حضور المسيح فى الكنيسة

Large image

أود أن أتحدّث معكُم فىِ موضوع عن حياتنا الكنسيّة وعن حضور رب المجد يسوع فىِ كُل عِبادتنا الكنسيّة كحضور فعلىِ حضوراً بالإيمان حضور غير محسوس بل وحضور محسوس أيضاً نحنُ نؤمن أنّ رب المجد يسوع هو رأس الكنيسة ، فلا يوجد جسم بِدون رأس ولا توجد كنيسة بدون المسيح وإِذا فقدت الكنيسة

إِحساسها بِحضور المسيح تحّولت إلى مؤسسة إِجتماعيّة أو إلى هيئة يُمكن أن تكون جمعية خيريّة أو مُنظّمة مِثل مُنظّمة حقوق الإنسان لكن حِضور رب المجد يسوع فىِ الكنيسة هو رأسها هو عريسها هو مُخلّصها هو تاجها هو إكليلها لِذلك إِذا أردت أن تتحدّث عن الكنيسة تجد أنّ المسيح هو الكنيسة والكنيسة هى المسيح ولا يوجد شهيد فىِ الكنيسة إلاّ ومات مِن أجل المسيح ولا توجد مُناسبة فىِ الكنيسة إلاّ وتُبرز المسيح ، فالمسيح هو تاريخ الكنيسة حتى وإن كان يُحكى فىِ إسلوب قصص لقديسيه لكن هو فىِ الحقيقة القائد الخفىِ والبطل الخفىِ للكنيسة هو رب المجد يسوع ، فالمسيح هو تاريخ الكنيسة ، المسيح هو عقيدة الكنيسة ، المسيح هو خدمة الكنيسة وكُل شىء فىِ الكنيسة هو للمسيح وبالمسيح ، فبِدون إحساسنا بوجود المسيح فباطل أى جهاد وباطل وجودنا الآن وباطل صلواتنا إن لم نكُن شاعرين بوجود المسيح فىِ الكنيسة وإن كانت الكنيسة يُقال عنها أنّها جسد المسيح وأنّها بيت الله فهذا تحقيق للمواعيد وأنّك تأتىِ بيتهُ ومكانهُ الخاص مكان سُكناه ، فمِن المعروف أنّك يُمكن أن لا ترى شخص فىِ أى مكان لكنّك ستراهُ فىِ بيتهِ ، فالكنيسة بيت الله فإن غاب المسيح عن الكنيسة أو عن أذهاننا بالنسبة للكنيسة فإنّ عِبادتنا تكون باطلة وباطلة صلواتنا ويقول أحد القديسين " إِذا غاب المسيح عن ذهنك وأنت موجود فىِ الكنيسة تكون مِثل الذى يحرُث فىِ الماء " ، إِذا فقدت إِحساسك بالمسيح وأنت فىِ الكنيسة فسيكون وجودك وجود بلا معنى ، ولِذا فإِنّ المسيح حاضر فىِ الكنيسة على الدوام بإِستمرار ، لِذلك تجد فىِ تسابيح الكنيسة " عمانوئيل إلهنا فىِ وسطنا الآن بمجدهِ ومجد أبيهِ والروح القُدس " إنّ إحساسك بوجودك فىِ بيت الله إحساس هام جداً أن تشعُر أنّك موجود فىِ حضرة المسيح ولنا ثقة فىِ الوعد الذى قالهُ رب المجد يسوع " إن إجتمع إثنان أو ثلاثة بإسمىِ فهُناك أكون فىِ وسطهُم " ، والكنيسة دائماً يكون فيها جماعة المؤمنين وهى بيت الله " هُم يكونون لهُ شعباً وهو يكون لهُم إِلهاً " ، فالله فىِ وسطها وبما أنّ الكنيسة فىِ حالة إجتماع دائم لا ينقطع فالمسيح موجود بإستمرار فىِ الكنيسة بطريقة لا تنقطع حاضر فىِ وسطهُم يبُاركهُم يجمعهُم كحملان " كراعىِ يرعى قطيعه بِذراعه يجمع الحملان فىِ حضنهِ ويحملها " فىِ سِفر أشعياء إصحاح 40 " ويقودُ المُرضعات " حتى الحملان الصغيرة يقودها فهو راعيها ، إنّهُ حاضر ليُبارك ويُقدّس ويقبل منك الصلوات ويسند جِهادك بنعمتهُ لكى صلواتك الضعيفة الفاترة عِندما تكون مُستندة بهِ ولها قوّتهُ ولها دالّتهُ يكون لها معنى جديد ، فهو يقبل تسبيحنا ويقبل تقدُماتنا ويقبل عِبادتنا وصلواتنا ، فهو موجود لِذلك ليسمع كُل كلمة يقبلها ويُباركها ويُقدّسها ويسندها بنعمتهُ ويُكملّها لِذلك نقول لهُ " يا الذى بارك فىِ ذلك الزمان الآن أيضاً بارك 00الذى أعطى00الآن أيضاً أعطىِ00الآن أيضاً قدّس " فهو يُباركنا ويُطهّر قلوبنا ويشفىِ أمراض نفوسنا فالكنيسة عِبارة عن حوار دائم حوار قلب بيننا وبينهُ لأننّىِ مُتأكّد أننّىِ أُكلمهُ لأنّهُ يسمعنىِ ، فعندما تدخُل الكنيسة لابُد أن تسجُد لأنّك تعلم أنّهُ موجود فىِ هذا المكان ويقول القديس يوحنا ذهبىِ الفم " إن كان الجماعة البرابرة الأُمم حينما أتوا إِليهِ سجدوا إِليهِ ، ويقصِد بِهُم المجوس ، وإن كان المزود مكان حقير لا يُمكن أن يُنبىء بأنّ هُناك إنسان عظيم فىِ هذا المكان لكن إحساسهُم الداخلىِ جعلهُم يسجدون فكم يليق بأولاد الله حينما يدخلوا كنيستهُ "" أمّا أنا فبكثرة رحمتك أدخُل بيتك وأسجُد قُدّام هيكل قُدسك بِمخافتك "فهو موجود فىِ كنيستهُ يُباركها ويُقدّسها ويقبل الصلوات ويقبل التضرُّعات ويسند الجِهاد ويقبل التقدُمات فهو موجود يسند بنعمتهُ ويُكملّ ويهبنا حياة مِن حياتهُ بجسدهُ ودمهُ ويهبنا خلاص وغُفران الخطايا ويهبنا الحياة الأبديّة فلقد أعطيتنا الكنيسة مكان نعمة كبير جداً فهو يُعطىِ لصلواتنا قوّة وقبول أمامه وهو قال " بدونىِ لا تقدروا أن تفعلوا شىء " ( فىِ يوحنا 15 ) ، مع إستمرار وجودك فىِ بيتهُ يترّبى عِندك الحِس بوجوده فتبدا تعرفهُ مثلما تُحب أن تعرف شخص فتُحب أن تجلس معهُ أكثر كى تتعرّف عليهِ أكثر ، فكُلّما تتواجد فى الكنيسة كثيراً تتواجد مع إِلهك وتعرفهُ مِن الكنيسة ، فلأننا شعبهُ ولأننا غِنم رعيّتهُ نعرفهُ فنُميّز صوتهُ ونُميّز طلباته وتوجيهاته وإِرشاده وحضوره ، فتجد أنّك فىِ مواقع مُعيّنة مِن العِبادة تنحنىِ وتسجُد فىِ مواقع مُعيّنه وترفع يديك وفىِ مواقع أُخرى تطلُب التوبة مع إستمرار وجودك ينمو عِندك الحِس الروحىِ بينك وبينهُ وينمو خفائك بينك وبينهُ ويصير هُناك دوافع روحيّة عميقة تدفعك للجلوس فىِ بيتهِ لأنّك قد وجدتهُ لِذلك لا تندهش مِن قول مُعلمنا داود النبىِ " لأنّ العصفور قد وجد لهُ عُشاً واليمامة وجدت لها بيتاً تضع فيهِ فِراخها " فتصير الكنيسة بالنسبة لك مِثل العِصفور الذى يظل يطير ولا يوجد لهُ مكان يستريح فيهِ ولا يسند فيهِ رجليهِ ، فعِندما تُريد أن تستريح ترتاح فىِ بيتِها فهذا هو موضع راحتُك الكنيسة فنبدأ نُميّز وجودهُ ونعرفهُ ، ولأنّ الكنيسة هى عروس المسيح فإِنّ لها كُل أسراره ، ولأنّ الكنيسة هى عروس المسيح فبينها وبينهُ عِلاقة خفيّة رُبما تكون غير منظورة فىِ طقوسها ومُناسباتها وصلواتها وسوف أُعطىِ لك اليوم نُقطتين فىِ موضوع الكنيسة :0
(1) صلاة رفع بخور باكر وعشيّة تجد فيهُم المسيح وحِضوره0
(2) كيف تلمس حِضور المسيح فىِ قراءة الإنجيل فى الكنيسة ؟
(1) صلاة رفع بخور باكر وعشيّة :0
أول نُقطة فىِ رفع بخور باكر وعشيّة أنّ الكاهن يسدل السِتر والكنيسة تؤمن أنّ الهيكل هو السماء والسماء مكان عرش الله لِذلك تجد داخل الهيكل فىِ كُل الكنائس تجويف إسمهُ " حِضن الآب " ويقول الطقس أنّ الصورة الموجودة فىِ حِضن الآب هى صورة رب المجد يسوع جالس على العرش وعِندما يفتح الكاهن سِتر الهيكل ترى المسيح الجالس على العرش فهو حاضر الآن وعِندما يُفتح الهيكل تكون السماء قد إنفتحت " فإِذا ما وقفنا فىِ هيكلك المُقدّس نُحسب كالقيام فىِ السماء " ، فقد جئتُ ليس للكنيسة ولكن للسماء وتُلاحظ أنّ مُعظم الكنائس تُبنى بِطريقة عالية وتجد فىِ سِقوفها رسم سماوىِ وفيهِ ملائكة لأنّك يجب أن تكون فىِ السماء ، والسماء موضع سُكنى الله وموضع حلول الله فليس لنا طريقة يفتح الكاهن بِها سِتر الهيكل إلاّ بِطلبة فلابُد أن يقول " إرحمنا يا الله الآب ضابط الكُل لأنّهُ ليس لنا مُعين سِواك " فالسماء لا تُفتح إلاّ بالرحمة ويسجُد أمام الهيكل وأمام الناس ليأخُذ رحمة مِن الله وصفح الناس لكى يُصلّىِ " رافعين أيادىِ طاهرة " ويكون فىِ سلام مع الكُل ويقول " ها باركوا علىّ وها ميطانية " أى أخطأت سامحونىِ ، ويُصلّىِ الكاهن صلاة الشُكر ، وصلاة الشُكر هى طلبة موجهّة إلى الله لأنّ الكاهن قد فتح السِتر وعِندما يُفتح السِتر فهو يُكلّم الله ، وعِند بِداية كلامه معهُ يقول لهُ " فلنشكُر صانع الخيرات أشكُره لأنّهُ سترنا وأعاننا وحفظنا وقبلنا إِليهِ وأشفق علينا وعضّدنا وأتى بِنا إلى هذهِ الساعة " فكُل طِلبة أبدأ بِها صلواتىِ فيها شُكر ، فأنت فىِ مواجهة مع الهيكل ومع رب المجد يسوع الجالس على العرش ، فأنت تشعُر أنّك فىِ موضع سُكنى الله ولقد أبصرنا أبونا يعقوب عِندما رأى رؤيّا وشعر بالسُلّم الصاعد مِن الأرض للسماء قال " ما أرهب هذا المكان ماهذا إلاّ بيت الله وهذا هو باب السماء " ( تكوين 8 ) ، فالكنيسة تُريد أن تقولّك إشترك معىِ فىِ هذا الإحساس فعِندما إنفتح السِتر إنفتحت السماء ورأيت المسيح جالس على العرش فلقد رأيت منظر يُذّكرك بالسماء وحلول الله ووجوده ، فأنت فىِ مواجهة سرّيّة مع حضور شخصى لرب المجد يسوع وعِندما يشكُر الكاهن تشكُر معهُ الله على نعمتهُ عليك على قبوله وستره بالنسبة لك ثُمّ يسجُد ويدخُل ليضع بخور خمسة أيادىِ ( ملاعق ) بخور إشارة لذبائح العهد القديم فيمتلأ الهيكل بخور لِدرجة أنّك مُمكن مِن كثرة البخور أن لا ترى شىء والمقصود مِن هذا أنّ الله حضوره دائماً يكون مصحوب بالضباب ، بالدُخان ، حلول الله يحدُث الآن ولِذلك يُقال فىِ سِفر الخروج إصحاح 20 أنّ موسى النبىِ " فاقترب إلى الضّباب حيثُ كان الله " فلا يُمكن أن تكون هُناك مواجهة فعليّة فيجعل فىِ الأمر غمامة أو سِحابة ويقول لك فىِ سِفر صموئيل " طأطأ السموات ونزل وضباب تحت رجليه " ( ملوك الأول ) ، وفىِ المزمور 97 " السحاب والضباب حولهُ " ، فأنت الآن فىِ مواجهة مع إِلهك ، وفىِ سِفر الرؤيّا عِندما تحدّث عن السماء " وجاء ملاك آخر ووقف عِند المذبح ومعهُ مبخرة مِن ذهب وأعطى بخوراً كثيراً لكى يُقدّموا مع صلوات القديسين جميعهُم على مذبح الذهب الذى أمام العرش " فالكاهن عِندما يفعل ذلك يُذّكرك بأنّ فىِ السماء مبخرة وفيها بخور يملأ المكان ويُذّكرك بحلول الله وبالقديسين فعِندما يرتفع الدُخان والبخور ويختفىِ الكاهن عليك أنّك تشعُر أنّك أمام الله بكُل مجد ووقار وإحترام وخشوع ، فإِذا كان الله فىِ العهد القديم أمرهُم بأن يبتعدوا عن الجبل لمسافات لئلاّ يروا مجد الله وبهائمهُم لا تلمس الجبل ، لقد كان حضور الله مُرعب مصحوب ببروق ورعود وأصوات بدأت الكنيسة تُدرك أنّ المسيح موجود فبدأت تقول أرباع الناقوس فيمسك أبونا بالشوريه والبخور مُرتفع فتمسك الكنيسة الدّف وتقول " نسجُد للآب والإبن والروح القُدس تعالوا فلنسجُد للثالوث القدّوس عمانوئيل إِلهنا فىِ وسطنا الآن بِمجد أبيهِ والروح القُدس " ، ولأنّ البخور يُشير إلى القديسين وصلوات القديسين فتجد الكنيسة تتحدّث عن سِحابة الشهود وتُعطىِ المجد والتمجيد لسحابة شهود الكنيسة فتتحدّث عن السيّدة العذراء ثُمّ الملائكة ثُمّ الرُسل ثُمّ الشُهداء ثُمّ المُعترفين ثُمّ الرُهبان ، فعندما تُبصر البخور فىِ الكنيسة لابُد أن تُدرك شيئين :0
(1) حلول الله ووجوده (2) صلوات القديسين
فهُناك صلوات مِن القديسين مرفوعة شفاعتهُم وصلواتهُم تكون معنا فإن أدركت غِنى الكنيسة لم تكُن لتشعُر أنّ هُناك خطيّة ليس لها حل ولا تشعُر أبداً أنّ هُناك ذِلّة أو ضعف ليس لها توبة ولا تشعُر ابداً بضعف ولا بِصغر نِفس فأنت فىِ إِتصال دائم مع إِلهك وفىِ شِركة قويّة مع قديسين أحياء للّه فِمن ماذا أخاف ؟ وأى ضعف يسود علىّ إِذا كان هذا الغِنى موجود بالنسبة لىّ إوصىِ إِلهك بِهمومك بِمشاكلك بأتعابك فهو موجود والكنيسة تُريد أن تُحرّك ضميرك لوجوده عمانوئيل إِلهنا موجود فىِ وسطنا الآن فأصبحت الآن ترى رب المجد يسوع ملأ الكنيسة وبدأت الكنيسة تُرتلّ لهُ وتُسبّحهُ وتُعطىِ السلام للسيّدة العذراء وتقول السلام للكنيسة بيت الملائكة وتُعطىِ السلام للرُسل والقديسين وإِشترك معها فىِ تسبيحها وصلواتها وبِذلك تنقلك الكنيسة الآن لتكون على جبل طابور حيثُ إبن الله فالمسيح مُتجلّىِ فىِ الكنيسة وعلى كُل مؤمن وعلى كُل مُصلّىِ أن يشعُر أنّهُ قد تجلّى معهُ فىِ كنيستهُ وحضر معهُ التجلّىِ وشعر بوجوده ويقول لهُ مع مُعلّمنا بُطرس " جيّد أن نكون هاهُنا " وأن أرفع مع البخور طلبات وأشعُر بأحاسيس قويّة جداً بوجودك يارب فأنا فِرح وأتجلّى معهُ على جبل الحُب جبل خلاصه كنيستهُ المجيدة التى إِشتراها لنفسهِ لقد أصبح المسيح الآن موجود بقّوة وبمجدٍ عظيم وأدركت أنّك موجود فىِ بيتهِ ومكانه ويقول مُعلّمنا بولس على الكنيسة " إِنّها بيته ورعيّة القديسين وأهل بيت الله " فىِ رسالته لأهل أفسُس فأنت معهُ فىِ بيتهِ فىِ سُكناه ، فعندما أدركت الكنيسة حضور المسيح رفعت صلوات فالكنيسة أُم حنونة لابُد أن تذكُر كُل أعضائها فتجد هذا ينطبق على عشيّة وباكرفمع غروب الشمس دائماً تُصلّىِ الكنيسة أوشيّة الراقدين لسببين : أن تُذكّرك بإِنقضاء العالم فتتذّكر الراقدين لِتتذّكر نِهاية العالم ولتطلُب لهُم الحِل والمغفرة والرحمة وليُعيننا الله على توبتنا نحنُ أيضاً " وأمّا نحنُ أيضاً فهب لنا كمالاً مسيحياً الذى يُرضيك أمامك " هِب لنا يارب الكمال المسيحىِ الذى يُرضيك وفىِ باكر تُصلّىِ الكنيسة عن فئتين عن المرضى والمُسافرين فنتذّكر المرضى حتى ندعو لهُم بالشفاء ونحنُ " أمراض نفوسنا يارب إِشفيها " ، فيُمكن ألاّ أكون مريضة جسدياً ولكن نفسياً سيّئة بالخطيّة " والتى لأجسادنا عافيها " أطلُب رحمة ربنا وشفائه لنفسىِ وجسدىِ لأنّ مرض الخطيّة أصعب مِن مرض الجسد ، فمرض الجسد يجعلك ضعيف جسدياً لكن مرض الخطيّة يُفقدك الأبدية فهو أخطر ولِذلك نقول لهُ أنت تُعطينا شِفاء وتُعطينا خلاص وتُعطينا غُفران لِخطايانا ، وللمُسافرين " رُدّهُم إلى ميناء هادىء ميناء الخلاص إصحبهُم فىِ الإقلاع وإصحبهُم فىِ المسير " ، وتدعو لنا الكنيسة كُلّنا كأننّا مُسافرون ولكن فىِ غُربة عن العالم " زمان غُربتنا فىِ هذا العالم إحفظهُ بِغير مضرّة ولا عاصفٍ ولا قلقٍ إِلى الإنقضاء "لقد جمعت الكنيسة كُل أعضاءها الحاضرين والغائبين الّذين رقدوا والمرضى والمُسافرين لأنّها موجودة فىِ حِضرة الملك المسيح فتجد الكنيسة تُصلّىِ فىِ هذا الوقت صلوات القديسين وهى الذكصولوجيّات تمجيد للقديسين لكى تكون الكنيسة مُتصلة كُلّها كوحدة واحدة ورب المجد يسوع هو إِله السماء والأرض والّذين على الأرض سيُسبّحوا السمائيين والسمائيين يُباركوا الّذين على الأرض والمسيح فىِ الوسط فأصبحت العلاقة مُتكاملة فىِ طلبات مرفوعة مِن الأرض للسماء وفىِ إستجابة مِن السماء للأرض وفىِ حلول للّه فىِ وسط الكنيسة ، فالكنيسة تستجمع كُل أعضاءها لكى تُبارك الله حتى الّذين رقدوا والمرضى حتى والمُسافرين تعبير عن فرحة الكنيسة بِمحبة الله لها تعبير عن تمجيدات الكنيسة للقديسين الّذين هُم غلبوا قبل ذلك " الذّين كملّوا فىِ الجِهاد بلا عثرة " فأصبحت العِبادة تُحقق غاية مُهمة فىِ الكنيسة وهى وجودنا فىِ حِضرة الله وإِشتراكنا معهُ فىِ مجدهِ وتسبيحه فهى دعوة لِحضور المسيح فينا ولكى نأتىِ بيتهُ الخاص فىِ حضور وبركة رب المجد يسوع ثُمّ يُصلّىِ الكاهن بعد ذلك طلبة للرحمة وهو يرفع الصليب مُنيراً لأنّ الصليب هو الذى جلب علينا الرحمة ومُنير لأنّ الصليب هو الذى أعطانا إِستنارة مِن خطايانا ، وبعد ذلك يقرأ الكاهن التحليل وهو بإسم رب المجد يسوع لأننّا عِندنا إِيمان بأنّهُ الحاضر الخفىِ فىِ وسطنا 0
(2) كيف نلمس حِضور المسيح فىِ قراءة الإنجيل فىِ الكنيسة ؟
يقول رب المجد يسوع فىِ الموعظة على الجبل " ولمّا رأى الجموع صعِد إِلى الجبل فلّما جلس تقدّم إِليهِ التلاميذ ففتح فاه وعلّمهُم قائلاً " ، إِيمان الكنيسة بالمنجليّة أنّها فم الله فم المسيح لِذلك تُلاحظ أنّ المنجليّة لابُد أن تكون على مكان مُرتفع لأنّهُ " صعِد إلى الجبل وفتح فاهُ وعلّمهُم قائلاً " ، فكُل كلمة فىِ الإنجيل تقرأها الكنيسة لا تعتبرها أبداً مِن شمّاس فالذى يقولها لك هو المسيح ، فالإنجيل هو ضمير الكنيسة وإِحساس الكنيسة أنّ كُل كلمة تُقال فيها مِن فم المسيح لأنّهُ أخذنا معهُ على الجبل لكى يُعلّمنا وهُناك رسائل يُريد أن يقولها لنا وهُناك تعاليم مُعيّنة يُريد أن يُثّبتها فينا فإِذ يرى المسيح أولادهُ مُجتمعين فىِ جبل محبتهِ الكنيسة يُريد أن يفتح فاه ليُعلّمهُم مُشتاقاً أن يُعلّمهُم فيبدأ حديثه بالتعزّية والتشجيع والتثبيت للخاطىء والتائب والكسلان لكُل فئة وللمريض ويُهيّىء قلوبنا للتوبة ويُشجّع المُجاهد ويقبل الكُل هذا هو تعليم المسيح فإِيمان الكنيسة بالإنجيل أنّهُ حضور للمسيح وكان يُقال عنهُ " أنّهُ يُعلّم بِسُلطان ليس كالكتبة " ، وتُلاحظ أنّ كلِمات الإنجيل التى تُقرأ فىِ المنجليّة أنّها كلِمات كُلّها سُلطان ومُعظمها أوامر وتشجيعات ، لِذلك فالأنبا أنطونيوس عِندما سمِع " إِذهب وبِع كُل مالك وأعطهِ للفُقراء وتعال إتبعنىِ " سمعهُ كأمر مِن فم يسوع فالمنجليّة هى فم خفىِ لرب المجد يسوع يُثّبت ويُنمّىِ بِذاره فىِ قلوب أولاده ، وبعد أن تنتهىِ الكنيسة مِن قراءات البولس ثُمّ بعد ذلك الكاثوليكون ثُمّ الإبركسيس ثُمّ بعد ذلك السنكساروعِند قراءة الإنجيل يُقال آجيوس فالمسيح آتىِ لِيتكلّم ولا تُقال إلاّ والناس كُلّها واقفة مِثل الملاك الذى على العرش " وهذا نادى ذاك " يقولوها بِطريقة الإربع وتهتف قدّوس قدّوس قدّوس بِطريقة تسبيح السماء لأنّها تُريد أن تقول لأولادها أنّ المسيح آتىِ قف00إِعتدل00قدّس00وفىِ الطقس المفروض أنّ يُمسك الكاهن أثناء قول قُدّوس بالمبخرة ويضع فيها البخور ليمتلأ المكان بالبخور تمهيد للمؤمنين أكثر أنّ المسيح آتىِ لِيتكلّم إِمتلاء البيت دُخاناً كأنّهُ حِلول الله ويقول الكاهن أوشيّة الإنجيل " أيّهُا السيّد الرّبّ يسوع المسيح إِلهنا الذى خاطب تلاميذهُ القديسين 00 " فهو يُحدّث المسيح الذى أتى ليُعلّم ويُرشد فيرفع لهُ طلبة ، فلقد قُلت أنّك يُمكن أن تُعلّم وقُلت " طوبى لأعيُنكُم لأنّها تُبصر ولأذانكُم لأنّها تسمع الإنجيل " وهذا الإستحقاق مِن عِند الله ولكننا نشعُر بأننّا فىِ حاجة لِشفاعة فيقول " بِطلبات قديسيك " ويُصلّىِ أبونا فىِ وسط أوشيّة الإنجيل " الّذين سبقوا فرقدوا يارب نيّحهُم والمرضى إشفيهُم " فالكنيسة فىِ ضميرها وإِحساسها تتعامل مع مؤمنين المفروض أن يكونوا فىِ قمة السمو الروحىِ ، فالكنيسة عِندما وضعت طقوسها لم تعتقد أن يكون هُناك قُدّاس وأحد بالخارج ، فطالما هُناك قُدّاس فالكُل موجود ولكن هُناك فئتين غير موجودين أو ثلاثة بالأكثر وهُم الراقدين والمرضى والمُسافرين فكانت تطلُب عن الغائبين وتجد الشمّاس يقول " قف بِخوف أمام الله وإنصت لِسماع الإنجيل " ، وتجد الكاهن يُمسك البِشارة إِشارة لِكلمة الله ويطوف بِها المذبح مع الشمّاس ويُقبّلها ويقول فىِ ذلك الوقت سراً " الآن يا سيّدىِ تُطلق عبدك بِسلام حسب قولك لأنّ عينّى قد أبصرتا خلاصك " وهذا إِيمان مِن الكاهن بأنّ الإنجيل هو نفسه يسوع المسيح ، فأنا فِرح جداً وهذهِ الفرحة لا أستطيع التعبير عنها إلاّ بِفرحة سمعان الشيخ عِندما رأى المسيح " فحملهُ على ذراعيهِ وبارك الله قائلاً الآن يا سيّدىِ تُطلق عبدك بِسلام حسب قولك لأنّ عينّى قد أبصرتا خلاصك " ، ويقول الشمّاس " مُبارك الآتىِ بإِسم الرّبّ ربنا ومُخلّصنا يسوع المسيح " ويرُدّ الكاهن " مُبارك الآتىِ بإِسم الرّبّ " المسيح آتىِ سيتكلّم وهُناك إرتباط فىِ الصلوات بين لحظة قراءة الكِتاب المُقدّس وقراءة الإنجيل ولحظة التناول حيثُ تسمع هذهِ العِبارة عِندما يمسك أبونا الجسد ويُبارك بهِ الشعب ، فالمسيح الذى على المنجليّة هو هو نفسهُ المسيح الذى على المذبح ، وبعد قراءة المزمور يقول " المجدُ لك يارب " ، وتسمع نفس العِبارة مرّة ثانية فىِ القُدّاس عِندما يُنهىِ الشمّاس الإعتراف الأخير والمفروض أن يوزع الكاهن الأسرار فيقول الشمامسة بالخارج " المجدُ لك يارب " ، فهُناك علاقة مُتبادلة قراءة المزمورهو مزمور عن داود لأنّ داود هو المسيح فىِ العهد القديم " ويا داود عبدىِ يكون ملِكاً عليّهُم ، ويكون لجميعهُم واحد ويخدمون الرّبّ إِلههُم وداود ملِكهُم الذى أُقيمه لهُم " ، آرميا ولقد كان آرميا بعد داود يتنبّأ المزمور عن المسيح فعندما يُقرأ مزمور فىِ الكنيسة فأنت تقرأ نبّوة عن المسيح ، فحضور المسيح فىِ الإنجيل يتمثلّ فىِ عدّة أمور :-
أولاً : آجيوس
ثانياً : الكاهن الذى يمسك البِشارة التى هى الكلمة ويقول " الآن يا سيّدىِ تُطلق عبدك بِسلام "
ثالثاً : هُتاف الشمّاس " قفوا بخوفٍ " وفىِ عِبارة " مُبارك الآتىِ بإِسم الرّبّ " وفىِ عِبارة الكاهن " مُبارك الآتىِ بإِسم الرّبّ " ، ويمسك الكاهن البِشارة ويقول " ربنا وإِلهنا ومُخلّصنا يسوع المسيح إبن الله الحىّ الذى لهُ المجد " ، ويقولها مرّة أُخرى فىِ لحظة سريّة عجيبة فىِ القُدّاس فىِ لحظة تقديس الأسرار " وهذا الخُبز يجعلهُ جسداً مُقدّساً لهُ " فيقول الشعب " نؤمن " فيسجُد الكاهن ويقول " ربنا وإِلهنا ومُخلّصنا " وهى نفس العِبارة التى يقولها أمام الإنجيل فأصبح هُناك علاقة قويّة جداً بين المسيح الذى على المذبح وبين المسيح الذى على المنجليّة لأنّ المسيح الذى على المنجليّة ليس مُجرّد كلام ولكنّهُ صوت الله لِذلك يجب أن تفهم لِماذا تجعلك الكنيسة تحضر القُدّاس مُبكراً ؟بالطبع فعندما يفوت منك بخور باكر وعشيّة تفوت منك فرحة لحضور الله ولحلول الله ويفوت منك فرصة للّتشفُع بالقديسين ويفوت منك فرصة كبيرة جداً لطلب الرحمة و غُفران الخطايا ، فإِن لم تحضرها فإِياك أن لا تحضر الكنيسة ، لأنّ الكنيسة عِندها إِيمان قوىِ جداً أنّ قراءة الإنجيل كلام الله الذى سيُنقيك والذى سيُعطيك التمهيد مِن أجل إِستحقاق الذبيحة ، فلا يُمكن أن تأخُذ الذبيحة بِدون أن تكون تنقّيت بالإنجيل وسمعت الإنجيل فالإنجيل هو الكلام والشرح عن الله فماذا تقول لك الكنيسة اليوم ؟ ومِن غير هذا الكلام لا تعرف تدخُل القُدّاس وتتناول فالإنجيل صوت الله ولِذلك فالمفروض والإنجيل يُقرأ أن تتلّمس صوتهُ ولاحظ القديسين فلقد حرّكت قراءات الكنيسة كثير منهُم لأنّهُم إِعتبروها أنّها صوت الله لهُم ، وتقرأ فىِ السنكسار " فذهب إِلى القُدّاس وسمع ما إِستراح لهُ " ، فكان قلِق مِن أمر ، فإِن أردت أن تسمع صوت ربنا لك فىِ موضوع فقُل أنّك ستصوم وستحضر ثلاث قُدّاسات وإحضر القُدّاسات وإسمع أناجيل الثلاث قُدّاسات ربنا يسند كُل ضعف فينا بنعمتهُ لهُ المجد دائماً أبدياً أمين.

عدد الزيارات 3029

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل