الطموح والبطالة

إن طاقة الشاب لابد أن تكون موجهة لبنيان حياته .. الله أعطى الشاب طاقة حياة .. فِكر .. حركة .. ذات من أجل بنيان نفسه .. وعليه أن يكون لديه طموح .. وعليه أن ينمي ويرفع ويرتقي بنفسه .. الشخص الناجح دائماً ينظر إلى الأمام ويعرف ما ينبغي عمله في المستقبل .. لابد أن يكون الشاب طموحاً .. ولو فقد إحساسه بالطموح فقد حياته لأن من ركائز حياة الشاب الطموح .. والشاب الذي بلا طموح هو شيخ عجوز لأن الشاب هو أمل ومستقبل وطموح مهما كانت التحديات والظروف الصعبة الشاب رافض واقعه ويرجو أفضل .. وهذا ليس تمرد أو نقمة بل تطلُّع للأفضل .. لذلك نقول أن هناك طموح سلبي وطموح إيجابي :-
الطموح السلبي ← هدام .. يرى كل الأشياء سيئة .. وينظر لها بعين متشائمة .. يريد أن يحسِّن وضعه ولكن لا يوجد في الحياة شئ يرى أنه حسن .. أو من يريد أن يُغير واقعه فقط لكي يغذي ذاته لكي يرتفع فوق كل الناس .
الطموح الإيجابي ← التطلع للأفضل من أجل مجد الله .. لكي يحقق هدف ورسالة في حياته .. أحد الفلاسفة يقول { لا تحزن إن لم تُحقق هدفك .. بل احزن إن كنت بلا هدف } .. وأيضاً يقول { ربما يأتي النجاح بعد ألف فشل } .
عليك أن تمتلئ بالرجاء والأمل .. أيضاً لابد أن تكون واقعي ومملوء طاقة وغيرة .. ونشرح الآن موضوع البطالة ونسأل لماذا هناك بطالة ؟
(1) زيادة عدد السكان .. في 25 سنة تضاعف عدد السكان مرتين .. زيادة 200 % في 25 سنة .. أي العدد زاد مما أثَّر هذا على فرص العمل بأن قلَّت .. أما الإحتياج لم يزداد بسبب الإنفتاح على العالم .
(2) الإنفتاح على العالم .. أصبح السوق مفتوح ( نصدر / نستورد ) .. وعندما بدأنا التصدير رأينا أن منتجاتنا أقل جودة وأغلى سعر .. وعند الإستيراد وجدنا المنتج أجود وأرخص .. فأصبحنا دولة مستوردة أكثر منها مُصدرة .. هذا ساعد على وجود كارثتان :-
أ. العامل لم ينتج كثيراً لأن المنتج ليس له سوق .
ب. كل شئ نستورده .. فالعملة الخاصة بنا أصبحت غير قوية في السوق العالمي وبذلك كل شئ لدينا سعره زاد .
الأسعار زادت وعمل الأيدي العاملة قل كثيراً .. لذلك دخل الفرد قل والسلع أسعارها ارتفعت .. كل السلع الرئيسية نستوردها مما عمل على تقليل الدخل المحلي وهذا هو السبب في وجود البطالة والتقليل من فرص العمل .. أصبحنا دولة مُستهلِكة .. آخرين ينتجوا ونحن نستهلك .. ونجد في بلدنا كثير وكثير من الصناعات المستهلَكة وليست صناعات مستخدمة .. ودخلنا في سباق مع مجتمع دولي في تكنولوﭼيا ونحن متأخرين عنه كثيراً صاحب العمل الذي يستخدم الماكينات الحديثة التي تعمل بالكمبيوتر يستهلك خامات أجود وأقل في فترة زمنية أقل .. وبعمالة أقل .. أما صاحب العمل الذي يستخدم الماكينات اليدوية تكلفته أعلى وجودته أقل وعمالته كثيرة ويستهلك أيضاً وقت كثير نرى أيضاً أن البطالة إزدادت بالأكثر عند المتعلمين وذلك لأن هناك دراسة أُجريت في الخارج وجدوا أن هناك علاقة بين رُقي الدولة والتعليم .. فكل ما زادت نسبة التعليم في دولةٍ ما كل ما رُقيها إرتفع .. وفي مصر حاولنا تنفيذ ذلك ولكن بلا تخطيط .. وإزداد التعليم الجامعي بلا ضابط .. وبلا رؤية فتحتمل مثلاً المدرجات في الجامعات في الدفعة الواحدة على سبيل المثال 1000 طالب .. فتجد أن فعلياً الدفعة وصل عددها إلى 5000 طالب دونَ تخطيط .. كيف يتم التعليم بهذا الشكل ؟
(3) تخرج الطالب لا يوجد تعيين فإزدادت الأزمة بسبب " الواسطة " للتعيين فلا يوجد تكافؤ للفرص .
(4) أيضاً هناك تحدي آخر " إن كنت مسيحي " .. إذن فرص العمل أضيق ويقلل من فرصتك في المجتمع .. فهناك أماكن من البداية ترفض تعيينك .
(5) الوسائل الحديثة .. وجود أجهزة كمبيوتر مثلاً في شركة كبيرة تجعل الإعتماد والتعيين على موظف أو محاسب واحد فقط بدلاً من 3 ، 4 محاسبين قديماً قبل ظهور الكمبيوتر .. كل هذا قلل من فرص العمل .
والآن علينا أن نعرف الحل لكل هذا وحل أزمة البطالة
1) أولاً لابد أن تتخلص من طبعك .. تغير فكرك الذي يقول لك أنك إنتهيت من تعليمك وعليك أن تنتظر التعيين حتى يأتي لك .. فهذا الفكر خاطئ في المجتمع الذي نعيش فيه .
2) إمتلك أكثر من مَلَكَة .. وتتعلم أكثر من حِرفة .. تُتقن أكثر من عمل .. تِعرف أكثر من لغة .. تِعرف كمبيوتر .. تأخذ أكثر من دورة .. تقرأ كثيراً وتُثقف نفسك جيداً .
3) العلاج هو أن تكون شخص متميز .. عندما تتقدم لوظيفة يتقدم إليها مائة فالتميز في هذه الحالة هو الفيصل .. مطلوب شخص مثقف .. قارئ .. يعرف لغة .. كمبيوتر .. له سمات واضحة .. مفيد .. إنتهى الوقت الذي يُطلب فيه أي شخص مهما كانت صفاته .
4) نمي في قدراتك .. تعلَّم القيادة حتى لو لم يكن لديك سيارة .. كل هذا لكي تُحسِّن من نفسك .
5) أُرفض واقعك .. فنحن في زمن صناعة الإنسان .. ثق في نفسك حتى لا تكون خائف من قدراتك .
إن الكُتاب والمفكرين قالوا عن المصري أنه شخص فهلوي .. الطابع المصري يرفض التعب والمشقة .. أكبر فائدة بأقل تعب هذا هو طبعه .. عندما جاءت اللجنة لدراسة الأوضاع في مصر لمعرفة ما إذا كان هناك فرصة لعمل الأولمبياد وعند دخولهم إلى إستاد القاهرة لم يجدوا فيه مداخل ومخارج كافية .. أو طفايات حريق .. دورات مياه .. أماكن لانتظار السيارات وخلافه .. كل هذا غير كافي ولا يستطيع الإستاد تحمُّل الأعداد الكثيرة التي تتوافد على المكان أثناء الأولمبياد .. فلم يُسمح لمصر أن ترعى هذا الحدث الرياضي العريق .. لجان لدراسة حقوق الإنسان ولكن وجدونا نعتمد على الفهلوة وأيضاً على الرشوة وظنوا أن بإمكانهم الحصول على التصريح بعزومة ووجبة عشاء .. هذا هو الطابع المصري الذي لا يريد التطوير والتميز ويعتمد على الفهلوة .. هذا المجتمع الخارجي درس البنية التحتية لمجتمعنا بكل ما فيه ووجدوه إنه تحت الصفر أما أنت فعليك أن تكون موضوعي ولا تبني حياتك عن طريقة الفهلوة .. كن واقعي ومتميز ولك مَلَكَات .. إن ظلمِتك الظروف فعليك أنت أن لا تظلِم نفسك .. فالقديس يوحنا فم الذهب يقول{ لا يستطيع أحد أن يؤذيك ما لم تؤذي أنت نفسك أولاً } .. أكثر شخص يظلم نفسه هو الإنسان نفسه .. فإن كان المجتمع ضدك من أجل أنك مسيحي فطوباك من أجل ذلك إجعل التحديات دافع لتقدُمك .. وكلما زادت التحديات كل ما زاد واجبك أنت نحو نفسك .. إحترم وقتك وغيَّر فكرك وتطور وفكَّر واعمل بموهبتك واجعل لديك روح التفاؤل .. الله لم يعطينا روح الفشل بل روح الرجاء والقوة والفرح والنُصح .. الله أرسلنا لهذه الحياة لنشهد له ونكون أُمناء له نحمِل إسمه ونكون نور للعالم ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته ولإلهنا المجد دائماً أبدياً آمين