اسحق كرمز للمسيح ج3

Large image

سفر التكوين 24 نجد فيه أمر بديع ومعاني سرية تفوق الزيجة والخطوبة وكل كلمة لها قصة ...
قصة زواج إسحق :
=======================
{ وشاخ إبراهيم وتقدم في الأيام .. وبارك الرب إبراهيم في كل شيءٍ .. وقال إبراهيم لعبده كبير بيته المستولي على كل ما كان له } .. « عبده كبير بيته المستولي على كل ما كان له » قول مبالغ فيه مثل قوله « هل أخفي عن عبدي إبراهيم ما أنا فاعله » .. فليس من المعقول أن الله يعرَّف أبينا إبراهيم كل شئ .. لكن هذه عبارة مسيانية هكذا هذه العبارة التي تتكلم عن عبد إبراهيم كبير بيته المستولي على كل ما كان له يقصد بها الروح القدس الأمين الخاضع والمستولي على كل ما له .. { ضع يدك تحت فخذي فأستحلفك بالرب إله السماء وإله الأرض أن لا تأخذ زوجةً لابني من بنات الكنعانيين الذين أنا ساكن بينهم .. بل إلى أرضي وإلى عشيرتي تذهب وتأخذ زوجةً لابني إسحق } .. قديماً عندما كان شخص يريد أن يحلف على أمر غالي كان يضع يده تحت فخذه لأن الفخذ كان يرمز للنسل أي كأنه يحلف بنسله .. أبونا يعقوب جعل يوسف يضع يده تحت فخذه لكي لا يدفنه في مصر لذلك قال الكتاب أنه { أوصى من جهة عظامه } ( عب 11 : 22 ) .
هنا أبونا إبراهيم إستحلف أليعازر الدمشقي أن لا يأخذ زوجة لإبنه إسحق من هذه الأرض .. { فقال له العبد ربما لا تشاء المرأة أن تتبعني إلى هذه الأرض .. هل أرجع بابنك إلى الأرض التي خرجت منها .. فقال له إبراهيم إحترز من أن ترجع بابني إلى هناك } ( 5 – 6 ) .. لا تخف سيرسل الله ملاك يمهد لك الطريق .. { الرب إله السماء الذي أخذني من بيت أبي ومن أرض ميلادي والذي كلمني والذي أقسم لي قائلاً لنسلك أعطي هذه الأرض هو يرسل ملاكه أمامك فتأخذ زوجةً لابني من هناك } .. من هذا الملاك ؟ هذا هو يوحنا المعمدان .
الكتاب المقدس ليس قصص يحكي قصة كيف تزوج إسحق أو كيف تزوج كل شخص لكن كل أمر له معنى .. هذه القصة بها أربعة عناصر مهمة هم أبونا إبراهيم .. أليعازر الدمشقي .. إسحق .. ورفقة .. أبونا إبراهيم يمثل الآب .. وأليعازر الدمشقي يمثل الروح القدس .. وإسحق الإبن .. ورفقة تمثل الكنيسة أو النفس البشرية .. الله أرسل الروح القدس ليخطب الكنيسة للمسيح .. ليخطب كل نفس للمسيح .. عمل الروح القدس هو أن يأخذ منه ويعطيك .. ناقل الخيرات .. هذا هو أليعازر الدمشقي .. إسحق هو العريس الإبن .. ورفقة العروس هي النفس .. ملاك الله يهيئ الأمر هو يوحنا المعمدان .
{ وإن لم تشأ المرأة أن تتبعك تبرأت من حلفي هذا .. أما ابني فلا ترجع به إلى هناك .. فوضع العبد يده تحت فخذ إبراهيم مولاه وحلف له على هذا الأمر .. ثم أخذ العبد عشرة جمالٍ من جمال مولاه ومضى وجميع خيرات مولاه في يده } .. جميع خيرات مولاه في يده .. هل جميع خيرات إبراهيم تُوضع على العشرة جمال ؟ بالطبع لا لكنها عبارة مسيانية خلاصية .. فمن الذي أخذ خيرات الآب لينقلها لنا ؟ الروح القدس .. والعشرة جمال هم العشر وصايا .. الوصية تحمل لنا خيرات الله .. هل أخذت يا أليعازر خير أبونا إبراهيم كله ؟ نعم .. الوصية بها خير الله .. الإنجيل به خير الله كله .
لقاء عند البئر :
==================
{ فقام وذهب إلى أرام النهرين إلى مدينة ناحور .. وأناخ الجمال خارج المدينة عند بئر الماء وقت المساء وقت خروج المستقيات } .. أوقف الجمال العشر أي الوصايا عند بئر الماء وقت المساء وكل كلمة من هذه الكلمات لها معنى روحي .. تخرج البنات المستقيات وقت غروب الشمس .. { وقال أيها الرب إله سيدي إبراهيم يسر لي اليوم واصنع لطفاً إلى سيدي إبراهيم } .. أليعازر شخص وفي جميل .. عندما يكون في وضع إختيار يصلي .. { ها أنا واقف على عين الماء وبنات أهل المدينة خارجات ليستقين ماءً .. فليكن أن الفتاة التي أقول لها أميلي جرتك لأشرب فتقول إشرب وأنا أسقي جمالك أيضاً هي التي عينتها لعبدك إسحق وبها أعلم أنك صنعت لطفاً إلى سيدي } .. وضع علامة .. الفتاة التي أقول لها أميلي لأشرب تقول لي إشرب وأنا أسقي جمالك أيضاً .. كون إن البنت تضع جرتها في البئر وترفعها والجرة ثقيلة تحتاج لمن يساعدها فكون أن تملأها وترفعها ثم تعاود الأمر مرة أخرى لأجل شخص فهذا أمر صعب جداً .
{ وإذ كان لم يفرغ بعد من الكلام إذا رفقة التي وُلدت لبتوئيل إبن ملكة إمرأة ناحور أخي إبراهيم خارجة وجرتها على كتفها } .. لم يكن يعرف أن رفقة إبنة أخي إبراهيم .. { وكانت الفتاة حسنة المنظر جداً وعذراء لم يعرفها رجل .. فنزلت إلى العين وملأت جرتها وطلعت } .. في البداية أُعجب أليعازر الدمشقي بشكل رفقة لكن الشكل لا يكفي المهم أن تكون متعاونة .. { فركض العبد للقائها وقال إسقيني قليل ماء من جرتك .. فقالت إشرب يا سيدي وأسرعت وأنزلت جرتها على يدها وسقته } .. أنزلت جرتها عن كتفها ووضعتها على يدها هي وسقته .. { ولما فرغت من سقيه قالت أستقي لجمالك أيضاً حتى تفرغ من الشرب } .. الكتاب كرر كلمة « أسرعت » مرات أي هي لا تعمل لحسابها كأنها تعمل لحسابه هو .
{ فأسرعت وأفرغت جرتها في المسقاة وركضت أيضاً إلى البئر لتستقي .. فاستقت لكل جماله } .. من الواضح أنها ملأت جرتها أكثر من مرة لأن الجمال معروفة أنها تحتمل العطش وأيضاً عندما تشرب تشرب كثيراً .. أليعازر وقف ينظر ويتأمل .. { وحدث عندما فرغت الجمال من الشرب أن الرجل أخذ خزامة ذهبٍ وزنها نصف شاقل وسوارين على يديها وزنهما عشرة شواقل ذهبٍ وقال بنت من أنتِ } .. تقريباً خطبها دون أن يعرف من هي .. من هي رفقة ؟ هي النفس الخادمة الباذلة .. هي الكنيسة جرتها على كتفها لا لتسقي نفسها بل لتسقي أولادها فتُسرع لتروي عطشهم بسرعة وبذل .. أليعازر يتفرس .. الروح القدس يراقب النفس .. كيف تصلي ؟ هل بكسل ؟ كيف تأتي للكنيسة ؟ هل تأتي متأخرة ؟ جالس ليراقب قلب كل شخص .. يتفرس فينا صامتاً .. الروح القدس يقول هذه النفس تستحق مكافأة وأنا معي خير الآب كله .. ماذا أعطاها ؟ أعطاها خزامة ذهب وسوارين ذهب .. خطب النفس للمسيح .
لماذا قال الكتاب عن رفقة « فتاة حسنة المنظر جداً عذراء لم يعرفها رجل » ؟ لأن الكنيسة عروس بلا عيب .. لم يعرفها رجل أي عذراء عريسها المسيح لا تحب غيره ولا ترتبط بغيره لذلك كل نفس لكي يخطبها الروح القدس للمسيح لابد أن يجد بها جمال وعذراوية أي لا ترتبط بمحبة العالم لذلك جاء لها بخزامة وأساور .. { قالت له عندنا تبن وعلف كثير ومكان لتبيتوا أيضاً } .. قال أليعازر في نفسه أن طلبي هو أن أشرب وجمالي تشرب فقط لم أطلب طعام لي ولجمالي ومكان لنبيت لكنها أعلنت له كل هذا .. لذلك النفس الأمينة لله يستريح عندها الله .. { إن أحبني أحد يحفظ كلامي ويحبه أبي وإليه نأتي وعنده نصنع منزلاً } ( يو 14 : 23 ) .. النفس التي ترحب بسكنى الله داخلها هي نفس عروس للمسيح .. رفقة كانت شخصية قوية وشديدة وفي المستقبل قال عنها الكتاب أنها كانت تميل ليعقوب وليس لعيسو .. دائماً الشخص يميل للذي يُكمل طبعه .. هي كانت شديدة ويعقوب كان وديع فكانت تميل له .
لم يحتمل أليعازر عمل الله معه .. { فخر الرجل وسجد للرب وقال مبارك الرب إله سيدي إبراهيم الذي لم يمنع لطفه وحقه عن سيدي } .. دلَّه الله على أخوه إبراهيم أحب الناس إلى قلبه وعندهم كل الأمور .. رفقة نشيطة .. النفس النشيطة روحياً يحبها الله .. قصت رفقة الأمر كله لأهلها وأرتهم السوارين والخزامة وأليعازر واقف عند الجمال .. أليعازر تقابل مع رفقة عند البئر وقت المساء والمسيح تقابل مع الكنيسة عند المعمودية والصليب ( وقت المساء ) .. وعبارة رفقة أنها جميلة جداً عذراء لم يعرفها رجل فهذه كلها عبارة مسيانية .
{ فقال أدخل يا مبارك الرب .. لماذا تقف خارجاً وأنا قد هيأت البيت ومكاناً للجمال } .. هذه كلمات لابان أخو رفقة لأليعازر .. دعوة إلى الله .. لأن حقيقة لابان لا يستطيع أن نقول عنه أنه على هذه الدرجة من التقوى لكنها خطة دبرها الله لإتمام قصده .. صوت الله لكل نفس يقول تعال يا مبارك الرب لماذا تقف خارجاً وأنا قد هيأت كل شئ لك .. الوليمة مُعدة وبركات وعطايا و ..... كل الأشياء مُعدة لك في بيته فلماذا تقف خارجاً .. الكنيسة تُسمى مستشفى لأنه يدخلها الإنسان مريض فيصح ويُشفى .
أليعازر قال لن أستريح حتى أقول ما عندي .. { لا آكل حتى أتكلم كلامي } .. قال مولاي إبراهيم رجل عظيم وقد تزوج من سارة والآن يريد أن يزوج إبنه واستحلفني أن أتخذ زوجة لإبنه من أرضه و .... فوجدت إبنتكم وقد قدمت لي أعمال كذا وكذا .. وظل أليعازر يحكي ما حدث عند البئر مع رفقة ولابان يستمع له ثم قال لتسمحوا لي أن { آخذ إبنتك لإبن سيدي } .. فقال لابان { من عند الرب خرج الأمر لا نقدر أن نكلمك بشرٍ أو خيرٍ هوذا رفقة قدامك } .. الأمر كله من الله لن أستطيع أن أقول كلمة ولتأخذ رفقة زوجة لإبن سيدك .
{ وكان عندما سمع عبد إبراهيم كلامهم أنه سجد للرب إلى الأرض وأخرج العبد آنية فضة وآنية ذهب وثياباً وأعطاها لرفقة } .. الروح القدس يعزيك ويرى أمانتك وكلما إزدادت أمانتك كلما أعطاك عطايا ومسرات بلا حدود حتى نقول كفانا كفانا .. نفس الجمال التي سقتهم رفقة هم نفس الجمال التي حملتها لإسحق .. أطعمتهم وروتهم فساروا بها وحملوها .. الجمال هي الوصايا التي تريد أن تستريح داخلك إن أرحتها أراحتك وإن أتعبتها أتعبتك .. الله قال لقايين كل من وجدك تظن أنه يريد أن يقتلك فظل هارب .. لكن إن أطعمت الجمال وأشبعتها تسير بك جيداً .
إرتباط دون أن تراه :
=========================
{ فأكل وشرب هو والرجال الذين معه وباتوا .. ثم قاموا صباحاً فقال إصرفوني إلى سيدي } .. قالوا له لتظل معنا عشرة أيام أخرى لتمكث معنا الفتاة .. لكن رفض .. فقالوا له لنسأل الفتاة .. { فدعوا رفقة وقالوا لها هل تذهبين مع هذا الرجل .. فقالت أذهب } .. النفس لا تسر مع الله قهراً بل برضاها .. هل رفقة تعرف إسحق ؟ لا .. لكن أليعازر كلمها عنه .. نحن لم نرى المسيح لكن الروح القدس أخبرنا عنه بكل شئ فأحببناه .. « ذاك الذي لم تروه تحبوه » .. هل تتركي بلدِك وتذهبي إلى رجل لا تعرفيه ؟ نقول لا .. هذا الرجل أجمل وأنقى وسأذهب له .

في الطريق إلى العريس :
=============================
قال لهم أليعازر { لا تعوقوني والرب قد أنجح طريقي } .. أنا في حياتي مازلت أهيئ نفسي بالتوبة ومتى تهيأت لا تعوقوني والمسيح ينتظرني بالمجد .. ذهبت رفقة معه .. { فصرفوا رفقة أختهم ومرضعتها وعبد إبراهيم ورجاله وباركوا رفقة وقالوا لها أنتِ أختنا .. صيري ألوف ربواتٍ وليرث نسلك باب مبغضيه } .. خمسة وعشرون يوماً رحلة من بيتها إلى بيت عريسها ورفقة تسمع من أليعازر عن إسحق يقول لها عريسِك جميل وديع عفيف كل خير أبيه له .. يصف إسحق وهي تزداد شوقاً له .. ولنعتبر هذه الخمسة وعشرون يوماً هي رحلة حياتنا والروح القدس يزيد إشتياقنا ويتوبنا ويعزينا ويرشدنا .. وإن خطر على بال رفقة فكرة الرجوع أثناء الرحلة لن يتركها أليعازر بل يُرجعها عن هذه الفكرة .. أحياناً الإنسان العتيق يريد أن يُرجعنا عن طريقنا لكن الروح القدس يُعيدنا عن هذه الفكرة .
اللقاء مع العريس :
======================
{ وخرج إسحق ليتأمل في الحقل عند إقبال المساء .. فرفع عينيه ونظر وإذا جمال مقبلة ورفعت رفقة عينيها فرأت إسحق } .. أي مجد هو لقاءها بعريسها .. أجمل ما يوصف .. هذه هي لحظة المقابلة السعيدة بين النفس والمسيح .. { فأخذت البرقع وتغطت } .. كان يجب عليها أن تفعل العكس لكن مجد وبهاء ووقار عريسها جعلها تتغطى هكذا نحن أمام المسيح .. أليعازر حكى لإسحق وإبراهيم ما حدث .. الروح القدس كما يعرفنا بالمسيح هكذا يعرفنا للمسيح .. { خطبتكم لرجلٍ واحدٍ لأُقدم عذراء عفيفة للمسيح } ( 2كو 11 : 2 ) .
زواج إسحق من رفقة :
============================
{ فأدخلها إسحق إلى خباء سارة أمه وأخذ رفقة فصارت له زوجة ً وأحبها .. فتعزى إسحق بعد موت أمه } .. سارة هي كنيسة العهد القديم ورفقة هي كنيسة العهد الجديد .. رفقة حلت محل سارة .. إسحق لم يجد فتاة يرتبط بها من مكان سكنه فأخذ فتاة بعيدة .. هذه هي كنيسة الأمم .. نحن الأمم أدخلنا في إيمانه وعزيناه بعد موت أمه لأن كنيسة العهد الجديد صارت تعزية لله بعد كنيسة العهد القديم .
ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته
له المجد دائماً أبدياً آمين

عدد الزيارات 3097

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل