إِعْتِرَاضَات عَلَى التَّجَسُّد

Large image

كَثِيرُون يَتَسَاءَلُون كَيْفَ نَقُول أنَّ الله صَارَ إِنْسَاناً ؟ وَهَلْ قَدَاسَته مَعَ أنْ يَكُون إِنْسَان ؟وَهَلْ جَلاَله يَقْبَل أنْ يَأتِي مِنْ بَطْن إِمْرَأة ؟ وَهَلْ عِنْدَمَا جَاءَ لِلأرْض صَارَ مَحْدُوداً وَهُوَ غَيْر المَحْدُود ؟ هَلْ تَغَيَّر بَعْد أنْ صَارَ إِنْسَاناً ؟ هَلْ نَقْبَل أنَّ الله يَسِير وَسَطْنَا وَنَرَاه وَنَسْمَعه وَنَتَلاَمَس مَعَهُ ؟تَسَاؤُلات كَثِيرَة يَطْرَحَهَا غَيْر الْمَسِيحِيُون لأِنَّهُمْ لاَ يَسْتَوْعِبُون التَّجَسُّد مِنْ رِسَالِة بُولِس الرَّسُول لأِهْل فِيلِبِّي { لاَ تَنْظُرُوا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى مَا هُوَ لِنَفْسِهِ بَلْ كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى مَا هُوَ لآِخَرِينَ أَيْضاً . فَلْيَكُنْ فِيكُمْ هذَا الْفِكْرُ الَّذِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ أَيْضاً الَّذِي إِذْ كَانَ فِي صُورَةِ اللهِ لَمْ يَحْسِبْ خُلْسَةً أَنْ يَكُونَ مُعَادِلاً للهِ لكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ آخِذاً صُورَةَ عَبْدٍ صَائِراً فِي شِبْهِ النَّاسِ . وَإِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ . لِذلِكَ رَفَّعَهُ اللهُ أَيْضاً وَأَعْطَاهُ اسْماً فَوْقَ كُلِّ اسْمٍ لِكَيْ تَجْثُوَ بِاسْمِ يَسُوعَ كُلُّ رُكْبَةٍ مِمَّنْ فِي السَّمَاءِ وَمَنْ عَلَى الأرْضِ وَمَنْ تَحْتَ الأرْضِ وَيَعْتَرِفَ كُلُّ لِسَانٍ أَنَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ هُوَ رَبٌّ لِمَجْدِ اللهِ الآبِ }( في 2 : 4 – 11 ) نَتَحَدَّث الآن فِي أرْبَعَة تَسَاؤُلاَت هِيَ :-
1)كَيْفَ يَظِل الله وَيَجْمَع صِفَات الله وَالإِنْسَانِ مَعاً ؟
2)بَعْض النُصُوص عِنْدَ غَيْر الْمَسِيحِيِين تُثْبِت أنَّهُ يُمْكِن لله أنْ يَتَجَسَّد .. كَيْفَ ؟
3)كَيْفَ يَكُون هُوَ الله وَقَدْ لُقِّبَ بِإِبْن الإِنْسَان ؟
4)هَلْ تَغَيَّر عِنْدَمَا أصْبَحَ إِنْسَان ؟
أولا:كيف يكون الله وإنسان فى نفس الوقت؟:-
{ الَّذِي إِذْ كَانَ فِي صُورَةِ اللهِ لَمْ يَحْسِبْ خُلْسَةً أَنْ يَكُونَ مُعَادِلاً للهِ } .. هذَا هُوَ الإِبْن المُسَاوِي لِلآب فِي الجَوْهَر .. أخْلَى نَفْسَهُ فِي شِبْهِ النَّاس .. كَلِمَة فِي اللُغَة العَرَبِيَّة مُقَابِلُهَا كَلِمَتَان فِي اللُغَة اليُونَانِيَّة .. هِيَ كَلِمَة " صُورَة " .. يَقُول الكِتَاب { صُورَةِ اللهِ }وَ { آخِذاً صُورَةَ عَبْدٍ } .. مَا الفَرْق بَيْنَ " صُورَة " فِي الكَلِمَتَان ؟ اللُغَة اليُونَانِيَّة تُفَسِر ذلِك لأِنَّ كُلَّ كَلِمَة بِهَا لَهَا دِلاَلَة قَوِيَة .. فَمَثَلاً الأزْمِنَة فِي اللُغَة العَرَبِيَّةهِيَ مَاضِي وَمُضَارِع وَمُسْتَقْبَل بَيْنَمَا فِي اللُغَة اليُونَانِيَّة إِحْدَى عَشَرَ زَمَنْ .. فَكَلِمَة " كَانَ " قَدْ تَعْنِي مُنْذُ آلاَف السِنِين وَ " كَانَ " أُخْرَى تَعْنِي مُنْذُ مِئَات السِنِين .. وَ" كَانَ " ثَالِثَة تَعْنِي مُنْذُ أسَابِيع هذِهِ ثَلاَثَة أزْمِنَة لِلمَاضِي فَقَطْ .. وَقَدْ نَقُول أنَّ هُنَاك زَمَنْ المَاضِي وَالمُسْتَمِر حَتَّى الآن وَسَيَسْتَمِر .. فَمَثَلاً { الَّذِي إِذْ كَانَ فِي صُورَةِ اللهِ } .. أي " كَانَ " هذِهِ وَفِي أي زَمَنْ ؟ هذِهِ " كَانَ " أزَلِيَّة .. لِذلِك يَقُول مَارِ يُوحَنَّا { فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ } .. " كَانَ " هذِهِ مَاضِي مُسْتَمِرأي لَهُ أسْبَقِيِة الوُجُود وَمَازَالَ مَوْجُود .. أيْضاً يَقُول الكِتَاب { إِذْ هُوَ حَيٌّ فِي كُلِّ حِينٍ لِيَشْفَعَ فِيهُمْ } ( عب 7 : 25 ) أي الْمَسِيح فِي السَّمَاء يَشْفَع وَسَيَشْفَع لِلنَهَايَة .. لِذلِك مِنْ ضِمْن الأشْيَاء الَّتِي إِنْتَظَرْهَا الله إِنْتِشَار اللُغَة اليُونَانِيَّة لأِنَّهَا لُغَة دَقِيقَة وَمُعَبِّرَة .. لُغَة غَنِيَة تَلِيق بِالإِنْجِيل هِيَ أغْنَى لُغَة فِي العَالَم حَتَّى الآن " صُورَة " .. كَلِمَتَان " صُورَة الله " .. " صُورَة عَبْد " .. " صُورَة الله " فِي اللُغَة اليُونَانِيَّة تَعْنِي " Morphy " .. وَ" صُورَة عَبْد " فِي اللُغَة اليُونَانِيَّة تَعْنِي " image " .. " Morphy "تَعْنِي جَوْهَر شَخْصِي .. كَيَانه وَذَاته .. فَمَثَلاً إِنْ كَانَ لَدَيْكَ بِطَاقَة شَخْصِيَّة بِهَا صُورْتَك الآن ثُمَّ تَقَدَّمْت فِي الأيَّام وَتَغَيَّرَت مَلاَمِحَك لكِنْ مَازَالَت نَفْس الصُورَة فِي البِطَاقَة لأِنَّهَا تُعَبِّر عَنْ جَوْهَرَك هِيَ إِنْتَ مَهْمَا تَغَيَّرَت مَلاَمِحَك .. هذِهِ هِيَ " Morphy " .. بَيْنَمَا " image "تَعْنِي صُورِة مَلاَمِحَك الآن .. شَكْلَك .. هكَذَا " Morphy " هِيَ جَوْهَر الله .. صُوَرَته لكِنَّه أخَذْ" image " عَبْد .. الْمَسِيح لَهُ جَوْهَر الآب لكِنَّهُ فِي صُورِة إِنْسَان لِذلِك نَسْتَطِيع أنْ نَقُول أنَّ " Morphy " تُعَبِّر عَنْ الطَّبِيعَة وَالكَيَان الشَّخْصِي مِثَال لِذلِك عِنْدَمَا نَشْرَح اللاَهُوت .. جَوْهَر الله .. كَلِمَة " أُقْنُوم " كَلِمَة يُونَانِيَّة أيْضاً كَلِمَة " سَرْمَدِي " وَلَيْسَ لَهُمَا مُرَادِف فِي اللُغَة العَرَبِيَّة .. لِذلِك " صُورَة الله " تَعْنِي نَفْس طَبِيعِة الآب وَتَرْجَمَتْهَا بِاللُغَة الإِنْجِلِيزِيَّة هِيَ " In the very nature of God " .. " صُورَةَ عَبْدٍ صَائِراً فِي شِبْهِ النَّاسِ " أي مُسَاوِي لله وَإِنْ كَانَ فِي شِبْهِ النَّاس .. وَلَيْسَ الله إِلاَّ الله .. إِذاً هُوَ جَاءَ فِي شِبْهِ إِنْسَان وَصِفَاته لَمْ تَتَغَيَّر لأِنَّ يَسُوع هُوَ هُوَ أمْس وَالْيَوْم وَإِلَى الأبَد ( عب 13 : 8 ) وَعِنْدَمَا قَالَ { أَنَا فِي الآبِ وَالآبَ فِيَّ } ( يو 14 : 10) لَمْ يَقْبَلُوه بَلْ أرَادُوا أنْ يَرْجِموه( يو 8 : 59 ) .. لكِنَّه عِنْدَمَا تَكَلَّم مَعَهُمْ كَإِنْسَان قَبَلُوه .. لِذلِك غِير الْمَسِيحِي يَقْبَل مِنْكَ كُلَّ شِئ إِلاَّ التَّجَسُّد فَنَقُول لَهُ لأِنَّهُ هُوَ أحَبَّك أخَذْ شَكْل إِنْسَان .. هَلْ كَثِير عَلَى إِنْسَان يُحِبَّك أنْ يَأتِي بِيتَك لِيُنْقِذَك مِنْ حَرِيق ؟هَلْ كَثِير عَلَى رَئِيس دَوْلَة أنْ يَرْتَدِي مَلاَبِس رِجَال الإِطْفَاء لِيُنْقِذ إِبْنه مِنْ المَوْت حَرْقاً ؟ أنَا إِبْنه وَهُوَ يُرِيد أنْ يُخَلِّصَنِي وَأنَا لاَ أسْتَطِيع أنْ أسْتَوْعِبه كَإِلَه فَأتَى إِلَيَّ فِي شَكْل إِنْسَان كَي أسْتَوْعِبه لِذلِك كَثِير مِنْ أعْمَال الْمَسِيح لاَ تَتَفِق مَعَ الإِنْسَان كُلَّهَا أعْمَال إِلَهِيَّة وَبِذلِك يَكُون قَدْ عَبَّر لَنَا عَنْ كَيَان الله .. { الَّذِي وَهُوَ بَهَاءُ مَجْدِهِ وَرَسْمُ جَوْهَرِهِ } ( عب 1 : 3 ) .. " صُورَة "هُنَا " Morphy " طَبِيعِة الله نَفْسه لِذلِك قَالَ { لَمْ يَحْسِبْ خُلْسَةً أَنْ يَكُونَ مُعَادِلاً للهِ } أي لَمْ يَجْعَل نَفْسه لَحْظَة أوْ سَرِقَة مُسَاوِي لله .. لاَ .. بَلْ هُوَ فِعْلاً مُسَاوِي لله وَالتَّجَلِّي لَيْسَ سَرِقَة لِجَوْهَر الله بَلْ أظْهَر لَنَا فِيهِ طَبِيعَتَهُ .. أيْضاً فِي لَحْظِة القَبْض عَلَيْهِ أظْهَر لَهُمْ جَوْهَره خِلْسَة أوْ لَحْظَة ثُمَّ أسْلَمَ نَفْسَهُ لَهُمْ وَتَحَمَّل الآلام وَلَمْ يَرْفُضَهَا لِيُتَمِّم فِدَاءنَا .. لِذلِك مُسَاوَاته لله الآب لَمْ تُحْسَب خِلْسَة بَلْ هُوَ مَنْ صَمِيم جَوْهَر الآب وَنَاسُوته هُوَ غِطَاء لِمَجْد اللاَهُوت لِذلِك يَقُول { أَخْلَى نَفْسَهُ } أي أخْفَى ذَاته فِي الجَسَد .. { وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ } فَنَتَحَيَّر فِيهِ هَلْ هُوَ إِنْسَان أم الله ؟هذِهِ هِيَ عَظَمِة الْمَسِيحِيَّة وَهيَ أنَّكَ تَرَاه بِالعِين هُوَ إِنْسَان لكِنَّهُ هُوَ الله وَالكَنِيسَة تِفَهِمْنَا ذلِك فِي القُدَّاس فَنَحْنُ نَقُول { نَسْجُد لِجَسَدِكَ المُقَدَّس } ( مَا يُقَال بَعْد " وَأيْضاً فَلْنَشْكُر الله ضَابِط الكُلَّ " ) وَنَحْنُ نَسْجُد لِلقُرْبَان .. يَقُول لَك هذَا لَيْسَ جَسَد بَلْ هُوَ قُرْبَان !! نَقُول .. لاَهُوَ بِالفِعْل جَسَد فِي شَكْل قُرْبَان وَنَقْبَل يَارَبَّ وَنُؤمِن أنَّهُ الْمَسِيح أتَى فِي الجَسَد لِيَفْتَقِد العَالَم .
ثانيا : ماهى النصوص عند غير المسيحيين التى تثبت التجسد ؟:-
الدِيَانَات الأُخْرَى تَقُول كَيْفَ يَكُون الله مَحْدُود ؟ كَيْفَ يَتَجَسَّد ؟ هُمْ يَقُولُون أنَّ الله ظَهَرَ لِمُوسَى النَّبِي وَتَكَلَّم مَعَهُ .. إِذاً مُمْكِنْ الله يَظْهَر لإِنْسَان وَيَتَكَلَّم مَعَهُ فَيَقُولُون فِي سُورِة طَه{ يَا مُوسَى إِنِّي رَبُّكَ فَإِخْلَعْ نَعْلَيْكَ } .. هذَا لَيْسَ كُفْر أنْ يَظْهَر الله لإِنْسَان وَيُحَادِثه .. الكُفْر هُوَ أنْ نَشْعُر أنَّ الله بَعِيد عَنَّا وَلَيْسَ لَنَا تَوَاصُل مَعَهُ .. أيْضاً يَقُولُون { أنَّ الله قَرِيب أقْرَب إِلَيْنَا مِنْ حَبْل الوَرِيد } .. وَفِي صُورِة البَقَرَة { إِذا سَألَك عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيب } .. إِذاً يَعْتَرِفُون أنَّ الله قَدْ يَكُون قَرِيب مِنَّا إِذاً لَيْسَ كَثِير عَلَيْهِ أنْ يَأخُذٌ صُورَة إِنْسَان لِيُخَلِّصُنَا .
 أيْضاً نَسَبُوا لله شَكْل الإِنْسَان فَقَالُوا أنَّ لَهُ وَجْه وَيَدْ وَعِين وَجَنْب أيْضاً لَهُ مَشَاعِر بَشَرِيَّة .. فَيَقُولُون { لاَ دَائِم إِلاَّ وَجْه الله } .. { كُلَّ شِئ هَالِك إِلاَّ وَجْه الله } .. إِذاً الله لَهُ وَجْه أيْضاً يَقُولُون { وَيَبْقَى وَجْه رَبُّكَ ذُو الجَلاَلِ وَالإِكْرَام } .. إِذاً لاَ يَتَهِمْنِي بِالكُفْر هُوَ يَقُول أنَّ الله لَهُ وَجْه .. وَأنَا أقُول إِنِّي أرَى الله .. أيْضاً يَقُولُون فِي سُورِة الفَتْح (10) { وَأجْعَل يَد الله فَوْقَ أيْدِيهُمْ }إِذاً الله لَهُ يَدْ .. وَيَقُولُون { يَا حَسْرَتِي عَلَى إِنِّي وَاصْبِر لِحُكم رَبُّكَ فَإِنَّكَ فِي أعْيُنَنَا } .. الله يَقُول لَهُ أنْتَ فِي عِينِي .. إِذاً الله لَهُ يَدْ وَوَجْه وَجَنْب وَعِين إِذاً نَقْبَل أنَّهُ يَصِير إِنْسَان فَهَلْ لَهُ مَشَاعِر بَشَرِيَّة ؟ يَقُولُون { يَا حَسْرَة عَلَى عِبَادِي } .. إِذاً الله يَتَحَسَّر أي لَهُ مَشَاعِر لاَ يُمْكِنْ أنْ نَقْبَل بُعْد الله عَنَّا فَلاَ نَسْتَوْعِبه .. كَلِمَة " حَسْرَة " لاَ تَلِيق بِالله لكِنَّهُ يُعَبِّر لَنَا بِلُغِتنَا كَي نَقْبَله هَلْ الله يَنْسَى ؟ الله لاَ يَنْسَى .. يَقُولُون فِي سُورِة التَوْبَة { نَسُوا الله فَنَسَيَهُمْ الله } هَلْ يَكُون الله مَاكِر ؟ نَحْنُ لاَ نَقْبَل ذلِك لكِّنَهُمْ يَقُولُون { مَكِرُوا وَمَكَرَ الله وَالله خَيْرُ المَاكِرِين }( سُورِة عُمْرَان ) .. إِذاً الله قَدْ يَكُون مَاكِر وَنَاسِي وَلَهُ يَدْ وَعِين وَوَجْه وَمَشَاعِر بَشَرِيَّة هَلْ يَغْضَب الله ؟ يَقُولُون فِي سُورِة الفَتْح { غَضَبَ الله عَلَيْهِمْ } .. أيْضاً يَقُولُون أنَّهُ يَضْحَك{ يَضْحَك الله عَلَيْهِ } .. إِنَّهُ { يَنْظُر لِلَّذِينَ فِي النَّارِ وَيَضْحَك } وَكَأنَّ الله يَتَشَفَّى فِيهُمْ إِنْ كَانَ الله قَرِيب لِهذِهِ الدَرَجَة فَمَا الَّذِي يَمْنَع أنْ يَصِير إِنْسَان ؟ عَظَمِة الْمَسِيحِيَّة تَقُول{ اللهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ . الاِبْنُ الْوَحِيدُ الَّذِي هُوَ فِي حِضْنِ الآبِ هُوَ خَبَّرَ } ( يو 1 : 18)الْمَسِيحِيَّة قَرَّبِت الله لِلإِنْسَان .. غِير الْمَسِيحِيِين يَقُولُون أنَّهُ يُمْكِنْ لِلمَلاَك وَالجَان أنْ يَأخُذَا شَكْل إِنْسَان .. إِنْ كَانَ ذلِك مُمْكِنْ فَهَلْ كَثِير عَلَى الله أنْ يَأخُذٌ شَكْل إِنْسَان لِيُخَلِّص ؟!! هذَا لَيْسَ مُسْتَحِيل يَقُولُون فِي حَدِيث عِنْدَهُمْ أنَّ الله يَنْزِل كُلَّ لَيْلَة حَتَّى الثُّلْث الأخِير مِنْ الَّليْل حَتَّى كُلَّ مَنْ يَدْعُوه يَسْتَجِيبَ لَهُ .. يَنْزِل مِنْ السَّمَاء لِيَسْمَع دُعَاء عَبِيده .. إِذاً فِكْر أنَّ الله يَنْزِل مَوْجُود عِنْدَهُمْ كَيْفَ يَنْزِل وَهُوَ لاَ يَخْلُو مِنْهُ مَكَان ؟ هُمْ يَقُولُون أنَّهُ لاَ يَخْلُو مِنْهُ مَكَان فَكَيْفَ يُحِدُّونَهُ فِي عَرْشُه{ الرَّحْمَن عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى } إِذاً هُوَ مَحْدُود .. لكِنْ فِكْرُه لاَ يَسْتَوْعِب أنَّهُ مَوْجُود وَيَمْلأ كُلَّ الوُجُود مِنْ ضِمْن رِوَيَاتِهِمْ الَّتِي لَيْسَ لَهَا أُصُول يَتَكَلَّمُون عَنْ مُوسَى النَّبِي – وَلَيْسَ لِهذِهِ الرِوَايَات فِي تَقْلِيد اليَهُود شِئ – يَقُولُون أنَّ مُوسَى أمْسَك بِقَائِمَة مِنْ قَوَائِم عَرْش الله .. أي الله مَوْجُود وَيُمْكِنْ أنْ يَرَاهُ أحَدٌ وَيَتَلاَمَس مَعَهُ .. أيْضاً قِصَّة مَعْرُوفَة عَنْ حَادِثَة الإِسْرَاء وَالمِعْرَاج أنَّ النَّبِيِّ ذَهَبَ لِلهَيْكَل وَالسَّمَاء وَفِي السَّمَاء رَأى الأبْرَار وَمِنْهُمْ آدَم وَمُوسَى وَإِدْرِيس وَعِيسَى لِذلِك يَقُولُون عَنْ الْمَسِيح{ وَجِيهًُ فِي الدُنْيَا وَالآخِرَه } .. لَمَّا تَقَابَل مَعَ الله سَأل الله عَنْ الصَّلَوَات الَّتِي يَقُوم بِهَا عِبَاده فَقَالَ لَهُ الله خَمْسُونَ صَلْوَة فِي اليَوْم .. وَفِيمَا هُوَ عَائِد سَألَهُ مُوسَى النَّبِي كَمْ صَلْوَة قَالَ لَكَ الله ؟ فَأجَابَهُ النَّبِي خَمْسُون صَلْوَة فَقَالَ لَهُ مُوسَى قُلْ لله هذَا كَثِير .. فَعَادَ وَقَالَ لله أنَّهُ كَثِير فَقَالَ لَهُ الله أجْعَلَهُمْ خَمْسَة وَعِشْرُون صَلْوَة وَلكِنْ مُوسَى قَالَ لِلنَّبِيِّ قُلْ لله هذَا أيْضاً كَثِير فَعَادَ وَقَالَ لله أنَّهَا كَثِيرَة .. وَهكَذَا حَتَّى وَصَلَ إِلَى خَمْسِ صَلَوَات فِي اليَوْم .. إِنْ كَانَ الله يَتَقَابَل مَعَهُ وَيُكَلِّمه إِذاً فِكْرِة التَّقَابُل وَالإِلْتِقَاء مَوْجُودَة عِنْدَهُمْ .. أيْضاً الله لَهُ صِفَات الإِنْسَان وَمَشَاعِر الإِنْسَان وَلَهُ مَكَان مَوْجُود فِيهِ وَهُوَ غِير مَحْدُود .
ثالثا ً: كيف نلقب الله بإبن الإنسان ؟:-
إِنْ كَانَ الْمَسِيح يَقُول عَنْ نَفْسه ( إِبْن الإِنْسَان ) فَكَيْفَ نَقُول أنَّهُ الله ؟ نُجِيبُهُمْ أنَّ لَقَب" إِبْن الإِنْسَان " لَقَب مَحْبُوب لِلْمَسِيح وَلَمْ يُلَقِبَهُ بِهِ أحَدٌ بَلْ هُوَ قَالَهُ عَنْ نَفْسِهِ وَلَمْ نَسْمَع أحَدٌ يُنَادِيه بِهِ بَلْ كَانُوا يُنَادُوه " يَا سَيِّد أوْ يَا مُعَلِّم " .. الأنَاجِيل الأرْبَعَة وَسِفْر الرُؤيَا وَسِفْر دَانِيَال ذُكِرَ فِيهُمْ لَقَب" إِبْن الإِنْسَان " 83 مَرَّة .. مَارِيُوحَنَّا أثْبَت لاَهُوت الْمَسِيح فَلَمْ يَذْكُر ذلِك اللَقَب سِوَى القَلِيل 12مَرَّة :-
إِنْجِيل مَارِ يُوحَنَّا ذَكَرْ لَقَب إِبْن الإِنْسَان 12 مَرَّة
إِنْجِيل مَارِ لُوقَا ذَكَرْ لَقَب إِبْن الإِنْسَان25 مَرَّة
إِنْجِيل مَارِ مَتَّى ذَكَرْ لَقَب إِبْن الإِنْسَان30 مَرَّة
إِنْجِيل مَارِ مَرْقُس ذَكَرْ لَقَب إِبْن الإِنْسَان 13 مَرَّة
سِفْر دَانِيَال النَّبِي ذَكَرْ لَقَب إِبْن الإِنْسَان مَرَّة
وَسِفْر الرُؤيَا ذَكَرْ لَقَب إِبْن الإِنْسَان مَرَّة
لَقَب هُوَ أطْلَقَهُ عَنْ نَفْسه وَلَمْ يُطْلِقَهُ أحَدٌ عَلَيْهِ .. يَقُول سِفْر دَانِيَال الَّذِي كَانَ قَبْل التَّجَسُّد بِحَوَالِي 600 سَنَة { وَإِذَا مَعَْ سُحُبِ السَّمَاءِ مِثْلُ ابْنِ إِنْسَانٍ أَتَى وَجَاءَ إِلَى الْقَدِيمِ الآيَّامِ فَقَرَّبُوهُ قُدَّامَهُ . فَأُعْطِيَ سُلْطَاناً وَمَجْداً وَمَلَكُوتاً لِتَتَعَبَّدَ لَهُ كُلُّ الشَّعُوبِ وَالأُمَمِ وَالألْسِنَةِ . سُلْطَانُهُ سُلْطَانٌ أَبَدِيٌّ مَا لَنْ يَزُولَ وَمَلَكُوتُهُ مَا لاَ يَنْقَرِضُ } ( دا 7 : 13 – 14) .. " مِثْلُ ابْنِ إِنْسَانٍ " لِذلِك قَالَ يَسُوع فِي الأبَدِيَّة { مِنَ الآنَ تُبْصِرُونَ ابْنَ الإِنْسَانِ جَالِساً عَنْ يَمِينِ الْقُوَّةِ وَآتِياً عَلَى سَحَابِ السَّمَاءِ } ( مت 26 : 64 ) وَعِنْدَئِذٍ تَقُولُون قَدْ رَأيْنَاك وَأنْكَرْنَاك لَمْ نُصَدِّقَك هذَا يَعْنِي أنَّ الإِبْن هُوَ الَّذِي سَيَدِين وَيَقُول لِمَنْ لَمْ يُؤمِن بِهِ لأِنَّكَ رَفَضَتنِي سَأرْفُضَك .. لِذلِك يَقُول فِي سِفْر الرُؤيَا { رَأَيْتُ سَبْعَ مَنَايِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَفِي وَسْطِ السَّبْعِ الْمَنَايِرِ شِبْهُ ابْنِ إِنْسَانٍ } ( رؤ 1 : 13) إِذاً الكِتَاب يُلَقِب الْمَسِيح بِهذَا اللَقَب قَبْل تَجَسُّدِهِ وَفِي مَجِيئِهِ وَفِي مَلَكُوته وَمَجْدُه وَفِي حَيَاتُه مَعَنَا عَلَى الأرْض .. يَقُول عَنْهُ يُوحَنَّا الرَّائِي { مُتَسَرْبِلاً بِثَوْبٍ إِلَى الرِّجْلَيْنِ وَمُتَمَنْطِقاً عِنْدَ ثَدْيَيْهِ بِمِنْطَقَةٍ مِنْ ذَهَبٍ . وَأَمَّا رَأْسُهُ وَشَعْرُهُ فَأَبْيَضَانِ كَالصُّوفِ الأبْيَضِ كَالثَّلْجِ وَعَيْنَاهُ كَلَهِيبِ نَارٍ وَرِجْلاَهُ شِبْهُ النُّحَاسِ النَّقِيِّ } ( رؤ 1 : 13 - 15) .. هُنَا إِبْن الإِنسَان لكِنَّهُ تَخَلَّى عَنْ شَكْل العَبْد وَظَهَرَ فِي مَنْطِقَةٍ مِنْ ذَهَبٍ وَعَيْنَاهُ لَهِيب نَار ..{ ثُمَّ نَظَرْتُ وَإِذَا سَحَابَةٌ بَيْضَاءُ وَعَلَى السَّحَابَةِ جَالِسٌ شِبْهُ ابْنِ إِنْسَانٍ لَهُ عَلَى رَأْسِهِ إِكْلِيلٌ مِنْ ذَهَبٍ } ( رؤ 14 : 14) { مَتَى جَلَسَ ابْنُ الإِنْسَانِ عَلَى كُرْسِيِّ مَجْدِهِ } ( مت 19 : 28 ) .. { ابْنَ الإِنْسَانِ قَدْ جَاءَ لِكَيْ يُخَلِّصَ مَا قَدْ هَلَكَ } ( مت 18 : 11) .. مَرَّات كَثِيرَة ذَكَرْ فِيهَا الكِتَاب لَقَب " إِبْن الإِنْسَان " وَكَانَ يَسْتَخْدِم هذَا اللَقَب فِي الأعْمَال الإِلَهِيَّة .. جَاءَ لِيُخَلِّص .. يَغْفِر .. يَدِين أعْمَال الله كُلَّهَا تُنْسَب لإِبْن الإِنْسَان . رابعا ً :- هل تغير الله عندما صار إنسان:-
يَقُول سِفْر مَلاَخِي { لأِنِّي أَنَا الرَّبُّ لاَ أَتَغَيَّرُ } ( ملا 3 : 6 )كَيْفَ إِذاً يَصِير إِنْسَان ؟هُوَ لَمْ يَتَغَيَّر الَّذِي تَغَيَّر هُوَ شَكْله فَقَطْ " image " وَلَيْسَ " Morphy " صَائِر فِي شِبْهِ النَّاس .. أنْتَ هُوَ أنْتَ لكِّنَك فِي سِنْ العِشْرِين مُخْتَلِف فِي الشَّكْل عَنْ سِنْ الثَّلاَثِين وَ أنْتَ هُوَ أنْتَ الشَّكْل فَقَطْ هُوَ الَّذِي إِخْتَلَف .. لِذلِك نَقُول عَنْ الله { لَيْسَ عِنْدَهُ تَغْيِيرٌ وَلاَ ظِلٌّ دَوَرَانٍ } ( يع 1 : 17) { هُوَ هُوَ أَمْساً وَالْيَوْمَ وَإِلَى الأَبَدِ } ( عب 13 : 8 ) .. هُوَ لَمْ يَتَغَيَّر بَلْ أخَذَ شَكْل إِنْسَان لِنَفْرِض أنَّ إِنْسَان يَعْمَل فِي شَرِكَة بِتْرُول لاَبُد لَهُ أنْ يَرْتَدِي الأفَرُول أثْنَاء العَمَل هَلْ نَقُول أنَّهُ لَيْسَ هُوَ وَهُوَ بِمَلاَبِسُه العَادِيَّة ؟ .. لاَ .. هُوَ هُوَ الشَّكْل فَقَطْ تَغَيَّر الله لَمْ يَتَغَيَّر لكِّنَهُ أخَذَ شَكْل العَبْد لِذلِك نَقُول { وَأَنْتَ هُوَ وَسِنُوكَ لَنْ تَنْتَهِي }( مز 102 : 27 ) .. أنْتَ لَمْ تَتَحَوَّل مِنْ إِله إِلَى إِنْسَان لِذلِك نَقُول كَلِمَة فِي القُدَّاس قَدْ لاَ نَفْهَمْهَا جَيِّداً { بِغَيْرِ اسْتِحَالَةٍ تَجَسَّدْتَ وَتَأنَّسْتَ } ( مِنْ صَلاَة الصُلْح فِي القُدَّاس الغِرِيغُورِي ) " بِغَيْر إِسْتِحَالَة " هُنَا تَعْنِي بِغَيْر تَحَوُّل أي بِدُون تَغْيِير فِي الطَّبِيعَة أخَذْت شَكْل إِنْسَان .. الله لَمْ يَتَحَوَّل بَلْ أخَذَ شَكْل إِنْسَان فَقَطْ وَظَلَّ كَمَا هُوَ الله الكَائِنْ عَلَى الكُلَّ وَفِي كُلَّ مَكَان وَالكِتَاب يَقُول { فَإِنَّهُ فِيهِ يَحُِلُّ كُلُّ مِلْءِ اللاَّهُوتِ جَسَدِيّاً } ( كو 2 : 9 ) .. " فِيهِ " أي فِي الإِبْن فِي حَادِثَة التَّجَلِّي قَدْ يَكْشِف لَنَا عَنْ لاَهُوته المُحْتَجَب فِي نَاسُوته بَعْدَهَا يَعُود لِشَكْل العَبْد قَدْ يَكُون شَكْله مُخْتَلِف لكِنْ طَبِيعِة جَوْهَره لَمْ تَتَغَيَّر .. لَوْ طَبِيب خَلَعْ مِعْطَفه الأبْيَض هَلْ لاَ يَصِير طَبِيب ؟ إِنْ قَابِلْنَاه فِي مَنْزِلِهِ بِمَلاَبِس عَادِيَّة .. فِي الشَّارِع .. هَلْ لاَ يَصِير طَبِيب ؟ .. لاَ .. هُوَ فِي بِيته وَعِيَادْته وَالطَّرِيق وَفِي كُلَّ مَكَان جَوْهَره لَمْ يَتَغَيَّر هُوَ طَبِيب .. هكَذَا جَوْهَر الله لَمْ يَتَغَيَّر لكِنَّهُ أخَذَ شَكْل عَبْد لِذلِك الْمَسِيح فِي إِتِحَاد كَامِل بِالآب .. وَلِذلِك أيْضاً يَقُول الكِتَاب كُلَّ مَا لِلاَّهُوت مُمْكِنْ يُنْسَب لِلنَّاسُوت وَكُلَّ مَا لِلنَّاسُوت مُمْكِنْ يُنْسَب لِلاَّهُوت لأِنَّهُمَا فِيهِ وَاحِد{ وَلَيْسَ أَحَدٌ صَعِدَ إِلَى السَّمَاءِ إِلاَّ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ ابْنُ الإِنْسَانِ الَّذِي هُوَ فِي السَّمَاءِ }( يو 3 : 13) .. مَنْ هُوَ الَّذِي صَعَدْ ؟ هُوَ الَّذِي نَزَل وَهُوَ أيْضاً المَوْجُود فِي السَّمَاء هُوَ الله الإِبْن إِذاً كُلَّ مَا يُنْسَب لِلاَّهُوت مُمْكِنْ يُنْسَب لِلنَّاسُوت هُوَ قَالَ وَهُوَ إِنْسَان { أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ } ( مت 28 : 20 ){ خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِ الآبِ وَقَدْ أَتَيْتُ إِلَى الْعَالَمِ وَأَيْضاً أَتْرُكُ الْعَالَمَ وَأّذْهَبُ إِلَى الآبِ } ( يو 16 : 28 ) .. هُوَ فِي نَاسُوته غَيَّر المَاء وَحَوَّلَهُ إِلَى خَمر .. هَدَّئ الرِّيَاح وَالبَحْر .. سَارَ عَلَى المَاء بَيْنَمَا هُوَ مَصْلُوب إِظلَمَّت الشَّمْس وَعِنْدَمَا مَاتَ إِنْشَقَّ حِجَاب الهِيكَل الَّذِي كَانَ مَصْنُوع مِنْ مَوَاد قَوِيَّة وَدَقِيقَة وَبِهِ خِيَاطَات كَثِيرَة .. هُوَ يُعْلِن عَنْ نَاسُوته بِأعْمَال لاَهُوته وَعَنْ لاَهُوته بِأعْمَال نَاسُوته لِذلِك وَهُوَ عَلَى الصَّلِيب القُبُور تَفَتَّحَتْ وَقَامَ أمْوَات كَثِيرِين وَ( مت 27 : 52 ) كُلَّ صِفَات الله مَوْجُودَة فِي الإِبْن لِذلِك نَقُول { كَنِيسَةَ اللهِ الَّتِي اقْتَنَاهَا بِدَمِهِ } ( أع 20 : 28 ) .. وَمَرَّة أُخْرَى نَقُول" الَّتِي اقْتَنَاهَا اللهِ بِدَمِهِ "هَلْ يَلِيق أنْ نَقُول أنَّ الله إِقْتَنَاهَا بِدَمِهِ ؟ نَعَمْ أيْضاً نَقُول { هُوَذَا حَمَلُ اللهِ الَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ الْعَالَمِ } ( يو 1 : 29 ) .. كَيْفَ ؟نَقُول كُلَّ مَا لله الآب هُوَ لِلإِبْن رَبِّنَا يِكَمِّل نَقَائِصْنَا وَيِسْنِد كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِته لَهُ المَجْد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين

عدد الزيارات 2289

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل