الطوائف المقنعة

﴿ لأننا لسنا كالكثيرين غاشين كلمة الله لكن كما من إخلاص بل كما من الله نتكلم أمام الله في المسيح ﴾ ( 2كو 2 : 17) .. الطوائف المقنعة هي الطوائف التي لم تكن واضحة أنها طوائف وتنشط كثيراً جداً في بداية العام الدراسي لجذب الشباب عن طريق المهرجانات والمسابقات والحفلات والأيام الترفيهية وغيرها .. من بداية الكنيسة وعدو الخير يحاربها ويريد أن ينهيها ويقضي عليها وكانت أول حرب على الكنيسة هي حرب الإضطهاد واستمرت حوالي 300 سنة .. فكان يسوق عدو الخير الملوك والولاة والناس لاضطهاد الكنيسة لكي يبدد الكنيسة مثل نيرون وإريانوس ودقلديانوس .. لكن عدو الخير بعد 300 سنة وجد أن الناس إيمانها قوي جداً وأن الإستشهاد أصبح هو أملهم ففكر في حرب أخرى بدل من أن يحارب من الخارج أصبح يحارب من الداخل فأصبح في إنقسامات وهي حرب البدع والهرطقات وكان سببها كهنة وبطريرك وأساقفة مثل أريوس ونسطور ولكن عدو الخير وجد في النهاية أن الناس ثبتت أكثر في إيمانها وأنها كانت سبب في معرفة أشياء في الإيمان لم يكونوا يعرفوها من قبل ففكر عدو الخير في حرب بطريقة أخرى وإسمها * الحرب الباردة * يظهر لك أنه حبيبك ويكون عدوك .. حرب لا طائفية تهدف إلى الإنجيل فقط بدون أسرار وطقوس وعقيدة .. كيف وأنت في وسط هؤلاء الناس تعرف أنهم طوائف ؟ لكي تكتشف واحد بروستانتي يوجد " 5 " نقط تستطيع من خلالها التعرف عليه .
(1) النزعة الفردية :-
المنهج البروستانتي نابع من الفردية لأن كان أساسه في ألمانيا مارتن لوثر وبلا شك أن المجتمع الأوروبي يمجد الفرد فابتدأت النزعة الفردية يضعها في إطار ديني يقول مثلاً * أعيش مع المسيح لوحدي * .. يريد أن يفهم الإنجيل بمفرده من غير أن يرجع لأقوال وتفاسير القديسين ويكون حاسس أنه لا يوجد فرق بينه وبين أي قديس أو مفسر .. وأيضاً في الصوم يصوم لوحده وبطريقته بدون فترات منتظمة ولا يوجد إمتناع عن أطعمة معينة وإنما يمتنع هو عن كل ما يحب وفي أي وقت .. ونلاحظ أن الواعظ البروستانتي دائماً يتكلم عن نفسه ولكن منهج الأرثوذكسية هو أنك تخفي ذاتك مثل بولس الرسول يقول ﴿ أعرف إنساناً ﴾ ( 2كو 12 : 2 ) ويكون يتكلم عن نفسه .. نجد أن أسلوبهم فيه سلطان ويبكت الناس لكن مجتمعنا يقوم على الشركة .. نجد البروستانتي يقول " أنا " وأما الأرثوذكسي يقول" نحن " .. ﴿ ففيما نحن أيضاً نصنع .. إرحمنا .. إغفر لنا ﴾ .. نجد البروستانتي يلغي الشفاعة لتمجيده للفردية .
(2) النزعة العاطفية :-
يستخدم البروستانتي دائماً التعبيرات الرنانة ونبرات الصوت المؤثرة مثل * المسيح بيحبك .. إن الله يريدك الآن * .. لكن هذا نار في قش سينتهي بسرعة مثل الترانيم المؤثرة ولكن نجد المنهج الأرثوذكسي مياة تحفر في صخر بهدوء .. الأمر عندهم أصبح مجرد كلام عاطفي .. عاطفة مشتعلة لكنها سريعة الزوال .. هذا منهج غشاش ﴿ لأننا لسنا كالكثيرين غاشين كلمة الله ﴾ .
(3) النعمة بلا جهاد :-
نجده يتكلم عن المسيح المريح السهل مثل * المسيح مستنيك * ولكن لا يتكلم أبداً عن ضبط النفس والجهاد في ضبط النفس رغم أن الكتاب يقول ﴿ كل من يجاهد يضبط نفسه في كل شيء ﴾( 1كو 9 : 25 ) .. لكن نسمع عندهم ﴿ بالنعمة أنتم مخلصون ﴾ ( أف 2 : 5 )﴿ متبررين مجاناً ﴾ ( رو 3 : 24 ) .. نجد صلواتهم بدون مطانيات بدون شفاعة نجدهم بلا صوم فنجد بولس الرسول يقول ﴿ بالكلام الطيب والأقوال الحسنة يخدعون قلوب السلماء ﴾ ( رو 16 : 18) نجد في العهد القديم كان الشعب يحب الكلام عن الحاجات السهلة والكلام الناعم ولكنه ليس واقعي فالكلام عن النعمة بلا جهاد يكون خداع .. يكلمك عن حاجات تخدها ببلاش لكن لا يقول طريقة أخذها إن جهادنا ليس ثمن للفضيلة ولكن مجرد إحساس عن نوال الفضيلة إعلان عن الإشتياق للفضيلة المنهج الأرثوذكسي لا يخدعك .. لا يتكلم عن القيامة بدون صليب لأن الصليب والقيامة وجهان لعملة واحدة والصليب يسبق القيامة لكن البروستانتي يريدك أن تقبل المسيح القائم وليس المسيح المصلوب في الأرثوذكسية إقبل المسيح المصلوب فتفرح بالمسيح القائم لكن المنهج البروستانتي يركز على جانب الفرح والقيامة وينسى ممارسات التوبة والإعتراف .
(4) اللاعقيدة :-
البروستانتي يرى أن الأمور العقائدية أمور غير لازمة لا يتكلم عن الفداء والتجسد لكن الكلام عن المسيح بدون صليبه وفداؤه ودينونته يكون خدعة لكن الكنيسة الأرثوذكسية تقول أن العقيدةهي باب لمعرفة الله ومعرفة أنه فادي ومتجسد وديان وضابط الكل وأيضاً نجد أن السيد المسيح تكلم مع تلاميذه عن العقيدة والميلاد الفوقاني ﴿ إن كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله ﴾ ( يو 3 : 5 ) .. وتكلم أيضاً عن الدينونة والعقاب وحذرنا من الأنبياء الكذبة وفهمنا أسرار اللاهوت والمساواة بين الآب والإبن ﴿ أنا والآب واحد ﴾ ( يو 10 : 30 ) .. فبذلك نجد أن وعظ السيد المسيح لم يكن وعظ روحي فقط فقد كان له بُعد عقيدي حيث تكلم أيضاً عن الثالوث والمجئ الثاني .. تكلم عن معنى ومفهوم تقديس يوم السبت .. فنجد المسيح واجه تيارات فكرية سأل الأنبا موسى أسقف الشباب سؤال يقول من أخطر الغير أورثوذكس ( non ) أم ضد الأرثوذكس( anti ) ؟ .. الإجابة هي أن الغير أورثوذكس أخطر لأنه يكون غير واضح وغير مفهوم أما الضد الأورثوذكس يكون واضح في أنه ضدك لكن الغير أورثوذكس ممكن يظهر لك أنه حبيبك لكن في حقيقته يكون عدوك .
(5) عدم الوضوح ( الإلتواء ) :-
هو يريدك أن تكون تبعه لكن بخدعة مثل عرضه لحضور حفلات ترانيم مثل فريق الحياة أفضل * Better life * ويأخذ وقتها عند حضورك كل بياناتك وتتكرر عروضه وتزداد عدم الوضوح يأخذ شكل أورثوذكس ولكن لا يحمل قلب أورثوذكس ونجد الكثير من الخدع والأساليب الملتوية مثل كتب من خارجها تأخذ عناوين وصور أورثوذكسية ولكن تجد في باطنها أشياء ليس لها صلة بالأرثوذكسية نهائياً .. نجدهم مثلاً يتكلمون في أشياء كثيرة وأشياء أخرى لها صلة بنفس المواضيع لا يتكلمون فيها مثل التكلم عن التوبة لكن من غير إعتراف فهم يخدعون قلوب السلماء في النهاية إثبت في كنيستك ومنهجها وتعرَّف على أسرارها وطقوسها وعقيدتها إجعل نفسك إنسان كنسي غيور وفيك أصول العبادة وبداخلك عمق محبة كبير لإخوتك تعرَّف على الفروق بين منهج كنيستك والطوائف الأخرى ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين