلْ مَرْ حَتَّى مِلْء الزَّمَان ؟ نِتْكَلِّمْ عَنْ :-

1- مِلْء زَمَان خَلاَص البَشَرِيَّة :-
مِنْ بِدَايِة الخَلِيقَة وَالله يُعِدْ لِلخَلاَص وَيُرِيدْ أنْ يَأتِي وَأعْطَى الوَعْد " نَسْل المَرْأة يَسْحَق رَأس الحَيَّة " ( تك 3 : 15 ) فَلِمَاذَا تَأخَّرْ ؟ يَقُول الله لأِنِّي أعُدْ القَلْب وَالمَشَاعِرْ أرَدْت أنْ أُظْهِرْ شَنَاعِة الخَطِيَّة وَصَلاَحِي هَلْ تَتَخَيَّلْ أنَّ البَشَرِيَّة تَسْتَوْعِب ظُهُور الله فِي الجَسَدْ ؟ لاَ لِذلِك الله يُظْهِرْ شَنَاعِة الخَطِيَّة لِلبَشَرِيَّة وَيُعْلِنْ أنَّ الخَلِيقَة أصَابَهَا مَرَض وَظَلَّ هذِهِ الفِتْرَة الطَّوِيلَة يُعْلِنْ لَنَا أعْرَاض المَرَض الَّتِي تَتَزَايَدْ وَكَأنَّ إِنْسَان مَرِيض فَتَقُول لَهُ إِذْهَب لِلطَّبِيب يُجِيب أنَا بِصِحَة جَيِدَة ثُمَّ يَبْدأ يَتَأوَه مِنْ الألَمْ وَتَنْصَحَهُ بِالذِّهَاب لِلطَّبِيب يُجِيب لَسْتُ مُحْتَاج لِطَبِيب ثُمَّ يَبْدأ فِي الصُّرَاخ مِنْ شِدِّة الألَمْ عِنْدَئِذٍ يَطْلُب طَبِيب هكَذَا كَانَ حَال البَشَرِيَّة الَّتِي أصَابَهَا مَرَض الخَطِيَّة وَأنْتَ مِنْهُ وَالله يُرِيهُمْ أعْرَاض المَرَض وَيُرْسِل لَهُمْ الطُوفَان ثُمَّ يَحْرِق سَدُوم وَعَمُورَة لِيَعْلَمُوا أنَّ الخَطِيَّة لَيْسَ لَهَا حَلْ لِكَيْ يَنْتَظِرُوا المُخَلِّص حَتَّى أنَّ أشْعِيَاء النَّبِي قَالَ { لَيْتَكَ تَشُّقُّ السَّموَاتِ وَتَنْزِلُ } ( أش 64 : 1 ) وَأيُّوب يَقُول { لَيْسَ بَيْنَنَا مُصَالِحٌ يَضَعُ يَدَهُ عَلَى كِلَيْنَا } ( أي 9 : 33 ) مَنْ الَّذِي جَاءَ لِيُخَلِّص ؟ يَسُوع الْمَسِيح جَاءَ لِيُعَلِّمْ الإِنْسَان كَيْفَ يَحْيَا الصَّلاَح الله عَمَلْ لكِنْ بِطُول أنَاة عَمَلْ مِنْ خِلاَل كُلَّ حَدَث وَمِنْ خِلاَل كُلَّ رَمْز لأِنَّهُ سَيِّدْ التَّارِيخ وَكَانَ يُدِيرْ كُلَّ شِئ فِي إِتِجَاه تَجَسُّدِهِ وَكَمَا قَالَ لإِبْرَاهِيمْ أبو الأبَاء { وَتَتَبَارَكُ فِي نَسْلِكَ جَمِيعُ أُمَمِ الأرْضِ }( تك 26 : 4 ) فَمَنْ نَسْلَهُ ؟ يَسُوع مَتَى جَاءَ ؟ فِي مِلْء الزَّمَان وَكَأنَّك تَسْمَع عَنْ قِصَّة مَلْكِي صَادِق وَإِبْرَاهِيم أبو الأبَاء يَسْجُدْ لَهُ وَيُقَدِّم لَهُ العُشُور فَمَنْ هُوَ الَّذِي أعْظَمْ مِنْ إِبْرَاهِيم ؟مَنْ الَّذِي يُقَدِّم لَهُ إِبْرَاهِيم العُشُور ؟ مَنْ هُوَ الَّذِي يُقَدِّم ذَبِيحَة خُبْز وَخَمْر ؟ الله يَقُول لَكْ لَنْ تَفْهَمْ الآن لكِنْ سَتَفْهَمْهَا بَعْد 5500 سَنَة لكِنْ أرْجُوك لاَ تَنْسَاهَا بَلْ إِجْعَلْهَا فِي ذَاكِرَتَك حَتَّى يَتِمْ الوَعْد أيْضاً خَرُوف الفِصْح كَانَ بَنِي إِسْرَائِيل يَصْنَعوه وَلاَ يَفْهَموه لكِنْ نَحْنُ الآن فَهَمْنَا خَرُوف الفِصْح فِي الْمَسِيح يَسُوع مَا مَعْنَى أنَّهُ خَرُوف بَرِئ يُؤكَلْ عَلَى أعْشَاب مُرَّة ؟ كُلَّ هذَا فَهِمْنَاه فِي مِلْء الزَّمَان وَكَأنَّ كُلَّ الأحْدَاث وَالرُمُوز هِيَ قِصَّة سَنَفْهَمْهَا فِي مِلْء الزَّمَان هكَذَا أيْضاً عُبُور البَحْر الأحْمَر سَتَفْهَمْهَا فِيمَا بَعْد وَكَمَا قَالَ بُولِس الرَّسُول { كَانُوا يَشْرَبُونَ مِنْ صَخْرَةٍ رُوحِيَّةٍ تَابِعَتَهُمْ وَالصَّخْرَةُ كَانَتِ الْمَسِيحَ } ( 1كو 10 : 4 ) هكَذَا المَنَّ هُوَ إِبْنِي لأِنَّ مَذَاقَهُ حُلْو وَيُؤكَلْ طَازَج مُسْتَدِير أي لَيْسَ لَهُ بِدَايَة وَنِهَايَة كُلَّ شِئ يَرْمُزْ لِلْمَسِيح لِذلِك الأكْل وَالمَاء وَالصَّخْرَة وَالنَّامُوس وَكُلَّ هذَا يُحَرِّكَهُ الله لِيُغَيِّرْ وَيُعِدْ الأذَّهَان أيْضاً إِسْتَخْدِم الله الأنْبِيَاء بِنُبُوَات كَثِيرَة .. فَمَثَلاً { وَيَخْرُجُ قَضِيبٌ مِنْ جِذْعِ يَسَّى } ( أش 11 : 1) وَعِنْدَمَا يَقُول مِيخَا النَّبِي { أَمَّا أَنْتِ يَا بَيْتَ لَحْمِ أَفْرَاتَةَ وَأَنْتِ صَغِيرَةٌ أَنْ تَكُونِي بَيْنَ أُلُوفِ يَهُوذَا فَمِنْكِ يَخْرُجُ لِي الَّذِي يَكُونُ مُتَسَلِّطاً عَلَى إِسْرَائِيلَ وَمَخَارِجَهُ مُنْذُ الْقَدِيمِ مُنْذُ أَيَّامِ الأزَلِ } ( مي 5 : 2 ) بَيْت لَحْم مَدِينَة صَغِيرَة حَقِيرَة قَدْ لاَ تَفْتَخِرْ بِقَوْلَك أنَّكَ مِنْهَا لكِنْ الله يَأتِي مِنْهَا الله سَيِّدْ التَّارِيخ حَرَّك التَّارِيخ لِخِطِة خَلاَصه كَانَ يُحَرِّك الأحْدَاث وَيُهَيِّئ الأذَّهَان لِيُؤَكِدْ حَقِيقِة تَجَسُّدِهِ فِي مِلْء الزَّمَان تَسْتَطِيع أنْ تَقْطُف الثَّمَرْ مِنْ الشَّجَرَة عِنْدَمَا يَنْضُج هكَذَا لَمَّا تَهَيَّأت البَشَرِيَّة لِقَبُول التَّجَسُّدْ أتَى الْمَسِيح مِنْ ضِمْن الأشْيَاء الَّتِي أعَدَّهَا الله لِمِلْء الزَّمَان العَذْرَاء نَفْسَهَا وَيُوسِفْ النَّجَاروَيُوحَنَّا الصَّابِغ كَيْ تَأتِي إِنْسَانَة تَتَحَمَّل حُلُول الَّلاَهُوت دَاخِلْهَا لاَبُدْ أنْ نَنْتَظِرْ مِلْء الزَّمَان .
2- خُطُورِة الإِسْتِعْجَال :-
ألَمْ يَكُنْ مِنْ المُمْكِنْ أنَّ آدَم يَسْقُط وَأنْتَ يَا الله تَحِلْ الأمر بِسُرْعَة فَكَمْ ظَهَرَت خَطَايَا وَكَمْ مَرَّت أجْيَال وَ يَقُول الله أنَّ التَّارِيخ لَيْسَ بِمِقْيَاس لِي بَيْنَمَا أنْتُمْ مُتَعَجِلُون لأِنَّ التَّعَجُّل يُفْسِدْ عَلَى الله خِطَّتَهُ لأِنَّهُ لِكُلَّ شِئ عِنْدَهُ وَقْت هُنَاك بَعْض الأمْثِلَة لِلتَّعَجُّل :-
أ- إِبْرَاهِيم أبو الأبَاء :-
أخَذَ الوَعْد بِأنَّ بِنَسْلِهِ تَتَبَارَك الأرْض لكِنْ سَارَة شَاخِت وَتَقُول لَهُ هَلْ مَازِلْت تُصَدِّق وَعْد الله ؟ يُجِيبَهَا إِبْرَاهِيم نَعَمْ تَقُول سَارَة كَيْفَ ؟ يَقُول إِبْرَاهِيم لاَ أعْلَم لكِنْ أنَا وَاثِق أنَّ عِنْدَ الله الحَلْ تُجِيبَهُ سَارَة لاَ يُوْجَدْ حَلْ سِوَى حَلْ وَاحِدْ هُوَ زَوَاجَك مِنْ جَارِيَة أنَا إِخْتَرْتَهَا لَك هِيَ هَاجِرْ وَتَلِدْ لَنَا طِفْل وَالعَقْل يَقُول كَذلِك وَهذَا هُوَ الصَّح يُطِيع إِبْرَاهِيم سَارَة وَيَرْتَبِط بِهَاجِرْ وَتَلِدْ هَاجِرْ إِسْمَاعِيل لكِنْ أوِّل مَنْ إِشْتَكَى مِنْ هَاجِرْ هِيَ سَارَة لأِنَّ هَاجِرْ إِحْتَقَرِتْهَا { صَغُرَتْ مَوْلاَتُهَا فِي عَيْنَيْهَا }( تك 16 : 4 )وَكَأنَّ هَاجِرْ تَقُول لِسَارَة قَدْ يَسْتَغْنَى عَنْكِ إِبْرَاهِيم أمَّا أنَا فَلاَ حَزِنَتْ سَارَة وَقَالَتْ لإِبْرَاهِيم ظُلْمِي عَلَيْكَ ( تك 16 : 5 ) سَارَة تَعَجَّلِت وَلَمْ تَسْتَطِع الإِنْتِظَارهكَذَا نَحْنُ دَائِماً مُتَعَجِلِينْ رَغم أنَّنَا نَقُول لله مَوَاعِيدَك غِير كَاذِبَة ( أُوشِيِة الرَّاقِدِينْ ) لكِنِّنَا نَقُول لَهُ مَوَاعِيدَك صَعْبَة التَّنْفِيذْ طَوِيلَة المَدَى لَوْ تَعَجَّلْت الأُمور سَتُعَانِي مِثْلَ سَارَة .
ب- رِفْقَة :-
أخَذَ الوَعْد { فِي بَطْنِكِ أُمَّتَانِ وَمِنْ أَحْشَائِكِ يَفْتَرِقُ شَعْبَانِ شَعْبٌ يَقْوَى عَلَى شَعْبٍ وَكَبِيرٌ يُسْتَعْبَدُ لِصَغِيرٍ } ( تك 25 : 23 ) رِفْقَة كَانَتْ تَمِيل لِلصَّغِير بَيْنَمَا عِيسُو كَانَ شَرِس دَمَوِي عَنِيف دَائِماً خَارِج المَنْزِل وَهِيَ تَعْلَم أنَّ الوَعْد بِالبَرَكَة لِيَعْقُوب وَعِيسُو سَيُسْتَعْبَدْ لِلصَّغِير لكِنَّهَا تَعَجَّلَتْ وَرَأت أنَّ الأوْلاَد كِبْرُوا وَأنَّ إِسْحَق صَارَ شَيْخاً قَرِيب مِنْ المَوْت فَمَتَى يُحَقِّق الله وَعْدَهُ ؟هَلْ بَعْد وَفَاة إِسْحَق ؟ لِذلِك تَدَخَّلِتْ رِفْقَة وَعَمَلِتْ حِيلَة لِيَعْقُوب لِيَتِمْ الوَعْد حَتَّى الشَّعْر وَالرَّائِحَة وَاسْتَخْدِمِت رِفْقَة كُلَّ ذَكَائْهَا وَأخَذِتْ البَرَكَة لِيَعْقُوب وَلكِنْ إِنْقَلَبَ الأمر عَلَيْهَا وَصَارَ عُنْف بَيْنَ الأخِينْ وَاضْطَرَّت لإِرْسَال يَعْقُوب لِخَاله لاَبَان وَحُرِمَتْ مِنْهُ وَعِنْدَ لاَبَان تَحَايَلْ لاَبَان عَلَى يَعْقُوب كَانَ الله سَيُعْطِي البَرَكَة لِيَعْقُوب كَوَعْدِهِ لكِنْ كَيْفَ وَمَتَى ؟الله هُوَ الَّذِي يَعْلَمْ لاَ يَلِيق أنْ يَقُودْ إِثْنَان الحَيَاة إِمَّا أنْتَ أوْ الله وَإِنْ قُدْتَ أنْتَ سَتُعَانِي .
ج- مُوسَى النَّبِي :-
رَأى إِثْنَان مُخْتَلِفَان مَصْرِي وَإِسْرَائِيلِي كَانَ مُوسَى مُتَعَصِبْ لِشَعْبِهِ فَضَرَبَ المَصْرِي وَأمَاتَهُ وَفِي اليَوْم التَّالِي رَأى إِثْنَان مِنْ شَعْب إِسْرَائِيلْ يَتَشَاجَرَانْ وَعِنْدَمَا أرَادَ صُلْحَهُمَا قَالَ لَهُ أحَدْهُمَاهَلْ سَتَقْتُلْنِي كَمَا قَتَلْتُ المِصْرِي وَسَرَى الخَبَرْ لِفَرْعُون فَخَافَ مُوسَى وَدَفَعْ ضَرِيبَة تَعَجُّلِهِ غُرْبَة 40 سَنَة أحْيَاناً الإِنْسَان يُحِب أنْ يُنَفِذْ مَشُورَتَهُ كَثِيرُون مِنَّا يَتَعَجَلُون لاَ أُتْرُك الله يَعْمَل مَتَى يَشَاء وَكَيْفَمَا يَشَاءالله أخْرَج بَنِي إِسْرَائِيلْ مِنْ أرْض مِصْر إِسْتَخْدِم عَشَرَة ضَرَبَات كَانَ مُمْكِنْ يَبْدأبِضَرْبِة مَوْت الأبْكَار الضَّرْبَة العَاشِرَة وَيُنْهِي الأمر لاَ الله يَقُول لَكْ أنَا فِي كُلَّ مَرْحَلَة أُرْسِل لَكَ رِسَالَة مُعَيَّنَة وَأُخَلِّص نَاس آخَرِينْ غِيرَك هَلْ سَهْل عَلَى الله أنْ يَفْتَح البَحْر وَيُمَرِّرْ أوْلاَدَهُ وَيُمِيتْ المَصْرِيِينْ ؟ ألَيْسُوا المَصْرِيِينْ هُمْ خَلِيقَتَهُ وَصُنْعِة يَدِيه ؟ نَعَمْ هُمْ أوْلاَدَهُ أيْضاً وَخَلِيقَتَهُ وَأعْطَاهُمْ الفُرَص الكَثِيرَة لكِنَّهُمْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُ .
د- شَاوِل المَلِك :-
فِي أحَدْ المَرَّات أخَذْ الشَّعْب لِتَقْدِيمْ ذَبِيحَة وَتَوَاعَدْ مَعَ صَمُوئِيل النَّبِي صَمُوئِيل النَّبِي هُوَ الشَّخْصِيَّة الوَحِيدَة فِي الكِتَاب الَّتِي تَجْمَع بَيْنَ المُلْك وَالنَّبِي وَالكَاهِنْ لِذلِك هُوَ أقْرَب شَخْصِيَّة تَرْمُزْ لِلْمَسِيح صَمُوئِيل النَّبِي تَأخَّرْ وَأرَادَ شَاوِل تَقْدِيمْ الذَّبِيحَة بِنَفْسِهِ لكِنْ مَنَعَهُ الشَّعْب قَائِلِينْ إِنَّهُ لاَ يَلِيق هَلْ تَقْبَل أنَّ أي إِنْسَان يُقِيمْ القُدَّاس غِيرْ الأب الكَاهِنْ ؟ لكِنْ شَاوِل صَمَّمْ عَلَى مَا أرَادَهُ وَقَدَّم الذَّبِيحَة وَبَعْدَهَا أتَى صَمُوئِيل النَّبِي قَالَ لَهُ صَمُوئِيل قَدْ إِنْحَمَقْت ( 1صم 13 : 13 ){ الاِسْتِمَاعُ أَفْضَلُ مِنَ الذَّبِيحَةِ وَالإِصْغَاءُ أَفْضَلُ مِنْ شَحْمِ الْكِبَاشِ } ( 1صم 15 : 22 ) وَنَتِيجِة التَّعَجُّلْ أنَّ مَمْلَكِة شَاوِل لَمْ تَدُمْ .
3- مِلْء زَمَان خَلاَصِي أنَا :-
كُلَّ وَاحِد مِنَّا لَهُ مِلْء زَمَان فِي نَظَرْ الله لِلخَلاَص لِلفَضِيلَة كُلَّ مَا عَلَيْنَا أنْ نُجَاهِدْ وَنَثْبُت وَنَصْرُخ وَنَصْبُرْ لأِنَّهُ حَتَّى وَإِنْ تَأخَّرْ سَيَأتِي لاَبُدْ أنْ أعْرِف أنَّهُ تُوْجَدْ خَطَوَات يُهَيِّئْهَا لِي الله مِنْ أحْدَاث لِلوُصُول لِمِلْء خَلاَصِي أنَا قَدْ يَسْتَخْدِم الله عُبُودِيِة شَخْص فِي خَطِيَّة مُعَيَّنَة لِفِتْرَة طَوِيلَة وَيَكُون ذلِك أحَدْ حَلَقَات خِطِّة الخَلاَص قَدْ يَسْتَخْدِم تَجْرُبَة لِفِتْرَة طَوِيلَة لِتَدْبِيرْ مِلْء زَمَان خَلاَصَك الشَّخْصِي كَمَا إِسْتَخْدِم كُلَّ الأحْدَاث مِنْ أجْل إِعْدَادْ الأذَّهَانْ لِتَجَسُّدِهِ أُصْبُرْ وَاصْمُتْ وَتَوَقَّعْ خَلاَص الله هُوَ يُرِيدْ أنْ يِوَصَلَك لِحَقِيقَة هِيَ { أَنَا مَا أَنَا } ( 1كو 15 : 10 ) يَقُول لَك إِنِّي مُنْتَظِرْ أنْ تَقُول لِي إِنَّك عَجَزْت وَفَشَلْت وَتَقُول " أنَا مَا أنَا بَلْ الْمَسِيح " قَدْ يَصْبُرْ عَلِيك سَنَوَات وَسَنَوَات مُعْتَمِدْ عَلَى فِكْرَك الشَّخْصِي حَتَّى تَقُول لَهُ فِي النِهَايَة أنَا مُتَكِلْ عَلِيك هُوَ يَسْتَخْدِم كُلَّ الأُمور لِخَلاَصَك أشْيَاء كَثِيرَة يُؤَخِّرْهَا الله عَنْكَ إِلَى أنْ تَعْتَرِف أنَّهُ يَعْرِف الصَّالِح لَكْ أكْثَرْ مِنْكَ قَدْ تَشُكُّوا لِمَاذَا تَأخَرْت فِي العَمَلْ أوْ فِي الإِرْتِبَاط أوْ يُجِيبَك سَتَفْهَمْ ذلِك فِيمَا بَعْد لكِنْ يَجِبْ أنْ تَعْرِف أنَّ الله يَسْتَخْدِم كُلَّ الأُمور لِنَفَعْ الإِنْسَان مِلْء الزَّمَان الله سَيِّدْ الزَّمَنْ وَنَحْنُ لاَ نَحْيَا صُدْفَه وَلاَ الأُمور الَّتِي تَجْرِي حَوْلَنَا تَسِيرْ صُدْفَه أوْ بِحَسَبْ الحَظْ { مَنْ ذَا الَّذِي يَقُولُ فَيَكُونَ وَالرَّبُّ لَمْ يَأْمُرْ } ( مرا 3 : 37 ) الله يَقُول لَكْ أنَا أُرِيدْ أنْ أُعَلِّمَك أنْ لاَ تُدَبِّرْ حَيَاتَك أنْتَ وَأُرِيدْ أنْ أُعَلِّمَك أنَّ الفَضِيلَة تَحْتَاج صَبْر وَثَبَات وَإِنْ تَأخَرِت الفَضِيلَة عَنْكَ فَلاَ تَتَوَانَى { وَإِنْ تَأخَّرْ فَلاَ يَتَوَانَى } أُطْلُبه فِي كُلَّ وَقْت وَكُلَّ لَحْظَة وَاخْضَع لَهُ خُضُوع كَامِلْ وَسَتَعْلَمْ أنَّ خِطَّة خَفِيَّة يُدَبِرْهَا الله لَكْ لِخَلاَصَك وَسَتَجِدْ أبْوَاب تُفْتَح وَأبْوَاب تُغْلَق لكِنْ لَيْتَكَ تَفْهَمْ أنَّكَ ثَمِينْ عِنْدَهُ وَخُضُوعَك لَهُ سَيُسَاعِدَهُ لِتَدْبِيرْ خَلاَصَك الله يُرِيدَك أنْ تَسْتَفِيدْ مِنْ الصَبْر حَتَّى الظُّرُوف الَّتِي وُلِدْنَا فِيهَا لَيْسَتْ صُدْفَة حَتَّى وَإِنْ حُرِمْت مِنْ أحَدْ أحِبَّائَك أيْضاً لَيْسَ صُدْفَة إِنْ كُنْت مُتَعَلِّمْ أم غِير مُتَعَلِّمْ إِنْ إِرْتَبَطْت أم لَمْ تَرْتَبِطْ كُلَّ هذِهِ الأُمور لَيْسَتْ صُدْفَة وَمِسْكِينْ مَنْ يَرَى خِطَّة الله لُغْز فَيَرْفُضْهَا لِنَفْرِض إِنْسَان فَقِيرْ عَلَيْهِ أنْ يَحْيَا الفَقْر وَيَتَعَلَّمْ مِنْهُ كَيْ يَكُون الفَقْر مُعِينْ لِخَلاَصه وَيَتَعَلَّمْ الإِتِضَاع وَيَزْدَاد فِي حَنَانه عَلَى الآخَرِينْ لكِنْ أحْيَاناً نَجِدْ الفَقِيرْ يَرْفُض الفَقْر وَبَدَلاً مِنْ أنْ يَخْلُص بِفَقْرِهِ يَهْلَك بِهِ هكَذَا الغَنِي بَدَلاً مِنْ أنْ يُمَارِس العَطَاء وَالرَّحْمَة بِغِنَاه يَتَكَبَّرْ وَيَهْلَك بِغِنَاه أيْضاً مَرِيض يَرْفُض مَرَضه فَيَهْلَك بِمَرَضه لكِنَّهُ لَوْ عَلَمْ أنَّ مَرَضه هُوَ جُزْء مِنْ خِطِّة الله لِخَلاَصه لَقَبَلَهُ لاَبُدْ أنْ تَعْلَمْ أنَّهُ لاَ يَحْدُث شِئ إِلاَّ بِسَمَاح مِنْ الله لِخَيْرَك فَإِخْضَع لِعَمَل الله فِي حَيَاتَك وَقُلْ لَهُ يَا مَنْ سَيَّرْتَ التَّارِيخ كُلَّهُ لِمِلْء زَمَان تَجَسُّدَك أنَا خَاضِعْ لَكْ لَنْ أُعَانِدْ وَلَنْ أرْتَدْ وَأُسَلِّمْ لَك حَيَاتِي فَإِفْعَل مَا تُرِيدْ لكِنْ أعْطِنِي أنْ أفْهَمْ قَصْدَك فِي حَيَاتِي طُوبَى لِلمَرِيض الَّذِي يَكْشِفْ لَهُ الله لِمَاذَا هذَا المَرَض ؟ لِيَكْسَبْ السَّمَاء جَيِّدْ أنْ تَقُول لَهُ " إِمْنَحْنِي أنْ أفْهَمْ " مَعَ رُوح التَّسْلِيمْ وَالخُضُوع وَيَقُول الكِتَاب { يُعَلِّمُ الْوُدَعَاءَ } ( مز 25 : 9 ) كُلَّ وَاحِدْ مِنَّا لَهُ مِلْء زَمَان وَكُلَّ الأُمُور لِخَلاَصَك هُنَاك مَنْ يَخْلُص بِكَلِمَة وَهُنَاك مَنْ يَخْلُص بِمَوْقِف وَهُنَاك مَنْ يَخْلُص بِتَجْرُبَة عَنِيفَة أحَدْ الأبَاء يَقُول{ لَيْسَ لَكَ خُسَارَة سِوَى هَلاَكِنَا }لِذلِك هُوَ رَتِبْ أُمور كَثِيرَة لِخَلاَصِنَا فَلاَ نَتَعَجَّل بَلْ لِنَخْضَعْ لَهُ وَنَثِق أنَّ كُلَّ الأُمور لِخَلاَصِنَا وَلِلبَرَكَة هُوَ يُرِيدْ أنْ يُعْطِي فَلاَ تَمْنَعَهُ رَبِّنَا يِكَمِّلْ نَقَائِصْنَا وَيِسْنِدْ كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمَتِهِ لَهُ المَجْد دَائِماً أبَدِيّاً آمِينْ

عدد الزيارات 1618

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل