خطايا الشباب وعلاجها

مِنْ سِفْر الأمْثَال الأصْحَاح الخَامِس .{ يَا ابْنِي أَصْغِ إِلَى حِكْمَتِي . أَمِلْ أُذُنَكَ إِلَى فَهْمِي لِحِفْظِ التَّدَابِيرِ وَلِتَحْفَظَ شَفَتَاكَ مَعْرِفَةً لأِنَّ شَفَتَيِ الْمَرْأَةِ الأجْنَبِيَّةِ تَقْطُرَانِ عَسَلاً وَحَنَكُهَا أَنْعَمُ مِنَ الزَّيْتِ . لكِنَّ عَاقِبَتَهَا مُرَّةٌ كَالأَفْسَنْتِينِ } الْمَرْأَةِ الأجْنَبِيَّةِ فِي الكِتَاب المُقَدَّس لَيْسَتْ المَرْأة الإِنْجِلِيزِيَّة بَلْ هِيَ المَرْأة الغَرِيبَة عَنْ الإِيمَان .. وَكَلِمَة أجْنَبِي تَعْنِي الغَرِيب عَنْ الإِيمَان .. " الأفْسَنْتِينْ " هُوَ نَبَات مُرْ .. { حَادَّةٌ كَسَيْفٍ ذِي حَدَّيْنِ . قَدَمَاهَا تَنْحَدِرَانِ إِلَى الْمَوْتِ . خَطَوَاتُهَا تَتَمَسَّكُ بِالهَاوِيَةِ . لِئَلاَّ تَتَأمَّلَ طَرِيقَ الْحَيَاةِ تَمَايَلَتْ خَطَوَاتُهَا وَلاَ تَشْعُرُ } .. يَقُول الحَكِيم كَلاَم يَتَلاَمَسْ مَعَ مَوْضُوعْنَا وَهُوَ" العَادَات الرَّدِيئَة " فَيَقُول .. { اِشْرَبْ مِيَاهاً مِنْ جُبِّكَ وَمِيَاهاً جَارِيَةً مِنْ بِئْرِكَ . لاَ تَفِضْ يَنَابِيعُكَ إِلَى الْخَارِجِ سَوَاقِي مِيَاةٍ فِي الشَّوَارِعِ . لِتَكُنْ لَكَ وَحْدَكَ وَلَيْسَ لأِجَانِبَ مَعَْكَ . لِيَكُنْ يَنْبُوعُكَ مُبَارَكاً وَافْرَحْ بِامْرَأَةِ شَبَابِكَ } ( أم 5 : 1 – 6 & 15 – 18 )مَجْداً لِلثَّالُوث الأقْدَس .
مِنْ الأشْيَاء الَّتِي يُمْكِنْ أنْ تِتْعِبْنَا جِدّاً كَشَبَاب هِيَ العَادَات الرَّدِيئَة وَبِخَاصَّة العَادَات الَّتِي تَرْتَبِط بِالشَّهْوَة وَالغَرِيزَة فَكَثِيرْ يَشْتَكُونْ مِنْ هذَا الأمر وَكَثِيرْ يَشْعُرُون مَغْلُوبُونْ وَفَاقِدِي الإِرَادَة وَالسُّلْطَانْ فِي هذَا الأمر فَمَاذَا يَحْدُث فِي هذَا المَوْضُوع ؟ الَّذِي يَحْدُث أنَّ الإِنْسَان يَنْخَدِع وَيُحَاوِل أنْ يَسْتَرِيح مِنْ شَهْوَتِهِ وَيُحَاوِل أنْ يُطْفِئ لَهِيبْ شَهْوَتِهِ وَلكِنْ لِلأسَفْ يَجِدْ أنَّهُ لَمْ يُطْفِئْهَا وَلكِنَّهُ أشْعَلْهَا أكْثَرْ وَفِي كَثِيرْ مِنْ الأحْيَان يَتَمَلَّكْ هذَا الفِعْل الرَّدِئ عَلَى الإِنْسَان وَيَجْعَلَهُ يَفْقِدْ حُرِّيَتَهُ وَسُلْطَانَهُ وَيَفْقِدْ مَجْدَهُ وَاتِحَادَهُ بِالله وَيَشْعُرْ بِأنَّهُ خَجْلاَنْ مِنْ الله وَلَيْسَ لَهُ عِلاَقَة بِالله .. يَقُول القِدِيس العَظِيمْ الأنْبَا مُوسَى الأسْوَد { إِنَّ الَّذِي يَتَهَاوَنْ فِي عَفَافُه يَخْجَلْ فِي صَلاَته } .. فَهُوَ لاَ يَعْرِف أنْ يُصَلِّي .. فَكَيْفَ أُصَلِّي وَأنَا لاَ أقْدِرْ أنْ أُرْضِي الله ؟!!!! .. سَنَتَكَلَّمْ عَنْ أسْبَاب العَادَات الرَّدِيئَة وَعِلاَجْهَا :-
1- سَبَبْ إِجْتِمَاعِي
أ- الإِحْبَاط أوْ الفَشَلْ أوْ الفَرَاغ
ب- المُعَاشَرَات الرَّدِيئَة
ج- الفَرَاغ
2/ سَبَبْ رُوحِي
أ- الإِحْبَاط أوْ الفَشَلْ أوْ الفَرَاغ :-
فَعِنْدَمَا يَمُرْ الإِنْسَان بِتَجْرُبِة إِحْبَاط أوْ فَشَلْ فِي شِئ فَعِنْدَمَا يَشْعُرْ أنَّهُ لاَ يَسْتَطِيع تَحْقِيق ذَاتَهُ يُحَاوِل أنْ يَهْرَب مِنْ هذَا الوَاقِع فَيُتَمِمْ فِعْل شَهْوَة .. وَلكِنْ هذَا غَيرْ مُتَاح فَيُتَمِمْهَا بِطَرِيقَة رَدِيئَة مُهِينَة وَمُخْجِلَة فَيَتَخَفَّى فِي مَكَانٍ وَيَخْجَلْ مِنْ فِعْلَهَا فَيِتْعِبه ضَمِيره مِنْ فِعْلَهَا .. وَهذَا لأِنَّهُ يُحَاوِل أنْ يُعَالِج الفَشَلْ وَالإِحْبَاط الَّذِي يَشْعُرْ بِهِ بِإِحْبَاط جَدِيدْ أصْعَبْ فَهُوَ يُحَاوِل أنْ يُعَالِج المُشْكِلَة بِمُشْكِلَة أكْبَرْ .. فَحَاوِل الهُرُوب مِنْ تَجْرُبَة بِتَجْرُبَة أصْعَبْ .. وَمَا أكْثَرْ التَجَارُب الفَاشِلَة فِي حَيَاتْنَا وَمَا أكْثَرْ المَشَاكِلْ الَّتِي يُمْكِنْ أنْ نُقَابِلْهَا .. فَأنْتَ أثْنَاء الدِرَاسَة يُقَابِلَكْ مَادَّة صَعْبَة .. مُدَرِّس مُتْعِبْ .. حَصَلْت عَلَى دَرَجَات سَيِئَة .. كُلَّ هذَا إِحْبَاطَات يُمْكِنْ أنْ تُوَاجِهْنَا .. فَمَاذَا تَفْعَلْ ؟ فَبَدَلاً مِنْ أنْ تُوَاجِه هذِهِ الإِحْبَاطَات تِهْرَب مِنْهَا .. مِثْل مُدْمِنْ المُخَدَرَات فَهُوَ يُدْمِنْهَا كَيْ يَهْرَب مِنْ الحَيَاة مِثْل أنَّهُ لاَ يَجِدْ عَمَلاً .. فَهَلْ عِنْدَمَا يَتَنَاوَل المُخَدَرَات سَيَجِدْ عَمَلاً ؟!!! فَهُوَ بِذلِك يِتْعِب عَقْلَهُ أكْثَرْ .. وَإِذَا كَانَ يُوْجَدٌ فُرْصَة عَمَلْ وَيَذْهَبْ عِنْدَ أحَدٌ لِيَعْمَلْ لَدَيْهِ كَانَ مُمْكِناً أنْ يَقْبَلَهُ وَلكِنْ الآن يَخَاف مِنْهُ فَلاَ يَقْبَلَهُ .. فَبَدَلاً مِنْ أنَّهُ كَانَ عِنْدَهُ مُشْكِلَة وَاحِدَة أصْبَحَ عِنْدَهُ مُشْكِلَتَيْنِ .. الإِدْمَان وَالبَطَالَة .. وَالثَّانِيَة أصْعَبْ مِنْ الأُولَى فَنَحْنُ كَثِيراً مَا لاَ نُوَاجِه الإِحْبَاط أوْ الفَشَلْ بِطَرِيقَة إِيجَابِيَّة بَلْ نِهْرَب مِنْهُ بِطَرِيقَة سَلْبِيَّة وَطَبْعاً عَدُو الخِير مَاكِرْ جِدّاً فَهُوَ يِعْرَف كَيْفَ يَصْطَادْنَا وَنَحْنُ مُحْبَطِينْ .. وَمَا أكْثَرْ الأوْقَات الَّتِي تَكُون أنْتَ فِيهَا مُحْبَطاً .. فَمِنْ أكْثَرْ أسْبَاب هذِهِ الخَطِيَّة إِحْسَاسَك بِالفَشَلْ .. بِالإِحْبَاط .. بِأنَّ وَاقِعَك لاَ تَسْتَطِيع أنْ تَعِيشَهُ فَتُرِيدْ الهَرَبْ مِنْهُ .
ب/ المُعَاشَرَات الرَّدِيئَة :-
فَلِلأسَفْ كَثِيرْ مِنْ المُعَاشَرَات لَيْسَتْ فَقَطْ رَدِيئَة بَلْ هِيَ رَدِيئَة جِدّاً .. كَثِير مِنْ أحَادِيثَكُمْ أحَادِيث غِير بَنَّائَه وَمُخْجِلَة وَمُهِينَة .. فَكَثِيرْ مِنْكُمْ لاَ يُرَاعُونْ مَشَاعِرْ بَعْضِهِمْ .. كَثِيرْ مِنْكُمْ لاَ تَحْتَرِمُوا بَعْضَكُمْ .. كَثِير مِنْكُمْ لاَ يُوْجَدْ بَيْنَهُمْ حَيَاء .. خَجَلْ .. فَالحَوَاجِزْ مِكَسَّرَة فَيُمْكِنْ أنْ تِكَلِّمه عَنْكَ أوْ عَنْ خُصُوصِيَتَكْ .. عَنْ حَيَاتَكْ .. فَبَدَلاً مِنْ أنْ تُكَلِّمه عَنْ شِئ يُمْكِنْ أنْ يَبْنِي تِكَلِّمه عَنْ كَلاَم مُثِيرْ أوْ قَبِيح .. فَإِذَا عَرَفْ أحَدٌ خِبْرَة رَدِيئَة فَلاَبُدْ أنْ يَنْقِلْهَا لِزَمِيلَهُ لأِنَّ الخَطِيَّة مِثْل المَرَض ..فَيُوجَدْ مَرْضَى يَحْقِدُون عَلَى الأصِحَاء وَيَكُون عِنْدَهُمْ رَغْبَة فِي نَقْل هذَا المَرَض لِلأصِحَاء مِثْل مَرَض الإِيدْز مَثَلاً يُوجَدْ مَجْمُوعِة خُدَّام فِي الأسْكَنْدَرِيَّة فَكَّرُوا أنْ يَذْهَبُوا لِمُسْتَشْفَى المَعْمُورَة لِلصَدْرلِلنَّاس الَّذِينَ يُعَانُون مِنْ السُّلْ .. فَوَجَدُوا أنَّ مُعْظَمْ النَّاس عِنْدَهُمْ إِتِجَاه نَفْسِي يَحْقِدُونَ عَلَى الأصِحَاء وَيَرْغَبُون أنْ يَنْتَقِلْ هذَا المَرَض لِجَمِيع النَّاس كَيْ يُحْتَجِزُوا مِثْلَهُمْ فِي المُسْتَشْفَى لأِنَّهُمْ لَيْسُوا فَقَطْ يُحْتَجَزُونْ بَلْ أيْضاً يُعْزَلُونْ .. فَيَرْغَبْ فِي نَقْل المَرَض لأِي شَخْص آخَرْ لأِنَّهُ يَرَى أنَّكَ تَتَمَتَّع بِحُرِّيِتَك وَهُوَ لاَ يَتَمَتَّع بِهَا فَمَرَض الخَطِيَّة هكَذَا يَجْعَلْ الشَّخْص الخَاطِئ يَرْغَبْ فِي نَقْل العَدْوَى لِلشَّخْص السَّلِيمْ فَأنْتَ تَعَلَّمْت الخَطِيَّة هكَذَا .. مِنْ شَخْص مَرِيض بِالخَطِيَّة لَمْ يَهُنْ عَلِيه أنْ يَكُون مَرِيضاً وَحْدَهُ فَأرَادَ أنْ تَكُون أنْتَ أيْضاً مَرِيض مَعَهُ بِالخَطِيَّة لِكَيْ تَكُون مَذْلُول مِثْلَهُ .. فَالمُدْمِنْ هكَذَا وَالمُدَخِنْ أيْضاً هكَذَا يَرْغَبْ فِي أنَّ المُحِيطِينَ بِهِ يَكُونُونَ مِثْلَهُ فَيَقُول .. لِمَاذَا تَكُون أنْتَ أفْضَل مِنِّي ؟ فَلَيْسَ مِنْ أحَدٌ وَاقِع تَحْتَ تَأثِيرْ الخَطِيَّة أوْ عَادَة رَدِيئَة شَهْوَانِيَّة أوْ إِدْمَان .. خَمْرٌ .. سَجَائِرْ إِلاَّ مَا يَشْعُرْ بِحُزْنٍ شَدِيدْ وَكَآبَة شَدِيدَة جِدّاً جِدّاً .. فَمَا الَّذِي يُخْرِجَهُ مِنْ هذَا الحُزْن ؟ أنَّ أصْحَابَهُ يَكُونُونَ مِثْلَهُ فَعِنْدَمَا يَشْعُرْ أنَّ أصْحَابَهُ مِثْلَهُ يَقُول" كُلَّ النَّاس هكَذَا مِثْلِي " .. فَالمُعَاشَرَات الرَّدِيئَة تُفْسِدْ الأخْلاَق الجَيِّدَة ( 1كو 15 : 33 ) فَهِيَ تَنْقِلْ لِكُلَّ خِبْرَات رَدِيئَة .. فَلِذلِك يَجِبْ أنْ تَخْتَارْ أصْحَابَك الَّذِينَ تَتَعَامَلْ مَعَهُمْ وَابْحَث عَمَنْ يُفِيدَك وَيُقَدِّمَك .. مَنْ يَرْفَعَك وَيُعَلِّمك أُمُوراً إِيِجَابِيَّة فَأُرِيدَك أنْ تُرَاجِعْ نَفْسَك لِلَحْظَة وَتَقُول أنَا الآنْ عِنْدِي 4 أوْ 5 أصْدِقَاء فَمَاذَا فَعَلُوا بِي ؟ فَإِنْ كَانُوا قَدَّمُوك إِسْتَمِرْ مَعَهُمْ .. وَإِنْ كَانُوا أخَّرُوك أُتْرُكَهُمْ .. وَلكِنَّك تَقُول لِي وَأعِيش وَحِيداً ؟!! فَأقُولُ لَكَ مِنْ الأفْضَلْ أنْ تَعِيش وَحِيداً مِنْ أنْ تِتْدَّمَرْ وَأفْضَلْ مِنْ أنْ تِتْعَبْ جِدّاً .. فَيُوجَدْ أُمُور كَثِيرَة جِدّاً كَانَ يُمْكِنْ ألاَّ تَفْعَلَهَا إِذَا كُنْتَ وَحْدَك .. وَيَقُول القِدِيس أُغُسْطِينُوس { أنَا تَعَلَّمَتْ أشْيَاء كَثِيرَة سَيِّئَة مِنْ أصْحَابِي كَانَ لاَ يُمْكِنْ أنْ أُفَكِّرْ بِهَا أوْ أفْعَلُهَا إِذَا لَمْ أكُنْ مَعَ أصْحَابِي } .
ج/ الفَرَاغ :-
فَكَثِيرْ مِنْكُمْ لاَ يُقَدِّسُوا الوَقْت وَلاَ تَجْعَلُوا أي إِعْتِبَارْ لِلوَقْت وَتَعِيشُونَ فِي فَرَاغ .. مُجَرَّدْ ضَغْط فِتْرِة الإِمْتِحَانَات فَقَطْ .. وَتُرِيدْ أنْ تَأخُذْ كُلَّ شِئ سَهلاً .. تَمِيلْ لِلرَّاحَة وَالبِطَالَة .. كُلَّ هذَا يَجْعَل عَقْل الإِنْسَان فَارِغ .. قَالَ القِدِّيسِينْ كَلِمَة جَمِيلَة وَمَعْرُوفَة جِدّاً { إِنَّ الذِّهْن الفَارِغ مَعْمَلْ لِلشَّيْطَان } دَاوُد النَّبِي لَمْ يُحَارَبْ بِالخَطِيَّة إِلاَّ حِينَمَا مَالَ إِلَى الرَّاحَة وَطِلِعْ عَلَى السُّطح وَبَدَأَ يَتَرَاخَى وَيَمِيلْ إِلَى الفَرَاغ وَالرَّاحَة فَبَدَأَ يِنْشَطْ الشَّيْطَان .. فَكَثِيرْ مِنَّا يِضَيَّعْ وَقْتاً كَثِيراً جِدّاً مَعَ أصْحَابِهِ .. التِلِيفِزْيُون .. الشَّارِع أوْ حَتَّى فِي البِيتْ .. فَعِنْدَمَا يَكُون عِنْدَك فَرَاغ يَسْتَغِلَكْ عَدُو الخِيرْ وَيِذِلَكْ وَيِضْرَبَكْ وَيِزْرَع فِيك .. فَأنْتَ أرْض فَارِغَة فَلاَ أحَدٌ يِمْنَعه مِنْ الزِّرَاعَة بِهَا .. وَطَبْعاً ضَعْ تَحْت بَنْد الفَرَاغ الفَشَلْ الدِرَاسِي فَمَثَلاً عِنْدَمَا يَكُون الإِنْسَان لَيْسَ نَاجِحاً دِرَاسِياً فَهذِهِ النُقْطَة تُؤَثِرْ عَلَيْكَ جِدّاً وَتَأخُذْ جُزْء كِبِيرْ مِنْ وَقْتَكْ وَتَعَبَكْ .
بِالنِسْبَة لِلعِلاَج :-
أوَّلاً لاَبُدْ أنْ تِعْرَف أنَّ هذِهِ النُقْطَة تُنْشِأ فِي الإِنْسَان تَوَتُرَات كَثِيرَة جِدّاً .. كَمَا لاَبُدْ أنْ تِعْرَف أنَّ هذَا الأمر مُسْتَهْلِكْ جِدّاً لِطَاقِة الإِنْسَان سَوَاء طَاقِة ذِهْنُه أوْ جَسَدَهُ .. فَإِنَّ العَادَة السَّيِئَة تُؤَثِرْ تَمَاماً عَلَى التَّفْكِيرْ وَالتَّرْكِيزْ .. فَهَلْ تَعْلَمْ أنَّ العَادَة الرَّدِيئَة لَهَا تَأثِيرْ كَبِيرْ جِدّاً عَلَى الجَهَاز العَصَبِي لِلإِنْسَان .. فَحَاوِلْ أنْ تَدْفَعْ شَيْئاً ثَقِيلاً بِأصَابِع قَدَمَكْ فَهذَا يُبَيِّنْ قُوَّة الأعْصَاب .. وَلكِنْ عِنْدَمَا تَكُون تَحْتَ تَأثِيرْ العَادَة الرَّدِيئَة تَكُون أعْصَابَكْ ضَعِيفَة جِدّاً لأِنَّ طَاقَتَك أخْرَجْتَهَا فِي شَيْئِاً آخَرْ وَأصْبَحْت مِثْلَمَا يَقُول الحَكِيمْ { لاَ تَفِضْ يَنَابِيعُكَ إِلَى الْخَارِجِ سَوَاقِي مِيَاةٍ فِي الشَّوَارِعِ } .. فَأنْتَ جَعَلْتَ يَنَابِيعَك الَّتِي دَاخِلَك سَوَاقِي مِيَاهٍ فِي الشَّوَارِع .. فَلاَ أحَدٌ يُحْضِرْ مِيَاة مِنْ سَاقْيَة كَيْ يَرْمِيهَا فِي الأرْض لأِنَّ هذِهِ المِيَاة لأِرْتِوَاء الحَقْل كَيْ نُنَمِي بِهَا .. كَي نَبْنِي بِهَا .. هذِهِ المِيَاة لأِشْيَاء مُهِمَة جِدّاً جِدّاً .. فَالعَادَة الرَّدِيئَة تُؤَثِرْ عَلَى تَفْكِيرَك .. الجِهَاز العَصَبِي .. النُمو .. الحَالَة النَّفْسِيَّة لِلإِنْسَان فَيَكْفِي إِحْسَاسَك بِأنَّكَ فَاشِلْ أمَام نَفْسَك وَأنَّهُ يُوْجَدْ شِئ تَتَمَنَّى أنْ تَفْعَلَهُ وَلاَ تَقْدِر فَهِيَ تَجْعَلَك تُفْقِدْ الثِّقَة فِي نَفْسَك وَفِي الله كَمَا أنَّهُ يَكْفِي إِحْسَاسَك بِأنَّكَ تَقْطَع الصِلَة بَيْنَكَ وَبَيْنَ الله وَتَجْعَلَك تُكَسِلْ عَلَى الإِعْتِرَاف وَتَخْجَلْ مِنْهُ كَمَا أنَّكَ تُكَسِلْ عَلَى التَّنَاوُل وَتَخَاف مِنْهُ .. فَمَاذَا يَجْرِي هُنَا ؟ فَهِيَ تَفْعَلْ فِينَا شَيْئَاً وَنَحْنُ نَتَمَادَى فَكُنْ مُنْتَبِهاً فَأُرِيدْ أنْ أقُول لَكْ أنَّ الطَّاقَة الجَسَدِيَّة وَطَاقِة الشَّهوَة هُمَا طَاقَة هَامَة جِدّاً فَلاَ تَسْتَهوِنْ بِهَا وَلاَ تَسْتَخِفْ بِهَا .. فَهَلْ تَعْرِف أنَّ طَاقِة الشَّهوَة هِيَ طَاقَة رَئِيسِيَّة وَهَامَة جِدّاً لِحَيَاتَك ؟ فَإِذَا قَالَ أحَدٌ أنَّ الشَّهوَة عِنْدَهُ حَادَّة جِدّاً وَزِيَادَة جِدّاً فَأقُول لَهُ " أنْتَ جَمِيل جِدّاً هكَذَا .. أنْتَ جَوْهَرَة .. فَأنْتَ سَقْيِتَك مَلآنَة مِيَاة .. أنْتَ شَخْص قَوِي " .. فَهِيَ طَاقَة مِنْ الله أُعْطِيَتْ لَكَ لِتُعَبِّرْ بِهَا عَنْ كَيَانَكْ .. عَنْ شَخْصَكْ .. عَنْ وُجُودَكْ .. فَطَاقِة الشَّهوَة مِنْ أقْدَس الطَّاقَات الَّتِي أعْطَاهَا الله لَنَا .. فَلاَ تَعْتَقِدْ أنَّ هذِهِ هِيَ طَاقَة قَبِيحَة .. أبَداً .. فَهِيَ طَاقِة وُجُودْ وَحَيَاة .. فَهِيَ طَاقِة حَرَكَة .. هِيَ طَاقَة تُعَبِّرْ عَنْ كَائِنْ حَيٌّ فَإِذَا أُتِيحَ لَكَ أنْ تَدْرِس فِي الطِّبْ عَلَى شَخْص خَامِلْ جَسَدِيّاً أوْ جِنْسِياً .. شَخْص ضَعِيفْ فِي هذِهِ النَاحِيَة فَسَتَجِدَهُ شَخْص ضَعِيفْ جِدّاً وَمَشَاعِرَهُ بَطِيئَة فَهُوَ يُسَمَّى فِي الطِّبْ شَخْص بَارِدْ أي لَيْسَ عِنْدَهُ طَاقِة شَهوَة ..فَطَاقِة الشَّهوَة تُعْطِي لِلإِنْسَان حَرَارَة وَحَيَاة وَقُوَّة وَلكِنَّهَا قُوَّة فِي كُلَّ شِئ .. فِي كُلَّ مَجَالاَت الحَيَاة .. هُوَ سَاقْيَة أعْطَاهَا رَبِّنَا لَكْ .. أعْطَاهَا لَكْ كَيْ تَصْنَعْ بِهَا حُبْ مَعَ كُلَّ مَنْ حَوْلَك وَحَيَاة شَرِكَة وَإِنْدِمَاج وَخِدْمَة .. فَبُولِس الرَّسُول مَثَلاً لَمْ يَتَزَوَج وَلكِنَّهُ هَلْ نَسْتَطِيعْ أنْ نَقُول أنَّهُ لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ طَاقِة شَهوَة ؟ .. لاَ طَبْعاً .. فَهُوَ عِنْدَهُ طَاقَة جَبَّارَة وَلكِنَّهُ إِسْتَغَلَهَا فِي الخِدْمَة وَنَمَّى بِهَا نَفْسَهُ وَبَنَى الكِنِيسَة بِهَا فَهِيَ طَاقِة حُبْ وَحَيَاة وَوُجُودْ فَلاَ تَزْدَرِي بِهَا وَلاَ تَحْتَقِرْهَا فَهِيَ قُدْس أقْدَاس فِي حَيَاتَك فَكُلَّ طَاقَة فِي الإِنْسَان هِيَ طَاقِة عَمَلْ نِعْمَة مِنْ الله .. هِيَ عَطِيَّة أعْطَاهَا الله لِلإِنْسَان لِحَيَاته لأِنَّهَا ضَرُورِيَّة جِدّاً أنْ يَكُون كُلَّ شَخْص عِنْدَهُ تَفَاعُلْ وَأنْ يَكُون شَخْص إِيجَابِي وَمُثْمِرْ .. فَتَشْعُرْ مَثَلاً أنَّ طَاقِة القِدِيس أنْطُونْيُوس جَبَّارَة فَهُوَ صَارَ أباً لِعَدِيدْ مِنْ آلاَف التَّلاَمِيذْ .. فَهذَا هُوَ عَمَلْ رَبِّنَا دَاخِلْ الإِنْسَان .. فَهذَا كِنْزاً دَاخِلَكْ لاَ تُبَدِّدَهُ .. { لاَ تَفِضْ يَنَابِيعُكَ إِلَى الْخَارِجِ سَوَاقِي مِيَاةٍ فِي الشَّوَارِعِ }{ لِتَكُنْ لَكَ وَحْدَكَ } ( أم 5 : 17 ) .. أي تَمَتَّعْ بِهَا .. إِجْعَلْ الطَّاقَة الَّتِي بِدَاخِلَكْ تَصْعَدْ إِلَى الله بَدَلاً مِنْ إِهْدَارِهَا فِي الشَّارِع .. إِجْعَلْهَا تَصْعَدْ إِلَى الله فِي شَكْل حُبْ إِلهِي .. فِي شَكل قَدَاسَة فِي شَكل عَطَاء .. فِي شَكل بَذْل وَبِدِرَاسِة كُلَّ طَاقَات الإِنْسَان ثَبَتْ أنَّ مُعْظَمْ المُفَكِّرِينْ وَالمُبْتَكِرِينْ كَانَ عِنْدَهُمْ هذِهِ النُقْطَة مُضِيئَة جِدّاً .. لِمَاذَا ؟ فَهذَا الشَّخْص إِسْتَغَلَّ طَاقَتَهُ فِي مَجَالاَت أرْقَى وَأسْمَى بِكَثِيرْ مِنْ أنْ يُهْدِرْهَا حَتَّى فِي مَجَال الحَيَوَانَات .. فَإِذَا كَانَ هُنَاك سِبَاق لِلخِيلْ فَلاَبُدْ قَبْل السِبَاق بِمُدَّة أنْ يَفْصِلُوا الحُصَان عَنْ أُنْثَاه لِكَيْ تَكُون كُلَّ طَاقَتَهُ فِي السِبَاق .. وَكَذلِك فِرَق كُرَة القَدَم قَبْل المُبَارَيَات الدَّوْلِيَّة يِتْجَمَّعُوا فِي مُعَسْكَرْ حَوَالِي 10 أوْ 15 يُوْم كَيْ يِضْمَنْ المُدَرِّبْ أنَّ كُلَّ طَاقِة اللاَعِبْ تِكُون مُرَكَزَة فِي المُبَارَة سِوَاء طَاقَتَهُ الفِكْرِيَّة أوْ الشَّهوَانِيَّة تَكُون كُلَّهَا لِلمُبَارَاة .. وَلكِنْ إِذَا تُرِكَ لاَعِبْ يِسْهَرْ كَيْفَمَا يَشَاءفَلَنْ يَلْعَبْ جِيِّداً لأِنَّهُ لَمْ يِرَكِزْ طَاقَتَهُ فِي المُبَارَاة إِذاً يُوْجَدْ إِرْتِبَاط قَوِي بَيْنَ الشَّهوَة وَالطَّاقَة .. بَيْنَ الشَّهوَة وَالعَطَاء .. فَالشَّهوَة هِيَ مَصْدَر العَطَاء الَّذِي بِدَاخِلَكْ .. فَإِذَا كَانَ يُوْجَدْ شَاب مَغْلُوب لِهذِهِ العَادَة الرَّدِيئَة فَتَجِدَهُ عَصَبِي جِدّاً .. أنَانِي جِدّاً .. مُتَوَتِرْ جِدّاً .. لأِنَّهَا فَعَلِتْ بِهِ أشْيَاء كَثِيرَة وَيَعْتَقِدْ أنَّ هذِهِ الأشْيَاء بِسَبَبْ أُمُور أُخْرَى .. فَهذِهِ العَادَة ضَغَطِتْ عَلِيه جِدّاً وَأفْقَدَتَهُ سَلاَمُه وَطَهَارَتَهُ وَقَدَاسَتَهُ وَأيْضاً لَهَا تَأثِيرَات أُخْرَى عَلَى بَاقِي أجْهِزِة الجِسْم .. فَلَقَدْ سَمَحْ رَبِّنَا يَسُوع لِكُلْ شِئ أنْ يَكُون لِلبُنْيَان لاَ يَكُون مُضِراً وَكُلَّ شِئ يَكُون لِلهَدْم مُضِراً فَمَثَلاً لَقَدْ خَلَقْ المُخَدَرَات فَخَلَقَهَا لأُِنَاس عِنْدَهَا أمْرَاض وَتَحْتَاج لِمُسَكِنَات كَيْ تِرْتَاح مِنْ آلاَمِهَا .. فَهذَا الغَرَض لاَ يُوْجَدْ مَعَهُ أي شِئ يُصِيبْ الإِنْسَان بِالضَّرَرْ .. لكِنْ عِنْدَمَا يَسْتَخْدِمهَا الإِنْسَان لَيْسَ لِلألَمْ بَلْ لِكَيْ يُخَدِّرْ نَفْسَهُ فَهذَا يُدَمِرْ الجِهَاز العَصَبِي وَيِتْلِف خَلاَيَا المُخ .. فَإِذَا أعْطَيْتَك جِهَاز وَضَرَبْتَهُ بِشَاكُوش يُمْكِنْ أنْ يَتَحَمَلْهَا الجِهَاز وَلكِنْ إِذَا ضَرَبْتَهُ 20 مَرَّة فَسَوْفَ يِتْكَسَرْ أعْطَانَا الله الطَّعَام كَيْ يُعْطِينَا طَاقَة وَلكِنْ إِذَا إِسْتَغَلَّهُ الإِنْسَان بِطَرِيقَة خَاطِئَة وَأصْبَح يَأكُلْ كَثِيراً فَهذَا سَوْفَ يَحْدُث لَهُ سِمْنَة وَتَضَخُّمْ فِي القَلْب وَ فَالنَقْرَص مَثَلاً يُسَمَّى " دَاء المُلُوك "لأِنَّ المُلُوك ظَنُّوا أنَّهُ بِمَا أنَّهُ أصْبَحَ مَلِكاً فَيُمْكِنْ أنْ يَأكُلْ لَحمْ كُلَّ يَوْم وَهذَا يَجْعَلْ أطْرَافه لاَ تَتَحَرَّك لأِنَّ هذِهِ البُرُوتِينَات تَرَسَّبَتْ دَاخِلْ عِظَامُه وَبَدَأت تُدَمِره .. فَأي إِفْرَاط فِي أي شِئ لِغَرَض غِيرْ الَّذِي سَمَحَ بِهِ الله يُسَبِّبْ ضَرَرْ .. فَإِذَا شَرَبْت كُحُولِيَات كَثِيرَة فَهِيَ تُؤَثِرْ عَلَى الكِبْد وَالسَّجَائِرْ تُؤَثِرْ عَلَى الرِّئَة .. فَإِذَا رَأيْت رِئَة شَخْص غِيرْ مُدَخِنْ وَآخَرْ مُدَخِنْ تَجِدْ الأُولَى مَنْفُوشَة وَلُونْهَا أحمَرْ وَرْدِي وَالأُخْرَى تَجِدْهَا مُنْكَمِشَة وَلُونْهَا بُنِّي وَهذَا يَعْنِي أنَّ دَمَّهَا فَاسِدْ فَالله خَلَقَنِي هكَذَا بِهذِهِ الرِّئَة وَإِذَا أفْسَدْتَهَا سَتَكُون هكَذَا فَالغَرِيزَة عِنْدِي خَلَقَهَا الله لِلعَطَاء .. لِلنَسْل لِلُوجُودْ فَإِذَا إِسْتَخْدِمْتَهَا إِسْتِخْدَام خَاطِئ تِتْعِبْ هذَا الشَّخْص .. فَكُلَّ شِئ خَلَقَهُ الله طَاهِرْ وَمُقَدَّس وَلكِنْ الإِنْسَان هُوَ الَّذِي يَنْحَرِف بِالشِئ لِلهَدَف غِيرْ المُقَدَّس .
العِلاَج :-
1- إِشْبَع :-
أهَمْ شِئ فِي العِلاَج هُوَ الشَّبَعْ الرُّوحِي .. أي تَقْرَأ سِيَرْ قِدِّيسِينْ كَثِيراً فَهِيَ تُقَدِّس سُلُوكَك وَخَيَالَك وَذِهْنَك وَتَجْعَلَك تَشْعُرْ بِأنَّهَا مُهِمَّة وَبِأنَّ القَدَاسَة شِئ جَمِيلْ جِدّاً وَأنْتَ مَدْعو لَهَا وَتَمْتَلِئ بِالغِيرَة مِنْ سِيَرْ القِدِّيسِينْ .. فَإِقْرَأ مَثَلاَ سِيرَة القِدِّيسَيْنْ مَكْسِيمُوس وَدُومَادْيُوس أوْلاَد المُلُوك الَّذِينَ تَرَكُوا حَيَاتِهِمْ وَتَاجِهِمْ وَذَهَبُوا لِلعَيْش فِي الصَّحَرَاء .. فَهذَا الإِنْسَان تَقَدَّس لله بِالكَامِلْ إِقْرَأ فِي الكِتَاب المُقَدَّس فَإِجْعَلْ لَكَ عِلاَقَة بِالكِتَاب المُقَدَّس .. رَدِّدْ كَثِيراً آيَات مِنْ الكِتَاب المُقَدَّس فَهِيَ تُقَدِّس مَشَاعِرَك وَوُجْدَانَكْ .. فَإِجْعَلْهَا كَسِلاَح مَعَكْ ضِدْ هَجَمَات العَدُو .. فَدَاوُد النَّبِي يَقُول{ كَالسِّهَام بِيَدِ القَوِي } .. أي إِذَا حَفَظَتْ مَجْمُوعِة آيَات فَهِيَ كَالسِّهَام بِيَدِ القَوِي كَمَا يَقُول { مَغْبُوط هُوَ الرَّجُلْ الَّذِي يَمْلأ جُعْبَتَهُ مِنْهُمْ } ( مز 126 – مِنْ مَزَامِيرْ الغُرُوب ) " الجُعْبَة " هِيَ سَلِّة السِّهَام .. فَأنْتَ لاَبُدْ أنْ تَكُون جُعْبِتَك مَلآنَة مِنْ السِّهَام كَيْ تُدَافِع عَنْ نَفْسَك .. إِجْعَلْ مَعَك سِهَام كَثِيرَة .. إِحْفَظ آيَات كَثِيرَة فَحِفْظَك لِلآيَات يُقَدِّس فِكْرَك وَيُعْطِيك مَنَاعَة وَحَصَانَة تَشَبَّعْ بِسِيَرْ القِدِّيسِينْ وَأقْوَالِهِمْ .. فَعِنْدَمَا تُصَلِي صَلِّي بِقَلْبَك كُلَّه وَمَشَاعِرَك كُلَّهَا كَيْ يُغْسَلْ قَلْبَك كُلَّهُ وَمَشَاعِرَك كُلَّهَا تُغْتَسَلْ .. فَعِنْدَمَا تُمَارِس فِعْل الشَّبَعْ هُوَ أهَمْ فِعْل فَالشَّبَعْ بِالله هَلْ لَكَ عِلاَقَة عَمِيقَة مَعَ الله ؟ هَلْ عِنْدَمَا تُصَلِّي تُحِبْ أنْ تَقِفْ تَتَكَلَّمْ مَعَ الله ؟ هَلْ تَجِدْ كَلِمَات تَقُولَهَا لله ؟ وَعِنْدَمَا تَقِفْ دَقِيقَتَيْنِ أتَوِدْ أنْ تَخْتِمْ ؟ فَلاَ يُوْجَدْ عِنْدَك طَاقِة شَبَعْ وَلاَ يَتْرُكَك عَدُو الخِيرْ لِذلِك لاَبُدْ أنْ يَكُون عِنْدَك دَافِع قَوِي أنْ تِشْبَع بِرَبِّنَا وَيَكُون عِنْدَك رُوح قَوِيَة لِلمُقَاوَمَة وَحِفْظ حَوَاسَك .. إِشْبَع بِرَبِّنَا .. فَهَلْ شَعَرْت أنَّكَ قَرَأت الكِتَاب المُقَدَّس وَفَهَمْت الآيَات وَتَجَاوَبْت مَعَهَا وَتَخَيَّلْتَهَا فَهذَا يُنَقِّي وَيُنَظِّفْ عَقْلَك وَقَلْبَك .. { سِرَاجٌ لِرِجْلِي كَلاَمُكَ وَنُورٌ لِسَبِيلِي } ( مز 119 : 105 ) إِقْرَأ سِيَرْ القِدِّيسِينْ وَانْظُرْ ..القِدِيس الَّذِي جَاءَت إِمْرَأة لِتُوقِعَهُ فِي الخَطِيَّة وَتَرَاهَنَتْ مَعَ النَّاس كَيْ تُسْقِطَهُ وَذَهَبَتْ لَهُ فَلَمْ يُرِدْ أنْ يَفْتَح لَهَا .. فَقَالَتْ لَهُ إِنَّهَا تُرِيدْ مِيَاة .. فَأحْضَرَ لَهَا مِيَاة بَعْدَهَا قَالَتْ لَهُ أنَا إِمْرَأة وَحْدِي فِي الصَّحْرَاء وَطَلَبَتْ مِنْهُ السَّمَاح بِالدُّخُول عِنْدَهُ .. فَقَالَ لَهَا .. لاَ .. فَبَكِتْ .. فَأدْخَلَهَا .. فَعَدُو الخِيرْ لاَ يَعْرِض الخَطِيَّة مُبَاشَرَةً فَهُوَ يَقُول لِمَاذَا لاَ نَتَسَلَّى ؟ لِمَاذَا لاَ نَتَكَلَّمْ مَعَ بَنَات ؟ لِمَاذَا لاَ؟ وَعِنْدَمَا دَخَلِتْ جَلَسِتْ وَبَدَإِتْ تُغْوِيه بِالشَّرْ فَأحْضَرَ شَمْعَة وَوَضَعْ أحَدٌ أصَابِعَهُ فِي الشَّمْعَة فَبَدَأَ إِصْبَعَهُ يَحْتَرِق وَقَالَ لَهَا جَسَدِي الَّذِي يَشْتَهِي الخَطِيَّة هَلْ سَيَتَحَمَّلْ النَّار أم لاَ ؟ فَإِذَا كَانَ يَتَحَمَلْهَا سَأفْعَلْ الخَطِيَّة وَلكِنْ إِذَا لَمْ يَتَحَمَلْهَا فَلَنْ أفْعَلْهَا .. وَعِنْدَمَا فَتَحَ النَّاس عَلَيْهِمَا وَجَدُوهُمَا رَاكِعَيْنِ يُصَلِيَانْ .. فَهذَا الإِنْسَان شَبْعَان بِرَبِّنَا وَ النَّفْس الشَّبْعَانَة تَدُوسُ العَسَلْ ( أم 27 : 7 ) .. فَمَا الَّذِي يَجْعَلْ الشَّابْ مَارِجِرْجِس يِغْلِبْ بِنْت مَرْبُوطَة مَعَهُ تُغْوِيه – وَقُلْنَا مِنْ أسْبَاب هذِهِ الخَطِيَّة أنَّهُ يَكُون غَاضِب – وَكَانَ مَارِجِرْجِس مَسْجُون أي مُتَضَايِق مِثْلَمَا قَالَ يُوسِف الصِّدِّيقٌ كَيْفَ أفْعَل هذَا الشَّرَّ العَظِيم وَأُخْطِئُ إِلَى الله ( تك 39 : 9 ) .
2- تَحَفَّظْ :-
فَأنْتَ تَعْرِف أنَّهُ يُوْجَدْ أشْيَاء مُثِيرَة بِالنِسْبَةِ لَكَ .. فَيُوْجَدْ أحَادِيث مُعَيَّنَة .. أفْلاَم .. صَدَاقَات .. صُوَر .. كُلَّ هذِهِ الوَسَائِلْ المُعْثِرَة يَجِبْ أنْ نَتَحَفَّظْ مِنْهَا .. فَالشَّخْص الَّذِي يَقُول كَلاَم بَطَّال لاَ تُعَاشِرَهُ .. وَالَّذِي يَحْمِل صُوَر مُعْثِرَة لاَ تَمِيلْ إِلِيه .. وَالفِيلْم الَّذِي تِعْرَف أنَّهُ مُعْثِرْ لاَ تُفَكِّرْ أنْ تُشَاهِدَهُ فَالَّذِي يَحْدُث أنَّهُ كَثِيراً مَا نَذْهَبْ نَحْنُ لِلشَّرَّ بِأرْجُلْنَا .. فَتَجِدْ شَابَّاً يَعْلَمْ أنَّ هذَا الفِيلْم مُعْثِرْ وَيَدْفَع نُقُود لِيُشَاهِدَهُ فِي السِينَمَا فَكَيْفَ تَعْمَلْ نِعْمِة رَبِّنَا بِدَاخِلِهِ ؟ نِعْمِة رَبِّنَا يُمْكِنْ أنْ تُسَاعِدَك إِذَا كُنْت ضَعِيف وَتَطْلُبْ وَلكِنْ لاَ تُسَاعِدْ عِنْدَمَا تَكُون رَافِضْهَا .. فَالآن يُمْكِنْ أنْ نَعْرِف الفِيلْم مِنْ أسْمَاء أبْطَاله أي خِبْرَاتْنَا الرَّدِيئَة تَجْعَلْنَا نُتَابِعْ الأُمُور وَأصْبَحْنَا نَحْنُ الرَّاغِبِينْ فِي هذَا الأمر وَطَبْعاً وَسَائِلْ الإِعْلاَم تِرَكِّزْ عَلَى ذلِك .. فَمَثَلاً إِذَا قُدِّمَ فِيلْم يَحْتَوِي عَلَى فِكْرَة مُعَيَّنَة وَخُصُوصاً عِنْدَنَا هُنَا فِي مَصْر لاَ يَسْتَمِرْ أُسْبُوع .. وَلكِنْ إِذَا قُدِّمَ فِيلْم يَحْتَوِي عَلَى إِحْدَى الشَّهِيرَات يَظِلْ الفِيلْم سَنَة لأِنَّ النَّاس هِيَ الَّتِي تُرِيدْ ذلِك .. وَذلِك لأِنَّ المُجْتَمَعْ مُتَدَنِّي لَيْسَ فِيهِ فِكرْ أوْ ثَقَافَة فَبَدَأُوا بَدَلاً مِنْ مُخَاطَبِة العَقْل بِمُخَاطَبِة الغَرِيزَة .. فَشَاهِدْ مَثَلاً أي إِعْلاَن لأِي فِيلْم فَهُوَ يَحْتَوِي عَلَى 3 أشْيَاء :0
إِثَارَة إِدْمَانْ عُنْف لِمَاذَا ؟
لأِنَّ هذَا هُوَ الحَبْل الَّذِي يَرْبُطَك بِهِ وَيَجْعَلَك تِذْهَبْ لِمُشَاهَدِة هذَا الفِيلْم .. فَعِنْدَمَا عَمَلُوا أفْلاَم لِتَأرِيخ رُؤَسَاء الدِوَل هُنَا فَشَلِتْ هذِهِ الأفْلاَم رَغمْ أنَّهُ مِنْ المُفْتَرَض أنْ يَكُون إِقْبَال النَّاس عَلَيْهِ كَثِيرْ وَلكِنْ إِذَا كَانَ يُوْجَدْ فِيلْم بِهِ فِيفِي عَبْده أوْ فَيِنْجَحْ .. فَالَّذِي يِجْرِي هِنَا أنَّ الشَّخْص لاَ يُرِيدْ الفِكرْ .. فَمَثَلاً فِيلْم مِثْل فِيلْم غَانْدِي حَصَلْ عَلَى حَوَالِي 20 جَائِزَة أُوسْكَارْ وَعِنْدَمَا جَاءَ مِصْر فَشَلْ .. لِمَاذَا ؟ فَيَقُول النَّاس نَحْنُ لاَ نُرِيدْ قَضَايَا سِيَاسِيَّة أوْ إِنْسَانِيَّة .. فَفِي حِينْ أنَّهُ نَجَحْ نَجَاح كَبِيرْ فِي العَالَمْ كُلَّهُ لأِنَّهُ فِي الخَارِج يُوْجَدْ الجَيِّدْ وَالرَّدِئ .. فَالرَّدِئ مَوْجُودْ وَلكِنْ يُوْجَدْ الجَيِّدْ وَلكِنْ هُنَا لاَ يُوْجَدْ عِنْدِنَا الإِثْنِينْ فَالمَوْجُودْ هُنَا الرَّدِئ وَالرَّدِئ .. الرَّدِئ وَالأرْدَأ .. فَأنْتَ تُقَارِنْ بَيْنَ أرْدَأ فَأرْدَأ .. فَمَثَلاً المَسْرَحِيَات لاَبُدْ أنْ يَكُون بِهَا رَاقَّصَات لأِنَّهُ يَقُول أنَّ النَّاس تِضْحَك عَلَى بَعْض النُكَتْ وَالقَبَاحَة أيْضاً تَحَفَّظْ .. أنْتَ عِرِفْت أنَّهُ يُوْجَدْ أشْيَاء كَثِيرَة جِدّاً تِتْعِبَك .. كَمْ مَرَّة تُشَاهِدْ فِيلْم أوْ صُوْرَة وَتُتْرُك فِيك أثَرْ صَعْب ؟ وَالمَرَّة التَّالِيَة تِفْعَلْ نَفْس المَوْضُوع .. مِثْل الصِعِيدِي الَّذِي أخَذَ 100 قُفَّة عَلَى سَهوَة .. فَنَحْنُ مِثْل هذَا الصِعِيدِي لأِنَّ هذَا الفِيلْم تَعَبَكْ قَبْل ذلِك وَأنْتَ تُشَاهِدَهُ مَرَّة أُخْرَى .. وَفُلاَنَة هذِهِ تِعْرَف أنَّ كُلَّ كَلاَمْهَا وَحَرَكَاتْهَا فِعْل مِنْ الشَّيْطَان وَمَعَ ذلِك تِفْعَل ذلِك مِرَاراً .. مِثْل أنَّكَ عَرَفْت أنَّهُ يُوْجَدْ رَجُلْ يِبِيع طَمَاطِمْ فَاسِدَة وَأنْتَ كُلَّ يَوْم تِشْتِرِي مِنْهُ وَعِنْدَمَا تِذْهَبْ لِلبِيتْ تَأكُلْهَا فَتِتْعَبْ وَتَتَقَيَّأ وَتِتْعَالِج ثُمَّ تِذْهَبْ لِتَشْتِرِي مِنْهُ مَرَّة ثَانِيَة .. تَحَفَّظْ مِنْ صَدَاقَات السُوء وَالمَنَاظِرْ وَالأفْكَارْ .. تَحَفَّظْ مِنْ أي وَسِيلَة تِعْرِض عَلِيك بَاب الشَّرَّ فَأنْتَ إِبْن الله النُقْطَة الأُولَى إِشْبَعْ وَالثَّانِيَة تَحَفَّظْ وَلكِنْ فِي الحَقِيقَة النُقْطَة الأُولَى تُسَاعِد جِدّاً فِي النُقْطَة الثَّانِيَة .. فَإِذَا لَمْ تَشْبَع فَلَنْ تَعْرِف أنْ تَتَحَفَّظْ .. فَالآن أنَا شَبْعَان .. فَعِنْدَمَا يَقُولُونَ لِي أنَّهُ يُوْجَدْ فِيلْم كَذَا أقُول لَهُمْ لاَ أسْتَطِيع .. تِفْتَح مِجَلَّة سَتَجِدْ بِهَا كُلَّ شِئ .. أخْبَار .. رِيَاضَة .. مُجْتَمَع .. دَوْلَة .. مَقَالاَت أدَبْ .. مَقَالاَت قَبِيحَة .. فَأنْتَ الَّذِي يِخْتَارْ وَعِنْدَك وَعْي .. فَتَحَفَّظْ .
3- قَاوِمْ :-
عِنْدَمَا أشْبَعْ وَأتَحَفَّظْ يُمْكِنْ أنْ تَأتِي لِي أفْكَارْ فَالمَفْرُوض أنْ أُقَاوِمْ عِنْدَمَا تَأتِي لِي فِكْرَة وَلاَ أنْهَارْ .. فَأُقَاوِمْ لأِنَّنِي شِبِعْت وَتَقَدَّسْت بِكَلِمَة الله .. أنَا أصْلاً تَحَفَّظْت وَلَمْ أضَعْ نَفْسِي فِي أي مَوْقِفْ مُعْثِرْأوْ مُثِيرْ وَلكِنْ أنَا بَشَرْ .. فَإِذَا كَانَ عَدُو الخِيرْ أرْسَلَ لِي فِكْرَة فَأنَا أرُدْ عَلِيه بِفِكْرَة مِثْلَمَا قَالَ أحَدٌ الأبَاء{ أنْتَ تَضْرَب بِمِرْزَبَّة وَأنَا أضْرَب بِمِرْزَبَّة .. أنْتَ تِضْرَبْنِي هِنَا وَأنَا أضْرَبَكْ هِنَا } عِنْدَمَا تَأتِي لَكَ فِكْرَة سَيِّئَة شِرِّيرَة إِرْشِمْ الصَّلِيبْ وَقُلْ يَارَبَّ يَسُوع الْمَسِيح إِرْحَمْنِي أنَا الخَاطِي .. يَقُول القِدِيس مَارِإِسْحَق { إِسْم يَسُوع جَلدْ لِلشَّيَّاطِينْ }ألَمْ تُجَرِّبْ أنَّهُ عِنْدَمَا يَأتِي لَكَ الشَّيْطَانْ تِجْلِده أم أنَّهُ هُوَ الَّذِي يِجْلِدَك ؟ جَرِّبْ الإِنْتِصَارْ فَهُوَ مُفْرِح وَجَمِيلْ أنْتَ مُحْتَاج أنْ تُثْبِتْ لِنَفْسَك أنَّكَ إِبْن رَبِّنَا وَِأنَّكَ قَادِرْ أنْ تُقَاوِمْ .. فَلَقَدْ أفْقَدَكْ عَدُو الخِيرْ ثِقَتَك فِي الله لأِنَّ كُلَّ مَرَّة يِوَقَعَكْ فَبَدَأت تُشْعُرْ بِعَدَم وُجُودْ الله فِي حَيَاتَك وَأنَّهُ عَاجِزْ عَنْ أنْ يُقِيمَك تِلْمِيذْ أبو مَقَّار ذَهَبَ لَهُ مَرَّة وَقَالَ لَهُ صَلِّي لأِجْلِي لأِنِّي عِنْدِي أفْكَارْ شَهوَة كَثِيرَة تُحَارِبْنِي فَقَالَ لَهُ رَبِّنَا يِحَافِظْ عَلِيكْ .. وَبَدَأَ يُصَلِّي لَهُ .. فَعِنْدَمَا رَأه مَرَّة أُخْرَى وَجَدَهُ تَعْبَان أكْثَرْ بِهذِهِ الأفْكَار فَعَادَ يُصَلِّي مِنْ أجْلِهِ وَقَالَ لِرَبِّنَا أنَا لَمْ أتَعَوَدْ أنْ أطْلُبْ مِنْكَ طَلَبْ وَتَرْفُضَهُ لِي .. سَمَحْ رَبِّنَا لِلشَّيْطَانْ أنْ يَأتِي لأِبو مَقَّار وَقَالَ لَهُ مُنْذُ اللَحْظَة الأُولَى الَّتِي طَلَبْت فِيهَا مِنْ أجْلِهِ وَنَحْنُ إِبْتَعَدْنَا عَنْهُ هُوَ يُحَارِبْ نَفْسَهُ كَثِيراً .. هُوَ يِجْلِبْ عَلَى نَفْسِهِ أفْكَارْ كَثِيرَة .. هُوَ يَأكُلْ كَثِيراً .. يَنَام كَثِيراً فَهَلْ يُمْكِنْ أنْ يَنْطَبِق عَلَيْنَا هذِهِ القِصَّة ؟ فَنَحْنُ الَّذِينَ نَجْلِبْ عَلَى أنْفُسَنَا الخَيَالاَت .. قَاوِم إِرْشِمْ الصَّلِيبْ .. قُلْ الَّلَهُمْ إِلْتَفِتْ إِلَى مَعُونَتِي أسْرِع وَأعِنِّي ( مز 69 – مِنْ مَزَامِيرْ بَاكِرْ )الَّلَهُمْ بِإِسْمَكْ خَلِّصْنِي وَبِقُوَّتِكَ أُحْكُمْ لِي ( مز 53 – مِنْ مَزَامِيرْ السَّادِسَة ) .. رَدِّدْ آيَة 10 مَرَّات فَيُخْزَى العَدُو .. عِنْدَمَا كَانَ يَأتِي العَدُو لِلأنْبَا أنْطُونْيًُوس كَانَ يَقُول { قُمْ أيُّهَا الرَّبُّ الإِله وَلِيَتَفَرَّق جَمِيعُ أعْدَائَكْ } .. أي قُمْ أنْتَ يَا الله إِبْعِدْهُمْ .. فَهذَا يُرِيدْ أنْ يُحَافِظْ عَلَى نَفْسِهِ .. إِضْرَب مِيطَانْيَات .. أُرْفُض الفِكْرَة المُسَيْطِرَة عَلَيْكَ أكْثَرْ .. إِعْمِلْ عَمَل يَدَوِي .. نَظَّفْ حُجْرِتَكْ .. رَتِّبْ مَكْتَبْتَكْ فَبَدَلاً مِنْ طَاقِة الشَّهوَة مِرَكِّزَة عَلِيك مِنْ فِكْرَة وَشَهوَة بَدِّلْهَا بِحَرَكَة وَفِكرْ فَجَسَدَك يِهْدَأ هذَا إِنْسَان يُقَاوِم مِثْلَمَا قَالَ أحَدٌ القِدِّيسِينْ { خَيْر لِي أنْ أموت فِي الجِهَاد مِنْ أنْ أحْيَا فِي السُّقُوطْ } .. إِفْرِض الآن أتوا لَنَا بِجُنْدِي جَسَدَهُ كُلَّه ثُقُوب مِنْ الرُّصَاص فَأنْتَ تَشْعُرْ تِجَاه هذَا الجُنْدِي أنَّهُ بَطَلْ .. أنَا أُرِيدَك أنْ تَسْتَمِرْ فِي جِهَادَك حَتَّى إِذَا ضَرَبَكْ العَدُو لكِنْ صُمُودَك وَمُقَاوَمَتَكْ تُعْطِيكْ إِكْلِيلْ أكْبَرْ مِنْ إِسْتِسْلاَمَكْ .. فَكُلَّ جَرْح يَفْعَلَهُ فِيكْ العَدُو إِكْلِيل لَكْ أمَام الله .. قَاوِمْ فَلاَ يَبْقَى سُقُوطَكْ سَهل .. جَرَّبْ أنَّكَ تُدْخِلْ شَفَاعِة القِدِّيسِينْ فِي حَرْب الأفْكَار وَاصْرُخ قُول" يَا سِتْ يَا عَدْرَا إِشْفَعِي فِينَا .. يَا مَارِجِرْجِس " .. يَقُول القِدِّيسِينْ أنَّ مُجَرَّدْ إِسْم يَسُوع مُرْعِبْ لِلشَّيَّاطِينْ .. مُجَرَّدْ إِسْم يَسُوع تُحْضِرْ رَبَوَات مِنْ المَلاَئِكَة لِتُدَافِعْ عَنَّا .. عِنْدَمَا تَنْتَصِرْ تِفْرَح وَتَشْعُرْ أنَّكَ عِنْدَك قُدْرَة بِنِعْمَة الله إِشْبَعْ تَحَفَّظْ قَاوِم .. إِذَا شِبِعْت وَتَحَفَّظْت وَقَاوِمْتْ .. مِثْلَمَا التَّحَفُظْ مَبْنِي عَلَى الشَّبَعْ كَذلِكْ المُقَاوَمَة مَبْنِيَة عَلَى التَّحَفُظْ وَالشَّبَعْ .. إِذَا شِبِعْت وَتَحَفَّظْت سَتُقَاوِم لأِنَّ عِنْدَمَا تِشْبَعْ وَتِتْحَفَظْ الأفْكَار الَّتِي سَتَأتِي لَكَ لَهَا صِفَتَيْنِ :-
(1) أقَلْ عَدَداً (2) أضْعَفُ نُوعاً
أقَلْ عَدَداً يَعْنِي بَدَلاً مِنْ أنَّهَا تَأتِي طُوَال النَّهَارْ يُمْكِنْ أنْ تَأتِي أثْنَاء النَّهَار فِكْرَة أوْ إِثْنِينْ لأِنَّكَ شِبِعْت وَتَحَفَظْت لأِنَّكَ لَسْتَ جَالِساً بِجِوَار صَفِيحِة زِبَالَة وَلكِنَّكْ إِنْ جَلَسْت بِجِوَار صَفِيحِة زِبَالَة لاَ تِشْتِكِي مِنْ الذُّبَابْ .
4- لاَ تَيْأس :-
إِنْ سَقَطْت لاَ تَسْتَمِرْ فِي السُّقُوطْ وَلاَ تَحْيَا فِي السُّقُوطْ إِنْ سَقَطْت قُول { لاَ تَشْمَتِي بِي يَا عَدُوَّتِي إِذَا سَقَطْتُ أَقُومُ } ( مي 7 : 8 ) { الصِّدِّيقَ يَسْقُطُ سَبْعَ مَرَّاتٍ وَيَقُومُ } ( أم 24 : 16 ) أنَا لَنْ أُسَلِّمْ ذَاتِي لِلعَدُو وَلَنْ أقُول إِنِّنِي سَقَطْت وَانْتَهَى الأمر فَأنَا سَوْفَ أقُوْم وَأمْسِك سِلاَحِي وَالَّذِي ضَرَبَنِي أضْرَبَهُ لاَ تَيَأس عَدُو الخِيرْ ضَرَبْنَا هذِهِ الضَّرْبَة وَأوْقَعْنَا فِي اليَّأس وَيَقُول لَيْسَ فِيكْ فَائِدَة " كَمْ مَرَّة تِعْتِرِف ؟ هَلْ يُمْكِنْ أنْ تِكُون جَيِّداً فِي يُوْم مِنْ الأيَّام ؟ إِنْتَ إِنْتَهِيتْ عَلَى ذلِك " أقُول لَهُ أبَداً سَأقُوْم وَأُقَاوِمْ حَتَّى الدَّم حَتَّى النِهَايَة رَبِّنَا عِنْدَمَا يَأتِي وَيَجِدْنِي أُقَاوِمْ سَيَقْبَلْنِي عِنْدَهُ وَهذَا أفْضَلْ مِنْ أنَّهُ يَجِدْنِي مُسْتَسْلِمْ إِشْبَعْ تَحَفَّظْ قَاوِمْ لاَ تَيْأس أرْجُو نِعْمَة الله لِكُلَّ أحَدٌ فِينَا يَذُوق نِعْمِة رَبِّنَا وَاخْتِبَارْ رَبِّنَا فِي حَيَاته وَيَعِيش القِيَامَة وَيِغْلِب بِنِعْمِته وَبِقُّوَتَهُ وَبِقُّوِة ذَبِيحَتَهُ وَبِقُّوِة جَسَدَهُ المُبَارَك الَّذِي يَدْخُل لِيَسْكُنْ وَيُعْطِي طَهَارَة مِنْ طَهَارَتَهُ وَبِرَّ مِنْ بِرِّهِ إِنَّنَا نَذُوق أنَّنَا هَيَاكِلْ الله أنَّنَا مَدْعُوِينْ دَعْوِة مَلاَئِكَة مَدْعُوِينْ دَعْوِة سَمَاء دَعْوِة مَجْد رَبِّنَا يِكَمِّلْ نَقَائِصْنَا وَيِسْنِدْ كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِته لإِلهْنَا المَجْد الدَّائِمْ إِلَى الأبَدْ آمِينْ