القيامة والأبدية

Large image

الكِنِيسَة تَجْعَلْنَا نَحْتَفِل بِفِتْرِة القِيَامَة خَمْسِين يَوْم وَكَأنَّهَا تُرِيدْنَا أنْ نَعيش فِي فَرْحَة مُسْتَمِرَة لاَ تَتَوَقَفْ القِيَامَة تُدْخِلْنَا فِي مَعْرِفِة الأبَدِيَّة الْمَسِيح قَامَ يَوْم الأحَد وَيَوْم الأحَد هُوَ اليَوْم الثَّامِنْ وَاليَوْم الثَّامِنْ مَعْنَاه اليَوْم الجَدِيدْ أوْ الخَلِيقَة الجَدِيدَة الكِنِيسَة تَقُول سَأجْعَلَك تَحْيَا اليَوْم الثَّامِنْ طَوَال خَمْسِين يَوْم كَيْفَ يُوْم أحَدٌ يُسَاوِي خَمْسِين يَوْم ؟ تُجِيبَك الكِنِيسَة هذَا هُوَ حِسَاب الأبَدِيَّة إِذاً فِتْرِة الخَمَاسِين هِيَ يَوْم أحَدٌ طَوِيل الكِنِيسَة تَجْعَلَك فِي الخَمَاسِين تِفْطَرْ يَوْم الجُمْعَة لأِنَّ يَوْم الجُمْعَة فِي الخَمَاسِين يُسَاوِي يَوْم أحَدٌ القِيَامَة هِيَ فَرَح أبَدِي القِيَامَة تُعَرِّفْنَا الأبَدِيَّة مِنْ خِلاَل :-

1- مَعْرِفَة جَدِيدَة لِلْمَسِيح :
تَخَيَّل أنَّنَا مِنْ الإِثْنَى عَشَرْ تِلْمِيذْ أوْ مِنْ السَّبْعِين رَسُول أوْ مِمَنْ عَايَشْ الْمَسِيح عَلَى الأرْض حَتَّى الصَّلِيب وَإِنْ كُنَّا قَدْ تَرَكْنَاه عِنْدَ الصَّلِيب لِلضَّعْف البَشَرِي لكِنْ رَأيْنَاه قَائِمْ وَلَمَسْنَاه قَائِمْ هَلْ مَعْرِفِتْنَا لَهُ سَتَظَلْ قَبْل القِيَامَة مِثْل بَعْدَهَا ؟ لاَ لَنْ يَكُون فِي ذِهْنِي مُجَرَّدْ رَجُلْ مُعْجِزَات أوْ نَبِي أوْ رَجُلْ حَكِيمْ مُقْتَدِرْ لاَ كُلَّ هذَا تَغَيَّرْ وَأصْبَحْت أتَعَامَلْ مَعَهُ عَلَى أنَّهُ حَيٌّ قَائِمْ مِنْ الأمْوَات وَأسْجُدْ لَهُ بِالرُّوح وَالحَقٌّ وَأصْرُخ لَهُ رَبِّي وَإِلهِي ( يو 20 : 28 ) مَرْيَمْ المَجْدَلِيَّة قَالَتْ لَهُ رَبُّونِي وَكَلِمَة " رَبُّونِي " فِي العُرْف اليَهُودِي لَهَا ثَلاَثَة كَلِمَات هِيَ " رَب " وَتُسَاوِي " مُدَرِس " " رَبِّي " وَتُسَاوِي " أُسْتَاذْ " " رَبُّونِي " وَتُسَاوِي" عَمِيدْ جَامِعَة "أوْ بِمَعْنَى آخَرْ " رَب = كَاهِنْ " " رَبِّي = أُسْقُفْ " " رَبُّونِي = بَطْرِيَرْك " مَرِيَمْ المَجْدَلِيَّة وَضَعَتْ الْمَسِيح فِي أعْلَى دَرَجَة مِنْ دَرَجَات الحُكَمَاء وَهذِهِ دَرَجِة الإِيمَان الَّتِي تَنْقِلْنَا لَهَا القِيَامَة لاَبُدْ أنْ يَتَغَيَّرْ الْمَسِيح فِي نَظَرَك لِذلِك لاَ تَتَعَجَّبْ عِنْدَمَا تَقْرأ سِفْر أعْمَال الرُّسُلْ وَتَجِدْ الرُّسُلْ يَتَكَلَّمُون عَنْ قِيَامِة الْمَسِيح أكْثَرْ مِنْ حَيَاته لأِنَّ قِيَامَتِهِ حَقَّقَتْ فِدَائه فَإِنَّهُ لَوْ كَانَ قَدْ مَاتَ فَقَطْ يَكُون فَدَانَا لكِنْ أُمْسِكَ مِنْ المَوْت وَالكِتَاب يَقُول{ إِذْ لَمْ يَكُنْ مُمْكِناً أَنْ يُمْسَكَ مِنْهُ }( أع 2 : 24 ) لأِنَّهُ غَلَبْ المَوْت لِذلِك قَامَ مِنْ المَوْت الكِنِيسَة تُرِيدَك أنْ تَسْتَوْعِب القِيَامَة فَتُعْطِيك خَمْسِين يَوْماً لِتَعْرِف الْمَسِيح القَائِمْ وَيَثْبُتْ فِي قَلْبَكْ تِعْرَف الْمَسِيح القَائِمْ الغَالِبْ المُنْتَصِرْ مَعْرِفَة الْمَسِيح القَائِمْ تُحَوِّل الغِير مُؤمِنْ إِلَى مُؤمِنْ وَالخَائِفْ إِلَى شَهِيدْ ألَيْسَ بُطْرُس الرَّسُول كَانَ خَائِفْ وَأنْكَرْ وَأثْبَتُوا عَلِيه{ لُغَتَكَ تُظْهِرُكَ }( مت 26 : 73 ) وَهُوَ أنْكَرْ هُنَاك لَهَجَات تُظْهِر الشَّخْص مِنْ أي بَلَدْ وَمِنْ ضِمْن هذِهِ اللَهَجَات اللَهْجَة الجَلِيلِيَّة وَهيَ لَهْجِة بُطْرُس وَرَغم ذلِك أنْكَرْ وَقَالَ لاَ أعْرِفَهُ ( لو 22 : 57 ) وَكَأنَّهُ يُرِيدْ أنْ يَقْطَع أي رُبَاطْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ يَسُوع وَلِنَرَى بُطْرُس بَعْد القِيَامَة وَلِنَرَى سِجْنه وَاسْتِشْهَاده وَغِيرْته وَشَجَاعَتِهِ وَجُرْءَتِهِ القِيَامَة أعْطَتْ مَعْرِفَة لِلْمَسِيح القَائِمْ .. عِنْدَمَا تَعْرِفَهُ كُلَّ المَعْرِفَة وَتَقِفْ عِنْدَ المَوْت غِير مَا تَعْرِفَهُ قَائِمْ قِيَامَتِهِ أعْطَتْنَا حَيَاة أكْثَرْ عُمْقاً وَمَعْرِفَة لِحَنَانه وَقُوَّتَهُ لأِنَّهُ مَسِيح قَائِمْ غَالِبْ لِذلِك القِيَامَة أعْطَتْ مَعْرِفَة جَدِيدَة لِيَسُوع وَنَقَلِتْنَا مِنْ مَعْرِفَة عَقْلِيَّة مَحْدُودَة إِلَى مَعْرِفَة إِيمَانِيَّة غِير مَحْدُودَة .
2- جَسَدْ جَدِيدْ :-
الْمَسِيح قَامَ بِجَسَدْ مُمَجَّدْ وَأعْطَاهُ لَنَا وَقَالَ أنْتَ عِشْتَ مَعِي وَمُتَّ مَعِي الآن جَسَدَك قَائِمْ مَعِي فَلاَ تَصُوْم أنْتَ فِي جَسَدْ مُقَدَّس إِفْرَح بِعَطِيَة القِيَامَة مِنْ خِلاَل الجَسَدْ لأِنَّكَ أصْبَحْتَ جَسَدْ رُوحَانِي وَلَمْ تَعُدْ أسِير الخَطَايَا قَدِيماً كُنْتَ ضَعِيف فَكَانَتْ الكَنِيسَة تَطْلُب مِنْكَ أنْ تَصُوْم لكِنْ بَعْد القِيَامَة تَنَال مَذَاقِة الحَيَاة الأبَدِيَّة وَعَرْبُون جَسَدْ الأبَدِيَّة وَهذَا هُوَ ثَمَرْ جِهَادْ الصُوْم وَاجْتِيَاز الآلاَم لِتَقُوْم مَعَهُ { إِنْ كُنَّا قَدْ مُتْنَا مَعَهُ فَسَنَحْيَا أَيْضاً مَعَهُ } ( 2تي 2 : 11) إِذاً القِيَامَة لَيْسَت فُرْصَة لِشَهوِة الطَّعَام وَتَدْلِيلْ الجَسَدْ بَلْ فُرْصَة لِتَذَوُق الأبَدِيَّة وَجَسَدْ الأبَدِيَّة الَّذِي يَعْرِف كَيْفَ يَتَحَكَّمْ فِي طَلَبَاته هذِهِ عَطِيِة القِيَامَة لِذلِك أعْطَانَا الْمَسِيح فِي القِيَامَة غَلْبَة عَلَى الجَسَدْ وَأبْطَلْ أوْجَاع الجَسَدْ وَعَلِّمْنَا كَيْفَ نَنْقِلْ أنْفُسْنَا مِنْ جَسَدْ مَائِتْ إِلَى جَسَدْ قَائِمْ الْمَسِيح القَائِمْ غَيَّرْ جَسَدْ تَوَاضُعْنَا وَأصْبَح الجَسَدْ الثَّقِيلْ جَسَدْ مُرْتَفِع هذِهِ حَلاَوِة فِتْرِة الخَمَاسِينْ الخَمَاسِينْ لَيْسَت فِتْرَة لِتَبْدِيدْ مَا أخْذَنَاه لاَ الكِنِيسَة رَائِعَة لِمَنْ يَعِيشَهَا بِأمَانَة وَإِخْلاَص يِفْرَح حَتَّى إِنْ أكَلْت وَشَرَبْت تَقُول تَبَارَكْت يَا الله لأِنَّكَ أعْطَيْتَنَا أنْ نَفْرَح بِعَطَايَاك وَنَذُوق المَائِدَة السَّمَاوِيَّة حَتَّى وَإِنْ كُنَّا عَلَى الأرْض وَنَفْرَح بِالطَّعَام لأِنَّهُ مِنْ يَدْ الله لأِنَّ الجَسَدْ تَغَيَّرْ لِذلِك الكِنِيسَة تَطْمَئِنْ عَلِيك وَلاَ تَجْعَلَك تَصُوْم أوْ تِعْمِلْ مِيطَانْيَات لأِنَّكَ جَسَدْ جَدِيدْ .
3- رَفَعْ الزَّمَنْ :-
الكِنِيسَة تَقُول رَفَعْنَاك فَوْقَ الزَّمَنْ وَأعْطَيْنَاك لَمْحَة مِنْ لَمَحَات الأبَدِيَّة وَتَعِيش فَوْقَ الزَّمَنْ حَتَّى وَإِنْ كُنْتَ فِي الزَّمَنْ لِذلِك لاَ تَقُول لَك الكِنِيسَة تَارِيخ اليَوْم بَلْ تَقُول الأحَد الثَّانِي مِنْ الخَمَاسِين أوْ يَوْم الإِثْنِين أوْ الثُّلاَثَاء مِنْ الأُسْبُوع الأوَّل أوْ الثَّانِي مِنْ الخَمَاسِين المُقَدَّسَة أي لاَ يُنْسَب لِتَارِيخ الأيَّام العَادِيَة لأِنَّنَا نَعِيش فِتْرَة وَلَيْسَ زَمَنْ لأِنَّهَا فِتْرَة غِير مَحْسُوبَة مِنْ التَّارِيخ أيْضاً لاَ تَقْرأ السِنِكْسَار لأِنَّنَا لَسْنَا مِنْ الزَّمَنْ بَلْ فِي فِتْرَة مُقَدَّسَة نَقَلَنَا فَوْقَ الزَّمَنْ وَصَارَ الزَّمَنْ زَمَنْ جَدِيدْ عِشْنَا فِتْرَة طَوِيلَة خَمْسُونَ يَوْماً كَأنَّهَا يَوْم وَاحِد مَرْفُوعِين فَوْقَ الأيَّام وَإِنْ كُنَّا نَقُول اليَوْم يَوْم سَبْت أوْ أحَد أوْ لأِنَّنَا مَازِلْنَا فِي الزَّمَنْ لكِنْ الكَنِيسَة تِرْفَعْنَا فَوْقَ الزَّمَنْ لِذلِك الخَمَاسِين تُدْخِلَك فِي اللاَزَمَنْ وَتَرْفَعَك فَوْقَ الزَّمَنْ وَتُعْطِيك غَلْبَة عَلَى سُلْطَان الزَّمَنْ وَالسَّاعَة وَتَرْفَعَك فَوْقَ ثِقَلْ الزَّمَنْ لأِنَّهُ سَبَبْ تَعَبْ الإِنْسَان وَقَلَقه وَلِتَسْأل مَا سِرْ قَلَق الإِنْسَان ؟ يُجِيبَك غَداً الإِنْسَان يِقْلَق مِنْ الزَّمَنْ لَمَّا تِرْتِفِع فَوْقَ الزَّمَنْ لاَ تَقْلَق سِرْ مَحَبِّة النَّاس لِلمَال هُوَ الزَّمَنْ وَلَيْسَ المَال فِي حَدْ ذَاته وَيَقُول لَكْ كَي أُأمِنْ غَداً أوْ أُأمِنْ الأوْلاَد أي أنَّ المَال فِي حَدْ ذَاته قَدْ يَكُون غِير مَحْبُوب لكِنْ الزَّمَنْ يَجْعَل الإِنْسَان مُسْتَعْبَدْ لَهُ إِذاً لَمَّا أرْتَفِع فَوْقَ الزَّمَنْ أتَخَلَّص مِنْ المَال وَالزَّمَنْ لِذلِك فِي الأبَدِيَّة يُسَبِّحُون تَسْبِحَة جَدِيدَة تَرْنِيمَة جَدِيدَة هَلْ كُلَّ الوَقْت تَظِلْ التَّرْنِيمَة جَدِيدَة ؟ فِي الأرْض نَقُول هذَا أمر مُمِلْ لأِنَّنَا فِي الزَّمَنْ لكِنْ فُوْق تَرْنِيمَة جَدِيدَة وَاحِدَة وَلأِنَّهُ لَيْسَ هُنَاك زَمَنْ فَلِذلِك لاَ تَكُون تَرْنِيمَة جَدِيدَة وَتَرْنِيمَة قَدِيمَة لأِنَّهُ لاَ يَوْجَدْ وَقْت يَمُرْ لِذلِك تَظِلْ التَّرْنِيمَة جَدِيدَة لأِنَّهُ لاَ زَمَنْ قَدْ نَسْأل هَلْ سَنَظَلْ فِي { يَا الله العَظِيم الأبَدِي } كَثِيراً ؟ نَقُول نَعَمْ لأِنَّكَ فِي القُدَّاس فِي الأبَدِيَّة أي فِي اللاَزَمَنْ لِذلِك لَمَّا تِقُول قُدُّوس أُسْجُدْ بِرُوح قَوِيَة لأِنَّكَ فِي اللاَزَمَنْ القِيَامَة أدْخَلِتْنَا فِي اللاَزَمَنْ فِي الأبَدِيَّة لِذلِك هِيَ فُرْصَة لِتِعْرَف الْمَسِيح مَعْرِفَة جَدِيدَة وَتِعْرَف جَسَدْ جَدِيدْ وَتَرْتَفِع فُوْق الزَّمَنْ وَتَذُوق الأبَدِيَّة رَبِّنَا يِكَمِّل نَقَائِصْنَا وَيِسْنِدْ كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِته لَهُ المَجْد دَائِماً أبَدِيّاً آمِينْ

عدد الزيارات 1473

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل