الحشمه

Large image

لَقد بدأنا فِس سِلسِلة عَنْ الحِشمة .. وَتَكَلَّمنَا المرَّة السَابِقة عَنْ الجَسَد وَعَنْ نظرة مَسِيحِيَّة لِلجَسَد وَرأينا أنَّ الجسد لَهُ كَرَامة عَظِيمة وَكَيْفَ أنَّ نظرِتنا المَسِيحِيَّة لِلجَسَد تختلِف عَنْ نظرِة بَاقِي النَّاس بِنِعمِة رَبِّنا اليوم سوفَ نَتَكَلَّم عَنْ ثَلاَث نِقاط وَهُمْ :-

1/ لِماذا نَلْبِس ؟:-
نقرأ فِي سِفر التَّكْوِين أصحاح 3 : 7 بعد أنْ حدث السُقُوط لأبُونا آدم وَأُمِنَا حواء يَقُول الكِتاب [ فَانْفَتَحَتْ أعْيُنُهُمَا وَعَلِمَا أنَّهُمَا عُرْيَانَانِ . فَخَاطَا أوراقَ تِينٍ وَصَنَعَا لأِنْفُسِهِمَا مَآزِرَ ]مَتَى حَدَثَ هذَا ؟ بعد السُقُوط .. العُري جَاءَ أساساً نَتِيجة السُقُوط [ وَسَمِعَا صَوْتَ الرَّبِّ الإِلهِ مَاشِياً فِي الجَنَّةِ عِنْدَ هُبُوبِ رِيحِ النَّهَارِ ] ( تك 3 : 8 )كَانَ بِاستمرار أبُونَا آدم وَأُمِنَا حواء بِيسمعُوا صوت رَبِّنَا قبل الصُبح وَقبل النَّهار أنْ يِشَقشق وَلكِنْ وَجدنا أنَّهُمْ بعد السُقُوط صَارُوا خجلاَنِين[ فَنَادَى الرَّبُّ الإِلهُ آدَمَ وَقَالَ لَهُ أيْنَ أنتَ ] ( تك 3 : 9 ) .. رَبِّنَا يَعلم أنَّ الإِنْسان يُرِيد أنْ يهرب مِنْهُ وَلِذلِك يُنَادِي عليه [ فَقَالَ سَمِعْتُ صَوْتَكَ فِي الجَنَّةِ فَخَشِيتُ لأِنِّي عُرْيَانٌ فَاخْتَبَأتُ . فَقَالَ مَنْ أعلمكَ أنَّكَ عُرْيَانٌ . هَلْ أكَلْتَ مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتِي أوصَيْتُكَ أنْ لاَ تأكُلَ مِنْهَا لأِنَّكَ تُرَابٌ وَإِلَى تُرَابِ تَعُودُ ] ( تك 3 : 10 – 19 )وَفِي عدد 21 يَقُول[ وَصَنَعَ الرَّبُّ الإِلهُ لآدَمَ وَامرَأتِهِ أقْمِصَةً مِنْ جِلدٍ وَألْبَسَهُمَا ] نَحْنُ لِماذا نَلْبِس ؟ نستطِيع أنْ نَقُول أنَّهُ فِي بِدايِة الخلِيقة قبل السُقُوط العُري لَمْ يَكُنْ خَطِيَّة لأِنَّ رَبِّنَا خلقهُمَا عُريانين وَلَمْ يشعُرُوا بِخطأ .. فَهُمْ كَانُوا عُريانين وَلكِنْ لَمْ يشعُرُوا بِذلِك وَرَبِّنَا خلقنا عُراه .. [ عُريَاناً خَرَجْتُ مِنْ بَطْنِ أُمِّي وَعُرْيَاناً أعُودُ إِلَى هُنَاكَ ] ( أي 1 : 21 )وَهُمْ إِكتشفُوا أنَّهُمْ عُريانين بعد الخَطِيَّة .. فَالعُري هُوَ نَتِيجة لِلخَطِيَّة وَالخَطِيَّة هِيَّ الَّتِي جعلتهُمْ يكتشِفُوا العُري كَيْفَ شعر بِالعُري وَهُوَ شِئ لَمْ يَكُنْ جدِيد عليهِ ؟!! فَهُوْ إِكتَشَفه بِالخَطِيَّة .. إِذن هُناكَ عِلاقة بينَ العُري وَالخَطِيَّة لأِنَّ الخَطِيَّة أحدثت إِنفِصال بينَ الإِنْسان وَالله .. وَلَمَّا إِنفصل عَنْ الله إِشتعلت غرائِزه وَشهواته وَإِبتدأ الإِنْسان عِينه تفقِد بَسَاطِتهَا وَصَارَ لَهَا الشَّهوة وَالجمُوح عَنْ قصد الله وَالخَطِيَّة جَعَلِت الغرِيزة فِيهَا حِدَّة وَجمُوح وَحَرَمِت الإِنْسان مِنْ نَقَاوته وَبَسَاطته وَجَعَلِت الإِنْسان يفقِد طهارته .. صَارَ آدم وَحواء خجلانِين جِدّاً مِنْ رَبِّنَا فَخَاطَا لأِنْفُسَهُمْ ورق التِين لأِنَّهُ إِلَى حدٍ مَا عَرِيض وَكَانَ المنظر رَدِئ الخَطِيَّة أفسدِت بَسَاطِة وَنَقَاوِة الإِنْسان وَجعلته يشعُر أنَّهُ فِي فِضِيحة وَعار وَصَارَ يشعُر أنَّهُ فقد كَرَامته .. وَجَاءَ رَبِّنَا لِيَرُد لِلإِنْسان كَرَامته .. وَوَجدنا أنَّ رَبِّنَا بِنَفْسه تَدَخَّل لِيُغَطِّي العُري وَقَالَ أنَا سَأُلبِسَكُمْ أقمِصة مِنْ جِلد وَرَبِّنا ستر أجساد آدم وَحواء بِيَديهِ هُوَ .. عَظِيم أنتَ يَاربَّ فَهَلْ وصلت بِكَ الدرجة أنَّكَ تُلْبِس إِنْسان بِيَدك .. وَالمفرُوض أنَّ أبُونَا يُلبِس المُعَمَّد بِيَديهِ رَبِّنَا بِيده ستر عُري آدم وَحواء بِحيث يُلْبِسه .. وَاللِبس إِبتدأ يِمنع جُمُوح الشَّهوة وَانحِراف العِين رَبِّنَا يُرِيد أنْ يَقُول أنَا أستُر عُريكُمْ وَأغَطِّي خَطِيِتكُمْ وَابتدأنَا نَتَعَامل مَعَ أجسادنا كَوَصِية إِلَهِيَّة لأِنَّ رَبِّنَا هُوَ الَّذِي غَطَّانَا وَلِذلِك الإِنْسان الَّذِي يِعَرِّي جسده هُوَ يِمسِك يد الله وَيمنعه مِنْ أنْ يُغَطِيه وَيَقُول لَهُ .. لاَ فَمعنى أنَّ رَبِّنَا يستُر جسدنا أنَّهُ يُعطِي لِجسدنا لِياقة .. وَلِذلِك رَبِّنَا صعد عَلَى الصلِيب عُرياناً لِكي يستُرنَا .. هُوَ أخذ عُرينا لِكي يُلْبِسنَا نَحْنُ ثوب بِرِّهِ هُوَ كَسَانَا بِثوب بِرِّهِ .. ( قِسمة لِلإِبن سَنَوِي ) .. فَالحِشمة هِيَ إِنْ الإِنْسان يَكَتسِب بِر المَسِيح وَالحِشمة هِيَ ضبط لِلنَّفْس .. بُولِس الرَّسُول يَقُول لِتلمِيذه تِيمُوثاوُس [ الحِشْمَةِ مَعَْ وَرَعٍ وَتَعَقُّلٍ ] ( 1تي 2 : 9 ) .. إِذن الحِشمة هِيَ مُرتَبِطة بِلِياقة الإِنْسان وَالَّذِي يكشِف جَسَده هُوَ بِيِكسر وَصِية إِلَهِيَّة لأِنَّ رَبِّنَا سَتَرنَا بِيده .
2/ الحِشمة الكَاذِبة :-
توجد حِشمة مُمكِنْ أنْ تَكُون كَاذِبة وَمملوءة رِياء وَنِفاق مِثْل حِشمة أوراق التِين .. فَفِي نظر أصحابها أنَّهَا حِشمة وَيشعُرُوا أنَّهَا مُمكِنْ أنْ تستُر عَلَى خَطِيِتهُمْ وَتستُر أجسادهُمْ وَلكِنْ الأمر هُوَ أعمق مِنْ أنَّ أوراق التِين تَستُر .. رَبِّنَا لاَ يَهِمه كثرِة الحِشمة عَلَى مُستوى الثِياب .. فَهذَا الأمر لاَ يِهِمْ رَبِّنَا كَثِيراً فَالجسد لاَ يِهِمه إِنْ كَانَ مُغَطَّى وَلكِنْ الَّذِي يِهِمه هُوَ هَلْ القلب وَالفِكر مُشتعِل بِشهوة أم لاَ ؟ الحِشمة الحقِيقِيَّة هِيَ حالة مِنْ الوجُود فِي حضرِة الله مُمكِنْ الإِنْسان تَكُون عِنده حِشمة مظهرِيَّة وَالإِنْسان لاَبُد أنْ يهتم بِحِشمة نَفْسه وَأنْ تَكُون حِشمة صَادِقة .. وَلكِنْ توجد أُمور مُرتَبِطة بِاللِبس وَهيَ الكَلاَم .. التَّصَرُّف .. المشي .. المُعَاشَرَات .. فَكُلَّ هذَا مُرتَبِط بِالحِشمة .. فَنَحْنُ لاَ نُرِيد أنَّ جَسَدنا يَكُون مُغَطَّى وَكَأنَّهُ بِأوراق تِين الله لاَ يُسر بِالخارِج بَلْ بِالدَّاخِل .. الله يُسر بِالقلب .. هُوَ قَالَ [ يَا ابنِي أعْطِنِي قَلْبَكَ ]( أم 23 : 26 ) .. لِذلِك فَالحشمة هِيَ إِنْسان شبعان بِرَبِّنَا جِدّاً .. فَرَبِّنَا فاض عليه وَظهر عَلَى مظهره وَإِبتدأ يَتَعَامل مَعَ جَسَده بِكُلَّ مخافة وَكُلَّ وقار وَهذِهِ هِيَ الحِشمة الصَادِقة وَلِذلِك عِندما نرى إِنْسانة تِلبِس مَلاَبِس مُحتَشِمة وَسلُوكها مُعتَدِل فَإِنَّنَا بِنشعُر أنَّهَا تَخَاف الله .. لأِنَّ الحِشمة هِيَ حالة قلب إِنْسان لَهُ الحُرِيَّة أنْ يختار نُوع اللِبس وَلكِنْ عِندما يعِي الحِشمة فَإِنَّهُ يَتَمَسَّك بِشكل مُعَيَّن .. فَالنَّاس السَاكِنِين فِي وجه قِبلِي بِحسب تقالِيدهُمْ بِيرتَدُونَ مَلاَبِس طَوِيلة وَلكِنْ هَلْ هذَا يعنِي الحِشمة ؟!!! فَالحِشمة الأهم هِيَ حِشمة القلب وَالفِكر .. فَالحِشمة هِيَ الإِنْسان الَّذِي يسلُك في مخافة الله .. [ جعلت الرَّبُّ أمامِي فِي كُلَّ حِين ] ( مز 15 – مِنْ مَزَامِير بَاكِر ) لِدَرَجِة القِدِيسِين ينصحُونَا أنْ نَلْبِس مَلاَبِس مُحتَشِمة وَنَحْنُ مَعَ أنْفُسَنَا فِي دَاخِل حُجرِتنَا أحد القِدِيسِين يَقُول أنَّهُ كَانَ يجلِس مُعتَدِلاً لِئلاَّ يخجل مِنْ مَلاَكه .. فَهذَا المَلاك لِحِراسة الإِنْسان وَلِهدم حرُوب الشَّياطِين ضِد الشخص .. إِذن هذَا المَلاك هُوَ معِي فِي كُلَّ حِين .. بِالإِضَافة إِلَى أنَّ رَبِّنَا موجُود .. فَالحِشمة هِيَ مَعَ الشخص فِي حُجرِته وَفِي حياته الخاصة وَفِي مخدعه – وَهذَا لإِحساسه بِوجُود رَبِّنَا – وَلِذلِك أُرِيد أنْ أقُول أنَّ الحِشمة لاَ تأتِي بِالضغط الإِجتِماعِي وَلاَ بِالقَوَانِين وَلاَ بِالأوَامِر وَلكِنْ هِيَ تأتِي مِنْ الإِنْسان .. فَالإِنْسان الَّذِي يَتَعَامل مَعَ جَسَده بِمجد وَكَرامة فَهذَا هُوَ الإِنْسان الَّذِي عِنده حِشمة وَعِنده نِعمة نَابِعة مِنْ الله وَهذِهِ النِعمة تِلزِمنَا بِالحِشمة .. أنَا بَتَعَامل مَعَ جَسَدِي كَجَسَد مُقَدَّس .. إِنَاء لِلكَرَامة .. إِنَاء لِلمجد .. هيكل لِرَبِّنَا .
3/ كَيْفَ نَلْبِس ؟:-
يُوجد مبدأيِن هَامِين لِلِبْس :-
أ/ جَسَدِي هُوَ هيكل لِرَبِّنَا :-
نَحْنُ ننظُر لِلجَسَد نظرة مُقَدَّسة .. فَمِنْ وقت أنَّ رَبِّنَا يَسُوع تَجَسَّد وَهُوَ بَارِك الجَسَد أجسادنا بِالتَّجَسُّد صَارت أجساد مُقَدَّسة .. فَمُمكِنْ أنَّ جَسَدِي يأخُذ جِسم المَسِيح وَمُمكِنْ فَمِي يَتَحِد بِالمَسِيح .. المَسِيح مُمكِنْ يدخُل إِلَى أعماقِي وَيَسكُنْ في دَاخِلِي .. بَرَكة عَظِيمة أنَّ جَسَدِي صَارَ هيكل لِلرُّوح القُدُس .. الإِنْسان مخلُوق عَلَى صورة الله نَفْس وَجَسَد وَرُوح وَنَحْنُ لاَ نَتَعَامل مَعَ الجَسَد كَمُجَرَّد تِمثال وَلكِنْ هُوَ فِي دَاخِله حياة .. فيهِ رُوح رَبِّنَا .. فَالإِنْسان عِندما يعرِف أنَّ فِي دَاخِله كِنز الرُّوح فَإِنَّهُ يعرِف كَيْفَ يستُره .. فَيَجِب أنْ أهتم بِأنْ أستُر كِنُوز الرُّوح السَاكِنة فِي دَاخِلِي .. وَلِذلِك عِندما نِعَرِّي أجسادنا فَهذَا فقد لِكَرَامة الهِيكل أجمل مَا فِي الهِيكل أنَّهُ يَكُون مستُور .. فَالهِيكل لاَبُد أنْ يُغَطَّى فَهُوَ لَهُ كَرَامة وَلَهُ وَقار وَنَحْنُ نَسجُد أمامه وَلِذلِك فِي سِفر أشعِياء يَقُول [ عَلَى كُلِّ مَجْدٍِ غِطَاءً ] ( أش 4 : 5 ) .. أنَا مَجدِي مِنْ الدَّاخِل فَلاَبُد أنْ يَكُون مُغَطَّى وَمستُور أحياناً الإِنْسان يَعِيش فِكرة وَهيَ فِكرة عِيسو وَهيَ خَطِيَّة الإِستِباحة .. فَقِيلَ عَنْهُ أنَّهُ مُستَبِيح .. فَعِندما جَاءَ إِليهِ أخوه لِيُكَلِّمه عَنْ البَكُورِيَّة قَالَ لَهُ أنَا مَاضِي لأموت أعطِنِي لأكُل( تك 25 : 32 – 34 ) .. أحياناً تَكُون عِندنا هذِهِ الخَطِيَّة فَأقُول مَالِي وَمال النَّاس فَالجو حر .. فَأمشِي بِحُرِّيتِي .. فَهذِهِ إِستِباحة لأِنِّي لاَ أحَافِظ عَلَى نَفْسِي .. فَالموضُوع هُوَ مَاذا قَالَ لِي الكِتاب المُقَدَّس ؟ قَالَ [ وَيْلٌ لِذلِكَ الإِنْسَانِ الَّذِي بِهِ تَأتِي العَثْرَةُ ] ( مت 18 : 7 ) المفرُوض أنْ أتَعَامل بِجد مَعَ جَسَدِي وَلِذلِك أُريد أنْ أقُول أنَّ الإِنْسان الَّذِي يُعَرِّي جَسَده هُوَ يَفقِد كَرَامِة هيكله وَيجعل كَرَامته تنسَكِب عَلَى الأرض وَيِعَرَّض نَفْسه بِأنْ يُسرق مِنْهُ كُلَّ غَالٍ وَثَمِين فَنْحَنُ بِدَاخِلنا جَوَاهِر ثَمِينة فَلاَبُد أنْ تُغَطَّى .. فَنْحَنُ أوَانِي لِلرُّوح .. نَحْنُ العذارى الحَكِيمات نَحْنُ نشهد لِيَسُوع .. أنَا المفرُوض أنْ أعرِف مَاذا تعنِي كَرَامِة هيكَلِي فَمِنْ أصعب الأُمور الَّتِي يَتَدَخَّل فيهَا عدو الخِير نَفْسه وَهيَ مِنْ خِلاَل الموضات بِحِيث أنَّهُ يجعل كُلَّ النَّاس تَعِيش فِي كسر لِلوَصَايا وَهذَا تحت بند إِسمه المُوضة وَهُوَ بِذلِك يِلَوِّن نَفْسه لأِنَّهُ يُرِيد أنْ يُرجع الإِنْسان لِحالِة السُقُوط وَحالِة المُخَالفة وَحالِة العُري .. فَالإِنْسان عِندما يَتَعَرَّى فَإِنَّهُ يجعل التَوَاصُل مَعَ الَّذِي يَتَعَامل مَعْهُ عَلَى مُستوى الجَسَد وَيجعل النَّفْس مُتَبَاعدة وَيكسر الرُّوح فَلِنفرِض أنَّ إِنْسان تَقَابل مَعَ وَاحدة بِتِلْبِس مَلاَبس غِير لاَئِقة وَاختارهَا شَرِيكة لِحَياته عَلَى هذَا الأساس .. فَالإِتِحاد بينهُمَا هُوَ عَلَى المُستوى الجِسدانِي أكثر مِنْ المُستوى الرُّوحانِي وَهذَا لاَ نَثِق فِي أنْ نبنِي عليهِ السِّر لأِنَّهُ إِنْ لَمْ تظهر بِهذَا المظهر فَإِنَّهُ لَنْ يَتَمَسَّك بِهَا فَهُوَ بنى حياته عَلَى أساس جِسدَانِي وَهِيَّ سَتندم بعد ذلِك .. المفرُوض أنْ تَكُون طَرِيقة إِرتِداء ثِيابنَا يَكُون فِيهَا وَقار لأِنَّنَا مِنْ الدَّاخِل فِينَا رُوح رَبِّنَا .. وَلِذلِك أهل العالم مهما يأخُذُوا أشكال فَنْحَنُ نَقُول[ يَنْبَغِي أنْ يُطَاعَ اللهُ أكْثَرَ مِنَ النَّاسِ ] ( أع 5 : 29 ) فَالقِدِيسة بُوتَامِينَا لِكي يِنَزِّلُوهَا فِي الزِيت المغلِي طَلَبِت أنْ تَنْزِل بِبُطئ شَدِيد وَهذَا أُسلُوب جَمِيل جِدّاً .. فَالجسد غرق فِي الزِيت وَاحترق وَلكِنْ النَّفْس إِنطَلَقِت لِلسَّماء فِي كَرَامة وَبَتُولِيَّة وَعِفَّة فَهيَ عَلَّمتنَا بِموتهَا أكثر مِنْ حياتهَا القِدِيسة بِربِتوا أطلقُوهَا لِلوُحُوش وَكَانَ أهم شِئ عندها هُوَ أنْ تستُر جَسَدَهَا .
ب/ الإِهتِمام بِالزِينة الدَّاخِلِيَّة :-
كُلَّمَا إِهتم الإِنْسان بِالدَّاخِل ظهر هذَا عَلَى الخَارِج وَكُلَّمَا كَانَ الإِنْسان شبعان مِنْ الدَّاخِل ظهر هذَا عَلَى الخَارِج وَتوجد ثَلاَث مَنَاظِر تِعجِبنِي وَهيَ :-
1)المَلاَبِس البَسِيطة الَّتِي لِلأنبا أبرآم .
2)المَلاَبِس البَسِيطة الَّتِي لأبُونَا عبد المِسِيح المَنَاهرِي .
3)المَلاَبِس البَسِيطة الَّتِي لِلبابا كِيرلُس السَّادِس .
4)المَلاَبِس البَسِيطة الَّتِي لأبُونَا بِيشُوي كَامِل .
فَيُوجد مِنْهُمْ الَّذِي لِبْسه مقَطَّع وَمخَيَّط وَمرَقَّع .. كُلَّ مَا الإِنْسان يَكُون مُهتمْ بِالدَّاخِل فَإنَّ كَفِّة مِيزان الدَّاخِل تِعلىَ وَكَفِّة مِيزان الخَارِج تِنزِل .. كُلَّ مَا الإِنْسان يَكُون فَارِغ مِنْ الدَّاخِل فَإِنَّ الخَارِج يَكُون مُهِمْ جِدّاً فَالإِنْسان عِندما يِعرف أنَّ الجمال الجَسَدِي فَانِي وَأنَّ كُلَّ الجسد عُشب وَالعُشب هُوَ أنَّهُ بِمُجَرَّد سقُوط الأمطار تِظهر مجموعة حَشَائِش خضراء وَنَاصِعة وَسُرعان مَا تَزُول هذِهِ الحَشَائِش وَتختفِي( 1بط 1 : 24 ) .. فَهذَا هُوَ الجسد يِظهر وَيِختِفِي فِي الحال فَإِنَّ الإِنْسان لاَ يضع إِهتِمامه فِي الجسد لأِنَّ [ الحُسْنُ غِشٌّ وَالجَمَالُ بَاطِلٌ ] ( أم 31 : 30 ) القِدِيس بُطرُس الرَّسُول يَقُول [ وَلاَ تَكُنْ زِينَتُكُنَّ الخَارِجِيَّةَ مِنْ ضَفْرِ الشَّعْرِ وَالتَّحَلِّي بِالذَّهَبِ وَلِبْسِ الثِّيَابِ بَلْ إِنْسَانَ القلبِ الخَفَِيَّ فِي العَدِيمةِ الفَسَادِ زِينةَ الرُّوحِ الوَدِيعِ الهَادِئ .... ]( 1بط 3 : 3 – 4 ) .. عدو الخِير مِنْ بِدايِة الخَلِيقة وَهُوَ لاَ يُغَيِّر مِنْ جوهر الخَطِيَّة وَلكِنَّهُ يُغَيِّرمِنْ شكلهَا .. وَمِنْ أكثر الأُمور الَّتِي يُمكِنْ أنْ تِتعِب هِيَ الشعر وَالذَّهب وَاللِبس وَيَقُول الكِتاب [ لأِنَّنَا لاَ نَجْهَلُ أفْكَارَهُ ] ( 2كو : 2 : 11) [ بَلْ إِنْسَانَ القلبِ الخَفَِيَّ ] .. فِي دَاخِل قلبِي مَاذا يوجد ؟ جَمِيل جِدّاً الإِنْسان الَّذِي يهتم بِالدَّخِل وَأنْ تَكُون الفَضَائِل سَاكِنة فِي دَاخِله .. وَكُلَّمَا أهتم بِالدَّاخِل كُلَّمَا الإِهتِمام بِالخَارِج يَقِل رَبِّنَا يِسنِد كُلَّ ضعف فِينا بِنِعمِته وَلإِلهنَا المجد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين

عدد الزيارات 1639

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل