هدف الحياة

Large image

يقول بولس الرسول في رسالته إلى فيلبي ﴿ لكن ما كان لي ربحاً فهذا قد حسبته من أجل المسيح خسارة بل إني أحسب كل شيءٍ أيضاً خسارة من أجل فضل معرفة المسيح يسوع ربي ﴾( في 3 : 7 – 8 ) .. ما أجمل أن يعرف الإنسان هدفه وغايته في الحياة ويحيا من أجله .. أن يعرف غرضه ويسعى إليه كما يقول بولس الرسول ﴿ أسعى نحو الغرض ﴾ ( في 3 : 14) .. والرب يسوع المسيح يقول ﴿ لأجل هذا أتيت إلى هذه الساعة ﴾ ( يو 12 : 27 ) لأنه يعرف هدف مجيئه .. ويقول الكتاب المقدس ﴿ وحين تمت الأيام لارتفاعه ثبَّت وجهه لينطلق إلى أورشليم ﴾ ( لو 9 : 51 ) .. ثبَّت السيد المسيح نظره على هدفه الذي جاء إليه ولم ينصرف عن خطته خطة الخلاص * هدف * .. فما أصعب أن يعيش الإنسان بلا خطة .. بلا أمل .. بلا رجاء .. بلا رسالة وبلا هدف سوف يغلبه الملل ورتابة الحياة التي تقوده إلى الضجر والضيق .. ولكي يقاوم وينتصر على هذا الإحساس عليه بتحديد هدفه وترتيب أولوياته .. بذلك يكون الإنسان راضي عن نفسه وعن حياته .. تُقسم الأهداف والأولويات إلى :-

أولاً : الأهداف الروحية :-
أ/ رِبح الملكوت ( خطة طويلة المدى ) :-
فالإنسان بعيد النظر هو الذي يدنو بعقله وقلبه إلى الدار الخالدة التي أعدها الله لمحبي إسمه القدوس والتي فيها النعيم الخالد والإمتلاء الكامل ربنا يسوع المسيح حين أرسل رسله قال لهم ﴿ توبوا لأنه قد اقترب ملكوت السموات ﴾ ( مت 3 : 2 ) فإن هدف التوبة ملكوت السموات نعم ملكوت السموات هدف يجب السعي وراءه نصلي كل يوم ونقول ﴿ ليأتي ملكوتك ﴾فإن رِبح الملكوت يحتاج إلى جهاد روحي حتى تصل إليه رِبح الملكوت لا يأتي إلا بإرضاء الله والتمتع بشركة دائمة معه .. هذه الشركة تأتي بإزدياد عشرتك معه .. بالقراءات الروحية وقراءة الإنجيل .. بحفظ المزامير والألحان والتسابيح بالشكر الدائم ومحاربة الرذائل .. بالجهاد الروحي المستمر وتقوية علاقتك بالسمائيات .. بحب الخدمة والعطاء المستمر حتى تشعر بأنك تقترب إلى الملكوت إن هدف الله من خلق الإنسان أن يتمتع بشركة دائمة معه في الملكوت المعد لنا منذ تأسيس العالم .. أصعب شئ في الحياة هو السعي وراء هدف آخر غير الهدف الأساسي الذي خلقنا من أجله – وقت ضائع وجهد ضائع – فإجعل هدفك إرضاء الله أولاً ثم العالم ومتطلباته .. ﴿ أطلبوا أولاً ملكوت الله وبره وهذه كلها تزاد لكم ﴾ ( مت 6 : 33 ) .. لا تندهش من القديسين الذين غلبوا العالم وشهواته لأن لهم هدف واضح ومحدد ألا وهو ملكوت الله وبره .. نذكر أستير الملكة فهي عندما دخلت إلى القصر لم تُغر ولم تفرح ولم تقبل ما به من متع الحياة وتقول يوم إنتقالي إلى القصر لم أشترك في ولائمهم ولا أفراحهم ولم أُسر بملبس أو مظهر .. هدفها روحي .. الأنبا أنطونيوس باع ماله ليشتري الملكوت فهو هدفه روحي .. لذلك ينبغي أن نقول دائماً وفي كل وقت ﴿ مستعد قلبي يا الله مستعد قلبي ﴾( مز 56 – من مزامير السادسة ) .. من أجل هذا تعلمنا الكنيسة أن نقول كل يوم قبل النوم﴿ هوذا أنا عتيد أن أقف أمام الديان العادل .... لكن توبي يا نفسي مادمتِ في الأرض ساكنة ﴾ .
ب/ خطة قصيرة المدى ( يومية ) لإرضاء الله كل يوم :-
سؤال ينبغي أن تطرحه على نفسك كل يوم .. هل أرضيت الرب يسوع المسيح هذا اليوم ؟هل رفعت قلبي ويدي إليه ؟ هل مجدت إسمه القدوس ؟ هل طلبت منه أن ينير ذهني لكي أعرف قيمة حياة الملكوت وأن كل كنوز العالم وثرواته لا تساوي شيئاً أمام خسارة الملكوت ؟ هل شكرته لأنه أنار لك الطريق لكي يعيدك إلى حضنه مرة أخرى ؟ هل ثبَّت هدفك وفكرك نحوه ؟ .
ثانياً : الأهداف الشخصية :-
الآن تقوم بوضع أهدافك الشخصية بأمان وارتياح شديد لأنك أديت هدفك الروحي واجتهدت لأنك تضمن أنك إنسان مستريح في الله .. ضع خطة للحياة اليومية وحدد أهدافك الشخصية والإجتماعية .. يجب أن تمتلك مهارات خاصة لأننا في عصر يسمى * بعصر التميُّز * .. يجب عليك معرفة وإتقان مهارات تميزك وتنمي قدراتك في الحياة .. فما أكثر الشباب في عالمنا هذا الذي يسعى في طريقه وهو غير مؤهل عملياً وعلمياً .. يجب أن تمتلك فكر وهدف وأن تضع ثلاث خطط لتحديد هدف لكل فترة :-
أ/ خطة قصيرة المدى ..... من يوم إلى شهر .. * هدف * .
ب/ خطة متوسطة ..... خلال سنة وإثنين .. * هدف آخر * .
ج/ خطة طويلة المدى ..... خلال 10 سنوات .. * هدف ثالث أكبر * .
رؤيتنا لحياتنا يجب أن تكون أفضل وأوقع .. كن واقعياً في تقدير قدراتك .. يجب أن تنمي مواهبك الخاصة لكي تكون نافعة عند الله ويستخدمها فيك مثل ما حدث مع داود النبي الذي كانت لديه مَلَكَات خاصة إستخدمها الرب يسوع فيه ورفع إسمه عالياً .. فإذا كانت هناك مواهب ضعيفة نميها واستغلها حتى تصل إلى هدفك .. من الأمور المؤسفة أن تنظر لنفسك نظرة دونية أي ترى نفسك لا تستطيع عمل شئ ولا تعرف شئ .. فقم بأعمال مفيدة لكي تشعر بالرضا عن نفسك وبالتالي تصنع شخصيتك ثم أبديتك والرب يسوع المسيح يوضح أهدافنا جميعاً ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته ولإلهنا المجد دائماً أبدياً آمين

عدد الزيارات 4805

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل