سلسلة أنساب ربنا يسوع

Large image

سِلْسِلْة أنْسَاب السَيِّد المَسِيح بِهَا مَعَانِي رُوحِيَّة عَميقة لكِنْ تَحْمِل بَعْض التَسَاؤلاَت حَتَّى أنَّ بَعْض الكُتُب تُهَاجِمْ الكِتاب المُقَدَّس مِنْ خِلاَلِهَا لأِنَّهَا مَكْتُوبة فِي إِنْجِيل لُوقَا بِإِسْلُوب وَفِي إِنْجِيل مَتَّى بِإِسْلُوب آخر .. حَتَّى أنَّ البَعْض يُشَكِك فِي صِحَّة الكِتاب بَسَبَبِهَا .
سِلْسِلْة أنْسَاب السَيِّد المَسِيح فِي إِنْجِيل مَتَى :
============================================================
مِنْ إِنْجِيل مُعَلِّمنَا مَارِمَتَّى { كِتَابُ مِيلاَدِ يَسُوعَ المَسِيحِ ابْنِ دَاوُدَ ابْنِ إِبْرهِيمَ . إِبْرهِيمُ وَلَدَ إِسْحقَ . وَإِسْحقُ وَلَدَ يَعْقُوبَ . وَيَعْقُوبُ وَلَدَ يَهُوذَا وَإِخْوَتَهُ . وَيَهُوذَا وَلَدَ فَارِصَ وَزَارَحَ مِنْ ثَامَارَ . وَفَارِصُ وَلَدَ حَصْرُونَ . وَحَصْرُونُ وَلَدَ أرَامَ . وَأرَامُ وَلَدَ عَمِّينَادَابَ . وَعَمِّينَادَابُ وَلَدَ نَحْشُونَ . وَنَحْشُونُ وَلَدَ سَلْمُونَ . وَسَلْمُونُ وَلَدَ بُوعَزَ مِنْ رَاحَابَ . وَبُوعَزُ وَلَدَ عُوبِيدَ مِنْ رَاعُوثَ . وَعُوبِيدُ وَلَدَ يَسَّى . وَيَسَّى وَلَدَ دَاوُدَ المَلِكَ ...................وَألِيعَازَرُ وَلَدَ مَتَّانَ . وَمَتَّانُ وَلَدَ يَعْقُوبَ . وَيَعْقُوبُ وَلَدَ يُوسُفَ رَجُلَ مَرْيَمَ الَّتِي وُلِدَ مِنْهَا يَسُوعُ الَّذِي يُدْعَى المَسِيحَ . فَجَمِيعُ الأجْيَالِ مِنْ إِبْرهِيمَ إِلَى دَاوُد أرْبَعَةَ عَشَرَ جِيلاً . وَمِنْ دَاوُدَ إِلَى سَبْيِ بَابِلَ أرْبَعَةَ عَشَرَ جِيلاً . وَمِنْ سَبْيِ بَابِلَ إِلَى المَسِيحِ أرْبَعَةَ عَشَرَ جِيلاً } ( مت 1 : 1 – 17 ) .
مُعَلِّمنَا مَتَّى قَسَّم سِلْسِلْة الأنْسَاب هذِهِ إِلَى ثَلاَثَة أقْسَام :0
1- مِنْ إِبْرَاهِيم إِلَى دَاوُد المَلِك أرْبَعَةَ عَشَرَ جِيلاً .
2- مِنْ دَاوُد المَلِك إِلَى السَبْي أرْبَعَةَ عَشَرَ جِيلاً .
3- مِنْ السَبْي إِلَى المَسِيح أرْبَعَةَ عَشَرَ جِيلاً .
كُلَّ مَرْحَلَة أرْبَعَةَ عَشَرَ جِيلاً .. أي مِنْ إِبْرَاهِيم وَحَتَّى المَسِيح إِثنَان وَأرْبَعُونَ جِيلاً .. مُعَلِّمنَا مَتَّى كَتْب السِلْسِلْة تَنَازُلِي مِنْ إِبْرَاهِيم حَتَّى المَسِيح .

سِلْسِلْة أنْسَاب السَيِّد المَسِيح فِي إِنْجِيل لُوقَا :
===========================================================
مِنْ إِنْجِيل مُعَلِّمنَا مَارِ لُوقَا { وَلَمَّا ابْتَدَأَ يَسُوعُ كَانَ لَهُ نَحْوُ ثَلاَثِينَ سَنَةً وَهُوَ عَلَى مَا كَانَ يُظَنُّ ابْنَ يُوسُفَ بْنِ هَالِي بْنِ مَتْثَاتَ بْنِ لاَوِي بْنِ مَلْكِي بْنِ يَنَّا بْنِ يُوسُفَ ............... بْنِ شِمْعُونَ بْنِ يَهُوذَا بْنِ يُوسُفَ بْنِ يُونَانَ بْنِ أليَاقِيمَ بْنِ مَلَيَا بْنِ مَيْنَانَ بْنِ مَتَّاثَا بْنِ نَاثَانَ بْنِ دَاوُدَ بَنْ يَسَّى بْنِ عُوبِيدَ بْنِ بُوعَزَ بْنِ سَلْمُونَ بْنِ نَحْشُونَ ................. بْنِ أنُوشَ بْنِ شِيتِ بْنِ آدَمَ ابْنِ اللهِ } ( لو 3 : 23 – 38 ) .
مُعَلِّمنَا لُوقَا كَتْب السِلْسِلْة تَصَاعُدِي مِنْ السَيِّد المَسِيح وَحَتَّى آدم إِبن الله .. مَثَلاً إِنْ كَانَ لَدْينَا شَخْص يُدْعَى " مِيشِيل فَهْمِي فَارُوق " فَهذَا إسْمه تَصَاعُدِي ( كَمَا كَتْب مُعَلِّمنَا لُوقَا ) .. وَقَدْ نَقُول فَارُوق وَلَدَ فَهْمِي وَفَهْمِي وَلَدَ مِيشِيل فَهذَا إِسْم تَنَازُلِي ( كَمَا كَتْب مُعَلِّمنَا مَتَّى ) .
بِشَارِة لُوقَا أتت بِالنَسْب فِي الأصْحَاح الثَّالِث بَعْد أنْ ذَكَر عِمَاد السَيِّد المَسِيح بَدَلاً مِنْ أنْ يَبْدأ بِهِ بِشَارَته .. لِمَاذَا ؟ يَقُول لِي قَصْد فِي ذلِك لأِنَّهُ يُرِيد أنْ يُرْجِعك بِالتَجَسُّد إِلَى بُنُوِتك لله .. لكِنَّنَا نَجِد إِخْتِلاَف بَيْنَ سِلْسِلْة الأنْسَاب فِي الإِنْجِيلين وَهذَا مَا يُثِير التَسَاؤل فَمُعَلِّمنَا لُوقَا يَذْكُر أسْماء مُخْتَلِفة عَنْ الأسْماء الَّتِي ذَكَرَهَا مُعَلِّمنَا مَتَّى مِنْ المَسِيح حَتَّى دَاوُد ثُمَّ يَبْدأ التَقَابُل بَيْنَ السِلْسِلَتَان مِنْ دَاوُد وَحَتَّى إِبْرَاهِيم .. وَأكمل مُعَلِّمنَا لُوقَا فَقْط مِنْ إِبْرَاهِيم وَحَتَّى آدم إِبن الله .
لِمَاذَا هذَا الإِخْتِلاَف ؟
==========================
أوَّلاً : الشخص اليَهُودِي كَانَ يَتَمَسَّك جِدّاً بِنَسَبه غِيرنَا نَحْنُ الآن .. فَمَثَلاً مَنْ مِنَّا يَعْرِف جِدَّه السَّابِع ؟ لاَ أحد .. بِالأكثر نَعْرِف الجِد الرَّابِع أوْ الخَامس لأِنَّنَا غِير مُتَمَسِكِين بِالنَسْب مِثْل اليَهُود قَدِيماً .. نَحْنُ نَعِيش وَكَفَى .. لكِنْ اليَهُودِي يَصِر وَيَتَمَسَّك بِجُذُوره وَنَسَبْه لأِنَّ المَسِيَّا سَيْأتِي مِنْ نَسْل أحَدْهُمْ وَكُلٍّ مِنْهُمْ يَتَمَنَّى أنْ يَأتِي المَسِيَّا مِنْ نَسْلِهِ .
ثَانِياً : لأِنَّ اليَهُود كَانُوا مُقَسَّمِين إِلَى إِثنَى عَشَرَ سِبْط وَعَلَى أسَاس ذلِك الأملاَك وَالأرَاضِي وَالكَهَنُوت مُقَسَّمة .. لِذلِك الأنْسَاب مُهِمَّة لِليَهُودِي قَدِيماً .
لِمَاذَا رَكِز الكِتاب المُقَدَّس عَلَى حَقِيقة نَسْب المَسِيح ؟
======================================================================
1- لأِنَّ كَثِيرُونَ يُنْكِرُون تَأنُّس المَسِيح أى أنَّهُ صَارَ إِنْسَاناً وسِلْسِلْة الأنْسَاب تُؤكِد عَلَى حَقِيقة التَجَسُّد وَأنَّهُ لَيْسَ خَيَال أوْ وَهمْ كَمَا قَالَ البَعْض .
2- أيْضاً لِيَقتَرِب مِنْكَ المَسِيح لَهُ المجد وَيَصِير إِنْسَان وَيُحَطِّم أي إِحْسَاس بِالإِغْتِرَاب عَنْهُ .

التَعَارُض بَيْنَ الأنْسَاب فِي الإِنْجِيلِين :
=================================================
لِنَعْرِف أوَّلاً لِمَنْ كَتْب مُعَلِّمنَا مَتَّى إِنْجِيله ؟ كَتَبَهُ لِليَهُود .. وَاليَهُود يُرِيدون الإِنْتِسَاب لإِبْرَاهِيم وَيَعْتَزُّون بِهِ بَلْ وَإِحْسَاسهُمْ بِالنَسْب لإِبْرَاهِيم عَالِي جِدّاً وَكَمَا قَالُوا " نَحْنُ أولاَد إِبْرَاهِيم " ( يو 8 : 39 ) .. أيْضاً مِنْ أفضل المُلُوك الَّذِينَ يُحِبُّونَهُمْ اليَهُود دَاوُد المَلِك لأِنَّهُ أعْطَاهُمْ إِتِسَاع وَمجد لِذلِك هُمْ أيْضاً يَعْتَزُّونَ بِدَاوُد .. لِذلِك يَقُول لَهُمْ أنَا أكرِز لَكُمْ بِالمَسِيح إِبن دَاوُد إِبن إِبْرَاهِيم .. هُوَ لَيْسَ غَرِيب عَنْكُمْ .
بينَمَا مُعَلِّمنَا لُوقَا كَتْب إِنْجِيله لِلأُمم وَهُمْ لاَ يَهِمَهُمْ النَسْب لِذلِك أرْجَعَهُمْ لِلأصل آدم أب كُلَّ البَشَرِيَّة .. الله قَالَ لأِبِينَا إِبْرَاهِيم { وَبِنَسْلِكَ تَتَبَارَكُ جَمِيعُ قَبَائِل الآرْضِ } ( أع 3 : 25 ) أي أخْذ الوعد بِالبَرَكة .. أيْضاً قَالَ الله لِدَاوُد { لأِجعلَنَّ مِنْ ثَمَرِة بَطْنك عَلَى كُرْسِيك } ( مز 131 – مِنْ مَزَامِير النُّوم ) أي المَسِيح .. لِنَرَى المَسِيح وَهُوَ مُتَجَسِّد كَانَ لاَبُد لَهُ يَكُون لَهُ نَسْب أب وَأُم لِيَعْرِف أنْ يَدْخُل مَعْرَكِة الخَلاَص وَالفِداء لِذلِك كَانَ لاَبُد أنْ يَأتِي كَبَشر .. " يَصِير كَوَاحِدٍ مِنَّا " .. وَكَمَا فِي الحُرُوب لاَ يَرْتَدِي القَادة رُتَبَهُمْ العَسْكَرِيَّة بَلْ يَكُونُوا فِي زِي جُنْدِي عَادِي حَتَّى لاَ يَتَعَرَّف عَلَيْهِمْ الأعداء وَيَقتُلُونَهُمْ أوْ يَأسِرُوهُمْ .. هكَذَا إِبن الله المَسِيح وُلِدَ مِنْ إِمرَأة وَكَمَا يَقُول القِدِيس أثَنَاسيُوس { وُلِدَ حَسْب الجَسَد كَي أُولد أنَا بِحَسْب الرُّوح .. وُلِدَ مِنْ إِمرَأة كَي أكُف أنَا عَنْ أنْ أكُون إِبن إِمرَأة } .. أي كَي أصِير أنَا سَمَاوِي .
مُعَلِّمنَا مَتَّى أتَى بِسْلسِلْة النَسْب قَبْل مِيلاَد المَسِيح بينَمَا مُعَلِّمنَا لُوقَا ذَكْرهَا بَعْد مِيلاَد المَسِيح بَلْ وَمَعْمُودِيِته .. تَرْتِيب مَتَّى تَنَازُلِي بينَمَا تَرْتِيب لُوقَا تَصَاعُدِي .. تَرْتِيب مُعَلِّمنَا مَتَّى تَنَازُلِي مِنْ إِبْرَاهِيم حَتَّى يُوسِف البَار لِيُعْلِن أنَّهُ أتَى مِنْ النَسْل الَّذِي بِهِ الخَطِيَّة .. النَسْل الَّذِي بِهِ يَسْرِي سُمْ الموت لِيُعْلِن أنَّ المَسِيح حَمَلَ خَطَايَانَا وَأتَى مِنْ خِلاَل ضَعَفَاتنَا .. أتَى مِنْ نَسْل خَاطِئ وَلَيْسَ كَمَا قَالَ اليَهُود { إِنَّنَا لَمْ نُولَدْ مِنْ زِنَا } ( يو 8 : 41 ) .. لأِنَّهُمْ بِذلِك يَكْذِبُون لأِنَّ نَسْل المَسِيح لَهُ المجد ذَكْر زَانِيَات ثَامَار وَرَاحَاب وَبَثْشَبَعَ زَوجة أورِيَّا الحِثِّي الَّتِي تَزَوَّجهَا دَاوُد .. هَلْ تَقْبل يَارْبَّ أنْ تَأتِي مِنْ نَسْل إِمرأة زَانِية ؟ يَقُول نَعمْ أقبل لأِنِّي سَآتِي مِنْ خِلاَل ضَعَفَاتك كَي أُقَدِّسك .. وَكَأنَّهُ حَمَلَ الخَطِيَّة مِنْ جِيل إِلَى جِيل عَلَى كَتَفْيهِ .. أيْضاً سِلْسِلْة نَسْب السَيِّد المَسِيح تَجِد بِهَا المَلِك وَالغَنِي وَالتَقِي وَالشِّرِّير لِيُبَارِك طَبِيعَتِي وَيُعْلِن أنَّهُ حَامِل خَطَايَا العَالم .
أمَّا مُعَلِّمنَا لُوقَا فَترتِيبه تَصَاعُدِي لأِنَّهُ ذَكْر النَسْب بَعْد مَعْمُودِية المَسِيح لِيَقُول أنَّهُ بِالمَعْمُودِيَّة رَدِّنَا إِلَى بُنُوِّتنَا لله وَأعْطَانَا عَطَايَا .. فَيَقُول فِي نِهَايِة السِلْسِلْة { بْنِ آدَمَ ابْنِ اللهِ } وَبِذلِك يُعْلِن بُنُوِّتنَا لله .
مُعَلِّمنَا مَتَّى كَلَّم اليَهُود .. كَلِّمهُمْ بِحَسْب النَسْب .. اللحم وَالدَّم لأِنَّهُ يَتَكَلَّم عَنْ النَسْب الَّذِي بِهِ الخَطِيَّة .. يَتَكَلَّم عَنْ اللحم وَالدَّم .. وَلكِنْ هُناك مُشْكِلة وَهيَ أنَّهُ كَانَ عِنْدَهُمْ عَادة أوْ شَرِيعة أنَّهُ عِنْدَمَا يَموت شخص يَتَزَوَّج أخِيهِ بِإِمرَأة المَيْت لِيُقِيم لَهُ نَسْل .. يُوسِف النَّجَار كَانَ أبوه يُدْعَى " يَعْقُوب " بينَمَا أخِيهِ يُدْعَى " هَالِي " .. هَالِي مَات دُونَ أنْ يَكُون لَهُ وَلد فَتَزَوَّج يَعْقُوب أخِيهِ بِإِمرَأته لِيُقِيم لَهُ نَسْل فَوَلَدِت لَهُ وَلد وَنَسَبَهُ لِهَالِي أخِيهِ .. لِذلِك عِنْدَمَا تَكَلَّم مُعَلِّمنَا مَتَّى عَنْ النَسْب تَكَلَّم عَنْ النَسْل الحَامِل الخَطِيَّة فَتَكَلَّم عَنْ يَعْقُوب أبو يُوسِف النَّجَار أي بُنُوَّة بِحَسب اللحم وَالدَّم .
يَقُول سِفر التَثْنِية 25 : 5 – 6 { إِذَا سَكَنَ إِخْوَةٌ مَعاً وَمَاتَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ وَلَيْسَ لَهُ ابْنٌ فَلاَ تَصِرِ امرَأةُ المَيْتِ إِلَى خَارِجٍ لِرَجُلٍ أجْنَبِيٍّ . أخُو زَوْجِهَا يَدْخُلُ عَلَيْهَا وَيَتَّخِذُهَا لِنَفْسِهِ زَوْجَةً وَيَقُومُ لَهَا بِوَاجِبِ أخِي الزَّوْجِ . وَالبِكْرُ الَّذِي تَلِدُهُ يَقُومُ بِاسْمِ أخِيهِ المَيْت } .. لِذلِك عِنْدَمَا يُهَاجِم البَعْض الإِنْجِيل فِي سِلْسِلْة النَسْب نَقُول لَهُ لَيْسَ لَنَا ذَنْب فِي ذلِك .
وَإِنْ كَانَ نَسْل المَسِيح بِهِ خَطْأ كَانَ أوِّل مَنْ هَاجِمنَا اليَهُود لأِنَّهُمْ أدْرَى بِالنَسْب عَنَّا .. وَمَعْنَى أنَّهُمْ صَامِتِين فَهذَا إِقرَار مِنْهُمْ بِصِحة النَسْب رَغمْ أنَّهُمْ أصلاً يَرْفُضُون المَسِيح لكِنَّهُمْ لاَ يُنْكِرُون نَسَبُه أنَّهُ إِبن العذراء مَريم الَّتِي خَطَبْهَا يُوسِف .. إِذاً يُوسِف النَّجَار إِبن هَالِي شرعاً وَإِبن يَعْقُوب بِالجَسَد .
أيْضاً هُناك نُقْطة جَوهَرِيَّة وَهيَ أنَّ مُعَلِّمنَا مَتَّى أخذ النَسْب وَعَادَ بِهِ إِلَى يُوسِف رَجُل مَريم .. بينَمَا مُعَلِّمنَا لُوقَا أخْذ النَسْب وَعَادَ بِهِ إِلَى يُوسِف إِبن هَالِي .. كُلٍّ مِنْهُمَا أخْذ النَسْب بِإِسلُوب مُخْتَلِف عَنْ الآخر .. لِنَرَى فِي العهد القَدِيم أنَّ الشخص قَدْ يُنْتَسب بِطَرِيقَتينِ .. مُمكِنْ يُنْتَسْب لأِبِيهِ وَقَدْ يُنْتَسْب لأُِمِهِ وَخَاصَّةً لَوْ كَانِت عَائِلة الأُم أكثر شُهرة مِنْ عَائِلة الأب وَعَائِلة العذراء كَانِت أكثر شُهرة مِنْ عَائِلة يُوسِف .
لُوقَا نَسْب المَسِيح لِلعذراء بينَمَا مَتَّى نَسَبَهُ لِيُوسِف .. لكِنْ السَيِّدة العذراء وَيُوسِف البَّار يَلْتَقِيَانِ فِي نَسَبهُمَا عِنْدَ دَاوُد المَلِك أي الطَرِيقان يَصِلاَن إِلَى دَاوُد لِذلِك الأسماء مُخْتَلِفة فِي الإِنْجِيلين مِنْ المَسِيح حَتَّى دَاوُد أحَدُهُمَا إِتَخْذ النَسْب مِنْ العذراء حَتَّى دَاوُد وَالآخر مِنْ يُوسِف حَتَّى دَاوُد .. لِذلِك إِنْتَبِه .. وَاحِد يَقُول مِنْ دَاوُد وَدَاوُد وَلد سُليْمَان .. وَلِتَتَخَيَّل مَنْ يَتَحَمَّس لِذِكر سُليْمَان إِبن دَاوُد ؟ بِالطبع اليَهُود .. مُعَلِّمنَا مَتَّى لأِنَّهُ يَكْرِز عَلَى المَسِيَّا المَلِك تَكَلَّم كَثِيراً عَنْ الأمثال ..{ يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّموَاتِ } ( مت 13 : 24 ) .. لأِنَّهُ يَهُودِي وَيَعْرِف مَا مَعْنَى السِبط المُلُوكِي لِذلِك أخْذهَا مِنْ نَاحِية يُوسِف .
بينَمَا مُعَلِّمنَا لُوقَا يَقُول نَاثَانَ بْنِ دَاوُدَ .. أخْذَهَا مِنْ نَاحِية أُخْرَى لأِنَّهُ أخْذَهَا مِنْ نَاحِية العذراء .. هذَا يُنْشِئ إِخْتِلاَف الأجيَال وَالأسماء مِنْ أجل شَرِيعة إِقَامِة نَسْل لِلمَيْت .. وَسَنَجِد فِي سِفر عَزْرَا كَثِيرُونَ مَنْسُوبِين لأُِمهَاتِهِمْ .. هذَا كَانَ شِئ مُتَعَارْف عَلَيْهِ .
أيْضاً الكِتاب لَمْ يَذْكُر فِي سِلْسِلْة الأنْسَاب أسماء نِسَاء بَلْ ذَكْر الشخص الَّذِي بِهِ الخَطِيَّة فَيَقُول { وَيَهُوذَا وَلَدَ فَارِصَ وَزَارَحَ مِنْ ثَامَارَ } .. وَثَامَارَ وَلَدَتهُمَا فَارِصَ مِنْ زِنَا .. أيْضاً سَلْمُون وَلَدَ بُوعَزَ { وَسَلْمُونُ وَلَدَ بُوعَزَ مِنْ رَاحَابَ } .. وَرَاحَابَ كَانْت زَانِية .. لِمَاذَا ذَكْر رَاحَابَ وَثَامَارَ ؟ لأِنَّهُ يُؤكِّد عَلَى حَقِيقة مُهِمَّة وَهيَ أنَّهُ النَسْل الخَاطِئ الَّذِي أتَى مِنْهُ المَسِيح .
هَلْ تَعْرِف مَاذَا فَعَلِت ثَامَارَ ؟ كَانِت ثَامَارَ مُتَزَوِجة مِنْ إِبن يَهُوذَا .. وَمَاتَ زَوجِهَا بِدُون نَسْل وَرَفَضْ إِخْوَتَهُ الزَّوَاج مِنْهَا لإِقَامِة نَسْل لَهُ وَهيَ كَانِت تُرِيد نَسْل .. فَأخْذِت هَيْئِة زَانِية وَعِنْدَمَا رَآهَا يَهُوذَا حَمَاهَا زَنَى بِهَا وَكَانِت تَعْلم مَاذَا تَفْعل فَقَالِت لَهُ أعْطِنِي تِذْكَار مِنْكَ فَأعْطَاهَا ثوبه وَعَصَاه وَبَعْدَ فِترة أخْبَرُوه أنَّ أرمَلِة إِبنْة زَنِت فَقَالَ يَهُوذَا تُحْرق بِالنَّار .. فَقَالِت لَهُ أنَا عِنْدِي إِسْتعدَاد أنْ أُحْرق لكِنْ هَلْ تَعْرِف مَنْ فَعْل ذلِك ؟ هُوَ صَاحِب الثوب وَالعَصَا .. فَقَالَ { هِيَ أبَرُّ مِنِّي } ( تك 38 : 26 ) .. لِمَاذَا هِيَ أبَرُّ مِنْهُ ؟ لأِنَّ دَافِعهَا كَانَ إِقَامِة نَسْل لِلمَيْت بينَمَا هُوَ دَافِعَهُ الخَطِيَّة .
لِذلِك تَعَلَّم عِنْدَمَا تَرَى إِنْسَان يُخْطِئ قُل هُوَ أبَرُّ مِنِّي لأِنَّكَ لاَ تَعْرِف دَافِعه بينَمَا أنْتَ تَشْعُر بِخَطِيِتك دَاخِلك لِذلِك ثَامَارَ المُسْتوجِبة الحرق ذَكَرَهَا الإِنْجِيل فِي نَسْل المَسِيح .. لَمْ يَسْتَحِي المَسِيح مِنْ السَّاقِطَات بَلْ إِتخْذهُنَّ لِنَفْسه لِيَحْمِل أوجاعنَا .
ثَامَارَ أخَذِت ثوب يَهُوذَا وَالمَسِيح جَاءَ لِيَقُول لَنَا أنَا آخُذ ثِيَابَكُمْ القَذِرة وَأُعْطِيكُمْ ثوب بِرِّي وَخَلاَصِي .. لِذلِك ذَكْر الكِتاب ثَامَارَ وَرَاحَاب وَبَثْشَبَع لِيَكْشِف عَنْ طَبِيعِتنَا الَّتِي تَعْرَّت مِنْ الكَمَال وَأنَّهُ يُعْطِينَا البِرَّ مهمَا كُنَّا خُطَاه هُوَ يُعْطِينَا البِرَّ لِذلِك تَكَلَّم عَنْهُنَّ بِكُلَّ إِكرَام .. وَنَحْنُ مهمَا كَانَ زِنَانَا وَخَطَايَانَا نُسِبنَا لإِسمِهِ فَلَنَا كُلَّ بِرَّ .
مِنْ خِلاَل خَطَايَاك تَتَعَرَّف عَلَى المَسِيح مِنْ خِلاَل بِرَّ المَسِيح .. قَدْ تَكُون خَطَايَانَا خَطْوة لِوُجُوده وَتَمَتُّعنَا بِعِشْرِته .. الكِتاب لِصِدقه وَأمَانْته لاَ يُخْفِي مَا هُوَ مُشِين لكِنْ اليَهُود يَرْفُضُون ذلِك .. لِذلِك نَسْل المَسِيح يَكْسر تَشَامُخ اليَهُود الَّذِينَ يَقُولُون لَسْنَا مُسْتعبَدِين لأِحد .. لاَ أنْتُمْ مُسْتعبَدِين .
أيْضاً الكِتاب يَذْكُر أُمَمِيَات .. رَاعُوث المُوآبِيَّة .. رَاحَاب .. هذَا كَي يَقُول لَنَا السَيِّد المَسِيح أنَا أتيْت لِكُلَّ البَشْر لِذلِك رَاعُوث تَرمُز لِكَنِيسة الأُمم .. بُوعَز لَمْ يَرْفُضْهَا بَلْ إِتَحْد بِهَا وَأثمر عُوبِيد أبُو يَسَّى أبُو دَاوُد المَلِك .
كَانَ مَعْرُوف فِي الكِتاب أنَّ البِكر هُوَ الَّذِي يَحْمِل البَرَكة .. وَالمَسِيح المفرُوض يَأتِي مِنْ البِكر .. لكِنْ المَسِيح قَالَ لَنْ أفعْل ذلِك حَتَّى لاَ يَتَكِل اليَهُود عَلَى أنَّهُمْ البِكر فَأعْطَانَا مفهُوم آخر عَنْ البَكُورِيَّة أنَّهَا لَيْست بَكُورِيِة الجَسْد بَلْ بَكُورِيِة الرُّوح لِذلِك نَحْنُ كِنِيسة أبكار كُلٍّ مِنَّا بِكر لِلمَسِيح .
{ يََهُوذَا وَلَدَ فَارِصَ وَزَارَحَ مِنْ ثَامَارَ } .. عِنْدَمَا جَاءَ مِيعَاد وِلاَدِة ثَامَارَ كَانَ فِي بطنهَا تَوأمَان فَارِصَ وَزَارِحَ .. ظَهَرِت يَد أحَدُهُمَا أوَّلاً فَرَبَطِتهَا القَابِلة بِشِرِيط أحمر ( تك 38 : 28 ) كَي تَعْرِف أنَّهُ البِكر وَلكِنْ المولُود الأوَّل لَمْ يَكُنْ هُوَ صَاحِب هذِهِ اليَد المربُوطة بَلْ كَانَ الآخر فَقَالِت إِنَّهُمَا تَزَاحَمَا .. فَارِصَ الَّذِي صَارَ بِكر رَغمْ أنَّ زَارِحَ كَادَ أنْ يَكُون هُوَ البِكر .. هذَا رَمز لَنَا نَحْنُ كِنِيسة الأُمم .. نَعمْ اليَهُود هُمْ الَّذِين أخَذُوا العَلاَمة لكِنِّنَا تَزَاحْمنَا وَأخْذنَا البَكُورِيَّة .. نَحْنُ الآن أقرب إِلَى المَسِيح مِنْ اليَهُود لِذلِك يُعْلِن المَسِيح أنَّ الأُمم هُمْ الكِنِيسة البِكر .. وَلِذلِك أيْضاً رَكِّز الكِتاب عَلَى الإِبن الثَّانِي وَلَيْسَ البِكر فَنَجِد أفْرَايِم وَمَنَسَّى .. يَعْقُوب وَعِيسُو .. فَارِصَ وَزَارِحَ .. وَإِنْ كَانِت كِنِيسة اليَهُود ظَهَرِت أوَّلاً إِلاَّ أنَّهُمْ صَارُوا حَارِسِين لِلبَكُورِيَّة حَتَّى ظَهَرِت كِنِيسة الأُمم .
إِذاً إِخْتَلَفَ إِنْجِيل مَتَّى عَنْ إِنْجِيل لُوقَا فِي سِلْسِلْة النَسْب لأِنَّ مَتَّى كَلَّم اليَهُود فَإِهتمْ بِاللحم وَالدَّم أي النَسْل الطَبِيعِي بينَمَا لُوقَا إِهتمْ بِالبُنُّوة لله فَإِهتمْ بِالنَسْل الشَرْعِي وَظَهَرَ ذلِك فِي رَبَّ المجد يَسُوع فَقْد قَالِت السَيِّدة العذراء لِلمَسِيح { هُوَذَا أبُوكَ وَأنَا كُنَّا نَطْلُبُكَ مُعَذَّبَيْنِ } ( لو 2 : 48 ) .. هُنَا ظَاهِرِيَّاً المَسِيح حَسَب الجَسَد إِبن يُوسِف لكِنَّه بِالحَقِيقة إِبن الله .
أيْضاً أظهر لَنَا إِنْجِيل لُوقَا بَعْض الزَانِيَات وَلَمْ يَذْكُر الكِتاب سَيِدَات بَارَّات فِي نَسْل المَسِيح مِثْل سَارة وَرِفقة وَ ......... بَلْ ذَكْر ثَامَارَ المحكُوم عَلَيْهَا بِالموت حَرْقاً وَكَأنَّ المَسِيح جَاءَ لِيَعْتِقهَا مِنْ النَّار .. وَرَاحَاب الزَانِية وَ .......... لِيُعْلِن أنَّهُ جَاءَ لِيَحْمِل خَطَايَانَا جِيل بَعْد جِيل وَنَتَبَرَّأ نَحْنُ .. لَمْ يَسْتَحِي مِنْ خَطَايَانَا وَضَعَفَاتنَا بَلْ إِتَحْد بِطَبِيعِتنَا الفَاسِدة .. " أوجَاعنَا حَمَلهَا " .. الخَطِيَّة المُنْحَدِرَة مِنْ آدم بِكُلَّ فُجُورهَا حَمَلهَا كَي يُعْطِينَا العِتق .. أيْضاً أتَى مِنْ نَسْل بِهُ أُمَمِيَات مِثْل رَاحَاب وَرَاعُوث لِيُعْلِن قَبُول كَنِيسة الأُمم وَلِيُعْلِن أنَّهُ أتَى لِكُلَّ العَالم وَلَيْسَ لِليَهُود فَقْط .
عدد الأجيَال مِنْ إِبْرَاهِيم حَتَّى المَسِيح إِثنَان وَأرْبَعُون جِيلاً .. ثَلاَث مَرَاحِل كُلَّ مَرْحَلَة أرْبَعَة عَشَرَ جِيل .. يَقُول العَلاَّمة أورِيجَانُوس أنَّ بَنِي إِسْرَائِيل عِنْدَمَا خَرَجُوا مِنْ أرْض مِصْر وَحَتَّى وُصُولَهُمْ كَنْعَان أرْض المَوعِد مَرُّوا عَلَى إِثنَان وَأرْبَعُونَ مَدِينة وَكَأنَّ الإِثنَان وَأرْبَعُونَ جِيل يُمَثِّلُون المحطَّات الَّتِي تَعْبُر بِهَا النَّفْس حَتَّى تَدْخُل كَنْعَان السَّمَاوِيَّة .

مَرَاحِل نَجْتازهَا مِنْ مِصْر حَتَّى كَنْعَان لِذلِك حُسِبَ المَسِيح وَحدَهُ جِيل كَامِل .. كُلَّ وَاحِد مِنَّا الآن فِي مَحَطَّة مُعَيَّنْة قَدْ نَصِل إِلَى المَحَطَّة رَقم وَاحِد وَأرْبَعُون أي الأُردُن أي الموت ثُمَّ الإِثنَان وَأرْبَعُون أي كَنْعَان السَّمَاوِيَّة حَيْثُ المَسِيح يَنْتَظِرنَا .. وَكَأنَّ رِحلِة أنْسَاب المَسِيح تُمَثِّل رِحلِة عُبُور البَشَرِيَّة كُلَّهَا مِنْ العُبُودِيَّة حَتَّى أرْض المَوعِد لِتنعمْ بِالأبَدِيَّة وَمَجِئ المَسِيح لِيُدْخِلنَا لِحِضن الآب السَّمَاوِي .. الإِثنَان وَأرْبَعُونَ جِيل قَدْ يَكُونُوا دَاخِلك أنْتَ حَتَّى مَجِئ المَسِيح مِنْ دَاخِلك .
كَمْ نَحْنُ مَدعُوُون أنْ لاَ نَكُون غُرَبَاء عَنْ المَسِيح بَلْ مِنْ نَسْلِهِ وَصُلْبِهِ لِذلِك لَمْ يَتَزَوَّج السَيِّد المَسِيح حَتَّى لاَ يَتَكرَّر نَفْس الأمر أنْ تَقُول أنَا فُلاَن إِبن فُلاَن إِبن .......... إِبن المَسِيح .. لاَ .. هُوَ يَقُول لَكَ أنْتَ لَسْتَ إِبن المَسِيح بَلْ إِبن عَمُّه لأِنَّنَا نَحْنُ أُمم لَسْنَا مِنْ نَسْل المَسِيح بِالجَسَد بَلْ قَدْ يَمْتَد نَسْلِنَا إِلَى خُوفو أوْ خَفْرع أوْ تُحتمُس أوْ ......... لِذلِك لَمْ يَشَأ المَسِيح أنْ يَكُون لَهُ نَسْل بِالجَسَد مُقْتَصر عَلَى شَرِيحة مُعَيَّنة بَلْ إِقترن بِالعَرُوس الكِنِيسة لِيَأتِي بِأولاد كَثِيرِين يُسَمُّون مَسِيحِيُون .
وَلِذلِك تُسَمِّى الكِنِيسة المعمُودِيَّة بِرَحم الكِنِيسة وَنَقُول في القُدَّاس { أنعم لَنَا بِالمِيلاَد الفُوقَانِي مِنْ الماءِ وَالرُّوح } ( جُزء تَجَسَّد وَتَأنَّس – مِنْ القُدَّاس البَاسِيلِي ) .. كُلَّ إِنْسَان مِنْ أي جِنْس يُولد مِنْ المَعْمُودِيَّة يُسَمَّى مَسِيحِي إِبن المَسِيح .. وَلِذلِك كَانَ هُناك تقلِيد عِنْدَ آبائنَا أنَّ الكِتاب المُقَدَّس فِي وَسطْه بَيْنَ العهدين بَعْض الصَفَحَات البيضَاء لِيُكتب بِهَا أسماء العَائِلة وَنَسَبهَا .. تَخَيَّل أنَّ إِسمك وَإِسمِي مَكتُوب فِي الإِنْجِيل لأِنَّنَا مِنْ نَفْس النَسْل مِنْ شَجَرِة العَائِلة المُنْتَسِبة لِلمَسِيح لِذلِك مَوضُوع نَسْب المَسِيح لَهُ المجد مَوضُوع رُوحِي وَبِهِ معلُومات عَنْ العهد القَدِيم وَبِهِ رُدُود وَإِجَابَات عَلَى المُعْتَرِضِين .
رَبِّنَا يِكَمِّل نَقَائِصنَا بِنِعْمِته وَيِسْنِد كُلَّ ضَعْف فِينَا
لَهُ المجد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين

عدد الزيارات 5270

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل