صداقة القديسين

Large image

بنعمة ربنا سنتحدّث عن جُزء بسيط مِن سِفر صموئيل الثانى 1 : 23 – 27[ شاول ويوناثان المحبوبان والحُلوان فِى حياتِهِما لمْ يفترِقا فِى موتِهِما 0أخفّ مِنَ النسور وأشدّ مِنَ الأسود0يا بنات إِسرائِيل ابكيِنَ شاول الّذى ألْبَسَكُنّ قِرمِزاً بالتنّعُمِ وجعل حُلىّ الذّهبِ عَلَى مَلاَبِسِكُنّ0 كيفَ سَقَطَ الْجبابِرة فِى وَسَطِ الْحرْبِ0 يوناثان عَلَى شوامِخِك مَقْتُول0قَدْ تَضَايَقْتُ عَلَيْكَ يا أخىِ يُوناثان0 كُنْتَ حُلواً لىِ جِداً0مَحَبّتُكَ لىِ أعْجَبُ مِنْ مَحَبّةِ النّسِاءِ0 كَيْفَ سَقَطَ الْجَبابِرةُ وَبَادَتْ آلاَتُ الْحَرْبِ ]" مجداً للثالوث الأقدس "داود النبى يُحِب يوناثان إِبن شاول الملِك جِداً ، وتعلّقت أنفُسهُم بِبعض جِداً رغم أنّ الّذى ينظُر لهذهِ الصداقة يُلاحظ أنّ هُناك فيها شىء مِنَ التعجُب لأنّ داود هو الّذى كان مُرشّح لِمُلك بنى إِسرائيل ويوناثان إِبن شاول الملِك أيضاُ مُرشّح للمُلِك ، فمِنَ المفروض أنّ الإِثنينِ مُتنافِسينِ ومع هذا كانوا فِى حُبٍ شديد جِداً ، لِدرجة أنّ اليوم الّذى قيل فيهِ لداود عن موت يوناثان بكى بُكاءً صعب جِداً وحزِن جِداً وجعل كُلّ الناس تأتىِ لترثىِ وتبكى على يوناثان ، فإِنّ داود قال [ يا بنات إِسرائيل ابكين شاول000كيف سقط الجبابرة فِى وسط الحرب ] ،[ قد تضايقت عليك يا أخىِ يوناثان 0 كُنت حُلو لىِ جِداً ] 0فسوف نتحدّث معاً عن موضوع صداقة القديسين صداقة القديسين عِبارة عن إِتحاد روحىِ ، صداقة مِنَ نوع روحانىِ ، لا تستطيع أن تفهمه إِلاّ بالروح ، تجِدهُم مُتحدِين ببعض بإِتحاد وثيق دون أى منفعة ، دون أى تعارُض ، دون أى مصلحة ، دون وجود مصالح ذاتيّة فِى الوسط ، دون غيره ، دون حسد ، دون حِقد ، محبّة روحانيّة فكثيراً ما نجِد بين أبائنا القديسين صداقات روحانيّة جِداً مِثل صداقة داود النبىِ ويوناثان ، فإِنّ داود هُنا عِندما كان يتكلّم عن شاول مع أنّ شاول كان يكره داود وكان شاول يذوق الويل والمُر لداود ، وهُنا يقول [ يا بنات إِسرائيل ابكين شاول الّذى البسكُنّ قرمزاً بالتنّعُم وجعل حُلى الذهب على ملابِسكُنّ ] وهُنا داود يُريد أن يقول أنّ المملكة فِى عصر شاول إِزدهرت ، وأنّ الناس الّذين كانوا فُقراء أصبحوا أغنياء ، فالفضل فِى هذا للملِك شاول ، فإِنّ هذا الكلام خارِج مِنَ فم داود النبىِ الّذى كان يُعتبر عدو مُنافِس لشاول وكان شاول يُطارِد داود ليقتُلهُ أينما ذهب ، ومع ذلك يقول داود [ ابكين شاول ] ، ويقول داود ليوناثان [ كُنت حُلواً لىِ جِداً ] فكان هُناك نماذِج كثيرة مِنَ القديسين كُلّ واحِد فِى حُبّه للآخر محبّة حُلوة جِداً ، أعجب وأجمل مِنَ محبّة النساء مثلما يقول داود النبىِ ، هُناك كثيراً مِنَ القديسين لهُم صداقات مع أُمِنا العذراء توصِل لِمحبّة حُلوة جِداً جِداً وشفاعة وطلبة وتوسُلّ وخضوع ، لابُد يا أحبائى أن يكون لينا هذا الحُب بيننا وبين القديسين ، حُب صداقة ، حُب روحانىِ ، حُب مِنَ الداخِل ، ويكون لنا شُفعاء مِنَ القديسين ، ويكون كُلّ شخص مِنِّنا صديق للقديسين ، فيُقال عن القديس البابا كيرلس السادس أنّ صداقتهُ للقديس مارِمينا كانت تفوق عن صداقة إِثنين إِخوات توأم ، فإِن الإِخوات التوأم تكون روحهُم فِى بعض وطريقة تفكيرهُم زى بعض ولا ينفصِلوا أبداً ، هكذا صداقة مارِمينا والبابا كيرلس ، وكثير ناس كانوا يروا البابا كيرلس يسير وكان يسير بِجواره القديس مارِمينا وكانوا يهتِفوا بإِسم مارِمينا ، فكان يسألهُم البابا كيرلس لِماذا تهتِفون بإِسم مارِمينا ؟ فكانوا يُجاوِبوه بأنّهُم كانوا يروا مارِمينا يسير بِجواره فكثيراً ما كان يرى البابا كيرلس السادس أشخاص حزانى وبِهُم هِموم فكان يدعو لهُم ويقول " مارِمينا ويّاكُم " ، وعِندما يقولها لأى شخص يشعُر بعد ذلك بأنّ هُناك قوّة دخلت إِليهِ ، فعِندما يوصىِ مارِمينا البابا كيرلس بأنّهُ يعمّر لهُ الدير بِتاعه فيكون رد البابا كيرلس " حاضر " ويهتِم بتعمير الدير بِتاعه ، ويوم ما يحِب البابا كيرلس أن يُدفِن يوصىِ بأنّهُ يُدفِن فِى دير مارِمينا حبيبة ، فإِنّهُ حُب روحانىِ يصِل إِلى درجِة كبيرة جِداً جِداً أكبر مِنَ أى تعبيرات جسديّة فهُناك تكون عِشرة وصداقة وروحانيّات وطلبات بين القديسين والأشخاص ، فكان البابا كيرلس مع السيّدة العذراء هُناك عِشرة قويّة ، فكثيراً مِنَ الناس تأخُذ مِنَ أُمِنا العذراء أُماً لها كأنّها أُم لهُم ، فإِذا إِتخذنا مِنَ القديسين إِخوة لنا فنأخُذ أُمِنا العذراء أُم لنا ، فكان البابا كيرلس يهتِم بأن يُنير قنديل أُمِنا العذراء بنفسه كُلّ يوم طوال ما هو فِى منزله وطوال ما هو فِى الرهبنة وطوال ما هو بطرك فإِنّهُ كان يحِس بِمِنَ تكون هذهِ المرأة بالنسبة لهُ ، ففِى داخله عِشرة جميلة داخِل قلبه وداخِل حياته ، وكما كُنّا نقول أنّ مارِمينا كان يترأى كثيراً للبابا كيرلس ، فكذلك السيّدة العذراء كانت تترأى مع البابا كيرلس فيجِب أن نخرُج مِنَ إِطار الشكليّة ، مِنَ إِطار المعرفة العقليّة التّى بيننا وبين القديسين ، فعِندما يسألنا أحد ما الّذى تعرِفهُ عن مارِمينا ؟ فنرُد عليه ونقول نعرف عنّه إِنّه كان بطل وكان شُجاع وكان جُندى ! فهذا لا يكفىِ ، يجِب أن يكون لِكُلّ واحِد منّا لهُ عِلاقة شخصيّة وعلاقة قوية كشفيع وكأب ، علاقة روحانيّة ، مثلما يكون للإِنسان إِتكال على شخص يكون لهُ سُلطان أو يكون لهُ جاه أو يكون لهُ معارِف ، لابُد أن يكون لنا قوّة هذهِ العلاقة مع القديسين فإِنّ الكنيسة أُمِنا يا أحبائى تؤمِنَ بأنّ كُلّ أيقونة للقديس هى حضور للقديس ، فكُلّ أيقونة يا أحبائى يتِم التبخير أمامها ويُعطى السلام لِهذا القديس لأنّ الكنيسة تؤمِنَ أنّ جماعة المؤمنين مُتحِدة بِجماعة المُنتصِرين ، وتؤمِنَ أنّها حِضور للسماء وحِضور للأرض فِى نُقطة إِلتقاء واحِدة ، ففِى الكنيسة تكون مليئة بأيقونات القديسين لأنّنا نؤمِنَ بأنّهُم يكونون جالِسين معنا ، فهُم سبقونا وأكملوا وغلبوا ونحنُ أيضاً عتيدين أن نُكمِل خلاصنا بيهُم وبواسِطتهِم وبشفاعتهِم ، لِذلك يا أحبائى وجود أيقونات عديدة فِى الكنيسة فإِنّ هذا معناه أنّنا جالسين مع رعيّة بيت أهل الله ، جالسين مع الأعضاء الحيّة ، جالسين مع النفوس التّى إِتحدت بِمُخلّصها وجاهدت وغلبت وكسبت ، فإِنّهُم هُم القدوة ، هُم العلامات التّى على الطريق الّذى يجِب كُلّ واحِد يرى أى علامة مِنَ هؤلاء فيعترِف أنّهُ كسب ودخل للسماء ، فالصداقة هُنا صداقة وعِشرة وحُب فيُقال عن أحد الأباء البطاركة فِى الصوم الكبير كان زيادة فِى النُسك وزيادة فِى حُب العِشرة العميقة مع ربنا فإِنّهُ أحبّ أن يلبِس مِنَ الداخِل مسوح( خيش ) وبما أنّهُ بطرك وراهِب وأنّهُ كان يخجل أن يوصىِ أى حد أن يخيّط لهُ هذهِ المسوح لأنّهُ إِذا قال لأى أحد بخصوص هذا الموضوع فعِندما يعرِف فيبتدى أن يقول للناس والناس تتكلّم عنّه بأنّ البطرك سوف يلبِس مسوح ، فهو كان نِفَسه يلبِس مسوح ولكنّهُ لا يعرِف مَنَ الّذى يُخيّط لهُ هذهِ المسوح ؟ وكان محتار مَنَ الّذى يعمل لهُ هذهِ المسوح وظلّ يُصلّىِ ويتشفّع بأُمهِ السيّدة العذراء ، فإِنّ السيّدة العذراء جاءت لهُ ومسكت المسوح وخيّطتها لهُ على مقاسه وألبسِتها لهُ وهو فرِح جِداً بأنّ المُشكِلة التّى كانت لديهِ إِتحلِت وأنّ المسوح عملتها لهُ السيّدة العذراء ، ولِذلِك حتى لا يعرِف أى شخص بخصوص هذا الموضوع ففِى يوم مِنَ الأيام جاء لهذا البطرك شخص ليعترِف عِندهُ وكان إِعترافه فيهِ شىء مِنَ الصعوبة وكان بإِعترافه تجاوزات ، فكان البطرك إِنتهرهُ بِشدّة وحزن منهُ جِداً وقال لهُ إِنت عملت شىء مُحزِن جِداً وبِذلِك إِنت تحزِن المسيح وإنت مِنَ المُمكِن أن تكون سبب لعنة للكنيسة ، فكان البطرك وبّخ هذا الشخص بِشدّة ، فخرج هذا الشخص مِنَ عِند البطرك وهو حزين جِداً لأنّهُ أحسّ أنّهُ مِنَ المُمكِن أن تكون توبته هذهِ توبة غير مقبولة لأنّ البطرك يعتبر إِنتهرهُ ، فإِنّ هذا الشخص وهو خارِج مِنَ عِند البطرك تقابل مع سيّدة وقالت لهُ أُدخُل وقُل للبطرك بتقول لك الخيّاطة بتاعتك إِقبل توبتىِ ، فدخل وقال لهُ عِندما خرجت تقابلت مع سيّدة جميلة جِداً وشكلها وديع جِداً وتقول أنّها الخيّاطة بتاعتك ، فإِستغرب البطرك وقال أنا ليس عِندى خيّاطات ، فرد عليه الرجُل أنا لا أعرِف فهى قالت لىِ ذلك ، فلّما راجِع نفسه شويّة البطرك فعرِف أنّ هذهِ السيّدة هى العذراء مريم فمِنَ المُمكِن أن يكون لنا علاقة بيننا وبين أبائنا القديسين ، علاقة حُب وأبوّة وبنّوة ، علاقة سد إِحتياجاتنا ، بس المُهِم يكون للإِنسان العِشرة الروحانيّة معهُم ، العِشرة الروحانيّة التّى تُعطىِ للإِنسان دالّة معهُم وتُعطىِ لهُ رؤية ، فكُلّ قديس بِكُلّ صِفاته يُحاوِل كُلّ شخص إِنّه يتبِّعها ويحاول أن يسعى وراها ويمشىِ وراها فيُقال عن القديس البابا كيرلس السادس عِندما كان يُبخِرّ أمام كُرسىِ مارِمرقُس كان يقِف بالبخور لِمُدّة طويلة وكان يضحك ، ففِى مرّة مِنَ المرّات سألهُ تلميذه وقال لهُ يا سيّدنا إِنت لِماذا تفعل كُلّ هذا ؟ إِنّك تُعطىِ بخور وتنحنىِ وتضحك 00لِماذا كُلّ هذا ؟ والكنيسة لا يوجد بها أى شخص ، فرد البابا كيرلس عليه وقال لهُ أنّ مارِمرقس جالِس يا إِبنىِ على الكُرسىِ مبسوط وبيضحك ، أنت لا تراه ، فقال لهُ أنا لمْ أراه يا سيّدنا ، فقال لهُ ربنا يُدّيك يا إِبنىِ وتراه ، فإِنّهُ يشعُر فِعلاً أنّهُ أمام حضره القديس وهو بيصلّىِ معاه وهو بيصلّىِ لهُ وهو بيتشفّع بيه ، فإِنّ القديسين أعضاء حيّة وليس أموات ولا هُم عِظام ولا هُم مُجرّد صور ولكنّهُم أحياء لِذلِك يا أحبائى هذهِ العِشرة والمحبّة يجِب أن تُترجم فِى حياتنا إِلى عِلاقة عِشرة قويّة فِى الداخِل ، ويكون لِكُلّ واحِد فينا قديس وقديسة وعشرة وعشرين نتشفّع بيهُم ، يجِب أن نُعّوِد أنفُسنا عِند وقوفنا للصلاة أن لا نختِم الصلاة سريعاً بل نُردّد أسماء القديسين الّذين نعرِفهُم ، فنطلُب مِنَ أُمِنا العذراء مريم والشهُداء والقديسين والبطارِكة والأباء والنُسّاك والأبرار ونطلُب لِكُلّ الأسماء الّذين نعرِفهُم ، ومِنَ المُمكِن أن نوزّع خطايانا على القديسين وطلباتنا على القديسين ، فمثلاً نقول بِشفاعة الأنبا أبرآم ونطلب منهُ ونقول يا أنبا أبرآم أعطينا رحمة مِثل التّى كانت لديّك ، ونطلُب مِنَ الأنبا بيشوى ونقول لهُ إِشفع فينا عِند المسيح حتى يُخلّصنا مِنَ الكسل الّذى فِى الصلاة فأنت كُنت بتجاهِد جِداً وأنت كُنت بتربُط شعرك ، ونطلُب مِنَ السيّدة العذراء ونقول لها أعطينا الدالّة التّى لك ، أعطينا حِضورك وأعطينىِ أحشائك التّى إِحتوت جمر اللاهوت ، فأنتِ لُغز بالنسبة لىِ وكُلّ واحِد منّا يظِل يعدّد فِى الطلبات والتشفُعات بالقديسين وأشعُر بأنّهُم أرواح خادِمة وأشعُر بيهُم ونذكُر أسمائهُم و ليس لِمُجرّد خِتام الصلاة سريعاً نذكُر شفاعة العذراء فقط ولكِنّنا نُكلّم ناس لهُم سُلطان وحضور ولهُم دالّة ولهُم صفة أمام المسيح ، ونطلُب مِنَ أبو سيفين سيف الجِهاد الروحىِ لطرد الشياطين بهِ ، ونطلُب مِنَ مارِجرجس شجاعة الإِيمان وعفّة الحواس وقوّة الشباب وإِعلان الإِيمان أمام الملوك ، ونطلُب مِنَ كُلّ قديس عطيّة سماويّة وأكيد هُم لا يبخلوا علينا بيها أبداً فيُقال عن القديس الأنبا بيشوى أنّهُ عِندما كان يقرأ سِفر أرميا النبىِ كان يأتىِ لهُ أرميا النبىِ بِنِفَسه ويجلِس بِجواره ويشرح لهُ الكثير مِنَ المعانىِ ، لِذلِك يُقال عن القديس الأنبا بيشوى ( بيشوى الأرمىِ أو بيشوى أرميا الجديد ) ، فإِنّ مِنَ المُمكِن قديس مِنَ خِلال صداقتهُ لنبىِ يشعُر بأنّهُ يفهم بِنِفَس إِسلوب هذا النبىِ 0ياه000لهذهِ الدرجة000نعم لهذهِ الدرجة فمِنَ المُمكِن وإِذا كُنت بقرأ المزامير ألقى نِفَسىِ لا أستطيع أن أفهم أى جُزء فمِنَ المُمكِن أن أقول يا داود النبىِ تعالى وفهّمنىِ هذهِ الآية ، مِمكِن جِداً لأنّهُ هو الّذى كاتبها ومِنَ المُمكِن أنّ داود النبىِ يأتىِ ويفهّمها لىِ ونحنُ فِى هذهِ الحالة لا نشعُر بأنّهُم هُم فِى سماء ونحنُ فِى أرض ولا نكون فِى عُزلة عنهُم أبداً ولكِنّنا كنيسة واحِدة ، كنيسة مُتصِلة ، فيجِب أن نشعُر بالعِشرة مع القديسين وأنّنا نسيج واحِد ، وأنّهُم فِى السماء موجودين لأجل خدمِة خلاصِنا وموجودين مِنَ أجل إِحتياجاتنا ، وأنّهُم موجودين مِنَ أجل أنّهُم يساعدونا فِى طريق الجِهاد ويتشفّعوا لينا أمام الملِك المسيح عن ذلاّتنا وهفواتنا وضعفاتنا ويعطونا قوّة ومعونة فِى جِهادنا الروحىِ قيل عن الأنبا شنودة رئيس المتوحدين أنّهُ عِندما كان يقرأ أسفار الأنبياء كان يأتىِ لهُ كُلّ نبىِ مِنَ الأنبياء ويجلِس بِجواره ويُفهّمهُ النبّوة بِتعته ، ومثلما كان الأنبا بيشوى صديق أرميا النبىِ وكان الأنبا شنودة صديق لِحزقيال النبىِ وكان يجلِس بِجوارهِ وذات مرّة أعطى الأنبا شنودة رئيس المتوحدين إِلى أحد تلاميذه تدريب يسهر الليل كُلّه يقرأ أسفار الأنبياء الصِغار الإثنى عشر بالعهد القديم ، فهذا التلميذ ظلّ يقرأ إِلى أن نام أثناء القراءة ، فكان قد قرأ حوالىِ 4 أسفار مِنَ الأنبياء الصِغار ، فظهر حزقيال النبىِ إِلى الأنبا شنودة وقال لهُ إِذهِب وأيقظ تلميذك فإِنّهُ قد قرأ 4 أنبياء فقط فإِنّ كُلّ سِفر كان يقرأهُ كان النبىِ كاتِبهُ يذهِب إِليهِ وكان يقِف معهُ ، فإِنّ هُناك 4 أنبياء واقفين ، إِيِقظهُ حتى يُكمِل الإِثنى عشر حتى نجتمِع كُلّنا معاً ، فذهِب الأنبا شنودة حتى يوقِظ تلميذه فقال لهُ لِماذا تكاسلت ونِمت ياإِبنىِ إِنت وصلت إِلى أى جُزء ؟ فقال لهُ عِند السِفر الخامس ، فقال لهُ طيّب يا إبنىِ كمِلّ ، إنت تعرِف إِنّك عِندما كُنت تقرأ السِفر كان يأتىِ النبىِ كاتِبهُ ويقِف معك ، لِماذا كسّلت ؟ هيّا لِتُكمِل باقىِ الأسفار أنا عاوز أقول أنّ هُناك علاقة حياة بيننا وبين القديسين وبين الأنبياء ، فإِذا أحد منّا تشفّع بقديس فلا يفتكِر أنّ هذا القديس لا يسمع أو لا يأخُذ باله ، أبداً فإِنّهُم أحياء لله ، لِذلك الكنيسة تضع مجمع قديسين فِى القُداس وفِى التسبِحة مجمع طويل جِداً لِنتشفّع بِكُلّ القديسين لأنّهُم سندنا وقوّة الكنيسة وأنّهُم علامات بأنّ الكنيسة تحيا فِى طريق المسيح بِدون أخطاء وبِلا عيب وأنّهُم العلامات التّى تُحقّق سلام وأمان الكنيسة لِذلِك الكنيسة فِى كُلّ قُدّاس فِى قمّة صلاة القُدّاس إِستدعاء الروح القُدس ، كُلّ القديسين والشُفعاء بتوعها وتتكلّم عن الأنبياء والرُسُل والأبرار والنُسّاك والمتوحدين ، ولابُد أنّ الكنيسة تستدعىِ كُلّ هذهِ الأرواح وكُلّ الآباء القديسين والسيّدة العذراء ويوحنا المعمدان وإِستفانوس والبطاركة ورؤساء البطاركة ، والكنيسة تقوم بإِستدعاء الكثير والكثير والكثير مِنَ القديسين لأنّهُم أعضاء حيّة فِى الكنيسة ، فإِنّهُم سِر غلبة الكنيسة وسِر قوّة الكنيسة ، فإِنّهُم أعمِدة الكنيسة فهُناك قديسين كثيرين بينّهُم وبين بعض دالّة وعِشرة وحُب ، فإِنّهُم يقولوا عن القديس يوحنا ذهبىّ الفم أنّهُ كان مُحِباً جِداً للقديس العظيم بولس الرسول لِدرجِة أنّهُ كان سِر فلسفِة يوحنا ذهبىّ الفم وإِنطلاقه فِى الكلام ، وقوّة عِظاته ترجع لِقوّة عِشرته مع بولس الرسول ، وكأنّ بولس الرسول بِقوّة كلامه التّى نقرأها فِى كلامه نُلاحِظ أنّها موجودة فِى القديس يوحنا ذهبىّ الفم ، فلِذلك لقّبتهُ الكنيسة بِهذا اللقب فإِنّ كُلّ كلِمة يقولها كأنّها ذهب ، فهذا جاء مِنَ عِشرته القويّة مع القديس بولس الرسول وقيل عن القديس يوحنا ذهبىّ الفم أنّ أحد تلاميذه دخل عليه ولقاه أنّهُ جالِس مع شخص وكُلّ ما يدخُل عليه يلاقيه جالِس مع نِفَس الشخص ، وبعد وقت دخل عليه مرّة أُخرى يلاحظ أنّ نِفَس الشخص يجلِس معهُ ، وبعدها قال التلميذ للقديس يوحنا أنّ الضيف الّذى كان يجلِس معك غاب جِداً وأنّ الناس مصالِحها تعطّلِت ، فقال لهُ القديس يوحنا يا إِبنىِ كان لا يوجِد أى شخص عِندى ، فهل لاحظت أى شخص خرج مِنَ عِندى ؟ فقال لهُ التلميذ لأ يا أبانا ، ولكِن عِندما كُنت أدخُل إِليّك كُنت أرى شخص يجلِس معك00فمَنَ هذا الشخص ؟ وعِندما رفع عينه هذا التلميذ رأى صورة جميلة للقديس بولس الرسول وقال لهُ هذا الشخص الّذى كان يجلِس معك ، فقال لهُ القديس يوحنا أُسكُت( بس خلاص ) فلابُد يا أحبائى أن يكون لينا الإِحساس بأنّ القديس كائن حىّ أعرِفهُ ويعرِفنىِ وينظُر لإِحتياجاتىِ ويكون شريك لىِ وأتشفّع بيه أمام المسيح ، إِذا كان هذا واحِد وصل وأنهى جِهاده بِسلام وإِتكلِلّ بأكاليل مجد وكرامة ، فالمفروض تكون علاقتىِ بهُ قويّة ، حتى نأخُذ مِنَ حياته وصِفاته فكثيراً مِنَ الناس نِفوسها مُتعلّقة بالقديسين بِمحبّة عجيبة جِداً وبِعِشرة قويّة ، وقوّة الكنيسة فِى أنّها مؤسّسة على دم المسيح والّذى رواها هو دم 00بِذار دم شُهداء وأعراق قديسين أحبّوا المسيح بِكُلّ قلوبهُم ، لِذلِك فإِنّ لا يوجد أحد منهُم لهُ طلِبة عِند المسيح والمسيح يُخزِلهُ ، ولا يُمكِن أنّ شخص أرضى المسيح بِجِهادات كثيرة جِداً ويكون لهُ طلِبة عِند المسيح ويقول لهُ المسيح 000لأ ، فإِنّهُم ياما تكون لهُم دالّة وشفاعة وكثيراً ما يكون لهُم قبول أمام عرش المجد قبولهُم أمام عرش المجد هذا الّذى يُعطيهُم قوّة وسُلطان ، هذا الّذى يُعطيهُم أصالة ، وهذا هو الّذى يُعطينا دافعة تِجاههُم ، ولابُد أن ندخُل معهُم فِى عِشرة نتعّود فِى بيوتنا أن يكون لنا شفاعة مع قديس اليوم ، ومِنَ المُمكِن أن نظلّ طوال اليوم فِى ترديد إِسمهُ ونطلُب شفاعتهُ ، ونهتِم بتواريخ القديس أكثر مِنَ تواريخ عيد الميلاد ، فعِندما نرتبِط بالقديسين ونعّود أولادنا بأنّهُم يرتبِطوا بالقديسين فنكون بنقدّم لهُم كنز مِنَ المُمكِن أن لا يعرِف أى أحد أن يُقدّمهُ لهُم ، لِذلك لابُد أن يكون لنا عِشرة مع قديسى الكنيسة ، ومِنَ المُمكِن أن نقتنىِ مجموعة صور للقديسين مُختلِفة الأحجام كتذكار لهُم ، ومِنَ المُمكِن أن نُجهّز مكان خاص ونضع فيهِ صورة قديس اليوم ونعمل لهُ تذكار فِى هذا اليوم بوضع صورته فِى هذا المكان ، وبهذا نكون أعضاء فِى الكنيسة الحيّة ، فنحنُ ليس ناس بِدون جذور ولا ناس مِنَ غير قوّة ، لِذلك نقول فِى القُدّاس " لِكى يكونوا هُم عِوضاً عنّا 00يتشفّعون فِى طلباتنا00وضعفِنا ومسكنتنا " ، فهُم عِوضاً عنّا ، إذا كانوا هُم واقفين ويتشفّعوا عِوضاً عنّا ، فكيف يكون قديس مِنَ القديسين يتشفّع عنّا ونحنُ لا نُكّون عِلاقة معهُ ؟فإِذا كان لنا قضيّة ووكِلّنا عنّا مُحامىِ فكيف لا يكون لنا عِلاقة مع هذا المُحامىِ الّذى سيُدافِع عنِنا ، فإِنّ القديسين مُحاميين عنِنا فهُم يتشفعون فِى ذُلِنا وضعفِنا ومسكنتنا ، فهُم المُحاميين الّذين لنا ، فمِنَ الُممكِن ربنا يُعطينا نِعمة ومعونة بِقوّة وبِشفاعة صلواتهُم ، فكيف نحنُ لا نطلبهُم ؟ لِذلك يا أحبائى هُناك ناس تدخُل فِى عِشرة قويّة مع قديس لِدرجِة أنّها تعرِفهُ مِنَ صِفاته ، إِذا كان شخص لهُ قضيّة ومُحتاج شفاعة مِنَ القديسين فهُناك قديسين مُميّزين بالنسبة للقضايا مِثل القديس أبو سيفين و الأمير تادرُس 0 فإِنّ هذا الكلام يأتىِ مِنَ عِشرة وليس مِنَ فراغ فهى حياة تسلُّم ، والكنيسة بتسلّم هذهِ الحياة ويجِب أنّ كُلّ واحِد مِنّا يسلّم هذهِ الحياة لأولادنا فإِنّ القديسين علامات نور تكون محفورة بِداخِل أذهاننا وداخِل قلوبنا وداخِل حياتنا وليس مُجرّد تذكارات بِدون معنى ولا بِدون حياة فيُقال عن إِحدى الأُمهات رؤساء الأديُرة أنّها على عِلاقة قويّة جِداً بالقديسين ، تعرفهُم وتراهُم وتمشىِ معهُم فيكلّفوها بأمور ، وفِى ذات مرّة مِنَ المرّات كان يتِم توضيبات بكنيسة على إِسم القديسة دميانة وأثناء قيام العُمال بهذهِ التوضيبات فإِنّ العُمّال رأوا واحدة منّورة نازلة مِنَ أعلى ومشِت وسط الرملة والزلط ومشيت إِلى أن وصلِت إِلى المذبح ووضعِت يداها على المذبح ، فالعُمّال خافوا وذهبوا إلى الأُمهات الراهِبات وحكوا الّذى حدث ، فقالوا الأُمهات الراهِبات إِنّها القديسة دميانة ، إِنّها مبسوطة بالكنيسة التّى تتدشّن وهى أحبّت أن تأتىِ لتُعطىِ لكُم علامة مُفرِحة وتُعطينا إِحساس بِحضورها ، وعِندما جاءت رئيسة الدير وقالت إِحكوا لىِ ما الّذى حدث ؟ وعِندما حكوا لها الموضوع فقالت لهُم : ما الّذى كانت ترتديه وما هو كان شكلها ؟ فأجابوها وأروها علامات أقدامها التّى كانت فِى الرملة عِندما سارت وسط الكنيسة فإِنّها كانت واضِحة جِداً جِداً فعِندما رأت علامات الأقدام قالت لهُم أنّها أقدام السيّدة العذراء وليس الست دميانة ، فأنّها مِنَ أرجُلها ومِنَ الملامح ومِنَ طريقة المشى ومِنَ الملابس عرفِت مَنَ تكون هذهِ التّى ظهرت ، فإِنّ الناس التّى لها علاِقة بالقديسين تستطيع أن تُميّزهُم جيّداً وبِصفاتِهِم وبطريقة مشيهِم ، فهذهِ هى علاقة قويّة 00علاقة حياة لِذلِك يا أحبائى فِى كُلّ تذكار قديس لابُد أن يكون لنا إِحساس بالقديس ، فلا يجِب أن يكون مثلاً اليوم تذكار للملاك ميخائيل ويمُرّ علينا كأنّهُ أمر عادى ، فإِنّ الملاك ميخائيل هو رئيس جُند الرّبّ ، فإِنّ الكنيسة تقول عنهُ فِى تذكاراتِها أنّهُ رئيس جُند الرّبّ الّذى يقف أمامك ويشفع فِى البشر 0فإِنّ الملاك ميخائيل يقِف أمام الرّبّ ومع كُلّ سجود لهُ مع عظمِة وبهاء الله أنّهُ يدعوه أن يترأف على البشر ، ويتغاضى عن ضعف وخطايا البشر 0فإِذا كُنت أنا ليا هذا الشفيع فكيف أن أترُكهُ ؟ فإِذا كان كُلّ مجد هذا القديس أمام عظمِة العرش فكيف أن أحرِم نِفَسىِ مِنَ العلاقة التّى بينىِ وبينّهُ ؟ فكثيراً أشخاص يعيشون مع عِلاقة رائعة مع القديسين ويتشفّعوا بيهُم 00أتذكّر واحدة كان لها طلِبة عِند ربنا فكانت تضع ميعاد لهذهِ الطِلبة وكانت تتنفّذ فكان الميعاد هو 21 طوبة فهو ميعاد نياحة السيّدة العذراء مريم فهى مع كُلّ مُشكِلة وطِلبة فإِنّها تضع ميعاد مُعيّن وهو عيد نياحة السيّدة العذراء 0
فمِنَ المُمكِن أن يكون لأى شخص طِلبة مُعيّنة فيضع لها تاريخ 9/3 وهو تاريخ نياحة البابا كيرلس السادس ، فإِنّهُ يضع هذهِ الطِلبة على البابا كيرلس ، يُقال عن القديسين أنّهُم يُحبّوا جِداً الأشخاص التّى تصنع تذكاراتهُم ويُحبّوا جِداً الناس التّى يُمجدّونهُم فِى تاريخ تذكاراتِهِم ، ويُقال أنّ القديسين يُلبّوا طِلبات الأشخاص التّى تكون فِى يوم عيده بالذات ويكون لهذا الطلب إِحتمال كبير لتلبيته فإِذا كان عيد ميلاد أحد أولادكُم وفِى هذا اليوم عِندما يطلُب أى طلب فلا تكسفوه ، فكذلِك فِى أيام أعياد القديسين عِند وجود طِلبة لنا عِندهُم سوف يُلبّيها لأنّ هذا اليوم فِى السنة هو الإِحتفال بهُم فعِندما يطلُب أى طِلبة مِنَ ربنا فلا يكسفهُ فلابُد أن يكون هذا الأمر راسخ وأصيل فِى حياتنا ، ويُقال أنّ ذات مرّة سيّدة عملت بعض أعمال صدقة لإِخوة الرّبّ فِى تذكار نياحة البابا كيرلس فأتت بأُرز ومكرونة وأشياء أُخرى ووضعِت كُلّ جُزء فِى كيس وهى تعرِف بعض العائلات لِتوزّع عليّهُم الأشياء التّى نذرتها هذهِ ، فإِنّها قامت بمجهود كبير جِداً لأنّها كانت تذهب لِكُلّ أُسرة إِلى المنزِل وكانت تصعد على سلالِم وتمشىِ مشاوير كبيرة جِداً ، وفِى أخر اليوم عِندما ذهبت لمنزلها وهى مُجهدة جِداً مِنَ كُلّ هذا المجهود الكبير ، وهى عِندما وصلت لمنزلها وعِندما بدأت تجلِس لترتاح رأت أمامها البابا كيرلس وهو سعيد ويبتسِم وقال لها كُلّ شىء وصلنىِ ، كُلّ تعبِك هذا وصلّىِ ، وكُلّ شىء وكُلّ تعب إِنتِ تعبتيه وصلنىِ لِذلِك فِى تذكار القديسين لابُد أن نتشفّع بيهُم وتعمل أعمال خاصة لهُم ويكون لينا إِحتفال خاص بيهُم لأنّهُم لهُم المجد والكرامة التّى تليق بيهُم لأنّهُم قديسى الله الّذين أحبّوه وأرضوه إِذا كان داود النبىِ تعلّقت نفسه بيوناثان للدرجة التّى كان يقول عليه أنّهُ كان حُلو جِداً لهُ ، ونحنُ أيضاً يكون لنا عِشرة مع كُلّ قديس وتقول أنت كُنت لىِ حُلواً جِداً ربنا يسوع المسيح الّذى أعطانا أن نكون فِى كنيستهُ التّى بها طغمات مِنَ القديسين والملائكة ورؤساء الملائكة والّذى أعطانا كُلّ هذهِ الكنوز قادر أن يُمتّعنا ييركتهُم حتى يكونوا هُم عِوضاً عنّا ويتشفّعون فِى ذُلّنا وضعفنا ومسكنتنا ربنا يسنِد كُلّ ضعف فينا بنعمتهُ ولإِلهنا المجد دائِماً أبدياً آمين .

عدد الزيارات 4755

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل