المسيحى والإنتماء الكنسى

Large image

كُل سنة وحضراتكُم طيبين وربنا يجعل مِن هذهِ الأيام سبب بركة وتوبة وخلاص لكثيرين موضوع اليوم جميل جداً وهو عن " الإنسان المسيحىِ والإنتماء الكنسىِ "

" أحد الآباء القديسين وإسمه القديس كيبريانوس أُسقف لبلد قرطاجنّة يقول " لا يستطيع أحد أن يقول أنّ الله لهُ أباً ما لم تكُن الكنيسة لهُ أُماً " ، فلا أستطيع أن أتخّذ مِن الله أب لى إِذا لم تكُن الكنيسة هى أُمىِ أُمىِ مولود منها تعتنىِ بىّ وتهتّم بىّ وتغذّينىِ ، تشجّعنىِ ، تتّوبنىِ ، تغيّرنىِ ، تعلّمنىِ ، تقدّم لىّ كُل وسائط الخلاص ، لِذلك يقول الآباء القديسين " أنّ لا خلاص لأحد خارج الكنيسة " فالذى يُريد أن يتوب ويثبُت فىِ المسيح ويعيش الأبديّة ويتدرّب على السماء والذى يُريد أن يُهيّىء نفسهُ للسماء فعن طريق الكنيسة لابُد أن نتمتّع بأحضان الكنيسة كأُم لكى نتمتّع بأحضان الله كأب ، إننّا نأخُذ مِن الكنيسة ميراث الملكوت ونأخُذ منها حياة الملائكة ونتعلّم فيها التسبيح والعِبادة ونتعلّم فيها الثبات فىِ الله ، كما أنّ الكنيسة هى التى توصلّنا إلى الحياة الأبديّة لِذلك نجد أبونا يقول فىِ القُدّاس فىِ الطلبات بعدما يتحّول الجسد والدم( شرِكة فىِ الحياة الأبديّة وعدم الفساد وغُفران الخطايا ) هذا هو عمل الكنيسة على الأرض فهى تُعلّمنا وتُذّوقنا الأبديّة وتُعطينا غُفران للخطايا وتمهّد أُناس للملكوت ، هذا هو عمل الكنيسة ورِسالة الكنيسة إنّ كُل الأمور الّلىِ فىِ الكنيسة هى ولائم دسمة تُحضرها الكنيسة لأولادها حتى يأتوا ويشتركوا فيها ، لِذلك فإنّ الكنيسة تدعونا أن نحضر ونشترك فىِ كُل عِبادة وفىِ كُل طقس فهى تُريدنا أن نحضر ونشبع ونرتوىِ ونأكُل ونفرح بِها ونفرح بعملها وبِثمارها فىِ داخلنا لأنّها فعلاً أُم لنا تُرضعنا مِن دسم ميراث آبائنا وتُعطينا طعم الأبديّة ونحنُ على الأرض فعندما تدخُل الكنيسة تذكّر أنّك فىِ السماء " إِذا ما وقفنا فىِ هيكلك المُقدّس نُحسب كالقيام فىِ السماء " ، لِذلك فىِ تسبحة صلاة باكر نقول " السلام للكنيسة بيت الملائكة " ، لِذلك تلاحظوا أنّ الكنيسة لابُد أن يكون فيها قُبب بيضاويّة مُستديرة إِشارة إلى السماء وتتخّذ لون أزرق بما معناه الكنيسة بالمحسوسات والمرئيّات تُحاول أن تُعرّفنا أننّا الآن فىِ السماء ، لِذلك فالإنسان الذى يشبع بالكنيسة ويفرح بالكنيسة تجد السماء دخلت داخل حياته وتسير فىِ عِروقه ، وأصبح يتنفّس المسيح ويأخُذ ميراث الحياة الأبديّة وهو مازال على الأرض ، فالذى أخذ الأبديّة عِندما يخرُج إلى العالم تجده يترّفه عن أمور كثيرة لأنّهُ ذاق السماء ، وعندما يتذّوق إِنسان السماء وحلاوتها ومجدها وغِناها عِندما يجد أُناس تتشاجر على أمور أرضيّة يقول مساكين أنا لى فىِ السماء " الذى لىِ فىِ السماء ومعهُ لا أُريد شيئاً على الأرض " هذهِ هى الكنيسة فهى تمهّدنا لأن نجلس أمام عرش الله لِذلك فإنّ شرِكة السمائيين مُهمّة جداً ، لِذلك فالعِبادة فىِ الكنيسة عِبادة مُشتركة فلا يوجد ما يُسمّى بأن يُصلّىِ أبونا بِمفردهُ أو يُصلّىِ الشمامسة بِمفردهُم ولكن يُصلّىِ أبونا والشمامسة والشعب معاً فىِ تفاعُل فكُلّنا لنا دور فىِ التسبيح ولنا دور فىِ الترنيم والعِبادة وكُلّ أحد يُكملّ دور الآخر لِذلك علينا أن ندخُل الكنيسة ونكتشف جمال عِبادتها وإننّا لن نكتشف جمال عِبادتنا إلاّ بالُممارسة الحيّة فلابُد أن يكون لنا مُمارسة حيّة فأى مرّد يُقال فيهِ الشعب لابُد أن نقوله جميعنا بقلب واحد ، فكلمة يارب إرحم عِندما يقولها الشعب بقلبٍ واحد تدخُل إلى أعماق الله فتُعطىِ الإستجابة فىِ الحالكما تلاحظوا أنّ أبونا يقول جُزء ولابُد أن يكون لهُ مرّد مِن الشعب ، فتجد أبونا يقول أوشيّة والشعب يقول " يارب إرحم " ، فإِذا كان أبونا يُصلّىِ للمرضى أو مِن أجل المُسافرين أو مِن أجل الراقدين يقول الشعب " يارب إرحم " ، وكأنّ ما يقوله الكاهن يُصدّق عليهِ الشعب ، وكأننّا بِطلبة واحدة وبِصوت واحد نرفع أصواتنا إلى السماء ، وأثناء ما يقول الكاهن أجزاء القُدّاس تجد أنّهُ لابُد أن يكون هُناك تفاعُل مع الشعب ، فنجد الشعب يقول " نؤمن ونُصدّق " أى نُقرّ بهِ ونؤمن بهِ ونعترف بهِ فكُل أمور العِبادة تحتاج إلى مُشاركة لِذلك يا أحبائىِ عِندما أحببنا التحدُثّ عن الكنيسة فإنّ الكلام يعجز عن الكنيسة فإن أردتُم أن تحيوا الكنيسة فلتحيوها ، ويقول أحد القديسين " إنّ الكلام عن العسل شىء ومذاقة العسل شىء آخر " ، فكون إنّىِ أتحدّث معكُم عن حلاوة القُدّاس أو حلاوة التسبحة أو حلاوة الأسرار فهذا شىء لكن مذاقة الشىء شىء آخر ، فلا نقدر أن نُعبرّ عن الكنيسة إلاّ إِذا ذُقت الكنيسة ، فلابُد أن نذوق الكنيسة ويكون لنا مُشاركة حيّة كأعضاء حيّة فىِ الكنيسة0
سوف نتحدّث عن أربع نِقاط فىِ الكنيسة :-
1- التسبيح فىِ الكنيسة:-
إنّ الكنيسة كنيسة تسبيح ولقد إتفقنا أنّ الكنيسة سماء والسماء عِبارة عن تسبيح لِذلك نقول فىِ القُدّاس " أعطيت الّذين هُم على الأرض تسبيح السيرافيم إقبل منّا أصواتنا مع غير المرئيين إحسبنا مع القوات السمائيّة " ، إنّ الكنيسة تُريد أن ترتفع فلتتخيّلوا ونحنُ نُسبّح فىِ الكنيسة كأننّا سيرافيم ونقول للّه إقبل أصواتنا مع غير المرئيين وإجعلنا نقف بِجوارهِم إسمع منهُم وإسمع منّا وإحسبنا مع القوات السمائيّة إنّ التسبيح هو لُغة السماء ولن نتعلّم التمتُّع بالسماء إلاّ عِندما نتمتّع بِلُغتها ، فعندما يأتىِ شخص ويحب أن يُسافر لأمريكا فلابُد أن يعرف الإنجليزيّة وإن قال أنّهُ لا يعرف فإِنّهُ لا ينفع أن يُسافر إنّ السماء كذلك لكى نذهب إِليها لابُد أن نعرف لُغة السماء وقد قيل عن إنسان إنّهُ كان متهاون فىِ حياتهُ ومُقصّر فىِ الكنيسة والعِبادة ولكنّهُ كان إنسان بسيط وقد أدركتهُ مراحم الله وأرهُ الله رويّا جميلة جداً رأى فيها منظر السماء وجمالها وبهاءها وملاك جعلهُ يدخُل فيها فرأى أشياء جميلة جداً ثُمّ أخرجهُ الملاك للخارج فسألهُ لِماذا يُخرجهُ ؟ فقال لهُ الملاك إنّ مكانه ليس هُنا ، فقال لهُ تشفّع لىّ لأنّىِ لن أذهب مِن هُنا وسأجلس هُنا ، فأتاهُ صوت قال " دعهُ يدخُل فدخل " وظلّ جالس فإِذا ملائكة تُرتلّ وتُسبّح وتُمجدّ عظمة الله فقال لهُم " لقد ظننت أنّكُم ستقولون هذهِ الأشياء بعض الوقت ثُمّ نجلس نستريح فقالوا لهُ " هُنا لا يوجد راحة " ، فقال لهُم " أنا لا أقدر أن أجلس " ، فقال لهُ الله " إحذر فإِنّىِ قد أريتك هذهِ الرؤيّا أننّا نُريد أن نُسبّح الله بشفاه لا تهدأ ومِن المفروض أن ينتقل إِلينا هذا الحُب للّه وأن لا نهدأ عن تسبيحه " يُسبّحون ويُمجدّون بِغير سِكوت قائلين " ، فنحنُ نُريد أن نُسبّح الله بِدون سِكوت فنحنُ لا نستطيع ، فإِذا كان الله فىِ وسطنا وإِذا كان مجد الله وحلوله وبهاءه فىِ وسطنا فلابُد أن نُمجّدهُ ونُسبّحهُ ونُزيده علو ونُرتلّ لهُ ونُرنّم لهُ ونُغنّىِ لهُ ونُسبّحهُ ونُقرّ بمجدهِ فهذا هو جمال الكنيسة وجمال التسبيح فىِ الكنيسة ويا للّروعة عِندما يكون القلب مرفوع مع " قُدوس قُدوس قُدوس " وكأنّ أسهُم ناريّة تصعد إلى السماء مع كُل كلمة يحدُث معها تنهُدّ مِن داخل القلب ومع كُل لفظ يحدُث تجاوُب فإيّاك أن تظُن أنّ هُناك كلمة فىِ الكنيسة ليس لها معنى أو أنّ هُناك طِلبة تُقال فىِ مكان ليس لها معنى فهذا غير مُمكن ولا قراءة تُقرأ إلاّ ولها معنى وسأُريكُم بعض النماذج الآن :
بِمُناسبة أننّا فىِ صوم العذراء ففىِ إحدى المرّات ذهبت راهبة فىِ دير الراهبات وأثناء التسبحة وهُم واقفين يسبّحوا حيث أنّ التسبحة جميلة جداً ويحبّها الرُهبان جداً ومِن كثرة حُبّهُم للتسبحة يقولونها كُلّ يوم ، فرأت الراهبة سيّدة معها مصابيح وتمُرّ على الراهبات وتُعطىِ كُل واحده مِصباح فنظرت الراهبة وتحقّقت مِن المنظر فوجدت أنّ هذهِ السيّدة تُعطىِ ناس مصابيح مُنارة وتُعطىِ ناس مصابيح غير مُنارة فذهبت إِليّها وقالت لها إنتِ أُم النور ؟ فقالت لها هذا صحيح ، فقالت لها لِماذا تُعطىِ ناس مصابيح مُنارة وناس مصابيح غير مُنارة ؟ فقالت لها : الّذين أعطيتهُم مصابيح مُنارة هُم الناس الّذين أتوا ليُسبّحونىِ ويُسبّحوا إبنىِ الحبيب بقلب وبِبهجة وقلوبهُم مرفوعة ، هؤلاء أخذوا مصابيح مُنارة لكن الّذين أتوا كواجب أو أداء أو روتين هُم الّذين أخذوا مصابيح غير مُنارة ، فرجعت إِليّها وقالت لها والّذين لم ينزلوا التسبحة هؤلاء ليس لهُم شىء إطلاقاً ؟ فقالت لها " لا فهؤلاء ليس لهُم إطلاقاً 0
إِذا كُنّا نأتىِ الكنيسة وعِندنا روتين فىِ العِبادة فهذا أحسن مِن أن لا نأتىِ ولكن مادام معىِ المصباح فلا يصحّ أن يظل مُطفأ فلنُنيرهُ ، فمن المُمكن أن تكون السيّدة العذراء موجودة الآن وفاحصة قلوبنا وتفهم مِن الذى يأتىِ بِحُب ومِن الذى يأتىِ بِشكل وبِرياء وبِشغف ومِن الذى يفتح قلبه وفمه ويقول يارب إسمعنىِ صوتك فإِنّىِ اُريد كلمة أنّور بِها كلمة نور لحياتىِ 0
فىِ دير للراهبات وهو دير أبو سيفين فىِ منطقة كرير يقولوا أنّ الجماعة العرب فىِ بِداية وجود الدير كانوا متضايقين مِن الدير وعرفت بعض السيّدات أنّ رئيسة الدير جاءت فذهبوا إِليّها وقالوا لها : إننّا نُريد أن نشكو لكِ مِن بناتك اللاتىِ تظنّيهُنّ راهبات فهُنّ يستيقظنّ فىِ نصف الليل ويغنّوا ، فقالت لهُنّ " إنّىِ أعلم ، فقُلن لها : إنّىِ أقولّك إنهُنّ يُغنين ، فقالت لها : إنّىِ أُريدك أن تسمعين جيداً واليوم الذى لا يُغنّون فيهِ تعالىِ إِلىّ وأخبرينىِ 0
فعندما يُعطىِ الله بهجة للإنسان فىِ داخل القلب لا يهدأ ولا يكُفّ عن التسبيح ولا عن الشُكر للّه ، فعندما يكون هُناك عريس نُحب أن نفرح لهُ والكنيسة عريسها المسيح وغداً سيكون على المذبح فلا يصّح أن يكون بالغد على المذبح ولا نفرح لهُ فنُسبّحهُ ونُمجّدهُ ونُرتلّ لهُ ونقول لهُ إبصاليّات ونقول لهُ " يارب يسوع المسيح إرحمنىِ00يارب يسوع المسيح أعنّىِ00كُلّ نسمة تُباركك00كُلّ نِفَس أُعطيك يُمجّد إسمك القدّوس فالتسبيح هو لُغة السماء ولُغة السمائيين0
وفىِ مرّة كان يوجد راهب بسيط فىِ دير رأى فىِ التسبحة إمرأة تقف أمامهُ فإغتاظ وقال ما هذهِ المرأة التى تقف أمام الرُهبان فهذا لا يصّح وعيب ، فمن المؤكّد أنّ أحد الرُهبان سيقول لها أن تُفسح مكاناً فهى واقفة فىِ وسط الهيكل والرُهبان يقفوا خلفها وهذا لا يصّح فتضايق لأنّ أحداً لم يُكلّمها فذهب إِليّها وربت على كتفها وقال لها : يا ست لا يصّح تقفىِ أمام الرُهبان فنظرت إليهِ بإبتسامة هادئة وقالت لهُ : حاضر وطلعت صورتها ، فالسيّدة العذراء كانت واقفة معهُم فىِ التسبحة فمِن المؤكّد أنّ هُناك حضور للقديسين جميعهُم وعِندما يلفّ الكاهن بالبخور على الكنيسة يُعطىِ بخور لكُلّ أيقونة ويقول السلام للقديس ، السلام للملاك الجليل ، السلام لرئيس الملائكة ويُسلّم على كُلّ واحد لأنّهُم حاضرين معنا وإِيماننا بأنّهُم حاضرون معنا إِيمان حى مُتبادل فهُم موجودين إنّ التسبيح فىِ الكنيسة يُعبّر عن لُغة الحمد والشُكر ويُعبّر عن حُب الشعب للّه فيُسبّحوهُ وعِندما يُقرأ الإنجيل والذى هو حضور المسيح تجد الكاهن يُمسك بالبِشارة ويرفعها ويقول " ربنا وإِلهنا ومُخلّصنا وملِكنا يسوع المسيح " ، ويقول الشمّاس " قفوا بِخوف أمام الله وأنصِتوا لِسماع الإنجيل " ، فيقول الكاهن " مُبارك الآتىِ بإسم الرّبّ " إنّ الكنيسة كُلّها تُمهّد لِحضور المسيح لكى يُكلّمنا وعِندما يتكلّم نسمع لأنّ الكاهن قبلها فىِ الأوشيّة قال " فلنستحق أن نسمع ونعمل " فهذا حضور حقيقىِ للمسيح ، وإِذا كان هُناك حضور للمسيح فيليق بالحضور أن يحدُث لهُ تسبيح ، فقبل أوشيّة الإنجيل نقول " آجيوس " وتُمهّد الكنيسة نفسها بالتسبيح لحضور المسيح ، فعندما يأتىِ المسيح تُعطيه الكنيسة التقّديس لأنّ مجدهُ ملأ المكان وتقول لهُ نحنُ مُستعدّون لتُهيّىء نِفوسنا لنسمع كلِمتك 0
2- الأسرار فىِ الكنيسة:-
إنّ الأسرار عمل خفىِ تُقدّمهُ لىِ الكنيسة فآخُذ بهِ حضور خفىِ للمسيح وأخُذ بهِ الأمور التى أفتقدها جداً فىِ حياتىِ وهى الخلاص والتوبة والغُفران والتجديد ، فيالِروعة الكنيسة وحِكمتها ومحبّتها فقد عرفت أنّ أولادها مولودين بالخطيّة فقالت أولدهُم بالمعموديّة ولادة جديدة وعِندما يولدوا بالمعموديّة فإِن طبيعتهُم سيّئة وفاسدة ومُعرّضين للخطأ ولكن لا ينفع أن يتعمّدوا مرّة أُخرى لأنّها موت والفرد لا يموت أكثر مِن مرّة فأعطتنا الكنيسة الأسرار لكى نتخلّص مِن هذهِ الخطايا ونأخُذ بِها تجديد وثبات وتوبة فإِن كُنت سىّء أتوب وهكذا أظلّ أتوب وتقدّم لىّ التوبة والخلاص عن طريق الأسرار فآخُذ الجسد والدم يُنقّينىِ " يُعطى عنّا خلاصاً وغُفراناً للخطايا حياة أبديّة لكُلّ مِن يتناول منهُ " فهو يُعطينىِ الخلاص والغُفران والحياة الأبديّة فماذا أُريد أكثر مِن ذلك ؟ هل عِندىِ إشتياق أعظم مِن التوبة والخلاص والغُفران والحياة الأبديّة ؟إنّ الفرد لا يعرف كيف يشكُر الله على الكنيسة فإن لم يكُن الفرد أرثوذوكسىِ فماذا كان يفعل ؟ وكيف أتخلّص مِن إِحساسىِ بالخطيّة وكيف أتوب فهل أقول للّه بدون وجود فِعل تطهير ، فالفرد لا يقول للقميص أن ينغسل فينغسل ولكن يدعكهُ ويغسلهُ وإن كان مُمكن أن يقول للّه أن يغسلهُ ، إنّ الله يُمكن أن يغسل القميص ولكن لابُد مِن فِعل منظور فالله عِندما جاء لأشعياء النبىِ وقال لهُ أنا نجس الشفتين أحضر لهُ جمرة نار مِن على المذبح ومسّ لهُ شفتيه كى يشعُر بالنقاء ، فلابُد مِن فِعل منظور وما الجمرة إلاّ الجسد والدم ، وعِندما جاع إِيليّا النبىِ وكان يشعُر أنّهُ سيخور فىِ الطريق لم يقُل الله إذهب وأمضىِ فأنت مُبارك ولكن الله أعطاهُ أكله سار بقّوة هذهِ الأكلة لِمدة 40 يوماً ، فما هذهِ الأكلة إلاّ سِر الإفخارستيا التى يُعطيها الله لأولادهُ لكى ما يزدادوا بِها قوّة وثباتاً وتقديساً ويواجهوا بِها كُل صِعاب العالم وكُل تحدّياته ، فهذهِ هى الكنيسة التى تُقدّم لى غير المنظور فىِ صورة فِعل منظور ، وتُقدّم لى السماويات فىِ صورة محسوسة أستطيع أن أقتنع بِها وأشعُر بِها ، فلا آتىِ لشخص وأقول لهُ إنّك تعمدت بإسم يسوع لا فلابُد أن أغطّسهُ فعندما يغطس يشعُر أنّهُ تعمّد فهو فِعل غير منظور بأمر منظورإنّ الأسرار فىِ الكنيسة هى قُدس أقداس الكنيسة وهى السبعة أعمدة القائم عليها المبنى وهى الأسرار التى نأخُذ بِها كُل كنزنا والتى نُداوىِ بِها كُل جراحاتنا ، فأنا الآن مُعرّض لِشرور وخطايا فماذا أفعل ؟ فىِ سِفر أرميا يقول نبّوة جميلة " أنّ لنا ترواقاً فىِ جلعاد " والترواق أى دواء وجلعاد إِشارة إلى الكنيسة " هذا هو خُبز الله النازل مِن السماء المُعطىِ حياة للّعالم " فلنبصر كيف أنّ الكنيسة تُقدّم لأولادها سِر مسحة المرضى عِندما يتعبون وعِندما وجدت أنّ أولادها لابُد أن يكون عِندهُم قاعدة التناسُل ولابُد أن يُثمروا ويملأوا الأرض وجدنا سِر الزيجة الذى جعلتهُ الكنيسة سِر مُقدّس مثلما نقول فىِ القُدّاس " رعيتنىِ بكُل الأدوية المؤدية للحياة " فلا يوجد دواء يلزمنىِ إلاّ وعملتهُ لىّ ، فكُل سِر دواء فهى أعطتنىِ التقديس والتثبيت والغُفران والتوبة وإِفتقدتنىِ فىِ أمراضىِ وأعطيتنىِ الكهنوت حتى يكون هذا هو الوسيلة التى يُقدّم بِها هذهِ الأسرار فالكهنة هُم وكلاء سرائر الله فهُم مُجرّد وكيل ولكن لا ينتهىِ الأمر عِندهُ وكأنّ الله صاحب كنز وإِئتمنىِ على هذا الكنز شخص لِذلك فالكاهن يتكلّم بِلسان المسيح ويُمثّل المسيح شخصياً دون النظر إلى شخصهُ لأنّ الكاهن يُمسك الجسد والدم ويقول " خُذوا كُلوا هذا هو جسدىِ " فالمسيح والكنيسة إئتمنوا الكهنة على الأسرار ، إنهُم يُقدّموا الأسرار لشعب المسيح ولأولاد الكنيسة فالأسرار هى الأعمدة وهى الكنز الذى تركهُ لنا رب المجد فىِ الكنيسة تركهُ لنا فىِ الكنيسة حتى نأخُذ دواء الإتحاد بهِ وحتى تقترب طبيعة الله إلى طبيعة الإنسان عن طريق الأسرار وأشعُر بالله ملموساً فىِ حياتىِ 0
3- القُدّاس فىِ الكنيسة:-
إِذا كان التسبيح والأسرار والقراءات كُل ما فىِ الكنيسة فهو تمهيد للقُدّاس فكُل غِنى الكنيسة موجود لأجل أولاد الكنيسة ولكى يتمتّعوا بالقُدّاس فأعظم ما فىِ الكنيسة هو المسيح الموضوع على المذبح لِذلك لابُد أن نستقبل القُدّاس بِقلب مرفوع وبشغف حيثُ يتم فىِ القُدّاس كُل أسرار الحياة الروحيّة وقد إندهش أحد الأباطرة المُضطهدين للكنيسة مِن الشُهداء وكيف يُقدمون على الموت بِفرح وما الذى يحدُث حينما تأتىِ سيّدة بأولادها وتقول لى أذبحهُم وماذا يعنىِ أن يرتدوا أجمل ثيابهُم ويتجمّعوا ويقولوا إذبحونا وإقتلونا وكأنّهُم ذاهبين إلى يوم عُرس ويُقبلون على الإستشهاد بتسبيح وبهجة وترنيم إنّهُم جماعة كارهين حياتهُم وأُناس بتنتحر فدّس فىِ وسط المسيحيين ناس يأتوا لهُ بأخبار المسيحيين وقال لهُم أن يقولوا لهُ عن طبيعة حياة هذهِ الجماعة وشكلها فعاش ناس وسط المسيحيين شهور يحضروا معهُم كُل شىء ويعيشوا معهُم حياتهُم كُلّها فجاءوا وقالوا لهُ كلمة جميلة جداً : رأينا المسيحيون يُقيمون شيئاً إسمهُ قُدّاس فوجدنا أنّ هذا القُدّاس يُقيمهُ المسيحيون وهذا القُدّاس هو الذى يُقيم المسيحيون فسِر قوّتهُم فىِ القُدّاس فإن أردت أن تُحاربهُم فحاربهُم فىِ القُدّاس ومِن هُنا جاءت فِكرة أنّ المُضطهدين يحاربوا المؤمنين ساعة القُدّاس لأنّهُم عرفوا أنّ هذهِ لحظة القوّة ولحظة الإتصال الإِلهىِ ولحظة حلول الله وسُكنى الله فىِ نِفوس أولادهُ هذا هو الغِنى الذى فىِ الكنيسة وهذا هو الدسم الذى تركهُ لنا ربنا يسوع على المذبح فيُصلّىِ الكاهن ويقول " هوذّا كائن معنا اليوم على هذهِ المائدة عمانوئيل إِلهنا حمل الله الذى يرفع خطيّة العالم " لِذلك فالقُدّاس يُقدّم لنا كُل أسرار الحياة الروحيّة وكُل الطلبات وكُل التضرُعات وكُل التوسُلات وكُل الإشتياقات ولا تترك الكنيسة فئة إلاّ وتذكُرها فىِ القُدّاس فلا تترُك حتى ولو شيئاً إلاّ وتذكُره وإِذا كانت الكنيسة تذكُر مياه النهر ونبات الحقل وتطلُب عن أهوية السماء أى يارب إِعطىِ مزاجاً حسناً للهواء فلا تقوم أعاصير وزعابيب وإجعلهُ لطيف والنسمة حلوة فإنّها تُصلّىِ بالأولى عن أولادها ولِذلك كان المؤمنون مُتعلّقين جداً بالقُدّاس فلا يكون هُناك قُدّاس إلاّ والمؤمنين كُلّهُم يكونوا مُجتمعين ويقولوا إن هُناك فئتين فقط الّذين لا يحضرون القُدّاس لابُد أن يذكُرهُم الكاهن وهُم الّذين إنتقلوا والمرضى لِذلك يقول الكاهن فىِ الطلبة : " الّذين سبقوا فرقدوا يارب نيّحهُم والمرضى إشفيهُم " لأنّهُ مِن المفروض أنّ الكُل يكون موجود إلاّ هاتين الفئتين لكن الباقىِ موجود طبعاً ، أفيكون المسيح على المذبح وأنا نائم أو كسلان عن أن آتىِ لهُ فىِ إحدى المرّات كُنت أزور طبيب فىِ بلد عربىِ ليس بِها كنيسة فسألتهُ عمّا يفعل ليحضر القُدّاس وهو يأتىِ مرّة كُل سنة فهذا صعب جداً ، فقال لىِ صدّقنىِ يا أبونا أحياناً أذهب إلى الإمارات لكى احضر القُدّاس فتخيّلوا أننّا نُقصّر فىِ القُدّاسات وهُناك ناس تُسافر بِلاد لكى تحضر قُدّاس وهُناك ناس فىِ المهجر تُسافر بالست ساعات لكى يحضروا الكنيسة حيثُ أنّها كنيسة واحدة فىِ البلد ولتتخيّلوا كم مذبح بِجوارنا فيُمكن أن يذهب الفرد منّا هُنا وهُنا ، ياربىِ أيكون المسيح على المذبح وقريب منّىِ وأنا متهاون لِذلك فإن الكنيسة والأسرار وعطايا ربنا يسوع المسيح ستُديننا فإذا كان الله قد أعطانىِ كُل الأدوية المؤدية للحياة ، وإِذا كان قد أعطانىِ كُل هذهِ العطايا فالمفروض أن أعمل بِها إنّ جيلنا قد أعطاه الله عطايا لم يكُن قد اعطاها فىِ أجيال قبل ذلك فتخيّلوا عِندما يسألنا الله ماذا فعلنا بهذهِ الأشياء التى أعطاها لنا فقد أعطانا أسرارهُ وأعطانا نفسه على المذبح وأعطانا كهنوته كى يُقدّم لنا كُل الخدمات التى نحتاجها وأعطانا نفسه وأعطانا عِظات وكُتب وكنائس مفتوحة كُل يوم طوال الأسبوع فماذا تُريد غير ذلك ؟ لِذلك فهُناك قطع فىِ الأجبية تقول " أيّة إِدانة تكون إِدانتىِ أنا المربوط بالخطايا والذنوب " فماذا سأقول لهُ لم اكُن أعرف كيف اُصلّىِ ولم أكُن أعترف لأنّىِ لم أجد كاهن ! لابُد أن تعمل الكنيسة فينا وأن يكون القُدّاس قمة العِبادة والتفاعُل لِذلك تجد القُدّاس يحكىِ لنا حياة يسوع كُلّها ويحكىِ لنا منُذُ بدء الخليقة " يا الله العظيم الأبدىِ الذى جبل الإنسان على غير فسادٍ " ، وفى أخر جُزء يقول " هذا الذى يأتىِ فيهِ ويُدين المسكونة بالعدل ويُعطىِ كُل واحِداٍ كحسب أعماله " ، فلقد تناولها مِن بدء الخليقة حتى الدينونة " ففيما نحنُ أيضاً نصنعُ ذكرى آلامه المُقدّسة وقيامتهِ مِن الأموات وصعودهِ إلى السموات وجلوسهِ عن يمينك أيُّها الآب " ، فنحنُ نعيش تذكار حياة يسوع أمام أعيُننا كُلّ مرّة قبل أن نأخُذهُ نعيش بالضبط وكأنّ المسيح يولد داخل قلوبنا أولاً وينمو ينمو إلى أن أتمهّد قلبياً وعقلياً ونفسياً وذهنياً وروحياً أن آخُذه ثمرة لذيذة طِعمة ، أخُذ هذهِ الجوهرة والقُدّاس حديث تفاعُلىِ بين الكاهن والشمّاس وبين الشعب فمع كُل طلبة لابُد أن تُختم بيارب إرحم مِن القلب كتصديق على كلام أبونا وعِندما يقول الكاهن " السلام لجميعكُم " يرُدّ الشعب " ولِروحك أيضاً " ، وعِندما يقول " إِرفعوا قلوبكُم " يقول الشعب " هى عِند الرّبّ " ، وعِندما يقول " فلنشكُر الرّبّ " يرُدّ الشعب " مُستحقً وعادل " ، ويقول الكاهن " مُستحقً وعادل مُستحقً وعادل لأنّهُ بالحقيقة حقاً مُستحقً وعادل " ويُمجّد الله فنقول لهُ " نؤمن حقاً أمين " ، فهو ينوب وعِندما يقول الكاهن " هذا الذى يأتىِ فيهِ ليُدين المسكونة بالعدل ويُعطىِ كُلّ واحِداٍ كأعماله " فتقول " كرحمتك يارب ولا كخطايانا " فلولا رحمتك لولا إحتمالنا أن نقف أمامك وكأنّ هُناك تضرُّع مِن الشعب للّه عن أمور مُعيّنة يُريدوا أن يرفعوا قلوبهُم بِها وقبل التناول يصرُخ الكاهن ويقول " القُدسات للقديسين مُبارك الرّبّ يسوع المسيح " فيقول الشعب " واحد هو الآب القُدّوس واحد هو الإبن القُدّوس واحد هو الروح القُدس آمين " ، فالقداسة لله فقط وكأنّ القُدّاس فىِ حِوار بين الكاهن والشمّاس والشعب والإستحقاق يكون على مقدار نقاوة قلب الإنسان فلا نقول أنّ القداسة لله فقط ونتقدّم فيوجد ملائكة موكّلين لِحراسة الأسرار والملاك الذى يرى المُستعد والمُستحق يفرح بهِ ويُطّوبهُ والملاك عِندما يراهُ غير مُستحق ويتقدّم يحزن عليهِ لأنّهُ يحكُم على نفسه بهلاك لأنّهُ يأخُذ فىِ نفسهِ جمرة دينونة تحرق فالجسد والدم يُمكن أن يُطهّر ولكن مع إنسان آخر يحرق لِذلك فنحنُ فىِ حاجة لمراحم الله وفىِ حاجة لأن نقف فىِ الكنيسة ونقول لهُ يارب أنا جئت لك الكنيسة بقلب العشّار الذى مِن بعيد يقول لك يارب إرحمنىِ أنا لم اشأ أن أرفع رأسىِ لِذلك فالكنيسة كُلّها تضرّعُات وكُلّها طلبات وكُلّها إنسحاق ومذلّة والمُتكبّر لا يعرف يتفاعل مع الكنيسة أبداً وعِندما يقول الكاهن فىِ نهاية المجمع " مِن هُم قيام أمام منبر إبنك الوحيد يكونوا هُم عِوضاً عنّا يتشفّعون فىِ ذُلِنا وضعفنا ومسكنتنا كُن غافراً لِخطايانا تاركاً لآثامنا " فنحنُ لا ننفع ولكن لنا رجاء بِشفاعة قديسيك أن تقبلنا ولنا رجاء بِشفاعة دمك وبِشفاعة جسدك الأقدسين الموضوعين على المذبح الذى سيصير لنا بهُم قبول إِليك لِذلك قبل أن نتناول نقول يارب إننا غير مُستعدين فالكنيسة وضعت لنا صلاة فىِ مُنتهى الرّوعة أقول لربنا " يارب أنت لم تستنكف مِن دخول بيت الأبرص 00أنت لم تمنع الخاطئة مِن تقبيل قدميك 00فأنت لم تترُك الخاطىء ولم تخجل مِن دخول بيت الأبرص بل ولم تشمئّز مِن دخول بيت الأبرص رغم كونهِ أبرص فلا تحرمنىِ أن أدنو منك " فالقُدّاس قمة العِبادة وقمة الفرحة وقمة التجاوب مع عمل النعمة فالمفروض أن أحضر القُدّاس بقلب مُرتفع ولِذلك أنصح السيّدات ألاّ يقفوا فىِ القُدّاس أبداً مِن غير وجود إيشارب على رأسهم وأنصح الشُبان أن يقفوا بِتفاعُل وبخشوع وخضوع ، أنصح الكُل أن يكون لهُ تفاعُل مع كُل كلمة فىِ القُدّاس فأغمض عينىّ وأركّز فكُل كلمة تُقال لىّ وكُل كلمة مُهمة فىِ تمهيد قلبىِ ونفسىِ للجسد والدم الذى سآخُذهُ فسوف آخُذ خُبز الخلود " أعددت لنا ما تشتهىِ الملائكة أن تطّلع عليهِ " وربنا يسوع يُعده لنا0
4- القراءات الكنسيّة:-
لا يوجد قراءة فىِ الكنيسة إلاّ ولها قصد مُعيّن ولها فِكر مُعيّن ترفع بهِ أولادها وتُهيّىء بهِ أولادها لِفكر تُريد أن تقوله لهُم ، لِذلك يقولوا على المنجليّة ( فم المسيح ) فكُل كلمة تُقال فيها ، وقد بُنيت الكنيسة بالمنجليّة أمّا الوعظ فلقد دخل إلى الكنيسة مِن حوالىِ 50 سنة أمّا المنجليّة فلقد بنت ألـ 19 قرن الماضية وهى التى صنعتهُ فهى التى صنعت أنطونيوس وصنعت كُل هؤلاء الآباء القديسين ، فعندما تسمع فصل فىِ الإنجيل أو فصل فىِ البولس إعرف أنّ الكنيسة تُريد أن تُوجّه لك رسالة فإسمعها بإنصات وركّز فىِ الكلام والذى يفهم هذا الكلام لا يحضر القُدّاس فىِ أخر الإنجيل ولا يحضر جُزء منهُ فأنا أُريد أن أخرُج وأُسبّح وأحضّر قلبىِ للسر العظيم الذى للخلاص وأُريد أن أخذه بإستحقاق على قدر إستطاعتىِ ، إنّىِ سيّىء وليس فىّ إستحقاق مِن ذاتىِ فتُساعدنىِ الكنيسة ووضعت لىّ وصايا فلآتىِ مع رفع البخور وأشترك فكُل رفع بخور معناه صلوات مرفوعة ، فعندما ترون البخور إرفعوا معها صلاة ، فمعنى صعود البخور أنّ هُناك أمور تُخاطب الله فوق فإرفعوا صلواتكُم عِندما ترون البخور صاعدة ، ولِذلك عِندما ترون الكاهن على المذبح وهو مُمسك بالشورية فلابُد أن يكون هذا الأمر ممزوج بِطلبات لك ، وعِندما يجول أبونا فىِ الكنيسة لابُد أن يكون لك طلبات مِن أجل توبة نفسك وخلاص نفسك وأن يكون لك تشفّعات وتضرُّعات بالقديسين لأنّهُم هُم الّذين سيُمهّدوك للحضرة الإِلهيّة ، ولِذلك تلاحظوا أنّهُ أثناء دورة أبونا تقول الكنيسة شفاعات إنعموا لنا وتشفّعوا فىِ خلاصنا وأعطونا توبة " أنتُم الآن أنقياء بِسبب الكلام الذى كلّمتكُم بهِ " كلام الله هو الذى سيُعطينا النقاوة للقلب التى ستُمهّد قلوبنا لسُكنى المسيح فنأخُذ الكلمة المقروءة قبل أن نأخُذ الكلمة الحيّة خُبز الحياة فالكلمة المقروءة هى تمهيد للكلمة الحيّة ولخُبز الحياة فآخُذها تنقّىِ قلبىِ مثلما يأتىِ لك ضيف فتُنظف بيتك وتكنسهُ ، بالمِثل فكلام الله والقراءات هى التى تكنس بيتىِ وبعد ذلك أُؤهلّ لسُكنى المسيح ذاته فكُل قراءة فىِ الكنيسة لها فِكر ، فقراءات أيام الآحاد تعرض لنا فِكر الله نحو خلاص الإنسان وتعرض لنا أهم الأحداث التى تُحب الكنيسة أن تُثبّتها فىِ نفوسنا والتى تمس خلاصنا وتعاليمنا الأساسيّة وقراءات الأيام تدور حول إبراز جسد المسيح السرّىِ الّذين هُم أعضائه هُم القديسين فتجد كُل يوم قديس وإثنين ، فتأخُذ القراءات أبرز قديس مِن هؤلاء وتُعطينا القراءات التى تُناسب هذا القديس أو هذهِ القديسة ، فتجد عذارى وشهيدات وراهبات ورُهبان ونُسّاك وشُهداء ومُعترفين وأنبياء ورُسل ، تخيّلوا أنّ كُل فئة مِن هؤلاء لهُم قراءة وكُل قراءة تمس الأمر بطريقة جوهريّة ، وإِذا بدأت الكنيسة تتحقن فىِ دمائكُم فمِن المُمكن وأنتُم فىِ طريقكُم لِدخول الكنيسة تسمعوا البولس تعرفون أنّ هذا نبىِ أو بطرك0حيثُ بدأت اسمع أشياء تُشير لهذا الأمر وعِندما يكون هُناك شهيدة تجد الإنجيل يقرأ لك " لا تخافوا مِن الّذين يقتلون النِفَس " ، وإِذا كانت راهبة أو ناسكة يُقرأ إنجيل العذارى الحكيمات ، وإِذا كان رسول " ثُمّ عيّن الرّبّ سبعين رسولاً " ، وإِذا كان نبىِ " الويّلات لّلكتبة والفرّيسيين " لأنّ الأنبياء هُم الّذين أنذروا كُل هؤلاء ، وإن كان بطرك يُقرأ إنجيل الراعىِ الصالح ، فكُل قراءة ولها فِكر والكنيسة تُريد أن توضّح لكُم أنّ الكنيسة حيّة ولازالت ستُنجب قديسين ولازال يدخُل إلى مجمع قُدّاساتها ومجمع سنكسارها ، " تُدخل إلى الملك عذارى فىِ إثرها " لِذلك فإنّ الكاهن هو الذى يقرأ السنكسار لأنّهُ يُمثلّ إمتداد عمل الله فىِ الكنيسة ، وكأنّ السنكسار هو التطبيق العملىِ لكُل القراءات السابقة إنّ الكنيسة مازالت حيّة ولازالت الكنيسة تُنجب ولازالت تُثمر ولازال عمل الله يأتىِ فىِ الكنيسة بكثيرين ولِذلك فإِنّ سِفر أعمال الرُسل لا يُختم فىِ الكنيسة فنقول " لم تزل كلمة الرّبّ تنمو وتزداد فىِ هذهِ البيعة وكُل بيعة ياآبائىِ وإخوتىِ آمين " فيا جمال الكنيسة عِندما تجد شهيد تعذّب كثيراً وتجد المزمور يقول " كثيرة هى بلايا الصدّيقين ومِن جميعها يُنجّيهُم الرّبّ يحفظ جميع عظامهِم وواحدة منها لا تنكسر " ، وعِندما يكون هُناك شهيد تعذّب ووضُع فىِ جمر نار تجد المزمور يقول " جُزنا فىِ الماء والنار وأخرجتنا إلى الراحة " ، لِذلك مع كُل قراءة إن تجاوبنا مع فِعل النعمة سنجد أننّا بدأنا نقترب لهذهِ الكنيسة ربنا يسوع المسيح يا أحبائىِ يسأل كُل فرد فينا أنا عملت لك الكنيسة واعطيتك فيها نفسىِ وأعطيتك أسرارى ، أنا نفسىِ أسمع صوتك فىِ الكنيسة فمُمكن تُسمعنىِ صوتك ، نفسىِ أراك بين خوارس التائبين والمُسبّحين والمُرّنمين ، مُمكن تُسمعنىِ صوتك مُمكن أبحث عنك وأجدك فىِ كُل مرّة ، نفسىِ أجدك واقف بِخشوع مُنكسر طالب توبتك وخلاصك وتُريد أن تحيا حياة السماء وأنت على الأرض وأُعطيها لك ، لِماذا أنت مُنصرف عنّىِ ولِماذا إِذا جئت لا تُفكّر فىّ ومنشغل بِماذا بعيد عنّىِ ، فإذا كُنت مُمكن أنجّحك ولا يُمكن أن يتم شىء إلاّ بقصدىِ وأمرىِ وتدبيرىِ وأنا راعىِ النفوس وأنت مُنصرف عنّىِ ، لِماذا يُقال " وإقترب منّىِ لكى تتبرّر مِن خطاياك " فتقول لهُ " ها قد أتينا ياسيّدنا " ربنا يسوع المسيح الذى أعطانا هذهِ الكنيسة المجيدة التى ولدت قديسين ولازالت تلد قديسين صاحبة الأسرار هذهِ هى التى تشهد أمام المسيح وتشفع أمام المسيح فىِ أولادها ، الكنيسة المُنتصرة التى تكون فىِ البِداية كنيسة مُجاهدة ، ربنا يسوع المسيح يُعلّمنا ويجعلنا نعرف بالضبط كيف نستفاد منها لكى نؤهلّ لسُكنى الملكوت ربنا يسند كُل ضعف فينا بنعمتهِ ولإِلهنا المجد دائماً أبدياً آمين.

عدد الزيارات 3844

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل