صِفات عَرُوس إِبن الموعِد

أسحق هُوَ الوَارِث إِبن المَوعِد رمز لِيًسُوع المَسِيح الوَارِث فِي كُلَّ شِئ حَامِل كُلَّ الأشياء .. وَاختِيار عرُوس لإِسحق يُشِير إِلَى إِختِيار المَسِيح لِعرُوسه وَعرُوس المَسِيح هِي إِثنان إِمَّا الكِنِيسة أوْ النَّفْس البَشَرِيَّة مِنْ سِفر التَكوِين 24 : 1 – 10{ وَشَاخَ إِبرهِيمُ وَتَقَدَّمَ فِي الأيَّامِ . وَبَارَكَ الرَّبُّ إِبرهِيمَ فِي كُلِّ شَيءٍ . وَقَالَ إِبرهِيمُ لِعَبْدِهِ كَبِيرِ بَيْتِهِ المُسْتَوْلِي عَلَى كُلِّ مَا كَانَ لَهُ . ضَعْ يَدَكَ تَحْتَ فَخْذِي فَأسْتَحْلِفَكَ بِالرَّبِّ إِله السَّمَاءِ وَإِله الأرضِ أنْ لاَ تأخُذَ زَوْجَةً لاِبنِي مِنْ بَنَاتِ الكَنْعَانِيِّينَ الَّذِينَ أنَا سَاكِنٌ بينهُمْ . بَلْ إِلَى أرْضِي وَإِلَى عَشِيرتِي تَذْهَبُ وَتَأخُذُ زَوْجَةً لاِبنِي إِسحقَ .فَقَالَ لَهُ العَبْدُ رُبَّمَا لاَ تَشَاءُ المَرْأةُ أنْ تَتْبَعَنِي إِلَى هذِهِ الأرضِ . هَلْ أرْجِعُ بِابْنِكَ إِلَى الأرضِ الَّتِي خَرَجْتَ مِنْهَا . فَقَالَ لَهُ إِبرهِيمُ احْتَرِزْ مِنْ أنْ تَرْجِعَ بِابنِي إِلَى هُنَاكَ . الرَّبُّ إِلهُ السَّمَاءِ الَّذِي أخَذَنِي مِنْ بَيْتِ أبِي وَمِنْ أرْضِ مِيلاَدِي وَالَّذِي كَلَّمَنِي وَالَّذِي أقْسَمَ لِي قَائِلاً لِنْسْلِكَ أُعْطِي هذِهِ الأرضَ هُوَ يُرْسِلُ مَلاَكَهُ أمَامَكَ فَتَأخُذُ زَوْجَةً لاِبنِي مِنْ هُنَاكَ . وَإِنْ لَمْ تَشَإِ المرأةُ أنْ تَتْبَعَكَ تَبَرَّأتَ مِنْ حَلفِي هذَا . أمَّا ابنِي فَلاَ تَرْجِعْ بِهِ إِلَى هُنَاكَ . فَوَضَعَ العَبْدُ يَدَهُ تَحْتَ فَخْذِ إِبرهِيمَ مَوْلاَهُ وَحَلَفَ لَهُ عَلَى هذَا الأمْرِ . ثُمَّ أخَذَ العَبْدُ عَشَرَةَ جِمَالٍ مِنْ جِمَالِ مَوْلاَهُ وَمَضَى وَجَمِيعُ خَيْرَاتِ مَوْلاَهُ فِي يَدِهِ } أرَادَ إِبرَاهِيم أنْ يأخُذ عَرُوس لإِسحق مِنْ أهل بِيته وَمِنْ عَشِيرته وَلَيْست مِنْ بَنَات كِنعان إِذاً عَرُوس إِسحق لَهَا صِفات خَاصة أوِلهَا إِنَّهَا مِنْ أهل بِيته وَلَيْست غَرِيبة .. ثُمَّ أوصَى عَبده كَبِير بيته المُستولِي عَلَى جَمِيع مَا كَانَ لَهُ بِذلِك فَأخذ العبد جَمِيع خيرات مولاه ليخطُب بِهَا عَرُوس لإِسحق .. هَلْ نَتَخَيَّل أنَّ جَمِيع خيرات إِبرَاهِيم تُعطَى لِعَرُوس إِسحق بِيَد ألِيعَازر الدِّمِشقِيُّ عبد إِبرَاهِيم ؟إلِيعَازر الدِّمِشقِيُّ يُشِير لِلرُّوح القُدُس وَإِسحق يُشِير لِلمَسِيح وَرِفقة العَرُوس تُشِير لِلنَّفْس البَشَرِيَّة .. الرُّوح القُدُس هُوَ الَّذِي تَمَّمَ الخُطُوبة .. { يَأخُذُ مِمَّا لِي وَيُخْبِرُكُمْ }( يو 16 : 15) .. مؤتمن عَلَى كُلَّ خيرات الله وَيَنقِل لَنَا كُلَّ تعزِية وَفهم وَبَرَكة وَ مُحَمَّل بِكُلَّ مَا لله .. كُلَّ عَطَايَا الله نأخُذهَا عَنْ طَرِيق الرُّوح القُدُس .. يَنَابِيع الله تسكُنْ فِينَا بِغِنى عَنْ طَرِيق الرُّوح القُدُس { فَقَامَ وَذَهَبَ إِلَى أرَام النَّهْرَيْنِ إِلَى مَدِينةِ نَاحُورَ . وَأنَاخَ الجِمَالِ خَارِجَ المَدِينةِ عِنْدَ بِئر المَاءِ وَقْتَ المَسَاءِ وَقْتَ خُرُوجِ المُسْتَقِيَات . وَقَالَ أيَّهَا الرَّبُّ إِله سَيِّدِي إِبرهِيمَ يَسِّرْ لِي اليَوْمَ وَاصْنَعْ لُطفاً إِلَى سَيِّدِي إِبرهِيمَ . هَا أنَا وَاقِفٌ عَلَى عَيْنِ المَاءِ وَبَنَاتُ أهْلِ المَدِينَةِ خَارِجَاتٌ لِيَسْتَقِينَ مَاءً . فَلْيَكُنْ أنَّ الفَتَاةَ الَّتِي أقُولُ لَهَا أمِيلِي جَرَّتَكِ لأِشْرَبَ فَتَقُولَ اشْرَبْ وَأنَا أسْقِي جِمَالَكَ أيضاً هِيَ الَّتِي عَيَّنْتَهَا لِعَبْدِكَ إِسحقَ . وَبِهَا أعْلَمُ أنَّكَ صَنَعْتَ لُطفاً إِلَى سَيِّدِي } ( تك 24 : 10 – 14 ) .. الَّتِي تسقِينِي وَتسقِي الجِمال هِيَ الَّتِي سَأشعُر أنَّكَ إِخترتهَا لإِسحق زَوْجة { وَإِذْ كَانَ لَمْ يَفْرَغَ بَعْدُ مِنَ الكَلاَمِ إِذَا رِفْقَةُ الَّتِي وُلِدَتْ لِبَتُوئِيلَ ابنِ مِلْكَةَ امرأةِ نَاحُورَأخِي إِبرهِيمَ خَارِجَةُ وَجَرَّتُهَا عَلَى كَتِفِهَا . وَكَانَتِ الفَتَاةُ حَسَنَةَ المَنْظَرِ جِدّاً وَعَذْرَاء لَمْ يَعْرِفْهَا رَجُلٌ فَنَزَلَتْ إِلَى العَيْنِ وَمَلأتْ جَرَّتَهَا وَطَلَعَتْ . فَرَكَضَ العَبْدُ لِلِقَائِهَا وَقَالَ اسْقِينِي قَلِيلَ مَاءِ مِنْ جَرَّتِكِ . فَقَالت اشْرَبْ يَا سَيِّدِي . وَأسْرَعَتْ وَأنْزَلَتْ جَرَّتَهَا عَلَى يَدِهَا وَسَقَتْهُ . وَلَمَّا فَرَغَتْ مِنْ سَقْيِهِ قَالَتْ أسْتَقِي لِجِمَالِكَ أيضاً حَتَّى تَفْرَغَ مِنَ الشُّرْبِ . فَأسْرَعَتْ وَأفْرَغَتْ جَرَّتَهَا فِي المَسْقَاةِ وَرَكَضَتْ أيضاً إِلَى البِئرِ لِتَسْتَقِي . فَاسْتَقَتْ لِكُلِّ جِمَالِهِ . وَالرَّجُلُ يَتَفَرَّسُ فِيهَا صَامِتاً لِيَعْلَمَ أأنْجَحَ الرَّبُّ طَرِيقَهُ أمْ لاَ } ( تك 24 : 15 – 21 ) .. ألِيعَازر يشعُر بِفرح وَهُوَ صَامِت لأِنَّ العَلاَمَات الَّتِي طلبهَا مِنْ الله تَتِم .. الرُّوح القُدُس يَرى وَيُرَاقِب سِلُوكنَا وَطَاعِتنَا وَتحقِيقنَا لِعَلاَمَات الله { وَحَدَثَ عِنْدَمَا فَرَغَتِ الجِمالُ مِنَ الشُّرْبِ أنَّ الرَّجُلَ أخَذَ خِزَامَةَ ذَهَبٍ وَزْنُهَا نِصْفُ شَاقِلٍ وَسِوَارَيْنِ عَلَى يَدَيْهَا وَزْنُهُمَا عَشَرَةَ شَوَاقِلِ ذَهَبٍ . وَقَالَ بِنْتُ مَنْ أنْتِ . أخْبِرِينِي }( تك 24 : 22 – 23 ) .. مُكَافأة الرُّوح القُدُس لِلنَّفْس الأمِينة الخَاضِعة المُسرِعة فِي تنفِيذ الوَصَايَا يُزَيِنُهَا الرُّوح القُدُس بِالمَوَاهِب .. ثُمَّ أرَادَ ألِيعَازر أنْ يَمتَحِنهَا أكثر فَسَألَهَا { هَلْ فِي بَيْتِ أبِيكِ مَكَانٌ لَنَا لِنَبِيتَ . فَقَالَتْ لَهُ أنَا بِنْتُ بَتُوئِيلَ ابْنِ مِلْكَةَ الَّذِي وَلَدَتْهُ لِنَاحُورَ . وَقَالَتْ لَهُ عِنْدَنَا تِبْنٌ وَعَلَفٌ كَثِيرٌ وَمَكَانٌ لِتَبِيتُوا أيضاً } ( تك 24 : 23 – 25 ) .. قَالت لَهُ أنْتَ وَجِمَالك تأتِي لِتَبِيتُوا عِنْدَنَا وَأيضاً لدينَا طَعَام كَثِير لَكُمْ .. { فَخَرَّ الرَّجُلُ وَسَجَدَ لِلرَّبِّ } ( تك 24 : 26 ) .. يشكُر ألِيعَازر الله وَيَقُول لَهُ أنَا لَمْ أكُنْ أُرِيد أكثر مِنْ ذلِك لِسَيِّدِي إِسحق هذِهِ الفِتاة بِهَا جَمال الشكل وَالنَّفْس وَالطَّاعة لأِنَّ إِسحق غَالِي عَلَيَّ جِدّاً لِذلِك مِنْ شِدِّة فَرَحِي أسجُد لَكَ .. أيضاً يَزداد فَرَحِي بِهَا لأِنَّهَا مِنْ عَشِيرة إِبرَاهِيم .. إِذاً كُلَّ الشُرُوط تَحَقَّقت ذَهَبَ ألِيعَازر مَعَ رِفقة لِبيت أبِيهَا لكِنَّهُ وَقَفَ خَارِجَهُ فِي خَجَلٍ لأِنَّهُ لاَ يعرِف صَاحِب البيت .. لكِنْ أبِيهَا قَالَ لَهُ كَلاَم جَمِيل .. { فَقَالَ ادْخُلْ يَا مُبَارَكَ الرَّبِّ . لِمَاذَا تَقِفُ خَارِجاً وَأنَا قَدْ هَيَّأتُ البيْتَ وَمَكَاناً لِلجِمَالِ } ( تك 24 : 31 ) .. كُلَّ هذِهِ الكَلِمَات تعبِيرات سِرِّيَّة فِي الكِتاب المُقَدَّس تَحمِل معنَى عَمِيق وَكَأنَّ الله يُخَاطِب النَّفْس البَشَرِيَّة وَيَقُول لَهَا " أُدخُل يَا مُبَارك لِمَاذا تَقِف خَارِجاً أنَا قَدْ هَيَّأتُ كُلَّ شيء .. هَيَّأتَ البيت لِتَأكُل وَتشبع " .. هُوَ دَعَانَا لِنَتَمَتَّع بِخِيره .. أعطاهُ تِبن لِجِمَاله وَغَسَلَ لَهُ رِجلِيه ألِيعَازر حَكَى قِصَّتَهُ مرَّة أُخرى لأِبِي رِفقة وَكَيْفَ قَالَ لَهُ إِبرَاهِيم أنْ يذهب لِيَتَخِذ زَوْجة لإِسحق حَتَّى تعرَّف عَلَى رِفقة وَأتَى لِبيتِهَا .. سَمَعَ أبو رِفقة مِنْهُ ثُمَّ قَالَ لَهُ { مِنْ عِنْدَ الرَّبِّ خَرَجَ الأمْرُ . لاَ نَقْدُرُ أنْ نُكَلِّمَكَ بِشَرٍّ أوْ خَيْرٍ . هُوَذَا رِفْقَةُ قُدَّامَكَ . خُذْهَا وَاذْهَبْ . فَلِتَكُنْ زَوْجَةً لاِيْنِ سَيِّدِكَ كَمَا تَكَلَّمَ الرَّبُّ وَكَانَ عِنْدَمَا سَمِعَ عَبْدُ إِبرهِيمَ كَلاَمَهُمْ أنَّهُ سَجَدَ لِلرَّبِّ إِلَى الأرْضِ . وَأخْرَجَ العَبْدُ آنِيَةَ فِضَّةٍ وَآنِيَةَ ذَهَب وَثِيَاباً وَأعْطَاهَا لِرِفْقَةَ } ( تك 24 : 50 – 53 ) .. فِي البِدَاية هَدَايَا وَفِي النِهَاية هَدَايا .. هذِهِ مُعَامَلاَت الله يُعطِي ثُمَّ يصمُت ثُمَّ يُعطِي ثُمَّ يصمُت وَبعد أنْ تأخُذ المَسِيح يَكُون هُوَ أعظم هِدِيَّة .. فِي البِدَاية لاَ نَراه لكِنْ نَرَى هَدَاياه فَنَتَعَلَّقُ بِهِ وَعِنْدَمَا نأخُذَهُ هُوَ نكتَفِي بِهِ لأِنَّهُ أعظم الهَدَايَا قَالَ ألِيعَازر لِعَائِلة رِفقة أعطُونِي الآن رِفقة لأِذهب .. فَقَالُوا لَهُ { لِتَمْكُثِ الفَتَاةُ عِنْدَنَا أيَّاماًأوْ عَشَرَةً . بَعْدَ ذلِكَ تَمْضِي .فَقَالَ لَهُمْ لاَ تُعَوِّقُونِي وَالرَّبُّ قَدْ أنْجَحَ طَرِيقِي . اِصْرِفُونِي لأِذْهَبَ إِلَى سَيِّدِي } ( تك 24 : 55 – 56 ) .. مَادَامَ الله قَدْ دَبَّرَ الأمر فَلاَ تُعَوِّقُونِي أنتُمْ الكِتاب المُقَدَّس يحترِم المرأة مُنْذُ العهد القَدِيم .. فَقَدْ أخذُوا رَأي رِفقة فِي زَوَاجَهَا { فَقَالُوا نَدْعُو الفَتَاةَ وَنَسْألُهَا شِفَاهاً . فَدَعَوْا رِفْقَةَ وَقَالُوا لَهَا هَلْ تَذْهَبِينَ مَعَْ هذَا الرَّجُلِ . فَقَالَتْ أذْهَبُ . فَصَرَفُوا رِفْقَةَ أُخْتَهُمْ وَمُرْضِعَتَهَا وَعَبْدَ إِبرهِيمَ وَرِجَالَهُ . وَبَارَكُوا رِفْقَةَ وَقَالُوا لَهَا أنْتِ أُخْتُنَا . صِيرِي أُلُوفَ رِبْوَاتٍ وَلِيَرِثْ نَسْلُكِ بَابَ مُبْغِضِيهِ . فَقَامَتْ رِفْقَةُ وَفَتَيَاتُهَا وَرَكِبْنَ عَلَى الجِمَالِ وَتَبِعْنَ الرَّجُلَ فَأخَذَ العَبْدُ رِفْقَةَ وَمَضَى . وَكَانَ إِسحق قَدْ أتَى مِنْ وَرُودِ بِئرِ لَحَيْ رُئِي . إِذْ كَانَ سَاكِناً فِي أرْضِ الجَنُوبِ . وَخَرَجَ إِسحق لِيَتَأمَّلَ فِي الحَقْلِ عِنْدَ إِقبالِ المَسَاءِ . فَرَفَعَ عَيْنَيهِ وَنَظَرَ وَإِذَا جِمَالٌ مُقْبِلَةٌ . وَرَفَعَتْ رِفْقَةُ عَيْنَيْهَا فَرَأتْ إِسحق فَنَزَلَتْ عَنْ الجَمَلِ . وَقَالَتْ لِلعَبْدِ مَنْ هذَا الرَّجُلُ المَاشِي فِي الحَقْلِ لِلِقَائِنَا فَقَالَ العَبْدُ هُوَ سَيِّدِي . فَأخَذَتِ البُرقَُعَ وَتَغَطَّتْ . ثُمَّ حَدَّثَ العَبْدُ إِسحق بِكُلِّ الأُمورِ الَّتِي صَنَعَ . فَأدْخَلَهَا إِسحق إِلَى خِبَاءِ سَارَةَ أُمِّهِ وَأخَذَ رِفْقَةَ فَصَارتْ لَهُ زَوْجَةً وَأحَبَّهَا . فَتَعَزَّى إِسحقُ بَعْدَ مَوْتِ أُمِّهِ }( تك 24 : 57 – 67 ) .. شكل إِسحق جَذَبهَا فَقَالَ لَهَا العبد هُوَ العَرِيس وَاتخَذَهَا إِسحق زَوْجةً لَهُ وَتَعَزَّى عَنْ موت أُمِّهِ قِصَّة زَوَاج إِسحق بِرِفقة لَيْست قِصَّة عَادِيَّة إِنَّمَا لَهَا رِمُوز لأِنَّ إِسحق إِبن المَوعِد .. الإِبن الوَحِيد الَّذِي قُدِّمَ مُحرِقة وَشخص المَسِيح قَدَّمَ نَفْسه مُحرِقة عَنْ العالم كُلَّه .. هذِهِ القِصَّة جَاءت بعد تقدِيمه عَلَى المذبح مُحرِقة ( تك 21 ، 22 ) أيضاً بعدَمَا قَدَّمَ المَسِيح ذَاته عَلَى الصَلِيب أرسل لَنَا الرُّوح القُدُس لِيَخطُبنَا لَهُ وَنَكُون فِيهِ وَلَيْسَ خَارِجاً عَنْهُ مِنْ خِلاَل رُسُله وَأنْبِياءه .. { هُوَذَا العَرِيسُ مُقْبِلٌ فَاخْرُجْنَ لِلِقَائِهِ } ( مت 25 : 6 ) .
مَا هِيَ شِرُوط العَرُوس ؟
1/ مِنْ أهل بيتِهِ :-
مِنْ مصلَحِة إِبرَاهِيم أنْ يَأخُذ لإِسحق زَوْجة مِنْ بَنَات كِنعان لأِنَّهُ يسكُنْ وَسَطِهِمْ فَلاَ يَكُون غَرِيب بينَهُمْ وَتَكُون بينَهُمْ مَصَالِح مُشتَرَكة .. لكِنَّهُ رَفض .. عَرُوس المَسِيح لاَبُد أنْ تَكُون مِنْ عَشِيرة المَسِيح .. رَعِيَّة أهل بِيت الله ( أف 2 : 19) .. مِنْ وَطن المَسِيح وَأرْضه أي سَمَاوِيَّة وَلَيْست مِنْ العالم كي تَكُونِي عَرُوس لِلمَسِيح أوِل شرط لَكِ أنْ لاَ تَكُونِي مِنْ الكِنعَانِيات أي لاَ تَكُونِي مِنْ أهل العالم وَلَيْسَ لَكِ شَرِيعة العالم .. بَلْ لاَبُد أنْ تَكُونِي مِنْ الوَسط الَّذِي لِلمَسِيح وَمِنْ عَشِيرته هُوَ قَالَ { أمَّا أنَا فَمِنْ فَوْقُ } ( يو 8 : 23 ) .. لاَبُد أنْ تَكُون عَرُوسه مِنْ فوق { مُنْعِمَاً لَنَا بِالمِيلاَد الفُوقَانِي } ( تَجَسَّدَ وَتَأنَّسَ – مِنْ القُدَّاس البَاسِيلِي ) .. أي نَحْنُ عَلَى الأرض لكِنْ مولُودِين مِنْ فوق أي سَمَائِيين .. مَادُمت مِنْ فوق تصلُح تَكُون عَرُوس لَهُ لكِنْ لَوْ كُنْت مِنْ أسفل لَنْ تصلُح أنْ تَكُون عَرُوسً لَهُ إِبرَاهِيم وَضَعَ يَد ألِيعَازر تحت فخذِهِ أي مصدر النسل أي أنَّهُ إِستحلَفه أنْ لاَ يستَمِر إِسمه فِي الحياة مِنْ خِلاَل نَاس مُحِبِين لِلعالم بَلْ يَستَمِر فِيمَا بينَ مَنْ هُمْ مِنْ فوق .. { فَإِنَّ سِيرَتَنَا نَحْنُ هِيَ فِي السَّموَاتِ } ( في 3 : 20 ) .. أقَامنَا مَعْهُ وَأجلَسَنَا مَعْهُ ( أف 2 : 6 ) .. لِذلِك عِنْدَمَا نُصَلِّي نَقُول { لِيَأتِي مَلَكُوتك } .. فِكرِنَا كُلَّه وَشكلِنَا وَسِيرتنَا وَاهتِمَاماتنَا وَتُرَاثنَا وَمَجدِنَا كُلَّه مِنْ فوق قَالَ ألِيعَازر لِنفرِض أنَّ العَرُوس رَفَضت الذِهاب لِعَرِيسهَا ؟ قَالَ لَهُ إِبرَاهِيم لاَ تُعِيد إِبنِي لِلأرض الَّتِي خرجتُ مِنْهَا مرَّة أُخرى .. لاَ تنسَى وعد الله لَكَ .. لاَ تَعُود .
2/ حَسِنة المنظر وَعَذراء لَمْ يعرِفُهَا رَجُل :-
جَمِيلة هَلْ يُدَقِّق الله عَلَى جَمَال المَلاَمِح ؟ الله يُرِيد جَمَال نَفْسك أي الجَمَال الدَّاخِلِي .. تَكُون عَرُوسة وَدِيعة كَمَا يَتَأمَّل فِي عَرُوس النَشِيد وَيَقُول لَهَا كَلِمات إِنْ أخذنَاهَا بِمَقَاييس جَمَال المَلاَمِح نَجِدهَا لَيْست جَمِيلة فَيَقُول لَهَا شعرِك كَقَطِيع مَاعِز ( نش 6 : 5 ) مُرهبة كَجِيش ( نش 6 : 4 ) .. خَدَّاكِ كَفلقة رُمَّان ( نش 4 : 3 ) .. كَلِمَات لَيْست لَطِيفة لِوصف الجَمَال .. نعم لأِنَّهُ لاَ يَتَكَلَّم وَلاَ يصِف جَمَال مَلاَمِحهَا بَلْ جَمَال النَّفْس عِنْدَمَا قِيلَ عَنْ السَيِّد المَسِيح أنَّهُ أبرع جَمَالاً مِنْ بَنِي البشر ( مز 45 : 2 ) .. نعم هُوَ كَانَ وَسِيم المَلاَمِح لكِنْ كَانَ المقصُود بِأنَّ جَمَاله لَيْسَ لَهُ مَثِيل .. جَمَال المَلاَمِح الَّذِي يَأتِي مِنْ جَمَال الدَّاخِل كَمَا يَقُول فِي سِفر حزقِيال عِنْدَمَا حَكَى قِصَّة النَّفْس البَشَرِيَّة قَالَ أنَّهُ وَجَدَهَا مَدُوسة بِدَمِهَا وَمُلقاه عَلَى الطَرِيق ( حز 16 : 6 ) .. ثُمَّ يُخَاطِبهَا بِقوله { فَمَرَرْتُ بِكِ وَرَأيْتُكِ وَإِذَا زَمَنُكِ زَمَنُ الحُبِّ فَبَسَطْتُ ذَيْلِي عَلَيْكِ وَسَتَرْتُ عَوْرَتَكِ وَجَمُلْتِ جِدّاً فَصَلُحْتِ لِمَمْلَكَةٍ }( حز 16 : 8 – 14 ) .. أي أصبحت جَمِيلة تَلِيق بِالإِقتِران بِمَلِك .. حَسِنة الصورة جِدّاً هَلْ تُحِبِّين الجَمَال ؟ رَكِّزِي عَلَى الجَمَال الدَّاخِلِي .. لِيَكُنْ الصَلِيب زِينة عُنُقِك وَالمَسِيح هُوَ جَمَال رأسِك عَذراء لَمْ يعرِفُهَا رَجُل أي لَمْ تَتَزَوَّج مِنْ قبل .. الَّتِي ترتَبِط بِالمَسِيح لاَ ترتَبِط بِآخر سِواه .. أي نَفْس عَفِيفة .. نَفْس لَمْ تَتَلَوَّث وَلَمْ تَتَدَنَّس بِمَحَبِّة العالم .. { خَطَبْتُكُمْ لِرَجُلٍ وَاحِدٍ لأُِقَدِّمَ عَذْرَاء عَفِيفَةً لِلمَسِيحِ } ( 2كو 11 : 2 ) .. لاَ تُحِب العالم .. عَرُوس المَسِيح جَمِيلة وَعَذراء لاَ ترتَبِط بِأي شِئ لِلعالم .
3/ خَاضِعة لِلرُّوح :-
{ وَأسْرَعَتْ وَأنْزَلَتْ جَرَّتَهَا عَلَى يَدِهَا وَسَقَتْهُ . وَلَمَّا فَرَغَتْ مِنْ سَقْيِهِ قَالَتْ أسْتَقِي لِجِمِالِكَ أيضاً حَتَّى تَفْرَغَ مِنَ الشُّرْبِ .... فَاسْتَقَتْ لِكُلِّ جِمَالِهِ } ( تك 24 : 18 – 20 ) .. نَفْس مُطِيعة لِلرُّوح .. ألِيعَازر يطلُب طَلب وَاحِد تُسرِع هِيَ بِعمل عشرة طَلَبَات .. هَلْ تُرِيدِين أنْ تَكُونِي عَرُوسة لِلمَسِيح ؟ إِخضَعِي لِلرُّوح بِسَخَاء سواء فِي العَطَاء أوْ التَّسَامُح أوْ الصَلاَة أوْ ..... كُلَّه بِسَخَاء أحياناً نشعُر إِنِّنَا نخضع لِلرُّوح كَوَاجِب .. هذَا لَيْسَ إِسراع بِسَخَاء .. الرُّوح يَقُول{ مَنْ سَخَّرَكَ مِيلاً وَاحِداً فَاذْهَبْ مَعَهُ اثنينِ } ( مت 5 : 41 ) .. الرُّوح يَقُول لَكَ صَلِّي قُل لَهُ سَأُصَلِّي وَأعمِل مِيطانيات وَأُرَتِل وَسَخَاء وَبِسُرعة فِي تنفِيذ الوَصَايَا .. إِستخدِم خَيَالك فِي الإِنْجِيل وَلِنَرَى ألِيعَازر وَاقِف وَرِفقة تجرِي وَتركُض بِهِمَّة وَفرحة – يَالفَرحة – الرُّوح يُرَاقِب تَصَرُّفَاتك وَيشتاق أنْ يَرَى حَمَاس وَإِسْرَاع لِحِفظ الوَصَايَا .. إِسْتخدِم خَيَالك لِتَرَى مَاذَا يفعل الرُّوح معك إِنْسَان لاَ يفعل مَا يطلُب مِنْهُ أسَاساً .. يَقُول لَهُ ألِيعَازر أُرِيد أنْ أشرب .. يُجِيبه البِئر أمَامك إِستَقِي مَا تُرِيد أنَا مَلأت جَرِّتِي بِصُعُوبة وَصعب أنْ أنْزِّلهَا مِنْ فوق كِتفِي لأِسقِيك .. هَلْ يفرح الرُّوح بِمثل هذِهِ النَّفْس ؟ لكِنْ رِفقة الَّتِي كَانْت قَدْ مَلأت جَرَّتهَا وَرَفَعِتهَا عَلَى رَأسِهَا بِصُعُوبة قَدْ أسْرَعت وَأنْزَلِتهَا لِتسقِيه .. عِنْدَمَا يطلُب مِنَّا الرُّوح لاَبُد أنْ نشعُر أنَّ طَلَبه أمر غِير ثَقِيل وَلاَبُد أنْ أُسْرِع لأِنَّ الرُّوح يُرَاقِب سُرْعَتِي وَيِفرح بِتَجَاوُبِي مَعْهُ مَا أجمل الإِنْسَان الَّذِي يَقُول عَنْهُ الآباء { لاَ تخضع لِجَسَدك فِي الصَلَوات بَلْ قُل سَأُزِيدَهَا وَأُزِيد المَزَامِير } .. أسْرِع بِسَخَاء .. هذَا إِنْسَان يُرِيد الشَبع وَالأخذ .. نَتِيجة طَبِيعِيَّة لِلخُضُوع لِلرُّوح أنَّهُ يَتَفَرَّس فِيهَا صَامِتاً لِيعلم هَلْ أنْجح الله طَرِيقه .. جَيِّد أنْ تشعُر أنَّ الرُّوح يُرَاقِبك فِي كُلَّ شِئ لِذلِك يَقُول الكِتاب { لاَ تُطْفِئُوا الرُّوحَ } ( 1تس 5 : 19 ) .. الخِزَامَة فِي يَدِهِ وَيُرِيد أنْ يُلْبِسهَا لِي وَأنَا كَسُول فَيبحث عَنْ غيرِي .. هُوَ يعلم أنَّ الحياة مَعَ الله لَيْست سهلة لِذلِك يُرِيد مِنَّا الخُضُوع بِسُرعة وَسَخَاء .. الله يُرِيد مَنْ يُطِيعه بِسَخَاء وَيشهد لَهُ حَتَّى الدَّم حَتَّى آخِر نَفْس مِثل رِفقة { أخَذَ خِزَامَةَ ذَهَبٍ وَزْنُهَا نِصْفُ شَاقِلٍ وَسُوَارَيْنِ عَلَى يَدَيْهَا وَزْنُهُمَا عَشَرَةُ شَوَاقِلِ ذَهَبٍ } ( تك 24 : 22 ) .. " الشَّاقِل " أكثر مِنْ الكِيلو .. عَشَرَةَ شَوَاقِل أي شِئ ثَقِيل جِدّاً .. هذَا بِمُجَرَّد أنْ يَقُول لَهَا سَآخُذِك لإِسحق .. مبدَئِيّاً مِدِّي يَدِك لأُِلْبِسِك الأسَاوِر لِتعرفِي سَخَاء وَعَظَمِة وَجَمَال وَغِنَى إِسحق .. الله يُرِيد أنْ يخطُبِك أي يُرِيدِك أنْ تَكُونِي لَهُ لِذلِك يُعْطِيكِ عربُون هذِهِ العِلاَقة وَهذَا الإِرتِبَاط .. هِدِيَّة تُمَثِّل رغبة إِسحق فِي الإِرتِبَاط بِكِ وَمُجَرَّد معرِفة طَفِيفة عَنْ إِسحق وَشَخصِيِّته .. هَكَذَا يفعل الله مَعَنَا يُعْطِينَا حُلِي مَوَاهِب الرُّوح وَيُزَيِنُنَا بِالفَضَائِل يُلْبِسُهَا لَنَا وَعِنْدَمَا أجِد إِنِّي المُتَكَبِر أصْبحتُ مُتَضِع أعرف أنَّهَا هِدِيَّة مِنْ الله وَلَيْسَ الإِتِضاع مِنَّا .. تعزِياته .. أفراحه .. هذِهِ هِيَ خُطوبته لِلنَّفْس لِيُؤكِد العِلاَقة عَلَى أنَّهَا مضمونة لاَ تَتَعَرَّض لِغِش أوْ خِداع أوْ زِيف .. يَقُول لَكَ أنتَ ذُقتَ غِناي جَسَدِي وَدَمِي وَقُدَّاسِي وَإِنْجِيلِي .. إِجعْل هذِهِ كُلَّهَا ضَمان لِعِلاَقتِي بِكَ .
4/ تقبل الإِغتِراب مَعْهُ :-
{ لاَ تُعَوِّقُونِي وَالرَّبُّ قَدْ أنْجَحَ طَرِيقِي } ( تك 24 : 56 ) .. جَيِّد أنْ تَرَى الله يَسِير بِكَ فِي طَرِيق وَتفرح بِذلِك .. قَالُوا لَهَا سَتَذْهَبِينَ لإِسحق .. قَالت رِفقة أذهب .. المَسَافة بَعِيده وَلاَ توجد مُوَاصَلاَت سهلة لأِنَّهُ قَدِيماً كَانْت المُوَاصَلاَت صعبة .. قَالُوا لَهَا أيضاً صعب إِنَّك تَعُودِين لَنَا مرَّة أُخرَى فِي زِيَارات .. قَالت أذْهب لإِسحق .. قَدْ لاَ نَتَزَاور مرَّة أُخرَى .. قَالت لاَ يَهِمْ .. حَتَّى أنَّ بيت أبِيهَا كي لاَ يشعُرُوا أنَّهُمْ فرَّطُوا فِيهَا بِسِهُولة فَأعطُوهَا جَوَارِي مَعَهَا وَمُرضِعتهَا الَّتِي تشعُر أنَّهَا مِثْل أُمَهَا قَالت رِفقة أذْهب السَيِّد المَسِيح عِنْدَمَا يقترِن بِنَا يَجِب أنْ يَكُون لَنَا إِستِعداد أنْ نَعِيش فِي العالم كَغُرَباء مِنْ أجل عَرِيسنَا .. قَالَ { لأِنَّكُمْ لَسْتُمْ مِنَ العَالَمِ } ( يو 15 : 19 ) .. إِذاً لِنَقبل الإِغتِراب مِنْ أجله السَيِّد المَسِيح الَّذِي تَرَكَ العرش وَجَاءَ لِلأرْض كَإِنْسَان مِنْ أجلِنَا .. تَغَرَّب عَنْ السَّماء وَعَاشَ فِي الأرض كَغَرِيب لَمْ يَجِد أينَ يسنِد رَأسه ( مت 8 : 20 ) .. وَلَيْسَ أقل مِمَّا فعل لَنَا أنْ نفعل لأِجله قُلْ مَعَ دَاوُد { أنَا غَرِيبٌ عِنْدَكَ . نَزِيلٌ مِثْلُ جَمِيعِ آبَائِي } ( مز 39 : 12 ) .. لَيْسَ لِي مَكَان أشتاق لَهُ لَيْسَ لِي مُستقر .. أنَا فِي العالم لكِنْ لاَ أحيَا فِي العالم .. أنَا فِي العالم لكِنْ كُلَّ إِشتِياقِي لِلسَّماء لِذلِك مِنْ أهم المبَادِئ فِي الحياة الرُّوحِيَّة الغُربة أي نَعِيش كَضُيُوف عَلَى الأرْض مُرتَبِطِينَ بِيَسُوع عَرِيس نِفُوسنَا .. إِقبل الغُربة مَعْهُ لِتحيَا مَعَهُ فِي السَّماء .. { وَنَحْنُ أيضاً الغُرَباء فِي هذَا المكان إِحفظنَا فِي إِيمانك } ( مَا يُقال بعد الترحِيم فِي القُدَّاس البَاسِيلِي ) .. نَحْنُ نَتَغَرَّب مَعَهُ كي نضمن الحياة مَعَهُ لأِنَّهُ عَرِيس مضمُون .. رِفقة وَجَدت الضَمَان فِي إِسحق أفضل مِنْ بيت أهلهَا فَتَعَلَّقت بِهِ نَحْنُ لاَبُد أنْ نَرَى الله أضمن لَنَا مِنْ أهلِنَا بِالجَسَد فَنُحِبَّه أكثر .. { لأِنِّي لَمْ أعْزِمْ أنْ أعْرِفَ شيئاً بَيْنَكُمْ إِلاَّ يَسُوعَ المَسِيحَ وَإِيَّاهُ مَصْلُوباً } ( 1كو 2 : 2 ) إِختَبِر إِرَادة الله فِي حَيَاتك أنْ تحيَا مَعَهُ كَغَرِيب عَلَى الأرض .. قُل لَهُ أنتَ نَصِيبِي وَحَظِّي فِي أرض الأحياء .. أمِّن لِي حَيَاتِي عَلَى الأرْض بِأي أُسلُوب المُهِمْ إِنِّي مُرتَبِط بِكَ .. إِهتم بِوَطَنك الأصلِي السَّماء وَلاَ تطلُب ضَمان عَلَى الأرْض .. إِنْ كَانِت هِدِيِته فَرَّحِتك وَالخَاتِم وَثِيابه الَّتِي أعْطاك إِيَّاهَا جَمِيلة فَمَا بال الحَياة مَعَهُ .. إِنْ كُنْت قَدْ فَرِحت مِنْ هِدِيِته دُونَ أنْ تَرَاه فَمَا بَال فرحِتك بِهِ عِنْدَمَا تَرَاهُ وَإِنْ كُنْت تفرح وَأنتَ عَلَى الأرض بِتعزِيَاته فَمَا بَال الحياة فِي السَّماء .. إِثبت مَعَهُ وَلِنفرِض أنَّكِ سَتقترِنِين بِإِنْسَان عَلَى الأرض فَهذَا لاَ يَهِمْ لكِنْ لاَبُد أنْ يَكُون إِقتِرَانِك بِذلِك الإِنْسَان يِوَصَلِك لِلسَّماء وَعِش أنتَ وَهُوَ غُرَباء عَلَى الأرْض .. الَّذِي يجعَلِك عَذراء لِلمَسِيح وَيُقَدِّمِك عَرُوس لَهُ إِقتَرِنِي بِهِ الله أرسل الرُّوح القُدُس لِخُطبِة النَّفْس .. لِخُطبِة الكِنِيسة .. وَرِفقة هِيَ النَّفْس البَشَرِيَّة خُطُوبة إِسحق لِرِفقة وَخُطُوبِة يعقُوب لِرَاحِيل كَانَا فِي مكانٍ وَاحِد هُوَ " عين ماء " .. عِين ماء أي المعمودِيَّة مَكان إِلتِقاء المَسِيح بِالنَّفْس البَشَرِيَّة وَبِدَايِة خُطُوبِتهَا لِلمَسِيح وَمِيلادهَا الفُوقانِي أوِل مرَّة تَعَرَّفنَا عَلَى المَسِيح كَانِت فِي المعمودِيَّة وَمِنْ يومها خَطبنَا لِنَفْسه وَأصْبحنَا عَلَى إِسمه مَسِيحِيين رَبِّنَا يِسنِد كُلَّ ضعف فِينَا بِنِعمِته لَهُ المجد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين