الامانة فى حياة يوسف

Large image

يوسف الصديق ابن مُدلل من أمه راحيل وأبوه يعقوب وجاء له بعد عشرة أولاد من زوجته الأخرى – ليئة – والجواري .. اشترى له قميص ملون مصنوع بالأيدي .. وكان إخوته يرعوا الغنم ويذهبوا طول الموسم ليرعوا الغنم .. وعندما قلق عليهم أبيهم يعقوب أرسل لهم أخوهم يوسف ليُطمئنه عليهم .. ورغم أن يوسف كان مُدلل ولكنه لم يرفض الذهاب .. فهو مُدلل ولكنه مسئول وأمين .. ذهب ولكنه لم يجدهم .. فسأل عليهم وعرف إنهم ذهبوا إلى مكان آخر فذهب إليهم لينظر سلامة إخوته وسلامة الغنم ويرد إلى أبوه ويخبره .
هذه هي رسالة لكل واحد فينا .. « انظر سلامة إخوتك وسلامة الغنم ورُد لي خبراً » ( تك 37 : 14) .. عندما ذهب يوسف إلى إخوته أخذ معه خير من عند أبيه – أبوه السماوي – وذهب ليفتقد إخوته .
جميل أن تذهب برسالة من الآب السماوي بإنه يحبك ويعتني بك .. إن يوسف لم يعتذر لأبوه ويأتي بأكثر من سبب ولكنه لم يفعل بل ذهب وهو مُحمَّل بكل خيرات أبيه .
في حياتي كإنسان مسيحي أمانتي لا تتوقف على من هم أمامي .. لكنها تتوقف على الرسالة التي أنا مُحمَّل بها .. أنت غير مسئول عن رد الفعل ولكنك مسئول عن الفعل وهو المحبة .. ما أجمل كلمة يوسف لأبيه « هأنذا » ( تك 37 : 13) .
وحدث ما حدث وباعوه إخوته ووصل إلى فوطيفار وزوجته ولكنه لم يخون الأمانة مطلقاً رغم كل الإحباطات والظروف النفسية لم يتخلى عن الأمانة .. فالظروف هي اختبار لأمانتنا .
كان يوسف أمين مع فوطيفار إلى أقصى درجات الأمانة حتى إنه جعله مسئول على كل شئ حتى بيته .. أيضاً كان أمين مع رئيس السجن .. ومع امرأة فوطيفار .. ومع كل شخص وجد في عينه نعمة .. الأمانة هي فِعْل داخلي .. الأمانة ليست هي ما يقوله الناس عني ولكن هي ما يقوله الله عني .. أحد الآباء القديسين يقول « يوسف زيَّن العبودية بجمال بهاء فضائله .. واختار السجن مكان لذيذ لأن يوسف فيه » .
وعندما فسَّر يوسف الحلم لفرعون أعطاه الختم الخاص به ووكَّله على كل ما يملُك في بيته وفي المدينة لأنه عرف أمانته التي بلا حدود وتعلُّقه بإلهه .. ووجدنا أن أمانته أنقذت كل البلدان من حوله .. وهذا ما رأيناه عندما جاء إخوته من كنعان .. وعندما كان يخطط للمجاعة كان أمين ودقيق ولم يفكر في فترة المجاعة فقط ولكنه نظر لما بعد ذلك .. فعندما كان يأتي من يطلب طعام كان يأخذ منهم مقابل ذلك أغنام .. حقول .. عبيد .. ثم بدأ بعد المجاعة يطلب منهم أن يعملوا لدى فرعون للحصول على كل ما باعوه من قبل .. حتى لا تتعود الشعوب على الجلوس بلا عمل وحصولهم على الطعام بلا مقابل وتخرب هذه البلاد .
وظهرت أمانته أيضاً في موقفه مع إخوته .. فإنه عرفهم ولكنهم لم يعرفوه .. فقال لهم إنه يوسف وأن الرب أرسله إلى هنا لاستبقاء حياة .. فأنتم أردتم لي شراً ولكن الله أراد أن يفعل بي خيراً ( تك 45 : 5 ) .
ربنا يعلمنا الأمانة ويستخدمنا في كل مراحل حياتنا ونكون أمناء له
لا الظروف والمتغيرات ولا عدم محبة الناس
ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته
له المجد دائماً أبدياً آمين

عدد الزيارات 4535

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل