ان لم تؤمنوا بي فامنوا بالأعمال

Large image

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين . تحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل أوان وإلي دهر الدهور كلها أمين .

انجيل اليوم فصل من بشارة معلمنا يوحنا وإذا لاحظت ستجد أن معظم أناجيل فترة الخماسين التي تقرأ علينا في الكنيسة تكون من بشارة يوحنا، لماذا يوحنا تحديدا؟ لأن بشارة يوحنا هي المعنية بالأكثر بإعلان لاهوت السيد المسيح، وبما أننا في فترة القيامة المقدسة وفترة إعلان مجد لاهوت ربنا يسوع المسيح عن طريق قيامته المقدسة لذلك ستجد أن معظم فصول الخماسين تقرأ من بشارة معلمنا يوحنا، وهنا نجد حوار مع مجموعة من اليهود كان يحاول الله أن يعلن لهم نفسه، لأنه أمامهم وهم كانوا يحاولوا أن يصدقوا، ويوجد بينهم من كان يصدق، ويوجد بينهم الذين لا يريدون أن يصدقوا، وهو كان يظل يساعدهم أن يصدقوا أنه هو الله الآتي إلى العالم، لذلك قال لهم أن الآب أرسله إلى العالم، فيقول لهم إن كنت لست أعمل أعمال أبي فلا تؤمنوا بي، تريدون أن تؤمنوا بي، وتريدون أن تصدقوا إن الله الآب الذي في السماء هو أبي قوموا بالمقارنة بيني وبينه، فإذا وجدتم إنني أعمل أعمال أبي الذي في السماء فحينئذ أنا هو، إن كنت لست أعمل أعمال أبي فلا تؤمنوا بي، ولكن إن كنت أعمل فإن لم تؤمنوا بي فأمنوا بأعمالي لتعلموا وتؤمنوا إني أنا في الآب والآب في.
فالذي ليس لديه استعداد يصدق أن المسيح هو الله فلينظر إلى معاملته، آتي المسيح إلى العالم يا أحبائي لكي يخبرنا عن الآب، يقول لك: "الله لم يره أحد قط، الابن الوحيد الذي في حضن أبيه هو خبر"، بماذا خبر؟ خبر عن الآب، من هو الآب؟ الذي لم يره أحد قط، ذات يوم ظل أستاذ في مدارس الأحد يتحدث مع الأطفال عن الله، فكان يقول لهم ربنا عمل هذا، ربنا خلق ذلك ...... إلخ، وكان هناك طفل في الحقيقة لم يستوعب كلمة "ربنا"، فسأل الأستاذ من ربنا؟!، فالخادم وجد أن إجابة السؤال صعبة ولا يستطيع أن يشرحها للطفل من هو ربنا؟!، فقال له "ربنا يا حبيبي الذي هو يسوع" فأجابه الطفل: "نعم يا أستاذ الآن قد فهمت، إذن فلتكمل يا أستاذ"، فماذا يعني ذلك؟! يعني أننا قد عرفنا الآب عن طريق من؟ عن طريق الابن، الآب صفاته بالنسبة لنا هي صفات عالية، الخالق، غير المرئي، غير المحوى، غير المبتدأ، الذي لا يحد، يقول لك عنه غير المفحوص بمعني لا تحاول أن تفحصه، إذن هل سأظل أعبد إله وهو بالنسبة لي لم يرى وغير محوى وغير مفحوص وعندما يحدثوني عن الله أقول لهم أنه لا يراه أحد قط، يحدثوني عن الله أقول لهم لا يصلح أن نتكلم عن الله لماذا؟ لأنه غير مفحوص، فهل سنظل هكذا؟، يجيبك لا بل أنا لن أظل بعيد عن أولادي بهذه الدرجة، أنا سآتي وأسكن في وسطهم، عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا، هناك أشخاص لا تصدق بالكلام، قال لهم إذن الذي لم يصدقني بالكلام فليصدقني بالأعمال، إذن ربنا يسوع المسيح عندما جاء إلي العالم عمل وعلم، لأن هناك أفراد آتوا بالتعليم، هناك أفراد عندما سمعوا الكلام بهتوا، هناك أفراد عندما سمعوا يقول لك عنهم في سفر الأعمال أنهم "نخسوا في قلوبهم"، هناك أفراد أتوا عن طريق الكلام، لكن هناك أفراد لم تأتي عن طريق الكلام قال لهم إذا أنتم غير مصدقين الكلام صدقوا الأعمال، ما هي الأعمال يارب؟ قال لهم أنظروا أنا أتيت لكي أشفي الإنسان، أتيت لكي أخضع الطبيعة التي فسدت، أنا أتيت لكي أغلب الخطية وأغلب الموت وأغلب الشيطان، فإذا كنتم غير مصدقين هيا أنظروا، ستجد ربنا يسوع المسيح أخرج شياطين كثيرين لكي يقول لهم إذا أنتم غير مصدقين إن أنا في الآب والآب في عن طريق الكلام صدقوني عن طريق الأعمال، فإنني أنتهر الشيطان أنه يخرج وبالفعل يخرج، بل أنا أيضاً أحيانا أقول له ليس أخرج فقط ولكني أقول له أخرج وأذهب إلي أين، مثلما حدث مع مجنون كورة الجدريين عندما قال للشياطين أخرجوا وأذهبوا إلي قطيع من الخنازير، هذا يوضح السلطان، جاء ربنا يسوع المسيح ليريهم سلطانه على الشيطان، سلطانه على الخطية، قال لهم "من منكم يبكتني على خطية" فكانوا يحاولوا أن يصطادوه بكلمة، حاولوا أن يستغلوا له أي تصرف خطأ، ولكنهم لم يجدوا مطلقا لماذا؟ لأنه هو الذي بلا خطية وحده، لم يستطيعوا أنهم يصطادوه بخطية، وأثبت لهم، وعلمهم، وعرفهم أنه لم يأتي لكي يكون خاطئ لكن لكي يحمل خطية العالم فصار بلا خطية ولكن صار خطية من أجلنا، فجاء المسيح ليعلن سلطانه على الخطية، يعلن سلطانه على الشيطان، يعلن سلطانه على الموت، الموت الذي تسلط على العالم، الموت المخيف، الموت الرهيب، الموت الذي نقف أمامه جميعاً ضعفاء، مبهوتين، صامتين، عاجزين، فجاء المسيح أمام الموت لم يقف صامت ولم يكن عاجز، بل أقام نوعيات من الموتى ليعلن سلطانه على الموتى، وأكبر إعلان لسلطانه على الموتى أنه هو نفسه قام، فلم يعد الموت يغلبه وكانت نهايته ليست مثل نهاية الأشخاص الذين قاموا، فجميع الذين قاموا قد ماتوا مرة أخرى، لكن المسيح قام وصعد، لذلك هنا يقول لهم "أنا في الآب والآب في"، وإن لم تصدقونني بسبب الأقوال فصدقوني بسبب الأعمال، ستلاحظ أن ربنا يسوع أعلن سلطانه على الموت من خلال ثلاثة أقامهم:-
١- الفتاة التي كانت لازالت على فراش الموت وأقامها.
٢- ابن أرملة نايين الذي خرج من بيته ميت محمول في نعش في طريقه إلى الدفن.
٣- لعازر الذي أنتن وظل بالقبر أربعة أيام.
فهو أقامهم ولكل منهم مرحلة من مراحل الموت.
المرحلة الأولي: التي لازالت علي فراشها.
المرحلة الثانية: الذي كان في طريقه ليدفن.
المرحلة الثالثة: الذي دفن وظل في القبر أربعة أيام حتي أنتن.
وكأن ربنا يسوع المسيح جاء ليقول أنا أتيت لكي أتسلط على الموت بكل مراحله، ومهما كان قوي فأنا أستطيع أن أغلبه.
جاء لكي يتسلط على الطبيعة، الطبيعة التي فسدت، لأن الإنسان عندما أخطأ ليس فقط طبيعته التي فسدت، بل والطبيعة أيضا فسدت، الطبيعة فسدت، الأرض فسدت، لماذا؟! لأنها أكلت من ثمار الخطية، لذلك لعنت الأرض، قال الله لآدم: "ملعونة الأرض بسببك"، فهذه الأرض التي لعنت، والطبيعة التي فسدت، جاء المسيح يتسلط عليها ،جاء المسيح يشفي الطبيعة، لذلك وجدناه يمشي على المياه، ووجدناه ينتهر البحر، وينتهر الرياح، ويحول الماء إلى خمر، جاء يعلن سلطانه على الطبيعة، الطبيعة التي تمردت، الطبيعة التي فسدت جاء ليعلن سلطانه عليها. لذلك معلمنا بولس يقول لك "إذ أخضعت الخليقة للباطل لا عن إرادة بل من أجل الذي أخضعها على الرجاء".
لذلك الخليقة أخضعت للباطل، لكن جاء المسيح أخضعها، جاء المسيح تسلط عليها، لذلك يقول لهم إذ أنتم غير مصدقين لكلامي قوموا بتحليل الأعمال التي أعملها أنا، إذا لم تصدقوا كلامي، إن لم تؤمنوا بي فآمنوا بأعمالي، لتعلموا و تؤمنوا إني أنا في الآب والآب في، فهو تسلط على الطبيعة، وتسلط على الموت، وتسلط على الشيطان، وتسلط على الأمراض بأنواع أمراض كثيرة ومتنوعة، ستجد معظم أنواع الأمراض قد شفاها المسيح، وتجد معظم المراحل العمرية قد تعامل معها ربنا يسوع، فهو تعامل مع الرجل، ومع الشاب، مع المرأة، مع الفتاة، وكأن ربنا يسوع المسيح يريد أن يقول أنا أستطيع أن أشفي كل النفوس، ابن أرملة نايين شاب صغير، ابنة المرأة الكنعانية فتاة صغيرة، لعازر شاب، المرأة المنحنية سيدة كبيرة في السن، نازفة الدم متوسطة العمر، كل الأنواع من البشر أراد المسيح أن يعلن أنه إله الكل، وأنه قادر أن يشفي كل آلام الإنسان، والذي يركز علي معجزات ربنا يسوع المسيح سيجد هناك معجزات كثيرة تمس الرأس، فمثلاً يقول لك شخص مجنون، أعمى، أخرس، هذه الأمراض كلها في منطقة الرأس، رجل لديه يد يابسة هذه اليد، مرأة منحنية هذا الظهر، امرأة نازفة الدم هذه البطن، رجل مفلوج هذه الأرجل، بمعني الرأس واليد والظهر والبطن والأرجل، ماذا يعني ذلك؟! ماذا يريد أن يقول؟ يريد أن يقول أني أتيت لكي أشفي كل الإنسان، يريد أن يقول إن أي واحد منا مهما كان لديه عضو فاسد، ومهما تسلطت الخطية على أعضائه أو على عقله أو على إرادته أو على يده أو على أرجله، اليد في الكتاب المقدس تشير إلى الأعمال، والأرجل تشير للطريق والإرادة، فإن كانت أعمالنا فسدت، وإن كان طريقنا فسد، وإن كانت إرادتنا فسدت، وإن كان عقلنا فسد، وإن كانت عيوننا أو آذاننا فسدت، فكل ما فسد فينا المسيح آتى لكي يشفيه، لذلك يقول صدقوني، إن لم تصدقوني بسبب الأقوال فصدقوني بسبب الأعمال.
النقطة الأخيرة التي أود التركيز عليها أن كل واحد منا مدعو أن يلمس عمل الله في حياته الخاصة، كل واحد فينا لابد أن يقول مع ربنا يسوع المسيح أنا أصدقك بسبب الأقوال وأصدقك بسبب الأعمال، لكن أنا أصدقك بسبب ما تعمله معي أنا، ليس فقط ما تفعله مع الآخرين، لذلك عندما نقارن أحيانا بين معجزات العهد القديم ومعجزات العهد الجديد ستجد معجزات العهد القديم في مجملها غالباً تكون أمور عامة، ماذا تعني عامة؟ بمعني أن الله يشق البحر والجميع يسيروا فيه، هذه معجزة عامة، يمطر لهم من السماء من وسلوى معجزة عامة، يحرق سدوم وعمورة، يجعل الذي ينظر إلى الحية النحاسية يشفى من لدغة الحية، يأتي بعمود نار وعمود نور يتقدمهم في المسيرة في البرية، كل هذه معجزات لكن هذه معجزات عامة، يخرج لهم المياه من الصخرة، يحول لهم المياه المرة إلى مياه عذبة، كلها معجزات عامة، أما في العهد الجديد المعجزة أصبحت خاصة لأنها تمس كياني أنا كشخص، أنا كإنسان. نحن في الكنيسة يا أحبائي حقا كلنا نؤمن بربنا يسوع المسيح لكن كل واحد فينا له إيمان، وكل واحد فينا له عشرة مع المسيح، وكل واحد فينا له اختبار مع المسيح، وخبرة مع المسيح، ومذاقة مع المسيح، وكل واحد فينا المسيح يحدثه هو، وكل واحد فينا لمس شفائه في حياته الخاصة، وكل واحد فينا لمس قدرة الله في حياته الخاصة، هذا ما يريد ربنا يسوع أن يقوله اليوم، يريد أن يقول أنتم لابد أن تؤمنوا بي، الأعمال أمامكم والأقوال أمامكم، وإذا لم تصدقوني بالأقوال صدقوني بالأعمال لتعلموا وتؤمنوا إني أنا في الآب والآب في.
أجمل اختبار في حياتنا يا أحبائي أن نتذوق ربنا يسوع المسيح والذي يتذوقه تتغير حياته، والذي يتذوقه تتغير مفاهيمه، والذي يتذوقه تتغير أولوياته، تتغير أهدافه.
ما سر التشتت الذي في حياتنا؟ أننا لم نتذوق المسيح. لماذا العالم أغلى من الحياة الأبدية؟ لأننا لم نتذوق عذوبة المسيح.
لماذا نغلب من الخطية؟ لم نتذوق عذوبة المسيح.
لماذا مغلوبين من أنفسنا؟، لماذا دائما الوصية بالنسبة لنا في موضع صراع؟، لماذا الكسل الروحي؟
لماذا لا نستطيع أن نغفر؟، لماذا لا نحب أن نسامح؟، لماذا لا نستطيع أن نعطي؟، لماذا لا نستطيع أن نتجاوز أنفسنا في تطبيق الوصايا؟
لأننا لم نتذوق المسيح بعد.
لذلك المسيح يريد أن يقول لنا جميعاً هيا تعالوا، لا نجعل الأيام تمر علينا، لابد أن تؤمنوا إني أنا في الآب والآب في، صدقوا الأقوال، صدقوا الأعمال، صدقوا ما أقوله لكم أنتم، صدقوا ما أفعله معكم أنتم.
ربنا يعطينا في فترة الخماسين أن نتذوقه، المسيح قائم ليقيمنا، المسيح غالب الموت، غالب الخطية، غالب الشيطان.
يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائما أبديا آمين.

عدد الزيارات 1913

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل