كيف أتغلب على سقطاتى المتكررة

مِنْ سِفر التَثْنِيَة أصْحَاح 28 عدد 7 – 13 { يَجْعَلُ الرَّبُّ أعْدَاءَكَ القَائِمِينَ عَلَيْكَ مُنْهَزِمِينَ أمَامَكَ . فِي طَرِيقٍ وَاحِدَةٍ يَخْرُجُونَ عَلَيْكَ وَفِي سَبْعِ طُرُقٍ يَهْرُبُونَ أمَامَكَ . يَأمُرُ لَكَ الرَّبُّ بِالبَرَكَةِ فِي خَزَائِنِكَ وَفِي كُلِّ مَا تَمْتَدُّ إِلَيْهِ يَدُكَ وَيُبَارِكُكَ فِي الأرضِ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ . يُقِيمُكَ الرَّبُّ لِنَفْسِهِ شعباً مُقَدَّساً كَمَا حَلَفَ لَكَ إِذَا حَفِظْتَ وَصَايَا الرَّبِّ إِلهِكَ وَسَلَكْتَ فِي طُرُقِهِ . فَيَرَى جَمِيعُ شُعُوبِ الأرضِ أنَّ اسمَ الرَّبِّ قَدْ سُمِّيَ عَلَيْكَ وَيَخَافُونَ مِنْكَ . وَيَزِيدُك الرَّبُّ خَيْراً فِي ثَمَرَةِ بَطْنِكَ وَثَمَرَةِ بَهَائِمِكَ وَثَمَرَةِ أرْضِكَ عَلَى الأرْضِ الَّتِي حَلَفَ الرَّبُّ لآِبَائِكَ أنْ يُعْطِيَكَ . يَفْتَحُ لَكَ الرَّبُّ كَنْزَهُ الصَّالِحَ السَّماءَ لِيُعْطِي مَطَرَ أرْضِكَ فِي حِينِهِ وَلِيُبَارِكَ كُلَّ عَمَلِ يَدِكَ فَتُقْرِضُ أُمَماً كَثِيرَةً وَأنْتَ لاَ تَقْتَرِضُ . وَيَجْعَلُكَ الرَّبُّ رَأساً لاَ ذَنَباً وَتَكُونُ فِي الاِرْتِفَاعِ فَقَطْ وَلاَ تَكُونُ فِي الاِنْحِطَاطِ إِذَا سَمِعْتَ لِوَصَايَا الرَّبِّ إِلهِكَ الَّتِي أنَا أُوصِيكَ بِهَا اليَوْمَ لِتَحْفَظَ وَتَعْمَلَ } . مجداً لِلثَّالُوث القُدُّوس آمِين فِي الحَقِيقة موضُوع كَيْفَ نَتَغَلَّب عَلَى سَقَطَاتنا المُتَكَرِّرة هُوَ موضُوع حياتنَا كُلَّه .. لأِنَّهُ بِلاَ شك مَادُمنَا نَحْنُ نَعِيش فِي الجَسَد فَإِنَّنَا نَعِيش فِي الضعف وَلِذلِك لاَبُد أنْ نعرِف كَيْفَ نَتَعَامل مَعَ هذَا الجَسَد وَهذَا الضعف .. رَبِّنَا هِنَا يَقُول { يَجْعَلُ الرَّبُّ أعْدَاءَكَ القَائِمِينَ عَلَيْكَ مُنْهَزِمِينَ أمَامَكَ } هُوَ هزمهُمْ لَكَ .. { يَجْعَلُكَ الرَّبُّ رَأساً لاَ ذَنَباً وَتَكُونُ فِي الاِرْتِفَاعِ فَقَطْ وَلاَ تَكُونُ فِي الاِنْحِطَاطِ } .. بِنِعمِة رَبِّنَا أحِب أنْ أتكَلِّم مَعْكُمْ فِي ثَلاَث نِقَاط وَهُمْ :-
(1) كَيْفَ نَتَخَلَّص مِنْ رُوح الفَشل ؟:-
رُوح الفَشل بِاستمرار يِلاَحِقنَا وَعدو الخِير بِيِستَغِل رُوح الفَشل فِي إِعتِراض طَرِيق تُوبِتنَا .. وَيِحَاوِل أنْ يِوَّسع الفجوة بينَ الإِنْسَان وَبينَ رَبِّنَا .. وَيِحَاوِل أنْ يِثَبِّت فِيهِ إِحساس السُقُوط أكثر مِنْ رُوح القِيام لِدَرَجِة إِنْ الإِنْسَان لاَ يُصَدِّق أنَّهُ قَائِم تَخَيَّلُوا وَاحِد وَقع وَصَارَ لاَ يستطِيع القِيام فَزَحف عَلَى رِجله وَقَامَ .. ثُمَّ وَقع مرَّة أُخرى وَهَكَذَا فَيَقُول هذَا الإِنْسَان مَادُمت أنَا سَأقع وَأقُوم وَأقع وَهَكَذَا فَعَلَيَّ أنْ أظِل وَاقِع – إِحسَاس صعب – عدو الخِير بِيحَاوِل أنْ يِثَبِّته فِينَا .. وَبِيِجعل إِحسَاس السُقُوط إِحسَاس دَائِم .. عدو الخِير بِيحَاوِل أنْ يربُطنَا بِرُبُط ثَقِيلة وَيِجعلنَا لاَ نُفَكِّر كَيْفَ نَتَخَلَّص مِنْ سَقَطَاتنَا إِذن كَيْفَ أتَعَامل مَعَ سَقَطَاتِي ؟ الله لاَ يُعطِينَا رُوح الفَشل .. تَخَلَّص مِنْ إِحسَاسك أنَّ الفَشل هُوْ شِئ دَائِم معك .. الخَطِيَّة لاَ يُمكِنْ أنْ تِغلبنِي وَحَتَّى وَإِنْ وَقعت فَلِي رَجَاء أنْ أقُوم أبُونَا بِيشُوي كَامِل الله يِنَيَّح نَفْسه فِي إِحدى المرَّات كَانَ جَالِس مَعَ مجموعة شُبَّان فَقَالَ لَهُمْ" لاَ تَفتَكِرُوا لأِنِّي بَعِظ لَكُمْ كَثِيراً إِنِّي لاَ أُخطِئ .. فَأنَا بُخطِئ وَلكِنْ الفرق بينِي وَبِينكُمْ إِنِّي عِندمَا أُخطِئ بَقُوم بِسُرعة " .. فَنَحْنُ نَقُول فِي القُدَّاس { لَيْسَ مولُود إِمرأة يَتَزَكَّى أمامك }( مِنْ صَلاَة الصُلح ) .. { الجَمِيعُ زَاغُوا وَفَسَدُوا مَعاً } ( رو 3 : 12) .. { الجَمِيعُ أخْطَأُوا وَأعْوَزَهُمْ مَجْدُ اللهِ } ( رو 3 : 23 ) أبُونَا فِي أقدس اللحظات فِي القُدَّاس يَقُول { وَمِنْ أجل خَطَايَاي خَاصةً وَنَجَاسَات قلبِي ،لاَ تمنع شعبك مِنْ نِعمة رُوحك القُدُّوس } ( مِنْ التحلِيل الَّذِي يَقُوله الكَاهِنْ سِرَّاً ){ نَسَألك أيُّهَا الرَّبَّ إِلهنَا نَحْنُ عَبِيدك الخُطاة غِير المُستَحِقِين ، نَسجُد لَكَ بِمَسَرِّة صَلاَحك ،وَلِيَحِل رُوحك القُدُّوس عَلينَا وَعَلَى هذِهِ القَرَابِين } ( حُلُول الرُّوح القُدُس الَّذِي يَقُوله الكَاهِنْ سِرَّاً ) .. أبُونَا مَاسِك فِي رَبِّنَا .. رَبِّنَا عَلِّمه أنْ يضع خَطِيِّته عَلَى المذبح .. إِنْ كُنَّا خُطاه فَلَنَا رَجاء فِي المَسِيح يَسُوع قَابِل الخُطاه .. فَنَحْنُ لاَ نُجَاهِد فقط لِكي لاَ نُخطِئ وَلكِنْ أيضاً وَإِنْ أخطأنَا نُقَدِّم توبة أحد القِدِّيسِين يَقُول { جَيِّد ألاَّ تُخطِئ .. وَإِنْ أخطأت فَجَيِّد أنْ لاَ تُؤخِّر التُوبة وَإِنْ تُبت جَيِّد ألاَّ تسقُط ثَانِيةً .. وَإِنْ لَمْ تسقُط فَاعلم أنَّ هذَا مِنْ نِعمة الله عَلِيك } أنَا السَاقِط وَالخَاطِئ لِي رَجَاء فِي المَسِيح يَسُوع .. فَفِي رِحلِة شعب الله فِي البَرِّيَّة كَانَ الشَّعْب تَائِه وَظَلَّ يَدُور حول الجبل فَقَالَ لَهُمْ الله { كَفَاكُمْ دَوَرَانٌ بِهذَا الجَبَلِ تَحَوَّلُوا نَحْوَ الشِّمَالِ } ( تث 2 : 3 ) .. أحياناً أقُول الخَطِيَّة تعبانِي .. تعبانِي .. مَادُمت إِنتَ مَاشِي فِي طرِيق دَائِرِي فَلَنْ تشعُر أنَّكَ مُمكِنْ أنْ تَتَقَدَّم .. وَلكِنْ تَحَوَّل نحو الشمال .. تخلَّص مِنْ رُوح الفشل .. تخلَّص مِنْ الضعف تخلَّص مِنْ اليأس ذهب أحد تَلاَمِيذ الأنبَا أنطونيُوس إِلَى الأنبَا أنطونيُوس وَأخذ يذكُر لَهُ خَطَاياه الكَثِيرة فَسَكت الأنبَا أنطونيُوس وَلَمْ يرُد عَلِيه فَحَزِنَ الآباء وَقَالُوا لَهُ : لِمَاذَا يَا أبَانَا لَمْ تقُل لَهُ كَلِمة ؟ فَأنتَ دَائِماً بِتِسنِد الكُلَّ ؟ فَقَالَ كَلِمة خَطِيرة جِدّاً إِنَّ بِهِ رُوح ضعف .. أي لَيْسَ عِنْده الثِقة الكَافية فِي يَد الله القَادِرة أنْ تُقِيم .. فَأحياناً أتنَاوِل وَلكِنْ ثِقتِي فِي المغفِرة قَلِيلة أحياناً أعترِف وَلكِنْ ثِقتِي فِي مغفِرة الله قَلِيلة .. بِكَ رُوح ضعف .. أي أنَّهُ شخص لَيْسَ عِنْده ثِقة فِي إِنْ مُمكِنْ رَبِّنَا يِستخدِمه .. وَلكِنْ رَبِّنَا قَالَ { وَتَكُونُ فِي الاِرْتِفَاعِ فَقَطْ } أحياناً عدو الخِير يِضَخَّم لَنَا جِدّاً جِدّاً مِنْ قُدرَاته .. وَيِجعلنِي أشعُر إِنِّي مُستَحِيل أنْ أتَخَلَّص مِنْهُ .. وَلكِنْ لاَبُد أنْ تَكُون وَاثِق فِي أنَّ الرَّبَّ قَادِر أنْ يِخَلَّصك مِنْهُ .. لَوْ كَانَ بِدَاخِلنَا إِيمان دَاوُد لَكُنَّا قُلنَا كَمَا قَالَ دَاوُد لِجُليات { هذَا اليومَ يَحْبِسُكَ الرَّبُّ فِي يَدِي } ( 1صم 17 : 46 ) .. وَبُولِس الرَّسُول يَقُول أنَّ المَسِيح جَاءَ لَيْسَ مِنْ أجل الأبرار وَلكِن مِنْ أجل الخُطاة .. جَاءَ لِكي يقترِب مِنْ ضعفِنَا وَيجعلنَا نَعِيش فِس سماء سماءه .. جَاءَ لِكي يُقِيم كُلَّ وَاحِد مِنَّا قِدِيس أُرِيدك أنْ لاَ تشعُر بِأنَّ الفشل وَالندم يُحِيطك .. صَمُوئِيل أقَامَ شَاوِل مَلِك وَعِندَمَا وَجد أنَّ شَاوِل خَاطِئ إِبتدأَ يبكِي وَيبكِي عَلَى مَسحِهِ لِشَاوِل .. فَرَبِّنَا قَالَ { حَتَّى مَتَى تَنُوحُ عَلَى شَاوُلَ وَأنَا قَدْ رَفَضْتُهُ عَنْ أنْ يَمْلِكَ عَلَى إِسْرَائِيلَ . اِمْلأ قَرْنَكَ دُهْناً وَتَعَالَ أُرْسِلْكَ إِلَى يَسَّى البَيتَلحِمِيِّ } ( 1صم 16 : 1 ) .. " إِعمِل عمل إِيجَابِي " إِملأ قرنك أي رمز لِلقُوَّة وَالإِمتِلاء مِنْ رُوح الله .. تَعَالَ لأِرى لَكَ العِوض وَأجِد لَكَ المخرج .. وَدَاوُد عَمل عَظَائِم فِي المملكة أكثر مِنْ الَّتِي كَانَ يبكِي عَليهَا صَمُوئِيل.. وَرَبِّنَا فِي سِفر أيُوب يَقُول عَنْ الخَطَايَا أنَّهُ يجعلُهَا { كَمِيَاهٍ عَبَرَتْ } ( أي 11 : 16) .. أي إِنتَهِت خَلاَص .. جَمِيل جِدّاً الإِحسَاس { أنْسَى مَا هُوَ وَرَاءُ وَأمْتَدُّ إِلَى مَا هُوَ قُدَّامُ }( في 3 : 13 ) جَمِيل جِدّاً القِدِيس الَّذِي كَانَ يُنَاجِي رَبِّنَا وَيَقُول لَهُ { أنَا لَيْسَ لِي قُوَّة عَلَى القِيام وَلَيْسَ لِي مَسَرَّة فِي السُقُوط } – إِحسَاس جَمِيل جِدّاً – فَهُوَ بِيصرُخ لِرَبِّنَا .. أكِيد كُلَّ وَاحِد فِينَا بِيوَّجِه هذَا النِداء لِرَبِّنَا .. أنَا أُرِيد يَد نِعمِتك تَنتَشِلنِي .. أنْتَ رَجَائِي وَحَظِّي فِي أرْض الأحياء تَخَلَّص مِنْ أعمال الفشل وَلاَ تَظِل تِثبِت لِنَفْسك الفشل وَتَقُول أنَا حَاوِلت وَأنَا مُحرج مِنْ أنْ أقُول لأبُونَا نَفْس الكَلاَم .. فَليَكُنْ إِنَّك تَقُول نَفْس الكَلاَم فَأنتَ بِتُعلِن أمام رَبِّنا وَأمام رُوحه القُدُّوس أنَّكَ ضَعِيف وَهذَا يكفِي تَخَيَّل إِنْ إِبن صَغِير نِزل لِلشَّارِع وَوَاحِد ضَربه فَمَاذا يفعل بِهِ أبوه ؟ فَإِنَّهُ سَيأخُذه فِي حُضنه وَيُشفِق عَلِيه .. الخَطِيَّة بِتِجرحنَا وَبِتِفقِدنا ثَبَاتنَا وَجَمَالنَا وَلِذلِك أذهب لَهُ .. القِدِيس مَارِأفرآم السُريانِي يَقُول { إِنَّ الخَطِيَّة لَمْ تترُك فِيَّ عُضواً سَلِيماً وَلاَ حَاسَّة بِلاَ خَطِيَّة } التَلاَمِيذ كَانُوا بِيصرُخُوا وَيَقُولُوا قَدْ تَعِبنَا الَّلِيل كُلَّه وَلَمْ نصطاد شيئاً ( لو 5 : 5 ) فَلاَ يَكُنْ عِنْدك هذَا الإِحسَاس وَلكِنْ يَكُنْ إِحسَاس إِنْ عَلَى كَلِمتك أُلقِي الشَبَكة ( لو 5 : 5 ) حَتَّى وَإِنْ تَعِبت الَّلِيل كُلَّه .. رُبَمَا يَكُون رَبِّنَا يُرِيد أنْ يِوَّصَلك لِهذَا النُوع مِنْ الفشل حَتَّى لاَ تَتَكِل عَلَى ذَكَائك أوْ خِبرِتك .. لِدَرَجِة إِنْ رَبِّنَا يَقُول ألْقُوا شِبَاكَكُمْ فِي الجَانِب الأيمن وَبُطرُس هُوَ الَّذِي دَخل وَكَانَ المفرُوض إِنْ يَعقُوب وَيُوحَنَّا يُدخُلُوا مَعَهُ .. وَرَمى بُطرُس شَبَكة وَاحِدة لأِنَّهُ لَمْ يَكُنْ مِصَدَّق إِنَّه مُمكِنْ أنْ يُمسِك صيداً .. وَلكِنْ عِندَمَا ألقى شَبَكة وَاحِدة وَجَدَ أنَّ الشَبَكة بِهَا سَمك كَثِير .. فَإِبتدأَ يِجمع السمك وَيِنَادِي الَّذِينَ عَلَى الشَاطِئ .. إِجعل يَقِينك فِي كَلِمته أنَّهَا قَادِرة أنْ تُعطِيك وَنِعمِته هِيَ الَّتِي تُخَلِّصك مِنْ رُوح الفشل أحياناً بِنِتعب دُونَ جدوى .. وَلكِنْ لِمَاذَا ؟ وَذلِك لأِنَّ رَجَاءنَا فِي رَبِّنَا غِير وَاضِح رَبِّنَا لاَ يُرِيدك أنْ تستمِر هَكَذَا كَثِيراً وَلكِنْ رَبِّنَا يُرِيدك أنْ تدخُل وَتأكُل .. أحياناً لاَ نُصَدِّق عَطَايا رَبِّنَا الكَثِيرة .. فَالوَاحِد يَقُول لأبُونَا : تعتَقِد يَا أبُونَا إِنِّي مُمكِنْ أصِير إِنْسَان كُوَيِس ؟!! صَدِّقُونِي إِنْ هذَا الإِحسَاس كَافِي بِأنْ يِجعلك لاَ تَتَغَيَّر .. مِثل وَاحِد يدخُل الكُلِيَّة وَيَقُول ليتنِي أحصُل عَلَى مقبُول .. فَالَّذِي يِذَاكِر عَلَى أساس المقبُول مُمكِنْ أنْ يِرسب فِي تِسع مَوَاد .. المفرُوض إِنَّك تَكُون قَائِم وَالمفرُوض إِنْ قلبك يَكُون مُشتَعِل بِمَحَبِّة رَبِّنَا .. وَتشهد لِرَبِّنَا وَتِجذِب نِفُوس لِرَبِّنَا .. فَالَّذِي يضبُط نَفْسه عَلَى الحد الأدنَى فَإِنَّهُ يَقِل عَنْهُ .. أحياناً بِننظُر لِعَطَايا رَبِّنَا أنَّهَا سَتَكُون صَغِيرة أبُونَا إِبرَاهِيم رَبِّنَا أعطاه وعد بِنسل وَقَالَ لَهُ { وَتَتَبَارَكُ فِي نَسْلِكَ جَمِيعُ أُمَمِ الأرْضِ }( تك 26 : 4 ) .. وَلكِنْ وَجد إِنَّه لاَ يُنجِب فَضَعُفَ وَأنجب إِسمَاعِيل مِنْ هَاجِر لِدَرَجِة إِنَّه إِكتَفَى بِإِسمَاعِيل .. وَلكِنْ رَبِّنَا يُرِيد أنْ يُعْطِيه عَطِيَّة أعظم بِكَثِير وَهيَ " إِبن الموعِد " .. " إِبن الإِيمان " الَّذِي لاَ يأتِي بِالمَنطِق وَلكِنَّهُ سَيَأتِي مِنْ موت مُستودع سَارة .. فَهيَ سَيِّدة عِندهَا 90 سنة أيُعقل أنَّهَا تُنجِب ؟!!! فَلاَ ننظُر لِلحد الأدنَى وَنَستَكثِر عَطَايَا رَبِّنَا عَلِينَا .. أنتَ فِي المَسِيح يَسُوع قِدِيس وَإِنْ شَعرت بِأقل مِنْ ذلِك فَإِنَّكَ بِتَستصغِر عَطِيَّة رُوحه الَّتِي أعطاهَا لَنَا وَبِتستصغر التَنَاوُل مِنْ جَسَده وَدمه توجد قِصَّة فِي سِفر المُلُوك الأول وَهيَ عَنْ مَلِكِة سَبأ الَّتِي ذَهَبت لِسُليمان المَلِك وَكَانت عَجِيبة جِدّاً الهَدَايَا الَّتِي أخَذِتهَا لَهُ .. وَعِندَمَا سَمَعِت حِكمِته تَعَجَبَّت جِدّاً وَلكِنْ مَا الهِدِيَّة الَّتِي قَدَّمهَا سُليمان لَهَا ؟ يَقُول الكِتاب كَلِمة وَاحِدة عَنْ الَّذِي أخَذِته أنَّهُ { وَأعْطَى المَلِكُ سُلَيْمَانُ لِمَلِكَةِ سَبَا كُلَّ مُشْتَهَاهَا الَّذِي طَلَبَتْ } ( 1مل 10 : 13 ) .. ألَيْسَ رَبِّنَا قَادِر أنْ يُعطِيك كُلَّ مُشتَهَاك الَّذِي تطلُبه ؟!! أُطلُب .. قُل لَهُ يَاربَّ أنَا أُرِيد طَهَارِة يُوسِف الصِّدِّيق .. أُرِيد إِتِضاع الأنبَا أنطونيُوس أُرِيد صَلاَة الأنبَا بِيشُوي .. وَلكِنْ إِنْ وقفنَا مُنكَمِشِين وَخجلاَنِين مِنْ خَطِيِتنَا فَإِنَّنَا بِذلِك بِنجعل حَاجِز بيننَا وَبينَ الله .. نَحْنُ ثِقتنَا فِي الغُفران ضَعِيفة وَلكِنْ إِلَى مَتَى يَكُون هذَا ؟!!فَأنتَ بِذلِك كَأنَّكَ وَاقِف أمام وَاحِد فَقِير أوْ ضَعِيف فَإِنْ كَانَ عِنْدك هذَا الإِحسَاس فَمَاذَا سَيُعطِيك ؟!! فَأنتَ وَاقِف أمام مَلِك المُلُوك وَرَبَّ الأرباب .. كَفَانَا بِأنْ ننظُر لِرَبِّنَا نظرة قُصَيَّرة .. فَهُوَ يُعطِيك كُلَّ مَا اشتهيتهُ .. { وَتَلَذَّذْ بِالرَّبِّ فَيُعْطِيَكَ سُؤْلَ قَلْبِكَ } ( مز 37 : 4 ) يُوسِف فِي السِجن كُلَّ أمله هُوَ أنْ يخرُج مِنْ السِجن وَلكِنْ رَبِّنَا جعلهُ الرَّجُل الثَّانِي فِي مِصْر .. جَمِيلة جِدّاً الآية الَّتِي تَقُول { غَيْرُ المُسْتَطَاعِ عِنْدَ النَّاسِ مُسْتَطَاعٌ عِنْدَ اللهِ } ( لو 18 : 27 )لاَ تَظِل تبكِي عَلَى اللبن المسكُوب .. لاَ تَظِل تِشتِكِي كَثِيراً وَتَقُول أنَا خَاطِئ .. أنَا خَاطِئ أينَ نِعمة رَبِّنَا المُخَلِّصة ؟!! لاَ تثتثقِل خَطَاياك عَلَى غُفران رَبِّنَا مِثل طِفل مُدَلَّل .. عِندَمَا تعثُر رِجله وَيَقع عَلَى الأرض وَلأِنَّ نَفْسه غَالية عِنْده جِدّاً يبكي وَلاَ يسكُت أبَداً .. وَلكِنْ لَوْ طِفل قَوِي مِنْ دَاخِله وَوَقَعَ وَقعة أشد فَإِنَّهُ يَقُوم ضَاحِك .. أحياناً عطفِنَا عَلَى ذَاوتناَ يُزِيد ألم السُقُوط .. وَأحياناً كِبرِيَائِي يِحَسِّسنِي إِنِّي أنَا وَقعت وَلكِنْ المفرُوض { لاَ تَشْمَتِي بِي يَا عَدُوَّتِي . إِذَا سَقَطْتُ أقُومُ } ( مي 7 : 8 ) .
(2) الرَّجاء :-
غِلِطت وَوَقعت .. فَرَبِّنَا يُرِيد أنْ يِوَصَلنَا كُلِّنَا لِخِبرة مُهِمة جِدّاً .. فَمَا هِيَ ؟ إِنِّي بِدُونه لاَ أستطِيع أنْ أفعل شيئاً ( يو 15 : 5 ) .. فَأنَا بقع وَأقُوم .. أقع وَأقُوم وَغِير قَادِر أنْ أُعطِي كَلِمة إِنِّي لَنْ أقع مرَّة أُخرى فَالله يَقُول لَكَ وَهذَا مَا أُرِيده مِنْكَ .. أرجُوك .. أُرِيدك فِي جِهادك مَعَ الله لاَ تقُل كَلِمة " أنَا " .. لاَ تنظُر إِلَى نَفْسك وَلاَ إِلَى قُدراتك .. فَمُمكِنْ رَبِّنَا يِسمح لَنَا بِسَقَطَات كَثِيرة وَنِير ثَقِيل لِكي لاَ أقُل كَلِمة " أنَا " .. وَلكِنْ أقُول لَهُ : أنَا يَاربَّ ضَعِيف جِدّاً فَأرجُوك بِقُوِتك وَبِنِعمِتك أنتَ تنتَشِلنِي فَلاَ أرَكِز عَلَى نَفْسِي بَلْ أرَكِز عَلِيه هُوَ لأِنَّ لَوْ نِير الخَطَايَا خَفِيف فَمَا حَاجتنا إِليه !!فَأحياناً بشعُر إِنِّي بِنَفْسِي مُمكِنْ أتخلَّص مِنْ الخَطَايَا وَلكِنْ المفرُوض أنْ أهرب إِليه وَأصرُخ إِليه وَأشعُركَمْ إِنِّي ضَعِيف جِدّاً وَلكِنْ بِهِ هُوَ أنَا قَوِي جِدّاً .. فَأقُول لَهُ كَمَا قَالَ دَاوُد فِي المزمور{ بِكَ احتميتُ } ( مز 141 : 8 ) .. { بِإِلهِي تَسَوَّرْتُ أسْوَاراً } ( مز 18 : 29 ) مُعَلِّمنَا دَاوُد يَقُول { الَّذِي يُعَلِّمُ يَدَيَّ القِتَالَ } ( 2صم 22 : 35 ) .. مَنْ الَّذِي يُعَلِّم القِتال ؟هُوَ الَّذِي يُعَلِّمنِي القِتال .. أنتَ مِحتاج أنْ تِتعَلِّم أنْ تِفَرَّط فِي ذَاتك وَقُدراتك وَتِنقِل المركز مِنْ نَفْسك إِلَى الله فَبَدَلاً مِنْ أنْ يَكُون مِحور جِهادك هُوَ نَفْسك يِكُون مِحور جِهادك هُوَ الله فَفِي قَصِيدة البَابَا " بَلَّلتُ فِرَاشِي " نَقُول :-
وَكَأنِّي أنَا الَّذِي يُمكَنَنِي أنْ أنَجِّي نَفْسِي وَأخَلَّص نَفْسِي .. لاَ .. لاَبُد أنَّكَ أمامه تَقُول لَهُ أنتَ يَاربَّ { قُلْ كَلِمَةً فَقَطْ فَيَبْرَأَ غُلاَمِي } ( مت 8 : 8 ) ..أنَا مِثل المَيِت لَيْسَ لِي سُلطان .. أنَا يَاربَّ مِثل المَيِت غِير قَادِر عَلَى التَحَرُّك .. أنَا مِثل المَيِت الملفُوف بِدَاخِل قبر الخَطِيَّة .. وَلكِنْ لِي رَجاء فِي يَسُوع بِالرغم مِنْ أنَّهُ لاَ يوجد لَدَيَّ طَعام وَتوجد خمسة آلاف نَفْس جَائِعة فَلِي رَجاء فِي يَسُوع .. لِي ثِقة فِيهِ .. عدو الخِير يَقُول لَكَ أنتَ مَيِت .. الخَطِيَّة أذبلت كُلَّ حَوَاسك .. فَقُل لَهُ وَإِنْ كَانَ ذلِك فَلِي رَجاء فِي يَسُوع أحد القِدِّيسِين كَانَ يُنَاجِي رَبِّنَا وَيَقُول لَهُ { إِنَّ وَجهِي مستُور عَنْكَ بِمِندِيل قَبَائِحِي رِجلِي عَاجزة عَنْ أنْ تأتِي إِليكَ وَلَيْسَ لِي مرثا وَلاَ مريم لِيدعُوك لإِقامتِي .. وَلكِنْ أنَا لِي رَجاء أنَّكَ تأتِي بِحُبَّك وَحَنَانك وَتأمُر مَلاَئِكَتك : حِلَّوه وَدَعُوهُ يذهب } .. هذِهِ هِيَ ثِقتِي الَّتِي تُعطِينِي إِيَّاهَا .. ثِقة فِي يَدك وَتُعطِينِي القِيام وَالرَّجاء القِدِيس أُوغُسطِينُوس يَقُول { مُباركة هِيَ سقطِة آدم الَّتِي جَلَبت عَلينَا كُلَّ هذِهِ البَرَكَات فَبِدُونِهَا مَا كَانَ لَنَا رُوح مُعَزِّي وَلاَ مذبح } .. أحياناً بَرَكَات السُقُوط تَكُون أكثر مِنْ خِسارة السُقُوط .. فَكُنْ مُتَضِع وَكُنْ دَائِم النظر إِليهِ كَثِيراً .. إِجعل عِنْدك ثِقة فِي الطَبِيب الشَّافِي قُلَ لَهُ أنْتَ رَجَائِي وَحَظِّي فِي أرْض الأحياء .. بُولِس الرَّسُول يُكَلِّم تِيمُوثاوُس الشَّاب وَيَقُول لَهُ{ فَتَقَوَّ أنْتَ يَا ابنِي بِالنِّعْمَةِ } ( 2تي 2 : 1 ) .. مَنْ فِينَا يَثِق أنَّ أُبُوَّه الله لَهُ لَنْ تَتَغَيَّر بِرغم السُقُوط .. وَأنَّهُ يقبلنَا جَمِيعاً ؟!! هذِهِ هِيَ الثِقة فِي أنَّ رَبِّنَا هُوَ إِلهنَا وَأبُونَا أحد القِدِّيسِين يَقُول { أُنظُر يَاربَّ إِلَى شِدَّة حَالِي وَانتَشِلنِي إِنْ شِئت أنَا أوْ لَمْ أشأ لأِنَّكَ تعلم إِنِّي مِنْ تُراب وَإِليهِ أشتاق } .. طَبعِي رَدِئ .. فَفِي سَهَرَات كِيهك نَقُول{ الخَطِيَّة هِيَّ مِنْ طَبعِي } .. وَيُكمِل القِدِيس قوله وَيَقُول { فَإِنْ كُنْتَ تَقِف بِجَانِب القِدِّيسِين فَمَا الحاجة .. وَإِنْ كُنْت تَقِف مَعَ الأطهار فَمَا هُوَ بِجَدِيد وَلكِنْ إِظهِر مجدك فِيَّ أنَا }أنَا المُحتاج .. جَمِيل جِدّاً أنْ نجعل مسئولِية توبتِي عَلِيه هُوَ .. مسئولِية قِيامتِي عَلِيه هُوَ لأِنِّي أنَا لاَ أعرِف أنْ أقُوم مِنْ نَفْسِي .
(3) ثَلاَث تحذِيرات :-
أ/ تحذِير مِنْ الإِستِهتار :-
فَالإِستِهتار كَثِير جِدّاً فِي زَمَانِنَا .. رُوح الإِستِهتار دَخَلِت فِي كُلَّ أمور الحياة وَتَسَلَّلت إِلَى الأُمور الرُّوحِيَّة .. وَابتدأَ الإِنْسَان يَتَعَامل مَعَ الكِتاب المُقَدَّس بِإِستِهتار .. وَبِالطبع هذَا الإِستِهتار مُمكِنْ أنْ يَكُون آفة خَطِيرة جِدّاً فَيُزِيد مِنْ سَقَطَاتنَا وَيَزِيد رُوح الفشل .. وَيُثَبِّت رُوح السُقُوط فِينَا وَلكِنْ نَحْنُ نَقُول لَهُ : لاَ تقطع رَجاءنَا أبَداً مِنْ رَحمِتك .. جَمِيل جِدّاً فِي القِدِيس مَارِإِسحق أنَّهُ يَقُول{ خيراً لَكَ أنْ تَموت فِي الجِهاد مِنْ أنْ تحيا فِي السُقُوط } فِي دِير أبو سِيفِين كَانِت توجد طِفلة صَغِيرة قَدْ رَأت سُلحِفاء تُرَبَّى هُناك وَفِي مرَّة ذَهَبِت لِلدِير وَلكِنْ لَمْ تَجِد السُلحِفاء فَسَألِت أُمِنَا عَنْهَا فَقَالت لَهَا أُمِنَا نَحْنُ فِي الشِتاء بِنِنقِلهَا لِمكان دَافِئ .. وَبِنَضعهَا عَلَى مكان عَالِي فَهيَ بِتحَاوِل أنْ تِنزِل لِلأرض فَتِنزِل 40 سِلِّمة .. وَهيَ لاَ تعرِف أنْ تِنزِل وَلِذلِك تِرمِي نَفْسَهَا عَلَى السِلِّمة السُفلِيَّة وَهَكَذَا تِنزِل سِلِّمة سِلِّمة حَتَّى تَصِل إِلَى آخِر سِلِّمة بعد أنْ تَكُون قَدْ بَذَلِت مجهُود جبَّار وَعِندَمَا يمُر العَامِل وَيَجِدهَا عَلَى الأرض يِرَجَعهَا مرَّة أُخرى إِلَى فوق فَتَعُود تِنزِل مِنْ جَدِيد وَهَكَذَا تَستَمِر .. مُعَاناه صعبة جِدّاً عَلِّمنِي يَاربَّ كَيْفَ أُثَابِر .. فَنَحْنُ عِندَنَا رُوح الإِستِهتار وَهذَا الإِستِهتار يِسَبِّب رُوح السُقُوط .. وَلكِنْ إِنْ وَقعت قُمْ .. إِنْ وَقعت لاَ تُكَلِّمنِي عَنْ السُقُوط نِهَائِي .. كَلِّمنِي عَنْ الجِهاد وَشِئ طَبِيعِي أنَّ الَّذِي يُجَاهِد لَنْ يسقُط .. فَالجِهاد أهم مِنْ السُقُوط .. فَهَلْ أنتَ عَملت الَّذِي عَلِيك أم لاَ ؟!!فَنَحْنُ أمام الله لَمْ يَكُنْ المُهِمْ إِنَّنَا وَقعنَا أم لاَ وَلكِنْ المُهِمْ هَلْ أمِين فِي حياتِي مَعَ رَبِّنَا أم لاَ ؟!!لاَ تِرَكِز عَلَى إِنَّك بِتُقع وَلكِنْ هَلْ أنتَ أمِين مَعَ رَبِّنَا أم لاَ ؟ فَنَحْنُ بِنِفرح بِك لأِنَّكَ تِعِبت وَهذَا دَلِيل عَلَى أمانتك .
ب/ تحذِير مِنْ التَّأجِيل :-
اليوم أحسن مِنْ غداً .. كُلَّمَا تَزِيد مُدَّة الخَطِيَّة فِي دَاخِل الإِنْسَان كُلَّمَا بَنِت فِي دَاخِله قِلاع وَحُصُون فَأنتَ عِندَمَا كُنْت شاب فِي ثَانَوِي كُنْت أكثر حذراً وَلكِنْ عِندَمَا كبرت قَلِّلت مِنْ حَذَرك وَلكِنْ الكِتاب يَقُول { أنَّهَا الآنَ سَاعَةٌ لِنَسْتَيقِظَ مِنَ النَّوْمِ } ( رو 13 : 11 )اليوم لاَ تُؤجِل فَهَلْ تِضمن عُمرك ؟ فَيوجد تلمِيذ سَأل أبِيهِ الرُّوحِي قَائِلاً : قَلْ لِي يَا أبِي أفضل وقت لِلتُوبة ؟فَقَالَ لَهُ مُعَلِّمه : قبل لحظِة الموت فَسَألهُ التلمِيذ وَمَتَى تَكُون ؟ فَقَالَ لَهُ : فِي كُلَّ لحظة فَلاَ تقُل إِنِّي شَاب وَسَأأجِل التُوبة .. إِحذر التَّأجِيل لأِنَّهُ يُقَسِّي القلب .. فِيلِكس الوَالِي قَالَ لِبُولِس{ فَاذْهَبْ وَمَتَى حَصَلْتُ عَلَى وَقْتٍ أسْتَدْعِيكَ } ( أع 24 : 25 )وَلَمْ يذكُر الكِتاب أنَّه إِستدعَى بُولِس .
ج/ إِحذر مِنْ اليأس :-
فَاليأس هُوَ الَّذِي قَضَى عَلَى يَهُوذَا .. فَيَهُوذَا قَدْ فعل أعمال إِيجَابِيَّة مُمكِنْ أنْ تَكُون أجمل مِنْ أعمال بُطرُس الرَّسُول عِندَمَا أخطأ .. فَيَهُوذَا أرجع الثَّلاَثِين مِنْ الفِضَّة لِليَهُود وَلكِنَّهُ وَقع فِي اليأس .. فَهُوَ قَالَ { إِذْ سَلَّمْتُ دَماً بَرِيئاً } ( مت 27 : 4 ) .. وَهُنَا أنتَ مقبُول يَا يَهُوذَا وَلكِنَّه سَقط فِي اليأس وَلِذلِك إِحذر مِنْ الشُعُور بِأنَّكَ خَاطِئ وَسَتَظِل هَكَذَا .. لاَ .. فَهُوَ الدَّاعِي الكُلَّ إِلَى الخَلاَص( مِنْ الطِلبة الَّتِي تُقال فِي آخِر كُلَّ سَاعة ) مَا أجمل القِدِيسة تَايِيس الَّتِي كَانت إِنْسَانة خَاطِئة جِدّاً وَرَدِيئة السِيرة جِدّاً وَلِذلِك قَالُوا لِلقِدِيس بِيصَاريُون عَنْهَا فَذَهَبَ إِليهَا وَقَدِّمِت توبة بِدِمُوع غَزِيرة .. حَتَّى إِنَّهَا جَمَعِت كُلَّ مَا تملُك وَحَرَقِته وَقَالت لِكُلَّ أهْل المَدِينة الَّتِي زَنْت مَعَاهُمْ قَالت لَهُمْ " هذَا ثَمنْ خَطَايَاي " ..فَأدخلهَا القِدِيس دِير لِلرَّاهِبات وَلِخوفه عَلَى الرَّاهِبات قَالَ لَهَا أنْ لاَ تخرُج وَكَانُوا يُدخِلُونَ لَهَا الطَعَام .. فَكَانِت تَقُول أنَا لاَ أستَحِقَّ أنْ أقُول كَلِمة " يَاربَّ " فَكَانِت تَقُول " يَا مَنْ خلقتنِي إِرحمنِي " وَظلَّ القِدِيس بعد سَنة وَإِثنين مُغلِق عَليهَا .. ذَهب القِدِيس بِيصَاريُون لِلقِدِيس الأنبَا أنطونيُوس وَقَالَ لَهُ " قُولِّي عَنْدِي بِنْت ظرُوفهَا كَذَا كَذَا وَقَدِّمِت توبة أعمِل فِيهَا إِيه ؟ " .. فَطَلَبَ القِدِيس أنطونيُوس مُهلة ثَلاَثة أيَّام وَأشرك معهُ القِدِيس بُولاَ البَسِيط تلمِيذه ..فَرَأى القِدِيس بُولاَ البَسِيط رُؤيَا وَهيَ كُرسِي مُضِئ نَازِل مِنْ السَّماء فَقَالَ هذَا الكُرسِي هُوَ لأِبِي أنطُونيُوس .. فَقَالُوا لَهُ .. لاَ .. إِنَّهُ لِلقِدِيسة تَايِيس .. فَذَهَبَ إِليهَا وَقَالَ لَهَا كُفِّي عَنْ دِمُوعِك هذِهِ وَلكِنَّهَا هِيَ إِختارِت هذِهِ الحياة قِيلَ عَنْ إِحدى القِدِيسات الَّتِي سَقَطَت فِي خَطِيَّة شَنِيعة أنَّهَا أحَبَّت أنْ ترَى عَلاَمة تِعرَّفهَا قبُول الله لِتوبِتهَا – وَهيَ كَانِت رَاهِبة – فَسَمَعِت صوت مِنْ السَّماء يَقُول لَهَا " إِنَّكِ أكرمتِينِي بِتُوبتِك أكثر مِمَّا أكرَمَنِي إِخوَتِك بِبَتُولِيتهُمْ " .. وَلِذلِك تَخَلَّص مِنْ اليأس أحد القِدِّيسِين يَقُول { إِنَّ الطَبِيب يُمدح بِمرضَاه } .. وَلِذلِك ثِق أنَّهُ سَيقبلك رَبِّنَا يَسُوع يُمدح بِمرضَاه مِنْ زُناه وَغَشَّاشِين وَعَشَّارِين وَمُرتَشِين .. فَهُوَ أعطاك نَمَاذِج أعطاك زَكَّا وَأعطاك السَّامِرِيَّة حَتَّى لاَ يَقُول أحد أنَّهُ لَيْسَ لِي قبُول لديهِ رَبِّنَا يَسُوع يِجعلك رأساً لاَ ذنباً .. وَتَكُون فِي الإِرتِفاع لاَ فِي الإِنخِفاض رَبِّنَا يِسنِد كُلَّ ضعف فِينَا بِنِعمِته لَهُ المجد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين