الأسرة والحوار

Large image

هناك صفة جميلة جداً نتعلمها من رب المجد يسوع وهي صفة الحوار الهادئ البناء المُحب ظهر جداً مع المرأة السامرية واليوم نريد أن نتعلم ذلك { فجاءت امرأة من السامرة } ( يو 4 : 7 ) حوار صعب جداً من إنسانة شريرة وغالقة لقلبها وواضعة حواجز كثيرة بينها وبين يسوع مثل حاجز الجنس والإنتماء واللغة والعقل وبدأ يدخل معها في حوار{ إذهبي وادعي زوجِك وتعالي إلى هنا أجابت المرأة وقالت ليس لي زوج قال لها يسوع حسناً قلتِ ليس لي زوج } ( يو 4 : 16 – 17 ) وبدأ يقتحم حياتها رغم عدم رغبتها في الكلام معاه

نحن في عصر فيه ضغوط وهموم كثيرة ولا يخلو بيت ولا شخص من هم وحزن وضيق فصرنا عصبيين ولا نعرف كيف نتحاور بدون خلاف وأصبح الحوار فيه ضوضاء وإزعاج والنتيجة تكون إبتعاد الأطراف عن بعضها بدل من الإقتراب في الفكر نتيجة الحوار الهادئ بالحوار الهادئ حوَّل الإنسانة الخاطئة إلى كارزة وبدل الإنسانة الغالقة لقلبها إلى ساجدة وبدل الإنسانة المتخوفة والهاربة من الناس إلى كارزة لكل الناس نحن نحتاج لمثل هذا النموذج من الحوار الحوار مهم في الأسرة لأنه أساس لعلاج الأمور ولنمو الحب والتعبير عن المشاعر الأسرة هي النواة الأولى في الكنيسة الكنيسة تعتمد على الأسرة في النمو الروحي للأولاد لأن الأولاد يأتون للكنيسة ساعة في الإسبوع ولكنهم في الأسرة 167ساعة في الإسبوع الأسرة تقدر أن تفعل الكثير للأولاد إما تجعلهم يحبوا الله ويحبوا الكنيسة وممكن الأسرة تجعل الأولاد يكرهون الذهاب إلى الكنيسة ممكن أقول لشخص يجب أن تذهب للكنيسة بطريقة تكرَّهه في الذهاب إلى الكنيسة الأسرة هي التي قدمت للمسيح صورة عن كيف يكون المؤمنين في حب وشركة هي التي قدمت شهداء وقديسين ورهبان ونساك هناك أُسر بالكامل كانت تذهب للإستشهاد كلهم متفقين على شئ واحد وفكر واحد الأم والجدة يُسلمون الإيمان عديم الغش وبسبب عدم قدرتنا على الحوار يحدث بُعد ولا يوجد حوار رغم وجودنا في بيت واحد أكبر مشكلة عدم وجود حوار مشترك بين أطراف الأسرة وهذا أمر خطير يؤثر على وحدتنا ومحبتنا وعلى رباط الصلح الكامل الله خلق لنا لسان ليكون لنا اللغات لنتحدث بها ونشترك مع بعض في الحديث والفكر المشكلة أن واحد يتكلم والثاني غير فاهم لما يقوله ومشكلة أخرى هي عدم القدرة على التعبير منذ القديم نرى أن الله محب جداً للحوار رغم أن الإنسان تراب ولا شئ بالنسبة لله إلا أن الله يحب التفاهم مع أولاده ويتناقش معاهم مثلما فعل مع إبراهيم بخصوص حرق سدوم وعمورة ويتفاوض إبراهيم مع الله من 50 شخص إلى 10 أشخاص ويقول له { أديان كل الأرض لا يصنع عدلاً }( تك 18 : 25 ) ولأن الله قلبه كبير ولأنه يحب إبراهيم إحتمله حتى خجل إبراهيم وبدأ يقول{ شرعت أكلم المولى وأنا تراب ورماد } ( تك 18 : 27 ) وبدأ يتضع في الكلام بسبب كثرة محبة الله وطول أناته والله في الكلام مع قايين قال له { إن أحسنت أفلا رفع وإن لم تُحسن فعند الباب خطية رابضة وإليك اشتياقها وأنت تسود عليها } ( تك 4 : 7 ) الكلام باتضاع يجعل الذي أمامك يتكلم بذوق أكثر مع يعقوب تكلم وتصارع معه ومسكه يعقوب { لا أُطلقك إن لم تباركني } ( تك 32 : 26 ) ما هذه الجرأة ؟ هي بسبب الأحضان الأبوية التي تجعل الإنسان عنده ثقة ودالة عند الله ويونان عندما كرز للمدينة وتابت تحاور معه الله ليُقنعه حوار بأمثلة من الله ليكسب الكل حتى لو وجد في الإنسان عناد كبرياء عدم رغبة أو إنصراف لهو تصميم المرأة السامرية لم يكن لديها رغبة في توبة ولم تكن منتظرة أحد ليوبخها ولكنه هو الداعي الكل إلى الخلاص الله جعل من أولاده عظماء وصار الله إسمه " إله إبراهيم وإسحق ويعقوب "وموسى صار إسمه " كليم الله " وكلم ربنا وقاله " إن لم تسامح وتغفر لكل الشعب إمحو إسمي من كتابك "( خر 32 : 32 ) إيليا النبي لما عرف أن إبن الأرملة مات دخل إلى مخدعه وصلى لله وقال له{ أيها الرب إلهي أ أيضاً إلى الأرملة التي أنا نازل عندها قد أسأت بإماتتك ابنها } ( 1مل 17 : 20 )من الذي أعطاه كل هذه الجرأة ؟ حق البنوة يجب أن تكون حواراتنا من أجل البنيان ومن أجل ربح النفوس مثل حوارات داود في المزامير { إلى متى يارب تنساني } ( مز 12 ) حوارات كلها حب واتضاع وداود كان شاعر إنه محبوب من الله وكان يقوله { من أجل داود عبدك لا ترد وجهك عن مسيحك } ( مز 131 – من مزامير النوم ) من منا يقول لله " عشان خاطري "الله كثيراً ما تراجع عن دينونة بسبب صلوات الأباء ومن أجل أحباؤه يفعل كثيراً الله يعلمنا الحوار من أجمل الحوارات حوار يسوع مع بطرس بعد القيامة { يا سمعان بن يونا أتحبني } ( يو 21 : 15 )وسمعان مكسوف منه وخايف ومرعوب إن يسوع يكلمه ويعاتبه على نكرانه ليه ولكن يسوع لم يفعل ذلك بل كلِّمه بحوار رقيق " أتحبني " ؟ سأله ثلاث مرات " أتحبني " ؟أحد العلماء قال " تكلم لكي أراك "أراك من الداخل تظهر من الكلام .. ونحن كثيراً لا نرى أولادنا وأعماقهم من الداخل نحن نرى أشكالهم من الخارج فقط ولا نعلم شئ عن أخطاؤه التي في الداخل وعندما تجد شئ خطأ في إبنك لا تغضب عليه بل أصلحه بالوصية وبالإنجيل وبالمكتوب ربي إبنك ليس فقط على مستوى الجسد ( أكل ، لِبس ، تعليم ) بل ربي كيانه الداخلي وروحياته لأن الحروب قوية والعالم مغري ومُقنع { الخطية وهي متخذة فرصة بالوصية خدعتني بها وقتلتني }( رو 7 : 11) ونحن أجسادنا بها نزعات تميل وترغب في الخطية يجب أن نكتشف أخطاء أولادنا لنُصلحها أحياناً أولادنا يكون عندهم شكوك في الإيمان مثلاً في موضوع التجسد أو الفداء أو أي موضوع إبحثي عن كتاب أو شريط يتكلم عن الموضوع وتعلم أنت وإبنك منه ستعلم ذلك من خلال الحوار معه ممكن أكتشف وجود موجة من الإستهتار في حياته ويريد اللعب واللهو والكسل فقط عالجي الأمور ورتبي فرص للخروج مع بعض بدل ما يقوم بهذا مع أصحابه البيت ليس فندق للمبيت ممكن نصلي ونأكل ونتكلم مع بعض يجب أن يكون هناك إتصال وبنيان مع بعض ممكن نكتشف من خلال الحوار وجود معتقدات خاطئة عند إبنتي مثلاً عن السحرأو الحسد ممكن أكتشف أن إبني بدأ يتعلم عدم الأمانة في الغش أو السرقة أو عدم الأمانة وجِّهه بشكل مُستتر ولا تفضحه الحوار يكشف الأخطاء وينمي الحب مشاركة الهموم تُزيد المحبة شارك أولادك همومهم واجعليهم يُشاركوكِ همومِك إفتح باب للحوار معهم كثيراً ما نسمع الأولاد يقولون أن لا أحد يعلم أي شئ عني ولا أحد يحبني وتشعر إنها تعيش في الحياة وحيدة ولذلك عندما تجد من يقول لها كلمة حلوة أو كلمة مديح تنجذب إليه مباشرةً لأنها جعانة إلى الحب ولا تجد من يراعيها الحوار يوحد البيت يكون لنا فكر واحد ومنهج واحد كنت أتكلم مع الأولاد عن المذاكرة فقلت لهم المذاكرة تعطي نجاح ← فرح ← ثقة في نفسك ← إحترام الآخرين فرحوا جداً بالكلام هذا بدل ما الأهل يقولون " ذاكر ذاكر " وبس شجعه بدل الأوامر وهذا الكلام يحتاج أن يُعاد وأن نعطي أمثلة الحوار يجب أن يكون هادئ أحياناً الأم تشعر بضعفها فتعوض ذلك بالعصبية والأولاد يفهمون ذلك ويضعوا الأم في هذا الموقف لينتهي الحوار على ذلك بدون فائدة كثرة الإنتهار والتوبيخ يُفقد المعنى وأحياناً يصل الولد إلى عدم التأثر بالإنتهار ويُصبح البيت بلا سلطان على الأبناء يجب أن يكون الحوار هادئ ومليان حب لأن المحبة تجعل الطرف الآخر مُستجيب لابد من احترام وجهات نظر أولادنا لا تحتقر وجهة نظرهم لو إبني بيحب الكرة لا تزدري به بل تفاهم معه كل سن له سمات ممكن شخص كبير ينتقد الصغير لميله إلى أمر معين ويسرد له عيوب هذا الأمر ولكنه مُعزي بالنسبة للشخص الصغير لأن سنه يجعله ينظر للأمور بطريقة مختلفة عن الكبير وتكون الأمور معزية أمامه أكثر من الكبير شجع الأولاد على إهتماماتهم ورغباتهم إحترم وجهة نظر الشخص الذي أمامك واعرف هوايات أولادك ونمي موهبتهم ولكن بشكل لا يتعارض مع باقي واجباتهم وإلا تكون نتيجة الكلام عناد وفشل القديس كبريانوس يقول أن الأب والأم يجب أن يكون عندهم حب بلا تدليل وحزم بلا قسوة أحياناً التدليل الزائد يكون مُفسد وكذلك الحزم يفرِق كتير عن القسوة ربنا يسوع علمنا كيفية الحوار البناء مع الكل وهو الذي يعلمنا كيفية الحوار مع الكل لنربحهم للمسيح ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته ولإلهنا المجد دائماً أبدياً آمين

عدد الزيارات 1645

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل