الدوافِع وَ العواطِف وَ الغرائِز فِى سِن الشَّباب

Large image

سنتكلّم اليوم فِى موضُوع بِنعمِة ربِنا أعتقِد إِنّه هام جِدّاً بِالنسبة لِمرحلِة سِنّكُمْ وَ هُوَ عَنْ الدوافِع وَ العواطِف وَ الغرائِز فِى سِن الشَّباب وَ سأقُول لكُمْ آية واحدة قالها سُليمان الحكيِم فِى سِفر الأمثال [ لاَ تفِضْ ينابِيعُك إِلَى الخارِجِ سواقِى مِياهٍ فِي الشَّوارِع 0 لِتكُنْ لك وحدك وَ ليس لأجانِب معك ] ( أم 5 : 16 – 17 ) ، ماذا يقصِد بِينابِيعك التَّى تكُون لك وحدك وَ ليس لأجانِب معك ؟ يقصِد غرائِزك وَ قوّتك وَ الدوافِع الداخِليَّة العمِيقة التَّى لديك ، هذِهِ هى ينابِيعك فَلاَ تجعلها سواقِى مِياه فِى الشوارِع سنتكلّم عَنْ ثلاث نِقاط بِنعمِة ربِنا :-

1- مفهُوم الغرِيزة :-
الغرِيزة هى أىّ شيء طبيِعِى موجُود فِى الإِنسان وَ هى دوافِع حيويَّة أوجدها الله فِى الإِنسان أوْ هى عمل تلقائِى داخِلِى فِى الإِنسان أوجدهُ الله وَ تستطيِع أنْ تقُول أنّها إِستعدادات فِطريَّة أىّ مولُود بِها وَ هى مربُوطة بين الجسد وَ النَفْسَ وَ لها أهداف داخِل الإِنسان ،لِخدمِة حياة الإِنسان ، فهى دوافِع عميِقة فِى الإِنسان فِطريَّة أوجدها الله تشترِك فِيها النَفْسَ وَ الجسد لِغرض خِدمة الإِنسان ، وَ كُلّ غرِيزة لها الدافِع الّذى تتحرّك بِهِ فمثلاً مِنْ ضِمن الغرائِز غرِيزة الجُوع ، وَ ستجِد أنّ الجُوع لهُ دافِع يدفعك لأنْ تأكُل ، وَ لابُد أنْ يكُون عِندك رغبة فِى الأكل ، فهذِهِ غرِيزة عِند الإِنسان ، وَ يُعد الأكل غرِيزة طبيِعيَّة ، وَ قَدْ جعل الله عِندك غرِيزة الأكل حُبَّاً لك وَ إِبقاءاً على حياتك لقد تعرّضت مرّة لِحادِثة صعبة جِدّاً حيثُ توّفى والِد شابة صغيِرة فرفضت الفتاة الأكل وَ أعطيناها دواء وَ حاولنا ، وَ ظلّت خمسة أيَّام بِدُون طعام فبدأت تتعب وَ ذهبنا بِها لِلطبيِب وَ تعبت حتَّى توّفت ، لقد أُصِيبت هذِهِ الفتاة بِعدم رغبة فِى الحياة وَ توّقف المُخ عَنْ إِستقبال أىّ إِشارات ، وَ صار لاَ يوجد لديها رغبة فِى الحياة ، فالله عِندما أوجد الدوافِع فهذِهِ الدوافِع لإِستمرار حياتِى وَ مثلاً مِنْ ضِمن الغرائِز التَّى أوجدها الله فىّ حِفاظاً على حياتِى غرِيزة الخُوف ، فعِندما أجِد نَفْسِى فِى مكان فِيهِ لُصُوص تهجِم علىّ أصرُخ أوْ أجرِى ، وَ إِنْ كُنت تسيِر فِى الشَّارِع وَ هُناك حيوان مُفترِس هارِب مِنْ حديقة الحيوانات ستهرب ، فالّذى جعلك تهرب هُوَ غرِيزة حُب الحياة وَ غرِيزة حُب إِبقاءك حىّ جعلت إِفرازات تحدُث فِى جسمك وَ إِشارات تحدُث جعلت لديك رغبة فِى الهرب حِفاظاً على حياتك فغرِيزة الشهوة هى غرِيزة أوجدها الله فِى الإِنسان ، وَ هى بِسماحٍ مِنْ الله ، وَ بِقصدٍ مِنهُ ، هدفه مِنها حِفظ النوع وَ إِعطاء النسل ، تخيّل لو أنّ الإِنسان ليس عِنده هذِهِ الغرِيزة لكان الجنس البشرِى إِنقرض ، كذلِك إِنْ لَمْ يُعطِينا الله غرِيزة الأكل لكُنَّا مُتنا مِنْ الجُوع ، وَ إِنْ لَمْ يُعطِينا غرِيزة الهرُوب مِنْ المواقِف التَّى فِيها خطر على حياتِى لكان أىّ خطر تعرّضت لهُ كُنت سأُواجِههُ بِدُون مشاعِر ، وَ كان يُمكِنْ أنْ يُحدِث لِى أىّ شيء ، فالدوافِع وَ الرغبات وَ الإِحساسات التَّى أعطاها الله لِى أعطاها لِى كى يحفظ حياتِى ، فهذِهِ مِنْ مظاهِر حُب الله وَ ليست مظاهِر تضُرنِى وَ لكِنّها تُنّمِينِى وَ مِنْ الأشياء الصعبة التَّى يُمكِنْ أنْ تشعُر بِها خصُوصاً فِى سِنّك هذا أنّ هذِهِ الغرِيزة شر لاَ يُضبط ، وَ أنَّك مُتضايِق مِنْ الله ، وَ بينك وَ بين الله عِتاب ، فتقُول لهُ لِماذا سمحت يارب تعمل معِى هذا الموضُوع وَ لِماذا تتعبنِى هذِهِ الغرِيزة ؟ أقُول لك صدّقنِى هذِهِ طاقة حُب جبَّارة داخِلك وَ هى عطيَّة مِنْ الله ، وَ هذِهِ طاقات هائِلة سمح أنْ يُعطِيها لك مِنْ أجل فائِدتك وَ مِنْ أجل خيرك وَ أُرِيد أنْ أقُول لك أنّ الله أعطانا هذِهِ الدوافِع علامات محبَّة وَ إِهتمام مِنهُ لنا وَ ليس لِكى يجعلنا نعيِش فِى قباحة أوْ دنس وَ ليس لِيجعلنِى قليِل فِى عينىَّ نَفْسِى وَ مُذدرِى بِنَفْسِى وَ أشعُر بِالتعب ، لاَ إِنّ الله أعطاها لِى لِكى يسمُو بِى جِدّاً لأقصى درجات الحُب وَ السمو وَ مفهُوم الغرِيزة لابُد أنْ تفهمه مِنْ يد الله وَ تُمّجِد الله بِهِ ، وَ أُريِد أنْ أقُول لك إِنْ الإِنسان عِندما لاَ يكُون عِندهُ غرِيزة تكُون مشاعِرهُ ميِّتة ، فإِنْ كان هُناك إِنسان ليس لديهِ طاقِة غرِيزة داخِل جسمه مِنْ الناحية الشَّهوانيَّة وَ كان خامِلاً مِنْ ناحية الغرِيزة الشَّهوانيَّة فهُوَ إِنسان مِنْ الداخِل بِلاَ مشاعِر جامِد وَ تجِده إِنسان لاَ يعرِف كيف يتواصل مَعَْ مَنَ حوله ،وَ لكِنْ إِذا كان لدى الإِنسان طاقِة غرِيزة موّجهة بِطريقة صحيِحة تجِد هذِهِ الطاقة قَدْ أصعدها وَوّجهها وَ أعطى بِها حُب وَ نمو وَوزّع بِها على كُلّ إِنسان حولهُ وَ شعر فِيها بإِهتمام مِنهُ ، فهى طاقة جبّارة وَ إِنِّى أتخيّل شخص مِثل مُعلّمِنا بولس الرسُول الرجُل الجبَّار وَ طاقِة الحُب الجبَّارة التَّى لديهِ فلقد كان لِدى مُعلّمِنا بولس شهوة جبَّارة لكِنْ بدلاً مِنْ أنْ يجعلها فِى نَفْسَه فتُدّمِرهُ وّجهها للآخرِين ، وزّعها وَ أصعدها فوجد نَفْسَه يُحِب الكُلّ وَ يُعطِى الكُلّ وَ يُشفِق على الكُلّ ، فهى طاقة قَدْ توّزعت بِطريقة صحيِحة 0
وَ هُناك نُقطة ثانية فِى بُعد الغرِيزة التَّى بين الإِنسان وَ الحيوان :-
فكُلاً مِنْ الإِنسان وَ الحيوان لديهُما غرِيزة الأكل وَ غرِيزة الخُوف وَ الشَّهوة ،وَ لكِنْ هُناك فرق بين الإِنسان وَ الحيوان ففِى مُخ الإِنسان ما يُسّمى بِالقشرة وَ هى فِى الإِنسان مسئولة عَنْ كُلّ أفعال الإِنسان الغرِيزيَّة اللإِراديَّة وَ حجمها فِى الإِنسان كبيِر وَ يحتل 2/3 حجم المُخ ، وَ هى توجد لِدى الحيوان وَ لكِنْ بِحجم ضئيِل جِدّاً وَ حجمها كبيِر فِى الإِنسان لِكى تكُون أفعاله الغرِيزيَّة بِتحّكُمْ مِنْ المُخ رغم إِنَّها أفعال غرِيزيَّة فمثلاً إِذا دخل كلب بيت وَوجد فِيهِ طعام فسوف يأكُلهُ دُون مُراعاه لِظرُوف البيت وَمَنَ أكل وَمَنَ لَمْ يأكُل ، وَلكِنَّك يُمكِنْ أنْ تدخُل عِند أقربائِك وَ تكُون جوعان وَعِندما يعرِضُوا عليك الطعام ترفُض وَ تشكُرهُمْ ، فالإِنسان ليس مدفُوع فقط بِغريزتهُ وَلكِنّهُ مدفُوع أيضاً بِعقلِهِ وَ الشَّهوة لِدى الحيوان بِلاَ إِرادة ، بِلاَ عاطِفة ، بِلاَ تفكيِر ، أمّا الإِنسان فإِنّ تصرُّفاته يتحكّم فِيها الإِرادة وَ العاطِفة وَ التفكيِر حيثُ أنّ الإِنسان يتميّز عَنْ الحيوان فِى العقل وَ الإِرادة وَ التفكيِر ، فيمُكِنْ أنْ ترى حيوان يُمارِس الشَّهوة فِى الشارِع أوْ فِى أىّ مكان ، فَلاَ توجد مُشكِلة لأنّهُ يسيِر بِغرائِزهُ فقط وَ القِشرة لديهِ فِى المُخ صغيِرة جِدّاً فِى الأفعال اللإِراديَّة غير مُتحكِّمْ فِيها إِطلاقاً فلقد أعطانِى الله الغرِيزة وَ لكِنّهُ وجد إِنِّى لاَ أضبِطها فأعطانِى المعيار الّذى أضبُطها بِهِ وَ هذا أجمل وَ أرقى ما فِى الإِنسان ، إِنّ الله أعطانِى أفعال لها تحكُّمْ إِرادِى عاطِفِى عقلِى 0
سأقُول لكُمْ مُعادلة رِياضِيَّة بِها ثلاث مُعطيات وَ هُناك إِستنتاجان وَ هى :-
& خلق الله الإِنسان بِعقل وَ شهوة 0
& " " الحيوان بِشهوة دُون عقل 0
& " " الملائِكة بِعقل دُون شهوة 0
الإِستنتاج فإِذا تبع الإِنسان شهواته صار أقل مِنْ الحيوان ، ليه ؟ عشان أنا عِندِى حاجة زِيادة إِذا تبع الإِنسان عقله صار أعظم مِنْ الملائِكة ، ليه ؟ لإِنْ أنا عِندِى شهوة وَ الملايكة معندهُمش شهوة وَ يُمكِنْ أنْ يعمل الله معِى عمل جبَّار فِى حياتِى إِنْ وجّهت شهوتِى بِطريقة صحيِحة ، فقامات القداسة التَّى تنتظرنِى غير عاديَّة فهُوَ يفتح لِى الباب ، فما أجمل أنْ يضبِط الإِنسان شهواته بِعقلِهِ وَ بِرُوحِهِ وَ بِعواطِفِهِ وَ بِإِرادتِهِ ، وَ ما أدنى مَنَ يسيِر وراء شهواته فهُوَ مسكيِن وَإِنْ نظرت فِى برنامِج يعرِض لِفتاة فِى حالِة عُرى تقُول مسكِينة فإِنّها قَدْ أخلت نَفْسَها مِنْ أجمل ما تملُك0000 إِنسانِيتها فِى إِحدى المرَّات قال لِى ولد حالِلنِى يا أبونا فلقد رأيت منظر على الإِنترنت بِدُون أنْ أقصِد ، فقُلت لهُ بِأىّ قصد فتحت الإِنترنت ؟ فقال لِى صدّقنِى يا أبونا كُنت بعمِل " search كشف " على موضُوع آخر ، فسألته لمّا رأيت شيء مِثل هذا حاولت تغيّر الموضُوع أم جلست تُشاهِد ؟ قال لِى حاوِلت أغيَّر الموضُوع ، فقُلت لهُ النظرة التَّى نظرتها جاءت فِى ذهنك بعد ذلِك ؟ فقال صدّقنِى يا أبونا الإِحساس الّذى جاءنِى أنّ هؤلاء البنات العريانِين مساكِين صعبُوا علىّ جِدّاً فكيف تبيِع إِنسانة نَفْسَها وَ كيف تهُون فتاة على نَفْسَها فتكُون فِى منظر خليِع ؟ وَ كيف نكُون مِثل الحيوانات وَ إِنْ كان الحيوان لهُ عُذره إِنْ تبع غرائِزهُ لكِنّنا لاَ نعذُر الإِنسان إِذا تبع غرائِزهُ [ لاَ تفِضْ ينابيعُكَ إِلَى الخارِجِ سواقِي مِياهٍ فِى الشَّوارِعِ ] ، فلقد أعطاك الله ينابِيعك لأهداف سامِية0
كيف تعمل الغرِيزة ؟
لِلغرِيزة جانِب عقلِى وَ جانِب إِنفعالِى وَ جانِب تنفِيذِى فتجِد أنّ العقل لابُد أنْ يعمل ، فمثلاً إِذا أخذنا المِيكانِيزم الطبِى لِلغرِيزة الجنسيَّة فِى الإِنسان ستجِد أنّ العقل يُرسِل إِشارات لِلغُدّة النُخَّاميَّة فيُثار العقل بِشهوة بِإِشارة شهوانيَّة لِلغُدّة النُخَّاميَّة فتُرسِل الغُدّة النُخَّاميَّة إِشارة إِلَى الأعضاء التناسُليَّة فتفرِز الأعضاء التناسُليَّة هرمُون فِى الدم يُشعِل الشهوة ،وَ نَفْسَ الشيء يحدُث فِى غرِيزة الخُوف ، فالعقل يُرسِل إِشارة لِلغُدّة النُخَّاميَّة فتُرسِل الغُدّة النُخاميَّة إِشارة لِلغُدد المسئولة عَنْ الخُوف فتفرِز هرمُون الأدرينالِين فِى الجسم فيبعث إِشارات للأعضاء أنْ تجرِى ، عشان كده يقولك الكلب يشِم الحرامِى وَبِالنسبة لِلطعام فإِنّ المُخ يُرسِل إِشارة لِلغُدّة النُخَّاميَّة التَّى تُرسِل إِشارة لِلغُدد المسئولة فتجعل اللُعاب يحدُث لهُ إِفراز فيحدُث الرغبة أوْ اللبيِدو فِى أنْ تأكُل وَ التحكُّم فِى الشَّهوة يتِم عَنْ طرِيق هذِهِ الخطوات وَ لكِنْ أهمها وَ أخطرها ما يأتِى عَنْ طرِيق العقل ، فكُلّما أكُون جيِّد أقطع الرِسالة مِنْ بِدايِتها فَلاَ تحتقِر غرائِزك وَ لاَ تنظُر إِليها نظرة دنِيئة لأنّها عمل الله ، وَ لقد سمح الله أنْ تكُون الغرِيزة مربُوطة بِعواطِف سامية جِدّاً وَإِرادِة الإِنسان ، وَ سمح أنْ تكُون فِى أقدس أقداس الإِنسان وَ أنْ تحمِل قوّة الإِنسان ، وَ الغرِيزة التَّى عِندك مِنْ عطايا الله الثمِينة عِندك لِذلِك فقد حدّثتك فِى مفهُوم الغرِيزة ثُمّ كيف تعمل هذِهِ هى عطايا الله لك وَ هى قُدس أقداسك وَ هذا كنزك ، فإِيَّاك أنْ تأخُذ كنزك وَ تبيِعه فِى الشَّارِع بِأرخص الأثمان[ لاَ تفِضْ ينابِيعُك إِلَى الخارِجِ سواقِى مِياهٍ فِى الشَّوارِعِ لِتكُنْ لك وحدك وَ ليس لأِجانِبَ معكَ] ، وَالمقصُود بِالأجانِب كُلّ ما هُوَ غرِيب فالإِنسان عِندما يكُون مُتحيِّر فِى توجِيه طاقاته فَلاَ يوجد أجمل مِنْ محبِّة الله التَّى تُوّجِه الطاقات بِالطرِيقة الصحِيحة وَ لاَ يوجد أجمل مِنْ أنْ أُخرِج طاقات جسدِى فِى صُورِة حُب وعطاء لِكى لاَ تكُون العطايا التَّى أعطاها الله لىّ لِنموِى هى هى لِهدمِى أوْ تدمِيرِى فَلاَ تستجِيب لِلنداءات الحيوانيَّة وَ لاَ تستجِيب لأنْ تتبع النَّاس التَّى تُثِير الغرائِز ، وَ مِنْ أكثر الأشياء التَّى تتعِبنا هى أنْ نسيِر بِالغرِيزة دُون العقل وَ كثيراً ما يُحِب الإِنسان أنْ يسلُك بِالغرِيزة دُون العقل فعِندما يُعلِنْ لك فِى التلِيفزيُون لِمُدِة 30 ثانية فقط عَنْ فيلم لابُد أنْ يُخاطِب عِندك الغرِيزة فيعرِض لك مشهد عُنف أوْ منظر شهوة00 عُرى أوْ دنس أوْ منظر إِدمان فهُوَ يلعب على وتر الشَّهوة فإِنْ إِنسقت لِهذا الوتر أصبحت أقل مِنْ الحيوان وَ أصبحت مِثل الكلب الّذى يلقُون لهُ بِعظمة فيجرِى خلفها وَ تصّور أنّهُمْ ينجحُون فِى ذلِك وَ يجعلُوا الأولاد كُلّها تُقبِل على ذلِك وَ يجعلُوا الأولاد يتخلّون عَنْ أجمل ما فِيهُمْ وَ هُوَ عقلهُمْ وَإِرادتهُمْ وَعواطِفهُمْ إِنّ الله يسمح للإِنسان أنْ تكُون عِنده الغرائِز مِنْ أجل تقدِيسه وَرفعه وَمِنْ أجل أنْ يُصعِد هذِهِ القوّة لله وَمِنْ أجل أنْ يستثمِرها الله لِلخير وَالبُنيان ،لِذلِك أُرِيد أنْ أقُول لك أنّ النَّاس التَّى تُعطِى حياتها لله يُعطُون حياتهُمْ بِالكامِل لله ، لِدرجِة أنّ الإِنسان يُحِب أنْ يعيِش راهِب أوْ بتُول أوْ مُكرّس وَ يُرِيد أنْ يُصعِد كُلّ طاقاته لله وَ يُقدِّم لهُ شهواته وَ نَفْسَه ، كُلّه يصيِر مُحرقة لله ، أمَّا الإِنسان الّذى لاَ يعرِف يُوّجِه هذا الأمر فيجِد نَفْسَه مُتعب إِنّ الإِنسان غير مُصّمِمْ لِكى يعيِش مِثل الحيوان وَلَمْ يخلِقهُ لِذلِك ، فالحيوان عِندما يُمارِس الغرِيزة أوْ يأكُل طعام غيره ضمِيره لاَ يتعِبه لأنّهُ ليس عِندهُ عقل وَ لاَ عاطِفة وَ لاَ مشاعِر ،لكِنْ الإِنسان عِندما ينظُر نظرة شهوانيَّة فهُوَ يتخلّى عَنْ إِنسانيته 0
كيفيَّة توجِيه الطاقة أوْ الغرِيزة ؟
إِنّ الغرِيزة طاقِة حُب وَ طاقة جبَّارة داخِل الإِنسان ، فالمفرُوض أنْ تكُون طاقِة بُناء وَ طاقِة حُب وَ طاقِة عطاء ، وَ لقد أوجد الله الغرِيزة فِى الإِنسان مِنْ أجل إِبقاء النُوع وَمِنْ أجل مُمارسة الحُب وَمُمارسة العطاء ، فالرجُل يُحِب زوجته وَ الزوجة تُحِب زوجها وَالزوج وَالزوجة يُحِبُّوا أولادهُمْ ، وَ لقد خلق الله التواصُل فِى الجنس البشرِى كى يجمع الجنس البشرِى وَ يجعلهُ عائِلة واحِدة ، فالزواج يُوّحِد الجنس البشرِى وَ يُوّحِد المجموعات ففِى مرّة كان هُناك قبيلتين مُختلِفتين مَعَْ بعضهُما البعض فذهبُوا لِشخص حكِيم وَ أخبروه أنّهُمْ يُرِيدوا أنْ يتصالحُوا ، وَ لكِنْ لاَ يوجد فائِدة أبداً ، فكُلّما يتصالحُوا يقتلوا ناس لنا فأخبرهُمْ الحكِيم أنّ الحل الوحِيد هُوَ أنْ تتزّوجُوا مِنْ بعض وَ لِذلِك نجِد أنّ الله كان يُحذِّر أولاده جِدّاً مِنْ الإِقتران بِالأُمميات وَ الغرِيبات لِئلاّ يكُونوا واحِد لأنّ الله يعرِف أنّ الزواج أساسه التوحيِد ، لِذلِك فنحنُ يُمكِنْ أنْ نكُون فِى مُجتمِع ينظُر إِلَى الغرِيزة نظرة دنيِئة ، فإِيّاك أنْ تشترِك معهُمْ فِى ذلِك حتَّى أنّهُمْ يُتّفِهُوا مِنْ أقدس المُقدّسات فيُشّبِهُون الزواج بِالدنس ، فلقد إِرتبط الزواج بِالدنس وَ لكِنْ الزواج فِى المسيِحيَّة أمر آخر فحاوِل أنْ تُوّجِه غرائِزك بِطريقة صحيِحة وَ أنْ تفهمها بِطريقة صحيِحة وَ تُصعِدها لله فهذِهِ سواقِى وَ المفرُوض أنّ السواقِى ترمِى ماء فِى حقل أوْ فِى بِئر لكِنْ لاَ ترمِيها فِى الشَّارِع [ لاَ تفِضْ ينابِيعُك إِلَى الخارِجِ سواقِي مِياهٍ فِي الشَّوارِعِ ] ألاّ تُلاحِظ أنّهُمْ عِندما يأتوا لِيُنّظِمُوا مُِباريات كُرة وَ يقُولُوا مثلاً أنّ الفرِيق القومِى سيلاعِب فرِيق الجزائِر فِى مُبارة هامَّة جِدّاً وَ حاسِمة جِدّاً فيعملُون مُعسكر مُغلق لِمُدّة شهر مثلاً ،غرض هذا المُعسكر المُغلق أنْ يجعل الّذى يلعب لاَ يُفكِّر فِى شيء غير المُبارة وَ يبتعِد عَنْ زُوجته فَلاَ يعيِش هَمَ زُوجته وَ لاَ تخرُج غرِيزتهُ مَعَْ زُوجته ، فهُمْ يُرِيدُون كُلّ طاقته تخرُج فِى المُبارة ، فيبعِدونه عَنْ زُوجته حتَّى تخرُج طاقتهُ الغرِيزيَّة فِى المُبارة وَ عِندما يُحضِرُوا الحُصان لِيُدخِلوه السبق يبعِدوه عَنْ أُنثاه لأنّهُمْ يُرِيدُون أنْ تخرُج طاقته فِى السبق ، إِذاً فهذِهِ الطاقة طاقِة نُصرة ، وَالطاقة التَّى داخِلك طاقِة تميُّز ، فتخيّل أنَّك تهدِم هذِهِ الطاقة ، وَلِذا أُرِيد أنْ أقُول لك أنّ الإِنسان الّذى يتبع غرائِزهُ تجِدهُ إِنسان مُترّدِد ، خجُول ، عصبِى ، فما عِلاقِة ذلِك بِالغرِيزة ؟إِنّ النَفْسَ نَفْسَ واحِدة وَ الإِنسان الّذى تكُون غرِيزتهُ غير مُنضبِطة تجِدهُ شخص غير واثِق فِى نَفْسَه ، قلِق ، عصبِى ، طاقاته مُهدرة ، فذهنه غير مُرّتب وَ عينيهِ غير مُستقِرّة لأنّهُ إِنسان ساقيته تفيِض فِى الشَّارِع ، فِى حِين تخيّل عِندما تكُون ينابيعُك داخِلك تكُون شخص غنِى وَ جبَّار فتُخرِجها وَ لكِنْ فِى مِيعادها وَ فِى إِتجاهها فتخرُج مُوّجهة لِلبُنيان وَ بِصُورة صحِيحة لقد سمح الله أنْ تكُون غرِيزتنا مُوّجهة بِالعقل وَ العاطِفة وَ الإِرادة ، وَ أعطاك الله كُلّ هذِهِ العناصِر فلِماذا لاَ تُوّجهها بِطرِيقة صحِيحة ؟ إِنّ الله لَمْ يخلِق شيء دنِس أبداً وَ لو أنّ الله يعرِف أنّ هذا الشيء دنِس ما كان عملهُ ، وَ لكِنّنا نحنُ الّذين نُدّنِس الأُمور التَّى أعطاها الله لنا فيمُكِنْ أنْ يُعطِى الله الإِنسان الأكل لِكى يعيِش بِهِ ، فنجِد الإِنسان ينحرِف بِالأمر وَبدلاً مِنْ أنْ يأكُل لِكى يعيِش يبدأ يتلذّذ فِى المأكل وَ المشرب وَ يتحّول الأكل مِنْ مُجرّد غرض لإِبقاء الحياة إِلَى لذّة وَ شهوة وَ الله لاَ يقصِد ذلِك فالله لَمْ يُعطِينا الأكل لِكى نُحّوِلهُ إِلَى هدف إِنّ عطايا الله مُباركة وَ أجمل سِن فِيهِ طاقِة شهوة هُوَ أنتُمْ ، وَ أجمل سِن يُمكِنْ أنْ نأخُذ مِنهُ طاقِة عمل هُوَ أنتُمْ ، فحركات المُجتمع فِى الخارِج تُؤمِن جِدّاً بِسِن الشباب ، شباب ثانوِى ، لأنّهُمْ يُدرِكُوا أنّهُ أكثر سِن فِيهِ حماس وَشهامة وَمسئوليَّة وَرِجُولة ، فتجِد شباب ثانوِى يمسِكُوا عمليات الإِسعاف وَ الإِنقاذ فِى العالم كُلّه ، وَ يمسِكُوا تنظيِم المرُور فِى الشوارِع ، فهُوَ عِنده طاقة فبدلاً مِنْ أنْ يُدّمِر بِها يخدِم بِها وَيُنّظِم الإِحتفالات وَيُنّظِم المؤتمرات وَيُرّحِب بِالضيُوف ، وَعلى مُستوى الكنيسة أنت سِن مُهِم جِدّاً فِى الخِدمة فمُمكِنْ تُحضِر أولاد وَ مُمكِنْ أنت تقُود وَ تُنّظِم الأولاد لِكى يذهبُوا إِلَى رحلة ترفِيهيَّة ، فهذا سِن مُهِم جِدّاً وَ لكِنْ يجِب أنْ نُوّجِه طاقاتِنا بِصُورة صحيِحة 0
الناحية العاطِفيَّة :-
إِنّ العاطِفة فِى الإِنسان هى عطيَّة مِنْ الله وَ قَدْ أوجدها الله لِلحُب وَ التواصُل ، أوجدها لِكى يُوّحِد بِها البشريَّة ، وَ لِكى نُمارِسها وَ نخرُج مِنْ سُلطان ذاتنا ، فَلاَ نكُون نحيا لأنفُسنا ،وَ كما قُلنا أنّ هدف الله فِى الغرِيزة مُقدّس وَ لكِنْ الإِنسان أحياناً ينحرِف بِها ، فكذلِك ينحرِف بِها الإِنسان ( العاطِفة ) فيُحِب بِها نَفْسَه وَ يُرّكِز طاقِة حُبّه كُلّها فِى نَفْسَه ، كيف يُرضِى نَفْسَه ؟ وَ كيف يُرضِى شهوته ؟ كيف يُرضِى غروره ؟ إِنّ طاقِة الحُب الجبَّارة التَّى أعطاها الله لِى عِندما أرّكِزها داخِل نَفْسِى فإِنّها تُدّمِرنِى ، فالشمس مثلاً الله خلقها لِتدخُل بيوتنا وَ لكِنْ إِنْ أراد شخص أكبر كمية مِنْ الشمس لِتدخُل بيته فعمل على تجميِع أشِعة الشمس عَنْ طريق عدسة فتكُون النتيِجة أنْ يحترِق بيته ، كذلِك إِذا رّكِزت طاقِة عاطِفتك على نَفْسَكَ فقط فتجِد أنّ هذِهِ العاطِفة تُدّمِرك ، فلقد أعطاك الله العواطِف لاَ لِتُدخِلها جواك وَ تقفِل عليها وَ لكِنْ لِتُعطِيها وَ تبذلها مِنْ ألوان الإِنحراف بِالعاطِفة أنْ يُحاوِل الإِنسان أنْ يضع فِى ذهنه إِنسانة مُعيّنة يُعجب بِها وَ يتعلّق بِها عاطِفياً وَ تتعلّق بِهِ عاطِفياً تحت بند الحُب ، تقولِى طيب يا أبونا مش دى حاجة طبيعيّة ربنا عطهانِى ، هُناك لُونين مِنْ ألوان الحُب وَ هُما:0
+ حُب شهوانِى + حُب رُوحانِى + حُب رُومانسِى
الحُب شهوانِى :-
وَ فِيهِ لاَ ينظُر الولد إِلَى الشخصيَّة أياً كانت فهُوَ يُحِب الإِنسانة مهما كانت شخصيتها ، إِلاّ أنّهُ يتعامل معها كشيء وَ ليس كشخص ، فهى بِالنسبة لهُ أداة لإِشباع شهوة فقط ،وَ هذا حُب شهوانِى ، وَ هذا مُستوى مُتدنِّى جِدّاً 0
مُستوى الحُب الرُومانسِى :-
الحُب الرُومانسِى الّذى يُمكِنْ أنْ يُقال عنهُ أنّهُ حُب طاهِر ، وَ سوف أُثبِت لك الآن أنّهُ حُب غير طاهِر ، فدافِع الغرِيزة وَدافِع الشهوة موجُود فِيهِ وَلكِنْ مُستتِر لأنّهُ حُب إِستهلاكِى أنانِى ، فإِنْ عرفت أنّ هذِهِ الإِنسانة حدث لها حادِث وَكُسِرت رقبتها وَرجليها إتلوحت وَعنيها طلعت لِبرّه فماذا ستقُول ؟ يا حول الله يارب خيرها فِى غيرها ، وَ لكِنْ إِنْ حدث ذلِك مَعَْ أُختك – لا قدّر الله – أعتقِد أنّ حُبّك لأُختك وَ طاقِة حُبّك وَ التَّى كانت مدفُونة داخِلك ستظهر عِندما يحدُث هذا الأمر وَستُحِب أُختك وَتخدِمها أكثر لقد كُنت تُحبّها حُب قدِيم وَ لكِنْ عِندما ظهر فِيها ضعف قُلت أنا لاَ أُرِيدها ، لِذلِك إِذا وجدت زُوج قَدْ مرض تجِده هُوَ وَزُوجته مُتحِدين مَعَْ بعض وَتخدِمه وَتسهر عليه وَتُعطيه حُب وَرِعاية رغم كونه يمكِنْ أنْ يكُون غائِب عَنْ الوعى ، وَ لكِنْ لأنّ هُناك حُب رُوحانِى جمعتهُ الكنيسة ، فإِنْ كُنت تُرِيد أنْ تعرِف الحُب فأعرفه بِالعطاء وَ هُناك حُب يُقال عنهُ الحُب المسئول ، فالشاب الناضِج الّذى عِنده إِستعداد لِيُضّحِى وَ يبذِل وَ عِنده إِستعداد أنْ يُعطِى وَ لاَ يأخُذ ، إِنّ عاطِفتك لَمْ توجد لأنَّك راسِم فتاة فِى خيالك وَ تجلِسُوا تتكلّموا وَ تُضيِّعُوا عُمركُمْ فِى هذا الحلم وَ فِى النهاية إِمّا أنْ تأخُذها أوْ لاَ تأخُذها ، وَ غالِباً 99 % أنَّك لَنْ تأخُذها فأنت عِندما تكُون تُفكِّر فِى إِنسانة ما غالِباً ستكُون فِى مِثل سِنّك ، وَ عِندما تكبروَ تنجح فستجِد بِمُعدّل كُلّ أسبوعين تلاتة يأتِى لها عرِيس ، فتجِدها تقولك إِنْ البيت يضغط علىّ وَهُناك شخص متقدّم لِى مِنْ أمريكا وَمعهُ شقّة وَسيارة وَسيأخُذنِى معهُ لِلخارِج وَ تقولك آسفة أرجوك لاَ تتصِل بىّ بعد كده وَ حا أبعت لك بِجواب شُكر وَإِنسى كُلّ الّلِى فات ، إِنّ الواقِع يفرِض ذلِك فلتُوّجِه عواطِفك بِطريقة صحيِحة وَأجعلها تخرُج فِى الوقت المُناسِب ، فعِندما تُصبِح مسئول وَتنضُج وَشخصيتك تنضُج فستجِد أنّ عواطِفك بدأت تتحرّك نحو إِنسانة تأخُذها مِنْ يد ربِنا وَ تكُون مُهيَّأ إِنّ عاطِفتك الآن غير ناضِجة وَ مُتذّبذِبة ، فقد تكُون الآن مُتعلِّق بِفتاة وَ تدخُل هى كُليَّة تِجارة وَ تدخُل أنت كُليَّة صيدلة ، وَ بعدما تنتهِى تشعُر أنّها ليست الإِنسانة المُناسِبة لك ،وَ أنَّك تُرِيد إِنسانة إِمّا طبيبة أوْ صيدليَّة لِكى تتماشى مَعَْ عقلك وَ مَعَْ طبيعتك ، وَ قَدْ تُسافِر لِلخارِج فتجِد أنّ هذِهِ الفتاة قَدْ سقطت مِنْ نظرك ، ففِى الماضِى كُنت سطحِى وَ لاَ تنظُر لِلأُمور نظرة عميِقة ، لكِنْ الآن فأنت تُرِيد إِنسانة مُحترمة فإِجعل عواطِفك مُوّجهة بِصُورة صحيِحة وَ أجعل عِندك ضبط لِعواطفك[ لاَ تفِضْ ينابيعُكَ إِلَى الخارِجِ سواقِي مِياهٍ فِي الشَّوارِعِ ] ، فأجعل عواطِفك مُوّجهة ، فالإِنسان الحكيِم يكُون ضابِط لِنَفْسَه وَقَدْ يقُول لِى فرد إِنِّى متعلّق بِفتاة وَ نحنُ مُصمّمِين على الزواج ، فلنقُل أنّكُمْ ستتزوجُوا بعد مرور عشر سنيِن مَعَْ التفاؤل ، مِنْ هِنا لِعشر سنيِن ما شكل العِلاقة بينكُمْ ؟ تليِفونات سرّيّة ، مُقابلات خلفيَّة ، إِنّ الفتاة التَّى تفعل ذلِك مِنْ خلف أهلها لاَ تثِق فِيها أنْ ترتبِط بِها عُمرك كُلّه لأنّ التَّى فعلت ذلِك وَ خبّأت عِلاقة مَعَْ أُمّها وَأبوها يُمكِنْ أنْ تفعل ذلِك وَتُخبِّىء عِلاقة مِنْ زوجها ، فأنا أخُذ بنت عِندما أقُول لها " فِى الحقيقة أنا مُنجذِب إِليكِ وَ أُحِبُكِ " ، تقُول لِى " هذا الموضُوع نضعه فِى يد ربِنا وَ لتكُنْ مشيئتهُ وَ أنا أحترمك وَ أنت إِنسان غالِى علىّ وَ لكنِّى لاَ أستطيِع أنْ أرتبِط بأحد إِلَى أنْ أنتهِى مِنْ كُلّيتِى وَ أنت يُمكِنْ أنْ تأتِى وَ تتكلّم لإِنِّى لاَ أستطيِع أنْ يكُون لِى أىّ عِلاقة بك أوْ أىّ إِتصال بك فِى الفترة الحالية " ، هذِهِ هى الفتاة المُحترمة التَّى يُمكِنْ أنْ تأتمِنها أنْ تكُون فِى يوم مِنْ الأيَّام أُم لأولادك ، لكِنْ غيركده فهى إِنسانة مُستهتِرة ، غير مسئولة ، غير أمينة ، إِنسانة مُخادعة ، وَ مِنْ المؤكد أنّ هذِهِ الفتاة إِنْ إِستمرِت على هذِهِ العِلاقة مَعَْ شاب فِى الخفاء ستكُون كثيرة الكذب على الأقل فكيف تأتمِنها وَكيف يرتاح ضميرك ؟ وَ لِماذا تسمح لِنَفْسَكَ بأنْ تُوضع فِى مِثل هذا الموقِف ؟إِنّ الشاب يكّوِن نَفْسَه النهارده فِى حوالِى مِنْ 7 – 10 – 12 سنة حتَّى يستطيِع أنْ يُقدِم على الزواج ، وَ ستجِد مُعظم الفرق بين البنات فِى حدوُد 7 – 8 – 10 سنيِن ،وَ هذا الفرق هُوَ فترِة جِهاد الولد بعدما أنهى دِراستهُ ، فالإِنسانة التَّى سترتبِط بِها حالياً فِى حضانة أوْ فِى إِبتدائِى ، وَ لِهذا فهذا أمر المفرُوض أنْ تضعه فِى يد الله وَ تكُون مالِك لِنَفْسَكَ لِماذا تضع نَفْسَكَ فِى تجرُبة أنْ تتعلّق بِفتاة وَ تتعلّق هى بك وَ فِى النِهاية يأتِى إِنسان مُستعد وَجاهِز وَ يأخُذ الفتاة التَّى كُنت تُرِيدها فِى لحظة وَ تتدمّر أنت لقد جاءتنِى فِى مرّة فتاة مُضطرِبة جِدّاً وَ هى كانت مُرتبِطة عاطِفياً بِشاب وَ عِندما أتى لها شاب مُستعد نسيت كُلّ شيء وَإِرتبطت بِالولد الآخر ، وَقالت لِى إِنّ فُلان قَدْ جاء لهُ سُكّر ، فلقد كان مُتعلِّق بِها جِدّاً وَ كان يضع عليها أمل كبيِر وَ عِندما تركتهُ إِنفعل مَعَْ نَفْسَه لِدرجِة أنّهُ أُصيِب بِمرض السُكّر ، وَ سألتنِى لأىّ مدى أشعُر إِنِّى مُخطِئة يا أبونا ؟ فقُلت لها للمدى الّذى كُنتِ تُشّجعينهُ على العاطِفة ، فإِنْ كُنتِ تضبُطِى العاطِفة وَ لاَ تسمحيِن لهُ بِأنْ تزداد عاطِفته فَلَنْ تشعُرِى بِالخطأ ، لكِنْ إِنْ كُنتِ تُشّجعينهُ فهُناك جُرم منكِ تِجاه هذا الولد0فلِماذا الطاقة التَّى أعطاها لك الله لِتبنِى بِها حياتك وَ تبنِى بِها بيتك تُهدِرها فِى غير أوانها وَ يقُول الحكيِم [000 لِماذا تموت فِى غير وقتك ؟ ] ( جا 7 : 17 ) ، لِماذا تُضمر شبابك وَ حياتك وَ عواطِفك فِى غير وقتها ؟ إِنّ العاطِفة التَّى أعطاها لك الله هى عاطِفة تبنِى بِها نَفْسَكَ ، فعِندما تسيِر فِى الخارِج تجِد سيُول أنهار هابِطة وَقَدْ تظُن أنّها ستهدِم الدُنيا وَ لكِنّهُمْ يجِدُون ذلِك خير حيثُ يصنعُون لها مجارِى كى يُحّوِلُوها إِلَى مِياه حلوة ، وَ تعيِش بِلاد كثيرة على ماء المطر فهذا خيربِالمثل فإِنّ طاقِة العاطِفة التَّى داخِلك إِنْ وجّهتها بِصُورة صحيِحة ، وَ إِذا كُنت تستفيِد مِنها بِشكل صحيِح تكُون خير ، وَ إِنْ لَمْ تستفد مِنها تذهب فِى الشَّارِع وَ تهدِم البيُوت ، فلقد أعطاك الله الطاقة التَّى داخِلك لِكى تُصعِدها وَ تُنّمِيها أرجُو أنّ الله يكُون أنار عِقُولنا تِجاه الغرِيزة وَ العاطِفة ، وَ أنْ نعرِف أنّ عطايا الله عطايا ثميِنة [ لاَ تفِضْ ينابيعُكَ إِلَى الخارِجِ سواقِي مِياهٍ فِي الشَّوارِعِ ] ربِنا يكمِلّ نقائِصنا وَ يسنِد كُلّ ضعف فِينا بِنعمِته وَ لإِلهنا المجد دائِماً أبدياً آمين

عدد الزيارات 3421

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل