مَعَ الْمَسِيح فِي الإِمْتِحَانَات

Large image

{ هذَا الْمِسْكِينُ صَرَخَ وَالرَّبُّ اسْتَمَعَهُ وَمِنْ كُلِّ ضِيقَاتِهِ خَلَّصَهُ . مَلاَكُ الرَّبِّ حَالٌّ حَوْلَ خَائِفِيهِ وَيُنَجِّيهِمْ . ذُوقُوا وَانْظُرُوا مَا أَطْيَبَ الرَّبَّ . طُوبَى لِلرَّجُلِ الْمُتَوَكِّلِ عَلَيْهِ . اتَّقُوا الرَّبَّ يَا قِدِّيسِيهِ لأِنَّهُ لَيْسَ عَوَزٌ لِمُتَّقِيهِ . الأشْبَالُ احْتَاجَتْ وَجَاعَتْ وَأَمَّا طَالِبُوا الرَّبِّ فَلاَ يُعْوِزُهُمْ شَيْءٌ مِنَ الْخَيْرِ ....... أُولئِكَ صَرَخُوا وَالرَّبُّ سَمِعَ وَمِنْ كُلِّ شَدَائِدِهِمْ أَنْقَذَهُمْ . قَرِيبٌ هُوَ الرَّبُّ مِنْ الْمُنْكَسِرِي الْقُلُوبِ وَيُخَلِّصُ الْمُنْسَحِقِي الرُّوحِ . كَثِيرَةٌ هِيَ بَلاَيَا الصِّدِّيقِ وَمِنْ جَمِيعِهَا يُنَجِّيهِ الرَّبُّ . يَحْفَظُ جَمِيعَ عِظَامِهِ . وَاحِدٌ مِنْهَا لاَ يَنْكَسِرُ . الشَّرُّ يُمِيتُ الشِّرِّيرَ وَمُبْغِضُو الصِّدِّيقِ يُعَاقَبُونَ . الرَّبُّ فَادِي نُفُوسِ عَبِيدِهِ وَكُلُّ مَنِ اتَّكَلَ عَلَيْهِ لاَ يُعَاقَبُ } ( مز 34 : 6 – 22 ) .. هَللِيلُويَا .
فِتْرِة الإِمْتِحَانَات فِتْرَة يَسْتَغِلَهَا عَدُو الخِير ضِدِّنَا رَغم إِنَّهَا أفْضَل فُرْصَة لِلتَّقَرُب مِنْ الله فِي هذِهِ الفِتْرَة وَدَائِماً لاَبُد أنْ نَعْلَم أنَّ :01. النَّجَاح عَطِيَّة مِنْ الله 2. إِلَهْنَا إِله الإِمْكَانِيَات الضَعِيفَة ( مَسِيحْنَا مَسِيح الضُّعَفَاء 3. أُمُور نَحْتَاجْهَا) 4. أهْدَاف لِلمُذَاكْرَة
1. النَّجَاح عَطِيَّة مِنْ الله :
============================
كَثِيرُون يَشْكُون وَيَقُولُون إِنَّهُمْ مُقَصِّرُون وَلَمْ يُجَاهِدُوا وَيَجْتَهِدُوا طَوَال العَام الدِرَاسِي .. هذَا فِكْر هَدَّام لأِنَّكَ بِذلِك تَقُول إِنَّك مَادُمْت مُقَصِّر فَالله لَنْ يَعْمَل مَعَك .. لاَ .. النَّجَاح يَتَوَقَفْ عَلَى جِهَادَك وَعَلَى الله أيْضاً لأِنَّ النَّجَاح عَطِيَّة مِنْهُ وَالعَطِيَّة تَعْتَمِد عَلَى سَخَاء المُعْطِي أكْثَر مِنْ إِحْتِيَاج الآخِذ وَالله هُوَ المُعْطِي وَهُوَ سَخِي { فِي كُلَّ شَيْءٍ كَرِيم وَمُبَارَك } ( جُزء " وَاهْدِنَا إِلَى مَلَكُوتَك " مِنْ القُدَّاس البَاسِيلِي ) .. لاَبُد لِلإِنْسَان أنْ يَشْعُر أنَّ الله مَعَهُ وَلَيْسَ ضِدُّه .. أحْيَاناً نَشْعُر أنَّ الله يَتَصَيَّدْنَا فِي الإِمْتِحَانَات لِيُعَاقِبْنَا .. لاَ .. الله لَيْسَ خِصْم بَلْ أب .. هذَا فِكْر بَشَرِي لأِنَّنَا لاَ نَسْتَوْعِب مَنْ هُوَ الله .
الله إِله وَلَيْسَ إِنْسَان وَأُسْلُوبه وَفِكْره لَيْسَ مِثْلِنَا لِذلِك لاَبُد أنْ نَشْعُر أنَّ الله حَنُون عَلَيْنَا وَخَاصَّةً وَقْت إِحْتِيَاجْنَا وَيَهِمُّه نَِجَاحْنَا وَتَفَوُّقْنَا أكْثَر مِمَّا يَهِمِّنَا نَحْنُ .. وَكَمَا أنَّ الآبَاء الجَسَدِيُون يُرِيدُون نَجَاحْنَا وَهُمْ أكْثَر غِيرَه عَلَيْنَا مِنْ أنْفُسَنَا فَمَا بَال الله الَّذِي عَلَّمَهُمْ هذِهِ المَحَبَّة فَكَمْ يَهْتَمْ بِنَا وَبِنَجَاحْنَا ؟ بِالطَبْع يَهْتَمْ وَيَهْتَمْ وَيُرِيد .. بِذلِك نَكُون سُعَدَاء فِي حَيَاتْنَا .. هُوَ يُرِيد أنْ يُعْلِنْ لَنَا إِشْتِيَاقُه لِتَفَوُّقْنَا وَأعْطَانَا العِلْم لِنُمَجِّدُه .. " العَلِيّ قَدْ ألْهَمْ النَّاس العِلْم لِكيْ يَتَمَجَّد فِيهُمْ " .. عِنْدَمَا عَلَّم مُوسَى النَّبِي الَّذِي { تَهَذَّبَ بِكُلِّ حِكْمَةِ الْمِصْرِيِّينَ } ( أع 7 : 22 ) عَلِّمُه كَي يَسْتَخْدِمُه قَائِد لِشَعْبُه وَمِنْ حِكْمِة الله أنَّهُ لَمْ يَجْعَل أُمُّه تُمِيتُه فَوَضَعَتَهُ فِي سَلَّة وَتَرَكَتْهُ فِي النِيل وَتَمُر إِبْنَة فِرْعُون فِي ذلِك المَكَان وَتَرَى الطِفْل مُوسَى وَيَجْذِبْهَا جَمَالُه فَتَأخُذَهُ إِبْن لَهَا وَبِذلِك رَبَّى الله مُوسَى قَائِد إِسْرَائِيل دَاخِل قَصْر فِرْعُون كَي يَعْرِف أُسْلُوب فِرْعُون وَعَلِّمُه .. مُوسَى تَعَلَّم فِي مَصْر وَهيَ كَانَتْ فِي ذلِك الوَقْت أرْقَى بَلَد فِي العَالَم وَأكْثَرْهَا عِلْماً لِكَي يَخْدِم شَعْب الله .. إِذاً الله يُرِيد نَجَاحِي لأُِمَجِّدُه بِعِلْمِي .
لِنَرَى أسْتِير المَلِكَة إِسْتَخْدِم الله جَمَالْهَا لِيَتَمَجَّد .. سُلَيْمَان الحَكِيم بِحِكْمَتِهِ مَجَّد الله .. إِذاً الله جَعَلَ العِلْم أدَاة لِمَجدُه فَهَلْ يَبْخَل عَلَيْنَا بِالعِلْم وَالتَّفَوُّق خَاصَّةً وَأنَّ لَنَا إِسْتِعْدَاد لِلنَّجَاح وَبِنَجَاحْنَا نُمَجِّدُه ؟!! فِي قِصِّة الثَلاَث فِتْيَة أرَادَ المَلِك فِتْيَان لِيَخْدِمُوه فِي قَصْرُه وَكَانَ لَهُ شُرُوط فِي هَؤلاَء الفِتْيَان هِيَ { مِنْ نَسْلِ الْمُلْكِ وَمِنَ الشُّرَفَاءِ فِتْيَاناً لاَ عَيْبَ فِيهُمْ حِسَانَ الْمَنْظَرِ حَاذِقِينَ فِي كُلِّ حِكْمَةٍ وَعَارِفِينَ مَعْرِفَةً وَذَوِي فَهْمٍ بِالْعِلْمِ وَالَّذِينَ فِيهُمْ قُوَّةٌ عَلَى الْوُقُوفِ فِي قَصْرِ الْمَلِكِ فَيُعَلِّمُوهُمْ كِتَابَةَ الْكَلْدَانِيِّينَ وَلِسَانَهُمْ } ( دا 1 : 3 – 4 ) .. الله إِسْتَخْدِم هَؤلاَء المُتَعَلِمِين لِيَتَمَجَّد بِهُمْ كَمَا يُرِيد أنْ يَتَمَجَّد فِينَا بِعِلْمِنَا .
الله إِسْتَخْدِم دَانِيَال وَأرْمِيَا وَبُولِس الرَّسُول بِكُلَّ ثَقَافَتِهِ وَحِكْمَتِهِ الَّذِي تَعَلَّم النَّامُوس وَحِكْمَة الأُمَم لِيَسْتَخْدِمَهُ لِمَجْد إِسْمُه .. إِذاً النَّجَاح عَطِيَّة مِنْ الله .. الله لاَ يُعْطِي النَّجَاح كَأجر أوْ ثَمَنْ لِجِهَادْنَا .. لاَ .. { هُوَ يُعْطِي أكْثَر مِمَّا نَسْأل } .. النَّجَاح لاَ يُعْطِى لَنَا لإِسْتِحْقَاقْنَا بَلْ لِيُعْلِنْ نَجَاحُه فِينَا .. إِحْذَر أنْ تَظُن أنَّ الله فِي الإِمْتِحَانَات يَجِد فُرْصَة لِيُخَلِّص مِنَّا أفْعَالْنَا .. لاَ .. الله مُعْتَنِي بِنَا أمَّا الإِمْتِحَان فَهُوَ لِلتَّزْكِيَة .. { وَحَدَثَ فِي الأيَّام الَّتِي أرَادَ الله فِيهَا أنْ يُجَرِّب إِبْرَاهِيم } ( مَا يُقَال فِي قِسْمِة ذَبْح إِسْحَق ) .. أرَادَ أنْ يَعْمَل لإِبْرَاهِيم إِمْتِحَان كَي يُزَكِيه وَيَتَفَوَّق إِبْرَاهِيم وَيُصْبِح أبُو الإِيمَان .. إِذاً الإِمْتِحَانَات مُهِمَّة لإِظْهَار قُوِّة الله .
2. الله يَعْمَل بِالإِمْكَانِيَات الضَعِيفَة :0
======================================
لاَبُد أنْ أثِق إِنِّي ضَعِيف وَالكَثِير يَنْقُصَنِي .. فِي فِتْرِة الإِمْتِحَانَات نَجِد أنْفُسَنَا نَسِينَا مَا اسْتذْكَرْنَاهُ طَوَال العَام وَكَأنَّنَا لَمْ نَسْتَذْكِر أي شِئ .. هذَا شُعُور دَائِماً يَكُون مَوْجُود لِكَي نَفْهَمْ أنَّ الله هُوَ مُكَمِّلْنَا وَسَنَدْنَا وَمُعِين ضَعْفِنَا وَإِلاَّ لَوْ دَخَلْنَا الإِمْتِحَانَات وَنَحْنُ مُقْتَدِرِين فَمَا احْتِيَاجْنَا لله ؟ إِذاً حِكْمَة مِنْ الله أنَّ الإِنْسَان دَائِماً يَشْعُر أنَّهُ لَمْ يُدْرِك .. إِذَا كَانَ بُولِس الرَّسُول يَقُول { أَسْعَى لَعَلِّي أُدْرِكُ } ( في 3 : 12) فَمَا بَال نَحْنُ ؟ كَثِيراً مَا يُحِب الله أنْ يَتَمَجَّد فِي الضَّعْف فَقُل لَهُ دَائِماً " أرِينِي قُوَّتَك فِي ضَعْفِي " .. تَمَجَّد فِي ضَعْفِي لِذلِك هُوَ دَائِماً إِله المُسْتَحِيلاَت .. يُعْطُوه خَمْس خُبْزَات وَسَمَكْتِين لِيُطْعِمْ بِهُمْ خَمْسَة آلاَف شَخْص .. شِئ مُضْحِك ؟ لكِنَّهُ هُوَ إِله الإِمْكَانِيَات الضَّعِيفَة حَتَّى أنَّ هَؤلاَء أكَلُوا جَمِيعَهُمْ وَشَبِعُوا وَفَضَلَ عَنْهُمْ إِثْنَيّ عَشَرَ قُفَّة مَمْلُؤة ( مت 14 : 20 ) .
إِله عَجِيب القَلِيل فِي يَدِهِ يَتَضَاعَف وَيَفِيض .. يُحِب يَسْتَخْدِم دَاوُد الفَتَى الصَغِير لِيَقْتُل جُلْيَات وَيَسْتَخْدِم حَصَى فِي مِقْلاَع لِيَقْتُل جَبَّار ( جُلْيَات ) .. إِخْتَارَ الجُّهَال لِيَخْزِي بِهُمْ الحُكَمَاء لِكَي يُرْجِع المَجْد لَهُ .. لِذلِك هُوَ يُحِب أنْ يَعْمَل فِي ضَعْفِي .. يِحِب لَمَّا يِنْقِل الجَبَل وَالبَلَد كُلَّهَا ضِد الْمَسِيحِيِين يِسْتَخْدِم إِنْسَان بَسِيط هُوَ سَمْعَان الخَرَّاز .. قُلْ لَهُ أنَا سَمْعَان الخَرَّاز بَسِيط لاَ أعْرِف شِئ لكِنِّي وَاثِق إِنِّي بِكَ أنْقِل جِبَال .. أرْمِيَا النَّبِي يَقُول لَهُ أنَا وَلَدٌ ( أر 1 : 6 ) .. يُجِيبُه الله " لاَ تَقُلْ إِنِّي وَلَدٌ " ( أر 1 : 7 ) .. مُوسَى النَّبِي يَقُول لَهُ أنَا ثَقِيلُ الفَمْ وَاللِّسَان ( خر 4 : 10 ) .. يُجِيبُه الله أنَا أُكَمِّل ضَعْفَك وَأجْعَل أخِيك هُوَ لِسَانَك .. دَاوُد يَقُول { بِإِلهِي تَسَوَّرْتُ أَسْوَاراً } ( مز 18 : 29 ) .. { أَتْبَعُ أَعْدَائِي فَأُدْرِكُهُمْ وَلاَ أَرْجِعُ حَتَّى أُفْنِيهُمْ } ( مز 18 : 37 ) .. الإِنْسَان الضَّعِيف يَقُول { لِيَقُلِ الضَّعِيفُ بَطَلٌ أَنَا } ( يؤ 3 : 10) .
قِصَّة فِي سِفر القُضَاة تَحْكِي أنَّ جَدْعُون ذَهَبَ لِيُحَارِب المِدْيَانِيِّين الَّذِينَ يَقُول عَنْهُمْ الكِتَاب أنَّهُمْ كَالجَرَاد فِي الكَثْرَة .. فَجَمَعَ جَدْعُون كُلَّ الشَّعْب إِجْبَارِي فَكَانَ عَدَدَهُمْ إِثْنَان وَثَلاَثُونَ ألْفاً .. قَالَ الله لِجَدْعُون الشَّعْب الَّذِي مَعَكَ كَثِير { لِئَلاَّ يَفْتَخِرَ عَلَيَّ إِسْرَائِيلُ قَائِلاً يَدِي خَلَّصَتْنِي . وَالآنَ نَادِ فِي آذَانِ الشَّعْبِ قَائِلاً مَنْ كَانَ خَائِفاً وَمُرْتَعِداً فَلْيَرْجِعْ } ( قض 7 : 2 – 3 ) .. يَقُول جَدْعُون كُلُّهُمْ خَائِفُون فَإِنْ قُلْت ذلِك سَيَعُود الكُلَّ لكِنْ الله يُصَمِّم عَلَى كَلِمَتُه .. يَقُول لَهُ جَدْعُون لِنَضَع شَرْط آخَر فَلْنِحَدِّد بِالأعْمَار مَنْ كَانَ أكْبَر مَثَلاً مِنْ خَمْسِينَ عَام فَلْيَعُود .. يَقُول الله .. لاَ .. قُلْ مَنْ كَانَ خَائِف فَليَرْجَع .. وَيَعُود مِنْ الشَّعب إِثْنَان وَعِشْرُونَ ألَف خَائِف وَيَتَبَقَّى عَشَرَة آلاَف وَيُظَنْ أنَّ هَؤلاَء البَّاقِين خَجَلُوا أنْ يَرْجَعُوا لكِنْ الله يَقُول لِجَدْعُون حَتَّى هَؤلاَء كَثِيرُون فَأرْجِع 9700 وَظَلَّ مَعَهُ لِلحَرْب 300 رَجُل فَقَطْ هَؤلاَء هُمْ المُحَارِبُون وَالله إِسْتَخْدِمْهُمْ بِخِطَّة قَالَ لَهُ إِجْعَل بِيَدِهِمْ مَشَاعِل وَجِرَار وَلِيَكْسَرُوا الجِرَار وَيَصْرُخُوا فَيَشْعُر المِدْيَانِيُّون أنَّهُمْ كَثِيرُون وَبِذلِك تَغْلِب .. وَقَدْ كَانَ فَقَدْ إِنْتَصَرَ جَدْعُون بِالـ 300 مُحَارِب .. هَكَذا أنَا ضَعِيف وَالله يَسْتَخْدِمَنِي حَتَّى لاَ أفْتَخِر بِذَكَاء أوْ جِهَاد بَلْ بِهِ .. الله يُحِب يَعْمَل بِالإِمْكَانِيَات الضَّعِيفَة .
3. أُمُور نَحْتَاجْهَا : 1. السَّلاَم 2. ثِقَة فِي تَدْبِير الله
====================

1. السَّلاَم :
===========
سَلاَم مِنْ الله .. أمَّا الخُوْف وَالقَلَق فَلَيْسَ مِنْ الله .. أي نَشْعُر أنَّنَا هَادِئِين مُسَلِمِين لله .. سَلاَم يَقُول عَنْهُ بُولِس { سَلاَمُ اللهِ الَّذِي يَفُوقُ كُلَّ عَقْل } ( في 4 : 7 ) .. الخُوْف عَلَى مُسْتَوَى العَقْل لكِنْ بِالمُسْتَوَى الْمَسِيحِي سَلاَمُنَا يَفُوق العَقْل .. نَقُول إِنَّنَا مُطْمَئِنِين لأِنَّنَا مُتَكِلِين عَلَى الله وَوَاثِقِين أنَّهُ يَعْمَل فِي ضَعْفِنَا وَيُعْطِينَا نَجَاح مِنْ عِنْدُه لِذلِك نَحْنُ فِي سَلاَم .. أبُونَا إِبْرَاهِيم ذَهَب لِيُقَدِّم إِبْنُه ذَبِيحَة وَهُوَ فِي سَلاَم .
2. ثِقَة فِي تَدْبِير الله :0
========================
الإِمْتِحَانَات خَيْر .. هَلْ يُعْقَل ذلِك ؟ نَعَمْ .. تُوجَد قِصَّة تَقُول أنَّ إِنْسَان كَانَ يَسْكُنْ فَوْقَ جَبَلٍ عَالِي وَكَانَ لَدَيْهِ حُصَان قَوِي وَكَانَتْ البَلَد كُلَّهَا تَحْسِدُه عَلَى حُصَانُه وَفِي أحَدٌ الأيَّام خَرَجَ الحُصَان وَلَمْ يَعُد وَحَزَنَ هذَا الإِنْسَان جِدّاً فَجَاءَ النَّاس لِيُعَزُّوه عَلَى خِسَارْتُه فَقَالَ لَهُمْ " مَنْ قَالَ أنَّ فُقْدَان الحُصَان خُسَارَة ؟ " وَتَعَجَّبَ النَّاس .. بَعْد أيَّام كَانَ الحُصَان تَائِه فِي البَرِّيَّة فَوَجَدَ قَطِيع خُيُول يَتَكَوَّن مِنْ مَائَة حُصَان فَعَادَ لِصَاحِبِهِ وَمَعَهُ القَطِيع كُلُّه فَأصْبَحَ ذلِك الرَّجُل صَاحِب قَطِيع خُيُول بَرِّيَّة يِبِيع وَيِتَاجِر فِيهَا .. فَجَاءَ النَّاس يُهَنِئُوه عَلَى حَالُة .. فَقَالَ لَهُمْ " مَنْ قَالَ أنَّ ذلِك خَيْر ؟ " .. وَبَعْد أيَّام إِمْتَطَى إِبْنُه أحَدٌ هذِهِ الخُِيُول البَرِّيَّة وَلأِنَّهَا غِير مُدَرَّبَة عَلَى الرُّكُوب سَقَطَ إِبْنُه عَنْهَا وَأُصِيبَ فَذَهَبَ النَّاس لَهُ لِيُعَزُوه فَقَالَ لَهُمْ " مَنْ قَالَ أنَّ ذلِكَ شَر ؟ " .. ثُمَّ تَحْدُث حَرْب وَيُجْمَع كُلَّ شَبَاب البَلَد لِيُحَارِبُوا عَنْهَا مَا عَدَا إِبْنُه المُصَاب وَيَمُوت فِي الحَرْب كُلَّ الشَّبَاب فَيَذْهَب هُوَ لِيُعَزِّي أهْل بَلْدَتَهُ .
لاَ تَقُل عَنْ مَرْحَلَة فِي حَيَاتَك إِنَّهَا شَر هَلْ تَعْرِف مَا هِيَ النِهَايَة ؟ هَلْ لَدَيْكَ ثِقَة فِي تَدْبِير الله أنَّهُ يُرِيد لَكَ الخَيْر ؟ هُوَ مُعْتَنِي بِك وَرَاسِم لَكَ حَيَاة جَمِيلَة .. بُطْرُس الرَّسُول يَسْمَع إِشَاعَة تَقُول أنَّ يُوحَنَّا الحَبِيب لَنْ يَمُوت فَيَقُول لَهُ يَسُوع { إِنْ كُنْتُ أَشَاءُ أَنَّهُ يَبْقَى حَتَّى أَجِئَ فَمَاذَا لَكَ . اتْبَعْنِي أَنْتَ } ( يو 21 : 22 ) .. الله أرَادَ إِسْتِشْهَاد بُطْرُس وَهذَا لِقَصْد وَتَرَكَ يُوحَنَّا بِدُون إِسْتِشْهَاد وَعَاشَ بَعْد بَاقِي التَّلاَمِيذ ثَلاَثُونَ عَاماً لِقَصْدٍ أيْضاً فَقَدْ ظَهَرِت فِي هذِهِ الثَّلاَثُونَ عَام بِدَع تَقُول أنَّ الْمَسِيح لَمْ يَكُنْ إِله فَكَتَبَ يُوحَنَّا إِنْجِيلُه إِنْجِيل لاَهُوتِي .. ثُمَّ تَظْهَر بِدْعَة تَقُول أنَّ الْمَسِيح إِله لكِنْ جَسَده جَسَد خَيَالِي فَيَكْتُب يُوحَنَّا ثَلاَث رَسَائِل عَنْ تَجَسُّد الْمَسِيح وَيَقُول فِيهَا { الَّذِي رَأَيْنَاهُ بِعُيُونِنَا الَّذِي شَاهَدْنَاهُ وَلَمَسَتْهُ أَيْدِينَا } ( 1يو 1 : 1 ) .. وَعِنْدَمَا زَادَ الإِضْطِهَاد عَلَى الكِنِيسَة وَدَخَلِت فِي حَلَقَات الإِسْتِشْهَاد سَمَحَ لَهُ الله أنْ يَرَى السَّمَاء وَيَكْتُب عَنْ جَمَالْهَا وَرَوْعِتْهَا لِيُشَدِّد المؤمِنِِين حَتَّى لاَ يَخَافُوا الإِسْتِشْهَاد وَيَتْرُكُونَ العَالَم .
يُوجَدٌ تَرْتِيب مُعَيَّن لله لِكُلَّ وَاحِد فِينَا .. ثِق فِي ذلِك .. الشُّعُور بِالضَّعْف شُعُور مُفِيد وَكُلَّ جِهَاد رُوحِي هَدَفه فِي النِهَايَة أنْ أشْعُر بِضَعْفِي وَكُلَّ بَرَكَة رُوحِيَّة يُعْطِيهَا الله لَنَا عِنْدَمَا نَشْعُر بِالضَّعْف .. بُولِس الرَّسُول يَقُول { أَنَا مَا أَنَا ....... وَلكِنْ لاَ أَنَا بَلْ نِعْمَةُ اللهِ الَّتِي مَعِي } ( 1كو 15 : 10 ) .. الله يُرِيد أنْ يُعْطِينَا خِبْرَة تَفْرِيط الثِقَة فِي النَّفْس .. فِي حَيَاة الإِنْسَان عِدِّة مَرَاحِل هِيَ :0
أوِّل مَرْحَلَة أنَا لاَ الْمَسِيح .
ثَانِي مَرْحَلَة أنَا وَالْمَسِيح .
ثَالِث مَرْحَلَة الْمَسِيح وَأنَا .
رَابِع مَرْحَلَة الْمَسِيح لاَ أنَا .
فِي أي مَرْحَلَة أنْتَ ؟ هُوَ يُرِيدْنَا أنْ نَصِل إِلَى مَرْحَلِة " لاَ أنَا بَلْ الْمَسِيح " لِذلِك مُمْكِنْ نَخْرُج بِرَصِيد قَوِي مِنْ الإِمْتِحَانَات .. إِعْطِي كُلَّ مَادَّة لِقِدِيس وَكُلَّ يُوْم لِقِدِيس لِيُسَاعِدَك عَلَى إِسْتِذْكَار اليَوْم وَمِنْ خِلاَل الإِسْتِذْكَار نَمِّي عِشْرِتَك مَعَ القِدِّيسِين وَبِذلِك تَنْمُو رُوحِياً فِي فِتْرِة الإِمْتِحَانَات .. إِذَا كُنْت تُصَلِّي بِدُون تَرْكِيز .. رَكِّز فِي الصَّلاَة .. إِتَخِذ أيَات وَاحْفَظْهَا مَثَلاً { أُبَارِك الرَّبَّ الَّذِي أفْهَمَنِي } ( مز 15 – مِنْ مَزَامِير بَاكِر ) .. { لِيَقُلِ الضَّعِيفُ بَطَلٌ أَنَا } ( يؤ 3 : 10 ) .. { الرَّبُّ فَادِي نُفُوسِ عَبِيدِهِ وَكُلُّ مَنِ اتَّكَلَ عَلَيْهِ لاَ يُعَاقَبُ } ( مز 34 : 22 ) .
4. أهْدَاف الإِسْتِذْكَار :
=======================
تُوجَدٌ سَبَع أهْدَاف خَاطِئَة وَسَبَع أهْدَاف صَحِيحَة .. الأهْدَاف الخَاطِئَة هِيَ شَخْصِيَّة ذَاتِيَّة أمَّا الأهْدَاف الصَّحِيحَة فَهيَ أمَانَة وَلِمَجْد الله .
أهْدَاف خَاطِئَة
هَدَف شَخْصِي ذَاتِي فِيهِ صِرَاع مَعَ النَّفْس وَالآخَرِين .
هَدَف شَخْصِي يُعْطِي ثِقَل وَحِمْل .
مَمْلُوء قَلَق وَخُوف لأِنَّهُ صِرَاع مَعَ الذَّات وَالآخَرِين وَهذَا يَجْعَلَك إِنَاء لِلقَلَق .
يُعْطِي بُعْد عَنْ الله وَالكِنِيسَة لأِنَّهُ لَيْسَ لَدَيْنَا وَقْت لِلصَّلاَة أوْ حُضُور الكِنِيسَة .
يُعْطِي غِيرَه وَحَسَد .
يُنْتِج غُرُور وَكِبْرِيَاء لأِنَّهُ يُعِيد النَّجَاح لِلذَّات وَالإِمْكَانِيَات الذَّاتِيَّة .
أهْدَاف صَحِيحَة
أمَانَة فِي وَزْنَة وَمَجْد لِلْمَسِيح .. لِمَاذَا نِتْعَب ؟ لَيْسَ لِصِرَاع بَلْ أمَانَة وَالهَدَف مَجْد الْمَسِيح وَلَيْسَ التَّفَوُق عَلَى الآخَرِين .
يُعْطِي إِنْطِلاَق نَحْو الله وَشُعُور بِمَعُونَتَهُ وَهُوَ يَحْمِل عَنَّا الأحْمَال .
يُعْطِي ثِقَة وَاتِكَال .
يُعْطِي مَزِيد مِنْ الإِرْتِبَاط بِالْمَسِيح وَالقِدِّيسِين وَمَزِيد مِنْ العِشْرَة الرُّوحِيَّة .
يُعْطِي حُب وَوِحْدَة .
يُعْطِي إِتِضَاع وَإِرْجَاع الفَضْل لله وَالإِعْتِرَاف بِنِعْمِتُه .

فِي النِهَايَة إِحْذَر أنْ تَكُون مِنْ النُوع الأوَّل الَّذِي يَجْلِب كُلَّ هذِهِ الأمْرَاض .. لِنَخْرُج مِنْ الإِمْتِحَانَات وَنَحْنُ نَشْعُر أنَّ الله كَانَ مَعَنَا وَسَيَكُون دَائِماً مَعَنَا .
رَبِّنَا يِسْنِد كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِتُه
لَهُ المَجْد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين

عدد الزيارات 1916

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل