نظرة جديدة لسر الإعتراف

Large image

مِنْ سِفر الأعمال 19 : 18 [ وَكَانَ كَثِيرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَأتُونَ مُقِرِّينَ وَمُخْبِرِينَ بِأفعالِهِمْ ] .. مِنْ إِنجِيل مَارِمرقُس 1 : 5 [ وَخَرَجَ إِليهِ جَمِيعُ كُورةِ اليَهُودِيَّةِ وَأهلُ أُورُشَلِيمَ وَاعتمدُوا جَمِيعُهُمْ مِنْهُ فِي نهرِ الأُرْدُنِّ مُعْتَرِفِينَ بِخَطَايَاهُمْ ] .. هذَا هُوَ إِعتِراف وَلِنَتَحَدَّث فِي سِر الإِعتِراف عَنْ :-

(1) سِر الإِعتِراف كَعَقِيدة ( ضرورة الإِعتِراف ) :-
مُهِمْ سِر الإِعتِراف لِيُقِر الإِنسان بِخَطِيته لِيشعُر الله فِي إِعتِرافه بِندمه وَأسفه .. آدم أخطأ وَكَانَ الله يعلم ذلِك لَكِنَّهُ سَأل آدم [ فَنَادى الرَّبُّ آدم وَقَالَ لَهُ أينَ أنتَ ] ( تك 3 : 9 ) [ هَلْ أكلتَ مِنَ الشَّجَرَةِ ] ( تك 3 : 11) .. ألم تعلم يَا الله أنَّهُ أكل مِنْ الشجرة ؟ بِالطبع يعلم لَكِنَّهُ يُرِيد مِنْ آدم إِعتِراف .. يُرِيد ندم وَانكِسار مِنْ آدم .. هل يلِيق بِإِنسان أنْ يُخطِئ فِي حقٌّ صَدِيقه وَيَقُول فِي نَفْسه أنَا حزِين لأنِّي أخطأت فِي حقٌّ صَدِيقِي .. هَلْ هذَا أسف أم لاَبُد أنْ يذهب لِصَدِيقه لِيعتذِر لَهُ ؟ .. هَكَذَا بِالخَطِيَّة نُخطِئ فِي حقٌّ الله لِذلِك لاَبُد أنْ نُصَالِحه فِي الإِعتِراف وَنعتذِر لَهُ فِي العهد القدِيم كَانَ المُعترِف يضع يده عَلَى رأس الذَبِيحة وَيعترِف عَلَنِي أمام كُلَّ النَّاس لِتُنقل خَطِيَّته لِلذَبِيحة وَيحدُث الغُفران .. وَالخرُوف رمز لِلمَسِيح لَهُ المجد .. إِذاً الله يعلم إِنِّي أخطأت لَكِنَّهُ يُرِيد مِنِّي الإِعتِراف فِي قِصَّة عَخَان بن كرمِي فِي أيَّام يَشُوع بن نُون وَأثناء الحرب قَالَ يَشُوع أنَّ كُلَّ الغنائِم مُحَرَّمة عَلَى الشَّعْب لَكِنْ عَخَان سرق وَخَبَّأ مَا سرقهُ فَهُزِمَ الشَّعْب وَعِندما عاتب يَشُوع الله قَالَ لَهُ الله [ فِي وَسَطِكَ حَرَامٌ يَا إِسْرَائِيلُ ] ( يش 7 : 13 ) .. توجد خَطِيَّة وَسط الشَّعْب سَبَّبت الهزِيمة وَفَتَّش يَشُوع الشَّعْب حَتَّى وجد عَخَان فَأوقفه وَسط الشَّعْب وَقَالَ لَهُ [ يَا ابنِي أعطِ الآنَ مجداً لِلرَّبِّ إله إِسْرَائِيلَ وَاعترِف لَهُ وَأخبِرنِي الآنَ ماذا عَمِلْتَ . لاَ تُخْفِ عَنِّي ] ( يش 7 : 19 ) .. إِذاً معنى ذلِك أنَّهُ يُرِيد مِنْهُ الإِعتِراف لله .. فَمَا فَائِدة يَشُوع إِذاً ؟ فَائِدته أنَّهُ لاَبُد مِنْ الإِعتِراف لله فِي وجُود وَكِيل[ فَأجَابَ عَخَانُ يَشُوعَ وَقَالَ حَقّاً إِنِّي قَدْ أخطأتُ إِلَى الرَّبِّ إِله إِسْرَائِيلَ وَصَنَعْتُ كَذا وَكَذا . رَأيتُ فِي الغَنِيمةِ رِدَاءً شِنْعَارِيّاً نَفِيساً وَمِئَتَيْ شَاقِلِ فِضَّةٍ وَلِسَانَ ذَهَبٍ وَزْنُهُ خَمْسُونَ شَاقِلاً فَاشتهيتُهَا وَأخذتُهَا ]( يش 7 : 20 – 21 ) .. إِعترف عَخَان بِالتفصِيل قَالَ إِنَّهُ أخذَ رِدَاء شِنعارِي وَهُوَ رِدَاء مُزخرف مِثْلَ رِدَاء المُلُوك وَفِضَّة وَلِسان ذهب [ وَهَا هِيَ مَطمُورة فِي الأرضِ فِي وَسَطِ خيمتِي وَالفَِضَّةُ تَحْتَهَا ]( يش 7 : 21 ) إِذاً الإِعتِراف أمر ضرورِي وَالإِنجِيل أثبته .. البرُوتُوستانت يَقُولُون نعترِف لله فقط نُجِيبهُمْ نعم نعترِف لله فِي ندم التوبة لَكِنْ لاَبُد مِنْ الإِعتِذار لله أمام أب الإِعتِراف لأنِّي أتَعَامل مَع أب الإِعتِراف عَلَى أنَّهُ يُمَثِل حضُور الله .. يَقُول بُولِس الرَّسُول عَنْ نَفْسه فِي ( 1كو 4 : 1 )[ وُكَلاَءِ سَرَائِرِ اللهِ ] .. " الوَكِيل " هُوَ مَنْ لَهُ حُرِيَّة التَّصَرُّف المُطلقة كَشخص المُوَكل لَكِنَّهُ لاَ يملُك الشِئ .. هَكَذَا الكَاهِن آخِذ توكِيل مِنْ السَيِّد المَسِيح أوْ مُفَوَض مِنْ السَيِّد المَسِيح بِالقِيام بِالأسرار وَيَمسِك الجسد المُقَدَّس وَيَقُول [ خُذُوا كُلُوا هذَا هُوَ جَسَدِي ] أي جَسد يَسُوع لَكِنْ الكَاهِن يَتَكَلَّم بِلِسان يَسُوع السَيِّد المَسِيح أقامَ رُسُل وَالرُسُل أقامُوا أسَاقِفة وَالأسَاقِفة أقامُوا قُسُوس وَكَهَنة وَكُلَّ هؤلاءهُمْ وُكَلاَء أسرار الله .. نعم الكَاهِن هُوَ إِنسان خَاطِئ لَكِنَّهُ مُؤتمن عَلَى أسرار الله كَوَكِيل لَهُ وَآخِذ سُلطانه [ مَنْ غفرتُمْ لَهُمْ خَطَاياهُمْ غُفِرت وَمَنْ أمسكتمُوهَا عليهُمْ أُمسِكت ]( مِنْ التحلِيل الَّذِي يُقال فِي رفع بخُور عَشِيَّة وَبَاكِر ) .. عِندما أُخطِئ أهِين نَفْسِي وَأهِين المَسِيح وَأهيِن الكَنِيسة .. إِذاً لاَبُد أنْ أصَالِح نَفْسِي بِالندم وَالتوبة وَأصَالِح المَسِيح بِالندم أمامه وَأصَالِح الكَنِيسة مِنْ خِلاَل الكَاهِن فِي الإِعتِراف وَالكَاهِن لَهُ سُلطان المغفِرة بِالصَلِيب عَلَى رأس المُعترِف وَيقرأ لَهُ التحلِيل وَينفُخ فِي وجهَهُ الله أعطى السُلطان لِلرُسُل فَمَا عِلاَقة الكَاهِن بِالرُسُل ؟ كَيْفَ تمتد نفخِة الرُوح القُدُس مِنْ الرُسُل لِهذَا الجِيل ؟ السَيِّد المَسِيح إِختار تَلاَمِيذه وَالتَلاَمِيذ إِختاروا لَهُمْ تَلاَمِيذ وَهَكَذَا البابا شنوده هُوَ البطريرك رقم 117 مِنْ مَارِمرقُص ثُمَّ إِنيانُوس ثُمَّ ... ثُمَّ البابا كِيرلُس ألـ 116ثُمَّ البابا شنوده ألـ 117 .. إِذاً نَفْس النفخة الَّتِي كانت فِي مَارِمرقُص هِيَ الموجودة فِي البابا شنوده وَهُوَ بِدوره ينفُخ فِي وجه الأسَاقِفة وَالأسَاقِفة فِي وجه الكَهَنة وَالكَهَنة ينفخُون فِي وجوهنا لِنَنَال الرُوح القُدُس لِذلِك نَقُول [ أنتَ الآن أيضاً يَا سَيِّدنا مِنْ قِبل رُسُلك الأطهار أنعمت عَلَى الَّذِينَ يعملُون فِي الكهنُوت كُلَّ زمان فِي كَنِيستك المُقَدَّسة أنْ يغفِرُوا الخطايا عَلَى الأرض]( مِنْ التحلِيل الَّذِي يُقال فِي رفع بخُور عَشِيَّة وَبَاكِر ) .. الله يُحِب أنْ يَكُون لَهُ خاصة وُكَلاَء فِي العهد القدِيم كَانَ سِبط لاَوِي وَالآن فِي العهد الجدِيد الكَهَنُوت .. الكَاهِن لَيْسَ هُوَ الأفضل فِي الشَّعْب لَكِنْ الله يُقِيمه عَلَى أسراره .. هَلْ سِبط لاَوِي كَانَ الأفضل وَسط الأسباط ؟ .. لاَ لَكِنَّهُ أخَذَ أمانة مِنَ الله .. هَكَذَا الكَهَنُوت الآن هُوَ وَكِيل أسرار الله بِإِسم المَسِيح .
(2) مَا قبل الإِعتِراف :-
مُهِمْ جِدّاً سِر الإِعتِراف لأِنَّهُ هُوَ سِر تقدِيس وَتطهِير الكَنِيسة .. لاَ تعترِف قبل أنْ تجلِس جلسة أمِينة مَعَ النَّفْس .. وَهَلْ الإِنسان الَّذِي يُخطِئ ينسىَ خَطَاياه أم يَتَذَكَرهَا ؟ دَاوُد النَّبِي يَقُول[ خَطِيتِي أمَامِي فِي كُلَّ حِين ] ( مز 50 ) .. هَلْ يَلِيق أنْ تعتذِر لِصَدِيق وَتَقُول لَهُ ذَكِّرنِي فِي ماذا أخطأت إِلِيك ؟ هذَا يَزِيد حُزنه مِنْكَ .. لاَبُد مِنْ جلسة هَادِئة لِمُحَاسبة النَّفْس فِيهَا وَلِتسأل نَفْسك أينَ أنَا مِنْ نِعمة الله ؟ هَلْ أتَقَدَّم أم لاَ ؟ مَا هِيَ الخطايا المُتَكَرِرة ؟ مَا هِيَ الخَطِيَّة المحبُوبة لَدَيَّ ؟ مَا هُوَ تأثِير مَنْ حولِي عَلَيَّ ؟ هَلْ أرتفِع أم أثبُت أم أهبِط فِي حياتِي الرُوحِيَّة ؟ يَقُول الآباء[ إِنْ دِنّا أنْفُسَنَا رَضى الديَّان عَنّا ] حَاسِب نَفْسك وَاشعُر بِأي مِقدار خَطِيِتك جَرَحِت الله وَأهانتهُ وَأحزنتهُ .. دَاوُد النَّبِي عِندما أخطأ وَلَمْ يعترِف بِخَطِيِته وَنَسَاهَا .. أرسل الله لَهُ نَاثان النَّبِي لِيُذَكِره بِخَطِيِته وَقَالَ لَهُ عَلَى لِسان نَاثان النَّبِي[ لأِنَّكَ احتقرتنِي ] ( 2صم 12 : 10 ) .. هَلْ تشعُر أنَّ خَطِيِتك إِحتِقار لله ؟ تَعَلَّم أنْ تُدِين نَفْسك وَكُنْ قَاسِي عليها وَلاَ تُبَرِرهَا الآباء القِدِيسُون يَقُولُون إِنْ أردت أنْ تُحَاسِب نَفْسك حَاسِبهَا فِي ثَلاَث مَجَالات :-
أ/ مَجَال عِلاَقتك بِالله :-
مَا هِيَ عِلاَقتك بِالله فِي صَلَوَاتك مِنْ حِيث الكيفِيَّة وَالكم وَحُبك لَهَا .. كَسَلك فِي الأُمور الرُوحِيَّة .. عِلاَقتك بِالكِتاب المُقَدَّس هَلْ تَذَوَّقته ؟ هَلْ لَكَ قِراءة مُنتَظِمة ؟ هَلْ لَكَ تَأمُّل فِيهِ ؟هَلْ بدأت تَتَعَمَّق فِيهِ ؟ هَلْ لَمست فِيهِ خَلاَصك ؟ مَا هُوَ خفاءك مَعَ الله ؟ هَلْ تعرِف الله معرِفة رُوحِيَّة حقَّة ؟ هَلْ عَاشِرته وَتَذَوَّقته [ ذُوقُوا وَانظُرُوا مَا أطيب الرَّبَّ ] ( مز 34 : 8 )هَلْ إِختبرت حَلاَوة الله ؟
ب/ مَجَال عِلاَقتك بِنَفْسك :-
نَفْسك هِيَ أفكارك الخاصة بِكَ أنتَ ماذا بِهَا ؟ وَعِشرِتك الخَفِيَّة بِالله وَأنتَ مَعَ نَفْسك فِي الشَّارِع .. فِي العمل .. فِي أي مكان تَتَواجد فِيهِ مَا هِيَ أفكارك ؟ طهارتك الدَّاخِلِيَّة .. قَدْ لاَ تُمارِس الخَطِيَّة لَكِنْ قَدْ تسقُط فِيهَا دَاخِلِياً .. قَدْ لاَ تسرِق لَكِنْ تطمع .. خفاءك مَا هُوَ ؟ مَا مدى إِحترامك لِهيكلك ؟ جَسَدك هَلْ تنظُر لَهُ نظرة مُقَدَسة أم لاَ ؟ هَلْ تُقَدِّس جَسَدك أم تراه أداة لِلعثرة لِلآخرِين ؟ الأمانة الدَّاخِلِيَّة .. هَلْ أنتَ أمِين مَعَ نَفْسك لِمعرِفتك لِضَعَفَاتك ؟ الآباء يَقُولُون [ بِدايِة معرِفتك بِالله معرِفتك بِنَفْسك ] .. إِعرف أوجاعها وَآلامها .. إِعرف نَفْسك جَيِّداً .. هَلْ تقبل نَفْسك ؟هَلْ تقبل جَسَدك ؟
ج/ عِلاَقتك بِالآخرِين :-
مَنْ الَّذِي يُظهِر مَحَبَّتِي ؟ بِالطبع الآخرِين فَهَلْ لِي مَحَبَّة مَعْهُمْ ؟ هَلْ أمَيِّز بينهُمْ ؟ هَلْ أكره ؟هَلْ أنَا غضُوب أم أنانِي ؟ هَلْ أدِين وَأنسىَ أخطائِي ؟ مَا عِلاَقتِي بِالنَّاس ؟ مَا هِيَ إمكانِية كِذبِي عَلَى الآخرِين وَلاَ يِهِمِنِي ؟ مَا مدى سُخريتِي مِنْ الآخرِين وَمَا مدى قساوتِي وَحنانِي عليهُمْ ؟ هَلْ أغِير مِنْ الآخرِين ؟ هَلْ أنَا فِي لاَ مُبَالاة مِنْ آلام الآخرِين ؟ وَطُوبى لِمَنْ يعرِف ضعفاته .. طُوبى لِمَنْ يعرِف مرضه لأِنَّ الَّذِي يعرِف ضعفه سهل تشخِيص مرضه وَعِلاَجه وَيَقُول الآباء[ مَنْ يعرِف ضعفه قرِيب مِنْ البرء ] مَا أجمل الإِنسان الَّذِي يعرِف خَطِيِته [ لأِنَّ الَّذِي يُبصِر خَطَاياه أعظم مِنْ الَّذِي يُبصِر مَلاَئِكة ] .. لأِنَّكَ قَدْ ترى مُعجِزات فَتَتَكَبر لَكِنْ الَّذِي يرى خَطَاياه ينكَسِر ليتكَ تعرِف ضعفك وَحِيل نَفْسك وَتكشِف أعماقك لله وَتعرِف جذُور خَطَاياك لِتقتلِعهَا بِيد الله وَافحص نَفْسك أثناء جلسِتك مَعَ نَفْسك .. رَدِّد صَلَوَات ( إِرحم ياربَّ ضعفِي )( الَّلهُمْ إِرحمنِي أنَا الخَاطِئ )( ياربَّ يَسُوع سَاعِدنِي عَلَى كشف خَطَاياي ) .. ( سَلَّط ضوء نِعمِتك عَلَيَّ لِتكشِف ضعفِي ) مَا أجمل أنْ تَكُون أمِين مَعَ نَفْسك فِي هذِهِ الجلسة .. [ مَا أجمل أنْ تُلقِي بِالمَلاَمة عَلَى نَفْسك فِي كُلَّ أمر ] هَكَذَا يَقُول الآباء مِنْ الأشياء الَّتِي تِتعِب الإِنسان أنَّهُ لَيْسَ لديهِ مَقَاييس الفَضِيلة فَيرى نَفْسه حالُه أفضل مِمَنْ حوله .. لاَ .. قَارِن نَفْسك بِمَنْ هُمْ أفضل مِنْكَ وَالآباء يُعَلِّمُونَا أنْ نُقَارِن أنْفُسَنَا بِثَلاَثة :-
1- بِالوَصِيَّة السَيِّد المَسِيح قَالَ حِبُِّوا بعضكُمْ بعضاً وَأنتَ لاَ تُحِب ، وَهَكَذَا .
2- بِالمَسِيح لَهُ المجد إِلَى قِياس قامة مِلء المَسِيح .
3- بِالقِدِيسِين سَأرى نَفْسِي فِي المَوَازِين إِلَى فوق فَأصرُخ لله إِنِّي أُرِيد أنْ أكُون مِثْلَهُمْ عِندَئِذٍ أشعُر بِرُوح الله يعمل دَاخلِي وَكَمَا قَالَ القِدِيس أبو مقار عِندما دَخَلَ البَرِّيَّة الدَّاخِلِيَّة وَرجع فَسَألهُ تَلاَمِيذه عَنْهَا فَقَالَ[ إِنِي لَسْتُ رَاهِباً لَكِنِّي رَأيتُ رُهباناً ]
(3) أثناء الإِعتِراف :-
أوَّلاً : لاَبُد أنْ تَكُون مُهَيّأ لِلإِعتِراف قبل أنْ تأتِي إِليهِ .
ثانِياً : إِكشِف خَطِيِتك أمام الكَاهِن .. أحياناً لاَ نستغِل الوقت الَّذِي قبل جلسة الإِعتِراف فَندخُل فِي حِوَارات مَعَ مَنْ حولنا وَنَشغِل أنفُسَنَا وَعِندما ندخُل لِجلسة الإِعتِراف نَجِد أنَّنَا مُشَوَشِين فَكَيْفَ نعترِف ؟ تُوجد صَلاَة قبل الإِعتِراف صَلِّي بِهَا وَرَاجِعْ نَفْسك وَقُل المزمُور الخمسِين أثناء إِنتِظارك لِلإِعتِراف أمام الكَاهِن لاَبُد أنْ تَكُون فِي خجل وَانكِسار وَاتِضاع وَلِنرى الإِبن الضال الَّذِي قَالَ[ يَا أبِي أخطأتُ إِلَى السَّماء وَقُدَّامك . وَلَسْتُ مُستَحِقاً بعدُ أنْ أُدعى لَكَ ابناً . اِجعلنِي كَأحدِ أجراكَ ] ( لو 15 : 18 – 19 ) .. إِخجل مِنْ أفعالك .. الإِبن الضال شعر كَمْ أحزن الله وَأهانه أحد الآباء كَانَ يَقُول قبل الإِعتِراف [ أنَا بِخَطِيتِي قَدْ خسرتك وَخسرت نَفْسِي وَخسرت السَّماء ] .. إِخجل مِنْ أفعالك وَقِر بِهَا بِكُلَّ وضُوح لأِنَّ [ منْ يَكْتُمُ خَطَاياهُ لاَ ينجحُ ]( أم 28 : 13 ) ..أنَا مُشتاق أنْ أكُون بِلاَ عِيب وَأتَنَقى أمامه لِذلِك أكشِف فِي الإِعتِراف كُلَّ أفكارِي بِأمانة .. أكشِف مُجرَّد الإِدانة بِالفِكر أوْ عدم المحبَّة بِالفِكر .. قُل كُلَّ ذلِك بِإِنكِسار .. جَيِّد أنْ لاَ تُشفِق عَلَى نَفْسك .. الخجل أمر مُهِمْ وَضرورِي كي لاَ تفعل الخَطِيَّة مرَّة أُخرى .. أحد الآباء رأى أثناء الإِعتِرافات أنَّ الشيطان يِوَزع عَلَى النَّاس المُعترفِين شِئ .. وَلَمَّا سَألهُ قَالَ الشيطان هذَا شِئ أخذته مِنْهُمْ قبل الخَطِيَّة وَالآن أعِيده لَهُمْ وَهُوَ الخجل إِحساس الإِعتِراف هُوَ فضح النَّفْس وَصلب الذَّات بِدُون شَفَقة بَلْ إِكشِف نَفْسك بِكُلَّ أمانة .. إِحذر الخجل مِنْ قول الخَطِيَّة .. أنتَ أتيت لِتَقُول أنَّكَ خَاطِئ وَلَيْسَ بار أوْ قِدِيس .. لِيَكُنْ إِحساسك بِحقٌّ أنَّكَ خَاطِئ وَهذَا أجمل إِختِبار يُعطِي عَطَايا جبَّارة مِنْ الله وَهُوَ يسنِد وَيستُر علينا .. أيضاً الإِعتِرف بِدُون تبرِير .. لاَ تُبَرِّر نَفْسك بَلْ إِلقِي اللُوم عَلَى نَفْسك وَلَيْسَ عَلَى مَنْ حولك إِحذر الخلط بينَ مُستويات مُعَيَّنة فَهُناك مُستوى إِجتِماعِي وَمُستوى الضمِير وَمُستوى نَفْسِي وَمُستوى رُوحِي .. كَثِيرُون مِنّا يتُوبُون عَلَى مُستوى الضمِير وَالمُستوى الإِجتِماعِي وَالنَفْسِي وَالله يُرِيد المُستوى الرُّوحِي .. يَهُوذا تاب وَأعاد الفِضَّة وَقَالَ أخطأت إِذْ أسلمت دماً بَرِيئاً ( مت 27 : 4 )لَكِنْ توبته لَمْ تُقبل لأِنَّهُ كَانَ لَيْسَ لَهُ رجاء وَهذِهِ هِيَ التوبة عَلَى مُستوى الضمِير وَالأخلاق وَالمُستوى الإِجتِماعِي .. هَكَذَا نَحْنُ كَثِيراً مَا نَكُون مِثْله لَكِنْ هَلْ تَضَرَّعت إِلَى الله أنْ يرفع عنْكَ الخَطِيَّة ؟ هَلْ شعرت أنَّكَ تكره الخَطِيَّة وَلاَ تُرِيد العودة لَهَا ؟ إِذا أتينا بِإِنسان غِير مَسِيحِي وَسألناه مَا هِيَ خطاياك ؟ يَقُول كَذا وَكَذا وَ هذَا كشف عقلِي وَلَيْسَ رُوحِي .. لاَبُد أنْ تَكُون توبِتنا عَلَى مُستوى الرُّوح لِكي نخرُج بِإِحساس المغفِرة .. السِر لَيْسَ ضعِيف بَلْ نَحْنُ مَنْ نُضعِفه هُناكَ مُستوى نَفْسِي لِلرِضا عَلَى النَّفْس فقط لِتَحَسُّن صورِتها أمام الكَاهِن .. هذِهِ نظرة إِجتِماعِيَّة وَيُصبِح الإِعتِراف وَسِيلة لِتدلِيل الذَّات وَلَيْسَ هَلاَكها .. أنَا أتيت لِلإِعتِراف لأقُول أنَا أوِل الخُطاه .. أيضاً قَدْ لاَ نَتَكَلَّم عَنْ خَطَايانا فِي الإِعتِراف بَلْ عَنْ مشاكِل إِجتِماعِيَّة وَنَفْس الخَطَايا فَأينَ إِذِن الإِعتِراف ؟ الأخلاق الإِجتِماعِيَّة مهما كانِت لاَ تنفع فِي المَسِيحِيَّة .. نَحْنُ أتينا لِنصلُب ذاتنا وَنَتَغَيَّر وَنِربح المَلَكُوت .. نَحْنُ نعترِف لَيْسَ راحة لِلضَمِير بَلْ لِنُعطِي تفصِيل عَنْ ضعفِنا وَنَنَال نِعمة مِنْ الله وَغُفران .. إِتِهِمْ نَفْسك أمام الكَاهِن مِنْ القلب وَاظهِر عدم أمانتك مَعَ نَفْسك وَمَعَ جسدك وَمَعَ الله وَالآخرِين .. مُجرَّد شهوِتك لِمَا لِلآخرِين هذَا خَطِيَّة [ الهَفَوَات مَنْ يشعُر بِهَا ؟ مِنْ الخَطَايا المُستَتِرة يَاربَّ طَهَّرنِي ] ( مز 18 – مِنْ مَزَامِير بَاكِر ) .. فِي التحلِيل لاَبُد أنْ أشعُر بِخضُوع وَأرشِم ذاتِي بِعَلاَمة الصلِيب لإِخرُج بِإِحساس المغفِرة الحقَّة .
(4) مَا بعد الإِعتِراف :-
إِرعَى مَا أخذتهُ مِنْ غُفران وَاكره الخَطِيَّة وَاسمع نَصَائِح الكَاهِن وَاعمل بِهَا وَعِش بِأكثر تدقِيق وَكُنْ أكثر حزماً مَعَ نَفْسك .. القِدِيس شِيشُوي يَقُول [ لاَ أتَذَكَّر أنَّ عدوِي أغوانِي بِخَطِيَّة وَاحِدة مرتينِ ] .. فِي حِين إِنَّنَا نعترِف بِنَفْس الخَطِيَّة لِسِنِين .. إِحذر أسباب الخَطِيَّة وَكُنْ أكثر أمانة وَأكثر تدقِيق وَأكثر حِرص تُرى هَلْ تعترِف بِطَرِيقة رُوحِيَّة أم لِرِضا النَّفْس أم لِلتباهِي بِالإِعتِراف أمام الآخرِين أم لاَ تُحَوِّل عِلاَقتك بِأب إِعتِرافك لِعِلاَقة إِجتِماعِيَّة عَاطِفِيَّة .. هُوَ وَسِيلة لِنَجَاتك لِذلِك يُفَضَّل أنْ لاَ يَكُون بينك وَبينه دالَّة بَلْ لِيَكُنْ هُناك مهابة وَخجل مِنْ الخَطِيَّة لأِنَّ الخجل نَافِع وَمُبارك رَبِّنَا يِسنِد كُلَّ ضعف فِينَا بِنِعمِته لَهُ المجد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين

عدد الزيارات 2217

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل