القدوة

يَقُول مَارِ بُولِس الرَّسُول لِتِلْمِيذه تِيمُوثَاوُسَ { كُنْ قُدْوَةً لِلْمُؤْمِنِينَ فِي الْكَلاَمِ فِي التَّصَرُّفِ فِي الْمَحَبَّةِ فِي الرُّوحِ فِي الإِيمَانِ فِي الطَّهَارَةِ } ( 1تي 4 : 12) .. القِدِيس بُولِس الرَّسُول يُعْطِي تِلْمِيذه تِيمُوثَاوُسَ مَجَالاَت كَثِيرَة .. لاَبُد أنْ تَشْعُرُوا أنَّ لَكُمْ دُور فِي المُجْتَمَع وَفِي الكِنِيسَة وَفِي البِيْت وَ لاَبُد أنْ تَكُونُوا قُدوَة فِي جَمِيع المَجَالاَت .. النَّاس اليَوْم لاَ تَحْتَاج لِكَلاَم بَلْ لِقُدوَة أوْ نَمُوذَج .. قَدْ تُكَلِّمنِي عَنْ الإِتِضَاع لَكِنِّي مُحْتَاج أنْ أرَى مُتَضِع .. قَدْ تُكَلِّمنِي عَنْ الصَّلاَة لَكِنِّي مُحْتَاج أنْ أرَى مُصَلِّي حَقِيقِي .. قَدْ تُكَلِّمنِي عَنْ المَحَبَّة لَكِنِّي مُحْتَاج أنْ أرَى إِنْسَان مُحِب لِذلِك أنْتُمْ قُدوَة فِي كُلَّ مَكَان وَفِي كُلَّ زَمَان .. لاَبُد أنْ تَضَعُوا عَلَى أنْفُسَكُمْ هذِهِ المَسْئُولِيَة أنَّكُمْ قُدوَة فِي كُلَّ مَكَان تَذْهَبُونَ إِليْهِ .

كيف تكون قدوة:-
1- لابد أن تشعر إنك مختلف عمن حولك:-
قَدْ تَقُول أنَّ مَنْ حَوْلِي لَيْسُوا مُحِبِين أوْ هُمْ غَضُوبِين فَكَيْفَ أكُون مُحِب وَمُسَالِم ؟عِنْدَمَا تَشْعُر أنَّكَ مُخْتَلِف كَي تَكُون قُدوَة فِي كُلَّ شِئ فِي الدِرَاسَة فِي العَمَل .. لاَبُد أنْ تَكُون أمِين رَغمْ أنَّ الكُلَّ حَوْلَك مُسْتَهْتِر .. كُنْ قُدوَة فِي الصِدق رَغمْ أنَّ الكُلَّ كَاذِب .. لاَبُد أنْ تَشْعُر أنَّكَ إِبن المَلِك الْمَسِيح .. الله يَنْظُر لَكَ وَسَطْ العَالم عَلَى أنَّكَ مُخْتَلِف فَلاَ تَجْعَل العَالم يُؤثِر فِيك وَيُسَيِّرَك حَسَب قَانُونه .. كُنْ قُدوَة لأِنَّكَ مُخْتَلِف أنْتَ أخَذْت فِي المَعْمُودِيَّة سُكْنَى الرُّوح وَالتَّبَنِّي أي أنْتَ بِالحَقِيقَة إِبن الله وَلَيْسَ لَقَب شَرَفِي .. أنْتُمْ مِنَّه .. أوْلاَده .. إِذاً مَادُمْت إِبن الله فَلاَبُد أنْ تَسْلُك بِفِكر الله وَصِفَاته .. صِفَات وِرَاثِيَّة تُوَرَّث مِنْ الآب لِلإِبن .. أنْتَ مُخْتَلِف عَنْ العَالم .. { فَإِنْ كُنَّا أوْلاَداً فَإِنَّنَا وَرَثَةٌ } ( رو 8 : 17) أي أنَا وَارِث لِلْمَسِيح وَحَامِل صِفَاته إِذاً أنَا إِبنَه لَمَّا إِنْسَان يِمْشِي وَسَطْ العَالم يُقَال عَنْهُ هذَا إِبن فُلاَن .. أنَا إِبن الله .. مُخْتَلِف المَعْمُودِيَّة تُسَمَّى صَبْغَة أي أنَا مَصْبُوغ كَي أكُون قُدوَة لاَبُد أنْ أعْرِف إِنِّي مُخْتَلِف أنْتَ مُحَمَّل بِرِسَالَة مُعَيَّنَة وَكَمَا يَقُول بُولِس الرَّسُول { وَأمَّا أنْتَ يَا إِنْسَانَ اللهِ}( 1تي 6 : 11) .. الآن أُكَلِّمَك وَأقُول لَك " أمَّا أنْتَ يَا إِبن الله .. أمَّا أنْتَ يَا إِبن الْمَسِيح يَا صُورَة الله " أنْتَ مُخْتَلِف لِذلِك يَقُول يَشُوع بْن نُون { وَأمَّا أنَا وَبَيْتِي فَنَعْبُدُ الرَّبَّ }( يش 24 : 15) أي سَوَاء عَبَدْتُمُوه أمْ لَمْ تَعْبُدُوه أنَا سَأعْبُده .. أبُونَا إِبْرَاهِيم وَأُمِّنَا سَارَة عَاشَا بِرِضَا الله رَغمْ أنَّ الكُلَّ حَوْلَهُمَا وَثَنِيين .. نُوح كَانَ مُخْتَلِف عَنْ سَائِر المَدِينَة فَكَانَ قُدوَة لِلغَالِبِيَّة وَلَمْ يَجْعَلَهُمْ يُؤثِرُونَ فِيهِ .. كُنْ أنْتَ أيْضاً مُخْتَلِف فِي مَلاَمِحَك وَسُلُوكَك وَشَكْلَك وَكَي تَكُون قُدوَة .
2- لابد أن تكون لك مقاييس معينة :-
خُطُورَة أنْ تَقِيس نَفْسَك عَلَى نَفْسَك أوْ عَلَى مَنْ حَوْلَك .. إِنْ كُنْت تَقِيس نَفْسَك عَلَى نَفْسَك سَتَقُول أنَا فِي حَال جَيِّد جِدّاً وَلَسْتُ مُعْثِرَة لأِحَد وَأرَى وَاجِبَاتِي بِطَرِيقَة جَيِّدَة .. وَإِنْ كُنْت تَقِيس نَفْسَك عَلَى مَنْ حَوْلَك سَتَقُول أنَا أفْضَل مِنْ غَيْرِي بِكَثِير .. لِذلِك قِس نَفْسَك عَلَى :-
أ/ الْمَسِيح لَهُ المَجْد:-
قِس نَفْسَك عَلَى الْمَسِيح وَانْظُر كَيْفَ كَانْت سُلُوكِيَاته وَكَيْفَ تَكُون سُلُوكِيَاتَك أنْتَ جَيِّد فِي حَيَاة الْمَسِيح لَهُ المَجْد عَلَى الأرْض أنَّهُ مَا مِنْ مَوْقِف تَتَعَرَّض لَهُ فِي حَيَاتَك إِلاَّ وَمَر بِهِ وَتَعَرَّض لَهُ كَي يُعَرِّفَك كَيْفَ تَسْلُك فِيهِ .. كُلَّ مَا مَر بِهِ الْمَسِيح نَحْنُ نَمُر بِهِ مَع اخْتِلاَف الزَّمَن وَالأسْمَاء أي مَاذَا أفْعَل مَعَ خَائِن أوْ كَارِه أوْ صَدِيق أوْ زُنَاه أوْ شَكْلِي العِبَادَة أوْ أُسْرِتِي أوْ أُنْظُر لِلْمَسِيح .. عَلَيْنَا أنْ نَسْلُك كَمَا هُوَ سَلَكَ .. { تَارِكاً لَنَا مِثَالاً لِكَيْ تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِهِ } ( 1بط 2 : 21 ) مِنْ أهْدَاف التَّجَسُّد لَيْسَ الصَلْب وَالفِدَاء فَقَط بَلْ أيْضاً لِيُعْطِينَا نَمُوذَج عَمَلِي كَيْفَ نَسْلُك { كَمَا سَلَكَ ذَاكَ هكَذَا يَسْلُكُ هُوَ أيْضاً } ( 1يو 2 : 6 ) .. مَاذَا فَعَلَ مَعَ أعْدَائه مَعَ الكَتَبَة مَعَ الفِرِّيسِيِّين مَعَ الزُنَاه مَعَ الجِنْس الآخَر .. مَعَ تَلاَمِيذه .. كَانَ فِي قِمَّة النَقَاوَة مَعَ الجِنْس الآخَروَقِمَّة المَحَبَّة مَعَ أعْدَائه وَمَا مِنْ شِئ يُحَيِّرْنَا إِلاَّ وَنَجِد إِجَابَته فِي الْمَسِيح .
ب/ الوَصِيَّة :-
أي هُنَاك أشْخَاص مَحْبُوبُونَ لَدَيَّ وَآخَرُونَ لاَ أُحِبُّهُمْ .. لاَ .. الإِنْجِيل يَقُول لَكَ{ تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ } ( لا 19 : 18) .. { الْمَحَبَّةُ لاَ تَطْلُبُ مَا لِنَفْسِهَا }( 1كو 13 : 4 – 5 ) .. فِي الصَّلاَة يَقُول { يَنْبَغِي أنْ يُصَلَّى كُلَّ حِينٍ وَلاَ يُمَلَّ } ( لو 18 : 1) .. وَفِي العَطَاء وَفِي المَحَبَّة وَفِي الإِتِضَاع وَ تَكَلَّم الإِنْجِيل فِي كُلَّ أُمُور حَيَاتنَا لِذلِك قِس نَفْسَك عَلَى الوَصِيَّة .
ج/ القِدِّيسِين:-

مَا أجْمَل كِنِيسِتنَا بِتَنَوُّع قِدِيسِيهَا الَّذِينَ بِهُمْ كُلَّ إِشْتِيَاقَاتنَا .. مِنْهُمْ مَنْ يُحِب الصَّلاَة فَتَقُول لَكَ الكِنِيسَة أُنْظُر لِلأنْبَا أرْسَانيُوس وَالأنْبَا بِيشُوي الَّذِي كَانَ يَرْبُط شَعْره فِي المَغَارَة كَي لاَ يَنَام .. قَدْ تَقُول أنَا إِنْ نَظَرْت لِهَؤلاَء سَأُصَاب بِيَأس وَإِحْبَاط .. لاَ .. إِتَخِذ مِنْهُمْ دَفْعِة البِدَايَة وَاكْمِل أنْتَ الطَرِيق .. عِنْدَمَا تَضَعْ أمَامَك القِدِّيسِين سَتَشْعُر أنَّكَ الوَحِيد الَّذِي لاَ تُصَلِّي .. إِذاً لِتُصَلِّي مَا مِنْ فَضِيلَة تَشْتَاق لإِقْتِنَائَهَا إِلاَّ وَتَجِد لَكَ مُعِين لَهَا فِي القِدِّيسِين .. أُنْظُر لِلطَهَارَة وَسَتَجِد الأنْبَا أنْطُونيُوس الَّذِي كَانَ يَحْمَر خَجَلاً مِنْ حَرْب الشَّيَاطِين لَهُ بِالشَّهوَة وَمَارِجِرجِس الَّذِي لاَ يُرِيد أنْ يَتَلَوَث رَغمْ أنَّهُ شَاب وَلَدَيْهِ غَرِيزَة لَكِنَّهُ فَضَّل الطَّهَارَة .. اليُوْم تَحْتَفِل الكِنِيسَة بِالقِدِيس يَعْقُوب الرَّاهِب الَّذِي عَاشَ فِي صَلَوَات وَحَيَاة قَوِيَّة فَسَلَّط الشَّيْطَان عَلِيه إِمْرَأة زَانِيَة وَكَانْت شِرِّيِرَة جِدّاً لَكِنَّهُ كَلِّمهَا عَنْ الدَينُونَة فَتَابِت .. قِس نَفْسَك عَلَى هذَا المُسْتَوَى .. فِي العَطَاء قِس نَفْسَك عَلَى الأنْبَا أبْرَآم .. فِي تَرْك العَالم أُنْظُر لِلقِدِيسَة دِمْيَانَة .. إِنْ قِسْت نَفْسَك عَلَى كُلَّ هَؤلاَء سَتَشْعُر أنَّكَ فِي المَوَازِين إِلَى فُوْق ( مز 62 : 9 ) .
3- قدوة عملية :-
عِنْدَمَا تَشْعُر أنَّكَ مُخْتَلِف وَتَكُون لَكَ مَقَايِيس رُوْحِيَّة سَتَتَشَبَّع بِرُوح جَدِيدَة .. الَّذِي تَشَبَّعْت بِهِ نَفِّذْتُه .. عِنْدَئِذٍ سَتَكُون قُدْوَة عَمَلِيَّة .. وَلِتَرَى تَعَالِيم الْمَسِيح وَاسْتَخْرِج عَلَيْهَا مَوَاقِف مِنْ حَيَاته عَاشَهَا .. لِنَفْرِض أنَّ الْمَسِيح قَالَ { لاَ تُقَاوِمُوا الشَّرَّ } ( مت 5 : 39 ) هَلْ رَأيْنَاه يُقَاوِم الشَّر بِالشَّر ؟أم لَمْ يُقَاوِمَهُ كَمَا قَال ؟ .. لِتَرَى مَوَاقِف حَيَاته وَاسْتَخْرِج مِنْهَا كَيْفَ لَمْ يُقَاوِم الشَّر بِالشَّر كَمَا قَالَ لِبُطرُس لَحْظِة القَبْض عَلِيه { اجْعَلْ سَيْفَكَ فِي الْغِمْدِ } ( يو 18 : 11 ) أيْضاً قَالَ { فَلاَ تَهْتَمُّوا لِلْغَدِ } ( مت 6 : 34 ) وَهُوَ لَمْ يَهْتَمْ بِالغَد وَلِتَسْتَخْرِج مَوَاقِف فِي حَيَاته فَهُوَ لَمْ يَكُنْ يَجِد أيْنَ يَسْنِد رَأسه ( مت 8 : 20 ) .. وَأيْضاً كَانِت نِسَاء وَأرَامِل يَعُولْنَهُ مِنْ أموَالِهِنَّ( لو 8 : 3 ) .. أيْضاً عِنْدَمَا أتَت عَلِيه ضَرِيبَة جَعَلَ بُطْرُس يَصْطَاد سَمَك لِيَجِد بِهَا إِسْتَار فَيَدْفَع عَنْهُ الضَرِيبَة وَعَنْ نَفْسَه ( مت 17 : 27 ) .. أيْضاً عِنْدَمَا كَانَ يُقَاوِم لَمْ يَكُنْ يَنْتَقِمْ كَي تَكُون قُدْوَة لاَبُد أنْ تِطَبَق مَا تَعَلَّمْتَهُ عَمَلِيَاً { وَأمَّا مَنْ عَمِلَ وَعَلَّمَ فَهذَا يُدْعَى عَظِيماً فِي مَلَكُوتِ السَّموَاتِ } ( مت 5 : 19 ) .. لِذلِك قَالَ بُولِس الرَّسُول { كُنْ قُدْوَةً لِلْمُؤمِنِينَ فِي الْكَلاَمِ فِي التَّصَرُّفِ } ( 1تي 4 : 12 ) أي فِي السُلُوك العَمَلِي فِي بِيْتَك وَفِي عَمَلَك وَالشَّارِع وَالكِنِيسَة وَ عِنْدَمَا تَرَى إِنْسَان يَذْهَب إِلَى الكِنِيسَة لَكِنَّه فِي بِيْته مُتَمَرِّد وَصَعْب تُرَى مَا الصُورَة الَّتِي يُعْطِيهَا لِلنَّاس عَنْ كِنِيسْته وَالكَنَسِيِين ؟ بِالطَبع صُورَة صَعْبَة .. آخَر يَعْتَبِر أنَّ كُلَّ مَا يَسْمَعه كَلاَم لَكِنْ الكَلاَم شِئ وَالسُلُوك شِئ آخَر .. فَمَا هِيَ حَيَاتنَا إِذاً ؟ هَلْ نَحْنُ نُرِيد أنْ نَحْكُمْ أنْفُسْنَا بِأنْفُسْنَا وَنُخَالِف رُوح الإِنْجِيل ؟ .. لاَ .. لاَبُد أنْ أُقَدِّم نَمُوذَج عَمَلِي فِي حَيَاتِي وَأنْ أنَفِّذ كُلَّ مَا تَعَلَّمتَهُ أوْ عَلَى الأقَل أجْتَهِد فِي تِنْفِيذه .. شِئ تَشَبَّعْت بِهِ وَاقْتَنَعْت بِهِ فَنَفَّذْتَهُ .. لاَبُد أنْ نَسْلُك بِلِيَاقَة كَامِلَة وَمِقْيَاسنَا هُوَ الْمَسِيح وَالوَصِيَّة وَالقِدِّيسِين .. { إِذاً نَسْعَى كَسُفَرَاءً عَنِ الْمَسِيحِ كَأنَّ اللهَ يَعْظُ بِنَا } ( 2كو 5 : 20 ) .. أنْتُمْ أفْضَل وَسِيلَة تُعَلِّم العَالم مَنْ هُوَ الْمَسِيح .. أفْضَل وَسِيلَة تَشْهَد لِلْمَسِيح .. أنْتُمْ تَحْتَاجُون أنْ تَتَمَثَّلُوا بِالْمَسِيح يُحْكَى أنَّ الْمَسِيح بَعْدَمَا تَمَّمْ الفِدَاء وَالصُعُود .. بَيْنَمَا هُوَ صَاعِد لِلسَّمَاء كَانَ الشَّيْطَان مُغْتَاظ وَأرَادَ أنْ يُحَاوِره وَيَسْتَفِزَّه فَقَالَ لَهُ مَادُمت قَدْ صَعَدْت سَأجْعَل إِسْمَك يُنْسَى مِنْ الأرْض حَتَّى تَلاَمِيذَك سَأُنْسِيهُمْ إِسْمَك .. فَقَالَ لَهُ يَسُوع أنَا أثِق فِي أوْلاَدِي وَسَأجْعَل فِي كُلَّ وَاحِد مِنْهُمْ مَسِيح وَسَأجْعَلَك تُقَاوِم لَيْسَ مَسِيح وَاحِد بَلْ مُسَحَاء كَثِيرُون .. وَبِالفِعْل لِنَنْظُر مَاذَا يَفْعَل الشَّيْطَان مَعَ رَاهِب أوْ مُسَبِّح أوْ صَوَّام أوْ مُصَلِّي أوْ الْمَسِيح لَهُ المَجْد حَوِّل كُلَّ أوْلاَده إِلَى مُسَحَاء .. أي كُلَّ وَاحِد مِنْكُمْ مَسِيح صَغِير يَشْهَد لَهُ فِي العَالم وَفِي حَيَاته الدَّاخِلِيَّة لِذلِك أمر مُهِمْ جِدّاً أنْ تَقْتَنِع بِذلِك .. الْمَسِيح أرْسَلْنَا كَغَنَمٍ وَسَط ذِئَاب( مت 10 : 16 ) .. وَأبُونَا المُتَنَيِّح بِيشُوي كَامِل كَانَ يُطْلَق عَلِيه إِنْجِيل مُعَاش وَلَمْ يَكُنْ جَمَالُه فِي عِظَاته بَلْ فِي سُلُوكِيَاته لِذلِك بَاقِي حَتَّى الآن فَهُوَ لَمَّا تَكَلَّم عَنْ المَحَبَّة عَاشَ المَحَبَّة وَلَمَّا تَكَلَّم عَنْ القِدِّيسِين وَالقُدَّاس وَ عَاشَ كُلَّ هذَا .. هكَذَا أنْتَ تَشَبَّع بِالقِدِّيسِين وَالكِنِيسَة وَالْمَسِيح عِنْدَئِذٍ سَتَصِير فِي العَالم إِنْجِيل وَمَسِيح وَقِدِيس فِي أحَد الأيَّام كَانَ المُتَنَيِّح أبُونَا بِيشُوي كَامِل فِي أمْرِيكَا وَبَيْنَمَا هُوَ سَائِر فِي طَرِيقه لاَحَظ أنَّ أحَد الشَبَاب الأمْرِيكِي يَسِير خَلْفَهُ وَلاَ يَغْفَل عَنْهُ لَحْظَة وَيَنْظُر لَهُ نَظْرَة غَرِيبَة فَسَألَهُ أبُونَا بِيشُوي مَاذَا تُرِيد ؟ أجَابَهُ الشَّاب أنَا مُتَعَجِب مِنْكَ هَلْ أنْتَ مِنْ عَالمنَا هذَا ؟ هَلْ أنْتَ مِنْ الأرْض ؟لأنِّي أرَى إِنْسَان مِنْ السَّمَاء .. نَعَمْ .. الله يَضَعْ بَهَائه عَلَى أوْلاَده { قَدْ أضَاءَ عَلَيْنَا نُور وَجْهَك يَارْبَّ } ( مز 4 مِنْ مَزَامِير بَاكِر ) الْمَسِيح قُدْوَة فِي حَيَاتِي الْمَسِيح يَقُول نَعَمْ أنَا صَعَدْت إِلَى السَّمَاء لَكِنِّي تَرَكْت لَكُمْ كِنِيسَة وَإِثنَى عَشَرَ تِلْمِيذ وَسَبْعِين رَسُول وَمُؤمِنِين وَقَدْ نَقُول لَهُ كَانَ يَجِب أنْ تَكْرِز أنْتَ لَنَا .. يُجِيبنَا .. لاَ أنْتُمْ شُهُودِي .. أنْتَ شَاهِد لِلْمَسِيح وَمَسْئُول عَنْ ذلِك .. لَكَ رِسَالَة .. هِيَ .. كُنْ قُدْوَة وَعِنْدَمَا يَذْكُرُونَ سِيرتَك تَشْعُر أنَّهُمْ يَشْتَمُّونَ رَائِحَة عَطِرَة .. سِيرَة أوْلاَد الله فِي كُلَّ مَكَان ضَعْ عَلَى نَفْسَك مَسْئُولِيَة أنْ تَعِيش لاَ لِنَفْسَك بَلْ لِلَّذِي مَاتَ وَقَامَ فَيَعْرِف النَّاس مَنْ هُوَ الْمَسِيح .. قَدْ يَكْرَه النَّاس الْمَسِيح بِسَبَب شَخْص مَسِيحِي غَانْدِي كَانَ يَعِيش فِي بَلَد مُسْتَعْمَره مِنْ بِرِيطَانيَا وَكَانَ أهْل بِرِيطَانيَا مَسِيحِيُون لَكِنَّهُمْ أشْرَار يَشْرَبُونَ خُمُور وَكَانَ غَانْدِي شَخْصِيَّة مُثَقَفَة وَأُعْجِبَ بِالإِنْجِيل وَقَرَأهُ وَأُعْجِبَ بِالمَسِيحِيَّة فَعَاشَ المَحَبَّة وَالسَّلاَم وَ وَقَالَ أنَّهُ تَمَنَّى أنْ يَكُون مَسِيحِي لَكِنْ الَّذِينَ مَنَعُوه هُمْ المَسِيحِيُونَ أنْفُسَهُمْ { لَوْلاَ المَسِيحِيُونَ لِصِرْتُ مَسِيحِي } عَلَيْكُمْ رِسَالَة أنْ تَشْهَدُوا لِلْمَسِيح وَأنْ تَأتوا لَهُ بِنِفُوس .. عَلَى الأقل إِنْ لَمْ تُحْضِرُوا لَهُ نِفُوس لَكِنْ يُحِبُّوه وَلاَ يَتَفَوَهُوا بِألفَاظ شِرِّيرَة .. المَسِيحِي مَعْرُوف بِالأمَانَة لِذلِك يُعْطُوه مَرَاكِز حَسَّاسَة لِذلِك أنْتَ قُدْوَة لَكَ مَسْئُولِيَة أنْ تَكُون شَاهِد لله .. أنْتُمْ نَمَاذِج تِفَرَّح قَلْبه .. مَهْمَا كَانَ العَالم حَوْلَكُمْ ظُلْمَة لاَبُد أنْ تَكُون أنْتَ النُّور .. بَلْ كُلَّمَا إِزْدَادَ ظَلاَم العَالم كُلَّمَا إِزْدَادَ إِحْتِيَاجه لَكُمْ وَكُلَّمَا إِزْدَادَ فَسَاد المُجْتَمَع كُلَّمَا إِزْدَادَ إِحْتِيَاجه لِبِر الْمَسِيح الَّذِي فِيكُمْ لِذلِك الكِرَازَة فِي الحَيَاة أهَمْ مَسْئُولِيَة لَكُمْ .. يُوْجَد مَثَل لِبنَانِي يَقُول { حَاره بِلاَ نَصَارَى خِسَارَة } .. أنْتُمْ مِلْح الأرْض( مت 5 : 13) يُوْجَد فِي سُورْيَا أحْيَاء كَامِلَة مَسِيحِيين تَكُون هذِهِ الأحْيَاء رَاقِيَة وَأمِينَة جِدّاً بَيْنَمَا تُوْجَد أحْيَاء بِكَامِلْهَا غِير مَسِيحِيَّة وَهيَ غِير آمِنَة .. تَجِد أنَّ الأحْيَاء المَسِيحِيَّة أضْعَاف أسْعَار الأحْيَاء الأُخْرَى وَرَغمْ ذلِك يَتَهَافَتُونَ عَلَيْهَا لِشِدِّة أمْنَهَا وَأمَانْهَا نَحْنُ نَشْهَد لِلْمَسِيح وَنَرْفَع إِسمه .. أنْتَ تَأتِي لِلكِنِيسَة وَالكُلَّ يَعْرِف ذلِك .. لِذَا أي تَصَرُّف خَاطِئ مِنْكَ سَيَعُود عَلَى الكِنِيسَة وَالشَّيْطَان يَسْتَغِل ذلِك لِلأسَف .. نَحْنُ لاَ نَقُل ذلِك كَي نَنَال إِسْتِحْسَان النَّاس بَلْ لِنَكُون شُهُود أُمَنَاء لِلْمَسِيح الله يُعْطِينَا أنْ نَكُون قُدْوَة لِلمُجْتَمَعْ وَلِبِيُوتنَا وَلِلعَالم كُلَّه وَيِكَمِّل نَقَائِصنَا وَيِسْنِد كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِته لَهُ المَجْد دَائِمَاً أبَدِيّاً آمِين