أسَاسِيَات الفِكْر البُرُوتُسْتَانْتِي

رَبِّنَا يَسُوع فِي يُوحَنَّا 17 : 21 يِقُول ﴿ لِيَكُونَ الْجَمِيعُ وَاحِداً كَمَا أَنَّكَ أَنْتَ أَيُّهَا الآبُ فِيَّ وَأَنَا فِيكَ ﴾ رَبِّنَا يَسُوع طِلْبِتُه لِلكِنِيسَة نَكُون كُلِّنَا وَاحِدٌ لكِنْ نَشَأت مَجْمُوعَة مِنْ الطَوَائِفْ .. سَوْفَ نَتَحَدَّث عَنْ مَجْمُوعِة فِرُوق بَيْنَنَا وَبَيْنَ إِخْوَتْنَا مِنْ البُرُوتُسْتَانْت .. تِرْجَع مُعْظَم الفِرُوق بَيْنَنَا إِلَى نَشْأة مَارْتِنْ لُوثَر وَهُنَا نُعْطِي لَمْحَة سَرِيعَة عَنْ نَشْأة مَارْتِنْ لُوثِر وَسَنُلاَحِظْ أنَّ كَثِير مِنْ الفِكْر البُرُوتُسْتَانْتِي يَرْجَع إِلَى أخْطَاء فِي نَشْأة مَارْتِنْ لُوثَر .. لَقَدْ وُلِدَ فِي أُسْرَة مِنْ ألْمَانْيَا الشَّرْقِيَّة فِي أُسْرَة قَاسِيَة وَفَقِيرَة جِدّاً حَتَّى يُحْكَى أنَّ أبَوَاه كَانَا يَضْرَبُونُه حَتَّى يَنْزِف جَسَدُه دَماً .. وَتَرَبَّى كَشَخْصِيَّة ضَعِيفَة وَخَجُول مُنْطَوِي .. وَكَانَ يَكْرَه السُّلْطَة وَكُلٍّ مِنْهَا لَهُ جُذُور فِي المَشَاكِل الَّتِي نَشَأت بَعْد ذلِك كَانَ مَارْتِنْ لُوثَر مُتَأخِر دِرَاسِياً مُتَأثِّراً بِنَشْأتُه القَاسِيَة .. وَكَانَ يُضْرَب فِي المَدْرَسَة بِالإِضَافَة لِقَهْرُه فِي المَنْزِل .. كُلَّ ذلِك سَبَّبْ لَهُ مَشَاكِل نَفْسِيَّة وَمُنْذُ الصِغَر تَخَلَّى عَنْهُ أبِيهِ وَتَرَكَهُ لِيَصْرِف عَلَى إِحْتِيَاجَاتُه مِمَّا جَعَلَهُ يَأتِي عَلَى عَمَل غَرِيب كَانَ مُنْتَشِر فِي هذَا العَصْر * بِدَايِة القَرْن السَّادِس عَشَر * .. كَانَ يَذْهَبْ مَعَ مَجْمُوعَة مِنْ أصْدِقَاءِهِ لِيُرَنِّمُون بَعْض التَّرَانِيم أمَام البُيُوت .. وَكَانَ مَارْتِنْ يَتَمَتَّع بِصَوتاً عَذْباً وَمَلاَمِح جَمِيلَةٌ وَكَانَتْ النَّاس تُعْجَب بِهِ وَبِصَوْتِهِ وَيُعْطُونَهُ بَعْض المَال الّذِي كَانَ يَسْتَخْدِمُه لِيَصْرِف مِنْهُ عَلَى شُئُونَهُ .. ثُمَّ فِي يُوم مِنْ الأيَّام أُعْجِبَت بِهِ سَيِّدَة ثَرِيَّة فَقَامَتْ بِاسْتِأذَان أُسْرِتُه بِأنْ تَتَبَنَاه .. وَلِقَسْوِة أُسْرِتُه وَفَقْرَهَا قَبَلَتْ هذَا الأمر مِمَّا أحْدَث تَحَوُّل هَام فِي حَيَاة مَارْتِنْ لأِنَّ هذِهِ السَيِّدَة كَانَتْ مُتَدَيِنَة جِدّاً وَتَمْلُك الكَثِير مِنْ المَال فَحَدَثِتْ طَفْرَة فِي حَيَاة مَارْتِنْ فَبَدَأَ يَتَفَوَق فِي دِرَاسَتِهِ لِذَكَائُه الشَدِيد وَتَحَسَنَتْ حَالَتُه النَّفْسِيَّة وَأكْمَل دِرَاسَتُه بِكَفَاءَة عَالِيَة جِدّاً وَمِنْ صِفَات هذِهِ السَيِّدَة أيْضاً أنَّهَا كَانَتْ تَتَعَامَل مَعَ الله عَلَى أنَّهُ سَيِّد قَاسِي شَرِس تُرِيدْ أنْ تَتَجَنَّبْ بَطْشُه فَكَانَتْ تَتَعَامَل مَعَ الله بِخُوف وَلَيْسَ مَخَافَة .. وَهُنَاك فَرْق كَبِير بَيْنَهُمْ فَالخُوف كَأنْ تَتَعَامَل مَعَ الله حَتَّى تَتَّقِي شَرُّه .. أمَّا المَخَافَة فَأنْتَ تُحِب الله لِذَا تَخَافُه وَتَخَافُه لِذَا أنْتَ تُحِبُّه .. كَانَتْ هذِهِ السَيِّدَة تَخَاف رَبِّنَا وَتُحِبُّه مَحَبَّة قَلِيلَة وَبِالتَّالِي زَرَعَتْ فِي مَارْتِنْ هذَا الإِحْسَاس فِي هذَا الوَقْت كَانَتْ الرَّهْبَنَة الكَاثُولِيكِيَّة نَشِيطَة جِدّاً وَكَانَ الشَّبَاب فِي هذَا الوَقْت لَدَيْهِمْ مِيل لِلحَيَاة الرَّهْبَانِيَّة وَكَانَ هُنَاك مَا يُسَمَّى بِالنَذِير الرَّهْبَانِي وَلِلأسَفْ كَانَ النَّذِير مُرْتَبِطْ بَعْض الشِئ بِحَاجَة مُعَيَّنَة .. مِثْل إِبْن أبَاه مَرِيض يَقُول لَوْ شُفِيَ أبِي سَوْفَ أتْرَهْبَنْ .. تَعَرَّض مَارْتِنْ لُوثَر لِحَادِثَة فِي شَبَابُه إِذْ أتَتْ صَاعِقَة هَدَمَتْ بِيُوت وَأشْجَار وَمَاتَ الكَثِير مِنْ النَّاس أمَام عَيْنَاه .. فَقَالَ وَصَرَخَ لِلرَّبَّ * لَوْ نَجِّيتِنِي مِنْ الحَادِثَة سَوْفَ أتْرَهْبِنْ * .. وَنَجَا مَارْتِنْ فِعْلاً وَذَكَر هذِهِ الحَادِثَة لِلسَيِّدَة الَّتِي تَبَنَتُه فَحَذَّرَتُه مِنْ التَّخَلِّي عَنْ النَذْر وَقَالَ لَهَا وَلكِنِّي لاَ أُحِب الرَّهْبَنَة وَلاَ أُرِيدْ أنْ أتْرَهْبِنْ .. فَحَذَّرَتُه مِنْ مُخَالَفِة الله وَالنَذْر وَقَالَتْ لَهُ يَجِبْ أنْ تُنَفِذ النَذْر وَتِتْرَهْبِنْ خِلاَل 15 يُوم .. لِذَا ذَهَبَ مَارْتِنْ لِلرَّهْبَنَة بِتَغَصُب وَكَانَ يُمَارِس النُسْك وَالأصْوَام وَالصَّلَوَات بِطَرِيقَة مَرِيضَة .. طَرِيقِة إِتِقَاء شَر الله .. مُجَرَّدٌ مُمَارَسَة لأِعْمَال جَسَدِيَّة دُونَ قَنَاعَة رُوحِيَّة كَانَ مَارْتِنْ يُجْهِد نَفْسُه فِي أصْوَام كَثِيرَة وَنُسْك شَدِيد حَتَّى فَقَدَ وَعْيُه مِنْ شِدِّة التَّعَبْ .. وَحَثَّهُ رُؤسَاؤُه فِي الدِير عَلَى أخْذ الأُمور بِبَسَاطَة بَعْض الشِئ وَأنْ يُهَوَِنْ عَلَى نَفْسُه هذَا النُسْك الشَدِيد لأِنَّ الخَلاَص بِدَم الْمَسِيح الَّذِي سَامْحَك فَلِمَا لاَ تُسَامِح أنْتَ نَفْسَك .. وَمَعَ ذلِك إِسْتَمَر فِي النُسْك الشِدِيد بِدُون فَرَح مَعَ أنَّ القَاعِدَة هِيَ ** لِمُمَارَسَة أي فَضِيلَة فِي الحَيَاة الأُرْثُوذُكْسِيَّة يَجِبْ أنْ يُصَاحِبْهَا فَرَح .. وَإِذَا كُنْت لاَ تَشْعُر بِهذَا الفَرَح يَجِبْ أنْ تُقَلِّل مِنْ هذِهِ الأعْمَال " النُسْك وَالصَّلَوَات " * .
وَفِي يَومٍ مَا إِحْتَاج مَارْتِنْ أنْ يُقَابِل البَابَا بِخُصُوص مَوْقِفْ مُعَيَّنْ وَكَانَ البَابَا فِي هذَا الوَقْت يُعَدٌ كَحَاكِمْ لِلعَالَمْ وَلَدَيْهِ سُلْطَان كَبِير فِي أنَّهُ لَهُ مَقْدِرَة عَلَى تَغْيِير القَوَانِينْ بِالإِضَافَة لِخُضُوع الشَّعْب لَهُ .. وَكَانَ لَدَيْهِ مَا يُسَمَّى بِالعِصْمَة بِمَعْنَى أنَّهُ لاَ يُخْطِئ أبَداً .. وَكَانَ البَابَا مَادِّي جِدّاً حَتَّى أنَّهُ مَنْ يَزُور كَنِيسَة قَدْ يَدْفَعْ مَبَالِغْ نَقْدِيَّة .. مَثَلاً مَنْ يَزُور كَاتِدْرَائِيِة القِدِيس بُطْرُس فِي عِيدُه وَيَدْفَعْ مَبْلَغاً مِنْ المَال وَيَدْخُل مَقْصُورْتُه تُغْفَر لَهُ مَجْمُوعِة خَطَايَا .. هُنَا بَدَأت الرُّوحَانِيَّة تَرْتَبِطْ بِالمَادِيَّة .. مَثَلاً كَانَ هُنَاك مَا يُسَمَّى بِصُكُوك الغُفْرَان بِمَعْنَى أنَّهُ يُمْكِنَك دَفْع مَبْلَغ مِنْ المَال وَتُغْفَر عَلَى حَسَبْ هذَا القَدْر مِنْ المَال مَجْمُوعَة مِنْ الخَطَايَا حَتَّى أنَّهُ يُمْكِنَك لِشِرَاء مَجْمُوعِة صُكُوك الحُصُول عَلَى غُفْرَان خَطَايَا الوَالِدِينْ الَّذِينَ مَاتُوا أيْضاً بَدَأت نَاس كَثِيرَة تَنْقَسِم إِلَى فَرِيقَيْن تِجَاه الكِنِيسَة البُرُوتُسْتَانْتِيَّة .. الأُولَى فِئَة مُحِبَّة لِلكَهَنُوت حَتَّى يَأخُذُوا السُّلْطَة وَالنِقُودٌ .. الثَّانِيَة فِئَة كَارِهَة لِلكَهَنُوت لأِنَّهُمْ رَأُوا فِيهِ عَثَرَة كَبِيرَة حَيْثُ يَبْحَث الكَاهِن عَنْ النِقُودٌ وَالسُّلْطَان .. لِذَا عِنْدَمَا قَالَ مَارْتِنْ لاَ يُوْجَدٌ مَا يُسَمَّى بِالكَهَنُوت تَبَعَهُ الشَّعْب وَوَافِقَهُ .. وَهُنَا كَانَ مَارْتِنْ قَدْ ذَهَبَ لِبَابَا رُومَا لِيَحِل مَشَاكِل بِخُصُوص الرَّهْبَنَة التَّابِعْ لَهَا * كَانَ رَاهِباً فِي أحَدٌ الأدْيُرَة الَّتِي تَتْبَعْ القِدِيس أُوغُسْطِينُوس * .. وَكَانَ فِي ذِهْنُه تَخَيُّلاَت مُخَالِفَة لِمَا رَأه .. ذَهَبَ مَارْتِنْ لِلبَابَا مَاشِياً عَلَى أقْدَامُه حَافِياً مِنْ ألْمَانْيَا وَحَتَّى رُومَا فَرَأى البَطْرَك يَرْتَدِي زَيّاً فَاخِراً وَالكَاتِدْرَائِيَّة بُنَاءْهَا مُطَعَماً بِالذَّهَبْ لِذَا أُعْثِر مَارْتِنْ فِي البَابَا وَذلِك لأِنَّ مَارْتِنْ كَانَ يَعِيش فِي نُسْك شَدِيد جِدّاً بِدُون فَرَح أوْ تَعْزِيَة لِذَا بَدَأ هذَا الأمر يُحْزِنُه جِدّاً وَذلِك لِعَدَم شُعُورُه بِتَعْزِيَة جَرَّاء مُمَارَسَتُه وَنُسْكُه وَكَانَ البَابَا قَدْ بَدَأ فِي مَجْمُوعَة مِنْ الأُمور المَادِيَّة مِثْل .. السُّلَم الَّذِي وَقَفَ عَلَيْهِ الْمَسِيح أمَام بِيلاَطُس أتَى بِهِ البَابَا مِنْ أُورُشَلِيم وَكَانَ هذَا السُّلَم مُكَوَنْ مِنْ 18 دَرَجَة فَمَنْ يَصْعَد عَلَى هذَا السُّلَم وَيُصَلِّي * أبَانَا الَّذِي ... * وَيَدْفَع مَبْلَغاً مِنْ المَال تُغْفَر لَهُ خَطَايَاه حَسَبْ مَالُه .. وَلِشِدِّة تَدَيُنْ مَارْتِنْ وَتَشَدُّدُه زَحَفَ عَلَى هذَا السُّلَم لَهُ وَلِوَالِدُه وَدَفَعْ المَال أيْضاً .. أيْضاً أزْعَجُه سُلْطَان البَابَا وَشِدِّتُه لِدَرَجِة لَوْ أنَّ إِمْبِرَاطُور تَضَايَقٌ مِنْهُ البَابَا حَتَّى تَتِمْ المُصَالَحَة قَدْ يَأتِي الإِمْبِرَاطُور مَاشِياً مِنْ بَلْدَتِهِ حَتَّى البَابَا وَيَقِفْ بِالأيَّام عَلَى بَاب قَصْرِهِ حَتَّى يُسَامِحُه البَابَا .. فَكَانَ مَارْتِنْ يَتَسَأل أيْنَ التَّسَامُح وَالمَحَبَّة ؟ وَمَعَ زِيَادِة كَرَاهِيِة مَارْتِنْ لِلسُّلْطَة تَأثَّر كَثِيراً بِهذِهِ الأشْيَاء حَتَّى بَدَأَ البَابَا فِي إِسْتِحْدَاث مَا يُسَمَّى * بِصُكُوك الغُفْرَان * الَّتِي أشَرْنَا إِلَيْهَا سَابِقاً كَانَ الوَسَطْ الرُّوحِي فِي هذَا الوَقْت فِي يَدْ الكَهَنَة الَّذِينَ تَطَرَقُوا إِلَى إِهْتِمَامَات مَادِيَّة وَاهْتَمُّوا بِالسُّلْطَة مِمَّا جَعَل الشَّعْب فِي حَالِة ضَحَالَة رُوحِيَّة شَدِيدَة .. حَتَّى أنَّ البَعْض كَانَ يُرَاجِعْ الكَهَنَة فِي هذَا الوَقْت قَائِلِينْ الإِنْجِيل بِيُوصِي بِكَذَا وَكَذَا .. فَقَامُوا بِمَنْع الشَّعْب مِنْ قِرَاءِة الإِنْجِيل حَتَّى لاَ يَضْطَّرُوا لِتَفْسِير أفْعَالِهِمْ المَادِيَّة .. قَائِلِينْ مَنْ يُرِيدْ مَعْرِفِة مُحْتَوَيَات الإِنْجِيل يَكُون ذلِك عَنْ طَرِيقٌ الكَاهِن فَقَطْ حَتَّى يُضَلِّلُوا الشَّعْب أكْثَر مِمَّا جَعَلْ أنَّ مَارْتِنْ يَقُول أنْتَ تَقْرأ الإِنْجِيل بِنَفْسَك وَلاَ تَسْمَع لِتَفْسِير أحَدٌ مِنْ النَّاس أوْ الأبَاء أوْ القِدِّيسِينْ أيْضاً مَارْتِنْ إِعْتَرَض عَلَى صُكُوك الغُفْرَان وَكَتَبْ حَوَالِي 92 بَنْد لِلرَدٌ عَلَى هذَا المَوْضُوع مِمَّا جَعَل الفُقَرَاء يَتْبَعُونَهُ قَائِلِينْ هَلْ يُعْقَل ألاَّ تُغْفَر لِي خَطَايَاي لِمُجَرَّدٌ إِنِّي إِنْسَان فَقِير .. وَالغَنِي تُغْفَر خَطَايَاه رَغْم كَثْرِتْهَا لِمُجَرَّدٌ أنَّهُ غَنِي وَيَمْلُك الأمْوَال ؟!! لِذَا نَقَمْ مَارْتِنْ عَلَى البَابَا وَعَلَى الكِنِيسَة وَقَامَ بِثَوْرَة وَانْشَقَّ عَلَى الكِنِيسَة .. وَأوِّل شِئ عَمَلُه هُوَ أنَّهُ تَخَلَّى عَنْ رَهْبَنْتُه وَتَزَوَج بِرَاهِبَة إِسْمَهَا كَاتْرِينْ وَألْغَى مَا يُسَمَّى بِالنُذُور الرَّهْبَانِيَّة إِذاً مِنْ هُنَا نَجِدٌ أسَاس العَقِيدَة البُرُوتُسْتَانْتِيَّة مِنْ خِلاَل قِصِّة مَارْتِنْ لُوثَر هِيَ .. البُرُوتُسْتَانْتِيَّة تَقُوم عَلَى الفَرْدِيَّة وَالأُرْثُوذُكْسِيَّة تَقُوم عَلَى الشَرِكَة .. بِمَعْنَى أنَّ الفَرْدِيَّة هِيَ أنَا وَرَبِّنَا لاَ يُوْجَدٌ وَسِيطْ بَيْنَنَا وَبِالتَّالِي لاَ دَاعِي لِوُجُودٌ الكَهَنُوت .. لاَ يُوْجَدٌ قِدِّيسِينْ .. وَأيْضاً أنَا أقْدِر عَلَى فَهْم الإِنْجِيل حَسْبَمَا أُرِيدْ وَأصُوم وَقْتَمَا أُرِيدْ .. الكَثِير مِنْ الوُعَاظْ البُرُوتُسْتَانْت يَقُولُون * أنَا لِيَّ إِخْتِبَار مَعَ رَبِّنَا .. رَبِّنَا كَلِّمْنِي .. الرُّوح قَالَ لِي كَذَا وَإِخْتِبَارِي كَذَا وَأُرِيدْ أنْ أُخْبِرَكُمْ بِمَا فَعَلَهُ مَعِي الْمَسِيح .. أنَا .. أنَا .. فَرْدِيَّة * .. أمَّا الأُرْثُوذُكْسِيَّة فَهْيَ حَيَاة الشَرِكَة فِي هذِهِ الفِتْرَة إِنْفَصَل مَارْتِنْ عَنْ البَابَا وَعَمَل كِنِيسْتُه المُنْفَصِلَة وَعِنْدَمَا حَدَثِتْ مُشْكِلَة بِينُه وَبِينْ مَجْمُوعَة مِنْ سِوِيسْرَا إِنْفَصَلُوا هُمْ أيْضاً عَنْهُ وَعَمَلُوا كِنِيسَة وَحْدُهُمْ .. حَتَّى أنَّهُ دَخَلْ فِي قِتَال مَعَ مَجْمُوعِة سِوِيسْرَا حَتَّى قَتَل فِي يَوْمٍ وَاحِدٌ 53000 إِنْسَان كَانَ مَارْتِنْ يُدَافِعْ عَنْ عَقِيدْتُه بِالحُرُوب وَالثَّوَرَات وَالهِيَاج .. وَهذَا مَا فَعَلَهُ مَعَ بَابَا رُومَا عِنْدَمَا تَحَالَفْ مَعَ الفَلاَحِينْ ضِدْ البَابَا الَّذِي قَامَ بِإِبَادِة هؤُلاَء الفَلاَحِينْ فَقَتَلْ مِنْهُمْ 100000 إِنْسَان وَهْيَ حَادِثَة مَشْهُورَة فِي التَّارِيخ تُسَمَّى بِثَوْرِة الفَلاَحِينْ وَهُنَا نَرَى مَدَى تَأثُّر أفْعَال مَارْتِنْ وَأفْكَارُه بِنَشْأتُه .
بَعْض الأُمور الرَّئِيسِيَّة فِي عَقِيدِة البُرُوتُسْتَانْت :-
طَرِيقِة فَهْم الإِنْجِيل عَنْد البُرُوتُسْتَانْت فَرْدِيَّة .. يِفْهَمْ وَيُفَسِر حَسَبْ رَأيُه الخَاص دُونَ الرُّجُوع إِلَى الأبَاء أوْ أقْوَالِهِمْ قَائِلِينْ أنَّهُمْ يَعْتَمِدُوا عَلَى أنْفُسِهِمْ فِي الفَهْم لأِنَّ فِيهُمْ رُوح الله مِثْل أي إِنْسَان أوْ كَاهِن .. وَإِذَا رَاجِعْتُه فِي أرَائُه قَائِلاً إِنَّ الكِنِيسَة تَقُول كَذَا .. يِقُولَّك لاَ يُوْجَد كِنِيسَة أنَا أفْهَمْ بِنَفْسِي لِذَا لاَ تَنْدَهِش مِنْ تَفْسِير كُلَّ فَرْدٌ لِنَفْس الآيَة بِطَرِيقَة مُعَيَّنَة وَيَفْتَح بِهَا طَائِفَة جَدِيدَة مَثَلاً عِنْدَمَا كُنْت فِي الثَّانَوِي كَانَ يُوْجَدٌ خَادِم فِي إِعْدَاد خُدَّام ( عَام 1981م ) ذَكَر لَنَا أنَّ البُرُوتُسْتَانْت حَوَالِي 1000 طَائِفَة وَقْتَهَا أمَّا الآنْ هُمْ حَوَالِي 22000 طَائِفَة وَذلِك لأِنَّ أي إِخْتِلاَف يُنْشِئ طَائِفَة جَدِيدَة .. مَثَلاً فِي مَنْطِقِة مَحَرَم بِك يُوْجَدٌ أكْثَر مِنْ جَمْعِيَّة بُرُوتُسْتَانْتِيَّة كُلَّ وَاحْدَة لَهَا فِكْر مُخْتَلِفْ رَغْم وُجُودْهُمْ عَلَى مَقْرِبَة مِنْ بَعْض فِي المَكَان .. عَلَى عَكْس كِنِيسِتْنَا الأُرْثُوذُكْسِيَّة مُمْكِنْ تِذْهَبْ إِلَى أي كِنِيسَة .. مَارِجِرْجِس .. الأنْبَا أبْرَآم .. العَذْرَاء .. المُرْقِسِيَّة ....... حَتَّى أسْوَان نَجِدٌ أنَّ كُلَّ القِرَاءَات وَالقُدَّاس وَالأجْبِيَة وَالأبْصَلْمُودِيَّة وَكُلَّ شِئ وَاحِدٌ .. لاَ يُوْجَدٌ إِخْتِلاَف .. وَنَجِدٌ أنَّ رُوح الله الَّذِي يُعَلِّمْنَا وَيُرْشِدْنَا مِنْ خِلاَل الأبَاء الكَهَنَة تَقْرِيباً يَمِدِنَا بِفِكْر وَاحِدٌ إِذاً لَوْ تَمْ إِرْسَال 10 أسْئِلَة فِي 10 كَنَائِس تَقْرِيباً سَنَأخُذ نَفْس الإِجَابَة .. هذَا مَا يُسَمَّى بِالفِكْر الوَاحِدٌ .. هذَا غِير إِنَّك تُرْسِلٌ بِعَشْرَة أسْئِلَة وَتَجِدٌ مَائَة إِجَابَة مُخْتَلِفَة عَنْ نَفْس الأسْئِلَة .. هذَا هُوَ الفِكْر الفَرْدِي .. لِذَا عِنْدَ تَمَسُّكِهِمْ بِالفَرْدِيَّة فِي فَهْم الإِنْجِيل قَامَ مَارْتِنْ بِإِلْغَاء التَّقْلِيد وَالمَرْجِعِيَّة وَالأبَاء .. لأِنَّهُ عِنْدَمَا بَدَأ بَدَأ مِنْ مَارْتِنْ وَتَرَك كُلَّ التَّعَالِيمْ السَّابِقَة لَهُ .. قَامَ بِإِلْغَاء كُلَّ مَا هُوَ قَدِيم مِنْ البَطَارِكَة وَمَارِمَرْقُس وَالرُّسُلٌ قَائِلاً أنَّ كُلَّ هؤُلاَء هُمْ مُجَرَّدٌ بَشَر مِثْلُه لاَ يَزِيدُوا عَنْهُ فِي شِئ وَأنَّ الإِنْسَان بِعِلاَقَتِهِ مَعَ رَبِّنَا يَكُون أحْسَنْ مِنْ هؤُلاَء كُلُّهُمْ .. وَأقْنَعْ مَارْتِنْ الشَّعْب بِذلِك وَمِنْ هُنَا ألْغَى التَّقْلِيد .. * لاَ يُوْجَدٌ مَا يُسَمَّى بِأنَّ أبَاءْنَا كَانُوا يَقُومُون بِكَذَا وَيَفْعَلُوا كَذَا * أيْضاً كَانَ الكَاثُولِيك يُكَرِّرُون الصَّلَوَات فَقَالَ مَارْتِنْ نَتْرُك الصَّلَوَات المُكَرَّرَة وَالمَحْفُوظَة .. لاَ دَاعِي لَهَا وَتَكَلَّمْ أنْتَ مِنْ قَلْبَك مَعَ رَبِّنَا .. مَعَ مُلاَحَظِة نُسْكُه الشِّدِيد السَّابِقٌ وَكُرْهُه لَهُ بَعْد ذلِك .. وَنُلاَحِظْ أيْضاً أنَّ فِكْر تِكْرَار الصَّلَوَات هُوَ فِكْر كَاثُولِيكِي .. كَمِثَال مَنْ يُرْسِلٌ بِرِسَالَة لآِخَر كَاتِباً فِي نِهَايَتِهَا أنَّ عَلَيْكَ تِكْرَارْهَا لِعَدَد مِنْ المَرَّات .. مَعَ وُجُودٌ خَلْط شِدِيد بَيْنَ الرُّوحِيَات وَالمَادِيّات فَمَنْ قَامَتْ بِكِتَابِة الرِّسَالَة كَسَبِتْ 2مِلْيُون جِنِية وَمَنْ لَمْ تَكْتُب تَعَرَّضَتْ لِحَادِث مُؤلِمْ فٍي اليُّوم التَّالِي كُلَّ هذَا كَانَ لَهُ تَأثِير مُؤلِمْ عَلَى الإِنْسَان حَتَّى يَقُوم بِكِتَابِة مِثْل هذِهِ الرَّسَائِل تَحْت تَأثِير الخُوف أوْ مَحَبِّة المَال وَالمَكْسَب .. كُلَّ هذَا الفِكْر تَمْ غَرْسُه فِي مَارْتِنْ سَابِقاً كَمَا قُلْنَا فِي السَّابِقٌ أنَّ مَارْتِنْ تَرَهْبَن تَحْت تَأثِير الخُوف وَلَيْسَ عَنْ إِقْتِنَاع .. كَانَ يَصُوم لِيَتَقِي شَر الله وَهُوَ فِكْر خَاطِئ لِذَا ألْغَى مَارْتِنْ التَّقْلِيدَات مِثْل الأجْبِيَة وَالصَّلَوَات المَحْفُوظَة وَحَتَّى رَشْم الصَّلِيب .. ألْغَى كُلَّ ذلِك .. وَلأِنَّ مَارْتِنْ بَدَأ مِنْ فِكْرُه الخَاص وَتَرَك كُلَّ مَنْ سَبَقُوه مِنْ الأبَاء وَلَمْ يَعْتَرِفْ بِأيٍ مِنْهُمْ لِذَا كُلَّ مَنْ إِنْشَقَّ عَنْ مَارْتِنْ بَدَأ مِنْ فِكْرُه الخَاص .. بَدَأ مِنْ حَيْثُ هُوَ وَمِنْ هُنَا جَاءَت ألـ 22000 طَائِفَة فِي خِلاَل 25 عَام فَقَطْ .. كُلَّ ذلِك عَنْ طَرِيقٌ الفِكْر الفَرْدِي وَإِلْغَاء التَّقْلِيد وَالأبَاء وَبِالتَّالِي ألْغَى الكَهَنُوت لأِنَّهُ بِالنِّسْبَة لَهُ مَصْدَرٌ عَثَرَة وَسُلْطَة وَانْتِفَاع مَادِّي .. مُجَرَّدٌ مَصْدَر أخْذ وَلَيْسَ عَطَاء .. حَتَّى أنَّهُ ألْغَى الأسْرَار لأِنَّهَا قَائِمَة عَلَى الكَهَنُوت .. وَلكِنَّهُ لَمْ يُلْغِيهَا كُلَّهَا بَلْ أبْقَى عَلَى المَعْمُودِيَّة وَالإِفْخَارِسْتِيَا أيْضاً ألْغَى دُور الإِنْسَان فِي الخَلاَص وَهْيَ جُزْئِيَّة خَطِيرَة جِدّاً .. بِمَعْنَى ألْغَى الصُوم وَالجِهَادٌ وَالمِيطَانْيَات .. كُلَّ هذَا لاَ يُمَثِّل شِئ وَيَرُدٌ بِالآيَة قَائِلاً ﴿ لاَ بِأعْمَالٍ فِي بِرٍّ عَمِلْنَاهَا نَحْنُ بَلْ بِمُقْتَضَى رَحْمَتِهِ خَلَّصَنَا ﴾ ( تي 3 : 5 ) .. ﴿ بِالنِّعْمَةِ أَنْتُمْ مُخَلَّصونَ ﴾ ( أف 2 : 5 ) .. ﴿ تَكْفِيكَ نِعْمَتِي ﴾( 2كو 12 : 9 ) .. وَيُحَدِّثَك عَنْ النِّعْمَة تَارِكاً دُور الإِنْسَان فِي الجِهَادٌ لِخَلاَص نَفْسُه وَكُلَّ ذلِك لِكَرَاهِيِتُه الشَدِيدَة لِفِتْرِة النُسْك الَّتِي عَاشَْهَا بِدُون تَعْزِيَة وَفَرَح وَسَلاَمٌ لِمُمَارَسَتُه لِهذِهِ الوَسَائِطْ بِطَرِيقَة خَاطِئَة .. أمَّا كِنِيسِتْنَا القِبْطِيَّة فَهْيَ تُمَارِس هذِهِ الأُمور بِحِكْمَة وَإِفْرَاز .. لاَ تَجْعَل الإِنْسَان يُمَارِسْهَا وَهُوَ عَابِثْ .. لِذَا المُؤشِر لِلكِنِيسَة القِبْطِيَّة لِلشَخْص لِيَزِيدْ مِنْ هذِهِ المُمَارَسَات مِنْ صُوم وَصَلاَة ...... أنْ يَكُون فَرِح وَيَشْعُر بِتَعْزِيَة وَعَمَل النِّعْمَة مَعَهُ وَمَعَ مُنَادَاة مَارْتِنْ بِإِلْغَاء الأصْوَام وَالجِهَادٌ وَكُلَّ مَا إِلَى ذلِك وَألْغَى دُور الإِنْسَان فِي خَلاَص نَفْسُه وَجَدٌ الكَثِيرِينْ لِيَتْبَعُوه لِسِهُولِة الطَّرِيقٌ وَبَسَاطَتِهِ .. أمَّا الأُرْثُوذُكْسِيَّة فِيهَا مَشَقَّة مِنْ أصْوَام المِيلاَدٌ .. الرُّسُلٌ المِيطَانْيَات .. الصَّلَوَات .. كُلَّ هذَا تَعَبْ وَالكَثِيرِينْ لاَ يُرِيدُونُه لِدَرَجِة إِنْ إِخْوَاتْنَا مِنْ البُرُوتُسْتَانْت يَقُولُون أنَّ الجِهَادٌ بِهذِهِ الطَّرِيقَة كَأنَّ خَلاَص الْمَسِيح لَيْسَ كَافِياً وَأنَّ هذِهِ الأعْمَال تَكُون كَإِحْتِقَار لِدَم الْمَسِيح .. لِذَا وَجَدَ مَارْتِنْ مَنْ يُؤيِدْ أفْكَارُه وَيَتْبَعْهَا لأِنَّ الطَّرِيقٌ سَهْل وَبِهِ تَهَاوُنْ وَلأِنَّ مُعْظَمْ الشَّعْب كَانُوا مُعْثَرِينْ فِي الكَهَنُوت وَيُمَارِسُون الجِهَادٌ بِعُبُودِيَّة وَلَيْسَ مَحَبَّة لله أخِيراً قَامَ مَارْتِنْ بِإِلْغَاء المَادَّة .. مَثَلاً الكِنِيسَة القِبْطِيَّة تُؤمِنْ بِالمَادَّة كَالأيْقُونَة المَرْشُومَة بِالمَيْرُون الَّتِي تُمَثِّل حُضُور الله وَالقِدِّيسِينْ .. الأسْرَار الَّتِي تُسْتَخْدَم فِيهَا المَوَادٌ مِثْل الخَمْرٌ وَالمَاء وَالزِّيت الكِنِيسَة القِبْطِيَّة مِنْ خِلاَل الجَسَد تَرْتَقِي بِالرُّوح وَلأِنَّك تَحْيَا فِي الجَسَد فَهْيَ تَسْتَخْدِم أُمور لِلجَسَد وَتُقَدِّس المَادَّة كَوَسِيلَة لِتَقْدِيس الرُّوح .. وَمِنْ يُوم تَجَسُّد رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح وَأخْذُه جَسَداً وَمِشِي عَلَى الأرْض وَأكَل وَشِرِبْ مِثْلَنَا وَتَنَفَس الهَوَاء وَتَلاَمَس مَعَ النَّاس وَالمَوَادٌ فَقَدَّس المَوَادٌ مِنْ خِلاَل تَجَسُّدِهِ .. وَمِنْ هُنَا ألْغَى مَارْتِنْ إِحْسَاس الإِنْسَان بِلِقَاؤه مَعَ الله مِنْ خِلاَل المَحْسُوسَات .. مَثَلاً مِنْ خِلاَل وُجُودَك بِالكِنِيسَة وَرُؤيِة البُخُور وَفَتْح سِتْر الهِيكَل وَالأيْقُونَات كُلَّ ذلِك يَتَلاَمَس مَعَ قَلْبَك وَيُعْطِي لَك فِكْر سَمَاوِي .. وَمِنْ هُنَا تَسْتَخْدِم الكِنِيسَة المَادَّة لأِرْتِقَاء الرُّوح نَجِد أنَّ مَارْتِنْ أخْرَج مُعْظَمْ المَشَاكِل الَّتِي تَعَرَّض لَهَا فِي الصِغَر فِي صُورِة عَقِيدَة مِنْ حِيث إِلْغَاؤه لِلسَّمَاء .. الجِهَادٌ .. الكَهَنُوت .. دُور الإِنْسَان فِي الخَلاَص .. تَقْلِيد الأبَاء .. مَرْجَعِيِّة الإِنْسَان فِي فَهْم الإِنْجِيل .. ألْغَى دُور الكِنِيسَة فِي وُجُودْهَا كَوَسِيطْ لِلخَلاَص .. ألْغَى مَارْتِنْ الكَثِير لأِنَّهُ تَعَامَل مَعَ الكِنِيسَة كَشِئ مُعْثِر أرَادَ إِلْغَاؤُه .. وَلأِنَّ مَارْتِنْ كَانَ قَارِئ جَيِّدٌ لِلإِنْجِيل وَالشَّعْب غِير قَارِئ لِتَحْرِيمْ البَابَا عَلَيْهِمْ فِي ذلِك الوَقْت قِرَاءِة الإِنْجِيل إِقْتَنَعْ النَّاس بِأفْكَارُه وَكَانَ الشَّعْب يَقُول أنَّ مَارْتِنْ تَحَدَّى البَطْرَك هُوَ يَفْهَمْ أكْثَر فِي هذِهِ الأُمور لِذَا نَتْبَعْ أفْكَارُه أمَّا عَنْ إِمْتِدَادٌ هذِهِ الأفْكَار البُرُوتُسْتَانْتِيَّة فِي مِصْر فَقَدْ وَصَلَتْ بَعْد هذَا بِحَوَالِي 200 – 250 عَام عَنْ طَرِيقٌ حَمَلاَت تَبْشِيرِيَّة فِي أوَاخِر القَرْن ألـ 19 عَنْ طَرِيقٌ إِسْتِغْلاَل أثْرِيَاء الأقْبَاطْ فِي الصِعِيد حَيْثُ كَانَ يُمْكِنْ لِثَرِي وَاحِدٌ فِي الصِعِيد إِمْتِلاَك قِطْعَة كَبِيرَة مِنْ الأرْض يَعْمَل بِهَا مَجْمُوعَة كَبِيرَة مِنْ النَّاس فَعِنْدَ إِقْنَاع هذَا الرَّجُل يَتْبَعُه كَثِيرِينْ مِمَّنْ يَعْمَلُون لَدَيْهِ وَيَكُون إِقْنَاعُه بِتَسْهِيل بَعْض الأُمور كَسَفَرُه إِلَى إِنْجِلْتِرَا وَتَسْهِيل إِسْتِيرَادٌ بَعْض المَاكِينَات الَّتِي تُسَاعِدُه فِي أعْمَالُه .. وَبِذلِك كَانُوا يَحْصُلُون عَلَى حِصَّة كَبِيرَة مِنْ النَّاس بِطَرِيقَة سَهْلَة .. وَلأِنَّ البُرُوتُسْتَانْتِيَّة لَيْسَ بِهَا جِهَادٌ مِنْ صُوم أوْ صَلاَة أوْ ..... وَأنَّ دُخُول المَلَكُوت عَنْ طَرِيقٌ دَم الْمَسِيح فَقَطْ بِدُون جِهَادٌ فَكَانَ الإِقْنَاع سَهْل .. أمَّا كِنِيسِتْنَا الأُرْثُوذُكْسِيَّة فَقَدْ تَرَكَتْ لَنَا مِيرَاث وَكُنُوز وَوَسَائِل تَفْسِير .. قِدِّيسِينْ لِلمَعُونَة .. أسْرَار تُعِينَك عَلَى خَلاَص نَفْسَك .. صُفُوف شُهَدَاء وَأبْرَار وَقِدِّيسِينْ يَشْفَعُونَ فِيك .. رَبْوَات مِنْ المُعَلِمِينْ وَالمُرْشِدِينْ كُلَّ هذَا تُقَدِّمُه الكِنِيسَة لَك .. لِذَا نَفْرَح بِأُرْثُوذُكْسِيَتْنَا وَنَثْبُت فِيهَا .. وَتَكُون أمِين لَهَا رَبِّنَا يِكَمِّل نَقَائِصْنَا وَيِسْنِد كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِتُه وَلإِلهْنَا كُلَّ مَجْد وَكَرَامَة دَائِماً أبَدِيّاً آمِين