الترك في حياة ابونا ابراهيم

Large image

بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين
فلتحل علينا نعمته وبركته من الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور كلها آمين
درس من شخصية من الكتاب المقدس .. شخصية عُرِف عنها عدم الإرتباط بالأمور الأرضية .. عُرِف عنها عدم الصراع على أمور الدنيا .. عُرِف عنها الترك والزهد .. من هو ؟ هو أبونا إبراهيم .. نتكلم عن الترك في حياة أبونا إبراهيم .
1. اترك أرضك :
من سفر التكوين ” وقال الرب لأبرام اذهب من أرضك ومن عشيرتك ومن بيت أبيك إلى الأرض التي أُريك .. فأجعلك أُمَّةً عظيمةً وأُباركك وأُعظِّم اسمك وتكون بركةً وأُبارك مُباركيك ولاعِنك ألعنهُ .. وتتبارك فيك جميع قبائل الأرض .. فذهب أبرام كما قال له الرب “ ( تك 12 : 1 – 4 ) .
كان عُمر إبراهيم وقتها 75 عام بالطبع في هذا العمر ليس من السهل على إنسان أن يترك أرضه وعشيرته وأهله ويذهب إلى مجهول .. لو كان الله قال له اذهب إلى أرض مُعيَّنة وعرَّفه المكان الذي سيذهب له كان إبراهيم عندئذٍ يستطيع أن يُقارن ويُقيِّم أيهما أفضل موطنه الأصلي أم الأرض التي يريدها الله له .. ومعروف في الكتاب المقدس أن الأرض تُشير للجسد .. والعشيرة تُشير للعواطف .
الله يقول لك اترك أرضك .. أهواء جسدك وشهواته اتركها لأن الأرض تراب والجسد من تراب .. واترك عشيرتك أي عواطفك .. لذلك الله يقول لك أريد أن أكون أنا عشيرتك .. أنا مالئ عواطفك وكيانك .. لذلك عندما خرج إبراهيم من أرضه طاعة لله وأخذ أبوه معه تعطَّل حتى مات أبوه .
إبراهيم لما دُعِيَ أطاع ( عب 11 : 8 ) .. لماذا ؟ لأنه عرف أنه في الطاعة عِوَض وبركة وبديل .. لذلك أبونا إبراهيم ظهر في خمسة أمور بها تَرْك وكل تَرْك مقابله بركة .. اترك أرضك وعشيرتك ومقابل ذلك سأجعلك أُمَّة عظيمة .. في الوقت الذي يقول له فيه اترك شئ يعطيه مقابله بركة .
إنسان ترك عبودية شهوات الجسد وينال مقابل ذلك نعمة وبركة وتقديس عقل وقلب .. كلما فُطِمت من عواطف بشرية كلما امتلأت مشاعر إلهية .. كثيراً ما يكون فينا أمور مُعطلة بركات وعطايا كثيرة .. اترك أرضك وعشيرتك وبيت أبيك لتتمتع ببيت أبيك السماوي وتتذوق حلاوة الإنتصار في الحياة الروحية وتتذوق النعمة لأكون أنا لك وحدي .. لكي تنال بركات لابد أن تتخلى وتترك .. الوعد بالبركة يعطي عزاء مُقابل الترك .
2. لم يختار لنفسه :
” ولم تحتملهما الأرض أن يسكُنا معاً إذ كانت أملاكهما كثيرة “ ( تك 13 : 6 ) .. فما هي أملاكهما ؟ قيل عن أملاك أبينا إبراهيم ” وكان أبرام غنياً جداً في المواشي والفضة والذهب “ ( تك 13 : 2 ) .. وقيل عن أملاك لوط ” ولوط السائر مع أبرام كان له أيضاً غنم وبقر وخيام “ ( تك 13 : 5 ) .. ما الفرق بينهما ؟ أبونا إبراهيم كان له مواشي وذهب وفضة ولوط كان له غنم وبقر وخيام .. فرق كبير بين أملاكهما .. أبونا إبراهيم له فضة وذهب ولم يكون للوط ذهب وفضة رغم أنه غني شكلاً .. إبراهيم غِناه خفي ذهب وفضة .. الفضة تُشير في الكتاب لكلمة الله ” كفضة مُصفَّاة قد صُفِيَت سبعة أضعاف “ ( مز 12 : 6 ) .. والذهب يُشير للحياة السماوية .. أبونا إبراهيم كان لديهِ كلمة الله وحياة سماوية .
لو قطعة ذهب قيمتها كيلو جرام بالطبع تغطي ثمن غنم كثير .. إذاً الغِنَى الحقيقي في الخفاء وليس في الشكل لذلك يقول القديس يوحنا ذهبي الفم ” لا يوجد شئ اسمه فقر لكن يوجد ما يُسمَّى بالشعور بالإحتياج .. ولا يوجد شئ اسمه غِنَى .. الغِنَى الحقيقي هو الشعور بالإكتفاء “ .. أي قد يكون شخص غني لكنه فقير لأنه يشعر دائماً بالإحتياج وقد يوجد فقير يشعر بالإكتفاء لأنه غني .
أبونا إبراهيم غِناه خفي .. ” فقال أبرام للوط لا تكن مُخاصمة بيني وبينك وبين رُعاتي ورُعاتك لأننا نحن أخوان .. أليست كل الأرض أمامك .. اعتزل عني .. إن ذهبت شمالاً فأنا يميناً وإن يميناً فأنا شمالاً .. فرفع لوط عينيهِ ورأى كل دائرة الأردن أن جميعها سَقْي قبلما أخرب الرب سدوم وعمورة “ ( تك 13 : 8 – 10 ) .. لم يضع لوط اعتبار لأهل سدوم لأنهم أشرار .. ماذا فعل أبونا إبراهيم ؟ ” وقال الرب لأبرام بعد اعتزال لوط عنه ارفع عينيك وانظر من الموضع الذي أنت فيه شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً “ ( تك 13 : 14) .. شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً أي صليب وكأن الله يقول له لأنك تركت الأرضيات سأُعطيك روحيات .. بركات صليبي .. ” لأن جميع الأرض التي أنت ترى لك أُعطيها ولنسلك إلى الأبد “ ( تك 13 : 15) .
متى يتمتع الإنسان بعطايا إلهية ؟ عندما يترك .. كما يقول الآباء ” اترك ما في أيدي الناس يُحبك الناس .. اترك ما في الأرض يُحبك الله “ .. العُرف يقول أن الكبير هو الذي يختار وليس الصغير لكن هنا إبراهيم ترك لوط هو الذي يختار .. جيد هو الإنسان الغير مذلول من داخله للأشياء .. بل سهل أن يترك .. السلام عندي أهم من الممتلكات .. ضع السلام والمحبة أهم عندك من أي شئ من رأيك ووجهة نظرك و..... أبونا إبراهيم ترك ليجعل المحبة دائمة بينه وبين لوط .
لوط رفع عينيهِ .. علامة الطمع واختار لنفسه .. سار برأيه الشخصي .. معلمنا بولس الرسول يقول ” الطمع الذي هو عبادة الأوثان “ ( كو 3 : 5 ) .. نعم الطمع عبادة أوثان لأنه يريد أن يأخذ فصار عبد .. عبادة أوثان .
3. ولا شِرَاك نعل :
عندما دخل لوط سدوم .. دخلت سدوم وعمورة في حرب وكانت الحرب خمسة ملوك مقابل أربعة ملوك .. وكانت الحروب قديماً لأمرين للأرض أو الممتلكات .. سُبِيَ لوط وكل ما لهُ في هذه الحرب فخرج أبونا إبراهيم ليُنقِذ لوط واستطاع أن يغلِب الملوك ويسبيهم ويُنقذ لوط .. فخرج ملك سدوم ليُقابل إبراهيم وهو عائد من الحرب بالسبايا والغنائم وقال لإبراهيم ” أعطني النفوس وأما الأملاك فخذها لنفسك .. فقال أبرام لملك سدوم رفعت يدي إلى الرب الإله العليِّ مالك السماء والأرض لا آخذنَّ لا خيطاً ولا شِرَاك نعلٍ ولا من كل ما هو لك فلا تقول أنا أغنيت أبرام “ ( تك 14 : 21 – 23 ) .. ” شِرَاك نعل “ هو خيط يُخاط به الحذاء .. ما هذا الإكتفاء ؟
من حق إبراهيم أن يأخذ غنائم لأنه ذهب للحرب وخاطر بنفسه وعبيده .. كان معروف أنهم عندما يدخلون حرب أعظم منهم يستأجرون مُحاربين في مقابل أن يعطوهم الغنائم كأجرة للحرب .. أي يستأجروهم بالغنائم مثل العمالقة كانوا مُحترفي حرب يُستأجرون .. هكذا فعل ملك سدوم مع إبراهيم قال له خذ الغنائم واعطني النفوس لكن إبراهيم رفض وقال ” رفعت يدي إلى الرب الإله العليِّ مالك السماء والأرض لا آخذنَّ لا خيطاً ولا شِرَاك نعلٍ “ .. من المُكتفي هنا ؟ ما رأيك في إنسان تعرِض عليه أمور كثيرة ويرفضها لأنه مُكتفي ؟ قد يتحايل الإنسان أحياناً على شئ ليس له ليأخذه .. تخيل ما مدى تأثير كلام أبونا إبراهيم على ملك سدوم ؟!!
الله كان يستخدم أولاده ليُعلن عن نفسه .. بالطبع سيقول ملك سدوم من هو إله إبراهيم الذي يجعله مُكتفي هكذا ؟ بالطبع هو إله جميل جعله شخص سماوي يرفض الأرضيات .. وأكيد إبراهيم خسر أشياء كثيرة في الحرب ولم يأخذ مُقابلها شئ وأكيد كان خائف من الملوك الذين حاربهم وغلبهم .. لذلك قال له الله ” لا تخف يا أبرام أنا تُرس لك أجرك كثير جداً “ ( تك 15 : 1) .. كل تَرْك مُقابله بركة .. كل طاعة شكلها خسارة وكل وصية شكلها حرمان لكن خلفها نعمة وبركة .
أبونا إبراهيم أخذ مقابل ذلك حماية الله .. حماية الله ننالها عندما نشعر ” من لي في السماء ومعك لا أريد شيئاً في الأرض “ ( مز 73 : 25 ) .. اترك لتشعر بغِنَى الله .
4. يُقدم أفضل ما عنده :
أتى ضيوف لأبونا إبراهيم .. ” وظهر له الرب عند بلوطات ممرا وهو جالس في باب الخيمة وقت حر النهار “ ( تك 18 : 1) .. كان جالس وقت حر النهار تحت شجرة فرأى ثلاثة رجال لا يعرفهم يمرون بالمكان ” فرفع عينيهِ ونظر وإذا ثلاثة رجال واقفون لديهِ فلما نظر ركض لاستقبالهم من باب الخيمة وسجد إلى الأرض .. وقال يا سيد إن كنت قد وجدت نعمةً في عينيك فلا تتجاوز عبدك “ ( تك 18 : 2 – 3 ) .. لم يعرفهم لكنه مجرد أن رآهم ركض إليهم وسجد لهم وقال أرجوكم ادخلوا عندي لتأكلوا وتشربوا وتستريحوا .. ” ليُؤخذ قليل ماءٍ واغسلوا أرجلكم واتكئوا تحت الشجرة .. فآخذ كسرة خبزٍ فتُسندون قلوبكم ثم تجتازون لأنكم قد مررتم على عبدكم .. فقالوا هكذا تفعل كما تكلمت “ ( تك 18 : 4 – 5 ) .
رغم أنه غني إلاَّ أنه قال للرجال الثلاثة أنا عبدكم رغم أنه دخل الحرب لإنقاذ لوط بـ 318 عبد وهم أفضل عبيده أي لديهِ أكثر منهم ولديهِ جواري ويُقال أنه كان لديهِ حوالي ألف عبد .. رغم كل ذلك الغِنَى إلاَّ أنه جرى ناحية الرجال الثلاثة وسجد لهم ويقول لهم لا تتجاوز عبدك .. يا لإتضاعك يا أبونا إبراهيم .. أبونا إبراهيم لم يكن يعرفهم وأكد ذلك بولس الرسول ” لا تنسوا إضافة الغرباء لأن بها أضاف أُناس ملائكة وهم لا يدرون “ ( عب 13 : 2 ) .. لم يكن يعرف أنه ظهور لابن الله .. كل هذا فعلته يا إبراهيم وأنت لا تعرفهم .. إن كنت قد وجدت نعمة في عينيك فلا تتجاوز عبدك .. يقول الآباء إجعل هذه الآية صلاة وقل لله لا تمر عليَّ دون أن أجلس معك .. ” ألزماه قائلين امكث معنا “ ( لو 24 : 29 ) .. امكث معي .
قال لهم إبراهيم أُقدم لكم كسرة خبز وقليل ماء .. وكانت كسرة الخبز وليمة ” فأسرع إبراهيم إلى الخيمة إلى سارة وقال أسرعي بثلاث كيلات دقيقاً سميذاً اعجني واصنعي خبز ملةً .. ثم ركض إبراهيم إلى البقر وأخذ عجلاً رخصاً وجيداً وأعطاه للغلام فأسرع ليعملهُ .. ثم أخذ زُبداً ولبناً والعجل الذي عملهُ ووضعها قدامهم وإذ كان هو واقفاً لديهم تحت الشجرة أكلوا “ ( تك 18 : 6 – 8 ) .. الخيمة تُشير للجسد .. هل لم يكن لإبراهيم خبز في الخيمة ؟ كان له لكنه أراد أن يُقدم لهم ما هو طازج وجيد .. وكان واقف يخدمهم ولم يأكل معهم رغم أنهم غرباء .. ما كل هذا العطاء وما هذه الخدمة ؟ كل ذلك يُلخص في كلمتين .. خارج الخيمة أي خارج الجسد .. وعند حر النهار ويُشير للصليب لأنه تم في الساعة السادسة أي أن هذا وقت الصليب .
الإنسان الخارج خارج سلطان الجسد يتمتع بالصليب ويرى الابن ويتمتع بالنعمة لأن هذا الحدث كان أحد ظهورات الابن .. أبونا إبراهيم أضاف ابن الله الكلمة وهو لا يعلم .. كيف تكون مُسرع في الخدمة ومُتضع للكل ؟ لأنه أحياناً يعمل عمل روحي تحت بند المُجاملة .. في مقابل هذا الموقف نال إبراهيم بركة جميلة لأنه خدم هذه الخدمة وكان عمره 99 عام .. ” ولما كان أبرام ابن تسعٍ وتسعين سنةً ظهر الرب لأبرام “ ( تك 17 : 1) .. مقابل الخدمة أخذ بركة جميلة قال له ” إني ارجع إليكَ نحو زمان الحياة ويكون لسارة امرأتك ابن “ ( تك 18 : 10) .. كانت البركة مقابل الضيافة ميلاد إسحق .. حتى وإن كنت رجل مُسِن وامرأتك مُسِنَّة أنا في يدي الكون كله أُعيدك لزمان الحياة وأُخرِج من ممات مُستودع سارة إسحق .
5. يدفع ثمن المغارة :
في نهاية حياة سارة .. وكان إبراهيم بكل هذا الغِنَى يسكن الخيام ولا يمتلك شئ .. فبكى على موت سارة وأراد لها مقبرة ليدفنها ولم يشتري شئ رغم غِناه إلاَّ المقبرة .. ” فأتى إبراهيم ليندب سارة ويبكي عليها .. وقام إبراهيم من أمام ميته وكلم بني حث قائلاً أنا غريب ونزيل عندكم .. أعطوني مُلك قبرٍ معكم لأدفن ميتي من أمامي .. فأجاب بنو حث إبراهيم قائلين له اسمعنا يا سيدي أنت رئيس من الله بيننا .. في أفضل قبورنا ادفن ميتك .. لا يمنع أحد منا قبرهُ عنك حتى لا تدفن ميتك “ ( تك 23 : 2 – 6 ) .. أكيد إبراهيم صنع مع بني حث مواقف جميلة كثيرة لذلك تكلموا معه بمهابة وشهدوا له أنه رئيس من الله .. ومعروف أن أعز شئ عند الشخص خاصة المُسِن هو قبره ولا يسمح لأحد أن يدفن ميت في قبر يملُكه .
لكن بنو حث يقولون له اختر أفضل قبر عندنا وادفن الميت الذي لك .. ” فقام إبراهيم وسجد لشعب الأرض لبني حث “ ( تك 23 : 7 ) .. سجد لبنو حث سجود الإحترام وليس العبادة لأنه مُتضع .. الغير أرثوذكسيين يأخذون علينا السجود للآباء الأساقفة .. هذا ليس سجود عبادة بل احترام .. إن كان إبراهيم سجد لبني حث ألاَّ نسجد نحن لرجل الله ووعاء الروح القدس ؟!!
” التمسوا لي من عفرون بن صوحر ان يُعطيني مغارة المكفيلة التي له في طرف حقلهِ بثمنٍ كاملٍ يُعطيني إياها في وسطكم مُلك قبرٍ .. وكان عفرون جالساً بين بني حث فأجاب عفرون الحثي إبراهيم في مسامع بني حث لدى جميع الداخلين باب مدينتهِ قائلاً لا يا سيدي اسمعني .. الحقل وهبتك إياه والمغارة التي فيه لك وهبتها .. لدى عيون بني شعبي وهبتك إياها .. ادفن ميتك “ .. سأعطيك الحقل والمقبرة مجاناً دون مُقابل .. ” فسجد إبراهيم أمام شعب الأرض وكلم عفرون في مسامع شعب الأرض قائلاً بل إن كنت أنت إياهُ فليتكَ تسمعني .. أُعطيك ثمن الحقل .. خذ مني فأدفن ميتي هناك “ ( تك 23 : 8 – 13 ) .. كان يمكن أن يقول أشكرك وكتَّر خيرك ويأخذ المقبرة مجاناً .. لكن لا إبراهيم كان غِناه داخله ولا يستغل المحبة ويُعطي أكثر مما يأخذ .
دروس جميلة في الترك نتعلمها من أبينا إبراهيم .. ونحن مُقبلين على الحياة العملية ونحن في جيل طلباته كثيرة وقد نُنفِق أكثر من نصف دخلِنا على أمور ثانوية .. نحن جيل مُستهلِك .. لا .. يجب نعطي أكثر مما نأخذ .. نحن جيل يأخذ وصعب أن يعطي .. أبونا إبراهيم يعلمنا كيف نعطي ونتنازل .. كيف نضع الله أمامنا وكنزِنا الحقيقي في طاعته ورِضاه لكي نسمع منه وعد ” أنا تُرس لك أجرك كثير جداً “ .
ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته
له المجد دائماً أبدياً آمين

عدد الزيارات 4581

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل