كل القلب

Large image

هنقرا جُزء مِنَ سِفر التكوين لموسى النبى بركاته على جميعنا آمين :[ وحدث بعد هذهِ الأمور أنّ الله امتحن إِبرهيم 0 فقال لهُ يا إِبراهيم 0 فقال هأنذا 0 فقال خُذ ابنك وحيدك الّذى تُحبّهُ إِسحق واذهب إِلى أرض المُريّا وأصعِدهُ هُناك مُحرقةً على أحد الجِبال الّذى أقولُ لك 0 فبّكر إِبرهيم صباحاً وشدّ على حِمارهِ وأخذ اثنين مِنَ غِلمانِهِ معهُ وإِسحق ابنهُ وشقّق حطباً لِمُحرقةٍ وقام وذهب إِلى الموضِع الّذى قال لهُ الله 0 وفِى اليوم الثالِث رفع إِبرهيم عينيهِ وأبصر الموضع مِنَ بعيدٍ 0 فقال إِبرهيم لِغُلاميهِ اجلِسا أنتُما ههُنا مع الحِمار 0 وأمّا أنا والغُلام فنذهبُ إِلى هُناك ونسجُدُ ثُمّ نرجِع إِليكُما 0 فأخذ إِبرهيم حطب المُحرقة ووضعهُ على إِسحق ابنهِ وأخذ بيدهِ النّار والسكّين 0 فذهبا كِلاهُما معاً 0 وكلّم إِسحق إِبرهيم أباهُ وقال يا أبىِ 0 فقال هأنذا يا ابنىِ 0 فقال هُوذا النار والحطب ولكِن أين الخرُوف للمُحرقة 0 فقال إِبرهيم الله يرى لهُ الخرُوف للمُحرقة يا ابنىِ 0 فذهبا كِلاهُما معاً 0
فلّما أتيا إلى الموضع الّذى قال لهُ الله بنى هُناك إِبراهيم المذبح ورتّب الحطب وربط إِسحق ابنهُ ووضعهُ على المذبح فوق الحطبِ 0 ثُمّ مدّ إِبرهيم يدهُ وأخذ السكّين لِيذبح ابنهُ 0 فناداهُ ملاك الرّبّ مِنَ السماء وقال إبرهيم إِبرهيم 0 فقال هأنذا 0 فقال لا تمُدّ يدك إِلى الغُلام ولا تفعل بهِ شيئاً 0 لأنّىِ الآن علِمت أنّك خائف الله فلمْ تُمسِك ابنك وحيدك عنّىِ 0 فرفع إِبرهيم عينيهِ ونظر و إِذا كبش وراءهُ مُمسكاً فِى الغابة بِقرنيهِ 0 فذهب إِبرهيم وأخذ الكبش وأصعدهُ مُحرقةً عِوضاً عنِ ابنهِ ]( تك 22 : 1 – 13 )مجداً للثالوث الأقدس الآب والإِبن والروح القُدس آمين

وصيّة الرّبّ يسوع التّى يُعلّمِها لنا هى [ تُحِب الرّبّ إِلهك مِنَ كُلّ قلبك ومِنَ كُلّ فِكرك ومِنَ كُلّ قُدرِتك ] ، وأمام هذهِ الوصيّة يخجل الإِنسان مِنَ نِفَسه عِندما يرى ما فعلهُ أبونا إِبراهيم مع إِبنهِ إِسحق ، إِبنه وحبيبه ووحيده ، فعِندما طلب الله مِنَ إِبراهيم أن يُقدّم لهُ إِسحق إِبنه قال لهُ [ خُذ إِبنك وحيدك الّذى تُحبّهُ إِسحق ] ، فكان مِنَ المُمكِن أن يقول إِبراهيم لله أنّهُ إِبنىِ وحيدىِ فسابقهُ الله لِكى يعلم أنّهُ يعرِف أنّ إِسحق هو وحيده وهو الّذى يُحبّه ، بل وقال لهُ إِسحق أى طلبه بإِسمه أيضاً إِنّ الله قد أعطى لإِبراهيم عطيّة وخاف أن تأخُذ هذهِ العطيّة قلب إِبراهيم ، فأحبّ الله أن يعمل لهُ إِمتحان ، فهُناك شرط ضرورىِ للتعامُل مع الله وهو أن يكون الإِنسان مع الله بِكُلّ قلبه أحبّ الله أن يمتحِن إِبراهيم فِى نُقطة ضعفه ، لأنّ إِسحق عِنده 38 عام بِدليل أنّهُ حمل الحطب ، أى أنّ إِبراهيم قد فرِح بهِ إِلى أن كبر لِهذهِ الدرجة ، فكان مِنَ الصعب عليهِ أن يُقدّمهُ لله بِهذهِ السهولة ، فكان مِنَ المُمكِن أن يطلُب مِنَ الله أن يأخُذ أراضيه أو أملاكه أو حتى زوجته التّى يُحبّها ولا يأخُذ منهُ إِسحق الله يُحِب أن يكون الإِنسان يُحبّهُ مِنَ كُلّ قلبه ، [ الباب ضيّق وكثيرون هُم الّذين يجِدونه ] ، مَنَ هُم الّذين يجِدونه ؟ هُم الّذين يُحبّونه مِنَ كُلّ قلوبهُم ، لِذلِك لا نتعجّب أنّ قليلون هُم الّذين يحِدونه ليس بِسهل علينا أن يكون كُلّ ما لنا لله ، ولكِن هذا ليس مُستحيل لأنّنا[ لا نعرِف آخر سِواه ] ، الله يُريدنا بِجُملِتنا ويُريد أن تكون مكانته فِى قلوبنا مُرتفِعة جِداً ولا يُحِب أن يكون هُناك مُنافِس لهُ فِى قلب الإِنسان لا يُحِب أن تتكِل على أى شخص سواء زوج أو أخ أو صديق ،[ أنا أنا هو مُعزّيكُم يقول الرّبّ ] ، لا نضع الرجاء فِى أحد غيره ،[ ليس بأحد غيّرهِ الخلاص ] ، لا نضع قلوبنا على آخر لأنّ هذا الآخر يزول وكيف نعتمِد على شىء يزول ؟ أمّا الله فلا يزول ، الله يُحِب أن يدخُل معنا فِى إِختبارات صعبة لِكى يُعلّمِنا أنّهُ ليس لنا آخر سِواه طلب الله فِى العهد القديم مِنَ بنىِ إِسرائيل تقديس كُلّ بِكر وكُلّ فاتِح بطن ، فإِنّ البِكر هو إِبنىِ وأخر إِبن وهو أول فرحة ، يُريد الله مِنَ هذا أن يعرِف هل نحنُ نُعطيه بِفرح أم لا ؟ هل نُعطيه بِكُلّ قلوبنا ؟ هل نُعطيه مِنَ فضلاتنا أم مِنَ إِعوازنا ؟ يُريد الله أن تكون فرحِتنا لهُ وبهِ ، [ فبكّر إِبرهيم ] ، إِنّ كلِمة ( بكّر ) تحمِل تفاسير ومعانىِ كثيرة حيثُ أنّهُ لمْ يتناقش ولمْ يتراجع وواثِق فِى كلام الله [ مِنك الجميع ومِنَ يدك أعطيناك ] لابُد أن نرفع السكّين على كُلّ ما هو عزيز علينا ، كُلّ إِنسان لهُ إِسحق ويرى الله أنّ الشخص رفع السكّين عليه يُعطيه الله بدلاً منّه خروف ، كُلّ إِنسان مربوط بِهذا العالمْ لا يُمكِن أن يُعطىِ قلبه لله ، أمّا عِند فك الرِباطات يصل القلب لله ونقدِر أن نقول فِى القُدّاس وبِكُل أمانة عِندما يقول أبونا ( أين قلوبكُم ؟ ) 00( هى عِند الرّبّ ) الله يُريد منّا أن لا نضع ثِقتنا فِى غيّره ، إِيليا النبىِ كان الله يعوله ويعتنىِ بهِ فقد أتى بهِ إِلى النهر وكان يُرسِل لهُ غُراب عَنَ طريقه يأكُل ، وأيضاً جعلهُ يذهب إِلى أرملة ورغم أنّها فِى مجاعة ولمْ يكُن لديّها شىء إِلاّ أنّها قدّمت كُلّ ما عِندها ، لِذلِك فقد بارك الله فيما عِندها إِن نظرت إِلى ما عِندىِ صعب أن أُقدّمه لله ، فهى مُعادلة صعبة وتكاد تكون مُستحيلة ، أمّا إِذا نظرت إِلى مواعيد الله وإِلى حُبّه مِنَ كُلّ القلب هان كُلّ شىء ، الله يُحِب أن يكون أولاً فِى كُلّ شىء فِى صِحتىِ 00فِى حاجاتىِ 00فِى أولوياتىِ [ لا يقدِر أحد أن يخدِم سيّدين 00] ، طالما السيّد المسيح هو سيّدىِ فا أنا أطيعه ولا يكون لىِ شىء فِى نِفَسىِ ، لا يجِب أن يكون لىِ سُلطان على نَفِسىِ ، سيّدىِ 00إِذاً ليس لىِ حقوق بل علىّ واجِبات [ ذُبِح وإِشترانىِ ] ، هو إِشترانىِ فا أنا مِلكه ، كُلّ الناس لهُم أن يتصرّفوا كما يشاؤون أمّا أنا فكما يشاء مولاى ،[ أنت عبد الله فلا تعمل لِغيره ولا تُرضىِ غيره ] ، فإِنّ إِرضاءنا لابُد أن يكون لِسيّدنا فقط يُحِب الله أن يمتحِن ويُجرّب الشىء الضعيف الّذى فِى الإِنسان لِكى يختبِر الإِنسان قوة عمل الله معهُ وتدبيراته ومحبّته ، عامِلنىِ كما تُحِب وكما ترغب قُدنىِ حيثُ أنت تشاء ، لابُد أن أرفع على إِسحق الّذى بِداخِلىِ سكّين المحبّة وسكيّن النِعمة ما الفرق بين تقدِمة هابيل وتقدِمة قايين ؟ لقد قدّم هابيل مِنَ أجود وأثمن وأجمل ما عِنده ، أما قايين فإِنّهُ قدّم مِنَ أسوء ما يمتلِك ، وهذا هو سبب عدم قبول ذبيحتة فهو كان يفعلها كواجِب عليهِ [ الّذى لىِ فِى السماء ومعهُ لا أُريد شىءً على الأرض ] ، مَنَ الّذى ينجح إِذا وُضِعت فِى صراع بين الله وبين شىء غالىِ عِندىِ ؟الأنبا أنطونيوس باع كُلّ أمواله ، وفعل هذا كثيرون أيضاً مِنَ الآباء الشهيد مارِجرجس أيضاً باع كُلّ ميراثه بعد موت والِدته مع أنّهُ لمْ يكُن يعزم على الرهبنة فإِنّهُ كان سيُكمِل حياته مع زوجة لهُ مَنَ يُحبّه الله يضعه فِى إِختبار الحُب لِكى يُعلّمه كيف ينجح فِى هذا الإِختبار الصعب ، هدفىِ خلاص نِفَسىِ وحياتىِ الأبديّة ، فإِنّ كُلّ الأمور الأرضيّة تزول فلا أضع نِفَسىِ فيها ، حُب الله فِى القلب لابُد أن يتقدّم على أى حُب آخر حتى على حُبىِ لأهلىِ ، الله أعطانا العواطِف لأجله ولِكى نُحبّه ونحنُ نُحِب بعضنا لأنّهُ هو أحبّنا ولأجلهُ ،[ حبّوا بعضكُم بعضاً كما أنا أحببتكُم ] [ قُلت لِنِفَسىِ نصيبىِ هو الرّبّ ] ، هل وصلت إِلى هذهِ الدرجة أن يكون الله فقط هو نصيبك ؟ الله يُحِب الّذين يُكرمونه هو أولاً [ أُكرِم الّذين يُكرموننىِ ] رغم المرارة التّى كانت تُعانيها القديسة حنّة النبيّة قبل أن تلِد إِلاّ أنّها عِندما أعطاها الله صموئيل قدّمتهُ لهُ بِكُلّ فرح وأيضاً طلبت قديسة مِنَ العذراء مريم أن تُعطيها إِبن لِكى تُقدّمه للإِستشهاد وكان هذا الإِبن هو البابا بُطرُس خاتِم الشُهداء قديسات كثيرات كُنّ يُقدّمِنّ أبنائهُنّ للإِستشهاد مِثل القديسة صوفِيّا وبناتِها بستيس وهلبيس وأغابىِ اللواتىِ إِستشهدن وعُمرهُنّ9 ، 10 ، 11 سنة أمام أُمهُنّ ولم تخشى عليهُنّ مِنَ هذا الإِستشهاد قوة وعظمة وجبروت [ لمْ يُحبّوا حياتهُم حتى الموت ] ، لأنّهُم أحبّوه أكثر مِنَ ذواتهُم ، لِذلِك فقد هانت عليهُم أنفُسهُم عِندما يكون الإِنسان داخلهُ محبّة لله فإِنّهُ يفعل كُلّ شىء أولاً لِربِنا ، مَنَ يفعل هذا لابُد وأن تكون صلاته هى أولوياته ، قُدّاساته هى كُلّ شىء عِنده ، كلام الله والكِتاب المُقدّس هو كُلّ ما لهُ ربِنا يسنِد كُلّ ضعف فينا بِنعمِته ولإِلهنا المجد دائِماً أبدياً آمين

عدد الزيارات 1391

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل