ضرورة العقيدة للخلاص

لِنَعْرِف أهَمِيَة العَقِيدَة أوْ خُطُورَة اللاَعَقِيدَة نَقْرأ مِنْ سِفر الأعْمَال 8 ، 10 { ثُمَّ إِنَّ مَلاَكَ الرَّبِّ كَلَّمَ فِيلُبُّسَ قَائِلاً قُمْ وَاذْهَبْ نَحْوَ الْجَنُوبِ عَلَى الطَّرِيقِ الْمُنْحَدِرَة مِنْ أُورُشَلِيمَ إِلَى غَزَّةَ الَّتِي هِيَ بَرِّيَّةٌ . فَقَامَ وَذَهَبَ . وَإِذَا رَجُلٌ حَبَشِيٌّ خَصِيٌّ وَزِيرٌ لِكَنْدَاكَةَ مَلِكَةِ الْحَبَشَةِ كَانَ عَلَى جَمِيعِ خَزَائِنِهَا فَهذَا كَانَ قَدْ جَاءَ إِلَى أُورُشَلِيمَ لِيَسْجُدَ . وَكَانَ رَاجِعاً وَجَالِساً عَلَى مَرْكَبَتِهِ وَهُوَ يَقْرَأ النَّبِيَّ إِشْعْيَاءَ } .. يَبْدو أنَّ الرَّجُل كَانَ يَهُودِي لَكِنَّهُ كَانَ يَعِيش فِي الحَبَشَة وَذَاهِب إِلَى أُورُشَلِيم لِيَسْجُد { فَقَالَ الرُّوحُ لِفِيلُبُّسَ تَقَدَّمْ وَرَافِقْ هذِهِ الْمَرْكَبَةَ . فَبَادَرَ إِلَيْهِ فِيلُبُّسُ وَسَمِعَهُ يَقْرَأُ النَّبِيَّ إِشْعْيَاءَ فَقَالَ أَلَعَلَّكَ تَفْهَمُ مَا أَنْتَ تَقْرَأُ . فَقَالَ كَيْفَ يُمْكِنُنِي إِنْ لَمْ يُرْشِدْنِي أَحَدٌ . وَطَلَبَ إِلَى فِيلُبُّسَ أَنْ يَصْعَدَ وَيَجْلِسَ مَعَهُ . وَأَمَّا فَصْلُ الْكِتَابِ الَّذِي كَانَ يَقْرَأُهُ فَكَانَ هذَا . مِثْلَ شَاةٍ سِيقَ إِلَى الذَّبْحِ وَمِثْلَ خَرُوفٍ صَامِتٍ أَمَامَ الَّذِي يَجُزُّهُ هكَذَا لَمْ يَفْتَحْ فَاهُ . فِي تَوَاضُعِهِ انْتَزَعَ قَضَاؤُهُ وَجِيلُهُ مَنْ يُخْبِرُ بِهِ لأِنَّ حَيَاتَهُ تُنْتَزَعُ مِنَ الأرْضِ . فَأَجَابَ الْخَصِيُّ فِيلُبُّسَ وَقَالَ أَطْلُبُ إِلَيْكَ . عَنْ مَنْ يَقُولُ النَّبِيُّ هذَا . عَنْ نَفْسِهِ أَمْ عَنْ وَاحِدٍ آخَرَ . فَفَتَحَ فِيلُبُّسُ فَاهُ وَابْتَدَأَ مِنْ هذَا الْكِتَابِ فَبَشَّرَهُ بِيَسُوعَ } ( أع 8 : 26 – 35 ) الكَلاَم الَّذِي قَرَأَهُ الخَصِيُّ لَمْ يَعْرِف عَنْ مَنْ يَتَكَلَّم عَنْ أشْعِيَاء أمْ عَنْ آخَر .. { وَفِيمَا هُمَا سَائِرَانِ فِي الطَّرِيقِ أَقْبَلاَ عَلَى مَاءٍ . فَقَالَ الْخَصِيُّ هُوَذَا مَاءٌ . مَاذَا يَمْنَعُ أنْ أَعْتَمِدَ } ( أع 8 : 36 ) نَفْهَمْ أنَّ فِيلُبُّس كَلَّمَهُ عَنْ الأمر مِنْ البِدَايَة لِلنِهَايَة .. مِنْ الخَلِيقَة وَالسُقُوط وَالفِدَاء وَكَيْفَ تَنْتَقِل لَنَا بَرَكَات الفِدَاء إِنْ لاَبُد لَهَا مِنْ مَعْمُودِيَة .. فَغَارَ الرُّجل لِمَاذَا لاَ يَعْتَمِد ؟ وَفِيمَا هُمَا سَائِرَانِ وَجَدَا مَاء فَقَالَ مَاذَا يَمْنَع أنْ أعْتَمِد ؟ .. { فَقَالَ فِيلُبُّسُ إِنْ كُنْتَ تُؤمِنُ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ يَجُوزُ فَأَجَابَ وَقَالَ أَنَا أُومِنُ أَنَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ هُوَ ابْنُ اللهِ . فَأَمَرَ أَنْ تَقِفَ الْمَرْكَبَةُ فَنَزَلاَ كِلاَهُمَا إِلَى الْمَاءِ فِيلُبُّسُ وَالْخَصِيُّ فَعَمَّدَهُ . وَلَمَّا صَعِدَا مِنَ الْمَاءِ } ( أع 8 : 37 – 39 ) ..مَعْنَى ذَلِك أنَّهُ غَطَّسَهُ فِي المَاء { خَطِفَ رُوحُ الرَّبِّ فِيلُبُّسَ فَلَمْ يُبْصِرْهُ الْخَصِيُّ أيْضاً . وَذَهَبَ فِي طَرِيقِهِ فَرِحاً وَأَمَّا فِيلُبُّسُ فَوُجِدَ فِي أَشْدُودَ } ( أع 8 : 39 – 40 ) قِصَّة أُخْرَى ذُكِرَت فِي الكِتَاب عَنْ كَرْنِيلِيُوس قَائِد مِنْ الكَتِيبَة الَّتِي تُدْعَى الإِيطَالِيَّة الَّذِي كُنَّا نُعَيِّد بِتِذْكَار عِيده الأُسْبُوع المَاضِي .. يَقُول عَنْهُ الكِتَاب رَغم أنَّهُ لَمْ يَكُنْ قَدْ إِعْتَمَدَ بَعْد وَمَازَالَ فِكْره لَمْ يُبْنَى عَلَى عَقِيدَة أوْ مَبْنِي عَلَى عَقِيدَة خَاطِئَة { وَهُوَ تَقِيٌّ وَخَائِفُ اللهِ مَعَْ جَمِيعِ بَيْتِهِ يَصْنَعُ حَسَنَاتٍ كَثِيرَةً لِلشَّعْبِ وَيُصَلِّي إِلَى اللهِ فِي كُلِّ حِينٍ }( أع 10 : 2 ) .. الله أعْطَاه رُؤيَة فَأرْسَل بِحَسَب الرُؤيَة إِلَى بُطْرُس .. { وَلَمَّا دَخَلَ بُطْرُسُ اسْتَقْبَلَهُ كَرْنِيلِيُوسُ وَسَجَدَ وَاقِعاً عَلَى قَدَمَيْهِ . فَأَقَامَهُ بُطْرُسُ قَائِلاً قُمْ أَنَا أيْضاً إِنْسَانٌ } ( أع 10 : 25 – 26 ) .. كَرَزَ لَهُ بُطْرُس وَبَشَّرَهُ وَكَلَّمَهُ عَنْ كُلَّ الأُمور .. { وَأَمَرَ أَنْ يَعْتَمِدُوا بِاسْمِ الرَّبِّ . حِينَئِذٍ سَأَلُوهُ أَنْ يَمْكُثَ أَيَّاماً } ( أع 10 : 48 ) .
أولأ :اللاعقيدة :-
مَا مَعْنَى أنَّ العَقِيدَة ضَرُورِيَة .. هُنَاك دَعْوَى تَقُول هَيَّا نَعِيش مَعَ الله .. هَيَّا نُرَنِّم كَلاَم العَقِيدَة ثَقِيل .. هَيَّا نَقُول يَسُوع يُحِبُّنَا .. يَسُوع يِفَرَّحْنَا .. أنَا لِيَسُوع وَيَسُوع لِيَّ دَعْنَا مِنْ الدُخُول فِي إِفْتِرَاقَات وَجِدَلاَت هَزَلِيَّة وَلْتَكُنْ مَعَ الْمَسِيح فَقَطْ ثُمَّ تَسْأل مَا هُوَ رَأيَك يَا أبَانَا ؟ أقُول أنَّهُ إِتِجَاه خَطِير جِدّاً لأِنَّهُ يَبْنِيك عَلَى اللاَعَقِيدَة يَجْعَلَك مِثْلَ كَرْنِيلِيُوس قَبْلَ الإِيمَان .. نَعَمْ كَانَ رَجُل تَقِي لَكِنَّهُ أيْضاً غِير مَقْبُول أمَام الله .. لاَبُد أنْ تَكُون الحَيَاة الرُّوحِيَّة مَبْنِيَة عَلَى عَقِيدَة .. لاَ تُوْجَد حَيَاة رُوحِيَة سَلِيمَة إِلاَّ وَتَكُون مَبْنِيَةعَلَى عَقِيدَة سَلِيمَة مَنْ هُوَ الْمَسِيح الَّذِي أعْبُده ؟ هُوَ الْمَسِيح إِبن الله .. إِذاً مَاذَا يَطْلُبُ مِنِّي الْمَسِيح ؟طَلَبَ مِنِّي أنْ أعْتَمِد وَأُومِن بِالتَّجَسُّد وَبِالثَّالُوث وَالفِدَاء وَالكَنِيسَة وَالأسْرَار وَأنْ آخُذ يَنَابِيع الرُّوح مِنْ مَصْدَرْهَا الصَحِيح .. هَلْ آخُذ الأمر مِنْ مَنْبَعه الأصْلِي أمْ أسِير بِفِكْرِي ؟ لِذَلِك إِتِجَاه يَقُول لاَ نَتَكَلَّم عَنْ عَقِيدَة وَلِنَأخُذ الْمَسِيح فَقَط .. أقُولُ لَكَ لَوْ أخْلَيْنَا الحَيَاة الرُّوحِيَّة المَسِيحِيَّة مِنْ العَقِيدَة حَوِّلْنَا المَسِيحِيَّة إِلَى فَلْسَفَة .. حَوِّلْنَا المَسِيحِيَّة إِلَى نَظَرِيَة لَكِنْ المَسِيحِيَّة لَيْسَت نَظَرِيَّة بَلْ حَيَاة تُعَاش أي لاَبُد أنْ تَعْرِف أنَّكَ لَنْ تَتَلاَمَس مَعَ التَّجَسُّد إِلاَّ مِنْ خِلاَل فِكْر الكِنِيسَة الَّتِي هِيَ جَسَد الْمَسِيح أنْتُمْ التَّجَسُّد كُلَّ وَاحِد فِيكُمْ جُزء مِنْ جَسَد الْمَسِيح .. التَّجَسُّد هُوَ الذَبِيحَة الَّتِي نُقَدِّمهَاعَلَى المَذْبَح .. هذَا هُوَ الجَسَد الحَقِيقِي لِلْمَسِيح عَلَى المَذْبَح .. بِدُون أنْ نُقَدِّم الجَسَد عَلَى المَذْبَح أصْبَحَ التَّجَسُّد فَلْسَفَة .. قِصَّة وَعَبَرِت وَانْتَهِت وَلاَ يُذَكِّرْنَا بِهَا أحَدٌ لأِنَّهَا عَبَرِت مُنْذُ آلاَف السِنِين ..أقُول لَك .. لاَ .. التَّجَسُّد لَيْسَ قِصَّة وَعَبَرِت بَلْ وَاقِع فِي حَيَاتِي هذَا سِر القُرْبَانَة الأب الكَاهِن يُقَسِّمهَا إِلَى إِثْنَى عَشَرَ قِطْعَة إِشَارَة لِلتَّلاَمِيذ الَّذِينَ حَوْلَ الْمَسِيح وَإِشْارَة لِلكِنِيسَة الَّتِي فِي الْمَسِيح الثَابِتِين فِي الْمَسِيح وَعَايْشِين فِي الْمَسِيح .. هذَا هُوَ التَّجَسُّد إِذاً خُطُورَة شَدِيدَة أنْ أُومِن بِمَسِيحِيَّة بِدُون عَقِيدَة .. العَقِيدَة تَبْنِي سُلُوكَك .. الفِكْرَة عِنْدَمَا تُؤمِن بِهَا تَبْنِي عَلَيْهَا مَبَادِئ لِذَلِك لَوْ لَكَ صَدِيق أوْ زَمِيل فِي الجَامِعَة لَيْسَ لَهُ فِي القِيَادَات الدِينِيَّة .. إِذَا ألقِيت عَلِيه السَلاَم وَقُلْت لَهُ " صَبَاح الخِير " يُجِيبَك " صَبَاح الخِير "وَفِي الأعْيَاد يَقُول لَك " كُلَّ سَنَة وَانْتَ طَيِّب " .. يَأخُذ الأُمور بِبَسَاطَة .. لَوْ إِنْضَم هذَا الصَدِيق لأِي تَيَار مُتَطَرِف وَانْغَرَس فِيه تَجِده يَتَغَيَّر .. إِنْ قُلْت لَهُ " صَبَاح الخِير " يُجِيبَك " عَلَيْكُم السَلاَم وَرَحْمَةُ الله " أي أنَّهُ يَقُولُ لَك إِلْقِي السَلاَم فَقَطْ .. تَخَاف أنْتَ مِنْهُ لأِنَّهُ تَبَنَّى أفْكَارفِي ذِهْنه تَغَيَّرَت بِهَا سُلُوكِيَاته الفِكْر العَقِيدِي يُبْنَى عَلِيه سُلُوك .. قَدْ يُقَال لَهُ حَرَام تَقُول لَهُ " كُلَّ سَنَة وَانْتَ طَيِّب " يُجِيبَهُمْ لَكِنَّهُ صَدِيقِي وَإِنْ كَانَ مَسِيحِي .. يَقُولُونَ لَهُ هذِهِ مِنْ الكَبَائِر لأِنَّهُ مَعْنَى أنْ تَقُول لَهُ " كُلَّ سَنَة وَانْتَ طَيِّب " أنَّ الْمَسِيح قَامَ وَمَعْنَى أنَّهُ قَامَ أنَّهُ صُلِبَ وَنَحْنُ نَقُول أنَّهُ لَمْ يُصْلَب وَبِالتَِالِي لَمْ يَقُمْ .. يُجِيبَهُمْ إِذاً مَاذَا أقُولُ لَهُ ؟ يُجِيبُونه لاَ تَقُل لَهُ شِئ لأِنَّ هذَا لاَ يَسْتَحِق مِنْكَ سِوَى كَذَا وَكَذَا وَ إِذاً هذَا الصَدِيق تَغَيَّر لأِنَّهُ زُرِعَت فِيهِ أفْكَار مُعَيَنَة غَيَّرِت سُلُوكه .. هَكَذَا نَحْنُ مَحَبِّتنَا مَبْنِيَة لَيْسَ عَلَى أخْلاَقِيَات وَاجْتِمَاعِيَات بَلْ مَبْنِيَة عَلَى مَحَبِّة الْمَسِيح .. أيْضاً إِكْرَامِي لِجَسَدِي لَيْسَ نُوع مِنْ عِبَادِة الجَسَد وَلَكِنْ لأِنَّ جَسَدِي جُزء مِنْ جَسَد الْمَسِيح .. هَيْكَل لِلْمَسِيح لِذَلِك أنَا أُكْرِمه .. الفَتَاة المَسِيحِيَّة مُحْتَشِمَة لاَ لأِنَّهَا خَائِفَة مِنْ العَوْرَة بَلْ لأِنَّ جَسَدْهَا هَيْكَل لله وَلَهُ كَرَامِة الْمَسِيح .. الفِكْرَة هُنَا إِخْتَلَفِت .. أي أنَّ الإِنْسَان قَدْ يَفْعَل نَفْس السُلُوك لَكِنْ بِفِكْر مُخْتَلِف هَلْ الدِيَانَات الأُخْرَى لَيْسَ بِهَا تَوْبَة ؟ بِهَا تُوْبَة { وَالتَّوَابُونَ إِلَى الله } .. ألَمْ تَسْمَع أنَّهُ تُوْجَد شُرُوط خَمْسَة لِلتُوْبَة ؟ إِذاً الفِكْرَة أوْ العَقِيدَة مَبْنِي عَلِيهَا سُلُوك مُعَيَّن .. أنَا تُوْبتِي هِيَ تُوْبِة مَحَبَّة لله .. تُوْبِة إِبن رَاجِع .. إِبن تَائِب جَرَح مَشَاعِر أبِيه وَرَجَعْ يَقُول لَهُ أخْطَأتُ إِلَى السَّمَاء وَقُدَّامَك( لو 15 : 18 ، 21 ) .. إِذاً السُلُوك الرُّوحِي وَهذِهِ هِيَ النُقْطَة الَّتِي نُرِيد التَحَدُّث عَنْهَا لاَبُد أنْ يَكُون مَبْنِي عَلَى عَقِيدَة سَلِيمَة كَي يَكُون السُلُوك سَلِيم .. وَإِلاَّ يُوْجَد سُلُوك رُوحِي مَظْهَره أنَّهُ صَحِيح لَكِنَّهُ مَبْنِي عَلَى عَقِيدَة أوْ دَافِع خَطَأ فَيَكُون كُلَّه خَطَأ فِي خَطَأ إِذاً لاَ تُوْجَد رُوحَانِيَة سَلِيمَة بِدُون أسَاس عَقِيدِي سَلِيم .. إِذاً لاَ يَلِيق أوْ لاَ يَصِح أنْ نَتَكَلَّم عَنْ الله فَقَط وَنَنْسَى الإِخْتِلاَفَات العَقِيدِيَّة .. لاَ .. تُوْجَد دَعْوَة لِحَيَاة بِلاَ عَقِيدَة .. أنْتَ أُرثُوذُكْسِي أنَا بُروتُوسْتَانْتِي وَالآخَر كَاثُولِيكِي لاَ يَهِمْ الفَرْق نَحْنُ نَتَكَلَّم عَنْ الْمَسِيح فَكُلِّنَا إِخْوَة فِي الْمَسِيح فَهَيَّا نَفْرَح وَهَيَّا نُصَلِّي وَنُرَنِّم وَلاَ نَضَع حُدُود بَيْنَنَا .. تَقُول هذَا كَلاَم جَيِّد يَا أبَانَا نَحْنُ نُحِب هذِهِ الأفْكَار .. أقُولُ لَكَ هذَا خَطَر .. لِمَاذَا خَطَر ؟ لأِنَّهُ يَجْعَل عَقِيدَتَك مَبْنِيَة عَلَى اللاَعَقِيدَة وَبِالتَّالِي رُوحَانِيَاتَك تَكُون خَطَأ لأِنَّهَا بِلاَ عَقِيدَة .. لِمَاذَا أنْتَ تُرْضِي إِلهَك ؟ كَيْفَ تَكُون عِبَادْتَك لإِلهَك ؟ هَلْ تُؤمِنْ بِالكَهَنُوت ؟ هَلْ تُؤمِنْ بِالشَفَاعَة ؟ هَلْ تُؤمِنْ بِالتَّجَسُّد ؟ عِنْدَمَا يَهْتَز كُلَّ هذَا تَهْتَز الرُّوحَانِيَة .. لِذَلِك خَطَر جِدّاً أنْ يَعِيش الإِنْسَان بِلاَ عَقِيدَة فِيلُبُّس تَقَابَل مَعَ الخَصِيُّ الحَبَشِيّ نَعَمْ هُوَ رَجُل تَقِي وَكَانَ ذَاهِب لأُورُشَلِيم لِيُكْرِم الله وَيَسْجُد لَهُ وَبَدَأَ يَقْرَأ وَيَسْأل وَفِيلُبُّس يَشْرَح لَهُ فَكَلَّمَهُ عَنْ السُقُوط وَالفِدَاء وَالتَّجَسُّد وَالدَيْنُونَة وَالمَلَكُوت وَشُرُوط دُخُول المَلَكُوت وَبَدَأَ الخَصِيُّ يَغِير لِذَلِك عِنْدَمَا وَجَدَ مَاء وَكَانَ بِالضَرُورَة أنَّ فِيلُبُّس كَلَّمَهُ عَنْ المَعْمُودِيَّة وَأهَمِيِتهَا لِلخَلاَص طَلَبَ أنْ يَعْتَمِد .. هَلْ هذَا عَقِيدَة أمْ لاَ ؟ عَقِيدَة .. قَدْ يَقُول وَاحِد أنَّ كَلاَم العَقِيدَة ثَقِيل .. لاَ .. فِيلُبُّس لَمَّا كَرَز لِلخَصِيُّ كَلَّمَهُ وَلَمَّا كَلَّمَهُ عَنْ المَعْمُودِيَّة كَلَّمَهُ عَنْ كَيْفِيِة المَعْمُودِيَّة وَأكِيد قَالَ لَهُ أنَّهَا بِالتَغْطِيس بِدَلِيل أنَّهُ بَيْنَمَا هُوَ سَائِر فِي طَرِيقه كَانَ مَعَهُ مَاء لِيَشْرَب كَانَ مُمْكِنْ يَقُول لِفِيلُبُّس هَيَّا رُش عَلَيَّ قَلِيل مِنْ المَاء لَكِنَّهُ إِنْتَظَر حَتَّى أقبَل عَلَى مَاء فَقَالَ لِفِيلُبُّس هذَا مَاء هَلْ تُعَمِّدْنِي ؟ فَقَالَ لَهُ فِيلُبُّس نَعَمْ لَكِنْ إِنْ كُنْت تُؤمِنْ هَلْ تُؤمِنْ أنَّ الْمَسِيح إِبْن الله ؟ فَقَالَ الخَصِيُّ أُومِنْ .. إِذاً هَيَّا أعَمِّدَك قَدْ يَقُول إِنْسَان يَكْفِي أنْ نُؤمِن فَقَطْ .. نَقُول لَهُ .. لاَ .. الكِتَاب يَقُول{ مَنْ آمَنَ وَاعْتَمَدَ خَلَصَ } ( مر 16 : 16) إِذاً لاَبُد مِنْ المَعْمُودِيَّة .. وَعِنْدَمَا إِعْتَمَد الخَصِيُّ الحَبَشِيّ غَطَّسَهُ فِيلُبُّس لِذَلِك يَقُول الكِتَاب { وَلَمَّا صَعِدَا مِنَ الْمَاءِ } .. الحَيَاة الرُّوحِيَّة تَحْتَاج إِلَى عَقِيدَة سَلِيمَة .. بِدُون عَقِيدَة تَكُون الحَيَاة الرُّوحِيَّة غِير مُسْتَقِيمَة .. نَحْنُ لاَ نَتَكَلَّم فِي فَلْسَفَة وَنَظَرِيَات بَلْ فِي مَسِيح مُعَاش .. لِلأنْبَا مُوْسَى عِبَارَة لَيْتَك تُفَكِر بِهَا .. يَقُول أيُّهُمَا أخْطَر عَلَى الكِنِيسَة الأرثُوذُكْسِيَّة ألـ non-orthozox ( اللاَأرثُوذُكْسِيَّة ) أمْ ألـ anti-orthozox ( ضِد الأرثُوذُكْسِيَّة ) ؟ بِالطَبْع اللاَأُرثُوذُكْسِيَّة لأِنَّ ضِد الأُرثُوذُكْسِيَّة لاَ تَقْبَل مِنْهُ كَلاَمه لأِنَّهُ يَقُول لَكَ لاَ تُوْجَد شَفَاعَة .. فَتَقُول لَهُ كَيْفَ وَالعَذْرَاء أُمِّي وَالبَابَا كِيرلُس إِخْتَبَرْت شَفَاعْته وَصَلَوَاته عِنْدَمَا يَقُول لَك لاَ يُوْجَد كَهَنُوت .. تَقُول لَهُ كَيْفَ وَنَحْنُ تَرَبَيْنَا عَلَى أبُونَا الكَاهِن وَنُحِبَّه مُنْذُ صُغْرِنَا .. لَوْ كَلِّمنَا بِطَرِيقَة وَاضِحَة وَهَاجِم الأُرثُوذُكْسِيَّة لَنْ يَجِد مِنَّا قَبُول .. هذَا لَمْ يَعُد مَوْجُود الآن الآن يُوْجَد اللاَأُرثُوذُكْسِيَّة الَّذِي يَقُول لَك تَعَالَ عَنْدِنَا إِفْتَح الإِنْجِيل لِتَسْمَع كَلِمَة الله وَعِنْدَمَا يُكَلِّمنَا عَنْ الخَلاَص يُكَلِّمنَا عَنْ الخَلاَص بِدُون دَم الْمَسِيح المَوْجُود عَلَى المَذْبَح دَم الْمَسِيح الَّذِي فِي الجُلْجُثَة أيْنَ أجِده ؟ دَم الْمَسِيح الَّذِي فِي الجُلْجُثَة يُحْضِره لِي الرُّوح القُدُس عَلَى المَذْبَح فِي القُدَّاس وَيُقَدِّم لَنَا خَلاَص وَغُفْرَان .. هذِهِ وَسِيلِة الغُفْرَان .. أنْتَ تُكَلِّمْنِي عَنْ فَلْسَفَة ؟ الْمَسِيح صُلِبَ كَقِصَّة ؟ حَقِّق لِي القِصَّة !! .. الْمَسِيح تَجَسَّد كَحَقِيقَة أنَا أعْلَمْهَا لَكِّنِي أُرِيد أنْ أعِيش هذِهِ الحَقِيقَة وَكَيْفَ أعِيشهَا ؟ بِأنَّنَا كُلِّنَا أعْضَاء فِي الجَسَد .. الكِنِيسَة تُقَدِّم لَكَ عَقِيدَة وَتُسَاعْدَك عَلَى فِهْمَهَا خُطُورِة اللاَأُرثُوذُكْسِيَّة أنَّهُ عِنْدَمَا يُكَلِّمَك عَنْ التُوْبَة دُونَ أنْ يُكَلِّمَك عَلَى جِهَاد التُوْبَة وَالصُوْم وَالمِيطَانيَة وَكَيْفَ تَرْجَع لله مِنْ كُلَّ قَلْبَك وَكَيْفَ تُقَدِّم إِنْسِحَاق أمَام الله .. يَكُون أُسْلُوب مُخَادِع وَغَاش أتَذَكَّر إِنِّي دُعِيت لِمُؤتَمَر فِي مَنْطِقَة أبُو يُوسِف وَهيَ مَنْطِقَة مَشْهُورَة بِتَجَمُّعَات الإِخْوَة البُرُوتُوستَانْت وَكُنْت مَدْعو لِمُؤتَمَر تَابِع لِكَنِيسَة مِنْ القَاهِرَة فِي بِيت ضَخْم وَعِنْدَمَا ذَهَبت وَجَدْت مَجْمُوعَة مِنْ الشَبَاب أقبَلُوا عَلَيَّ وَصَافَحُونِي وَانْحَنُوا وَقَبِّلُوا يَدَي مَاعَدَا وَاحِد مِنْهُمْ صَافَح بِاليَد فَقَطْ بِدُون تَقْبِيل وَسَألْتَهُمْ عَنْ الكِنِيسَة الَّتِي دَعِتنِي فَقَالُوا إِنَّهَا فِي الدُور الثَّالِث وَحَتَّى الدُور السَّادِس لَكِنَّهُمْ فُوج آخَر غِير هذِهِ الكَنِيسَة .. وَعَرَفْت إِنَّهُمْ فُوْج تَابِع لِلإِخْوَة البُرُوتُوستَانْت وَمَعْنَى مَا فَعَلوهُ مَعِي أنَّهُمْ جَمِيعَهُمْ مِنْ أوْلاَدْنَا مَاعَدَا وَاحِد فَقَطْ الَّذِي لَمْ يُقَبِّل يَدَي وَهذَا الوَاحِد هُوَ القَائِد وَهُوَ أيْضاً كَانَ أحَدٌ أوْلاَدْنَا فَإِنْ كَانَ قَدْ إِنْحَنَى وَقَبَّل يَدَي لَقَالُوا لَهُ مَاذَا تَفْعَل .. هذَا يَعْنِي أنَّ كُلَّ أوْلاَدْنَا قَدْ يَذْهَبُوا مُؤتَمَرَات كَهذِهِ تَحْت بَنْد أنَّهُمْ أتوا لِيَسْمَعُوا كَلِمَة الله .. وَهذَا هُوَ اللاَأُرثُوذُكْسِيَّة هذَا خَطِير جِدّاً .. ضَرُورِة العَقِيدَة .. بُولِس الرَّسُول يَقُول { لَسْتُ أَخْجَلُ لأِنَّنِي عَالِمٌ بِمَنْ آمَنْتُ وَمُوقِنٌ أَنَّهُ قَادِرٌ أَنْ يَحْفَظَ وَدِيعَتِي إِلَى ذلِكَ الْيَوْمِ } أنَا عَالِم بِمَنْ آمَنْت .
ثانيا : كيف نعرف من هم بلا عقيدة :-
(1) يَعْشِقُون جِدّاً المَنْهَج العَاطِفِي .. يِكَلِّمَك بِنَبْرَة تِهِزَك فَتَتَأثَّر وَتَنْفَعِل وَتَقُول إِنْ عِظَتِهِمْ قَوِيَة وَجَمِيلَة وَجَذَّابَة .. قَدْ تَقُول أنَّكَ ذَهَبْت لِلكِنِيسَة وَوَقَفَ الأب الكَاهِن وَوَعَظ كِلْمِتِين وَانْتَهَى وَلَمْ تَشْعُر بِشِئ .. نَعَمْ الأب الكَاهِنْ تَقِي وَطَيِّب لَكِنَّهُ غِير مُؤثِر بَيْنَمَا هذَا الشَخْص قَالَ كَلِمَات حَرَّكِت قَلْبَك .. لِمَاذَا ؟ لأِنَّهُ إِنْفَعَل .. لأِنَّهُ تَكَلَّم بِصُوْت عَالِي .. لأِنَّ لَهُ نَبَرَات مُؤثِرَة .. نَقُول هَلْ تَتَخَيَّل أنَّ الأبَاء الكَهَنَة لاَ يَعْرِفُون هذَا الأُسْلُوب ؟ يَعْرِفوه لَكِنَّهُمْ لاَ يَفْعَلوه .. قَدْ تَقُول أنَّ هذَا الشَخْص ألهَب قَلْبَك بَيْنَمَا الأب الكَاهِنْ كَانَ يَقُول العِظَة كَأنَّهُ يَحْفَظْهَا وَجَاءَ لِيْسَمَّعْهَا .. المَنْهَج العَاطِفِي مُؤثِر لَكِنَّهُ لَيْسَ عَمِيق بَلْ مُؤقَت .. إِسْمَع سَيِّدْنَا البَابَا لَهُ آلاَف العِظَات هَلْ يَتَكَلَّم بِأُسْلُوب عَاطِفِي ؟أبُونَا بِيشُوي كَامِل كَانَ قَلْبه مُلْتَهِب لَكِنَّه لاَ يَتَكَلَّم بِأُسْلُوب عَاطِفِي لأِنَّهُ تُوْجَد لِيَاقَة .. النَهْج العَاطِفِي مِثْلَ نَار فِي قَش سَيَلْتَهِب لَكِنَّهُ يَنْطَفِئ سَرِيعاً .. النَهْج الأُرثُوذُكْسِي مِثْلَ مَاء فِي صَخْر مِنْ كَثْرِة مُرُوره عَلَى الصَخْر يَحْفُر فِيهِ .. إِنْ رَاجِعْت الإِبْصَالِيَات وَالتَّسْبِحَة وَالثُؤطُوكِيَات وَسَتَرَى كَمْ مَنْهَجْهَا عَمِيق لَكِنَّهُ لَيْسَ إِنْفِعَالِي فَنَجِد { إِسْمَك حُلْو وَمُبَارَك فِي أفوَاه قِدِّيسِيك } ( إِبْصَالِيِة السَبْت ) .. { يَارَبِّي يَسُوع الْمَسِيح أعِنِّي } ( إِبْصَالِيِة الأحَدٌ ) حَتَّى النَغَمَة رَزِينَة لاَ تَعْتَمِد عَلَى الإِنْبِهَار الإِنْفِعَالِي .
(2) يِكَلِّمَك عَنْ الْمَسِيح المُرِيح دُونَ أنْ يِعَرَّفَك وَاجِبَاتَك .. أي يِكَلِّمَك بِالنَاعِمَات .. يَقُول لَك تَعَالَ وَلَيْسَ مَطْلُوب مِنْكَ شِئ وَالْمَسِيح يَقْبَلَك .. كُلَّ هذَا جَيِّد لَكِنْ أنَا أُرِيد أنْ أتْنَاوِل .. يِقُول لَك تَعَالَ .. هَلْ لاَ أصُوْم ؟ يِقُول لَك نَعَمْ الْمَسِيح يُرِيدَك كَمَا أنْتَ بِكُلَّ خَطَايَاك .. تَقُول لَهُ أيضاً عِنْدَمَا أصُوْم فَأنَا بِخَطَايَاي لَكِنْ خَطَايَا عَنْ خَطَايَا تِفْرِق .. يِقُول لَك .. لاَ .. الله يُرِيدَك كَمَا أنْتَ وَيِسَّهِل لَك الأمر .. مَا هُوَ الصُوْم ؟ يِسْألَك .. الصُوْم هُوَ { حِينَ يُرْفَعُ الْعَرِيسُ عَنْهُمْ فَحِينَئِذٍ يَصُومُونَ فِي تِلْكَ الأيَّامِ } ( مر 2 : 20 ) .. تَقُول لَهُ أنْتَ شَخْص رَائِع يَعْنِي آكُل مَا أُرِيده لُحُوم و يَقُول لَك كُل مَا تَشَاء .. تَقُول لَهُ الأب الكَاهِنْ يِضَيَّقْهَا عَلِيْنَا بَيْنَمَا هذَا الشَخْص مُرِيح جِدّاً .. يَقُول لَك هَلْ السَّمَاء بِالأكل وَالشَرَاب ؟ لَوْ كَانِت كَذَلِك كَانِت البَهَائِم أوِّل مَنْ دَخَل السَّمَاء .. تَقُول لَهُ عَلَى رَأيَك .. هذَا كَلاَم .. { وَبِالْكَلاَمِ الطَّيِّبِ وَالأقْوَالِ الْحَسَنَةِ يَخْدَعُونَ قُلُوبَ السُّلَمَاءِ } ( رو 16 : 18) .
نَعَمْ الْمَسِيح مُرِيح وَيَقُول لَك أنَا آتِي لِلكِنِيسَة لأُِعِد لَك وَلِيمَة .. كُلَّ شِئ مُعَد لَك مَا عَلَيْكَ إِلاَّ أنْ تَأتِي لَكِنْ أرْجُوك تَعَالَ مُبَكِراً وَتَفَاعَل مَعَ القُدَّاس وَعِنْدَمَا تَقُول لَك الكِنِيسَة إِقرَع صَدْرَك تَفَاعَل وَاقرَع صَدْرَك .. وَعِنْدَمَا تَقُول الكِنِيسَة " يَارَب إِرْحَمْ " قُلْهَا بِقَلْبٍ تَائِب .. وَلَمَّا تَقُول الكِنِيسَة " كِيريَاليْصُون " قُلْهَا مِنْ أعْمَاق قَلْبَك .. أنَا لاَ أقُول لَك أنَّ النِير ثَقِيل عَلِيك لَكِنْ عَلَى الأقل قَدِّم لله تُوْبَة .. قِف أمَامه بِإِنْكِسَار قَلْب وَقُلْ لَهُ " هَا نَحْنُ أمَامَك يَارَب خَاضِعِينَ وَسَاجِدِينَ " وَهُوَ سَيُعْطِيك كُلَّ حُقُوقَك لَكِنْ كُوْن إِنَّك تَدْخُل إِليه مُتَجَاسِر لَك حُقُوق وَلَيْسَ عَلِيك وَاجِبَات فَهذَا أمر مَرْفُوض لِنَرَى الإِبن التَّائِب رِجِع لأِبِيه وَلَمْ يَقُل لَهُ أعْطِنِي الحُلَّة الأُوْلَى يَكْفِيك إِنِّي رِجِعْت إِليك .. لاَ قَالَ لَهُ أنَا لَسْتُ مُسْتَحِق أنْ أُدْعَى لَكَ إِبناً ( لو 15 : 19 ، 21 ) .. أنَا رَاجِع بِخُضُوع يِكَلِّمَك عَنْ الْمَسِيح المُرِيح وَيِسَهِّل لَك الأُمور حَتَّى أنَّهُ يُمْكِنه أنْ يِوَصَلَك لِفِكْرَة وَهيَ كُوْن إِنَّك تِصُوْم فَإِنْتَ تُقَلِّل مِنْ عَمَل الْمَسِيح عَلَى الصَّلِيب وَهَلْ الصَّلِيب لاَ يَكْفِي ؟ فَإِنْ قُلْت لَهُ يَكْفِي يَقُول لَك لِمَاذَا إِذاً تَصُوْم هَلْ الصُوْم يَزِيدَك شِئ ؟ وَقَدْ لاَ يَقُول لَك أنَّكَ تُقَلِّل مِنْ عَمَل الْمَسِيح عَلَى الصَّلِيب فَقَطْ بَلْ أنْتَ تَحْتَقِر عَمَل الْمَسِيح عَلَى الصَّلِيب ..لاَ يُكَلِّمَك عَلَى الَّذِينَ هُمْ فِي الْمَسِيح يَسُوع الَّذِينَ صَلَبُوا الجَسَد مَعَ الأهوَاء وَالشَهَوَات ( غل 5 : 24 ) وَلاَ يُكَلِّمَك عَنْ قَمْع الجَسَد .. لاَ .. بَلْ يُكَلِّمَك عَنْ الْمَسِيح المُرِيح عَنْ المَنْهَج العَاطِفِي .
(3) يِكَلِّمَك عَنْ نَبْرَه تَغْلِب عَلِيهَا الذَّاتِيَّة .. يِكَلِّمَك عَنْ الأنَا .. يَقُول لَك أنَا تَقَابَلْت مَعَ الرَّبَّ .. أنَا أخَذْت مِنْ الرَّبَّ إِعْلاَن .. أنَا .. أنَا أضَعْ يَدِي عَلِيك فَتُشْفَى .. أنَا تَكَلَّمَت بِألْسِنَة .. أنَا .. أنَا .. طَبعاً أنْتُمْ تَعْرِفُون أنَّنَا فِي المَنْهَج الأُرثُوذُكْسِي لاَ تَجِد إِنْسَان يَتَكَلَّم وَيَقُول " أنَا " بُولِس الرَّسُول عِنْدَمَا أرَادَ أنْ يَتَكَلَّم عَنْ نَفْسه قَالَ { أَعْرِفُ إِنْسَاناً } ( 2كو 12 : 2 ) أي إِنْسَان صَاحْبِي .. هذَا طِلِع السَّمَاء الثَّالِثَة وَسِمِع أُمور لاَ يَسُوغ التَّكَلُم بِهَا وَكَأنَّهُ وَهُوَ يَتَكَلَّم وِقِع بِلِسَانه .. لاَ يَلِيق أنْ نَتَكَلَّم عَنْ إِخْتِبَار شَخْصِي حَتَّى أنَّهُمْ يُنَادُون بِأنَّ حَيَاتَك مَعَ الله تَكُون بِينَك وَبَيْنَ الله فَقَطْ أي تَقْرَأ الإِنْجِيل وَالله هُوَ الَّذِي يُفَسِّره لَك لاَ تَقْرَأ لَهُ تَفْسِير لأِنَّكَ غِير مُحْتَاج لِتَفْسِير أوْ مُفَسِر هَلْ المُفَسِر أفْضَل مِنْكَ ؟ وَإِنْ قُلْت لَهُ كَهَنُوت يَقُول لَك هَلْ أنْتَ مُحْتَاج لِوَسِيط بِينَك وَبَيْنَ الله ؟ .. تَقُول لَهُ الشَّفَاعَة يَقُول لَك بِينَك وَبِين الله عَمَار .. لأِنَّ البُروتُوستانْتِيَّة نَشَأت فِي ألْمَانْيَا وَألْمَانْيَا مُجْتَمَع أُورُوبِّي يَسُود عَليه الفَرْدِيَّة فَنَضَحِت عَلَى الفِكْر الدِينِي وَأصْبَح الإِله هُوَ الأنَا عِنْدَمَا يُسَافِر صَدِيق لَك لِلخَارِج سَتَجِد عَاطِفَته نَاحِيَتَك تَفْتُر وَعِنْدَمَا يَتَغَرَّب هُنَاك لِفِتْرَة طَوِيلَة تَجِده يُفَكِر فِي نَفْسه فَقَطْ وَإِنْ قُلْت لَهُ أنَّكَ سَتَذْهَب لَهُ يَقُول لَك جَيِّد لَكِّنِي لاَ أنْصَحَك بِالسَفَر وَتَقُول لَهُ كَيْفَ وَنَحْنُ كُنَّا كَالإِخْوَة نَبِيت مَعاً وَنَأكُل مَعاً وَ وَلِنَفْرِض أنَّكَ سَافِرْت فَجْأة لَهُ يَسْتَقْبِلَك ثَلاَثَة أوْ أرْبَعَة أيَّام ثُمَّ يَقُول لَك آسِف .. الحَيَاة هُنَاك تَفْرِض عَلَى الإِنْسَان طَابِع الفَرْدِيَّة لَوْ زُوْجَة مَرَض زُوْجهَا كُلَّ مَا تَفْعَله إِنَّهَا تِتِصِل بِالأسْعَاف وَتُدْخِله مُسْتَشْفَى وَتَدْفَع لَهُ الفَاتُورَة وَتَتَصِل بِهِ وَتَقُول لَهُ " حَمْداً لله عَلَى سَلاَمْتَك أنْ عُدْت إِلَى مَنْزِلَك .. أهلاً بِك .. وَإِنْ لَمْ تَعُد أيْضاً أهلاً بِك " .. الحَيَاة تَجْعَل مَشَاعِر الإِنْسَان تَجِف وَيَكُون إِلهَهُ هُوَ ذَاته .. وَهَكَذَا يَعِيشُون هذَا المَنْهَج مَعَ الله " تَقُول لَهُ عِنْدَمَا أقْرَأ الإِنْجِيل أقْرَأ لَهُ تَفْسِير " .. يَقُول لَك لِمَاذَا تَفْسِير ؟ تَقُول لَهُ " القِدِيس يُوحَنَّا ذَهَبِيَّ الفَمْ يَقُول " .. يُجِيبَك أنْتَ مِثْل يُوحَنَّا ذَهَبِيَّ الفَمْ فِي أي شِئ هُوَ أفْضَل مِنْكَ هُوَ فِيهِ رُوح الله وَأنْتَ أيْضاً .. يَجْعَلَك تَعِيش مَنْهَج الفَرْدِيَّة .. بَيْنَمَا الكِنِيسَة عَكْس ذَلِك تَأتِي بِكَ مِنْ الذَّاتِيَّة إِلَى الجَمَاعِيَّة لِذَلِك عِبَادِتنَا كُلَّهَا فِيهَا " نَا " .. { إِنَّنَا يَا سَيِّدْنَا } .. { إِغْفِر لَنَا }{ إِرْحَمْنَا } .. { فَفِيمَا نَحْنُ أيْضاً نَصْنَعُ ذِكْرَى آلاَمِهِ المُقَدَّسَة } .. " نَحْنُ " وَلَيْسَ " أنَا " لاَ أطْلُب شِئ لِنَفْسِي لأِنِّي مَعَ إِخْوَتِي وِحْدَه وَاحْدَة .. تَعَب أخِي هُوَ تَعَبِي .. مَنْهَج الفَرْدِيَّة يِدَّخَلْنِي عَلَى الإِنْجِيل وَالكَهَنُوت وَالشَّفَاعَة وَمَنْهَج العَاطِفَة مَنْهَج الأُمور السَهْلَة أيْضاً مَادَام مَنْهَج فَرْدِيَّة إِذاً يَرْفُض التَلْمَذَه .
(4) الإِلْتِوَاء .. قَدْ يَكُون لَدَيْهِ فِكْره وَهُوَ يَعْرِف أُرثُوذُكْسِي فَيِوَصَّل لَك فِكْرِته بِأُسْلُوب لاَ تَرْفُضه .. فَهَلْ تَتَخَيَّل أنَّ بُرُوتُوْستَانْتِي يَتَكَلَّم عَنْ سِر التَنَاوُل ؟ بِالطَبع لاَ .. لَكِنْ يُوْجَد كِتَاب عَنْ سِر الإِفْخَارِسْتِيَا كَتَبَهُ شَخْص بُرُوتُوستَانْتِي إِنْ قَرَأتَهُ يُشَوِش فِكْرَك هَلْ هذَا الكَلاَم بُرُوتُوستَانْتِي أم أُرثُوذُكْسِي ؟ .. يَضَع لَك عِنْوَان عَلَى المَوْضُوع يَتبَعَك لَكِنْ الكَلاَم دَاخِله يَتبَعه هُوَ .. هَلْ تَتَخَيَّل أنَّ شَخْص بُرُوتُوستَانْتِي يَكْتُب كِتَاب عَنْ الأنْبَا أنْطُونيُوس أب الرُّهْبَان تَقْرَأه تَجِد أنْبَا أنْطُونيُوس بُرُوتُوستَانْتِي غِير الَّذِي نَعْرِفه .. يُقَدِّم شِئ مَظْهَره يَتبَعَك وَعِنْدَمَا تَجِد الشِئ يَتبَعَك تَسْتَرِيح لَكِنْ عِنْدَمَا تَدْخُل دَاخِله تَجِده لاَ يَتبَعَك عِنْدَمَا رَأوا أنَّ النَّاس يَرْفُضُون حَيَاة مَعَ الله بِدُون جَسَد وَدَم قَالُوا سَنَأتِي بِجَسَد وَدَم خُبْز نُصَلِّي عَلِيه وَكُلَّ وَاحِد يَأخُذ لُقْمَة كَي يُسَكِّنُوا ضَمَائِر النَّاس .. يُوْجَد فِي أُسْلُوبهُمْ عَدَم وُضُوح لذَلِك عِنْدَهُمْ مُسْتَوَيَات .. مُسْتَوَى القَادَة وَهَؤلاَء يَعْرِفُون مَاذَا يَفْعَلُون وَيُخَطِطُون ثُمَّ مُسْتَوَى مَا تَحْت القَادَة وَهَؤلاَء هُمْ القَادَة الَّذِينَ يَعْمَلُون مَعَ مَنْ لاَ يَفْهَمُون جَيِّداً أمَّا الَّذِينَ فِي المُسْتَوَى الثَّالِث فَهُمْ لاَ يَعُونَ شَيْء .. يَعْمَلُون مُسَمِيَات جَذَّابَة .. لاَ تُوْجَد عَقِيدَة المُهِمْ أنْ تَكُون مَعَ الْمَسِيح .. مَثَلاً يُكَوِنُون كُورَال بِإِسم " بُشْرَى الخَلاَص أوْ الخَبَر السَار " يَنْتَقُون مُسَمِيَات حِلْوَة .. هَيَّا نُرَنِّم .. وَيُرَنِّم وَيَنْفَعِل فِي التَرْنِيمَة وَتُعْجَب أنْتَ بِهِ لَكِنْ مَا هِيَ العَقِيدَة الَّتِي وَرَاء هذِهِ التَرْنِيمَة ؟ يَقُول لَك أنَّ الْمَسِيح يُحِبِّك مِنَّك له بِدُون تَدَّخُل أحَد .. هَلْ يَقْبَلَك الْمَسِيح بِدُون كِنِيسَة ؟ لِذَلِك عِنْدَمَا أتوا بِكِتَاب لِدَانْيَال البَرَامُوسِي لِسَيِّدْنَا البَابَا شُنُودَه قَالَ عِبَارَة جميلة قَالَ " إِنَّنَا لاَ نُحَاسِبه عَلَى مَا كَتَبَهُ بِقَدْر مَا نُحَاسِبه عَلَى مَا لَمْ يَكْتُبه " .. أي عِنْدَمَا تُكَلِمْنِي عَنْ التُوْبَة بِدُون أنْ تَدْعُونِي لِلإِعْتِرَاف بَلْ تُنْسِينِي الإِعْتِرَاف وَأتُوب وَأندَم لَكِّنَك لَغِيت لِي الأسْرَار بِأُسْلُوب غِير مُبَاشِر .. إِحْذَر .. ضَرُورِة الفِكْر العَقِيدِي الَّتِي تَبْنِي عَلَيْهَا حَيَاتَك مَعَ الله مُهِمْ جِدّاً الطَقْس فِي الكِنِيسَة عَلَى أي أسَاس مَبْنِي ؟ لاَ تُوْجَد حَرَكَة طَقْسِيَّة فِي الكِنِيسَة إِلاَّ وَمَبْنِيَّة عَلَى فِكْر عَقِيدِي .. مَبْنَى الكِنِيسَة يُذَكِّرَك بِالسَّمَاء .. القِدِّيسِين وَإِكْرَامهُمْ مَوْجُود فِي الكِتَاب المُقَدَّس وَالكِتَاب يَقُول لَك هَؤلاَء القِدِّيسِين نَجَحُوا فَتَشَبَّه بِهُمْ .. تَشَبَّه بِالقِدِيسَة دِمْيَانَة وَبِرْبَارَة وَمَارِينَا وَالأنْبَا أنْطُونيُوس وَبَاخُوْميُوس وَ هَؤلاَء قُدْوِتَك .. إِجْعَلْهُمْ أمَامَك وَسِر خَلْفَهُمْ وَتَشَبَّه بِهُمْ .. القِدِيس أبو سِيفِين .. يَقُول لَك مَنْ هُوَ أبو سِيفِين ؟ تَقُول لَهُ هُوَ شَهِيد الْمَسِيح سَفَك دَمَّه .. فَكَيْفَ تَقُول مَنْ هُوَ أبو سِيفِين ؟ لَيْتَكَ تَقُول يَارَب عَلِّمْنِي كَيْفَ أُعْطِيك عُمْرِي وَدَمِّي وَحَيَاتِي لاَ يُوْجَد فِي حَيَاتِي شِئ أغلَى مِنْكَ بِشَفَاعِة الشَهِيد العَظِيم أبو سِيفِين .
ثالثا ً: السيد المسيح هو مؤسس العقيدة:-
عِنْدَمَا تَكَلَّم السَيِّد الْمَسِيح فِي العِظَة عَلَى الجَبَل كَانَ كُلَّ كَلاَمه عَنْ الفَضِيلَة .. أقُول لَك لَمْ يَتَكَلَّم فَقَطْ عَنْ الفَضِيلَة بَلْ قَالَ { إِنْ لَمْ يَزِدْ بِرُّكُمْ عَلَى الْكَتَبَةِ وَالْفَرِّيسِيِّينَ لَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّموَاتِ } ( مت 5 : 20 ) أي أنَّهُ تَكَلَّم عَنْ الأعْمَال لأِنَّ البَعْض يَقُولُون أنَّ الخَلاَص بِالإِيمَان فَقَطْ .. نَقُول لَهُمْ .. لاَ .. السَيِّد الْمَسِيح تَكَلَّم عَنْ الأعْمَال .. تَكَلَّم عَنْ المَجِئ الثَّانِي وَالدَيْنُونَة .. هذِهِ عَقِيدَة .. يُوْجَد البَعْض الَّذِينَ لاَ يُؤمِنُون بِالمَجِئ الثَّانِي أوْ الدَيْنُونَة السَيِّد الْمَسِيح بِنَفْسه قَالَ تُوْجَد دَيْنُونَة وَمَجِئ ثَانِي " سِيَأتِي فِي مَجِيئه الثَّانِي مَعَ مَلاَئِكَته وَيُجَازِي كُلَّ وَاحِدِ كَحَسَبِ أعْمَاله " .. تَكَلَّم عَنْ الدَيْنُونَة لِذَلِك إِنْسَان يَقُول كَفَى الإِيمَان { آمِنْ بِالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ فَتَخْلُصَ أَنْتَ وَأَهْلُ بَيْتِكَ }( أع 16 : 31 ) لَكِنْ مُعَلِّمنَا يَعْقُوب يَقُول إِنْ كَانَ عَلَى الإِيمَان فَقَطْ { وَالشَّيَاطِينُ يُؤمِنُونَ وَيَقْشَعِرُّونَ } ( يع 2 : 19) .. السَيِّد الْمَسِيح بِنَفْسه تَكَلَّم عَنْ أهَمِيِة المَعْمُودِيَّة لِلخَلاَص .. قَالَ لِنِيقُودِيمُوس { إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنَ الْمَاءِ وَالرُّوحِ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ مَلَكُوتَ اللهِ } ( يو 3 : 5 ) .. رَأيْنَا أيْضاً قِصَّة الخَصِيُّ الحَبَشِيّ مَنْ الَّذِي أسَّس سِر الإِفْخَارِسْتِيَا ؟ الْمَسِيح بِنَفْسه .. قَالَ { إِنْ لَمْ تَأكُلُوا جَسَدَ ابْنِ الإِنْسَانِ وَتَشْرَبُوا دَمَهُ فَلَيْسَ لَكُمْ حَيوةٌ فِيكُمْ } ( يو 6 : 53 ) .. هَلْ تَتَخَيَّل أنَّ الْمَسِيح كَانَ يَتَكَلَّم مَعَ مَنْ كَانُوا مَعَهُ فَقَطْ ؟ .. لاَ .. هُوَ قَالَ كُلَّ شِئ لَنَا .. " كُلَّ مَا قَالَهُ لَنَا " .. هَلْ تَتَخَيَّل أنَّ الْمَسِيح يُخَاطِب مَجْمُوعَة فَقَطْ وَيَقْصِر عَلَيْهِمْ أسْرَار الخَلاَص ؟ هَلْ الْمَسِيح يُخَاطِب جِيل وَاحِد فَقَطْ وَكَأنَّهُ يَقُول هَؤلاَء فَقَطْ يَخْلُصُون ؟ هَلْ مَنْ بَعْدَهُمْ لاَ يَهِمُّوه ؟ يَقُول الْمَسِيح خَاطِب الرُّسُل فَقَطْ هَات الْمَسِيح يَقُول لَنَا { خُذُوا كُلُوا } كَمَا قَالَ لِلرُّسُل .. نَقُول لَهُ نَعَمْ .. هَلْ تُؤمِنْ أنَّ الأب الكَاهِن هُوَ الْمَسِيح ؟ يَقُول لَك .. لاَ .. هُنَا الإِخْتِلاَف .. تَقُول لَهُ .. لاَ .. الأب الكَاهِنْ بِالإِيمَان هُوَ الْمَسِيح الَّذِي قَالَ " خُذُوا كُلُوا " .. لِذَلِك الأب الكَاهِنْ فِي التَقْدِيس يَأتِيه الشَّمَاس بِالشُوريَة وَيَغْسِل يَدَيْهِ فِي البُخُور عِنْدَ كَلِمَة { تَجَسَّد وَتَأنَّس } ..البُخُور يُمَثِّل الْمَسِيح وَأعْمَال خَلاَص الْمَسِيح وَبِذَلِك تُصْبِح يَد الكَاهِنْ هِيَ يَد الْمَسِيح المُلْتَحِفَة بِأعْمَال خَلاَص الْمَسِيح .. وَعِنْدَمَا يَقُول { وَقَسَّم } تَكُون يَد الكَاهِنْ الَّتِي تَقْسِم هِيَ يَد الْمَسِيح .. وَيَقُول { خُذُوا كُلُوا } إِذاً الْمَسِيح هُوَ الَّذِي تَكَلَّم عَنْ الإِفْخَارِسْتِيَا وَالدَيْنُونَة وَالمَعْمُودِيَّة وَالتَّجَسُّد وَالثَّالُوث مَنْ الَّذِي فَهِّمنَا أسْرَار الآب ؟ هُوَ الْمَسِيح يَسُوع .. مَنْ تَكَلَّم عَنْ الصُوْم ؟ الْمَسِيح قَالَ { حِينَ يُرْفَعُ الْعَرِيسُ عَنْهُمْ فَحِينَئِذٍ يَصُومُونَ فِي تِلْكَ الأيَّامِ } أيْضاً كَانَ مُهِمْ لِلسَيِّد الْمَسِيح أنْ يَعْرِف فِكْر مَنْ حَوْله عَنَّه فَجَلَسَ مَعَ تَلاَمِيذه فِي قَيْصَرِيَة فِيلُبُّس وَسَألَهُمْ { مَنْ يَقُولُ النَّاسُ إِنِّي أَنَا ابْنُ الإِنْسَانِ } ( مت 16 : 13) ؟ هَلْ تَتَخَيَّل أنَّ السَيِّد الْمَسِيح يُرِيد كَلِمَات مَدح مِنْ النَّاس ؟ .. لاَ .. كَانَ قَصْده إِعْتِقَاد النَّاس عَنَّه .. فَقَالَ تَلاَمِيذه لَهُ إِنَّهُمْ يَقُولُون إِيلِيَّاوَ نَبِي فَسَألَهُمْ { وَأَنْتُمْ مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا } ( مت 16 : 15) ؟ .. أنَا مُتَخَيِّل أنَّ السَيِّد الْمَسِيح وَضَعَ يَدَهُ عَلَى قَلْبه تَخَوُفَاً مِنْ أنْ يَكُونُوا هُمْ أيْضاً لَمْ يَفْهَموه بَعْد فَقَالَ لَهُ بُطْرُس { أَنْتَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ الْحَيِّ } ( مت 16 : 16) .. طُوبَاك يَا بُطْرُس هذِهِ هِيَ العَقِيدَة الَّتِي تَبْنِي بِهَا عِلاَقتَك مَعَهُ .. عِلاَقتَك بِالله مَبْنِيَّة عَلَى عَقِيدَة سَلِيمَة .. لاَبُد أنْ تَكُون فَاهِم الثَّالُوث .. ثَالُوث الحُب .. ثَالُوث المُسَاوَاه هَلْ تَتَخَيَّل أنَّ السَيِّد الْمَسِيح لَمْ يَتَكَلَّم عَنْ الثَّالُوث ؟ تَكَلَّم عَنْ الثَّالُوث وَشَرَحه قَالَ { أَبِي يَعْمَلُ حَتَّى الآنَ وَأَنَا أَعْمَلُ } ( يو 5 : 17) .. { لاَ يَقْدِرُ الابْنُ أَنْ يَعْمَلَ مِنْ نَفْسِهِ شَيئاًإِلاَّ مَا يَنْظُرُ الآبَ يَعْمَلُ } ( يو 5 : 19) .. فَهِّمنَا أسْرَار الثَّالُوث وَأدْخَلْنَا إِلَى دَاخِله { الَّذِي رَآنِي فَقَدْ رَأى الآبَ } ( يو 14 : 9) .. كَانَ يُمْكِنه أنْ يَقُول لاَ دَاعِي أنْ أُكَلِّمَكُمْ عَنْ الثَّالُوث لأِنَّهُ صَعْب أنْ تَفْهَموه .. وَلاَ أُكَلِّمَكُمْ عَنْ المَعْمُودِيَّة وَالتَنَاوُل لأِنَّكُمْ لَنْ تَفْهَمُوا .. بِالفِعل عِنْدَمَا كَلِّمهُمْ عَنْ التَنَاوُل لَمْ يَفْهَموه وَيَقُول الكِتَاب { مِنْ هذَا الْوَقْتِ رَجَعَ كَثِيرُونَ مِنْ تَلاَمِيذِهِ إِلَى الْوَرَاءِ }( يو 6 : 66 ) .. لِذَلِك قَالَ يَسُوع لِلإِثْنَى عَشَر { أَلَعَلَّكُمْ أَنْتُمْ أيْضاً تُرِيدُونَ أَنْ تَمْضُوا }( يو 6 : 67 ) .. هَلْ تَسِيرُونَ مَعِي مُجَامَلَة لِي ؟ أجَابَهُ بُطْرُس وَقَالَ لَهُ كَلِمَة رَائِعَة{ يَارَبُّ إِلَى مَنْ نَذْهَبُ . كَلاَمُ الْحَيوةِ الأبَدِيَّةِ عِنْدَكَ } ( يو 6 : 68 ) .. نَحْنُ نَعْلَم بِمَنْ نُؤمِن وَنَعْرِف يَارَب أنَّ الأبَدِيَّة عِنْدَك .. لِذَلِك الْمَسِيح أيْضاً هُوَ الَّذِي كَلِّمنَا عَنْ أسْرَار اللاَهُوت فَقَالَ { كَمَا أَنَّ الآبَ يُقِيمُ الأمْوَاتَ وَيُحْيِي كَذلِكَ الابْنُ أيْضاً يُحْيِي مَنْ يَشَاءُ } ( يو 5 : 21) أيْضاً كَلِّمنَا عَنْ المُسَاوَاه بَيْنَ الآب وَالإِبْن تَكَلَّمنَا عَنْ اللاَعَقِيدَة الَّتِي تُحَوِّل المَسِيحِيَّة إِلَى فَلْسَفَة وَكَيْفَ نَعْرِف هَؤلاَء بِالعَاطِفَة وَالسُهُولَة وَالفَرْدِيَّة وَعَدَم الوُضُوح .. ثُمَّ أنَّ الْمَسِيح بِنَفْسه أسِّس العَقِيدَة فِي أحَدٌ المَرَّات أخَذْنَا تَدْرِيب أنْ نُخْرِج مِنْ إِنْجِيل يُوحَنَّا مِنْ كُلَّ أصْحَاح آيَة عَنْ العَقِيدَة وَكَانَت النَتِيجَة أنَّ كُلَّ المَجْمُوعَات قَالُوا أنَّهُ لاَ تُوْجَد آيَة فِي إِنْجِيل يُوحَنَّا لاَ تَتَكَلَّم عَنْ العَقِيدَة .. الكِتَاب يَقُول لَك { لاَ تَنْقُلِ التُّخْمَ الْقَدِيمَ الَّذِي وَضَعَهُ آبَاؤُكَ } ( أم 22 : 28 ) قَدِيماً عِنْدَمَا قَسَّمُوا الأرْض بَيْنَ الأسْبَاط وَضَعُوا حِجَارَة بَيْنَ الأرَاضِي لِتَفْصِل مِيرَاث كُلَّ سِبط عَنْ الآخَر لأِنَّ الأمر لَمْ يَكُنْ يُثْبَتْ بِأورَاق مِلْكِيَّة .. هَكَذَا نَحْنُ أيْضاً كَمَا آبَائِنَا سَلَّمُونَا مِيرَاث ثَمِين أي العَقِيدَة فَلاَ نَنْقِل التُّخْمَ القَدِيم الَّذِي وَضَعَهُ أبَاؤُنَا رَبِّنَا يِسْنِد كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِته وَيُكَمِّل نَقَائِصْنَا لَِهُ المَجْد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين