الحوار مع الله حوار الضيق

Large image

بِنعمِة ربِنا سوف نتكلّم معاً اليوم فِى موضوع هُوَ بِمثابِة عمود الحياة مَعَ الله وَأساسها ، سوف نتكلّم عَنَ " الحديث مَعَ الله " كثير مِنْ النّاس يقُولُون نحنُ لاَ نعرِف أنْ نتحدّث مَعَ الله ، نقِف معهُ وَ لاَ نعرِف ماذا نقُول ، بعد مرور قليل مِنْ الوقت نختِم الصلاة 0توجّهت إِليهِ بالسؤال : هل عِندك مشاكِل ؟ عِندِى ، هل عِندك خطايا ؟ عِندِى ، هل عِندك هُموم ؟ عِندِى ، هل عِندك أُمور لاَ تعرِف أنْ تتخلّص مِنها فِى حياتك تتسبّب لك فِى ضيق وَتعب ؟ عِندِى جِدّاً ، وَفِى تعجُّب00عِندك كُلّ هذِهِ الأُمور بِداخِلك ، شُحنات وَمشاعِر وَمشاكِل وَلست قادِر أنْ تأخُذ مِنها مادة للحديث مَعَ الله !! لاَ00لاَ00إِذن يوجد خطأ عِندك ، يوجد وجه تقصير إِنّ موضُوع الحديث مَعَ الله لموضُوع طويل يحتاج لِعدّة جلسات ، وَلكِن سوف نأخُذ مِنْ موضُوع الحديث مَعَ الله حديث الضيق مَعَ الله لِعدّة أسباب ، لأنّهُ موضُوع هام ، فمَنَ مِنّا يوِد أنْ يتحدّث مَعَ ربِنا فِى وقت الضيق ، وَمَنْ مِنّا لاَ يمُر بأوقات ضيق وَأوقات عصيبة ، كثيراً جِدّاً ما نمُر بِها وَالحديث مَعَ الله يتخِذ عدّة أشكال مِنها :-

حديث التوبة حديث التسبيح حديث الإِيمان
حديث الصبر وَالمُثابرة حديث التضرُّع
أشكال عديدة وَلكِنّنا الآن بِصدد " حديث الضيق " ، سوف أستشهِد فِى هذا الحديث بالكِتاب المُقدّس وَشخصيّات الكِتاب المُقدّس لِكى نتعرّف مِنهُم عِندما كانُوا يمُرّون بأوقات الضيق ما كان نوع وَشكل حديثهُم مَعَ ربِنا ، وَما كانُوا يقُولُون ؟
سوف نأخُذ رِحلة إِلَى سِفر الخروُج الإِصحاح الثانِى ، وَنجِد أنّ هذا الإِصحاح يتكلّم عَنَ عبوديّة وَمذلِّة بنِى إِسرائيل ، إِذنْ ماذا فعلُوا ؟إِقرأ معِى خروُج 2 : 23 [ 000وَتنهَّدَ بَنُو إِسرائيل مِنَ العُبُوديَّةِ وَصَرَخُوا] ،ماذا فعل بنِى إِسرائيل ؟ تنهُّد ، الإِنسان يتنهَّد عِندما يكُون الأمر فوق طاقتِهِ وَشاعِر أنّهُ مهمُوم وَمُتضايِق [ فصعد صُراخُهُمْ إِلَى الله مِنْ أجل العُبُوديَّةِ 0 فسمِع اللهُ أنيِنهُمْ 000]( خر 2 : 23 - 24 ) ، إِذنْ الله سمِع أنينهُمْ ، الله يسمع الأنين ، لِذلِك نلغِى كلِمة أنّنا لاَ نعرِف أنْ نتكلّم ، فبِمُجرّد أنْ تتنهَّد فهو يسمع الأنين وَالتنهُّد ، إِنّهُ وعد جميل ، فِى حالِة أنّك لاَ تعرِف كيف تتحدّث إِلَى ربِنا قِف أمامهُ صامِت وَتنهَّد لهُ ها هُو بنِى إِسرائيل كان يتنهَّد مِنَ العُبُوديَّة – عُبُوديّة فرعُون – وَأنت تتنهَّد مِنَ عُبوُديَّة الخطيّة ، عُبوُديَّة الشهوة وَالمادّة وَالعالم ، ما كُلَّ دى عُبُوديّة [ فسمِع الله أنينهُمْ فتذكَّر اللهُ مِيثاقهُ مَعَْ إِبراهيم وَإِسحق وَيعقُوب ] ( خر 2 : 24 ) ، تذكَّر الله ، هل الله ينسى ؟ لاَ00وَلكِن بِتنهُّدك أمام الله تُذكِّرهُ بِمواثيقة وَمواعيدة ،يقُول الكِتاب [ وَنظر اللهُ بنِى إِسرائيل وَعلِم اللهُ ] ( خر 2 : 25 ) أيضاً سوف نرى أنّهُ كيف عِندما ذهب مُوسى إِلَى فرعُون كى ما يُحنِّن قلبهُ على بنِى إِسرائيل ، إِنتهرهُ وَقال لهُ [000فإِنّهُمْ مُتكاسِلُونَ لِذلِك يصرُخُون قائِلين نذهب وَنذبح لإِلهنا ، فقال مُتكاسِلُون أنتُمْ مُتكاسِلُونَ فالآن إِذهبُوا إِعملُوا ] ( خر 5 : 8 ، 17 ، 18 ) ، وَإِبتدأ يُزيِد عليهُم الأثقال فقال الشعب لِمُوسى وَهارُون [ فقالُوا لهُما000لأنَّكُما أنتنتُما رائِحتنا فِى عينى فرعون وَفِى عُيُونِ عبيدِهِ حتَّى تُعطيا سيفاً فِى أيدِيهمْ لِيقتُلُونا ] ( خر 5 : 21 ) ، يا لهُ مِنْ موقِف صعب على مُوسى ، نَفْسَه مُحبطة وَحزيِن ، لاَ يعرِف أنْ يتعامل مَعَْ فرعُون أو كيف يحِل مُشكلِة شعبه ، ألم نكُن نحنُ أحياناً كثيرة مُحبطُون وَمُتضايِقُون ، وَلكِن هلّمُوا لِنعرِف ماذا فعل مُوسى ؟ [ فرجِع مُوسى إِلَى الرَّبِّ وَقال يا سيِّدُ لِماذا أسأتَ إِلَى هذا الشَّعبِ 0 لِماذا أرسلتنِى ] ( خر 5 : 22 ) ، يتكلّم مُوسى إِلَى الرّبّ وَيقُول فِى قلبِهِ يارب بِما أنّك تعرِف أنّ فرعُون سوف يحرجنِى إِذنْ لِماذا أرسلتنا ، فإِنّهُ مُنذُ دخلت إِلَى فرعُون لأتكلّم بإِسمك أساء إِلَى هذا الشّعب وَأنت لَمْ تُخلِّص شعبك ، إِذنْ نتعلّم كيف نتكلّم مَعَْ الله فِى الفشل وَفِى الضيق وَفِى الإِصحاح 6 : 1 مِنْ سِفر الخرُوج يقُول[ فقال الرَّبُّ لِمُوسى الآن تنظُرُ ما أنا أفعلُ بِفِرعونَ 000] ، ألَمْ يقُل الرّبّ لاَ00لاَ00أنت تتكلّم معِى بإِسلُوب سىَّء وَأنا الرّبُّ إِلهُك ، لاَ00الله يعرِف الضعف وَالجهل وَالنقص ،وَ لاَ يُعامِلنا بِحسب كماله إِنّما بِحسب ضعفِنا ، معقول أنا أعمل عقلِى بِعقلك ، أنا أكبر مِنْ ذلِك ، أنا إِلههُ وَأُعامِلكُم على أنّكُمْ أولادِى وَيقُول الكِتاب [ فقال الرّبُّ لِمُوسى الآن تنظُر ما أنا أفعلُ بِفرعون 0 فإِنّهُ بِيدٍ قوِيَّةٍ يُطلِقُهُمْ وَبيَدٍ قوِيَّةٍ يطرُدُهُمْ مِنْ أرضِهِ ] ( خر 6 : 1 ) ، نأمل جميعاً أنْ نصرُخ إِلَى الله ربنا ، إِلَى متى تترُكنا فِى عُبُوديّة فرعون ، لِماذا تتأخّر ؟ خلِّصنا مِنْ عُبوديّة الخطيّة نستعرِض موقِف آخر بين الله وَمُوسى ، عبد شعب بنِى إِسرائيل عِجل ذهبِى ، فحزِن الرّبّ ، وَدار حِوار بين الله وَبين مُوسى ،[ فالآن أُترُكنِى لِيحمى غضبِى عليهمْ وَأفنيهُمْ 0 فأُصيِّركَ شعباً عظيماً ] ( خر 32 : 10 ) ، ما هذا أكان مُوسى يمسِك الرّبّ وَيُقيِّدهُ !! هُنا تتضِح الشّفاعة لأنّ بعضً مِنْ إِخوتنا البروُتُستنت يقُولُون أنّهُ لاَ توجد شفاعة ، وَماذا عَنَ تشفُّع أبونا إِبراهيم فِى سدوم وَعمورة ، وَلكِن هُمْ الّذين لَمْ يكُنْ لديهُم عدد الأبرار [ فتضرّع مُوسى أمام الرّبّ إِلههِ 0 وَقال لِماذا ياربُّ يحمى غضبُك على شعبِك الّذى أخرجتهُ مِنْ أرضِ مِصرَ بِقوَّةٍ عظِيمةٍ وَيدٍ شدِيدةٍ 000إِرجع عَنْ حُمُوِّ غضبِك وَأندم على الشَّرِّ بِشعبِكَ ] ( خر 32 : 11- 12 ) ، ما هذا الكلام الّذى يتكلّم بِهِ مُوسى ؟! يقُول للرّبّ إِلههُ " إِندم "، وَيقُول لهُ " إِرجع " ، إِنّها الدالّة ، مُوسى يتكلّم مَعَْ الله بِدالّة ، لِذلِك يُقال عَنَ مُوسى أنّهُ كان يتكلّم مَعَْ الله كمَنَ يُكلِّم صاحِبهُ ، مُوسى يقُول " إِندم " وَربِنا قابِل أمّا أنا عِندما أتكلّم مَعَْ الله أتكلّم وَكأنِّى أُكلِّم الهواء أو الجُدران ، أكلِّم شىء وَأنا غير حاسِس بِوجُوده ، لِذلِك يقُول أحد الآباء القديسين[ عِندما تُصلِّى إِلَى الله فإِنّ أُذُن الله قريبة جِدّاً لِشفتيك ] يعُود وَيقُول [ أُذكُر إِبراهيم وَإِسحق وَإِسرائيل عبيدك الّذين حلفتَ لهُمْ بِنَفْسِكَ وَقُلتَ لهُمْ أُكثِّر نسلكُمْ كنُجُوم السَّماء 000فندِم الرَّبُّ على الشَّرِّ الّذى قال إِنّهُ يفعلُهُ بِشعبِهِ ]( خر 32 : 13 – 14 ) ، ما هذا الله ندم ؟؟!! نعم الله ندم [ وَالآن إِنْ غفرتَ خَطيَّيتهُمْ 0 وَإِلاَّ فامحُنِى مِنْ كِتابك الّذى كتبتَ ] ( خر 32 : 32 ) ، لأول وهلة نُلاحِظ مِنَ الحِوار أنّ صيغة مُوسى فِى الحِوار بِها تهديد ، أيُعقل أنْ يقُول مُوسى إِرجع & إِندم & وَإِلاَّ 000حِوار حىّ بِهِ أعماق غير عاديّة وَيقُول الكِتاب [ فتضرّع مُوسى أمام الرَّبِّ إِلهِهِ 0 وَقال لِماذا ياربُّ يحمى غضبُكَ على شعبِك الّذى أخرجتهُ مِنْ أرضِ مِصرَ بِقوَّةٍ عظِيمةٍ وَيدٍ شدِيدةٍ 0 لِماذا يتكلّمُ المصريُّون قائِلين أخرجهُمْ بِخُبثٍ لِيقتُلهُمْ فِى الجِبال وَيُفنِيهُمْ عَنْ وَجهِ الأرض]( خر 32 : 11 – 12 ) نجِد أنّ مُوسى يضغط على الله فِى موضِع حسّاس ، لاَ يارب لاَ ، هذا الكلام لاَ يصِح أنْ يُقال عليك ، لاَ يصِح أنْ يتكلّم مُوسى مَعَْ ربِنا بِهذا الأُسلُوب إِنّ مُوسى يُفكِّر الله بِوعودة وَميثاقة ، هذا ما يجِب علينا فِعلهُ مَعَْ الله ، نكلّمه بِدالّة البُنوّة قائلين : يارب أليس نحنُ أبنائك ، لِماذا تترُك النّاس يُعيّروننا ، لِماذا يرتفِع عدّوِى علىّ وَالّذين يُحزِنوننِى يتهلّلوُن إِنْ أنا زللت ، ما أجمل الدالّة التّى يتحدّث بِها مُوسى ، وَما أجمل العِلاقة التّى بينّه وَبين ربِنا ، إِنّها صلاة تخرُج مِنْ أعماق قلب وَنَفْسَ مُرّة ، صعب ألاَّ يكُون لنا لِسان لِنتكلّم بِهِ مَعَْ الله ، صعب وَالآن سوف نرى نموذج آخر لِحِنّة النبيّة أُم صموئيل النبِى ، إِنّها إِمرأة عاقِر وَفِى ذلِك الوقت المرأة العاقِر كانت تحس بالخزى وَالعار لأنّهُ إِنقطع رجاؤُها أنْ يأتِى المسيح مِنْ نسلِها ، وَفِى هذا الموقِف ماذا كانت حِنّة تفعل ؟ يقُول الكِتاب [ كانت مُرّة النَفْسَ ] ، إِذنْ ما حل النَفْسَ المُرّة ؟[000 فصلّت إِلَى الرّبّ وَبكت بُكاءً وَنذرت نذراً وَقالت يارب الجُنود إِنْ نظرت نظراً إِلَى مذلِّة أمتكَ وَذكرتنِى وَلَمْ تنسَ أمتك بل أعطيت أمتك زرع بشرٍ فإِنِّى أُعطِيهِ للرَّبِّ كُلَّ أيَّامِ حياتِهِ وَ لاَ يعلُو رأسهُ مُوسى ] ( 1 صم 1 : 10 – 11 ) ، نُلاحِظ أنّ التضرُّع يجلِب عطايا إِلهيّة ، وَيجذِب قلب الله بِقوّة ، وَذلِك يتضِح فِى عدد مرّات ذِكر كلِمة أمتك [ 000وَذكرتنِى وَلَم تنس أمتك بلْ َأعطيتَ أمتك ذرع بشرٍ فإِنِّى أُعطيهِ للرّبِّ كُلّ أيّامِ حياتِهِ وَ لاَ يعلُو رأسهُ مُوسى 0 وَكان إِذْ أكثرتِ الصَّلوة أمام الرّبِّ وَعالِى يُلاحِظ فاها 0فإِنَّ حَنَّةَ كانت تتكلَّمُ فِى قلبِها وَشفتاها فقط تتحرَّكانِ وَصوتُها لَمْ يُسمعْ 00أنَّ عالِى ظنَّها سكرى] ( 1 صم 11 – 13 ) ، أىّ أنّهُ مِنْ المُمكِن أنْ يتكلّم الإِنسان بِشفتيهِ فقط وَصوتهُ لَمْ يخرُج ، لكِن الله يسمع أىّ إِنِّى عِندما أقِف أمام الرّبّ فإِنّهُ دوماً يحس بىّ ، لِذلِك مُمكِن أنْ أقِف أتمتِم فقط ، أُخرِج مرارِة نَفْسَى وَالله يعرِف وَيحس وَيسمع ، لِذلِك يقُول الكِتاب أنّ ربِنا قال لها طلبتِك مُجابة وَإداها فِعلاً صموئيل الّذى تفسيره " الله يسمع " إِنّ كلِمة " الله يسمع " ، دى ثِقة مُهِّمة جِدّاً لازِم تدخُل حياتنا وَ أنْ تكُون ساكنة بإِعماقنا ، الأمر يلزم أنْ تكُون هُناك عِلاقة حيّة وَصِلة قويّة بينِى وَبين ربِنا ، حتّى وَ لو خاننِى التعبير الله لاَ يغضب وَلكِن بِرفق وَحُب يُعامِلنا ، وَالدليل على ذلِك كلام مُوسى [ أخرجتهُم بِخُبثٍ ] ، [ أديّان الأرض لاَ يصنع عدلاً ] ، هذا فِعلاً كلام لاَ يصِح أنْ يُقال فِى حضرِة الرّبّ ، وَلكِن بِصراحة عِندما أمتثِل أمام ربّ الجُنُود لاَ أختار الألفاظ ، أنا أتحدّث مِنْ تلقاء مشاعرِى ، هذِهِ هى الحياة وَالرّوح الحىّ بينِى وَبين ربِّى وَمُخلِّصِى يَسُوعَ المسيح وَهُنا فِى سِفر أخبار الأيّام الثانِى الإِصحاح العشرين ، نجِد صلاة مِنْ أحد ملُوك يهوذا الأتقياء ، يهوذا جميع ملوكها كانُوا أشرار ما خلا ثلاثة لابُد لنا مِنْ معرفتهُم – ربِنا يدّبر وَنعمل عنهُم دِراسة – هُم يهُوشافاط & حزقيا & يوشيا ، الّذين وَمِنْ أجلهُم ربِنا حفظ مملكِة يهُوذا وَجعل سبيها بعد السامرة بـ 135سنة أخبار الأيّام الثانِى إِصحاح 20 بِها صلاة للملِك يهُوشافاط ، تلاها عِندما كان على وشك دخُول حرب وَهُوَ لاَ يعلم وَمُتردِّد أيخُوضها أم لاَ ، فتوجّه لِربِنا بالصلاة قائِلاً[ يارب إِله آبائنا أمّا أنت هُوَ الله فِى السّماء وَأنت المُتسلِّطُ على جميع ممالِك الأُمم وَبِيدك قوّة وَجبروُت وَليس مَنْ يقِف معك 0 ألست أنت إِلهنا الّذى طردت سُكَّان هذِهِ الأرضِ مِنْ أمام شعبِك إِسرائِيل وَأعطيتها لِنسلِ إِبراهيم خليلك إِلَى الأبد ] ( 2 أخ 20 : 6 – 8 ) ،[ يا إِلهنا أما تقضِى عليهُمْ لأنّهُ ليس فِينا قُوَّةٌ أمام هذا الجُمهُورِ الكثير الآتِى علينا وَنحنُ لاَ نعلمُ ماذا نعملُ وَلكِنْ نحوك أعيُنُنا ] ( 2 أخ 20 : 12 ) ، وَكان كُلّ يهُوذا واقِفين أمام الرّبّ وَأطفالهُم وَبنيهُم ، لِذلِك قال الرّبّ أُدخُل الحرب وَدخل فإِنتصر ، لِذلِك قال الرّبّ [000 آمِنُوا بالرّبِّ إِلهِكُمْ فتأمنوُا000 ] ( 2 أخ 20 : 20 ) إِفرِض إِنّك حيران فِى أمرٍ ، قِف أمام الرّبّ وَقُل لهُ لاَ أعرِف ماذا أفعل وَلكِن نحوك عينىّ ، أأدخُل الحرب أم لاَ ؟ عيُوننا نحوك ، عيُوننا عليك ، أملنا فِيك ، رجائنا عِندك ، النُصرة مِنْ عِندك ، وَنجِد أيضاً داوُد يقُول للرّبّ [ خاصِم ياربُّ مُخاصِمىَّ0قاتِلْ مُقاتِليَّ ] ( مز 35 : 1 ) ، لازِم نتشاوِر مَعَْ الله فِى أىّ خطوة ، ياما أنفُس يا أحبّائِى تفقِد دالّتها عِند ربِنا ، تفقِد إِحساسها مَعَْ الله ، لاَ تعلم ماذا تقُول مِنْ وقت قريب أتت إِلىّ فتاة وَمعها ورقة " فلوُسكاب " مليئة عَنَ أخِرها وَمازالت تحكِى وَتحكِى وَتسرِد ، فقطعتها قائِلاً وَهل أنتِ صليتِ مِنْ أجل كُلّ هذِهِ الخطايا ؟ وَكان ردّها بس أنا لاَ أعرِف كيف أُصلِّى ، قُلت لها قفِى أمام الرّبّ ، يارب عِندِى إِدانة ، عِندِى عين شرّيرة ، أعطينِى يارب لِسان أدب ، أعطينِى رُوح حِكمة ، أعطينِى يارب عِفّة جسد وَنَفْسَ ،أعطينِى إِنضباط لِعينىّ ، فلنُكلِّم ربِنا بالواقِع ، نفتح قلوبنا أمامهُ بِدون خِزى لأنّهُ يعلم ضعفِنا وَهُو حنون لِكى يرحمنا وَيُعطينا نعمة وَغلبة وَالآن سوف نستعرِض حديث مِنْ أحاديث الضيق الشهيرة فِى الكِتاب المُقدّس ، نأخُذ مِنهُ آيتين فقط لأنّهُ حديث طويل جِدّاً ، حديث أيوب مَعَْ الله ، طبعاً جميعنا نعرِف المصائِب التّى حلّت بأيوب أيوب 7 يقُول فِيهِ أيوب مُناجِياً الرّبّ[ قَدْ ذُبتُ 0 لاَ إِلَى الأبد أحيا 0 كُف عنِّى لأنّ أيّامِى نفخةٌ ] ( أى 7 : 16 ) ، كِفاية هوان ، أُترُكنا لِبُرهة ، إِنّهُ يتكلّم مَعَْ الله بِمُنتهى الأمانة ، يارب لِماذا تركِّز علىّ ؟ [ حتّى متى لاَ تلتفِت عنِّى وَ لاَ تُرخينِى ( أىّ تترُكنِى ) ريثما أبلعُ ريقِى ] ( أى 7 : 19 ) ، أترون البار يا أحبائِى ، كُلّ هذِهِ التجارُب ! ما أجمل أنْ تتحّول التجارُب إِلَى خِبرة وَعِشرة مَعَْ الله ، حتّى وَإنْ خرجت عَنَ أُسلُوب اللِياقة ، الله يقبل يقُول أيوب أأخطأت 00إِفرِض أنّنِى أخطأت وَلكِن [00 ماذا أفعلُ لك يا رقيب النّاسِ 0 لِماذا جعلتنِى عاثُوراً لِنَفْسِكَ حتَّى أكُونَ على نَفْسِى حِملاً ] ( أى 7 : 20 )[ وَ لِماذ لاَ تغفِرُ ذنبِى وَ لاَ تُزيلُ إِثمِي لأنِّى الآنَ أضطجعُ فِي التُرابِ تطلُبنِي فَلاَ أكُونُ ]( أى 7 : 21 ) فِى أيوب 9 يقول أيوب [ ليس بيننا مُصالِحٌ يضعُ يدهُ على كِلينا ] ( أى 9 : 33 ) ، ألاَ يوجد أحد لِيُصالِحنا سوياً ، وَهذِهِ كانت إِشارة إِلَى التجسُّد الّذى هُوَ بِمثابِة صُلح بين الإِنسان وَبين الله فِى أيوب 10 يقُول [ قَدْ كرهت نَفْسَى حياتِى 000قائِلاً لاَ تستذنبنِي فهّمنِي لِماذا تُخاصِمُنِي 0 أحسنٌ عِندك أنْ تظلِمَ أنْ تُرذِلَ عمل يديك وَتُشرِقَ على مشُورةِ الأشرارِ ]( أى 10 : 1 – 3 ) ، يا لهُ مِنْ كلام قوِى ، ياربِى أتُرذِل عمل يديك وَتجعلهُ يتألّم ، وَفِى نَفْسَ الوقت أرى الّذين يعيشُون فِى خلاعة سُعداء وَتُشرِق شمسك عليهُم [ ألك عينا بشرٍ أمْ كنظرِ الإِنسانِ تنظُرُ 0 أأيَّامُك كأيَّامِ الإِنسانِ أمْ سُنوكَ كأيَّامِ الرَّجُلِ 0 حتَّى تبحثُ عَنْ إِثمِي وَتُفَتِّشُ على خطيَّتِي ] ( أى 10 : 4 – 6 ) ، وَها هُوَ أيوب يتساءل فِى عجب هل أنا إِنسان لِى ظروُف مِثلك حتّى تفعل كُلّ هذا معِى ؟! ، لِدرجِة أنّهُ عِندما فاض بِهِ الكيل قال [ فِى علمِك إِنِّى لستُ مُذنِباً وَ لاَ مُنقِذَ مِنْ يدِكَ ] ( أى 10 : 7 ) ، يارب أنا لستُ مُخطىء وَفِى الوقت نَفْسَه أنت لَمْ تترُكنِى إِنّهُ حِوار قوِى مَعَْ الله ، مُمكِن أنْ يكُون أيوب مُخطىء فِى حِواره مَعَْ الله بِقولِهِ [ لك عين بشر & تُرذِل & تظلِم ] ، كُلّ هذِهِ كلِمات لاَ يجوز أنْ تُقال فِى حضرِة الرّبّ ، وَلكِن مَعَْ كُلّ ذلِك فالرّبّ يعرِف وَيحِن وَيعذُر وَيُوافِق لِنأخُذ مِثال آخر مِنْ الكِتاب المُقدّس وَهُوَ رجُل الله إِيليا النبِى ، لِننظُر للموقِف الّذى حدث لإِيليا عِندما كان عِند الأرملة التّى تكفّلتهُ ، حدث أنّ إِبنها الوحيد مات وَهى ليس لها أحد سِواه ، فنجِد إِيليا يُخاطِب الله قائِلاً يارب هل أحضرتنِى لِحضُور هذا الموقِف ، إِبنها يموت وَأنا عِندها وَهى تعرفنِى إِنّنِى رجُل الله ، 1ملو : 17 إِيليا يُحاوِر الله وَقلبهُ يحترِق ،يقُول الكِتاب[ وَصرخ إِلَى الرّبّ وَقال أيُّها الرّبُّ إِلهِى أأيضاً إِلَى الأرملة التّى أنا نازِل عِندها قَدْ أسأت بإِماتتك إِبنها ] ( 1 ملوك 17 : 20 ) ، ما هذا ؟ " أأيضاً " إِنّها تُعنِى أنّ هُناك أشياء أُخرى قَدْ أساء الرّبّ فِيها وَلكِن يقُول الكِتاب [ فتمدّد على الولد ثلاث مرّاتٍ وَصرخ إِلَى الرَّبِّ وَقال ياربُّ إِلهِي لِترجِعْ نَفْسُ هذا الولدِ إِلَى جوفِهِ ] ( ا ملوك 17 : 21 ) ،[ فسمِع الرّبُّ لِصوتِ إِيليَّا فرجعتْ نَفْسُ الولدِ إِلَى جوفِهِ فعاشَ ] ( 1 ملوك 17 : 22 ) ألَمْ تغضب يارب مِنْ كلِمات إِيليا ؟ يُجيِب الرّبّ مُمكِن أنْ أحاسِب إِيليا فِيما بيننا وَلكِن أنا أراعِى إِيمانه وَموقِفه وَأنّهُ يتعامل معِى كاإِله حىّ ، هذا هُوَ إِيليا الّذى كان يقُول[ 00حىّ هُوَ رَبُّ الجُنُودِ الّذى أنا واقِف أمامهُ إِنِّى اليومَ أتراءى لهُ ]( 1 ملوك 18 : 15 ) وَنجِد أيضاً إِشعياء كان يتكلّم مَعَْ الله بِدالّة وَسُلطان ، فِى إِشعياء 63 يقُول[ تطلّع مِنْ السّموات وَأنظُر مِنْ مسكن قُدسِك وَ مجدكَ 0 أين غيرتُك وَجبروتُك 0 زفيرُ أحشائِك وَمراحمُك نحوِى إِمتنعت ] ( أش 63 : 15 ) ، أنا أعرِف أنّك إِله جبّار وَغيُور أخرجت شعبك بِمجدٍ عظيم ، وَأيضاً أين زفير أحشائك ، أىّ مراحمك وَحنانك ، وَأيضاً[ فإِنّك أنت أبونا وَإِنْ لَمْ يعرِفنا إِبراهيم وَإِنْ لَمْ يدرِنا إِسرائيلُ 0 أنت ياربُّ أبُونا وَلُّينا مُنذُ الأبد إِسمُك 0 لِماذا أضللتنا يارب عَنَ طُرُقك 000 إِرجع مِنْ أجلِ عبيدك أسباطِ ميراثك ]( أش 63 : 16 – 17 ) وَكأنّهُ يُريد أنْ يقُول للرّبّ ، يارب أنت السبب فِيما نحنُ فِيهِ ، وَلكِن ياإِشعياء الّذى أضلّنا شهواتنا وَأنت تُريد أنْ تنسِبها للرّبّ ، يُجيب بِصراحة نعم لأنّك لو أردت أنْ تمنعنا لمنعتنا ، أنا سىَّء ، لِماذا ؟ لأنّك تركتنِى لأُصبِح كذلِك ، سِد يارب علىّ مسالِك الشرّ ، سِد يارب علىّ الأبواب أليس أنت ضابِط الكُلّ ، إِذن إِتخِذ أنت الخطوة الأُولى ، أحياناً عِندما يُريد الإِنسان مُعاتبة الله يقُول لهُ أحسن أن يدوُس الأعداء مقدِسك [مُضايِقُونا داسُوا مقدِسَكَ ]( أش 63 : 18 ) ، وَ ما هُوَ مقدِس الرّبّ ؟ إِنّهُ أنا ، إِذن وَمَنْ هُمْ الأعداء ؟ هُمْ الخطيّة وَالشّهوات [ ليتك تشُّقُّ السّموات وَتنزِلُ ] ( أش 64 : 1 ) ، خلّصنا ممّا نحنُ فِيهِ ، أنت ياربُّ ولُّينا ، بيت قُدسك وَجمالك ياربُّ أتترُكهُ لِيُصبِح مذلّة وَإِحتقار[ بيتُ قُدسِنا وَجمالِنا 000ألأِجلِ هذِهِ تتجلَّدُ ياربُّ 0 أتسكُتُ وَتُذِلُّنَا كُلَّ الذِّلِّ ]( أش 64 : 11 – 12 ) ، إِنّهُ أُسلُوب مِنْ العِتاب وَمِنْ القوّة وَالحرارة ، إِنّهُمْ يتكلّمون مَعَْ الله بإِسلُوب عجيب وَجميل إِذا أدركنا كيف نُخاطِب الله ، نجِد أنفُسنا نقِف فِى الصلاة نُخرِج شُحنات مِنْ قلُوبنا ، أتشتكِى لإِنسان همّك ! كُلُنا تحت الأتعاب ، كُلٍّ مِنّا بِهِ ضعف نَفْسَى وَنَفْسَ التجارُب وَنَفْسَ الضيق ، توّجه إِليهِ بِشكواك ، إِنّهُ يقبل الحِوار وَيسمع ، لِدرجِة أنّهُ يقُول لِمُوسى [ أُترُكنِى ] ، وَأيضاً يقُول لأرميا النبِى [ وَأنت فَلاَ تُصلِِّ لأجلِ هذا الشّعبِ وَ لاَ ترفع لأجلهُمْ دُعاءً وَ لاَ صلوةً وَ لاَ تلِحَّ علىَّ لأنِّى لاَ أسمعُك ] ( أر 7 : 16 ) ، مِنْ الواضِح أنّ ربِنا بِيحِب أنّ أنبيائه يسألوه مِنْ أجل الشّعب ، لكِن هذِهِ المرّة ربِنا غضبه مُعلن وَأيضاً أرميا الّذى كان يبكِى أمام الشّعب وَيُوبِخهُ ، وَلكِن أمام الله كان يُعاتِبهُ بِكلِمات قويّة ، وَنقرأ فِى أرميا 12 [ أبرّ أنت ياربُّ مِنْ أنْ أُخاصِمك 0 لكِن أُكلِّمُكَ مِنْ جِهةِ أحكامك 0لِماذا تنجحُ طريقُ الأشرارِ000 ] ( أر 12 : 1 ) ، ما أجمل وَأروع هذا الكلام الملىء بالحياة ، وَنجِد فِى أرميا 14 فِى مُنتهى القوّة يقُول[ وَإِنْ تكُن آثامُنا تشهدُ علينا ياربُّ فأعمل لأِجلِ إِسمِكَ ] ( أر 14 : 7 ) ، إِفرِض إِنِّى سىَّء وَلكِن إِسمك الّذى دُعى علينا أتترُكهُ يُهان ؟[ لأنّ معاصينا كثُرت 0 إِليكَ أخطأنا 0 يا رجاءَ إِسرائيل مُخلِّصَهُ فِى زمانِ الضِّيق لِماذا تكُونُ كغرِيبٍ فِى الأرضِ وَكمُسافِرٍ يمِيلُ لِيبيتَ ] ( أر 14 : 7 – 8 ) ، يتساءل فِى دالّة ما هذا يارب القوّات أنت ليس كالغريب ، إِنّ الأرض هى أرضك ، لِماذا تُعامِلنا بِمُنطلق إِنّك مُسافِر تمُر علينا وَتترُكنا ، أنّك إِله جبّار ألاَ تستطيع أنْ تُخلِّص ؟؟[ لِماذا تكُونُ كإِنسانٍ قَدْ تحيَّرَ كجبَّارٍ لاَ يستطيعُ أنْ يُخلِّصَ 0 وَأنت فِي وسطِنا ياربُّ وَقَدْ دُعينا بإِسمِك 0 لاَ تترُكنا ] ( أر 14 : 9 ) [لاَ تهِن كُرسِىَّ مجدِكَ 0 أُذكُر 0 لاَ تنقُضْ عهدك معنا ] ( أر 14 : 21 ) ، أُذكُر لاَ تنقُضْ عهدك معنا ، لِذلِك تجِدنا فِى التسبِحة نقُول [ لاَ تنسى العهد الّذى قطعتهُ مَعَْ آبائِنا ] لقد إِخترنا بعض النماذِج مِنْ الكِتاب المُقدّس لِكى نعرِف كيف نصنع حِوار مَعَْ الله ، إِذن تعلّم كيف تدخُل فِى حِوار مَعَْ ربِنا ، إِوعى تقول لاَ أعرِف كيف أتكلّم ، تنهّد ، ضع أمامه كُلّ همومك ، كُلّ خطاياك ، كُلّ آمالك ، كُلّ إِحباطاتك ، ضع كُلّ شىء لأنّهُ قدير ، لأنّهُ يسمع الصلاة ، وَلأنّهُ سريع الإِستجابة فإِنّهُ يُخلِّص ربِنا يسنِد كُلّ ضعف فينا بِتحنّنه وَلِربِنا كُلّ مجد وَكرامة مِنْ الآن وَإِلَى الأبد آمين

عدد الزيارات 1728

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل