ابونا إسحق كرمز للمسيح ج1

Large image

يقول سفر التكوين عندما حدث الظهور الإلهي لأبينا إبراهيم عندما ظهر له ملاكين ليعلنا له هلاك سدوم وعمورة .. ﴿ وقالوا له أين سارة امرأتك .. فقال ها هي في الخيمة .. فقال إني أرجع إليك نحو زمان الحياة ويكون لسارة امرأتك إبن .. وكانت سارة سامعة في باب الخيمة وهو وراءه .. وكان إبراهيم وسارة شيخين متقدمين في الأيام وقد انقطع أن يكون لسارة عادة كالنساء .. فضحكت سارة في باطنها قائلةً أبعد فنائي يكون لي تنعم وسيدي قد شاخ .. فقال الرب لإبراهيم لماذا ضحكت سارة قائلةً أفبالحقيقة ألد وأنا قد شخت .. هل يستحيل على الرب شيء .. في الميعاد أرجع إليك نحو زمان الحياة ويكون لسارة إبن فأنكرت سارة قائلةً لم أضحك لأنها خافت .. فقال لا بل ضحكتِ ﴾ ( تك 18 : 9 – 15) .
هنا يدخل الملاكان بقصة سدوم وعمورة وينتهي الإصحاح بعد مفاوضة أبونا إبراهيم مع الله .. ثم يبدأ الإصحاح التاسع عشر ويحكي قصة هلاك سدوم وعمورة .. ﴿ دخان الأرض يصعد كدخان الأتون ﴾ ( تك 19 : 28 ) وتحولت إمرأة لوط إلى عمود ملح .. ثم يبدأ الإصحاح العشرون ويحكي أن أبونا إبراهيم سكن جرار وأرسل أبيمالك ملك جرار ليأخذ سارة ثم تعود لأبينا إبراهيم .
ثم يأتي الإصحاح الحادي والعشرون ويقول ﴿ وافتقد الرب سارة كما قال وفعل الرب لسارة كما تكلم .. فحبلت سارة وولدت لإبراهيم ابناً في شيخوخته .. في الوقت الذي تكلم الله عنه .. ودعا إبراهيم إسم إبنه المولود له الذي ولدته له سارة إسحق .. وختن إبراهيم إبنه وهو ابن ثمانية أيامٍ كما أمره الله .. وكان إبراهيم إبن مائة سنةٍ حين ولد له إسحق إبنه .. وقالت سارة قد صنع إليَّ الله ضحكاً .. كل من يسمع يضحك لي .. وقالت من قال لإبراهيم سارة تُرضع بنين حتى ولدت إبناً في شيخوخته .. فكبر الولد وفُطم وصنع إبراهيم وليمة عظيمة يوم فطام إسحق ﴾ ( تك 21 : 1 – 8 ) .
قصة تبدو وكأنها تمس شخص لكن لا .. الله يريد أن يقول هذا تحقيق لميعاد .. هو إبن الموعد .. دارت أحداث كثيرة ثم تم الوعد .. هكذا ربنا يسوع أخذنا به الوعد ودارت أحداث كثيرة ثم وُلد يسوع بالتجسد .. هكذا أبونا إبراهيم ظل فترة طويلة حتى أن سارة قالت له تزوج هاجر وولدت له إسماعيل .. لكن هذا ليس إبن للوعد بل إبن للجسد .. تحقق الوعد بعد عشرون عام .. إن كنت يا الله تريد أن تعطيه إبن كنت أعطيته إياه منذ أن وعدته ولا تتركه عشرون عام ينتظر تحقيقه .. لكن الله يقول لأن هناك زمان الحياة .. ﴿ إني أرجع إليك نحو زمان الحياة ﴾ .. كلمة كبيرة على أبونا إبراهيم .
هناك كلمات ترفعنا فوق الحدث .. في سدوم وعمورة قال الله لأبينا إبراهيم ﴿ هل أُخفي عن إبراهيم ما أنا فاعله ﴾ ( تك 18 : 17) .. كلمة أيضاً فوق مستوى أبينا إبراهيم بل هي عبارة بين الآب والإبن .. الإبن أُعطيَ الحكم كله أُعطيَ ما يفعله الآب هذه عبارة مسيانية .. هكذا عبارة * زمان الحياة * عبارة مسيانية .. * زمان الحياة * أي زمن الخلاص زمن ما بعد الموت .. زمن البداية زمن التجسد .. ﴿ ويكون لسارة امرأتك إبن ﴾ .. هذا ما يقال بحسب تعبير الكتاب .. في رسالة معلمنا بولس الرسول لأهل غلاطية ﴿ ملء الزمان ﴾ ( غل 4 : 4 ) لماذا ؟ الله سمح أن تنقطع عن سارة عادة النساء لأن الوعد أخذه أبونا إبراهيم وسارة عمرها سبعون عام وتم تحقيق الوعد وعمرها تسعون عام .. أمر غير منطقي في الوعد وتحقيقه .. أمر يفوق الخيال .. عندما تقول لشخص أن المسيح تجسد يضحك كما ضحكت سارة .. لكن ﴿ هل يستحيل على الرب شيء ﴾ ؟ .. قال الله هذه العبارة وكأنه يزجرها .. هل الله بحسب فكرِك الصغير يا سارة ؟ ﴿ وافتقد الرب سارة كما قال وفعل الرب لسارة كما تكلم فحبلت سارة وولدت لإبراهيم ابناً في شيخوخته في الوقت الذي تكلم الله عنه ﴾ .. زمن الحياة أي زمن الخلاص .. زمن دبر فيه الله للبشرية مجيئه .. نعم الوعد موجود لكن متى تحقق ؟ كما يشاء الله .. هكذا فعل مع أبينا إبراهيم .
الله إستخدم أبونا إبراهيم وسارة لإتمام مقاصده .. هكذا في التجسد الله إستخدم السيدة العذراء ويوسف البار والمذود والرعاة لإتمام مشيئته .. حرك الزمن حسب مشيئته .. قد نقول له أن الوعد في الأصل غير منطقي وعندما تأخر تحقيق الوعد زاد عدم تصديق .. لكن الله يقول لنا أنا أدبر أموري .. لماذا تأخر التجسد خمسة آلاف سنة ؟ منذ سقوط آدم وأنت يارب تقول ﴿ نسل المرأة يسحق رأس الحية ﴾ .. كم عام يتأخر الوعد ؟ سنة ؟ خمس سنوات .. عشر سنوات .. عشرون .. ؟ لكن لو تأخر مائة سنة قد تنسى البشرية بل وقد لا تراه .. لكن هو إنتظر ملء الزمان أي ظل يملأ الزمن حتى صار غير محدود .. أرسل إبنه غير المحدود لما جاء ملء الزمان .. إنتظرت الخليقة زمن طويل مترقبة النسل الذي يسحق رأس الحية .
الله يدبر أنبياء ونبوات ورموز وحكمة و ..... تجد ترتيب عجيب وظهورات لله .. هل يظهر الله ؟ نعم ليمهد الأذهان .. تقابل مع يعقوب وصارعه .. يظهر لموسى ويسمعه .. يسكن وسط شعبه من خلال الخيمة رمز للتجسد .. ثم أتى الأنبياء والرموز والأحداث والأشخاص حتى أن أشعياء النبي قال ﴿ يُولد لنا ولد ونُعطى ابناً وتكون الرياسة على كتفه ويُدعى إسمه عجيباً مُشيراً إلهاً قديراً أباً أبدياً رئيس السلام ﴾ ( أش 9 : 6 ) .. عندما نسمع أشعياء النبي نقول أن الأمر قد إقترب لكن متى ؟ قال له أشعياء النبي ﴿ ليتك تشق السموات وتنزل ﴾ ( أش 64 : 1) .. يقول له الله إنتظر قليلاً .. متى يارب ؟ يقول له إنتظر وقت قليل .. وكان الوقت القليل سبعمائة سنة .. ما هذا ؟ هذا هو الوعد وتحقيقه .. إسحق إبن وعد قال الله لإبراهيم سيكون لسارة إبن .. هكذا ظل الله يرتب للتجسد حتى عندما يأتي ملء الزمان يتجسد .. لما كبرت سارة حبلت وولدت إبن .. إبن الوعد لا يأتي بطريقة عادية طبيعية .
قال معلمنا بولس الرسول ما الفرق بين ميلاد إسماعيل وميلاد إسحق ؟ ميلاد إسماعيل ليس بوعد بل بشطارة فكر .. ﴿ الذي من الجارية وُلد حسب الجسد وأما الذي من الحرة فبالموعد ﴾ ( غل 4 : 23 ) .. لذلك إسحق إسمه إبن الموعد .. إبن ليس بحسب الجسد بل بحسب الروح .. أي يؤكد أنه بحسب الروح .. أي نضع علامة على إبراهيم وسارة لأنه ليس إبن بحسب القدرة والفكرة الجسدية بل بحسب الوعد .. لذلك ربنا يسوع هو إبن وعد ويكون للبشرية من يسحق رأس الحية .. يكون للبشرية آدم جديد .. أعطيك إبن تتحقق فيه المواعيد هكذا إنتظرت البشرية ربنا يسوع ليحقق الوعد بسحق رأس الحية .
إذاً ميلاد إسحق المعجزي يمثل ميلاد ربنا يسوع المعجزي .. ربنا يسوع له ميلادان الميلاد الأزلي وكان له أب وليس له أم .. والميلاد الزمني ولم يكن يحتاج فيه لأب لأنه موجود فكان له أم وليس له أب .. في الزمن ميلاده إحتاج أم لذلك جاء بوعد .. متى ؟ نحو زمان الحياة .
جيد أن تضحك سارة وإسم إسحق معناه * ضحك أو بهجة أو سرور * .. إن كنا نقول إسحق = سرور وبهجة وضحك .. أيضاً المسيح = بهجة وسرور – مسرة – .. ﴿ هذا هو ابني الحبيب الذي به سُررت ﴾ ( مت 3 : 17) .. نزع الكآبة عن البشرية .. تخيل كمية البهجة التي دخلت إبراهيم وسارة بميلاد إسحق حتى أنه أقام له حفل ختان وفطام عظيمة والكتاب ركز على وليمة فطام إسحق .. ﴿ فكبر الولد وفُطم وصنع إبراهيم وليمة عظيمة يوم فطام إسحق ﴾ .. هذا يُشبه للمخلص لأنه غيَّر الزمن هكذا المسيح بهجة الخليقة لأنه أدخل المسرة للبشرية وقال عنه ﴿ هذا هو ابني الحبيب الذي به سُررت ﴾ .. قيلت هذه العبارة عن المسيح في ميلاده وعماده فكما كان إسحق سبب بهجة والديه هكذا المسيح بهجة الآب لأنه إبن الوعد .. لأنه إبن لم يأتي بحسب الجسد بل جاء بمعاناة .

صفات إسحق :
=================
كان هادئ جداً .. عكس طبع إسماعيل الذي كان شرس .. إسحق كان مُسالم حتى مع أعدائه .. كان هادئ روحاني .. يجلس عند الحقل في الغروب .. لذلك الله يقدس كل طبع .. كل شخص له بصمته في طبعه .. عليك أن تقدس طبعك ولا تغيره .. نمي طبعك وقدسه .. إسحق هادئ .. جيد أن يظل هادئ ليس هدوء الكآبة بل هدوء الوداعة .. كان إسحق يميل للعزلة حتى أنه عندما أرادوا أن يزوجوه قال لهم ما ترونه جيد إفعلوه .. وعندما رأى رفقة كان جالس في الحقل وقالوا له هذه زوجتك فدخل بها خباءة أمه – وداعة بهدوء – عكس الإنطواء لأنه سلبي .. المنعزل شخص ليس سلبي بل حوَّل حياته صعيدة لله .. إسحق كان يقدس الوقت كان مطيع لإبراهيم هكذا كانت شخصيته .. حتى في طاعته عندما قدمه أبوه ذبيحة كان رمز للمسيح الذبيح .
جبل المُريا :
==============
﴿ إذهب إلى أرض المريا وأصعده هناك محرقة ﴾ ( تك 22 : 2 ) .. إسحق والمسيح شخصية مطيعه مسالمة سيقدم نفسه ذبيحة .. أرض المريا لها سلسلة في الكتاب .. تبدأ من سفر التكوين وتنتهي في الجلجثة لأن المريا هي نفس المنطقة التي صُلب فيها المسيح أي الجلجثة .. ووسط هذه الفترة أرض المريا هي الأرض التي بُنيَ عليها الهيكل .. إذاً المريا هي قصة تقديم ذبائح لله بدايةً من إسحق ونهايةً بالمسيح مروراً في الوسط بالهيكل .. إذاً الذبيحة هي أمر في فكر الله .. قال له على جبل المريا .. هي نفس الأرض التي صُلب عليها المسيح هي جبل خارج أورشليم وهو نفس الجبل الذي بُنيَ عليه هيكل أورشليم .. بل هو نفس الجبل الذي تقابل فيه إبراهيم بعد رجوعه من معركة كدرلعومر مع ملكي صادق وقدم ذبيحة خبز وخمر .. ﴿ وشرع سليمان في بناء بيت الرب في أورشليم في جبل المريا حيث تراءى لداود أبيه ﴾ ( 2أخ 3 : 1) .. هكذا يقول أنا أُهيئ جبل لي لأقدم ذبيحتي المقبولة المرضية .. أُهيئ قلبك وأريك عليه أروع المشاهد مشهد ملكي صادق ومشهد ذبح إسحق ومشهد الهيكل لترى مشهد ذبح المسيح .
ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته
له المجد دائماً أبدياً آمين

عدد الزيارات 3923

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل