حمل الصليب

Large image

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين . تحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل أوان وإلي دهر الدهور كلها آمين .

إنجيل هذا الصباح المبارك يا أحبائي فصل من بشارة معلمنا لوقا الإصحاح الرابع عشر، والذي يقول لنا "وكان جموع كثيرة سائرين معه فالتفت وقال لهم: من يأتي إلي ولا يبغض أباه وأمه وامرأته وأولاده وإخوته وأخواته حتى نفسه فلا يقدر أن يكون لي تلميذا ومن لا يحمل صليبه ويتبعني فلا يمكنه أن يصير لي تلميذا ".
ربنا يسوع وجد أشخاص كثيرة تذهب حوله، جمع كثير سائرين معه، أعتقد أنه كانت النتيجة الطبيعية أنه عندما يرى ناس كثيرة تذهب حوله ماذا يحدث؟ يصبح سعيد، يفرح، ويقول أنا أتباعي كثيرة، وسوف تزيد وتكثر، ونريد أن نجذب أكبر عدد من الناس، هذا المنطق الطبيعي لتفكير أي إنسان، لكن وجدنا ربنا يسوع نظر لهذا العدد الكبير وكأنه يريد أن يقوم بتنقيتهم، كأنه لم يغرم بهذا العدد الكبير، كأنه يريد أن يقول لهم هل أنتم تتبعوني بطريقة صحيحة أم لا؟، أم تأتوا خلفي لأجل معجزة، أم طعام، أم من أجل مرض، لماذا تأتوا خلفي؟ فعندما نظر خلفه قال لهم من يأتي إلي ولا يبغض أباه وأمه وامرأته وأولاده وإخوته وأخواته حتى نفسه أيضا لا يقدر أن يكون لي تلميذ، أنا أريدك أن تتخيل هذا الكلام عندما يقال لنا بهذا الشكل، شخص يقول لك أنت لابد أن تبغض نفسك وأبوك وأمك وزوجتك وأخوك وأختك وحتى أولادك، إذا لم تفعل هذا لا تقدر أن تكون لي تلميذا، ما هذا يارب؟! لماذا ترفض الجموع؟!، فمن الممكن أن تقوم بتشجيعهم قليلاً، يجيبك أنا أريد أن الذي يتبعني يكون يتبعني من أجل الملكوت، أنا أريد أن الذي يتبعني تكون تبعية حقيقية، لا أريد تبعية مزيفة، وبعدها قال لهم ومن لا يحمل صليبه ويتبعني فلا يمكنه أن يصير لي تلميذا، بعدما حدثهم عن أن الشخص ينبغي أن يبغض أهله ويبغض حتى نفسه بدأ يكلمهم عن أن من لا يحمل صليبه ويتبعني فلا يمكنه أن يكون لي تلميذا.
هذا يا أحبائي منهج ربنا يسوع المسيح، ربنا يسوع يريد أن نكون له، بالحقيقة له، بالكلية له، بجوهر كياننا له، ألا يتزاحم معه شيء في قلوبنا ولا في اهتماماتنا، أنه يكون حقا هو أعلى ما في حياتنا، ليست مجرد تبعية شكلية، وليس أن ربنا يسوع واحد من ضمن اهتمامات حياتي، واحد من ضمن العلاقات التي في حياتي، لا أبدا، المسيح يريد أن يصبح أعلى من ذلك بكثير، لا تقارن المسيح بأبوك ولا بأمك ولا بزوجتك ولا بأخواتك ولا بأولادك، المسيح أعلى بكثير وأعلى أيضاً من نفسك، عندما يكون الإنسان جوهر حياته نفسه بالتالي تكون جوهر الإنسان حياته، علاقاته، وبالتالي تكون كل علاقة هو يريد منها الأخذ، الإنسان في مرحلة من المراحل واحد من الفلاسفة قال أنا من عشرون عام كنت أحب أمي، من عشرة أعوام أحب زوجتي، الآن أحب أبنائي، ما هذه العلاقة؟ في الحقيقة هذه علاقة نفعية، عندما كان صغير قليلاً كانت أمه أهميتها كبيرة بالنسبة له، فكان متعلق بأمه قليلاً، بعد ذلك فقد كبر قليلاً أصبح لديه لون من ألوان الاعتمادية على نفسه فأمه قلت أهميتها قليلاً وأخذت مكانها زوجته، فكانت زوجته أعلى اهتماماته، بعد ذلك كبر قليلاً أصبح أهم اهتماماته أبنائه، الثلاثة خطأ، فهو لابد أن تكون أمه مهمة، ولابد أن تكون زوجته مهمة، وأولاده مهمين، لكن لا يتم مقارنتهم بالله، لابد أن يعرف أن محبته لأبيه ولأمه تكون في المسيح، محبته لزوجته في المسيح، محبته لأولاده في المسيح، محبته لإخوته في المسيح، والمسيح أهم، فالعلاقة ليست علاقة منافسة - لا - العلاقة علاقة جوهر حياة هو المسيح، هو الذي أعطى كل شيء، وأجدد محبتي له، اعترافي بفضله، لا أقارن بين علاقة وعلاقة، لذلك قال لك ولا حتى نفسك، عندما يكون الإنسان يا أحبائي يجعل نفسه مركز الحياة نفسه، نفسه الذات لديه هي مركز الحياة كلها، كل الأمور تدور حول ذاته، يريد أن يسترخي، يأكل، يشرب، يأخذ نقود، ملذات يريد حياته كلها لذاته ولملذاته، هو محور الحياة، قال لك لكي تعيش معي بطريقة صحيحة لابد أن حتى ذاتك هذه تبغضها، لابد حتى ذاتك هذه تصلبها، لابد حتى ذاتك لا تكون ضدها، لذلك يريد أن يقول لك أن حتى ذاتك لا تكون سبب حياتك.
معلمنا بولس يا أحبائي قال "أحيا لا أنا بل المسيح يحيا في" من مركز الحياة؟ أنا أم المسيح؟ ما هو مركز الاهتمامات الأرض أم السماء؟ الكلام صعب أقول لك صعب لأننا لم نتذوقه، صعب لأن الإنسان العتيق فينا هو الغالب، لكن عندما نعيش الخليقة الجديدة التي في المسيح يسوع التي قال عنها معلمنا بولس "إن كان أحد في المسيح يسوع فهو خليقة جديدة، الأشياء العتيقة قد مضت". الإنسان الذي يثور عليه ذاته، الذي يثور عليه كرامته، الإنسان الذي متطلباته لا تنتهي وتلح عليه، ولا يهدأ إلا عندما يقوم بتلبية طلباتها، وفي النهاية يصبح مسكين لأن كلما يلبي لها طلباتها يجد طلبات أكثر وأكثر فلا يهدأ ولا يشبع ولا يستريح، لماذا؟! لأنه يعيش لذاته، فماذا تفعل ذاته؟ تجعل حياته مرة، لكن إذا كان يعيش للمسيح فإنه يجد الأمر مختلف تماما، قال أحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيا، قال لك فما أحياه الآن في الجسد أحياه في إيمان ابن الله الذي أحبني وأسلم ذاته لأجلي أنا أعيش لأجله.
من هنا يا أحبائي كيف نري الحياة بأعين المسيح؟ وكيف نعيش علاقتنا بمشاعر المسيح؟ وكيف يكون محور حياتنا المسيح ليس أنا ولا العالم، لذلك قال لك "من لا يحمل صليبه ويتبعني فلا يقدر أن يكون لي تلميذا"، وكأن ربنا يسوع المسيح نظر للجموع الكثيرة التي تذهب معه وكان يريد أن يقول لهم هل أنتم تعلمون خلف من تذهبون؟! فليست القصة منظر ولا قصة عدد ولا مشاهدة معجزة هل تفكيركم في النهاية سوف أشفي مقعد أم أقيم ميتا؟!، وجميعكم تمتلئوا بنشوة الانتصار، لا مطلقاً، ففي الحياة معي أنت لابد أن تعرف أنه ينبغي أنا أكون في المقدمة ، قال من احب أبا أو أما أو زوجة أو أخ أكثر مني فلا يستحقني، ومن أراد أن يأتي ورائي فلينكر نفسه ويحمل صليبه كل يوم ويتبعني، هذا يا أحبائي شرط تبعية المسيح، لذلك يا أحبائي الأحداث التي تمر بها كنيستنا وبلادنا أحداث كثيرة ومؤلمة، لا نستطيع أن نقبلها إلا في المسيح، ليس لنا عزاء إلا في المسيح، الذي يعزينا وسط هذه الآلام كلها إن المسيح قال إن الباب ضيق، والمسيح قال أننا لا بد أن نحمل الصليب، عندما يعيش الإنسان يا أحبائي المسيح بالفعل، تكون الآلام بالنسبة له ليست أمور مؤلمة نفسياً عليه ولكنها وسيلة تؤدي إلى السماء، وجهة النظر مختلفة تماما.
هناك فرق يا أحبائي بين نظرة الشيطان للصليب ونظرة أولاد الله للصليب، الشيطان يري الصليب فيرتعب، يغتاظ، يتضايق هذا الشيطان، لكن أولاد الله ينظروا للصليب فيشعرون بالنصرة، أقول لك لكن الصليب ألم، الصليب موت، الصليب هذا دم، الصليب هذا يعني العار، قال لك الألم والعار والدم والموت بالنسبة لي هذا فخري، قال لك هكذا "أما أنا فحاشا لي أن أفتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح"، معلمنا بولس الرسول عندما وجد اليهود يفتخروا بالأنساب، بالممتلكات، بالأراضي، بالنسب، فيقولوا نحن من سبط .... ، نحن لدينا الأرض ..... ، نحن تحدث الله معنا، نحن المختونين، نحن الذين آخذنا المواعيد، نحن الذين لنا الأعياد، نحن الذين لنا العهود والشرائع، نحن الذين اخترنا، قال لهم إذن إذا كنت تعيش بهذه الفكرة فعش بها، لكن أريد أن أقول لكم هذه الفكرة لا تنجيكم ولن تخلصكم، أما أنا حاشا لي أن أفتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح، لن افتخر بنسبي، لن أفتخر أنا من أي سبط، لن أفتخر بكمية الأراضي التي لدينا، وليس بكثرة الممتلكات، أما أنا فحاشا لي أن أفتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح، لماذا؟ لأنه سر نجاتي، لذلك حملنا للصليب يا أحبائي لابد أن يكون أمام أعيننا، عندما نري هذه الأحداث المؤلمة نصلي للمتألمين ونشاركهم ألمهم، عندما نري هذه الأحداث المؤلمة نحن أنفسنا يكون لدينا إستعداد لقبول مثل هذه الآلام، نحن أنفسنا يكون لدينا إستعداد أن نجتاز هذه الآلام بسرور وفرح، وأقول هكذا "إن كانوا فعلوا هذا بالعود الرطب فكم يكون باليابس" إن كانوا عروا سيدنا يسوع المسيح، إن كانوا أهانوه، إن كانوا طردوه، إن كانوا تآمروا عليه، إن كانوا ظلموه، إن كانوا حسدوه، كل هذا على ربنا يسوع المسيح، إن كانوا فعلوا هذا بالعود الرطب كم يكون باليابس.
فلنقبل يا أحبائي أن نشترك في آلام ربنا يسوع المسيح، الإنسان الذي يعيش في المسيح يسوع هذه الأمور بالنسبة له ليست غريبة وليست جديدة، بل أريد أن أقول لك شيء أكبر من هذا فهي أيضا بالنسبة له شهية ولذيذة لأنها هي التي تصل به للأبدية، لكن النفس المربوطة بالأرض والنفس البعيدة عن روح المسيح تنزعج جدا وتثور جدا وتغضب جدا، لماذا؟ لأنه يرى في هذا أنه ظلم، افتراء، هو ظلم وافتراء حقا نحن لا نقول أن هذا ليس ظلم ولا افتراء، ولكن هل هذا غريب على منهجنا في المسيح يسوع؟ ليس غريب، فهل هذا يعني أن نستسلم، أن نصمت تماما، أقول إن كان هناك أي طرق لتوصيل الرأي أو لإبداء الرغبة في الدفاع عن النفس بشكل راقي، بشكل ممتلئ محبة، بشكل لا يمس سلامك الداخلي، فليكن، لكن وأنت تفعل هذا التصرف لابد أن تعلم أنك قابل، أنت قابل طريق الصليب، الأشخاص الذين يحدث لهم هذه الأمور ليسوا أفضل مننا، لابد أن نكون نحن أيضا لدينا نفس الاستعداد، لأنه قال لك هكذا، "فمن لا يحمل صليبه ويتبعني فلا يقدر أن يكون لي تلميذا".
ما الصليب الذي نحن نحمله يا أحبائي؟ لابد أن نحمل صليب، لابد أن يكون لنا صليب من داخلنا وصليب من خارجنا، فما الصليب الذي من داخلنا؟ أن تحمل آلام جسدك، جهاد ، صوم، وقفة صلاة، وأنت مرهق وأنت متعب، تصلب عينك، وتصلب حواسك، تصلب روح العالم التي بداخلك، فالذي يصلب من الداخل يعرف أن يصلب من الخارج، الذين صلبوا الجسد مع الأهواء والشهوات يعرفوا أن يصلبوا من خارج.
الصليب يا أحبائي لابد أن يخرج من الداخل للخارج، عندما يقبل الإنسان على نفسه أن يقطع عنه سلطان غرائزه وشهواته وطلبات جسده، والذي يستطيع أن يقف للصلاة ويرفع أيديه لله، صلاة بجسده، فعندما يتعرض الجسد لضيق يكون الجسد متقبل لأنه كان ثمرة جهاد في البداية.
معلمنا بولس قال "لا يجلب علي أحد منكم أتعابا" أي لا أحد منكم يستطيع أن يتعبني إذ أني أحمل في جسدي سمات ربنا يسوع، لا أحد يجلب علي أتعاب لأني حامل في جسدي سمات الرب يسوع، لذلك نظر ربنا يسوع المسيح إلى العدد الكبير هذا وقال لهم ما هذا؟! ما كل هذا الجمع؟ هل كل هذه الجموع صادقة؟ هل كل هذه الجموع تعيش المسيح؟ هل كل هؤلاء يعيشون الباب الضيق؟.
إذن أنا سأقول لكم على أمر مهم، أقول لكم الذي يريد أن يأتي ورائي لابد أن أكون أنا الأول بالنسبة له، لا يأخذني هكذا في وسط القائمة، لابد أن يبغض أبوه وأمه وزوجته وأولاده وأخواته، وبعد ذلك قال لك وحتى نفسه، وإذا تريدوا أن أوضح لكم ثانية أيضا، ومن لا يحمل صليبه ويتبعني، هنا من المؤكد أن الناس سوف تراجع أنفسها، من المؤكد أن هناك بعضهم يقولوا طريقك طريق صعب، طريق مستحيل، نحن سنتركك، يقول كنت أتمنى أن تكون معي، لكني أريدك أن تكون معي بطريقة صحيحة، من الممكن أن يرجعوا للخلف لفترة، يمكن أن يعودوا مرة أخرى، ويمكن أن يظلوا في الخلف طوال الوقت، المهم أن الاختيار لنا.
طريق الصليب يا أحبائي معروض علينا، طريق الوصية يا أحبائي معروض علينا، أن نكون للمسيح، طريق الوصية يا أحبائي أن نكون نحن للمسيح، ونكون سالكين في الباب الضيق، وأن نكون سالكين حسب أمر السماء، وألا تكون حياتنا حياة للأرض ولذواتنا، لا لذلك ربنا يسوع يظل يؤكد علينا هذه الحقيقة، وكل ظروف هذه الحياة الله يسخرها من أجل هذه الحقيقة، الله سمح يا أحبائي أن نحيا في أجساد ضعيفة، لماذا؟! لكي نحمل صليب، من منا لا يشعر بهوان الجسد؟، من منا لا يشعر بضعف الجسد؟، فقد كان من الممكن أن الله يعطينا أجساد أقوى من ذلك، لكن الله سمح أن نحيا في آنية ضعيفة، ما هو الإناء الضعيف؟ الإناء الضعيف هو الجسد، لذلك معلمنا بولس قال "إذ لنا هذا الكنز في أوان خزفية" المسيح داخلنا لكن إناء جسدنا هذا أناء خزفي، فهذه الأشياء الخزف دائما تكون ضعيفة، بمجرد أن تسقط فقد إنتهت، وتحطمت، وأصبحت قطع كثيرة وصغيرة، نحن الإناء الخاص بنا إناء خزفي، لماذا أعطانا الله إناء ضعيف؟! لكي نلجأ له، لكي لا نثق بأنفسنا، لكي نعرف أن خلاصنا به هو ليس بشيء آخر، وسمح أيضا أن الحياة التي نعيشها لا تكون حياة فيها كل ما نريده، لماذا فعل ربنا هذا؟، لماذا لا يعطينا كل شيء؟، لماذا كل الأشياء التي نتمناها يأخذها منا؟، لماذا ظروف الحياة دائما متقلبة؟، لماذا تكون ظروف الحياة غير آمنة؟، لماذا ترتفع الأسعار دائما، لماذا يكون كل فترة هناك حروب وتقلبات وثورات وأوبئة وأمراض وأوجاع؟، لماذا يكون هناك تقلبات سياسية؟، لماذا يكون هناك تقلبات اقتصادية؟، لماذا يسمح الله بذلك؟، نحن نريد أن نعيش في هدوء وسلام، قال لك لا بل انتبه فأنا أريدك أن تعلم أن ليست لنا هنا مدينة باقية ولكننا ننتظر العتيدة، أنا أريدك تعلم أنك سوف تعيش حياة بابها ضيق، وطريقها ضيق، وأريدك أن تعرف أن من لا يحمل صليبه ويتبعني لا يقدر أن يكون لي تلميذا.
لذلك ربنا يسوع المسيح عندما عاش بيننا لم يحيا حياة ناعمة، لم يسكن القصور، لم يحيا حياة ممتلئة ترف، أبدا فهو طوال الوقت ينتقل من مدينة إلى مدينة، وكان من أسرة فقيرة، ويعير، ويضطهد، ويطارد، ويهرب، ويأتي ما هذا الكلام كله؟ يريد أن يقول لك أن الحياة لن تكون هي المنتهى بالنسبة لنا، من لا يحمل صليبه، ظروف الحياة يا أحبائي الذي يسمح بها الله في أجسادنا تعلمنا حمل الصليب، أحداث مؤلمة تمر بها الكنيسة تعلمنا حمل الصليب، ننظر يا أحبائي إلى سيدنا يسوع المسيح، ننظر إلى كنيستنا، ننظر إلى تاريخها، ننظر إلى أجدادنا، أجدادنا يا أحبائي لم يكونوا يعرفوا أن يصلوا مثلنا الآن في كنيسة في وضح النهار، بل كانوا عندما يصلوا يكون قبل شروق الشمس يخرجوا، يصلوا في سراديب، يصلوا في أماكن قفرة، يصلوا وهم مطاردين، لكن هذا من المؤكد كان يعطي لحياتهم معنى، كان يعطي لحياتهم من الداخل قوة مع الله.
لذلك يا أحبائي هذه التجارب لابد أن نستفيد منها، تقوينا من داخلنا ولا تضعفنا، تجعلنا نسلك بمنهج حمل الصليب الحقيقي، تجعلنا نستعد بالأكثر، تجعلنا أكثر قوة وأكثر صلابة لأن هذا هو الطريق الذي قال عنه ربنا يسوع المسيح، لذلك معلمنا بطرس الرسول قال لنا "لا تستغربوا من البلوى المحرقة المحيطة بكم" لا تستغرب، لا تستغرب من الألم، لا تستغرب من الصليب، لا تستغرب لأن هناك أشخاص يكرهونك، لا تستغرب أن هناك أشخاص لن تستطيع أن تقبلك بجانبها، لا تستغرب أن هناك أشخاص ليست قابلة صلاتك، لا تستغرب، لماذا؟ لأن هذا ليس بجديد، فهذا هو المنهج الذي تعلموه آبائنا من جيل إلي جيل ونحن علينا يا أحبائي أن نتمسك بروح المسيح، نتمسك بروح الصليب، لأن هذا هو رجائنا، هذا هو قوتنا، وهو دالتنا، وهو عزائنا.
ربنا يعطينا يا أحبائي ألا نتبعه لغرض أرضي، وألا يكون سيرنا خلفه لمجرد تبعية جماعه، لا بل نحن نتبعه بكل قلوبنا ونخافه ونتبعه حاملين صليبنا لأننا اتكلنا عليه.
ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائما أبديا آمين.

عدد الزيارات 1679

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل