الشباب والحياة الأبدية

Large image

معلمنا بولس الرسول قال لتلميذه تيموثاوس وصية جميلة جداً ” أمسِك بالحياة الأبدية التي إليها دُعيت “ ( 1تي 6 : 12) .. كلنا مدعوين دعوة حياة أبدية .. كلنا لنا دعوة سماوية .
سؤال نريد ترتيب خطواته .. شخص قدِّم في الهجرة العشوائية لأمريكا واستلم الرد إنه قَبَل في الهجرة هناك .. هناك خطوات يجب أن يُعد نفسه بها للسفر .. ماذا سيفعل ؟

1. يُعد حقيبته .. وماذا يأخذ معه ؟ كل احتياجاته والضروريات .
2. يبحث عن سكن له هناك ليُعده لسكنه .. ويبحث عن أصدقاء يساعدوه هناك .
3. يشتري تذكرة السفر .
4. لابد أن يكون مُتقن للغة أمريكا التي يهاجر لها حتى لا يتعرض لأمور لا يفهمها ويقع في أخطاء .. مثل شخص سافر أمريكا وكان لا يعرف سوى كلمتي No , Yes .. وفيما هو سائر هناك وجد شخص تعرض للقتل وعلى وشك الوفاة فوقف بجانبه وسألوه هل أنت قتلته ؟ أجاب yes .. هل لديك أقوال أخرى ؟ أجاب no .. هل أنت واثق من ذلك ؟ أجاب yes .. لأنه لا يعرف في اللغة سوى هاتين الكلمتين فتعرض لأمور خطرة إذاً لابد للمهاجر أن يعرف لغة البلد التي يهاجر لها ويرتب مكان لاستقباله وأصحاب ووظيفة و ثم يبدأ يسحب نفسه مما هو فيه هنا .. مثلاً لو عنده عمل وسينال في نهاية العام ترقية أو علاوة بعد أن كان يهتم بها .. عندما يعرف أنه سيهاجر لا يهتم بهذه الترقية أو العلاوة كيف نطبق ذلك على حياتنا ؟ كلنا مدعوين للأبدية دعوة أكيدة وأخذنا لهذه الدعوة تذكرة السفر في المعمودية .. تذكرة مضمونة مختومة بدم المسيح .. أما الفترة التي نحياها الآن على الأرض فهي فترة استعداد للحياة الأبدية لأن معنا تذكرة السفر وقرار الهجرة قد نلناه والآن نُعد أنفسنا كل ذلك يتلخص في عبارة جميلة وهي أنَّ الحياة الأبدية لا تبدأ في السماء بل تبدأ على الأرض .. مادُمنا على الأرض لابد أن نحيا الأبدية لأن الأبدية لها أربعة صفات مهمة لو عشناها نكون بذلك قد عشنا الأبدية على الأرض من الآن :-
1. الحياة الأبدية هي وجود دائم في حضرة الله .
2. الحياة الأبدية هي حياة بر كامل .
3. الحياة الأبدية هي حياة تسبيح كامل ودائم .
4. الحياة الأبدية هي عِشرة قديسين .
هذه الأمور الأربعة نعيشها على الأرض من الآن قبل الأبدية وبذلك تبدأ معنا الأبدية من الأرض لذلك قال ” جعل الأبدية في قلبهم “ ( جا 3 : 11) ولنسأل أنفسنا سؤال مهم لماذا صار الشهداء شهداء ؟ كان أحد مُعذبي الشهداء يسأل الشهيد لحظة استشهاده .. ما الذي يجعلك تتقدم للموت بسهولة ؟ يُجيب الشهيد ” لأجل رجاء الحياة الأبدية “ .. يسأل الشهيد التالي نفس السؤال فينال نفس الإجابة وهكذا .. إذاً الحياة الأبدية لابد أن تكون هدفنا وموضع اشتياقنا
الحياة الأبدية هي وجود دائم في حضرة الله :-
في السماء يُقال ” هوذا مسكن الله مع الناس وهو سيسكن معهم وهم يكونون له شعباً والله نفسه يكون معهم إلهاً لهم “ ( رؤ 21 : 3 ) .. ” الخروف الذي في وسط العرش يرعاهم “ .. ” يمسح الله كل دمعة من عيونهم “ ( رؤ 7 : 17) نحن مدعوين للحياة الأبدية من الآن .. هي وجود دائم في حضرة الله .. دائماً نحن في حضرتهِ كما يقول المزمور ” جعلت الرب أمامي في كل حين “ ( مز 16 : 8 ) .. خذ هذا التدريب تشعر إنك في السماء .. ما هو هذا التدريب ؟ هو أن تشعر بوجود الله دائماً معك .. وأنت تعمل وأنت تأكل و...... وفي أي وقت وأي مكان الله موجود .. جعلت الرب أمامي كل حين .. وأنا سائر في الطريق أشعر أنه رفيقي .. وأنا آكل طعامي أشعر أنه شبعي .. وأنا أشرب أشعر أنه ارتوائي وينبوع ماء حياتي .. وأنا أعمل أنفذ وصيته .. وأنا نائم أفكر فيه والآباء يعلمونا ” طوبى لمن نام وإسم الله في شفتيه “ .. قل لله أعطني هذه الليلة أن أشعر بوجودك معي حتى في نومي .. هذه هي الأبدية إيليا النبي كان يقول ” حي هو رب الجنود الذي أنا واقف أمامه “ ( 1مل 18 : 15) .. أين هو الله يا إيليا ؟ يقول هو أمامي .. في ضميري .. الله موجود حتى في وقت ضعفي هو موجود يجذبني ويراقبني وينتظرني .. داود النبي قال ” تيهاني راقبت “ ( مز 56 : 8 ) .. في أحد المرات إختبأ داود من شاول عند الفلسطينيين فافتقدهُ الله لذلك قال له زيغاني راقبت .. الذي يشعر أن الله موجود في كل لحظة يشعر أن الأبدية بدأت من الأرض الآن يقول الآباء ” إن لم تشعر أنك أنت والله فقط في الكون أنت بعيد عن الراحة “ .. أنا والله فقط .. كيف والعالم مملوء زحام ألم تسِر في الشوارع ؟ ألم تذهب إلى الجامعة وتجلس في مدرجاتها ؟ ألم ؟ نعم جربت كل هذه الأمور لكن جيد أن تشعر أن الله معك .. أشعر به في عقلي وقلبي وضميري ومشاعري .. عندما أشعر أن الله موجود معي إذاً الأبدية بدأت .. لا تنتظر .. كم من الوقت ننتظر ؟ سنة .. سنوات .. لماذا ؟ نحن نتدرب على الأبدية من الآن ومدعوين لها ونحن على الأرض الله أعطى وعد في سفر التثنية ” لكي تكثُر أيامك وأيام أولادك على الأرض التي أقسم الرب لآبائك أن يُعطيهم إياها كأيام السماء على الأرض “ ( تث 11 : 21 ) .. الله كان معهم وهم على الأرض عمود سحاب بالنهار وعمود نار بالليل .. لذلك إجعل في ضميرك إحساس الوجود الدائم مع الله في حجرتك .. في ضميرك .. في نومك .. في مسيرك .. في ...... الذي يغيب عن وعيه إحساس أن الله موجود تبدأ الخطية تتسلط عليه حتى أن الآباء يقولون ” أن العالم كله يُصبح هيكل وكنيسة لمن يشعر أن الله موجود “ .. صار العالم كله كنيسة .. مذبح .. العالم كله قدس أقداس الآباء الذين تعمقوا في الكتاب المقدس عندما قرأوا سفر التكوين والخروج قالوا أن الله خلق النيرين العظيمين الشمس والقمر والكواكب ( سفر التكوين ) .. وفي سفر الخروج رأوا أن الله في الخيمة أمر أن تُوضع منارتين وقالوا أن المنارتين هما النيرين .. وكأن الله أراد أن يجعل الكون كله يصير هيكل له .. والذي يُدقق في قراءات أُسبوع الآلام يجد أن في يوم اثنين البصخة تقرأ الكنيسة فصل دخول المسيح له المجد الهيكل وتطهيره له وطرد باعة الحمام .. ثم تقرأ أيضاً فصل الخليقة وخلق النيرين .. ما علاقة هذان الفصلان من الإنجيل ببعضهما ؟ لأن الله أراد أن يقول أن الكون كله هيكل مقدس له ولابد أن يكون مقدس .. لنرى جمال الإحساس عندما تشعر أن الكون هو هيكل الله .. إذاً لابد أن أعيش في مخافة ومهابة .. والعالم كله يُصبح هيكل لمن يشعر بوجود الله الدائم الله موجود في ضميري ومشاعري .. ولنرى سير القديسين تجدهم يعيشون في مهابة .. كن مثلهم وعِش بمهابة حتى في حجرتك .. لابد أن تشعر بمهابة الله .. قيل عن أحد القديسين أنه كان ينام باحتشام ومهابة لأنه كان يخجل من ملاكه .. يشعر أن عين الله تنظر إليه .. فلا تقل أنا في بيتي أجلس بحريتي وبراحتي في حجرتي .. لا .. القديس كان يخجل من ملاكه يشعر أن الله يراه .. يوسف الصديق الذي نجَّاه من الخطية أنه قال ” كيف أصنع هذا الشر العظيم وأُخطئ إلى الله “ ( تك 39 : 9 ) .. أين هو الله يا يوسف ؟ فأنت فقط موجود مع زوجة فوطيفار .. هو يراه في ضميره كلنا نعرف قصة الراهب الذي أرادت امرأة أن تفعل معه الخطية فوافقها وأخذها إلى السوق .. فقالت له كيف نفعل ذلك في السوق يا راهب هل جننت ؟ فقال لها لماذا ؟ أجابت بالحق جننت ألا ترى عيون الناس ؟ أجابها وأنتِ ألا تخافي عينيّ الله ؟ إحساس الإنسان بوجود الله إحساس رائع .. أصَّل في فكرك وفي سلوكك وجود الله .. عِش ربنا موجود .. إن تعرضت لموقف قد تكذب فيه ليمر دون أن يشعر به أحد .. لكن تقول لنفسك من يعرف ؟ الله .. ربنا موجود .. عندئذٍ تتراجع عن الخطية وتعتذر وتقول الحقيقة .. لماذا ؟ لأنه ” فوق العالي عالياً يُلاحظ والأعلى فوقهما “ ( جا 5 : 8 ) .. ” عيناي على أُمناء الأرض لكي أُجلسهم معي “ ( مز 101 : 6 ) .. عينيّ الله علينا يعرفنا ويرى كل شخص .. لذلك عِش أيام السماء على الأرض بإحساس الوجود الدائم لله قيل عن القديس يحنس القصير أنه كان في كل سلوكه يشعر أنه أمام مذبح الله .. كيف وأنت الآن يا أبانا تعمل أو تأكل أو ..... ؟ كانوا يكلموه فيكلمهم ثم يشرد عن الحديث فيسألوه أين أنت نحن نُكلمك ؟ يقول لهم ماذا كنتم تقولون ؟ فيُعيدون الحوار ويشرد منهم مرة أخرى .. ويسألوه فيُجيب أنه في هذه اللحظة كنت أفكر ما هو عمل الشاروبيم وما هو عمل السيرافيم وأيهما أعلى ؟ أين فكرك وماذا يشغله ؟قيل عنه أيضاً أن رجل جمَّال كان يأتي ليأخذ عمل يديه ويبيعه وكان الجو هادئ وطرق الجمَّال باب القلاية ولم يسمع القديس يحنس .. فازداد الجمَّال في الطرق حتى سمع القديس وفتح له الباب وسأله ماذا تطلب ؟ أجاب الجمَّال أتيت لآخذ القفف .. وعاد القديس داخل القلاية ليُحضر القفف ونسى وظل يُسبِّح ويصلي .. وعاد الجمَّال وطرق الباب مرة أخرى وازداد في الطرق حتى سمعه القديس فخرج وسأله ماذا تطلب ؟ أجاب الجمَّال أطلب القفف و...... وتكرر الأمر مرة أخرى وأخيراً دخل القديس القلاية وهو يُردد يارب ذكَّرني بالقفف للجمَّال .. وأتى بعمل يديه ليُعطيه للجمَّال وقال أشكرك يارب .. يريد أن يكون فكره دائماً في حضرة الله لذلك وأنت تأكل إرشم صليبك .. وإنت خارج من بيتك إرشم صليبك .. وإنت سائر في الطريق ردد صلوات قصيرة .. وإنت تعمل صلي و...... لماذا ؟ لتشعر بوجود الله الدائم معك .. لا تجعل فكرك يغيب عنه لحظة واحدة
الحياة الأبدية هي حياة بر كامل:-
ممكن نعيش البر على الأرض .. ما الذي يجعل السماء بر ؟
1. لأنه لا يوجد شيطان .
2. لأنه لا يوجد جسد .
3. لأنه لا توجد خطية .
لا يوجد جسد لأنه سيتغير .. ولا يوجد شيطان يغويني وبالتالي لا توجد خطية .. وبالتالي سنعيش في بر في الأبدية لذلك تدرب على البر من الآن .. كيف ؟ عش في الجسد لكن اسلُك بالروح .. عش غالب للعدو وغالب للخطايا ومقاوم لها .. عندما أعيش وأجاهد وهذه الأمور الثلاثة تكون أمام عيني عندئذٍ أبدأ أتذوق الأبدية وأنا على الأرض من الآن .. بر معلمنا مار بطرس عندما أراد أن يصف الأبدية قال ” أرضاً جديدةً يسكن فيها البر “ ( 2بط 3 : 13) .. في الأبدية غير مُعرضين للغواية والسقوط والطرد لأن هذه قصة قد انتهت .. نحن الآن على الأرض لما نعيش بنعمة الله مُتحدين بالمسيح يسوع سنحيا غالبين للعدو وفي وضع يسكن فيه البر .. جيد .. لكن أنا في الجسد والجسد ضعيف ويميل للشر بل ويسعى إليه بحرص ونشاط بل أُدبر وأخطط للخطية .. نعم هذا صحيح لكن ممكن نعيش من الآن في الجسد لكن لا نحيا بحسب الجسد بل نسلُك بالروح ونُميت أعمال الجسد .. نعيش بالجسد ولكن نرتفع فوقه ونستخدمه في العبادة ورفع اليد والصوم والسجود و...... لذلك الآباء القديسون عرفوا كيف يغلبون الجسد .. عش البر لتشعر بالأبدية من الآن .. لا تنتظر الأبدية في الأبدية .. لأنك لو انتظرتها في الأبدية ستظل غير مُهيأ لها بل وتظل غريب عنها في أحد المرات أراد الله أن يكشف لأحد الأشخاص عن الأبدية فأراه رؤيا ليُعدِّه للأبدية فأخذه للأبدية ولكن منعهُ الملائكة من الدخول وسأل لماذا ؟ قالوا له لأنك لم تسلُك بحسب الأبدية .. فقال لكني أريد أن أدخل .. قالوا له لا .. أجاب دعوني أجرب وأختبر الأبدية .. أجابوه الملائكة ليس لدينا أمر بدخولك .. فأتاهم صوت يقول دعوه يدخل .. ودخل ووجد نفسه وسط تسبيح وصلاة وتمجيد وسجود .. فقال في نفسه سينتهي الأمر بعد قليل .. وانتظر .. لكنهم لم ينهوا التسبيح والصلاة والسجود .. قال لنفسه سينتهي الأمر بعد قليل .. وانتظر وانتظر .. ولم ينتهي الأمر .. فضجر وطلب العودة .. ولما عاد راجع نفسه هكذا لو لم أتدرب على الأبدية من الآن لن أستطيع أن أحياها فيما بعد في الأبدية .. الأبدية والجحيم هما امتداد لما نحياه الآن .. مثل طالب تعب في الدراسة امتداد طبيعي لهذا التعب نجاح وهو متوقع ذلك .. وآخر استهتر بالدراسة امتداد طبيعي لهذا الإستهتار الرسوب وأيضاً متوقعة .. هكذا الأبدية والجحيم إمسك بالحياة الأبدية .. ” الذين هم للمسيح قد صلبوا الجسد مع الأهواء والشهوات “ ( غل 5 : 24 ) .. تعوَّد أن تقول لجسدك لا واعلن له أنك مشتاق أن تسلُك بحسب الروح .. وإن أتى عدو الخير ليغويك قل له لينتهرك الرب أيها الشيطان .. وعندما يزين لك الخطية قُل الخطية خاطئة جداً .. كونوا كارهين للشر .. هذه الأمور تجعل مشاعر البر تسيطر عليك .. قيل عن القديس أنطونيوس أنه كان يتنفس المسيح .. البر مسيطر عليه .
الحياة الأبدية هي حياة تسبيح دائم :-
تسبيح أي تمجيد لله .. ” يخلعون تيجانهم عن رؤوسهم ويخرون ويسجدون قائلين قدوس قدوس قدوس “ .. ما المطلوب مني أنا ؟ قلنا من قبل أن الشخص المهاجر لبلد آخر لابد أن يعرف لغة هذه البلد .. هكذل لغة السماء هي التسبيح .. هل تريد أن تعيش السماء وأنت على الأرض ؟ سبِّح .. وما أجمل كنيستنا التي تجعلنا نُتقن لغة السماء ونُسبح .. كل شئ في الكنيسة يُقال بنغم .. في القداس كل الصلوات بنغم .. ولنرى الهوسات والذكصولوجيات والإبصاليات والمجمع و...... كان يمكن أن يُقرأ القداس وينتهي الأمر سريعاً لكن الكنيسة تصلي القداس بلحن لأنها تريدنا أن نقف أمام الله نُسبح .. الكنيسة تريدك أن تحيا الأبدية من الآن على الأرض .. توجد ترنيمة أطفال تقول ” ذوقتينا على الأرض طعم الأبدية “ .. لذلك في الكنيسة نتعلم كل ما هو سماوي لو سألنا سؤال .. ما هو في الكنيسة وموجود في السماء ؟ تُجيب أُريد أن أقول لك لا يوجد شئ في الكنيسة غير موجود في السماء .. الكنيسة لها قباب عالية وبها صور قديسين .. هل هم صور أم حضور حقيقي بالنسبة لنا ؟ بالطبع حضور حقيقي .. بها دوائر أي أبدية لأنها مثل الدائرة ليس لها بداية ولا نهاية .. حتى القباب في الكنيسة تجدها مستديرة وبها نوافذ وإن نظرت من هذه النوافذ ترى السماء .. إن أردت أن تعرف المكان الذي أنت فيه تنظر من النافذة لتعرف المنطقة أو الحي في الكنيسة تنظر من النوافذ ترى السماء .. إذاً الكنيسة هي جزء من السماء رغم إننا على الأرض وتدربنا على الحياة السماوية .. ترى في الكنيسة الأب الكاهن ألم يقل في سفر الرؤيا أن السماء بها أربعة وعشرين قسيساً في أيديهم مجامر مملؤة بخور هو صلوات القديسين .. ألا ترى في الكنيسة الشورية وبها بخور الذي هو صلوات القديسين ومجرد أن يرتفع البخور أعرف إنها سماء مفتوحة وحضور إلهي ورفع صلوات عن طريق القديسين لذلك في باكر وعشية عندما يمر الكاهن بالشورية والبخور تسمع الشمامسة يقولون ذكصولوجيات قديسين .. إذاً البخور قديسين .. وفي القداس والكاهن يمر بالشورية والبخور تسمع الشمامسة يقولون الهيتينيات وهذه أيضاً قديسين .. ألهذه الدرجة ربطت الكنيسة بالسماء ؟ نعم .. وكأني أعيش السماء .. عندما يرفع الأب الكاهن البخور قُل يا ستي يا عدرا .. يا مارجرجس .. يا أنبا تكلا .. يا أنبا أنطونيوس .. يا ملاك ميخائيل .. تشفع بالقديسين .. تسبيح .. إذا أتقنت التسبيح وسبَّحت كثيراً بدأت معك الأبدية من الآن لذلك الشخص المُسبح إعتاد الوقوف طويلاً أمام الله .. وعندما تقيم الكنيسة سهرة روحية بها تسبحة تجد مُحبين التسبيح هم الحاضرين بينما آخر يقول هل سنظل ستة أو ثماني ساعات نُسبح ؟ هذا كثير جداً .. هذا نقول له الذي تذوَّق التسبيح تذوَّق الأبدية وبالتالي تذوَّق أمر ثالث مهم جداً وهو أنه صار لا يشعر بالزمن لأن الأبدية ليس بها زمن .. لماذا ؟ لماذا لا يملون في الأبدية ؟ لأنه لا يوجد زمن .. الذي يجعلني أقول هذا قديم وهذا حديث هو الزمن .. لذلك في السماء يقولون ترنيمة جديدة .. هل تتخيل أنهم يغيرون الترنيمة بأخرى جديدة كل فترة ؟ .. لا .. لكن لأنه لا يوجد زمن فكل ترنيمة تُقال هي جديدة .. مثلاً يقولون قدوس ثم بعدها قدوس فيشعرون كأنهم ينطقوها لأول مرة .. الذي يجعل الأمور قبل وبعد هو الزمن .. في السماء لا يوجد زمن وبالتالي لا يوجد ملل إبدأ في الحياة الأبدية من الآن واغلب الزمن وكن في تسبيح دائم وردد اسم يسوع .. إحفظ تسبحة عندئذٍ أقول لك قد بدأت الأبدية من الآن وبدأت تختبرها وتتذوق فرحتها وقُوِّتها .. الكنيسة وصلت إنها تقول القراءات بنغم .. البولس بنغمة والكاثوليكون بنغمة و...... الذي لا يتعود التسبيح يمل .. لا .. نحن موجودين في الكنيسة لنظل فترة أطول ونقول بنغمات لنظل وقت أطول في حضور إلهي .
الحياة الأبدية هي عِشرة قديسين :-
السماء أرض يسكن فيها البر .. وكل من فيها قديسين .. أنا أحيا على الأرض في انتظار الأبدية ومطلوب أن أوطد علاقتي بمن سأعيش معهم .. تخيل شخص يعيش مع أسرته ثم حصل على هجرة وله خال يعيش في أمريكا التي سيهاجر إليها .. يبدأ يكلم خاله كثيراً ويقول له سآتي إليك ليتك تُعد لي سكن وعمل وهل هناك دراسة مُتاحة ؟ وماذا يمكنك أن تفعله لأجلي ؟ هل تريد شئ أُحضره لك من هنا ؟ بدأت علاقته بخاله تقوى وعلاقته بأقاربه هنا تقل بينما كان العكس من قبل لكنه لما عرف إنه مهاجر وطَّد علاقته بخاله المُهاجرأنا أعلم إني ذاهب للأبدية .. إذاً أوطد علاقتي مع من هناك .. ما هي علاقتك بالعذراء مريم ؟ وجدنا قديسين شعروا أن السيدة العذراء أُم لهم .. يصلُّون أمام أيقونتها وكأنهم يتكلمون معها إنها أُمهم .. ولما يذهب للسماء يجد أُمه تنتظره .. يقولون أن السيدة العذراء تقف على باب السماء تستقبل الأبرار .. أُم .. كل ابن ذهب لها في السماء نجح .. فلابد أن تستقبله .. لذلك نسميها باب السماء ونقول لها” أنتِ هي باب السماء إفتحي لنا باب الرحمة “ الذي يستقبلك على الباب ألا تتعرف عليه من الآن ؟ إن كان الذي يسافر يقول في نفسه ليت أحد ينتظرني في المطار أفضل من أن أستقل تاكسي و..... السيدة العذراء تنتظرك عند باب السماء .. نمي علاقتك بها ونمي علاقتك بالقديسين وعش الآن أيام السماء على الأرض وامسك بالحياة الأبدية .. نمي علاقتك بالقديسين من الآن حتى لا تكن في الأبدية غريب عنهم .. هم الذين سيظلون معك في السماء يساعدوك ويشفعون عنك .. كل عيد قديس أقم له تمجيد وكل تذكار لقديس تذكره تذكر يومي 21 ، 12 من كل شهر قبطي .. تذكاري السيدة العذراء والملاك ميخائيل ونمي علاقتك بهما .. هؤلاء هم الذين يضمنون لك الشفاعة ومستمرين معك بينما كل ما في الأرض يزول لذلك الذي هدفه السماء عينيهِ مفتوحتين جداً على القديسين ولنرى علاقة البابا كيرلس السادس بالقديس مارمينا .. أصدقاء .. يتكلمان معاً .. البابا كيرلس كان لا يتعامل مع الأيقونة على إنها أيقونة بل حياة .. ولنسمع ذكريات أبونا روفائيل تلميذه يقول أنه كان يقف أمام الأيقونة يضحك ويتكلم .. يقف أمام كرسي مارمرقس يبخر وينحني ويبخر وينحني .. أبونا روفائيل يقول في نفسه كل هذا أمام كرسي مارمرقس في بداية دورة البخور فماذا سيفعل حتى نهاية الدورة ؟ يقول له البابا كيرلس هل ترى يا ابني مارمرقس يضحك ؟ يُجيبه تلميذه أين يا سيدنا ؟ يقول البابا كيرلس ألا ترى يا ابني ؟!هؤلاء أُناس يرون القديسين ويشعرون بهم .. القديسون ليسوا وهم بل هم حقيقة يعيشون معنا الآن في صداقة وعِشرة .. عش صداقة القديسين إحدى راهبات دير أبو سيفين قالت أنهن صلين في الكنيسة الصغيرة قداس وأنهن تعودن على أخذ جسد القديس أبو سيفين يصلي معهم القداسات .. فأخذن الجسد إلى الكنيسة الصغيرة .. وبعدها صلين في الكنيسة الكبيرة قداس ونسيت الأم المسئولة عن نقل الجسد أن تأخذه معها لحضور القداس .. فظهر لها أبو سيفين وقال لها لماذا لم تجعليني أصلي معكن القداس ؟ لماذا نسيتيني ؟أليس في القداسات يأخذ الأب الكاهن الشورية ويذهب لأيقونات القديسين ويبخر ؟ هل تتخيل إنها مجرد حركات ؟ .. لا .. هذا واقع أن القديسون موجودين .. إن كان عندما يقوم بخدمة القداس إثنان آباء كهنة الكاهن الذي يبخر بالشورية يذهب إلى الكاهن الآخر الذي معه ويبخر له .. إن كنا نعتبر الأب الكاهن الذي مازال يعيش في الجسد الضعيف قديس ونبخر له .. هو بالفعل قديس ؟ فكم يكون الذي استُشهِد وجاهد ؟! هو بالفعل معنا عندما تدخل الكنيسة قبِّل أجساد القديسين لكي تتدرب على عِشرة القديسين من الآن .. كان المتنيح أبونا بيشوي كامل إحساسه بالقديسين عالي جداً وكان يحرص على صُنع تذكارات القديسين والذي يستطيع أن يذهب إليه في مكانه كان يذهب إليه .. الأنبا موسى الأسود في دير البرموس .. والأنبا بيشوي في دير الأنبا بيشوي .. مارمينا والبابا كيرلس في دير مارمينا وعِشرة مع القديسين لذلك الحياة الأبدية تبدأ من الآن بعشرِة القديسين .. كان أبونا بيشوي يقول ليس أحد أحبَّ المسيح إلا وأحبَّ أيضاً القديسين .. ولا أحد أحبَّ القديسين إلا وأحبَّ المسيح لأن الإثنان واحد .. لا يمكن أن نحب الأب بدون أولاده أو الأولاد بدون الأب لأنهم عائلة واحدة إن أردت أن تعيش الأبدية نمي علاقتك بالقديسين وليكونوا لك شُفعاء وأصدقاء ومُعينين بل وواقع في حياتك .. القديس يوحنا ذهبي الفم كان عاشق لرسائل بولس الرسول فكان ماربولس الرسول يأتي إليه ويشرح له الرسائل .. كانت بينهما صداقة .. حياة .. ماربولس الرسول يجلس إلى جوار القديس يوحنا ذهبي الفم يشرح له .. هكذا الأنبا بيشوي كان صديق شخصي لأرميا النبي لذلك في تمجيد الأنبا بيشوي نقول ” بيشوي الآرامي “ أي صديق أرميا النبي .. ونقول أيضاً :
السلام لأرميا الجديد صاحب النُسك الشديد ذو الدموع والتنهيد
أرميا الجديد لأنه شرب من روحه .. تستطيع أن تشرب من روح القديسين وتعيش بنفس منهجهم إمسك بالحياة الأبدية التي إليها دُعيت الأبدية بدأت الآن والله أعطانا هذه الحياة تدريب على الأبدية وكل من تدرب على الأبدية كانت من نصيبه ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين

عدد الزيارات 3185

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل