بنوة المسيح لله

Large image

جزء من رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 1:1 – 4" الله بعدما كلّم الآباء بالأنبياء قديما بأنواع وطرق كثيرة 0كلّمنا فى هذه الأيام الأخيرة فى إبنه الذى جعله وارثا لكل شىء الذى به أيضا عمل العالمين0الذى وهو بهاء مجده ورسم جوهره وحامل كل الأشياء بكلمة قدرته بعدما صنع بنفسه تطهيرا لخطايانا جلس فى يمين العظمة فى الأعالى 0صائرا أعظم من الملائكة بمقدار ماورث إسما أفضل منهم "الله كلّمنا فى إبنه0لدينا مشاعر أمينة وصادقة نحو إعداد خلاص ربنا للبشرية وتهيئة أنفسنا لإستقباله وقدومه0المسيح إبن الله ينال هجوم كثير من غير المؤمنين وينال صعوبات كثيرة ليس من غير المؤمنين فقط بل من العقل البشرى وكل نفس تبتعد عن فكر الله يصعب أن تستوعب أن يكون المسيح إبن الله يقال" لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد " الله يولد كيف ؟ مبدع الكون كيف تكون له صاحبة ؟ يتزوجها وينجب منها00هذا كفر0أن تقول أنّ المسيح هو إبن الله هذا كفركلمة " إبن " مشكلة0كلمة من الأسلوب البشرى ومن الصعب التكلّم عن الإلهيات بلغة البشرية والله عندما كلّم الإنسان كلمة بلغة البشرية ليستطيع فهمه يقول لى كلمة " إبن الله " فهى كلمة بشرية فى حدود اللغة لكى نفهم بعض الحقائق اللاهوتية لكن فى الحقيقة أنه ليس تعبير دقيق عن حقيقة ما بين الله وإبنه المسيح فكلمة " إبن " من اللغة البشرية الضّيقة التى حدودها قليلة وفكرها عاجز لكى تعبّر عن حقيقة الإلهيات صعب أن تعبّر عنها باللغة البشريةالقديس إغريغوريوس الناطق بالإلهيات :" ما من مرة نتكلّم عن اللاهوت إلاّ وجرحناه "نحن نخطأ عندما نتكلّم عن اللاهوت لأننّا نتكلّم بلغة البشر فالتعبير فيه شىء من العجز فاللغة لاتسغفنا لكى نأتى بتعبيرات بشرية نعبّر بها عن الإلهيات الأمر لا يقع تحت الماديات والعقليات أو المحسوسات فاللغة لا تسعفنا0بنّوة المسيح لله تختلف عن البنّوة البشرية إذا كان شخصين شخص والمسيح إبن الله00فيه إختلافات بين طبيعة بنّوة المسيح لله وطبيعة بنّوة شخص لشخص آخر0
(1) بنّوة روحية وعقلية ليست جسدية :-
من المستحيل أن يكون المسيح نتج نتيجة تزاوج أو تناسل بين الله وكائن آخر ثم جاء المسيح0بنّوة روحية دون تناسل مثل شخص يقول أنّ هذا الموضوع من بنات أفكارى 00يعنى عقلى تزوج ! هل عندما أقول أنّ هذا الشخص إبن مصر يعنى أنّ مصر تزوجت و أنجبت ؟رب المجد بنّوته لله الآب بنّوة روحية عقلية0جهاز مولّد الكهرباء فهو يولّد الكهرباء0هذا يعنى أنّ مولّد تزوج مولّدة وأنتجوا كهرباء !العقل يفكّر والإنسان ينطق وكل كلمة هى ناتجة من العقل0والشمس تولّد حرارة وإشعاعات 00هل نتيجة تزاوج ؟ لا00لا ليس كل لفظ " إبن " يكون نتيجة تناسل0
(2) بنّوة أزلية :-
شخص له تاريخ عيد الميلاد قبل هذا اليوم لم يكن موجود " كائن فى حضن أبيه منذ الأزل " ‘ إنها بنّوة ليست لها بداية وقال لهم : " أنّه قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن " طبيعته من طبيعة رسم جوهر الآب00الآب أزلى فالإبن أزلى00الآب كائن فالإبن أيضا كائن لا يوجد إبن بالجسد له صفة الأزلية لذلك أنه كائن مع الآب بغير إفتراق ميخا النبى : " مخارجه منذ القدم ومنذ أيام الأزل " " فى البدء كان الكلمة " البدء ليس له تاريخ قبل كون الأكوان0قبل كل الأزمان كان يسوع المسيح إن كان الإبن هو عقل الله الآب 00وإذا قلنا أنّ الإبن ولد فى تاريخ محدّد 00فهل معنى هذا أنّ قبلها أنّ الله الآب لم يكن له عقل ؟ لاهل عندما أريد أن أقول لك كلمة 00ولم أراك فى هذا الوقت وعندما رأيتك قلتها لك 00هل هذه الكلمة إتولدت عندما رأيتك0؟00لا00إتولدت قبلها بمدة 0كانت فى عقله 00إقنوم الإبن كائن فى حضن أبيه ولكن جاء وقت وظهر فى الجسد" عظيم هو سر التقوى الله ظهر فى الجسد " بنّوتة أزلية 00كلمة " إبن " لا تتفق مع الأزلية فلا يوجد تعبير أقرب " من إبن الله " لتشبيه العلاقة بين الله والآب ولكى لا نقول إنها وافية وشاملة وفى النهاية لغة بشر ومن الصعب أن نعبّر بلغة البشر عن أمور إلهية فلابد من التعبير عنها بلغة إلهية ونحن لا نكن آلهة ولن نفهم والله كلّمنا بلغتى كإنسان وكلّما النفس ترتقى فى معرفة الله تفهم أسراره وكلّما يعلن عهده وبره لمحبيه ولحافظى عهده0
(3) بنّوة غير منفصلة :-
أى إبن منفصل عن أباه 0الآب له تفكير والإبن له تفكير آخر 0الآب له سلوك والإبن له سلوك آخر0الآب له تاريخ ميلاد والإبن له تاريخ ميلاد آخر0إذا كانت بنّوة إلاّ إنها منفصلة0العلاقة بين الآب والإبن من حيث اللاهوت لا يوجد فيها إنفصال00لا يوجد فيها إذ كل منهما له فكر0كيان واحد " أنا فى الآب و الآب فىّ " بغير إنفصال0 " مثلما نفسك لم تنفصل عن جسدك وروحك لم تخرج من ذاتك " ، كائن واحد الثلاثة مع بعض0هكذا الكيان الإلهى لا تقول أنهّ يوجد إنفصال بين الله الآب والله الإبن هو ذات من نفس الذات 0هو جوهر من نفس الجوهر 00إذا كان الله خالق فالإبن خالق00وإذا كان الله قادر فالإبن قادر00إذا كان الله يدين فالإبن يدين0كل صفات الله الآب أعلنها لنا فى إبنه0كل صفات الله الآب كائنة فيه00لاهوت الآب هو لاهوت الإبن00" أرسلنى الآب الحى وأنا حى بالآب " ما الفرق بين بنّوة المسيح لله و بنوّتنا نحن له ؟
" الذين ينقضون بروح الله فأولئك هم أولاد الله "ما الفرق بين طبيعة إن أنا إبن ربنا والمسيح إبن الله0يوجد فرق بين الطبيعة الجوهرية وطبيعة التبنّى0بنوّتنا من النعمة00من التبنّى00من التفضلّ من الله " إنظروا أية محبة الله الآب حتى ندعى أولاد الله " الفرق بين بنّوة المسيح للآب وبنّوتنا له : أنها بنّوة جوهرية00لا يوجد إختلاف بين جوهره كإبن وجوهره كآب أمّا أنا إبن الله بالنعمة البابا شنوده : نحن نقول له البابا 00أيوجد فرق بين بنوّتنا للبابا شنوده وبنوّتنا لله فالإبن المسيح من نفس جوهر الآب 0بنوّتنا للآب بنّوة نعمة وتبنّى فضل من محبتة ومن نعمته من قبل إحساناته علينا دعانا أولاد له ورحمته بنوّة الإبن للآب بنّوة جوهرية حقيقية طبيعية يحمل نفس جوهره ويحمل نفس صفاته بنوّتى أنا لله بنّوة نسبية لكن بنّوة الإبن للآب بنّوة حقيقية0أنا إبن مصر بنّوة نسبية بنّوة المسيح للآب بنّوة لا نظير لها وغير موصوفة يعنى بنّوة لا يعبر عنها بلغة بشرية" وحيد الجنس "" أمونوجنيس "كلمة " إبن " لا تشمل كل هذا الكلام معا ولكنها قريبة من اللغة البشرية وتعبّر عن حقيقة العلاقة بين الله والإبن0فالإبن يحمل صفات ورسالة أبوه ويكون وافى لوالده فهذه الكلمة تهاجم كثيرا " إبن " الله له إبن هذا كفر00كلمة لا تفى المعنى حقه0قاصرة00عاجزة" من رآنى فقد رأى الآب " سمعان الشيخ : " أنه يكون لسقوط وقيام كثيرين وأنه علامة تقاوم " لابد أن يكون لديك الإيمان الراسخ الثابت " هو أخذ الذى لنا وأعطانا الذى له "لقب " إبن الإنسان " يثبت أنهّ أخذ جسدا وصار إنسانا وأنهّ شابهنا فى كل شىء ماعدا الخطية وحدها بدأ المسيح يستخدم عبارة " إبن الإنسان " فى مواقف كثيرة تقال فيها عبارات عن طبعه كإله لا عن طبعه كإنسان إنجيل مرقس 2: 5 " أنّ لإبن الإنسان سلطان أن يغفر الخطايا على الأرض " أنه ليس إنسانا وصار إلها ولكنّه إلها وصار إنسان0وأنهّ فى جوهره إله وأصبح إنسانا0فى جوهره إله وعندما ظهر فى الجسد يثبت أنهّ إنسان مثلنا يقول :" من الآن ترون السماء مفتوحة وملائكة الله يصعدون وينزلون على إبن الإنسان " يو 5: 27 " أعطاه سلطان أن يدين أيضا لأنهّ إبن الإنسان "فالدينونة إختصاص الله الآب ولكن فى هذه الحالة الإبن هو الذى يدين00الله شابهك فى كل شىء ليستعلن فى الأبدية لا يكون غريب بالنسبة لك ولا تخاف منه لأنهّ إقترب إليك الأنبياء قالوا له :" لا تكن لى رعبا "" بأحشاء رحمة إلهنا التى بها إفتقدنا المشرق من العلا " أخذ فقرنا وخطايانا وحكم الموت كل هذا من حبه لنا ولابد أن يكون إنسانا أتأمّل فى هذه النبوة وأكون أمين لها لأنى أصبحت من أحد أعضاءها بولس الرسول : " إن كنّا أولاد فنحن ورثة أيضا " الإبن عندما أخذ صورة بنويتنا وبارك طبيعتنا وأعطانا مجده ونعمته وقرّبنا لله دالة وشفاعة وأصبح من المسئولية أن نحيا كأولاد الله0ولذلك نحن قدّام نعمة ربنا ورحمته لا نعرف ماذا نقول ولا نستطيع تقديم ذرة حب أمام جبال المراحم التى أفاض بها علينا ولا نستطيع تسبيحه وتمجيده كما يستحق حبه 0لا نستطيع تقديم الحب والخضوع والبنّوة الحقيقية 0أخذت جسدكم لكى أباركه وأرفعكم تحرّر من قيودك : إلبس نعمتى وإملأ مصباحك بالزيت 0هذا الجسد لابد أن يجاهد ويسهر ويعطى لله حقه كأب مسكين الإنسان الذى لا يقدّم صلاة أو خضوع وشكر ويفقد ميراثه و يحيا فقير وهوغنى ويفقد حقه فى بنوّته للآب بنّوة المسيح بنّوة روحية فتشملنا وتنتقل إلينا ولأنّه تشارك معنا فى اللحم والدم وكل جزء من أعضاءنا ملك له ربنا يفتح أذهاننا لكى نفهم طبيعة لاهوته وحقيقة بنّوته0وشرط معرفة الله الآب هوالإقتراب إليه" الذى يحبنى أعلن له ذاتى " ربنا يسند كل ضعف فينا بنعمته أمين

عدد الزيارات 2825

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل