حوار حول التجسّد الإلهى

Large image

يقول بولس الرسول فى رسالته لأهل رومية " أنّ الله أرسل إبنه فى شبه جسد الخطية ولأجل الخطية دان الخطية بالجسد " ما معنى أنّ الله جاء فى شبه جسد الخطية ؟ إنّ الذى فعل الخطية إنسان وكان لابد أن يفدى بإنسان فكان لابد أن يأتى الله فى شبه جسد الخطية ولأجل الخطية دان الخطية نقول أنّ السيد المسيح أخذ جسد00هل جسده يشبه جسدنا أم يختلف عنه ؟ وإن كان يختلف لماذا ؟ وفى أى شىء ؟
بعض البدع تقول أنّ جسد يسوع جسد خيالى00لا00كان جسد حقيقى بلحم ودم وأنسجة00ما الذى يثبت ذلك ؟ لأنّه تألّم وجاع وعطش وتعب وسال دمه عرق فى بستان جثسيمانى 00ليس له أين يسند رأسه00نام00كل هذا يثبت حقيقة الجسد نقول فى القداس " تجسّد و تأّنس " فما الفرق بين التجسّد والتأّنس ؟ * تأّنس تفيد أنه أخذ طبيعه الإنسان فى مشاعره وأحاسيسه لأنه بكى على لعازر00أيضا قال نفسى حزينة جدا حتى الموت00غضب فى الهيكل وقال " بيتى بيت الصلاة يدعى " هذه مشاعر إنسان صارخ00أيضا تأثر بسبب الأرملة التى فقدت وحيدها وأقامه لها00تحّنن على الجموع " تحّنن إذ رآهم مثل خراف بلا رعية " وأشبعهم00شارك فى عرس قانا الجليل التجسّد هو أنه أخذ جسد يجوع ويعطش و يتعب و إذا هو جسد بدم ولحم وله مشاعر وأحاسيس لكى يكون له نفس كياننا جاء يسوع المسيح من العذراء مريم بدون زرع بشر بل حبل به بالروح القدس فكيف يكون إنسان ؟أخذ الجسد البشرى الإنسانى من العذراء وأيضا بدون زرع بشر لأنّه لو كان بزرع بشر لكان فيه تسلسل خطية آدم إذا لا يصلح للفداء لذلك كان لابد أن يكون جديد ومختلف عن سائر البشر لذلك جاء من الروح القدس00ولأنّه ليس بزرع بشر لكنه إنسان لذلك تلّقبه الكنيسة وحيد الجنس ليس آخر مثله هو فريد فى طبعه وتجسّده وكيانه وليس له مثال00كلنا واحد لكنه جاء بالروح القدس ومن العذراء لذلك هو وحيد الجنس وكان إنسان كامل00لكى يفدى الإنسان كان لابد أن يكون إنسان وبلا خطية لذلك ولد من العذراء ومن الروح القدس حتى لا يكون فيه تسلسل الخطية مثل البشرعندما تجسّد السيد المسيح كثيرا ما كان يظهر بصورة ضعيفة فمثلا فى بستان جثسيمانى صار عرقه كقطرات دم وجاء ملاك و قوّاه00كان يحزن ويبكى ويضطرب ويجوع00كيف ؟ كون أنّ السيد المسيح يظهر فى صورة ضعفنا فنضع بجانب ذلك الضعف لأجلى و نيابة عنى فمثلا جاع لأجلى ونيابة عنى 00عندما إضطرب بالروح كان لأجلى ونيابة عنى00وعندما جاء الملاك ليقويه كان لأجلى ونيابة عنى وعندما تجسّد أخذ بالفعل جسد حقيقى فكان لابد أن يجتاز رحلة آلام حقيقية ويأخذ ضعف البشر لكى يشارك البشر وإلاّ كان يمكنه أن يفدى بكلمة00لا 00لكى يفدينا السيد المسيح لابد أن يصير واحد منّا " إذ تشارك الأولاد فى اللحم والدم إشترك هو أيضا فيهما لكى يبيد بالموت ذاك الذى له سلطان الموت " إذا لم يكن له جسد مثلنا فلن يموت وكان شرط الفداء موت فكيف يتم الموت على شخص ليس هو إنسان ؟ " غير المتجسّد تجسّد " 00 و " الكلمة صار جسدا " الغير قابل للموت صار قابل للموت لينوب عنى وليفدى من هم محكوم عليهم بالموت ومن هنا جسد المسيح كان محور الفداء لأنّه هو القابل للموت إتحاد اللاهوت بالناسوت هل كان اللاهوت يخفّف من آلام الناسوت ؟ ما دور إتحاد اللاهوت بالناسوت فى مثل هذه المواقف ؟الناسوت متحد باللاهوت لكن اللاهوت لم يخفف شىء من آلام الناسوت أى أنّه كان على الصليب يشعر بكل الآلام00السياط00الإكليل00اللطم وإلاّ كان غير مجتاز للآلام ولأنّه بشر عندما دخل أورشليم كان يشعر بما يأتى عليه فحزن و إكتأب وحزن على أورشليم وقال عنها لا يترك فيها حجر على حجر وكان يعلم أنّه داخل ومقدم على رحلة آلام مرّة يجتازها بمرارة رغم أنّه متحد باللاهوت القديس كيرلس الكبير شبّه إتحاد اللاهوت بالناسوت كإتحاد الحديد بالنار إذا طرق يقع الطرق على الحديد ولا تتأثر النار أو تنفصل بل تتشكّل مع الحديد00إذا الناسوت فقط هو القابل للألم كيف نفسّر موت المسيح على الصليب ؟ هل نقول أنّ الناسوت فقط هو الذى مات أم الناسوت المتحد باللاهوت ؟ وكيف نقول أنّ اللاهوت مات ؟ إذا مات الناسوت دون إتحاده باللاهوت يكون قد فدى نفسه فقط وليس البشر كلهم لأنّ شروط الفداء ثلاثة أن يكون إنسان وبلا خطية وغير محدود00إنسان وبلا خطية موجودة فى يسوع كناسوت لكن غير محدود لأنّه متحد باللاهوت 00فإذا مات الناسوت فقط يكون محدود وبذلك يكون فدى نفسه فقط ولكن الذى أعطى قيمة لفداء المسيح هو أنّه متحد باللاهوت فكيف يموت اللاهوت ؟ الكنيسة تقول " يا من ذاق الموت " أى لم يبتلع من الموت بل ذاقه أى قبله00فى القداس نقول " أمين أمين أمين بموتك يارب نبشّر " لو كان الناسوت فقط مات ما كان لموته قيمة وإن كنّا نتناول الناسوت فقط لكنّا آكلى لحوم بشر00لكننا نأخذ جسد إبن الله لذلك قيمة موته أنّه متحد باللاهوت ولذلك يوم الجمعة العظيمة نمجّد المسيح غير المائت هل بقليل أن يموت إقنوم الإبن ويقبر أى يوضع فى قبر !! لو لم نقبل هذه الكلمة على اللاهوت ونقبلها عن المسيح نكون بذلك معترفين أنّ الإبن أقل من الآب00لكننا لنا إيمان أنّ اللاهوت متحد بالناسوت حتى فى موته وهو الذى أقامه لذلك إنفصلت نفسه عن جسده لكن لاهوته لم ينفصل قط لا من جسده ولا من نفسه إذا الجسد الميت كان متحد باللاهوت وهذا ما أعطى للفداء قيمة لأنّه فدانا كإله وليس ناسوت فقط 00قبل الموت وذاقه لذلك عندما أراد الموت أن يبتلعه إبتلع هو الموت " أين شوكتك يا موت أين غلبتك يا هاوية " قال له أنا لست مثل باقى البشر وأراد الموت أن ينزل به إلى الجحيم فقبض عليه يسوع وفتح الجحيم وأخرج أسرى الرجاء000إذا مات وذاق الموت صعب أنّه يقبل أن يكون له جسد ويكون موضع سخرية وإهانة ويجوع ويعطش عندما قيل أنّه يخالط العشارين والزناه كان لاهوته متحد بناسوته وعندما جثى فى بستان جثسيمانى وصار عرقه كالدم كان لاهوته متحد بناسوته00إذا يوجد قبول من اللاهوت لآلام الناسوت لكى يتم تدبير الفداء00مثل وزير تربية وتعليم لديه إبن فى مراحل التعليم لابد أن يجتاز الإبن الإمتحان لكى يعلن للجميع أنّه متفوق وإذا رفع عنه الإمتحان يكون الأب غير عادل 00هكذا إذا رفض اللاهوت آلام الناسوت يكون غير عادل لكنه قبل الموت مع الناسوت فى إتحاد هل هذه العبارة صحيحة أم خاطئة ؟ " الآب والإبن والروح القدس هم إقنوم واحد " ؟بالطبع عبارة خاطئة لأنّ هذه العبارة هى بدعة الآب والإبن والروح القدس هم ثلاثة أقانيم 00وكلمة أقنوم تعنى صفة مميّزة الآب هو أقنوم والإبن أقنوم آخر والروح القدس أقنوم ثالث ولكل منهم عمله وصفاته المختصّة به00الآب غير الإبن غير الروح القدس ولكنهم واحد كيف ؟ كما أنّ الجسد غير النفس غير الروح ولكنهم شخص واحد00وليس لأنّنا فى مجتمع يهاجم الثالوث ننكر هذه النقطة وننساها00لا00 " الآب إختارك والإبن تجسّد منك والروح القدس ظللك " هكذا قال الملاك للعذراء00لا يمكن أن نبدّل أحدهم بالآخر لكنهم فى إتفاق ووحدة الثالوث00كما إنى نفس وجسد وروح والكل فى إتفاق لخدمة كيانى الإنسانى وليس فىّ إنفصال وإذا حدث إنفصال بينهم يختّل الكيان 00وإذا إنفصلت الروح عن النفس والجسد يموت الإنسان لأنّه وحده واحده لكن كل منهم له صفة وعمله وتدبيره00هكذا الله ثلاثة أقانيم ولكل منهم صفته وعمله وتدبيره فى إتفاق لتتميم تدبير معيّن إلاّ أنّ الآب فى الإبن والإبن فى الروح القدس لذلك قال السيد المسيح " من رآنى فقد رأى الآب " 00 " كل شىء يفعله الإبن يفعله بالآب " يقول القديس كيرلس " كل شىء يفعله الآب فى الإبن بالروح القدس " الآب يقول نفدى والإبن يفدى والروح القدس ينقل لنا الفداء والخلاص وكل ما يعثر علينا فهمه نفهمه بالروح القدس " يعلّمكم كل شىء و يذكّركم بكل ما قلته لكم " إتفاق كامل دون أى تداخل أو تعارض لخدمة كيان إلهى واحد00وإن قلنا أنّ شروط الفادى إنسان بلا خطية وغير محدود سنجد أنّ هذه الشروط لا تنطبق إلاّ على يسوع 00لذلك الآباء يتغنّوا بالتجسّد والبعض يقول ألّم يجد طريقه أخرى للفداء ؟! نقول أنّ الله أتى لكى يفدى " والكلمة صار جسداً وحلّ بيننا " لأنّه يستحيل أن يفدينا إنسان عادى بخطية أو يفدينا آخر ليس إنسان ولنقيم مقارنة بين الأبرار والسيد المسيح :-
إنسان بلا خطية غير محدود
موسى النبى
الملاك ميخائيل
العذراء مريم
السيد المسيح
العذراء حبل بها مثل باقى جنس البشر لأنها إنسان00لذلك سنجد أنّ المسيح هو المكتمل شروط الفادى لذلك فدانا وصنع معنا رحمة ووفّى العدل الإلهى 00 فى نفس الوقت مات ( أجرة الخطية ) ولم يفنينا00رحمتة لم تفنينا وموته وفّى العدل الإلهى إذا تخيلّنا أنّ المسيح لم يأتى وفعلنا الخطية فكم ذبيحة تكفينا ؟ كثيراً جداً00السيد المسيح دفع الثمن والدين كله لأنّ الذبيحة مهما كانت محدودة 00لذلك الذبيحة الدموية لا تكفى لأنّ الخطية كانت غير محدودة لأنها ضد الله الغير محدود لذلك فدانا بدم نفسه لأنّه غير محدود فحمل خطية العالم كله ووفّى الدين عنّا لذلك مناسبة الميلاد تحتاج منّا كل فرح ووقار وتأمّل لأنها بداية الخلاص " كيف ننجو نحن إذا أهملنا خلاص مقداره هذا " ربنا يسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائما أبديا أمين

عدد الزيارات 2133

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل