أناوالآخر

Large image

بِنِعمة رَبِّنا سَأتَكَلَّم معكُمْ فِي موضُوع يَمِس حياتنا العَمَلِيَّة جِدّاً وَهُوَ عَنْ " أنَا وَالآخر " .. القِدِيس بُولِس الرَّسُول فِي رِسَالَتَهُ إِلَى فِيلِبِّي 2 : 4 – 5 يَقُول [ لاَ تنظُرُوا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى مَا هُوَ لِنَفْسِهِ بَلْ كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى مَا هُوَ لآِخَرِينَ أيضاً . فَليَكُنْ فِيكُمْ هذَا الفِكرُ الَّذِي فِي المَسِيحِ يَسُوعَ أيضاً ] .. سَأتَكَلَّمْ مَعْكُمْ فِي ثَلاث نُقط وَهُمْ :-

1/ مَنْ هُوَ الآخر ؟ :-
غِيرِي هُوَ الآخر بِالنِسبة لِي .. أي شخص .. أخِي .. أُختِي .. زَمِيلِي .. زِمِيلتِي .. جَارِي .. جَارتِي .. أي إِنسان أيّاً إِنْ كَانَ شكله أوْ لُونه أوْ دِينه أوْ إِنتمائه هُوَ بِالنِسبة لِي آخر .. هُوَ كُلَّ مَنْ حولِي .. هُوَ كُلَّ شخص فَقِير .. ضَعِيف .. قَوِي .. كُلَّ كَائِن حولِي هُوَ الآخر مَا هِيَ عِلاَقتِي بِالآخر ؟ القبُول .. فَالآخر لابُد أنْ أقبله .. كُلَّ آخر لابُد أنْ يَكُون لَهُ قبُول لَدَيَّ وَلاَبُد أنْ لاَ أتَعَامل مَعْهُ بِجِمُود وَلاَ بِقلب مُغلق .. لاَبُد أنْ يَكُون كَائِنْ يُحترم .. فلترى كُلَّ واحدة مجال عِلاَقِتها وَأصدِقائها وَأقارِبها فليكُنْ عددهُمْ مَثَلاً 50 ، 200 فَمَا هِيَ عِلاَقتِك بِهُمْ فهل نظرِتِك لِفُلاَنة أنَّها غِير مُحَبَّبة لَكِ .. وَهذِهِ لاَ تحتمِلِيها .. وَهذِهِ رُفَيَعة .. وَهذِهِ طَوِيلة وَهذِهِ لاَ أُحِب أنْ أرَاها فهل الآخر هُوَ شخص لاَبُد أنْ يقبلِك أوَّلاً ثُمَّ تقبليِنَهُ ؟ وَإِنْ لَمْ يُقَدِّم لَكِ الآخر شِىء فَإِنَّكِ لاَ تحتَمِلِيه وَيَكُون الآخر بِالنِسبة لَكِ مصدر عطاء .. وَإِنْ كَانَ مصدر أخذ لاَ أحتَمِله فَكُلَّما لاَ أقبل الشخص الآخر أعرِف إِنِّي لاَ أقبل نَفْسِي وَهذَا هُوَ سِر رفضِي لِلآخر وَعدم شعُورِي بِالآخر وَلَكِنْ عِندما أقبل نَفْسِي بِكُلَّ عيوبها وَكُلَّ نقائِصها فَإِنِّي سَأقبل الآخرِين كُلَّهُمْ وَذلِك لأِنِّي أعرِف إِنَّ نَفْسِي فِيها عيُوب كَثِيرة جِدّاً وَعَلَيَّ أنْ أُقَاوِمها وَأُصلِحُها فَعِندما أجِد فِيهِ عيُوب أقُول إِنَّه مِثْلِي فَأتَقبله أحد القِدِّيسِين يَقُول [ إِنْ تَصَالحت مَعَْ الله تَتَصَالح معك السَّماء وَالأرض ] فَكُلَّما تَصَالحت مَعَْ نَفْسِي تَصَالحت مَعَْ الآخرِين وَقَبلتهُمْ بِكُلَّ عيوبهُمْ وَكُلَّ أخطاءِهِمْ وَكُلَّما لاَ أقبل الآخر فَأكِيد يوجد فِي دَاخِلِي أُمور لاَ أقبلها .. فَكُلٍَّ مِنَّا لاَ ينظُر لِمَا هُوَ لِنَفْسه بَلْ إِلَى مَا هُوَ لِلآخر .. فَالإِنسان الَّذِي يقبل الَّذِي حوله فَإِنَّهُ ينظُر جمال الَّذِي حوله .. حَتَّى وَإِنْ كَانَ يوجد فِيهِ نَقَائِص فَإِنَّهُ يقبلها فَكُلَّما أرى كيف أنَّ رَبِّنا محتملنِي وَيُطِيل أناته عَلَيَّ أحتمِل النَّاس وَأُطِيل أناتِي عَلَى النَّاس فَرَبِّنا محتملنِي وَسَاكِت عَلَيَّ وَعَارِف بِكُلَّ ضعفِي وَكُلَّ عجزِي وَعَارِف زَلاَّتِي .. فَالجَمِيل جِدّاً إِنِّي أشعُر أنَّهُ كَمَا أنَّ رَبِّنا محتملنِي أحتمِل أنَا أيضاً النَّاس .. القِدِّيس مَارِأفرآم السُريانِي يَقُول[ المجد لك يَا مَنْ تحتمِلنِي ] .. أنتَ ياربَّ بِتُعطِينِي فُرص كَثِيرة لِلخَلاص وَمَعَْ ذلِك أنتَ قابلنِي وَمحتملنِي بِالرغم مِنْ خَطِيتِي فَكيف أرفُض إِخوتِي ؟ فَإِنْ كُنت أنتَ بِتغفِر لِي إِلَى هذا الحد فَكيف لاَ أغفِر لإِخوتِي فَمِنْ الآيات الجَمِيلة الرائِعة الَّتِي قِيلت فِي سِفر العدد إِنْ رَبِّنا [ لَمْ يُبصِرْ إِثماً فِي يَعْقُوبَ وَلاَ رَأى تَعَباً فِي إِسْرَائِيلَ ] ( عد 23 : 21 ) ..رَبِّنا كَثِيراً مَا رأى آثام فِي يعقُوب .. فَهُمْ أتعبوه وَأتعبوه وَكَثِيراً مَا تَمَرَّدُوا عليه وَقَالُوا لَهُ إِنَّ طَعَامك سَخِيف .. فَمَا هذِهِ النظرة الجَمِيلة ياربَّ رغم كُلَّ هذِهِ الآثام ؟!! رَبِّنا بِينظُر لَنا هكذا وَيَقُول [ كُلُّكِ جَمِيلٌ يَا حَبِيبَتِي لَيْسَ فِيكِ عَيبةٌ ] ( نش 4 : 7 ) .. فَأنتِ بِكَامِلِك حِلوة .. فَعِندما تفهمِي هذِهِ الرِسالة فَإِنَّكِ سَتُكَلِّمِي الآخرِين وَتَقُولِي لَهُمْ " كُلِّك جَمِيلة " .. وَأرى زِميلتِي هذِهِ كُلَّها جَمِيلة أصعب شِىء إِنِّي أنظُر لِلَّذِي أمامِي وَأرَكِز عَلَى عِيبه فقط وَلاَ أطِيق أنْ أراه .. لاَ إِقبلِي الآخرِين لأِنَّ رَبِّنا متأنِي عليكِ جِدّاً وَقَابلِك .. فَفِي صَلاة القِسمة فِي القُدَّاس نَقُول[ يَا قَابِل القَرَابِين الَّذِي بَدَلاً عَنْ الخُطاه قَدَّمتَ ذَاتك ] .. [ أصحاب الكَثِير وَأصحاب القلِيل الخَفِيات وَالظَّاهِرات ، وَالَّذِينَ يُرِيدُونَ أنْ يُقَدِّموا لَكَ وَليسَ لَهُمْ .... ] ( أُوشِيَّة القَرَابِين ) .. لاَبُد أنْ تشعُرِي إِنْ رَبِّنا قابلِك بِكُلَّ مَا فِيكِ .. فَنَقُول لَهُ [ إِقبل مِنَّا نَحْنُ الخُطاه ] .. فَعِندما أقبل الآخرِين أشعُر إِنِّي لِيَّ نَصِيب وَمكان فِي حُضنه .. فَالإِنسان القابِل نَفْسه بِكُلَّ مَا فِيها مِنْ عيُوب يَعرِف أنْ يقبل أعداءه وَيُحَوِّلهُمْ لإِحبائه .. وَالإِنسان الغِير قابِل لِنَفْسه لاَ يقبل أحِبَّاءه وَيُحَوِّلهُمْ إِلَى أعداء .
2/ الآخر هُوَ المَسِيح :-
قاعدة جَمِيلة جِدّاً " أُنظُرِي لأِي إِنسان أيّاً إِنْ كانت جِنسِيته فَمَنْ الَّذِي عمله ؟ رَبِّنا " إِذن أي إِنسان هُوَ خِلقة رَبِّنا وَهُوَ عمل الله .. وَلِذلِك أستطِيع أنْ أرى الله فِي الإِنسان .. فَهُوَ صنعِة الله وَهُوَ صورة الله وَعمله .. فَهُوَ كيان إِلهِي وَلِذلِك المفرُوض أنْ أحترِمه وَأحِبَّه وَأقبله فَلَوْ تَيقنت هذِهِ النُقطة بِأنَّ أي كَائِن هُوَ عمل الله فَلاَ يَكُون أمامِي إِنسان وَلَكِنْ هُوَ يد الله وَلِذلِك نَقُول لَهُ [ يَداكَ صنعتانِي وَجَبَلَتَانِي ] ( مز 119 – القِطعة 10 ) .
مُستحِيل إِنْ رَبِّنا يعمل شِىء رَدِئ .. فَرَبِّنا جعل مجده وَجَلاَله فِي الإِنسان وَنَقُول[ كُلَّ شئ أخضعتَ تحتَ قَدَمَيهِ ] ( مز 8 – مِنْ مَزَامِير بَاكِر ) .. فَالإِنسان رَبِّنا مَيِّزه بِسُلطانه وَمجده وَجَلاَله وَلَكِنْ عِندما أتعامل مَعَْ الشخص كَشخص فَإِنِّي لَنْ أرى الله وَلَكِنْ سَأرى عيوبه وَأرى الشِىء الإِسوِد .. حَقِيقةً أنَّ الخَطِيَّة بِتُشَوِه مَلاَمِح الإِنسان وَلَكِنْ لاَ أقدِر أنْ أقُول أنَّهُ عِندما تَتَشوه الصورة الله لاَ يَكُون بِدَاخِل هذِهِ النَفْس وَلَكِنْ الله فِي النَفْس نِيافة الأنبا مُوسى أُسقُف الشباب جَاءَ إِليهِ شخص مِنْ الخارِج لِزِيارة مصر وَكَانَ فِي وقتها الأنبا مُوسى خَادِم عِلمانِي .. فَأرَادَ الرجُل أنْ يزور كَنائِس مصر القدِيمة فَأخذَ الأنبا مُوسى وَركبُوا التِرام وَكَانَ التِرام زحمة جِدّاً وَمملوء بِالنَّاس .. فَالأنبا مُوسى أُحرج مِنْ ذلِك وَاعتذر لِلرَجُل عَنْ هذا الإِزدِحام فَقَالَ لَهُ الرَجُل " أنَا فرحان جِدّاً إِنِّي أرى الله فِي جَمِيع وجوه هؤلاء " فِي كُلَّ إِنسان نرى صورة الله .. فَالله خلقنا عَلَى صورته وَمِثاله فهل مَيَّز ناس عَنْ ناس ؟!.. لاَ .. فَنَحْنُ أساساً عَلَى صورته .. إِذن الآخر هُوَ شخص رَبِّنا يَسُوع .. فَالقِدِيس يُوحنَّا الحَبِيب فِي رِسَالته الأُولَى يَقُول [ لأِنَّ مَنْ لاَ يُحِبُّ أخَاهُ الَّذِي أبْصَرَهُ كَيفَ يَقْدِرُ أنْ يُحِبَّ الله الَّذِي لَمْ يُبْصِرْهُ ] ( 1يو 4 : 20 ) إِذن الوسِيلة لِمَحَبَّة الله هِيَ مَحَبَّة الآخر .. إِذن مُجتمعِي الضَيِّق الَّذِي أعِيش فِيهِ هُوَ الَّذِي أرى فِيهِ رَبِّنا فَلاَ أستخرِج عِيُوب للآخرِين .. فَعِندما تَرِي أي عِيب فِي الآخرِين قُولِي أنَا هكذا بَلْ وَأكثر .. وَلِذلِك رَبِّنا سمح إِنْ أي خَطِيَّة أرَاها فِي أي أحد لاَبُد أنْ يَكُون بِدَاخِلِي جِذرها فَعِندما أرى إِنسان بِيسرق أقُول لِنَفْسِي أنَا فِي دَاخِلِي حُب المال .. وَعِندما أرى إِنسان بِيزنِي أقُول أنَا فِي دَاخِلِي الشَّهوة وَأقُول أنَا فِي دَاخِلِي كذا وَكذا المرأة الخاطِئة الَّتِي أُمسِكت فِي ذات الفِعل وَأحضرُوها لِلمَسِيح رَبِّنا يَسُوع قَالَ لَهُمْ [ مَنْ كَانَ مِنْكُمْ بِلاَ خَطِيَّةٍ فَلْيَرْمِهَا أوَّلاً بِحَجَرٍ ] ( يو 8 : 7 ) وَلقد كَانَ حُكمْ الرجم قَاسِي جِدّاً .. فَكَانُوا بِيحفروا حُفرة بِطول الشخص مرتِين وَيِرموه عَلَى ظهره وَأوِل حجرتِين يرمِيهُمْ إِثنِين شهُود فَلَوْ أنَا تعاملت بِمنهج رَبِّنا يَسُوع فَأنَا مملوء بِالخَطَايا فَكيفَ أرجِمْ غيرِي ؟ فَالمفرُوض أنْ أغفِر لِغيرِي .. فَكَذَلِك رَبِّنا يَسُوع أرَادَ وَهُوَ الإِله أنْ يأخُذ صورة الخُطاه لِكي لاَ نرفُضَهُمْ بُولِس الرَّسُول عِندما يكتُب رِسالة لِفلِيمُون عِندما سرقهُ عبده أنسِيمُوس وَيُرِيده أنْ يقبله فَإِنَّهُ كَتَبَ لَهُ إِعتذار وَقَالَ لَهُ كَلِمة جَمِيلة .. قَالَ لَهُ [ فَاقْبَلْهُ نَظِيرِي ] ( فل 1 : 17) .. فَلاَ تعتبِره أنسِيمُوس وَلَكِنْ إِعتبره بُولِس .. رَبِّنا يَسُوع بَاعِث لَكِ رِسالة يَقُول لَكِ فِيها زِمِيلتِك هذِهِ الَّتِي لاَ تقبلِيها إِعتبرِيها أنَا .. فَالآخر هُوَ شخص رَبِّنا يَسُوع بِنَفْسه وَلِذلِك أنَا مِنْ خِلاَل الآخر لاَبُد أنْ أرى الله وَعمله .. وَلِذلِك رَبِّنا يَسُوع قَالَ [ بِمَا أنَّكُمْ فَعَلْتُمُوهُ بِأحَدِ إِخْوَتِي هؤلاَءِ الأصَاغِرِ فَبِي فَعَلْتُمْ ] ( مت 25 : 40 ) .. فَأي بِر فعلته مَعَْ الآخر كَأنَّكَ قَدْ فعلتهُ معِي .. فَمَا رَأيك عِندما تَكُون هكذا ؟!!!! لاَبُد عِندما أنظُر لإِنسان أقبله نَظِير الله .. أقبله وَأغفِر لَهُ .. فَمَا أجمل النَفْس الَّتِي ترى النُقط المُضِيئة فِي الآخرِين فَتفرح .. مَا أجمل النَفْس الَّتِي تُقَدِّم لِلآخر وَأراهُ فِي بهاء رَبِّنا وَأشعُر أنَّ رَبِّنا هُوَ الَّذِي أرسل لِي هذَا الشخص لِكي أنصِلح فِي نُقط مُعَيَّنة وَأرى رَبِّنا فِي شخصه المعَلِّم إِبرَاهِيم الجوهرِي المُحِب لِلعطاء كانت تأتِي إِليهِ النَّاس الشَّحَاذِين وَمِنْ كثرِة عَطَاياه كَانُوا بِيجّمَّعُوا بعض وَيَقُولُوا أنَّهُ يوجد رجُل لاَ يُرجِع أحد وَلاَ يحرِجه .. فَكَانَ كُلَّ مَنْ يدخُل إِليهِ يُعطِيه .. فَوَاحِد دَخَلَ إِليهِ مرَّة وَأعطاه وَدَخَلَ إِليهِ مرَّة أُخرى فَأعطاه ثُمَّ دَخَلَ إِليهِ مرَّة ثَالِثة وَأعطاه وَهَكذَا إِتفق الشَّحاذِين عَلَى مَنْ مِنْهُمْ يستطِيع أنْ يجعله يِتنرفِز فَتَسَابقُوا فِي الدِخُول .. وَدَخَلَ إِليهِ وَاحِد13 مرَّة وَفِي كُلَّ مرَّة يُعطِيه فَالَّذِي إِتنرفِز هُوَ الشَّحاذ وَقَالَ لَهُ ألم تنتبِه مَنْ الَّذِي يطلُب مِنْكَ ؟!!فَقَالَ لَهُ المعَلِّم إِبرَاهِيم " أنَا أشعُر أنَّ يد الله هِيَ الممدودة " فَكيفَ أتَعامل مَعَْ الآخر ؟ أتعامل معهُ عَلَى أنَّ الله هُوَ الَّذِي أرسله لِي لِكي أُعطِيه .. فهل بِتشعُرُوا أنَّكُمْ لَوْ فعلتوا أي بِر بِتفعلوه مِنْ أجل الله .. فَلاَ أقُول هذِهِ بِتستحِق وَهذِهِ بِتستعلَى عَلَيَّ .. فَأنتِ هُنا بِتِتعاملِي مَعَْ النَّاس وَليسَ مَعَْ الله .. فَالآخر هُوَ المَسِيح وَعِندما تتيقنِي مِنْ ذلِك فَسَتَجِدِي نَفْسِك فرحانة وَبِتكسبِي الآخر .. الآخر هُوَ المَسِيح فُرصة أنْ تقبليه وَلِذلِك نفعل البِر مِنْ أجل الله وَليسَ مِنْ أجل النَّاس نَحْنُ لاَبُد أنْ نُحِب النَّاس عَلَى اختلاف فِئاتَهِمْ .. فَرَبِّنا يَقُول [ كُنْتُ غَرِيباً فَآوَيْتُمُونِي ...... مَحْبُوساً فَأتَيْتُمْ إِلَيَّ ] ( مت 25 : 35 – 36 ) .. أليسَ المحبُوس هَذا قَدْ فعلَ أمر رَدِئ وَرَبِّنا هُنا يِقُول [ فَأتَيْتُمْ إِلَيَّ ] .. رَبِّنا يُشَّبِه نَفْسه بِالشخص الخاطِئ .. لاَبُد أنْ أقبل الإِنسان كَصورة المَسِيح .. وَنَحْنُ نفعل البِر مِنْ أجل الله وَليسَ مِنْ أجل النَّاس أبُونا مِيخائِيل إِبرَاهِيم عِندما يزور ناس كَانَ يخلع حِذاءه قبل أنْ يدخل عِندهُمْ لأِنَّهُ كَانَ دَاخِل عَلَى المَسِيح ..عينه كانت ترى المَسِيح فِي الإِنسان المرِيض .. وَلَكِنْ عيُوب الشخص وَخَطَاياه فَلَهُ مَنْ يدِينه .. فَعِندما أرى ضَعَفَاته أقُول رَبِّنا يِرفع عَنْه وَيِرفع عَنِّي فَهُوَ لَهُ مَنْ يدِينه وَلستُ أنَا المسئُول عَنْه .. نَحْنُ لاَ نُقاوِم الخاطِئ بَلْ نُقاوِم الخَطِيَّة .. نَحْنُ لاَ نكره المرِيض وَلَكِنْ نكره المرض .. فَالخاطِئ أنَا أحنو عليه وَأُشفِق عليه .. مُمكِنْ أن نَتَعامل مَعَْ النَّاس هَكذا ؟!!!فَلِنفرِض أنَّهُ يوجد إِنسان مملوء حِقد وَمملوء كَرَاهِيَّة وَلِسَانه رَدِئ وَعينيهِ رَدِيئة فَلاَ تكرههُ فَالمرض هُوَ الَّذِي فَعَلَ ذَلِك .. فَكُلَّما أقترِب مِنْ المَسِيح أقترِب مِنَ النَّاس .. وَنُشَبِّه ذلِك بِكف اليد فَالمَسِيح لَوْ هُوْ الكف وَالأصابِع هِيَ أنَا وَالآخرِين فَلِكي نقترِب مِنْهُ لاَبُد أنَّ أصَابِعِي تقترِب مِنْ بعض إِفرحِي بِالمَسِيح وَحِينئِذٍ ستفرحِي بِإِخوَتِك جِدّاً .. إِقبلِي المَسِيح حِينئِذٍ سَتقبلِي الآخر وَعِندما تبتعِدِي عَنْ المَسِيح سَتَبتعِدِي عَنْ الآخر فَكُونِي مُرتَكِزة حولَ المَسِيح
3/ الآخر هُوَ فُرصة لِتنفِيذ الوَصِيَّة :-
فَكُلَّ وَصِيَّة تحتاج لآخر .. فَكيفَ أنَفِّذ المَحَبَّة بِدُون الآخر .. كيفَ أنَفِّذ العطاء بِدُون الآخر ؟! الآخر هُوَ الفُرصة العملِيَّة وَالمجال العملِي لِمُمَارسة الفضائِل فَبالتالِي الآخر بِالنِسبة لِيَّ هُوَ كِنز لأِنَّهُ يُعطِينِي فُرصة لِتنفِيذ الوَصِيَّة كَانَ يوجد رَجُل فقِير بِيتعالِج عِند دكتور فَالرَجُل المرِيض إِعتذر لِلدُكتُور عَنْ التعب الَّذِي يُقَدِّمه لَهُ .. فَقَالَ لَهُ الدُكتُور " أنتَ بِالنِسبة لِيَّ كِنز " .. فَهذَا الدُكتُور يُرِيد أنْ يُقَدِّم عمل مَحَبَّة وَرحمة وَحُب فَكَانَ هذَا الرَجُل الفقِير المسكِين كِنز لَهُ .. فَتوجد مجموعات بِتِخدِم المرضى .. وَنَحْنُ بِنعتبِر أنَّ الَّذِي يقُول لَنا إِسم مرِيض لَمْ نعرِفه فَهذِهِ خِدمة كَبِيرة وَكَأنَّنا بِنَتَبَادل هدايا عِندما نِعَرِّف بعض بِالمرضى .. فَهذِهِ فُرصة فَالإِنسان الَّذِي يعرِف كيف يبحث عَنْ تنفِيذ الوَصِيَّة يبحث عَنْ الآخر لِتنفِيذ الوَصِيَّة فَكيفَ أُمارِس البذل إِنْ لَمْ يَكُنْ مَعَْ الآخرِين فَالآخر فُرصة لِتعلِيم المَحَبَّة وَعَنْ طرِيق الآخرِين أتَعَلَّم كيفَ أذُوب فِي المجموعة .. فَفِي عِلم النَفْس يَقُولُوا أنَّ الآخر هُوَ مِرآتك .. فَأنَا لاَ أستطِيع أنْ أكتشِف كِبريائِي إِلاَّ عَنْ طرِيق الآخر فَالآخر بِيكشِف لِي إِنِّي عِندِي عدم مَحَبَّة فَعِندما يَكُون الآخر مِرآتِي فَإِنَّ هذَا شِىء جَمِيل جِدّاً .. فَيوجد شِىء أنَا بفعله .. أنَا أحِب عِندما يأتِي لِي أصدِقاء أوفِياء أطلُب مِنْهُمْ أنْ يَقُولُوا لِي عَنْ عِيب فِيَّ .. فَالَّذِي يَقُول لِي عِيب فَهذَا أفَادنِي .. فَالآخر هُوَ مِرآة لِي .. هُوَ بِيكشِف لِي مَنْ أنَا .. وَأنَا فِي أي دَرَجة فِي المَحَبَّة ؟!! الآخر بِيشفِينِي مِنْ العيُوب .. هُوَ مصدر لِتعلِيمِي .. فَالإِنسان بِيَتَعَلَّم مِنْ الَّذِينَ حوله وَعَنْ طَرِيقهُمْ يُمَارِس الفَضِيلة .. فَالتفاعُل فِي حد ذاته بِيُغنِي الشخصِيَّة فَلَوْ يوجد طِفل عنده أربع سنِين مُقِيم فِي البِيت وَلَمْ يذهب لِحضانة وِطِفل آخر فِي مِثل سِنَّة وَلَكِنَّهُ ذهب لِلحضانة مِنْ سِن سَنَتِين فَسَتَجِدُوا شخصِيته أغنى مِنْ الأوَّل .. فَالإِحتكاك مَعَْ الأطفال أعطاه ثراء فِي الشخصِيَّة وَتَعَلَّم أنَّهُ يوجد شِىء مِلكه وَيوجد شِىء مِلك الآخرِين .. فَالآخر أفادهُ .. فَالآخر فُرصة لِمُمَارسة التَسَامُح وَالإِحتِمال وَهُوَ ثروة وَعَطِيَّة مِنْ رَبِّنا أعطاها لَنا لِكي نَتَفَاعل مَعَْ بعض وَتجعل لِلإِنسان إِتِساع وَنَقَاوة وَحَتَّى وَإِنْ كَانَ إِنسان سَيئ فَهُوَ وَسِيلة لِمُكَافَأتِي إِذن جَمِيل هُوَ الآخر الَّذِي سَيَكُون سبب فِي مجدِي .. إِذن إِقبلِي الآخر فَهُوَ بِالنِسبة لَكِ العَطِيَّة الَّتِي رَبِّنا أعطاها لَكِ .. فَقَدْ أعطانا الآخر لِكي نَعِيش فِي إِتِفاق وَحُب وَشَرِكة رَبِّنا الَّذِي يقبلنا وَيَرَانا أنَّنا جُمال يجعلنا نرى الآخر بِلاَ عِيب رَبِّنا يِسنِد كُلَّ ضعف فِينا بِنِعمِته وَلإِلهنا المجد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين

عدد الزيارات 1666

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل