سلسلة الحشمة -الزينة والجمال

لَقد أخذنا دِرَاسة عَنْ الحِشمة وَقُلنَا أنَّ الجَسَد فِي المَسِيحِيَّة هُوَ شِئ مُقَدَّس وَكَرِيم وَفِي المرَّة الأولى أخذنا " نظرة مَسِيحِيَّة لِلجَسَد " وَعرفنا أنَّ رَبَّنَا يَسُوع عِندما تَجَسَّد بَارك الجَسَد .. وَفِي المرَّة السَابِقة تَكَلَّمنَا عَنْ " لِمَاذا نَلْبِس ؟ .. وَكَيْفَ يَكُون مظهرنا الخَارِجِي .. وَعرفنا أنَّ العُري هُوَ ثمرة مِنْ ثِمار الخَطِيَّة " .. وَاليُوم نُحِب أنْ نأخُذ موضُوع عَنْ " الزِينة وَالجَمَال " .. وَالزِينة هِيَ النَّفْس الَّتِي تُحِب أنْ تَتَزَيَّن كَثِيراً وَتهتم بِزِينِتهَا الخَارِجِيَّة .. وَفِي الحَقِيقة إِنَّ هذَا يُعَبِّر عَنْ فَرَاغ دَاخِلِي وَهيَ تَكشِف عَنْ ثَلاَث أُمور وَهُمْ :-
الزِينة :-
1/ فَرَاغ دَاخِلِي :-
وَهذَا مِثْل الإِنْسَان الَّذِي دَاخِله قَبِيح فَيُحَاوِل أنْ يجعل الخَارِج جَمِيل .. أوْ الإِنْسَان الَّذِي جوهر عمله غِير سَلِيم فَيجعل عمله الخَارِجِي جَمِيل .. أحياناً الشكل الخَارِجِي يِغَطِّي جوهر غِير مقبُول .. وَلِذلِك لَوْ الإِنْسَان بِدَاخِله فَرَاغ فَإِنَّهُ يسعى نحو تغطِية فَسَاده الدَّاخِلِي بِتَزيين الخَارِج وَلِذلِكَ رَبِّنَا يَسُوع قَالَ عَنْ هذَا الشكل أنَّهُ [ قُبُوراً مُبَيَّضَةً تظهرُ مِنْ خَارِجٍ جَمِيلَةً وَهِيَ مِنْ دَاخِلٍ مَمْلُوءة عِظَامَ أمْوَاتٍ وَكُلَّ نَجَاسَةٍ ] ( مت 23 : 27 ) .. فَهِيَ مِثْل القبر المكتُوب عليه بِالذَّهب وَالمِبَيَّض وَموضُوع عليه وُرُود مِنْ الخَارِج .. أمَّا مِنْ الدَّاخِل يوجد شِئ قَبِيح جِدّاً وَأنَا أتَحَدَّث عَنْ الزِينة وَالجَمَال وَالجَسَد وَستر الجَسَد لأِنَّهُ فِي الحَقِيقة فِي الفِترة الماضِية مِنْ حَوَالِي عشر سِنِين وَقَدْ وجدنا أنَّ البنات الغِير مَسِيحِيَّة أكثر إِلتِزاماً بِشكلهُمْ وَمَلاَبِسهُمْ مِنْ البنات المَسِيحِيات وَصَارَ عِندَ البنات المَسِيحِيات نُوع مِنْ الإِستهتار وَالتَّسَيُّب لِدَرَجِة أنَّنَا لَوْ وجدنا بنات تَسِير فِي الشَّارِع بِمظهر غِير لَطِيف وَمُزَيِنة وجههَا بِشكل غِير لاَئِق نَجِد أنَّ النَّاس تَقُول عَليهَا بِالتأكِيد هِيَ غِير مَسِيحِيَّة لَقد قرأت كِتاب إِسمه " أوان الحَقِيقة " وَهُوَ يرُد عَلَى مُسلسل كَانَ بِيُظهِر أنَّ البنات المَسِيحِيات بنات مُستهتِرة جِدّاً وَغِير مُحترمة .. وَهذَا الكِتاب كَانَ يُوَجِه دِفاع وَفِي نَفْس الوقت كَانَ يُؤنِب البنات المَسِيحِيَّة وَيَقُول لَهُمْ " هَلْ المُهِمْ عندِنَا هُوَ الشكل ؟ فَمِنْ الوَاجِب فِعلاً أنْ تَكُون نظرِة البِنت المَسِيحِيَّة لِجَسَدَهَا أنَّهُ هيكل لله وَأنَّهُ مُقَدَّس " .
وَأنَا مَعَ إِحتِكاكِي لِبَنَاتِي وَخِدمِتِي لِلبَنَات قَدْ أجِد بِنت بِتِلبِس مَلاَبِس غِير لاَئِقة وَالبعض يسألنِي عَنْهَا فَأقُول لَهُمْ إِنَّهَا بِنت كُوَيِسة فِي حِين أنَّ النَّاس بِتنظُر لَهَا نظرة عَلَى أنَّهَا بِنت غِير كُوَيِسة أنَا أشعُر أنَّهُ عدم وعي وَسَذَاجة عِندَ البِنت فَهيَ لَمْ يَكُنْ فِي قصدها أبَداً أنْ تُعثِر أحد – أبَداً – وَهيَ لَمْ تقصُد أنْ تفعل أمر شِرِّير وَلكِنْ هِيَ عندها ذلِك لُون مِنْ ألوان مُجاراة المُجتمع فَالإِنْسَان كُلَّمَا كَانَ مُشَبَّع مِنْ الدَّاخِل كُلَّمَا قل إِهتِمامه بِالخَارِج وَلِذلِك تَتَمَيَّز مَلاَبِسه بِالبَسَاطة وَلاَ يُحَاوِل أنْ يجعل الخَارِج يبدو فِي صورة جَمِيلة .. وَإِنْ كَانَ الإِنْسَان غِير مُشَبَّع يَكُون كَالصنم المطلِي بِالذَّهب أوْ الفِضَّة وَلاَ رُوح فِي دَاخِله مُعَلِّمنَا دَاوُد النَّبِي كَانَ مشهُور بِالجَمَال وَالكتاب المُقَدَّس قَالَ عَليه أنَّهُ أشقر مَعَ حَلاَوة العينين( 1صم 16 : 12) وَهُوَ نَفْسه الَّذِي تَكَلَّم عَنْ الجَمَال وَقَالَ [ كُلَّ مجد إِبنة المَلِك مِنْ دَاخِل ]( مز 45 : 13) .. وَكَأنَّهُ يَقُول أُترُك الجَمَال الخَارِجِي الأشقر وَحَلاَوة العينين وَأنظُر لِلجَمَال الدَّاخِلِي وَكُلَّمَا يِرَكِّز الإِنْسَان عَلَى جَمَاله الدَّاخِلِي كُلَّمَا يشعُر أنَّهُ مملوء فِي الدَّاخِل .. وَفِي المزمُور ألـ 45 يَتَكَلَّم عَنْ الجَمَال الدَّاخِلِي .. فَالنَّفْس عِندما تهتم بِالزِينة الخَارِجِيَّة تُبَدِّد القُوَّة الدَّاخِلِيَّة وَنَجِد فِي دَاخِل الإِنْسَان المُهتمْ بِالزِينة الدَّاخِلِيَّة صورة الله أمَّا المُهتمْ بِالزِينة الزَائِفة نَجِد صورة إِنْسَان شهوانِي مِسكِين وَمُمَزق وَلِذلِك الكِتاب المُقَدَّس يِحَفِزنَا فِي الرِسالة إِلَى كُولُوسِي وَيَقُول[ فَالْبَسُوا كَمُخْتَارِي اللهِ القِدِّيسِينَ المَحْبُوبِينَ أحْشَاءَ رَأفَاتٍ ] ( كو 3 : 12 ) إِجعلُوا عندُكُمْ أحشاء رأفات أي قلب حِنَيِّن .. إِلْبِسِي اللُطف .. إِلْبِسِي التَوَاضُع .. إِلْبِسِي الوَدَاعة إِلْبِسِي طُول الأناة .. إِلْبِسِي الرَّب يَسُوع .. إِهتَمِّي بِالدَّاخِل وَكُلَّمَا نهتم بِالدَّاخِل كُلَّ مَا قل إِهتِمامنَا بِالخَارِج البابا كِيرلُس السَّادِس أُهدِيت لَهُ حُلَّة كهنُوتِيَّة فَاخِرة جِدّاً وَقَدْ لَبَسَهَا مرَّة وَاحِدة فقط فَالخَارِج غِير مُهِمْ عنده ..فَهَلْ البدلة هِيَ الَّتِي ستصنع الإِنْسَان أوْ الفُستان هُوَ الَّذِي يُعطِي كَرَامة لِلإِنْسَان ؟!!! فَكُلَّمَا كَانَ الدَّاخِل غَنِي كُلَّمَا قل الإِهتِمام بِالخَارِج .. وَالإِنْسَان عِندما يهتم بِالدَّاخِل يشعُر أنَّهُ مُشَبَّع وَيُحَقِّق ذَاته وَلاَ يلتمِس مجد أوْ كَرَامة مِنْ الخَارِج .
2/ عَلاَمِة غُرُور وَكِبرِياء :-
فَالَّذِي يهتم بِالخَارِج يعنِي أنَّهُ يَهِمه جِدّاً المَظَاهِر وَأنَّهُ يُرِيد أنْ يَتَمَجَّد وَهذَا أمر يحتاج مِنْ الإِنْسَان أنْ يِرَاجِع نَفْسه .. فَمَا السبب فِي إِهتِمام الإِنْسَان بِالخَارِج ؟ أشعِياء صَرِيح جِدّاً فِي3 : 16 – 17[ مِنْ أجْلِ أنَّ بَنَاتِ صِهْيَوْنَ يَتَشَامَخْنَ وَيَمْشِينَ مَمْدُودَاتِ الأعناقِ وَغَامِزَاتٍ بِعُيُونِهِنَّ وَخَاطِرَاتٍ فِي مَشْيِهِنَّ وَيُخَشْخِشْنَ بِأرْجُلِهِنَّ ] ( أي يمشِينَ بِزهوٍ ) .. وَهُنَا الكِتاب يَقُول عَليهُمْ كَلِمة صعبة جِدّاً وَهيَ [ يُصْلِعُ السَّيِّدُ هَامَةَ بَنَاتِ صِهْيَوْنَ ] الإِهتِمام بِالزِينة الخَارِجِيَّة يُعَبِّر عَلَى أنَّهُ بِدَاخِل الإِنْسَان إِحساس بِالكرامة العالية جِدّاً وَهذَا الأمر مكرهة عِندَ الرَّبَّ .. فَالإِنْسَان الَّذِي يشعُر بِإِفتِخار وَبِزهو بِمَلاَبِسه رَبِّنَا يُبغِض هذَا الأمر جِدّاً وَمُمكِنْ أنْ تِعرف الإِنْسَان مِنْ مَلاَبِسه .. وَمِنْ الألوان الَّتِي يختارهَا .. فَاللِبس يُعَبِّر عَنْ الشَخصِيَّة وَعَنْ إِهتِمامه وَجوهر تفكِيره وَالإِنْسَان الَّذِي يهتم بِالخَارِج يَجِد أنَّ كُلَّ إِهتِمامه صَارَ مُنْصَبَّ عَلَى الخَارِج .. وَمَاذَا يحدُث لَهُ ؟ " يُصْلِعُ " .. تَخَيَّل إِنْ وَاحدة مُهتمة جِدّاً بِمَلاَبِسهَا وَصَالعة فَإِنَّ شكلهَا لاَ يُطاق .. وَهذَا عَلاَمِة قُبح شَدِيد ألم تعلمُوا أنَّ الجَمَال هُوَ عَطِيَّة مِنْ الله .. فَكَيْفَ تَكُونُوا سبب عثرة ؟!! فَزِينة الإِنْسَان أسَاساً آتِية مِنْ مجد رَبِّنَا الَّذِي أعطاهُ لَهُ .. تُوجد نَصِيحة جَمِيلة جِدّاً مِنْ بُستان الرُهبان لِعِلاَج الزِينة تَقُول[ إِنْ كُنت مُحِباً لِلتَوَاضُع لاَ تَكُنْ مُحِباً لِلزِينة ] لاَ تَكُونُوا مُبَالَغِين فِي أمر الزِينة الخَارِجِيَّة وَلاَ تنشَغِلُوا بِهِ بِزِيادة لأِنَّ الإِنْسَان الَّذِي يُحِب الزِينة لاَ يقدِر أنْ يحتمِل الإِهانة وَيِصعب عَليهِ جِدّاً أنْ يخضع لِمَنْ هُوَ دونه .. أمَّا المُتَعَبِّد لله لاَ يُزَيِّن جَسَده .. وَالَّذِي يُحِب الزِينة يُحِب الكَرامة فَلاَ تسأله عَنْ حَقِيقة الإِتِضاع وَعَنْ العِفَّة لأِنَّ ذلِك بِيأتِي مِنْ مَحَبِّة الإِنْسَان لِلزِينة وَالزهو وَالإِفتِخارفَالإِنْسَان مِحتاج أنْ يَكُون دَاخِله مُشَبَّع فَبالتجرُبة عِندما نُرِيد أنْ نُمَيِّز الأكثر جَمَالاً بينَ البِنت البَسِيطة وَالبِنت المُتَبَرِجة نَجِد أنَّهَا البِنت البَسِيطة .. صَدَّقِينِي لَوْ تَقَدَّم لَكِ عَرِيس فَالَّذِي يجعل الأمر يَتِم هُوَ بَسَاطَتِك وَلَيْسَ بِتَبَرُجِك وَإِنْ كَانَ تَبَرُجِك هُوَ السبب فِي إِتمام هذَا الموضُوع فَأنتِ بِذلِك بِتحكُمِي عَلَى نَفْسِك فِي أنْ ترتَبِطِي بِشخص يهتم بِالخَارِج فقط وَلاَ يَتَمَسِّك بِكِ مِنْ أجلِك أنتِ وَمِنْ أجل صِفاتِك وَأخلاقِك .. وَهُنَا سَيأتِي وقت يحدُث فِيهِ أنَّ هذَا الجسد سَيمرض وَسَيضعُف وَسَيضمُر وَالَّذِي إِرتَبَطِّي بِهِ كُلَّ إِهتِمامه بِالمظهر وَالجَسَد وَلَنْ يعجِبه هذَا وَتحدُث مَشَاكِل .. وَالغلطة هِيَّ غلطِتِك لأِنَّكِ بَنِيتِي حَياتِك عَلَى أساس غِير سَلِيم .. فَالبنات المُحتَشِمة أكثر جَاذِبِيَّة مِنْ البنات المُتَبَرِجة فَالإِنْسَان الَّذِي يُرِيد أنْ يرتَبِط يَقُول أنَا أأخُذ وَاحدة نَقِيَّة وَهيَ سَتَحمِل إِسمِي وَلِذلِك البنات الَّتِي لاَ تُرِيد الزواج هُمْ أكثر ناس يَتَقَدَّم لَهُمْ الشُّبان .
3/ عدم فهم لِلجَمَال الحَقِيقِي :-
الإِنْسَان الفَاهِمْ الجَمَال الحَقِيقِي لاَبُد أنْ يِعرف أنَّهُ لَوْ يُرِيد جَمَال فَالجَمَال هُوَ فِي زِينة الرُّوح .. فِي البِّرِّ .. فِي الحِشمة .. وَالنَّفْس لَوْ تَزَيَّنت بِهذِهِ الأُمور فَإِنَّهَا سَتَكُون قَدْ عَرَفِت طَرِيق رَبِّنَا توجد قِصَّة بِتحكِي عَنْ شاب غِير مَسِيحِي تَعَلَّق بِبِنت مَسِيحِيَّة وَكَانَ يَسِير وَراءهَا دَائِماً وَفِي مرَّة دَخَلِت الكَنِيسة وَمِنْ شِدَّة تَعَلُّقه بِهَا دخل وَراءهَا فَوجد فِي الكَنِيسة صَلاَة وَهذِهِ الصَلاَة أثَّرِت فِيهِ فَإِبتدأ يطلُب التُوبة وَالعِماد وَأبُونَا سَأله لِمَاذا بِتطلُب العِماد وَتُرِيد أنْ تَكُون مَسِيحِي ؟ فَقَالَ السبب هُوَ فَتاة مَسِيحِيَّة مُحتَشِمة بِتدخُل الكَنِيسة وَبِذلِك جَذَبِتنِي لِلمَسِيح فَالإِنْسَان عِندما يُدَقِّق فِي هذَا الأمر يَجِد أنَّهُ مُحتاج لِدِقَّة صَمُوئِيل النَّبِي عِندما ذهب لِيمسح وَاحِد مِنْ أولاد يَسَّى مَلِك فَوَجد أنَّ الكَبِير طَوِيل وَعَرِيض وَحِلو جِدّاً فَقَالَ هذَا وَلكِنْ رَبِّنَا قَالَ لَهُ لاَ تنظُر إِلَى منظره وَلاَ إِلَى طول قامته لأنِّي رَفَضَتهُ وَكَانَ الَّذِي إِختارهُ الرَّبَّ لِيَكُون مَلِكاً هُوَ دَاوُد النَّبِي الفتى الصَغِير .. فَالإِنْسَان بِينظُر إِلَى العينين وَأمَّا الرَّبَّ فَينظُر إِلَى القلب ( 1صم 16 : 7 ) وَهذَا الأمر يحتاج مِنْ الإِنْسَان أنْ يسلُك بِالإِيمان لاَ بِالعيان أحد الشَّباب كتب كِلمِتِين وَقَالَ " شَاب يُعَبِّر عَنْ إِعجابه بِشَابة " إِنَّ مَلاَبِس الحِشمة تلفِت نَظَرِي إِلَى وَدَاعتهَا لاَ إِلَى تَبَجُحَهَا .. إِلَى إِتِضاعهَا لاَ إِلَى كِبريائهَا .. إِلَى إِكتِفائهَا لاَ إِلَى طمعهَا إِلَى إِرضاءهَا لِلرَّبَّ لاَ إِرضائهَا لِلبَشر .. إِلَى إِهتِمامهَا بِجَمَال رُوحهَا لاَ إِلَى إِهتِمامهَا بِجَمال جَسَدهَا .. إِلَى إِنَّهَا سَمَاوِيَّة لاَ إِنَّهَا أرضِيَّة .. إِلَى أنَّهَا بِنت لله لاَ إِنَّهَا بِنت لِلعالم .. إِلَى إِنَّهَا غَالبة لِلعالم لاَ سَائِرة لِلعالم .. إِلَى إِنَّهَا فِي طَرِيق المَلَكُوت لاَ إِلَى طَرِيق الجَحِيم " هذَا بعض مَا تِلفِت نَظَرِي إِليه .. الإِنْسَان المفرُوض أنْ يعرِف مَا قِيمة الجَمَال الدَّاخِلِي .. الجَمَال الدَّاخِلِي هُوَ كِنْزه وَهُوَ الَّذِي يُغَطِّيه وَيُعطِيه ثُوب البِّرِّ .. الجَمَال الدَّاخِلِي هُوَ سِر الإِنْسَان القِدِيس يُوحَنّا ذَهَبِيّ الفم يُوَجِه إِلَى العذارى بعض الإِرشَادات فَيَقُول :-
هَلْ تهتمِين بِزِينة الرُّوح الوَدِيع الهَادِئ ؟ فَليكُنْ لَكِ النُطق بِإِسمه القُدُّوس فَهُوْ بهجِة شَفَتيكِ .. وَانظُرِي إِلَى وجه يَسُوع فَهُوَ جَمَال عينيكِ .. وَاسمعِي تَسَابِيحه فَهذَا زِينة أُذُنيكِ .. وَاستنشِقِي رَائِحة فَضَائِل سَيِّدِك يَسُوع لِيَكُنْ هُوَ رَائِحَتِك الَّتِي يستنشِقهَا الآخرِين وَلِذلِك إنَّ الإِهتِمام بِالزِينة الدَّاخِلِيَّة هُوَ الَّذِي يُعطِي لِلإِنْسَان قِيمة وَجَمَال .
الجَمَال :-
الجَمَال لَيْسَ عِيب وَلاَ قُبح وَلاَ كَارِثة بَلْ بِالعكس إِنَّ الله هُوَ الَّذِي صنع الجَمَال وَلِغرض مُعَيَّن .. فَمَثَلاً أستِير المَلِكة كانت جَمِيلة جِدّاً وَلكِنْ لِمَاذا رَبِّنَا خَلَقهَا جَمِيلة ؟ وَذلِك لِكي يُعطِيهَا نِعمة أمام المَلِك وَيَتَزَوَجهَا وَتَكُون وَسِيلة لِلخَلاَص .. وَكَانَ كُلَّ هذَا لِمجد إِسم الله .. إِذن إِنَّ الجَمَال لَيْسَ لِحِسَابهَا وَلكِنْ لِحِساب شعبهَا .. إِذن الجَمَال لاَ يَجِب أنْ يَكُون لِحِساب ذاتِي بَلْ لِلَّذِي أعطانِي إِيّاه وَلِذلِك الإِنْسَان لاَبُد أنْ ينتَبِه وَيستخدِم الجَمَال لِمجد رَبِّنَا وَلَيْسَ لِذَاته مُوسى النَّبِي مَا الَّذِي جعلهُ يَعِيش فِي قصر فِرعُون وَيَتَرَبَى هُناك وَيأخُذ قِيادة الشَّعْب ؟جَمَاله .. كَانَ حَسِن الصُورة جِدّاً وَبِنت فِرعُون عِندما رأته قَالت خِسارة أنْ يَموت هَكَذَا وَرَبِّنَا لَمْ يستخدِم الجَمَال لِمجد مُوسى بَلْ لِمجد شعبه .. فَرَبِّنَا هُوَ عَاطِي الشِئ وَلِذلِك يَجِب أنْ نَرُد لَهُ هذَا الشِئ وَمِنْ أشهر القِدِيسات الَّتِي تُمَجِّدَهُمْ الكَنِيسة هِيَ القِدِيسة تَكَلاَ تلمِيذة القِدِيس بُولِس الرَّسُول وَهيَ مِنْ جِنْس شَرِيف وَمُثَقَفة جِدّاً وَمِنْ عَائِلة غَنِيَّة جِدّاً وَالقِدِيس بُولِس الرَّسُول تَعَذَّب كَثِيراً مِنْ عَائِلتهَا لأِنَّهَا عِندما سَمَعْت كَلاَم القِدِيس بُولِس أحَبَّت المَسِيح .. فَأُمهَا أمَرِت بِأنْ تُوضع فِي النَّار لِكي تَكُون عِبرة لِبَاقِي البنات وَرَبِّنَا أخرجهَا مِنْ النَّار سَلِيمة وَكَانَ أوِّل مكان تَذهب إِليه بعد خروجهَا مِنْ النَّار هُوَ إِلَى القِدِيس بُولِس الرَّسُول .. وَكَمْ مِنْ أمِير رغب فِي الإِرتِباط بِهَا وَرَفَضَت وَصَارَ هذَا الأمر سبب مَتَاعِب لَهَا .. وَكَانِت القِدِيسة تَكَلاَ أوِّل الشَهِيدات وَلِذلِك كُتِب عَنْهَا كُتُب وَمِنْ بينهَا كِتاب إِسمه" وَلِيمة العذارى " وَهيَ إِنْسَانة كَانِت جَمِيلة جِدّاً فَهَلْ الجَمَال خطأ ؟ .. لاَ .. وَهَلْ الجَمَال بِنَستخدِمه لِمجد رَبِّنَا ؟ دَاوُد النَّبِي رَبِّنَا إِستخدِم جَمَاله لِتهدِئة شَاوِل .. وَأيُوب الصِّدِّيق عِندما جُرِّب بِالتجرُبة الشَدِيدة المُرَّة رَبِّنَا أعطاه بَنات غِير الَّتِي ماتت .. لِدَرَجِة أنَّ الكِتاب يَقُول عَنْهُمْ أنَّهُمْ [ وَلَمْ تُوجَدْ نِسَاء جَمِيلاَت كَبَنَاتِ أيُّوبَ فِي كُلِّ الأرضِ ]( أي 42 : 15 ) .. وَالأكثر مِنْ كُلَّ هذَا أنَّ الآب عِندما أرسل إِبنه إِلَى العالم أرسلهُ أبرع جَمَالاً مِنْ كُلَّ بنِي البشر . وَقَدْ إِنْسَكَبِت النِّعمة عَلَى شَفَتِيه ( مز 45 : 2 ) لِكي يَجذِب النَّاس بِجَمَاله وَشكله .. قُلُوب كَثِيرة قَدْ إِنْجَذَبِت إِليه وَنَحْنُ كُلُّنا فِعلاً بِنَنجَذِب وَراءه .. وَفِي الكِتاب يَقُول [ لِذلِكَ أحَبَّتْكَ العَذَارَى ] ( نش 1 : 3 ) لِدَرَجِة أنَّ القِدِيس يُوحَنَّا سَابَا يضع صُورة يَسُوع وَيَقُول [ لَقَدْ أقسمت بِحُبَّك ألاَّ أُحِب وجه آخر غير وجهِكَ ] .. وَيَقُول عِبارة جَمِيلة جِدّاً [ مَنْ رَآكَ وَاحتمل قلبه أنْ لاَ يَرَاك ] وَمَا أكثر القِدِيسات الجَمِيلات .. فَتُوجد قِدِيسة جَمِيلة جِدّاً وَنِحِب أنْ نسمع سِيرِتهَا وَكَانَ عُمرهَا 11 سنة وَأرَادَ المَلِك أنْ يَتَزَوَجهَا فَقَالت لَهُ أنَا مُرتَبِطة بِمَلِك فَقَالَ لَهَا : أجمل مِنِّي ؟ فَقَالت لَهُ : نعم .. فَعَرَّضهَا لِعَذَابات شَدِيدة جِدّاً وَأدخلهَا بيت الخَلاَعة وَخَلَعُوا ثِيابهَا فَحَدَثِت مُعجِزة عَجِيبة جِدّاً وَهيَ أنَّ شعرها كبر وَغَطَّى جَسَدَهَا ( القِدِيسة أجنِس ) وَمِنْ القِدِيسات الجَمِيلات أيضاً القِدِيسة أُولمبِياس وَهيَ مشهُورة بِالجمال .. وَمِنْ القِدِيسات الجَمِيلات أيضاً القِدِيسة لُوسِي الَّتِي أُعجب بِعينيهَا شاب فَخَلَعتهَا لَهُ أنتِ إِبنة لِلمَسِيح فَلاَ تستَهِينِي بِذلِك الأمر فَلاَ يَكُون عِندِك أبَداً أي رُوح تقلِيد وَلاَ إِستِهانة بِجَسَدِك رَبِّنَا إِختارنا مِنْ وَسط شُعُوب الأرض لِكي نُظهِر مجد إِسمه فَالبنات الَّتِي ترفُض وَصَايا المَسِيح هِيَ مِثْل بَنات أُورُشَلِيم الَّتِي تَسِير ممدُودات الأعناق .. فَإِنْ كَانَ المَسِيح تَعَرَّى مِنْ أجلِنَا فَلِكي يكسُونَا بِثوب بِرِّهِ نَطلُب مِنْهُ أنْ يستُرنَا بِثوب بِرِّهِ وَعَلينَا أنْ نُعلِنْ أنَّنَا جِنْس مُختار وَأنَّنَا أكثر كَرَامة مِنْ بَاقِي النَّاس رَبِّنَا يِحفظ أجسادنَا فِي كَرَامِة جَسَده وَكَرَامِة هيكله رَبِّنَا يِسنِد كُلَّ ضعف فِينَا بِنِعمِته وَلإِلهنَا المجد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين